بداية

رواية اسطورة الموت -28

رواية اسطورة الموت - غرام

رواية اسطورة الموت -28

دخل مساعد المجلس و أنسدح عياله وائل و وهيب عالكنب بتعب
وهما يبغو ينامو
رمى العقال و الشماخ بجواره وهو يرتخي عالكنب بتعب شديد..
اليوم العزا كان مليان و على الفجريه صلاة الميت و الدفنه و
من بكرة يبدء اليوم الأول للعزا
رن جواله و طلعه من جيبه.. شاف المتصل أخته "لطيفه" حط جواله
عالصامت و بتعب ماله مزاج يرد حتى على أحد


هو أعطى لهم خبر أن أخو فوزيــــه مات.. و امه و ابوه أعطوه خبر أنهم راح
ينزلو المدينه و يعزوهم..أما أخواته على حسب أشغال أزواجهم
لطيفه في الكويت مع زوجها و عيالها و أتصلت عليه عشان تعزي أهل زوجته
( أقصد ) أهل طليقته
و قمره في بيتها لإن زوجها عنده شغل لكن وعدته إنها راح
تعزيهم بقرب فرصه


دخلت فوزيه و وجها محمر و شايله الفرش و الببطانين بيدها
و خلفها عمر داخل وراها وبيده كاسه مويه يشرب فيها
مساعــد لمن ناظر بزوجته ..قال لها بحنان وهو يهدئ فيها
حاس بوجعها و ألمها .. : ترى دموعك مراح يرجع نبيل للحياة
بدل بكاءكم و جلسوكم و أعتراضكم للقضاء و القدر
المفروض تفتخـرو أن نبيل مات وهو شهيد
شهيـد يدافع عن وطنه و دينه .. و أدعليه له أن الله يثبت سؤاله في القبر
و ينجيه من ضمه القبر أن يوسع له القبر
و أعماله الصالحة تسليه في ظلمه القبر
ألحين هذا بدال ماتقومون تصلون لكم ركعتين تدعون له بالرحمة
سكت وهو يشوفها تداري دموعها و تشغل تفكيرها و هي تحط الفراش
في الأرض و ترتب البطانيه و المخدة ..كمل كلامه و قال: ربي يقول مايبتلي إلا اللي يحبهم
و ان شاء الله ربي يحبنا ..لازم نصبر عشان نكون قد البلاء وبعدين أفتخرو بدل بكاءهم
و أعتراضكم للقضاء و القدر نبيل مات وهو شهيد نبيل راح وهو يدافع عن وطنه و عن دينه
جلس عمر في الكنب و قال وهو يوجهة كلامه لمساعد
و يأشر لفوزيه اللي راحت تصحي عيالها و تقولهم يدخلو غرفه خالتهم ينامو
: أصلا الكلام ضايع معاهم ..عارف ليش ؟
بدون ماتسألني و انا راح أجاوبك لإن الإيمان مات في قلوبهم ،،


أتغيرت ملامحها فوزيه..مو ناقصه عمر مرررة
مساعد يعرف عمر و أسلوبه و طبعه من زمان سواء مع أخواته أو مع أصحابه
أو معاه حتى :يا رجال أستغفر ربك..إنت شايف أخواتك قليلات خاتمه و دين
حتى تشكك في إيمانهم ترى أهل بيتك فيهم الصلاح و الخير


قال عمر بستهزاء... يعني يعني يحاول يلطف الجو
: اللي يسمعك يقول كأنهم مربين لحيه و السبح بيدهم كأنهم مطاوعه ههههههه


بجديه قال :ترى البيوت أسرار و أنت ماتعرف شئ و أتحركي يافوزيه
قومي أسحبي عيالك و مسحوا دموعكم و نامو لإن بكـره راح يجي رجال كثيرين
و منهم حقون الشرطة و المسؤولين لازم تكونو صاحين و نشيطين علشان تستقبلو حريـ...


طنشته فوزيه بكل برود لكن داخلها نار عظيمه
ممكن بسبب النار راح تتتغير شخصيتها ..
راح تتبدل من الهادئة و الباردة لـ عصبيه و حارة .. كلامه في صميم
و كأنه يتكلم بشرفهم و بسمعتهم
هما اللي أتربو على يد أعظم رجال طاهر و يخاف ربه و على أعظم أمرأة
طيبه توزع طيبتها للعالم كله ..عاشو حياتهم بجو إيمانهي و بتربيه نظيفه
و صالة و الكل اللي في القريه يشهد على عبد الحكيم و صالحة و تربيتهم
لي عيالهم .. هذولا اللي كانت الطيبه عنوان بيتهم
يجي هذا اللي متربي معاهم و عاش معاهم
و أكل و شرب معاهم.. يتكلم عن سمعتهم
ناظرت في عيالها وهما يطلعو من المجلس و راحت قبالهم عند الطاوله
و سحبت منديل مسحت خشمها و بهدوء قالت و هي مطنشه عمر و كأنه مو مو موجود : بسألك مساعد
متى وقت الدفنه ؟ لإن أمي طالبه تبغى تشوفة ؟


رمت سؤالها لمساعد و من طرف عينها ناظرت في عمر
اللي نظراتها أتحولت فجـأة للعصبيه
هي عارفه أن عمر يكرهه التطنيش و مايطيق أسلوبـها


مساعد بتعب شديد.. ماكان له نفس أنه يتصادم بالكلام مع عمر
الكلام اللي قالوه.. ماله داعــي.. و كأنه كلام بزران مو رجال عمره 31 سنه
:أنا ابغى أنام إلحين و تعبان لأخر شئ
و إذا ساعه جات على 3 صحيني علشان أروح لمغسله الأموات
عشان نوقف أنا و عمر على غسيل نبيل و على أذان الفجريه نصلي عليه


نقل نظرة عمر بين أخته فوزية و زوجها مساعد..
هذي فوزيه من يومها لاغيته من حياتها
و لا كأنه الرجال اللي المفروض تستشيره و تاخذ الأذن منه إذا كانت
راح تخرج من البيت هي و أمها و أختها
و لا مساعد مشاء الله عليهم ..أعطاهم العلم و كأنه ولي أمرهم
:تعالي إنتي فين تبي تخرجي في أنصاص الليالي.. انا ماعندي حريم يطلعو من بيتوهم في ليل
و لي يسمعكم كأن نبيل مثل الكعبــه و إنتو تبو تروحو عنده عشان تتمسحوه و تبوسه فيه
فينكم من زمان ما سلمتو عليه يعني
حبكـت إلحين يوم أنه ميت؟


مساعد و فوزيه ناظرو في عمر لمدة دقيقه.. و مشاعرهم متولعه نيران
"نبيل مات و لسه ما أندفن وهو يتكلم عنه كدا..
كلهم كانو مولعين و معصبيـــــــــــن
كيف يتكلمـ عن نبيل بهذي الطريقـه
كـأنه عدوه مو أخــــــــوة "




% ~ $ (( deema ))$ ~ %
(($~ أسطــورة المــوت ~$))
% ~ $ (( deema ))$ ~ %


} مر أسبـوعين على و فـــــآة نبيل
و الكل بدء يتقبل يعيش حياته و يتجـآوزة الصدمة و وفات نبيل
ماعدا شخص واحد !!!{




ناظرت في بنتها بـ جلابيه المغربيه الخفيفه على جسمها
واقفه قبالها و تصب لها القهـوة في الفناجان..قالت لها وهي تعتدل بجلستها
:مالك يا ليلى إنتي عبيطة و لا إيه
أنا من متى بشربش القهوة دي الخليجة


حطت الفناجن في طاوله قبالها وهي ماسكـة الدله و قالت ببتسامه:معلييش يا ماما
مرة نسيت و لا و خديش بالي في دا الموضوع
إلحين بروح أعمل لكي نسكافه أو


ميرفت:لأ مش حابه أشرب شئ النهاردة ..
بس بئولك هي صالحة لمن مات ولدها
أتغيرت و لا ئاعدة بجمودها
دنا بحس أنه معندهاش لا ئلب ولا احساس
مابعرفش متى راح تعيط


ليلى بتعب جلست بجوارها وهي تشرب القهوة و تفتكر
اليوم كيف كان وجه صالحة باين إنها تبكي ..بهدوء قالت :اليوم وجها كان بيقول إنها بتعيط..
إلا بئولك ياماما مرفت إنتي مو حابه تعزيها
ترى مهما يكون و مهما يصير بيناتكم
فـ...


سكتت و مو عارفه إيش تقول..لإن هي عن نفسها مصدومة و متأثرة
بوفاه نبيل و عايشة معاهم جو العزا
قاعدة معاهم و حاسه بمشاعرهم و حزنهم و كئابتهم
صح إنها تكرهم و ماتتفق معاهم
لكن ماتتخيل ولو 1%
ان واحد من عيال صالحة يموت و هي تتشمت فيها


حطت القهوة عالطاوله و قالت وهي تفكر
:المفروض أخذ الموضوع بصفي و أفرح
كان بإمكاني أقول حريقه يحرقهم
و هذا عقاب من ربي.. و ان شاء الله يستوعبو الدرس و يفهمو


ميرفت وهي تحضن أسيل حفيدتها الصغيرة
و تشربها من كاسه الشاي .. و قالت لبنتها :يخس عليكي ياليلى
هو إنتي بتفكري في الموضوع التافهة ده
إنتي مش عايزة تفهمي إن صالحة دي أخر أهتمامنا


ليلى بجد أتكلمت :ماما دنا بتكلم جد
ماينفعش تعامليها كدا؟


ميرفت ضحكت ضحكة طويلـه أستفزازيه.. و فجأة أتحولت ضحكتها لحقد
: أيه مالك و مال صالحة دي..دي صالحة حئيرة و بتظزل طوال حياتها
وهي بحئارتها ..و بعدين تعالي بئى اللي بيسمعك النهاردة
بيئول إنك بتحبيش عمتك و أم زوجك..


ليلى عارفه أن كلام أمها صح..بس ماتدري ليش تحس نفسها متناقضه
تحس مخها متشتت و تفكيرها مثل الجلي:أأأه كلامك صحيح ياماما مرفـ..


بحدة قالت ميرفت:أبئى أخرصي و اوعي تئولي دا الكلام تاني
ودي اللي ئلتيه بعتبرها نكته بايخة
و النكته البايخة اللي متلك خليها لنفسك أحسن




% ~ $ (( deema ))$ ~ %
(($~ أسطــورة المــوت ~$))
% ~ $ (( deema ))$ ~ %


شدت بجامتها الرصاصيه لقدام و هي تناظر في فوزيه ببرود و عدم أهتمام ..
ناظرت في فوزيه اللي قعدت عندهم من أسبوع
و درت أن في ورقه الطلاق قريب و راح توصل لبيتهم
و المشكله اللي منصدمـة فيها ..أن أمها مافتحت فمها
و لا علقت ولا قالت شئ
أتوقعت أن أمها اللي عندها مكفيها بسبب وفــآة نبيل
و مو حاطة بالها بسالفه فوزيه و طلاقها
لكن إللي يصدمها أكثر و أكثر أن أمها تخاصمها عشان شهادتها
و هي بنظرها مافي شئ يستحق الأهتمام من بعد و فاه الغالي..
تشوف حياتها لونها رمادي مثل لون بجامتها
مافي لا هــدف و لا طمــوح و لا مستقبل .. : هي شهادة مين علشان
تعصبي يا فوزية ؟


أعطتها نظرة فوزيه.. أكرهه ماعليها لمن زينب تتكلم معاها بهذا الأسلوب
زينب من بعد وفاه نبيل..صارت ماتنتطاق لأخر شئ


ضربتها صالحة على ظهرها بالقوة و بحدة تقول : و الله إنك قليله أدب
إلحين أختك معصبه و مولعه بسببك عشان نسبتك الخايصه اللي مراح
تدخلك لا جامعه و لازفت
و إنتي تكلميها بهذا الأسلوب ..يله أعتذري لأختك؟


أجتمعت الدمـوع بعيونها و هي تشوف نظرات فوزيــه بسخريه لها ..
غطت وجها بيدها و هي تصيح من كل قلبها
و تقول و هي تبرر غلطها.. طوال عمرها حساسه و خوافه :طيب هذا اللي
قدرت عليه في و قت الأختبارات.. و المفروض أحمد ربي على هذي النسبه
إنتو عارفين أني مرت بضغط كبير بسبب عمـ...


قاطعتها فوزيه ببرود و هي ماتبغاها تكمل باقي كلامها
و تذكر نبيل بوسط كلامها
دعت له برحمة و قالت : حتى و لو .. نحنا عارفين ظروفك
و كأن بإمكاننا إننا نقدر هذا الشئ
بس تسلملي الشهادة وعندك الموضوع عادي و مو مهتمه فيه ..
و تبينا نصفق لك بعد .. الشئ اللي يزعلني أنا و أمك أنه شهادتك
و مستقبلك ما أهتميتي فيه


زينب و هي تشهق بصياحها.. حلمها تدخل الجـامعه..
مكان كبير و عالم جديد عليها
تبغى تكون بنت الجـآمعه.. بس إلحين بنسبتها ذي لا جامعه
و لا طلوع من البيت و لا هم يحزنون
لكن بداخلها شئ يمنعها .. أنه نسبتها ضيئله يعني جامعه مافي
و نبيل مات و نفستها تعبانه جدا و مالها خلق تخرج من البيت .. : أصلا أنا
مراح أسجل لا في جامعه و لا هم يحزنون
أخوي مات و انا ياكافي عالطول أمسك ملفي و اسجل في جامعه
ليش ماعندي أحساس و كـ...


صالحة .. تعبت من زينب وهي قاعدة على قلبها بكئابة..
ماغير تكون ساكته أو سرحانه
أو تقضي يومها في النوم أو تتناقر مع فوزيه
مع إنها هي و فوزيه يحاولو يعيشو حياتهم
و يكسـرو حاجز الحزن اللي فيهم.. ماعدا زينب عامله حداد و عزا لنفسها:
أجل إنتي كذابه و بتضحكي على عمرك
راح تاخذك أختك بيوم تسجيل الجامعه و تسجلك في الجامعه
و تداومي مثل البنات و العالم .. ناقصه تقعدي على قلبي و تغثيني بوجهك


كتمت ضحكتها فوزيه و هي تشوف زينب ترجع تصيح للكن تكتم صياحها
و هي عاكفه إيدينها :يمه بنتك نسبتها ماتدخلها الجامعه
و لا حتى بالواسطة


بقهر قالت زينب و هي عارفه إنها راح تدخل عن طريق "التأهيـل "
:أحسن مراح يدخلوني


صالحة ضربتها و قالت:أسكتي و أحترمي اللي أكبر منك ياقليله الأدب
و أحشمي بعد ياللي ماتعرفي لا حشمه و لا تربيه


بستغــراب قالت و هي تفكر.. تبغى تخرج زينب من كأبتها بأي طريقه
جلسوها في البيت راح تتعب أكثر و أكثر. لازم تخرج و تشغل نفسها بأي
شئ: كيف مافيه جامعتنا حكومة ماهي خاصــه عشان يمنعوها


فوزيه و هي تشرح لأمها: بس صارو ماياخذو إلا النسب العاليه و أقل شئ
إذا ماخاب ظني في السبيعينات
و بنتك الله يحفضها لمن شفت ملفها ماسجلت بأختبارات القدرات
ليش يازينب ماأختبرتي ؟


زينب بدون نفس" أووف من لقافه فوزيه ":كدا مالي مزاج أدخل ؟


صالحة ضربتها على راسها :قليله أدب و طول عمرك قليله ادب
أنقعلي من عندي لا بارك الله فيكي


بعناد قالت زينب وهي مقهـــــورة من فوزيه لإنها تدخل بكل شئ..
مسكت راسها بألم و هي حاقدة على أختها : ماابغى أروح..
و بعدين ليش ماتخاصميني
المفروض تخاصميها


رفعت حاجب فوزيه و فهمت ايش تقصد: ليش ايش عملت


صالحة :إلا تروحي غصب عنك
مو ناقص علي أقعد مع بنت منها متربيه و تتواقح مع اختها الكبيره
المفروض تشكريها لإنها قاعدة تشوف مستقبلكي
و لا إنتي جهك مو وجهة مستقبل
المفروض تقعدي في البيت و ماتخرجي منــه
إلا لمن تتزوجي أو تمــوتي


مدت زينب البوز شبرين و بخاطرها " و احد قلها تساعدني..
بس اللقافه ماكلته .. حسبي الله عليها " بملل قالت
:طيب أنا ما أبغى أطلع من هنا و لا لي مزاج أدرس ..خلااص أتروكني لحالك


صالحة و هي تناظر أسلوب زينب الجديد.. كأنهم هما اللي قتلو أخوها ..
حتى تكلمهم من طرف خشمها:أنلقعي لغرفتك
لابارك الله فيكي و لا في شهادتك الخايسه
بس الشرهه مو عليكي على اللي يركض ورى مستقبلك
و أجبلك ناديا عشان تترك بيتها و تذاكرلك دروسك
وبعدين تعالي إنتي اللي يسمعك يقول إننا قتلنا نبيل ..
مابقي غير تشتكينا لحقوق الأنسان


أنفجرت زينب وهي تفتح جروحها و تصيح بوجعا:أيوة من حقي أزعل..
نبيل مات و مافي أحد حاس فيه
كلكم نستوه و رجعتــو لحياتكم و نسيتو أن كان عندنا نبيل
إذا هذا الغالي و نستـ...


قاطعتها فوزيه بعصبيه..هي ماتبي تفتح موضوع نبيل قدام أمهم
عشان خاطرها لا يتكدر و تحاول تتجنب سيرته عشان خاطر أمها: أحد قالك
إذا صحنا و عملنا حالنا مثل حالك
يعني راح يطلع نبيل من القبر و يرجع لنا..
و لا إذا قعدنا بس نبكي يعني نبيل راح ينبسط
و يقول أهلي ماشاء الله عليهم مانسيوني بالعكس
إنتي أكثر وحدة عارفته أنه إذا كان موجودة
مايبغانا نزعل و لا يبغى خاطرنا يتكدر


صالحة بألم كبير في داخلها .. وهي تفتكر كلام زينب و عاتبها لهم
بهدوء قالت و هي تناظرهم بدون دموع :موت نبيل كان أختبار لنا
أن الله يبغى يشوف قوة إيماننا و صبرنا ..بس للأسف يا زينب للأسف
مانجحتي في الأختبار ..ماعندك صبر و لا أحتسبتي البلاء أجر من الله
إذا تتوقعي أن دموعك راح ترد روح نبيل ..
فـ أنا أقولك الدعاء له هو اللي يفيده في قبره


غمضت عيونها و هي مشتاقه لنبيل .. مشتاقه له مثل المجنونه
كل مادخلت غرفه أو طاحت عينها على زاويه .. كأني شوف نبيل
في كل زاوية من زواياها
في ركن من أركانها


بس عشان فوزيه و زينب راح تتسلح الصبر
بكل قوتها اللي تقدر عليها


: راح يضل نبيل صورة محفورة براسنا و بقلوبنا ..
عمرنا مراح ننساه و راح نفتكرة بصورته الطيبه و شهامته و أخلاقه العاليه
و الأبتسامه اللي ماتفارق و جهة


نزلت دموع فوزيه بدون صوت و هي تسمع كلام أمها و شهقات زينب العاليه
سحبت نفس عميق و هي تمتمت و هي: اللهم لا اعتراض
على حكمك و لا راد لقضاءك


أتقربت زينب من أمها و حضنتها بالقوة و هي تشهق و تبوس راسها
و هي عرفت بـ غلطها .. المفروض تخفف عن أمها و تسليها
و تخرجها من قوقعه صمتها مثل فوزيه مو تجيب لها الحزن و الكـآبه
و تفتح سالفه نبيل و موته : الله يرحمه يارب
ادعي له بالرحمة ياراكان تراه محتاج مثل هالدعاء ..


همس بصوت مخنوق : الله يرحمه و يغفر له


دق الجرس و صالحة بعدت زينب عنها وهي تقول :قومي أفتحي
الباب أظنه عمر اللي جاي


زينب مسحت دموعها و قامت تفتح الباب .. و فوزيه قامت من الأرض و دخلت
المطبخ تشغل نفسها بأي شئ
فتحت زينب الباب و دخل عمر البيت وهو ماسك مفتاح سيارته
و الضيقه بوجهة و وجهة محمر


جلس قبال أمه ..بكرهه شديد و بضيقه شديدة وده يصيح
أو يبكي عشان يرتاح
لاكنه بكي و بكي و الراحة ماشافها


صالحة كانت حاسه بألم عمر و حاسه بنظرات المعاناه في وجهة ..
لكنها ألتزمت بصمت و ماحبت تتكلم عشان عمر لا يهزئها
كانت صالحة مثال للأم الرائعه..إذا أحد من عيالها أتألم
هي تتألم معاه لكن بضعف الألم
و إذا واحد من عيالها أنبسط هي تفرح معاه لكن بضعف الفرح
بس ياقوة قلبك ياصالحة و إنتي تتحملي ألام عمر و وفاه
نبيل و مشاكل فوزيه و طلاقها
و حزن زينب و إلحين تتنتظر تعليقات الجارحة من مرفت و بنتها


عمر نزل راسه و كأنه يتهرب من ضعفه تحت نظرات زينب
عشان لا تأخذها شماته فيه
:زينب أنقلعي من هنا ماأبغى أشوف وجهك


أعطته نظرة كرهه و بخاطرها قالت و هي تدخل غرفتها
" يعني أنا اللي أموت بوجهك
ياليت لو عمر راح بدل نبيل"


صالحة كان ودها تموت قبل لا تشوف نظرات الكرهه من زينب لأخوها
مهما يكون و مهما يصير ..هذولا يصيرو أخوان
مسكت سبحتها و هي تستغفر ربها خلال ثانيه و هي خايفه و مرتبكة
إلحين إذا قلت له" " ايش فيك يا ولدي؟ "
راح يقولي :" و انتي ايش دخلك فيني "
و إذا قلت له: " سلامات ياولدي ماتشوف شر "
راح يجاوب بسرعه : " أن شاء الله الشر يجي بطريقك "
طيب ايش أقوله.. علشان لايتواقح معااي ..
زفرت بضيق و قالت بقلق لكن مايخلو من الأهتمام :أذكر ربك ياولدي


رفع وجهة عمر و قال بهدوء: أحد قلك إني كافر أو شاكه في ملتي


صالحة سكتت و ماعرفت تقول شئ..
محتارة من عمر من أي طريق تروح له" لا حول و لا قوة إلا بالله "
إلحين إذا سكت و مانطقت مراح يتكلم هوا ..: ياولدي الواحد مايكون مؤمن
أو مطوع علشان يذكر ربه .. حتى المتضايق و المهموم و الحزين
و الخايف بيذكرو ربهم
كل واحد ياولدي إذا عنده ضيقه بيذكر ربه


عمر وهو يفكر في كلام أمه و بسؤال قال:و أنا أشوفك تذكري
ربك كثير يعني إنتي مضايقه؟


صالحة بغموض قالت و هي تناظره:أنا لساني متعود على ذكر الله
و محتسبه صبري عند الله تعالي


كان عمر يبغى يقولها "أيش قصدك ؟ و اي صبر إنتي و وجهك ؟"
بس ماكان له خلق يجادل معاها..كان يبغى منها جواب واحد فقط
:يمه أنا تعبان و متضايق


صالحة و اخيرا عمر فتح قلبه لها.. لأول مرة في حياته ..عمر جاي عندها
يفتح همومه و جروحه.. يبغاها تاخذ من أحزانه و من ضيقته.
.صالحة لو ودها تشيل قلبه و تعطيه قلبها
هي راح تتألم و تتعب و نفسيتها تصير زفتها..
لكن هو لايتعب و لا يتضايق:فديتك ياولدي
أجل متضايق و مهموم و تعبان و ماتقول لي.. إنتي قولي ايش تبغى
و انا أعطيك عيوني حتى و لا يغلى عليك شئ.. تعال ياحبيبي عندي
و قولي ايش خاطرك و ايش اللي متعبك


كان الكلام على عمر كثير.. كثير جدا.. حتى ليلى زوجته أتعودت
على علته و طنشته
كان يبغى يقترب منها ..يبغى يحط راسه بحضنها و يصيح من كل قلبه..
لكن كبريائه يمنعه
قال وهو يتجاهل عواطفه .. و يمسح دمعته:أحد قلك إني بزر
علشان تقولي لي الكلام مابقي غير تعطيني من رضاعه
و تهزيني في حضنك


ناظرته صالحة وهو يمسح دموعه و كبريائه يمنعه أنه يقترب منها
زحفت بصعوبه من مكانها و مسكت راسه وهي تحطه في حضنها
و تهدي فيه : حتى لو صرت شيبه و احفادك حولينك راح تظل
عندي طفل صغير يا عمر


ضحك عمر بسخريه و قال: و إنتي متفائله إنك راح تعيشي
لـ 100 سنه هههههه يمه طموحك عالي اللي بعمرك
يبغو يموتو و إنتي متعلقه في الدنيا


صالحة بهدوء و ببتسامه:الأعمار بيد الله إذا مت راح يكون يومي و اموت
و انا مطمئنه و مرتاحه و إذا مامت راح أكرس حياتي للتسبيح و الأستغفار
علشان أطمح لـ الفردوس الأعلى قولي ياولدي مين اللي متعبك ؟


سكت عمر وماعرف ايش يجاوب لأمه.. و قال وهو يلعب بمفتاح
السيارة:مدري أحس إني متضايق و مهموم و هذا الكلام صار من 6 سنين
و انا يايمه تعبان مدري ايش فيني ليلى تقولي روح عند دكتور نفساني لإني
صرت قلق و مكتئب مرة و كل شوي أمسك يدي أفركها أو أهز رجولي بسبب
التوتر و دائما خايف و الراحة مادخلت في قلبي


صالحة كانت عارفه بمرض عمر الغريب من زمان :طيب دام مرضك ماهو
جسدي ليش ماتروح لدكتور نفساني يشوف ايش سبب نفسيتك اللي
أتغير ترى دكتور ياعمر و راح يعرف علاجك عالطول


عمر وهو يفضفض لأول مرة :أول شئ مني مجنون و ثاني شئ
إذا رحت الدكتور راح يسألني إذا أتعرض لعنف جسدي أو مشاكل عائليه
أو حرمان عاطفي أثرت على نفسيتي و انا الحمد الله ما أشتكي
من أي شئ بالعكس كل شئ متوفر فيني .. حتى أشتريت من كم شهر
حبوب مضاد للأكتئاب بس للأسف مالقيت من الحبوب اي فايدة


صالحة :طيب أمكن ضيقتك تكون بسبب بعدك عن الله عـ..
قاطعها عمر بملل شديد : و من قالك مافكرت بهذا الشئ..
بالعكس فكرت فيه و رحت المسجد النبوي عشان أتقرب من الله و أرتاح
لكن ماحسيت في براحة


سكتت صالحة بدون ماتعطي دماغها أي تفكير .. هي من أول عارفه
سبب مرضه و حالته النفسيه و إلحين لمن نام بحضنها و هو قاعد يفضفض.
أتأكدت سبب علته .. قالت بهدوء و ببتســـــآمه : و إلحين و إنت نايم
بحضني حسيت في راحة و لا لأ


عمر بستهزاء وهو يغمض عيونه و مستسلم للنوم:ليش حضنك مصنوع
من القطن و الريش حتى أرتاح و أسـ...


سكت وهو نام في حضن أمـه.. سكت وهو قبل لاينام كان متفاجئ
أنه لأول مرة حس براحة و شعور الأستسلام


كانت صالحة عارفه انه عمر مريض ويعاني من الأكتئاب و الأرق
و التوتر و الضيقه الشديدة
لإنه بعيد عن امه و عاق بدرجة أولى
كيـف ترتاح بحياتك و انت عاق بأمك ؟
كيف ربي يرزقـك و يفتح لك أبواب الخير و أنت عاق
ياعمر رضا الله من رضا الوالدين


% ~ $ (( deema ))$ ~ %

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -