بداية

رواية اسطورة الموت -26

رواية اسطورة الموت - غرام

رواية اسطورة الموت -26

زينب ببرود:اللي يسمعك يقول إن أهلي يروحو لـ جنيف و أنا أعتذر منهم لإني طفشت من السفر
ياشيخة طيييري و اللي يسمعك يقول أن جدة كـأنها نيوزلندا
حتى تشهقي و تتجنني و تموتي عليها


أنوار بقهر وهي تسمع ضحكات هيام :يابلاهتك عالأقل أحسن منك..
أنا أطلع و أخرج و أشوف العالم
و انتو تمشيتكم عند جيـرانكم و بس ..عالقول أهل الرياض..أمحق أجازة هههههههههههه


طنشتها زينب لإن اللي عندها مكفيها مو ناقصه سموووم أنوار وهي تجرحها بكلامها :طيب شكر


هيام بعتاب:إنتي ليش مخك صغير ..
أعتقد مو لازم تقولي الكلمتين اللي مالها داعي


بكبرياء قالت أنوار وهي تشوف نفسها مو غلطانه:وانا ماقلت شئ غلط
على ايش تزعل ؟


قامت زينب وهي تقاطعهم و تداري دموعها:هيـــــام الباب أنفتح ولا لأ


هيام بتوتر وهي تلاحظ دموع زينب و تقول:زينب الله يخليكي لا تزعلي
و تبكي على شئ مايسوى


صرخت زينب بحدة وهي تشيل كيسها وتقول:أوووووووه
خلاااص ممكن تقفلو الموضوع نهائيا




% ~ $ (( deema ))$ ~ %
(($~ أسطــورة المــوت ~$))
% ~ $ (( deema ))$ ~ %


بعد 6 ساعات من العمليه اللي دخلتها صالحة عشان تتبرع كليتها لـ نبيل


طلع الدكتور وهو يفسخ القفازات الطبيه و يرميها بأقرب زباله و يناظر في
الممرات يلاقي أحد من أقرباء صالحة عشان يبشرهم.. بنجاه عمليه نبيل ..
لكن لمن يفتكر الـوضع حاليــــــآ ..يستاء بشدة
دخل مكتبه و أتصل من تلفون على الرقم المكتوب في الورقـه




"أنا بـ أعطيك رقمي عشان إذا طلعت من العمليه أو صار لها شئ ..
أتصل علي و بلغني
أنا من أمس مانمت و لازم أرجع البيت أرتاح و أنام "


الدكتور وهو متضايق من أفعال الأبن لـ أمه الكبيره و أخوه ..
اللي طنشتهم و أهملهم و راح بيته كبر راسه و نام بكل هـدوء..
دق على الرقم ..مرة و 4 مرات و 5 مرات ..و مـالقي رد منه


كان عمر وقتها في البيت نــــــــايم بعمق و بهـدوء.. دخلت ليلى الغرفه
و كانت منزعجة بصوت الجوال العالي
ناظرت ليلى بجواله وهو يدق بـ رقم غريب ..كانت بتصحي زوجها..
بس رجعت حولته للسايلنت وهي تنسدح بجواره :مافي إللي يدق إلحين إلا
المستشفى..قطيعه تقطعهم إن شاء الله ماعندهم غير صالحة و عيالها
عساة أتصالهم يبلغونا بوفاتها .. عساها الموت العجوزة


صحي عمر عالساعه 1 في ظهر .. و كان البيت جدا مزعج بسبب
صوت الـ TV و العاب أسيل
قام من السرير و طلع من الغرفه و لقي ليلى مسـدوحة عالكنب
و الريموت ببطنها الكبير و رافعه الصوت العالي على مسلسل تركي بقناة
أبو ظبي و حاطة الجوال بإذنها و قاعدة تتكلم و تضحك
قرب منها و سحب الريموت من بطنها و رخى الصووت و قال:إنتي كيف تعرفي تتكلمي و صوت التلفزيون عالي


بعدت ليلى الجوال من إذنها و قالت :عادي أنا مرتاحة ما أشتكيتلك


عمر وهو يحك شعره و متذمر من ردها الجـاهز ..مافي لا أحترام و لا تقدير
حتى وهي تكلم صحباتها ماتجامله:إنتي ماأشتكيتيلي بس صحتيني من نومي بسبب الأزعاج


ليلى :عشان تسوي خيير و تصلي الظهر اللي راح عليك..
_ حطت الجوال بإذنها و قالت _ أسمعي عهود بعدين أكلمك ..أشوف عمر في ليل يوديني السابع.. يله مع سلامه


قفلت الخط و أستلمها عمر أسأله:ماشاء الله اي سابع و أي ثامن و إنتي تبي تخرجي و انتي على شهرك


ليلى بطفش:أووف منك..أول شئ سابع صحبتي موضي ولدت و خلصت الأربعين و في ليل أهلها عاملين لها سابع و عشـاء كبير في بيتهم اللي في العزيزيه .. و ثانيا إذا ماتبي توديني عادي الله يخلي صحباتي هما اللي يوديني و هما اللي يرجعوني مثل أمس.. و ثالثا أنا بـ شهر الثامن مو التاسع و بدري على ولادتي


ركضت أسيل عند أبوها و هي تقوله ببرائه :بابا أفتح لي الحلوة
أخذ عمر الحلاوة منها وهو يفتح الكيس و يقول:إنتي إذا ماقعدتي في البيت يصير فيكي حساسيه ماهي طبيعه لازم من اللفله و الطلعه
أنا الرجال اللي ماأخرج من البيت و انتي اشاء الله عليكي توجبي في أمـه محمد لازم تروحي عزا ..طلاق..فرح.. سابع.. عزيمه..زواج.. حفله.. مناسبات.. مضاربات..خلافات


عدلت جلستها ليلى و بملل قـاللت :عمر مالك صلاح بحياتي و لا تتحـ..


عمر يحاول يتكلم بهدوء..مايبغى يزعلها أو يعصبها لإنه مضر على نفسيتها التعبـانه :حبيبتي اي حياة تتكلمي عنها أعتقد إنك ناسيه إنك أم و حامل
و بذمة رجال فـ حبيت أذكرك إنك تاخذي الأذن من زوجك


قامت ليلى و وقفت بوجهة و قالت بتكــبر :و إذا قلت مراح أخذ الأذن منك..
و مين انت من الأســاس. مجرد رجال بأسم فقط أفعالك تتطلعها عند أخواتك


أهـانه قويـــه جات عنده ..طعنت في رجولته ..أتنفس بسرعه وهو يمسك أعصابه و قال :ليلى لا تخلي يدي تلصق بـ خدك و أخليكي تحترمي نفسي غصبن عني
بعدت ليلى عنه وهي تدفه و تمشي لغرفـه نومها :لا تحترمني ولا تجيب الأحترام عشان يحترمني غصب عني
أعتقد سبق و ذكرت أمس أن الحياة معااك يا عمر ماتنطاق
ماتبغى تخليني أرجع للغنــــاء و لا أقابل صحباتي و أطلع أشوف العالم


أعطى لأسيل حلاوتها و مسح على شعرها.. و راح لغرفته و لقاها جالسه عالتسريحة تفتح الأدراج كـأنها تدور على شئ ..:أنا عندي حل ايش رايك تروحي لمصر عشان أفتك من وجهك


طنشته ليلى و هي تخرج " القصاصه " من الدرج و تقص أظافيرها و قالت: وفر تذاكر مصر لجيبك لان ماما مرفت جايه بعد كم يوم للسعودية


عمر سكت و ناظر في الغرفــــــه وهي تعم بالفوضى و الأهمال.. مسك بطنه و حس بالجوع و قال :المهم سويتلي الغدا عشان أبلع


رفعت راسها ليلى و ناظرته بترجــي :عمر انا حامل و طفشانه من اللي بطني يعني لا تخدمني و لا أخدمك أنتظر ثواني تتطلع أختك و هي اللي تسوي الغدا و إذا مرة جيعان عندك في ثلاجة عيش دخله في الفرن
و عندك جبن كيري أو مربى و في دولاب فيه أندومي


بتذمر قال عمر وهو يدخل الحمام يغسل وجهة و يتوضى :إنتي ما تتطفشي و لا تتعبي إلا بوقت الطبخ و بأمور البيت أما في طلعات
و الخرجات أشوفك زي المهرة


قفل الباب خلفه وهو ساكــت يشوف الحال اللي وصلت فيه علاقــــتهم
للإنحــدار.. زوج يحاول شمل لم العائله اللي تتفكك وهو خلقــه
حاس بالأكئتاب و الضيق الشديد
و زوجـه بعد مــ" أنتهت السكـرة جات الفكـرة " بعد ما أنتهى حبها و غيرتها
و عشقها و غرامها
إلحين فاقت و تبغى ترجع لـ حياتها العزوبيه القديمه..
صارت مهمله و تطنش أشياء كثيرة
أخواته ماعملوها و لا فكـروه مجرد تفكـير ..ليش يفرد سيطرته و جبروته على
الضعاف وهو مايقدر يرفع يده عليها ..ياقـــــــــــــوة قلبك يا عمر
يا قــــوة قلبك


طلع من الحمام وهو يمسح وجهة من المويه ..و ياخذ جواله..
وكان 7 مكالمات لم يرد عليها .
رقم غريب؟؟ ..أتصل على نفس الرقم؟؟ و خلال ثوواني ..
قال:الووو مين معاي


_: سلام عليكم ..مستشفى المواساه معاك الدكتور عبد الرحمن
المشرف لـ حاله صالحة


عمر سكت وهو يفتكر لكه أتذكر أن رمى امه في المستشفى و بخاطرة
يقول " ان شاء الله يبشرني بعله جاتها بوقت العمليه و أنتكست صحتها " :
بشر يادكتور عسى الحال أحسن ؟


الدكتور ببتسامه يشرح الصدر : أيش أحسن يارجال .. قول أحسنين ولاعشر
تقدر تشوفوها ألحين بس ترى هي الحين منومه لإنها فاقت من البنج و كانت متألمه بسبب العمليه و الخياطة و رجعنا أعطينا أبرة منومه و إلحين نايمه .. والله يعافيها لكم ويشفيها .. تقدرو تجو بعد العصر لإن موعد الزيــارة على العصريه


عمر بنفس ملامحه الطبيعيه :أمممم الله يبشرك بالخير ..
متى بتطلع من المستشفى ؟


الدكتور مستغرب من الرجال اللي يكلمه"
هذا ماعنده أسنان علشان يضحك أو يبتسم " : بدري إنها تخرج من المستشفى لإن صحتها لسه ما أكتملت تمام
عمر كان بيقفل الخط لكنه أفتكر نبيل و قال بسرعه : إلا صح و نبيل
كييفه طيب؟ متى تبدء العمليه ؟


الدكتور " دوبــك تسـأل عنه ": أخوك عملنا له العمليه و الحمد الله
أتكللت بالنجاح .. أن شاء الله كلها يوم و أخوكم يقوم من سريره بالصحة
و العافيه و يطلع من المستشفى هو و امـه
أنتو أدعو أن الله يشفيهم و ان يقومهم بأحسن مثل قبل


عمر :أن شاء الله يارب أنا مضطر أقفل الخط
و أحتمال صغير راح أزورهم يالله مع سلامه

قفل الخط الدكتور وهو مصــدوم و متفاجئ من هذا الرجـال العاق
لمن شافه حس من وجهة أنه مافيه خير عالقول المثل
" الكـتاب من وجهة يبان "
و لمن شاف أسلوبه و برودة و لا مبالته و كيف ترك أمه بوسط
العمليه بحجة أنه يبغى ينام..
قام من مكتبه و راح لـ غرفه صالحة.. وهو راحمها و مصبر حالها بسبب ولدها
ناظرها بتعب وهو يتـأمل وجها الكبير و التجاعيد ماليه وجها
و هالات سودة تحت عيونها
و خصلات من شعرها الأبيض بخارج غطاء الراس
وجسمها الضعيف و النحيل تحت اللبس الواسع..باين عليها إنها تعبانه في حياتها قبل لا تحس بتعب العمليه
لهدرجة في ناس عاقين و جاحدين لـ أمهم الضعيفه
الله يكـون بعونك ياخاله..الله يعطيكي الصبر
و يهدي ولدك العــــــــاق
طلع من عندها و راح لغرفـــه " 256 " غرفه الملاحضة
ناظر في نبيل و الأسلاك محاطة بجسمه بجميع الأماكن
الممرض يشرف على حالته وهو يكتب ملاحضته في الـملف
ناظر بضربات القلب؟؟.. قلبه معتدل و ضغط الدم على الطبيعي
و التنفسي طبيعي يعني مافي ولا مشكلـه
طلع من غرفه الملاحضة وهو يدعى له بالشفــاء و نزل
على الكفتريا لإن عنده بريك
رن جوالــه.. و يرفع الخط و يسمع صوت الطرف الأخر :دكتتتتتتتور دكتتتتتتتتور
ألحق المريض اللي بغرفه 256 وقف قلبببببببه فجـأه
أنصدم الدكتــور و هو مصــدوم "سترك يارب قبل ثواني كان نبيل طيب و لاحضت حالته عالسريع
أيش فيه أنكتست حالــــــــــته بسرعه " صرخ على الممرض:أيـــش؟؟
وقف قلبببه يعني على وشك الموت
بسرعه جهزو الصدمات الكهربائيه ؟؟ بسـررررعه ؟؟






% ~ $ (( deema ))$ ~ %
(($~ أسطــورة المــوت ~$))
% ~ $ (( deema ))$ ~ %


طاح كتاب البلاغــه و التاريخ من يدها
وهي تناظر بغرفه أمها وهي فاضيه
رجعت من المدرسه و إلحين أمها مارجعت من المستشفـى
السالفـه ما تتطمن على خير
البيت هادئ لأخر شئ.. و صوت الرايدو اللي يطلع من غرفه أمها بصوت
الشيخ / المعقلـــي


لبست عبايتها و طلعت من البيت وهي تقفل الشقه بالمفتاح
و تتطلع الدرج لـ الدور الرابع
دقت الباب و فتحت لها الشغــالة
دخلت الشقه وكانت مكتومه لأخر شئ
حطت يدها بخشمها و قالت وهي تصرف الشغـاله عنها:سريااتي أفتحي
الشبابيك أو بخري البيت
إنتي ماتحسي أن البيت مكتوم


أعطت نظره للشقــه و راحت عند التلفزيون و لمست الشاشه و لقتها مغبرة
بخاطرها قالت:هذي ليلى مو كفـؤ تكون ست بيت
و سرياتي إذا ماركضت وراها ..مراح تنظف البيت لحالها


دخلت الحمام بضيق و لقت الملابس فوق بعض و كثييرة في الأرض
" من حقها أمها تتطلع بيت عمر و تنظف البيت و ترتبه"
شبكت اللي في البزبـوز و شغلته وهي ترميه في الغساله
و تمسح دموعها على حـالها لإنها متعودة إذا أمها ماطلعت شقه عمر
هي تتطلع تروح تنظف بيته
حتى لو مـاتبغى و قالت مالها صلاح في بيته..
ماتقدر تحط عيونها أو تقعد في مكان يكون مهمل مرة


طلعت الملابس البيضه و الملونه و فصلتها عند بعض
و طلعت من الحمام و دخلت المطـبخ و قالت لها ليلى وهي تاكل الكتكات
و تقفل الثلاجة:أسمعــي زينب أتركي الغسيل على جنب و أمسكي الغـدا لإن أخوكي مررة جيعان
زينب وهي تتجنب ليلى و متوعــدة لها لمن تجي فـوزيه عندهم
طلعت الرز وهي تقول:فين عمر ؟ابغى أكلمه
ليلى :خيير ايش تبي منه ..إذا على موضوع أمك مدري عن قلعه أهلها هي و اللي يبي يموت
رفعت راسها زينب و ناظرتها بصدمــة:يبي يمـــــوت؟ نبيل كان يبي يمـوت
ممكن أعرف ايش يصير لإن حاسه إنـ..
ليلى من طرف خشمها وهي تصرخ عشان يسمعها عمر
: واحد قلك إني ناقله أخبـــار ..
مابقي غير أهلـك القرورين المعقـدين
المرضين النفسيه أشوف أخبارهم و أقلق على حالتهم
و خصوصا ذي أمك العجوزة المعقدة الله ياخذها يارب
و يستجب دعوتي بهذي الساعه الفضيله
الله يحرقها و يحرق قلوبكم ياارب ..و ليش أدعي عليها دام إنها دخلت العمليه و إلحين ماسمعت أذا هي طلعت من العمليه
أو رموها في ثلاجة الموتى


__:خييير أن شاء الله لييش أصواتكم عاليه الواحد
لا صلاة يصلي ولا نوم ينااام


صرخت ليلى بحدة وهي تجلس عالكرسي و تمسك راسها:
وانا تكلمني لييييش؟
الواحد عنده بيت و يبغى يستقل و ماياخذ راحته في بيته
وهذي أختك مو ناقصها إلا تكـون في مكاني
سكت لها و لأمها إنها تتدخل في بيتي و تتحكم بشـؤون البيت..عاد ذي مشيتها و قلت بيت ولدهم ومافيها شئ
بس إنهم يناظروني بحتقار و لا يحترموني و كل شوي يرموني من كلامهم السام اللي يسم البدن
و إلحين ذي تختمها إن عمر متغير عليهم لإني ساحرته
وصل نهايه أمرهم بسحر


أنصــدم عمر من كلامها و قال بعصبيه وهو يتجهة لـ زينب:ايش الكلام
اللي تقوليه ياحقييرة وصلت حقااااارتك إنك تفتري على زوجتي بـ سحـر


توسعت عيونها بصدمة زينب وهي ودها تذكره"الظلم ظلمات يوم القيامه "
و تطيح من طولها وهي تاخذ الكف
و ترتمي في الأرض و تحمي جسمها بيدها الضعيفه
وهي تاكل الضرب المبرح


عمر بعصبيه وهو ياخذ ملعقه الغرف الحديديه و يعطيها في ظهرها: كــذاابة طول عمرك كذبه


أنكـسر ظهرها لنصين وهي تصرخ بأعلى صوتها:والله ما أكذب..
و الله ما أعــــــــرف الكذب
حرام تظلموني حراااام عليكم


بعصبيه يصرخ عليها و كأنه الذيب يفترس الحمل الصغير:
حرم عليكي عيشتك ..
الله ياخذك و يفكني من وجيهكم
إنتو بس تبو تنكدو حياتي ..تحسـدوني عالراحة اللي أعيشها


طلعت ليلى من المطبخ و هي تبتسم أبتســامتها الخبيثه..
و الفرحة مستقره في صـدرها
ماتحس بالراحة و السعادة إلا لمن تشــوف دمعه عيال صالحة على خدهم
أعطت نظرة خفيفه لـ أسيل وهي واقفه عند باب غرفتها و تناظر في أبوها
و الدمعه مغرغرة بدموعها
و في عيونها ألف ســـــؤاااال و ألف فكــــــــره ؟


راحت صالحة عالتقـويم الهجري..وتناظر في تاريخ 12 / 7 / 1431 هــ
قلبت الأوراق بسرعه مثثل البرق
وهي تنزعها و توقف لـ 21 / 7


مر أسبوع و نص مثثثل البرق .. كـ الأوراق سريعه
تركت التقويم الهجري و راحت أخذت جوالها و هي تبتسم :
أهللين يا ماما مرفت ..
النهاردة راح تجي عندي ؟


% ~ $ (( deema ))$ ~ %
(($~ أسطــورة المــوت ~$))
% ~ $ (( deema ))$ ~ %


﴿ الجزء الرابع عشر ﴾



في السيارة و طريقهم للمستشفى المواساة
حطت راسها عالزجاج السيارة وهي سرحـــانه و تقلب بذكرياتها و هي تفتكر الأسبوعين
بـ أيامها و ساعتها و أحداثهــــــا


يوم الأثنين / لمن رجعت صالحة البيت من بعد عمليتها
طبعا مافي أحمد أتحمد لها بـ سلامه غير فوزيه اللي أنصدمت بالخبر
و أخذت الموضوع بحزازيه كبيره و بصياح و مع ذلك خبت الموضوع عن " مساعد "


صرخت بصياح و هي ترتمي في الأرض اللي صار يحويها و يحضنها في وقت ضيقتها و حزنها و بأسها ..
رجعت أخذت جوالها من الأرض و قالت بين صياحها :ليش كل اللي أحبهم يموتون
ليش نبيل اللي أحبه يموت و يروح عني.. لييش ؟ ليييش ؟
صالحة و هي تهديها بعد مابعثرتها فوزيه ..:لا تتشائمي من قدرة الله و لا تعتضري من قضاء الله و قدرة
إن شاء الله نبيل يقوم بسلامه أن شاء الله وهو بنفسه راح يخاصمك عشان بكاءك و ضعفك
مسحت دموعها صالحة و زينب في حضنها غارقه بدوامه من الصياح و حالتها النفسيه أقل من صفر
و الأمل فقدته لأخر شئ ..
كملت كلامها صالحة و قالت ::إدعيله ياأم وهيب إدعيله ..
هو بس في غيوبه ..نبيل مايرضى أننا نكـدر نفسنا فما بلك يرضى علينا إنه يموت و يتركنا


سكتت صالحة و حركت شفايفها وهي تمتم بـ أستغفار و تلبس ثوب القوة و الصبر
أما زينب و فوزيه اللي جمعهم البكاء و الحزن بقلب واحد و أشكالهم تفتت قلوب الصخر


يوم الأربعــــاء / 10 صباح..
رجعت زينب من الأختبارات لإن عندها مادة وحدة
دق باب شقتهم ..و فتحت الباب و ابتسمت لمن لقت جارتهم المُدرسه ناديا تبتسم
وهي شايله بيدها الفطـور
:سلام عليكم ..ايش أخبارك يازينب و كيف الأختبار معاكي
زينب بهدوء وهي تفتح باب الشقه و تدخلها:مدري عن الأختبارات يا أبله ناديـا
الله يكون بعوني يارب
ناديا دخلت الغرفه عند صالحة اللي كانت جالسه تشرب الشاي و ببتسامه تناظر في جارتهم الممتنه لهم
لإن عملت إنجــاز كبير و مواقــــف كثيرة وهما بأمس الحاجة لأي شخص يكون معاهم
أفتكـرت جارتها و أختها الغريبه من روحها "أم يوسف" لمن تشوف ناديا وهي تترك بيت زوجها
و تقعد عندها لساعات عشان تذاكر لزينب و تعاقبها عشان سرحانها أو حزنـها لـ نبيل
وكانت تعد لهم الفطور و الغدا و العشـاء..:
صالحة :كلمي عمر يوديني في العصريه عند نبيل ابغى أشوفه و أطمن عليه
وين ألاقي الراحة دام ولدي مرمي هناك
زينب بحنان قالت وهي تعطي لأمها الفطيرة : الله يهديكي يمه ايش راح تسوين إذا قعدتي عنده
ماغير إن نفسيتك تتعب و دموعك تنزل خليكي في البيت عشان ترتاحي و بعدين نسيتي
أن الدكتور وصاكي ماتتحركي من مكانك عشان العمليه..
ناديا : ياأم عمر كلام بنتك صح ولدك مايحس باللي حوليه ..و انتو عندكم جوال نبيل
و الدكتور أعطاكم العلم إذا صار في شئ عالطوول راح يبشركم
مالنا إلا الدعاء و التسبيح و الأستغفــــار و الصدقه و ربي راح يفرجها من سابع السموات
يوم الإثنين / الساعه 5 عصر
_:أنتي من يومك ماتستحي و لا تعرفي طريق الأحياء و الحشمه
مسويه فيها قران و أستغفار و السبحة بيدك و يعني يعني تخافي من ربك
و تتشحتي من الناس لقمه عيش و فاصوليا
صالحة و هي تدافع عن جارتها نـاديا و تبرر موقفها :لا تظلم الأدميه يا ولدي عمر
هي تبغى تسـوي خير و الخير سابقها في كل طريق تروح فيه
الله يجزيها الخير وين ماتروح
عمر وقف عند راسها و خلفه بنته الصـامته أسيل:هـه قال أيش قال خيير
زوجها البخيل النصاب اللي مو راضي يدفع الإيجارات من شهر لشهر
و لا راضي يدفع فلوس المويه ولا راضـ....


صالحة :ظروفهم على قدهم و بعدين هما ساكنين بشقتي ماهي بشقتك
علشان تتفلفس فوق راسي و بعدين أنا ما أبغى منهم شئ
ضحك عمر بضحكــة أستفزازيه و قال:ههههه أشوفك تعرفي كلمه تتفلفس
مافي إلا الصايعه زينب هي اللي بتخربك بكلامها
دراستها ذي اللي مالها فايدة بس تجتمع مع صحباتها في المدرسه
بس للخراب و الصياعه كان المفروض انتبهة عليها و افصلها من المدرسة
و إلحين الداشرة فينها
صالحة ناظرته بصـدمة..أخر شئ تتوقعه أن يتهم بأخلاق و بسمعه العفيفه الطاهرة
زينب أو فـوزيه:أنتبهه لألفاضك ياعمر ..أنت ماترضى أحد يكلم بنتك بسوء أو يخدش سمعتها
و هذولا أخواتك الطهار اللي ما أرضى أنك تفكر فيهم مجرد تفكير بسوء
عمر وهو يمسك أمه يضربها بقسوة:لييش قالولك مجنووون قوولي أنا مجنون
نهايه عمرك تعترفي بـ لسانك إنه ولدك مختل عقلي و مجنون
صرخت صالحة بألم و هي تطيح في الأرض و تصييح:خـااف ربك يا عمر خاف ربك
كيف تضربني و انا مسويه عمليه
كان عمر بارع و ممتـاز في فنون الضرب و الأهانه و التجريح
وهذا كان فلم مرعب لـ أسيل وهي تخزن كل شئ بدماغها الصغير


يوم الثلاثاء/6 بعد المغرب
في بيت المــدرسه.. كانت زينب قاعدة تذاكر أخر مــادة راح تختبرها بكره
وهي مـادة "الحـديث "
رن الجوال في طاولـه..و مسكته وهي تحسد أصابيع نبيل وهو يمسك الجوال
و ريحته متعلقه فيها .
"المستشفى .....يتصل بك "
بحرج قالت لـ ناديا و هي ماسكة فرحتها :أستحي أكلم رجال..خذي الجوال و كلمي الدكتور
أكيد يبي يبشرنا بحاله نبيل
أنبسطت ناديا و ردت:هلا يا دكتور ..كيف حال نبيل ؟
الدكتـور:معاي أمه و لا أحد من أخواته ؟
ناديـا:لأ أخته الكبيره ممكن يادكتور تقولـ..
قاطعها الدكتور بتوتر: نحنا محتاجينكم ضروري جدا..نبيل صار له نزيف حاد
و محتاجين لـ متبرع بدم و ياليت تجو إلحين و بسرعه
علشان تتبرعوه له


اليـــــــوم الأربعــاء/ ..بعد أنتهاء الأختبارات النهائية و فوزيه راح تنزل عندهم
_:أأأأأأأأأأأة
أنكمشت زينب عن نفسها لمن الممرضه سحبت منها الدم علشان تحلل دمها
و تشوفه إذا يصلح في جسد نبيل و لا مايصلح
أرتمت جسمها عالكرسي الخشبي وهي تسمع كلام الممرضه اللي كانت تحط اللصفق
في مكان الأبرة و تقول لها:أنصحك تشربي عصير برتقال عشان تعوضي عن الدم اللي فقــــدتيه
هزت راسها و هي تداري دموعها بضعف شديد..قامت من الكرسي
و فتحت الباب و طلعت من غرفــه الطــوارئ
و لقت عمر واقف عند الممرات وهو متذمر ..التفت لمن شافها تمشي بصعوبه و قال
:سـااعه في الغرفــــــــه..ســـــــاعه إيش قاعدة تسوين هنــــــــاك ؟
مدت يدها لعند أخوها وهي تهدي أنفعاله و تقول:أهدي أهدي بس الممرضه أتأخرت
علشان تدور على مسحة الطبيه
عمر بأنفعال يصرخ و الكل هدئ يناظروه :ياسلااااام و نحنا على كيفها نتأخر..
ليش ماتكون أغراضها قدام عيونها كاملـه وبعدين هــذولا مايقــدرو الواحد و يحسو بتعبي
أنا صرت ســــواق و انا أمتر طريق البيت و المستشفى أمس و اليوم في صباح و إلحين في ظهر
و انا ماغير أوديكم و أرجعكم وهذا نبيـــــل الله يـبتليه مدري ايش نوعيه فصيله دمه
بخاطرها قالت زينب وهي تناظر في الكل من خلف نقابها
"أخخ بس فضحيني و خليتني نكته..إلحين مو عارفه ليش يصرخ و ينفخ
الله يـاخذك و يبتليك دام إنك مفشلنا عند خلق الله "
بعد ماخلص صراخه و أنفعاله ..مسك يد أخته بالقوة وهو يجرها لـ قسم المختبرات
:عاد إذا قال أستشاري إنه دمك ماهو مطابق لدم نبيل و الله لا أسطره الحيوان
يعني فوق إن أمه متبرعه بدمها و طلعت فصيلتها A+ و أنا أتبرعت بدمي
و فصيلتي B و إلحين حضرته منوم وماعليه من أحد و أنا إللي شاد الرحال
عشان خاطر فصيلته هالزفته اللي مو راضيه تتطابق مع أي فصيله
أتضايقت بالفعل زينب من كلامه..صح إنها متعودة و احيانا تتطنش لكن نفسيتها
و مزاجها ماتسمـــــح تستحمل خلاص أيش شئ
شالت و شالت و كبت و كبت و ضاق صـدرها و قلبها
بـ دموعها و بـ همومها و بـ كل المشاكل اللي تحاصرهم
ومع ذلك مازلت صامدة و مو راضيه تنفجر من الضيق اللي يحاصرها
لإنها مـؤمنه و متيقنه أن كل شئ يــــــزول إذا نبيل فتح عينه مرة ثاني
طلع الأستشاري من الغرفه و لقي عمر و وزينب..عجز يعطيهم ألخبر ؟؟
لإنه خايف عليهم و خايف من ردة فعل عمر
قال بهــدوء يحاول يستلطف عمر:
أخير لقينا أن فصيلتك تتطابق مع فصيله المريض
و لكن مانقدر ناخذ منك .....
زينب بدون شعور و كـأنها نسيت عـ اللي يغار من محارمه و يمنعهم يكلمو رجال:ليش؟
فتح عيونه عمر بصدمة لمن سمع صوت أخته تكلم الرجال
أشتغلت عصبيته و حقدته تحت مسمى الــ ( الغيره )
و كان بيمسح وجها البلاط لكن أنصدم و فتح عيونه الأستشاري وهو يسمع باقي كلامـه
:مثل ماقلت لكم الأخوان فصيلتهم مطابقه و هذا يرجع لـ فصيله الأب ..
أنا فتحت سجل الطبي لكم و لقيت أن العيال فصيلتهم تنتسب لأبوهم ..
ممكن ناخذ من فصيله أخوانهم الثانين أو ناخذ من بنك الدم ؟
مسكت زينب ذراع أخوها و هي تشده بالقوة و بداخلها تصرخ و تقول :


لــــــــــــيش
ليـــــــــــــيـــــــش
لــــــــــــــيـــــــــــــــــش

👇👇👇

تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -