بارت من

رواية اسطورة الموت -3

رواية اسطورة الموت - غرام

رواية اسطورة الموت -3

فتحت عيونها مفزوعه ورفعت راسها من البطانية وهي تناظر بعمر
بتعب شديد و أرهاق
وقف عمر على راسها و سحب البطانية بعنف : يله يادلوعة امك من متى اشوفك ممدودة
بالفراش للظهر .. قومي حطيلي الغداء .. و لا عاجبك الكسل ومافي احد شد عليكي
زينب على طول نزلت دموعها .. لإنها ضعيفه و تعبانه.. و وجع الدورة مو راحمها
هي بتكبر خلااااص و تصير مرأة
و تحتاج لنصائح و تربية خاصة لسن .. المراهقه
: أنا تعباااانه يا عمر و و حاسة جسمي مكسر
الله يخليك روح كلم فوزية تحط الأكل بدالي
سحبها من عضدها باالقوة و وقفها بسرعه.. زينب جسمها ضعيف و هزيل
و نفخة وحدة تتطيح عالأرض : يله بلا كسل و دلع بنات ماعندكم غير الدلع الزايد
بسرعة حمي الغداء و بطليـ...
طاحت زينب عالـإرض و صرخت بأعلى صوتها وهي تبكي
بألم و بصياح
" هذي نبذة على شخصية عمر مع أخواته .. اما مع امه له عقوق خاصه معاها
و هذا كله راح يبان تدرجيا في الـأجزاء القادمة "


طلعت صالحة من الغرفة بعد ما أشتكت فوزيــة و وصلت لها الـأخبار لإذن امها
انه عمـر استلم زينب و واقف عندها يخاصمها أو يضربها
: انت ماتريح لسانك الا لمن تتطوله على اخواتك ياعمر


عمر وهوا يصـرخ و يـأشر على زينب اللي جريت فـوزية و حضنتها بالقـوة
: و انا أدري عن بناتك الملكعات .. الـأولى رافعه قميصها لفوق بمعنى اللي مايشوف يشتري
و الثانية اقولها حمي الأكـل وهي ماتبغى وجالسة تبكي
هذولا بناتك منهم متربيات اذا ماتعرفي تربي بناتك
انا اربيلك همـا و امشيهم على صراط المستقيـــم


أنجرحت صالحة بكلام ولدها عمر .. كل مايكبر كل مايفرد عضلاته لـأخواته
كـل مايكـبر يجحد أبــوة
كـل مايكــبر يجرح أمه بكلامـه و يعق فيها
" هي أتمنت بحياتها أنه الله يرزق لها الولد الصالح
وهي ماقصرت معاه بشئ
لكن يكبر و ينكر و يجحد و يكون عاق لها ؟؟ "
عمـر بس لو يرجع الزمن لورى.. كان شاف امه اتعذبت عند الناس عشان تغذي جنينها
كان شافها تموت مليون مرة وهي تولد في ليله الممطرة
كان شاف كرامتها طاحت وهي تترجى عند اخوها صالح عشان يقسم الورث
كان شافها ضحت بحياتها و فضلت تتزوج عشـان يعيش حياة حلـوة
كان شافها أنها طلبت العيال حتى يكون عمر معاهم .. و لا يكـــــون وحيد "
" بس دعوة صالح بليله زواجها
و نظرات الـإنتقام و الحقد
خلت ربها يعاقبها بولدها عمـر و يكون عاق فيها
لـإنها كانت قاسية .. و ماعندها قلب ..
و اتبرت بأخوها بسبب الفلوس و الورث
و صالح نفس الحكــاية ربي عاقبة بأشد العقاب
مثل ماعاقب أخته الكبيـرة
و الله الـأعلم ايش عقابه هوا كمـــــان ؟؟؟!!! "
قالت بصوت كسير : ابوك تعبان لاترفع صوتك مرة
عكف أيدينه برفعه حاجب : و بنــــاتك ؟؟
فركت يدها بخوف و قلق و قالت: ايش فيهم أخواتك ؟؟؟
ببرود قال عمر : تربيهم و لا أنا اربيلك هما
كانت بترد عليه زينب .. يتهم فيهم بقله الـأدب و الوقاحة
كلن يرى الناس بعين طبعــه .. لكن كتمت فمها فوزية و هي تناظرها بترجي
ماتبي مشاكل زيادة


نزلت راسها صالحــة بأنكسار و ضعف .. ماعرفت تسكت عمر و توقفه عند حده
ماقدرت عليه يوم كان صغير .. وهي متوقعه لمن يكبر راح يعقل
لكن بفترة مراهقته كانت شرسة جدا.. و الحين بسن الـ 25 سنه
مرحلـة و اخلاق و تصرفات الله يستر عليـه: أنا راح اربيهم بس طلبتك
يا عمر ابوك مريض و تعبان و حرارته عاليه حتى الكمادة مانفعت معاه
بستهزاء قال عمر: عاد كبر و راح يموت لمتى تبغوه يعيش لبكرة
فتحت عيونها فوزية على أخرها و لحقتها زينب وهي ماسكة قبضة يدها
و مستعدة تضرب فيه .. إلا ابونا ياوسخ .. ابونا رباك و علمك يا ناكر للمعروف
هذا جـزااء العجوز الضعيف يا عمر
كانت صالحة بتتكلم لكن قاطعها بعصبية وهوا يسمع الكلام لأبوة كمـان : اسمعـــــي
زوجك و لا ابو عيالك مراح اخذه المستشفى
أنتو ماتفهمو انه المدينـة تبعد عننا 400 كيلـو
ونحنا بأخر الخلاء مافي لا شبكـة و لا زفت و بعدين الشمس حارة و السيارة مافيها مكيف
و انا بعرقي واقف حتى اكل لبطني ما أكلت انتو ماتقدرو الواحد
ماعندكم رحمـة .. بس تقرو قران و تصلو صلاة الليل و صدقه و تبرع
وماعندكم رحمة ..كل شئ عمر عمـر عمــر
ايش هذي الـأنانية


صالحة و دمعتها على خدها... أصعب شئ لمن الـأم دمعتها تنزل بسبب عيالها
كل شئ و لا دمعــــة الـأم : خاف الله في نفسك .. أرضى كل شئ تعملـة
إلا انك تغلط على ابوك يا عمر .. ياعمر انا تعبت معاك و كنت اقول انك الكبير
وانك تشيل المسؤولية و الهم لـ...
اتأفف بملل و اتحرك على غرفته وهوا يلمح بطرف عينــه
أبـوه العجوز وهوا زحف من فراشه بالقوة و جلس عند الباب يناظر في عمر
بنظرات محزنه جدا : أوووووووف أنا ماعندي ابوه غيـر ابويه عمـر اللي مات و بس


(( فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً))


نزل راسه عبد الحكيم بألم و عيونه متغرغرة بالدموع وماله قوة عشان يرد على عمر
ماله إلا الصبر عند الله
يخـاف يموت بسبب عمــر و عقوقه


% ~ $ (( deema ))$ ~ %
(($~ أسطــورة المــوت ~$))
% ~ $ (( deema ))$ ~ %


( الجـــــزء الثـــــاني )



بأحدى الشوارع في المدينة المنورة
بشارع الحـزام
جالس بالسياره "التاكسي " و عيونه على شارع حزام
مع أغنية الملامح لأخطبوط العود .. عبادي الجوهر
يناظر في الشوارع و العمارات و المطاعم
هذا الشارع يحبه لأنه يحس بإنه ينبض بالحياة
يحب الأزعاج .. و أزدحام الناس
أيش يبغى من هذي الحياة
دام أنه يروق على صوت عبادي الجوهر
وهوا يتلذذ بصوت العود
و كلماته تجبره بإنه يسترخي عند التاكسي
أعتدل في جلسته و قال للسائق: وقــف هنـا .. و صلنـا
فتح الباب وهوا ينزل رجل للبرى و يعطي السائق.. 10 ريال.. ثمن المشوار
أتأمل في العمارة القديمة ببرود
ايش يبغى منها ؟
كلها كم أسبوع .. و كم أوراق و واسطات.. و عقارات
و ياخذ هذي العمارة اللي امه كانت تبغاها
و ياخذ نصيب امه من الورث
أمه ماتعرف في ايش يخطط عمـر
و لاتعرف انه عمر قابل خاله صالح
و بينهم المحامي عشـان يقسم الـورث بينهم
فتح باب الحـوش و دخل العمارة .. جوهرتة اللي تنتظرة ..
حارس العمارة اليماني جالس في الكرسي.. كشر بوجهة لمن شاف هذا الشاب
مايرتاح له ابدا... يخاف منه.. يحس شعر جسمه يقشعر
أبدااا مايحس بالأمان إذا جاء هذا الشاب
بكل بساطة قال وهوا يشوفه يمر من جنبه : السسلام عليكم و رحمـ...
قاطعه عمر بكل برود وهوا يدخل العمارة و يطلع الدرج
مافي أحد يهمه في هذي الحياة
دائما يشوف الناس من طرف خشمة
هما الصغاار .. المساكين .. الضعفاء
وهوا الكـبير .. القوي ..
لكن نسي أنه .. مجرد لا شئ عند الله
" لا يدخل الجنه من كان في قلبه مثقال حبة من كبر "
وصل للدور السادس و الاخير .. يكره و يحس بتعب لمن يطلع الدرج برجوله
تن تن تن تن
فتحت الباب خدامة أندونسية عجوزة .. حتى هي ملامحها أتغيرت لمن شافت الضيف
قالت وهي تمسك الباب بيدها : بابا سالح تعبان و مـ....
قاطعها عمر بنرفزة ..: ماعلموكي أهلك انه رد السلام واجب؟
و لا ماتعلمتي أنه لازم تردي السلام لكل واحد يدخل عندكم
يااا طبعك الغريب يا عمر
مارديت السلام على الحارس لمن رد السلام لك
و الحين تعاتب الخدامة لإنها ماردت السلام ؟؟
أنسان مـــريض و متنــاقض
دخل الشقة بخطوات سريعة وهوا يفتح في البيبان و يطل على الغرف و يقول
: لا يكون خالي ماهو هنا .. ترى ما أحب اضرب مشوار
من القرية لي هنا و بالأخير مايكون فيه
ما أنتظر رد من الخدامة .. لإن الخدامة مراح تتكلم معاه
كانت تناظره بغيض وهي تمسك المنشفة و تتطلع السلم
و تمسح في اللبات و المراوح


وصل عند أخر غرفـة ..قريبة من المخزن القديم ..
فتح الباب بالقوة.. و اتلصق الباب بالجدار


كان جالس بوسط الغرفة و قباله التلفزيون يتفرج على مسرحية " كويتيه"
متلحف بالبطانية و كراتين الدواء عنده
مريض و كبر في السن
و الموت ينتظره بأي لحظة
عنده القلب وماتعالج منه... و السكر و الضغط
صار ملازم لصحته .. من يوم ظهر له ولد اخته في حياته
و حياتة صارت سودة
و جاب له السكر و الضغط
جسمه و صحته صارت مثل سوق الأسهم
مرة يرتفع السكر .. مرة ينخفض الضغط
قرب عمر و فصل سلك التلفزيون و جلس قباله في الكنب
و مد رجـوله عالطاولة و حط رجل على رجل
بحيث جزمته تكون قبال وجهة خالـه
أتضايق صالح و ملامحه أتغيرت للأخر ..
أتنقلت عيونه للدواء وهوا يــدور على حبوب الضغط
مد يده الطويلــة عمـر و مسك علبه الدواء :
لـ ضغط الدم .. _ رمى بحضن خاله و قال وهوا يسترخي بجلسته _
: بالعافيه عليك و عمر جديد بعد ما أخرج من عندك هههههههه
بلع حبه من الدواء و شرب المويه و قال بصوت مهتز : المحامي كلمني أمس انه لقى مشتري
يشتري هذي العمارة بـ 4 مليون .. يعني النص بالنص
بس لازم امك تجي علشـان نقسم لها الورث


عمر ببرود: مو لازم تجي امي علشان تشوف الحفلة
امي عندها واجبات و مسؤولية اهم من هذا
و انا ولدها الوحيد و المسؤول عنها
وانا اللي اوقع و أخذ الفلوس


" كــــــذاب .. مخــــادع .. نصـــاب
أشهد بربي أنه أختي ماتعرف و لا شئ
يا عمر ..
أنت اللي تبغى تاكل فلوسها
و انا اعرف كيف أحرق قلبك
قبل لا يجي أجلي "
كانت هذي الكلمات تصدر في راس صالح وهوا يناظر
في عمر بحقد و كراهيه
وعمر لاهي في الـأوراق و المستندات اللي بيده
و يكلم المحامي عشان يجي و يبيع العمــارة
قال عمر وهوا يقفل الخط و يرمي المستندات بالـأرض
بحتقار : المحامي و المشتري بكرة راح يجيو عالساعة 10 صباح
لازم نكون هنـا و اتمنى بإنك تجهز القهوة و الشاي
مانبغى فشايل و احراجات
أنا اللي راح أتكلم و اتكفل بأي شئ
و انت راح تكون المستمع و بس
لانك ماتعرف تتكلم و دبج بكلامك


بلع ريقــة صالح .. مو خوف و لا توتر..
كان يصبر نفسه .. بإنه راح يعيش بمجرد انه عمر يطلع من عنده
هز راســـة وهوا موافق


بكــرة .. عالساعة 10 صباح
راح يكلم أختــه صالحة و يقول لها كل شئ
راح يعترف بإن عمــر راح يسرق فلوسها و نصيبها


عمر ناظر بساعة يده اللي كانت تشير على 1 في ليل .. هوا يعرف أنه قاعات الفرح بالمدينه
تنتهي على حدود 1 أو 2 بليل .. عكس أهل مكة و جدة اللي يخرجو من القاعة
على الساعة 6 فجر : و الساعة كم ترجع حضرتها بنتك ليلى
عشان أنا بنفسي أخذها ؟؟


ميل فمه بأبتسامة خفيفة و بخبث : بنت خالي و ملـزوم فيها
و انا الأولى فيها من بعدك .. هي بأي قاعة تدق ؟؟؟؟؟؟؟؟


% ~ $ (( deema ))$ ~ %
(($~ أسطــورة المــوت ~$))
% ~ $ (( deema ))$ ~ %


كان الظلام ملك السماء و النجوم تتلألأ في السماء
القمر كامل لكن باهت لونه
و كئيب .. ماله حاجة في السماء يطل
دام لونه ماله معنى


أتحرك كالون الباب و طلعت زينب من الحمام و وجها محمر بسبب الصياح
مافي أحد في البيت
أمها راحت مع نبيل على المستشفى لإن ابوهم تعب
و فوزية بغرفة تكوي الملابس
صرخت بأعلى صوتها.. صوتها ضعيف و فيه بحـة ربانيه
و دائم عمر يتريق على صوتها و يقول
" كأنه فحيح أفعى "
: فـووووزيييية .. تعاااالي يا فــوووزية
طلعت فوزية من الغرفة و بملل قالت: نعــــــم !!
أجتمعت الدموع بعيونها زينب و مدت يدها و قالت
: تعالي على الحمام .. أنا ما أعرف شئ ؟
دق قلبها فوزية .. بفرحة .. لايكــون خلاص جاتها الدورة
هي من الظهرية على ألم بطنها
و كأنها بولادة بسبب الصياح و البكاء
دخلت الحمام الصغير و لقت بقع دم في ملابسها الداخية
زينب منزله راسها حياء و صوت شهقاتها عالية
مشاعرها غريبة
تحس بالخوف و مزيج من الفرح
ماتعرف كيف تتصرف ؟ و ماتعرف ايش تعمل
هي عمرها 14 سنه
و جسمها جسم بزر كأول ابتدائي
نحيفة جدا و قصيرة
حتى صدر لسه ماعندها


حضنتها فوزية بحب.. وهي توصيها بإنها تتروش
عالبال تجهز لها ملابس دافية
و تعمل لها شئ حار يدفي جسمها




% ~ $ (( deema ))$ ~ %
(($~ أسطــورة المــوت ~$))
% ~ $ (( deema ))$ ~ %


برائحة العود و المسك .. و ورود الفل و الريحان
كانت القـاعة ممتليه بالحضور
و خصوصا الطقاقة المعروفـة
جالسة بالكوشة لحالها بفستانها الأسود العاري
و فتحة لعند الفخذ
و المكيروفون بيدها وهي تقلب في دفترها
وحدة من فرقتها ومتخصصة بالبيانو .. قالت : ليلى ايش راح تغني ؟؟
ليلى بتفكير قالت وهي تشوف أم العريس تتطلع لعندهم : ثواني بشوف الحرمة ايش تبغى مني
وبعدها راح أغني أغنيــة
جات أم العريس .. اللي يدل من شكلها على الرقي و الذوق : لو تكرمتي يا أختي
ممكن تغني أغنيــة أخيرة عشان نبداء بالزفة وبعدها تغني أغنيه يا أم العريس


رفعت حاجب ليلى وهي تلعب بالمكيروفون بيدها : طيب بس ما أعطتيني الباقي
ام العريس وهي تدخل يدها بصدرها و تخرج منديل
و تعطيها : هـذا الباقي 7 الالف
فتحت المنديل و لقت السبعة الالاف بداخل .. و اعطت أبتسامة باردة لأم العريس
و صدحت بصوتها.. و البنات يستعدو للرقص


القوس قوســك .. و السهام سهامك
مني على رمش تسلي قوة


أنا أسيرك واقف قدامك
ولي تبغى تسوي فيني سـوى


أيــوووة .. أيــــوووة
عـاشو بنات المــدينه


و النعم
بناااات الشيوخ .. حيو أهل المدينة حيييو


وثقت في قلبك و طيب نسامك
ماظنت تظلم و انت في كبر
قلبي رهيف و ثاير مهيامك
توه تعلم كيف يعشق توه
القوس قوســك .. و السهام سهامك
مني على رمش تسلي قوة
أنا أسيرك واقف قدامك
ولي تبغى تسوي فيني سـوى




.
.
.
.


رمت الطرحة على وجها وهي تمسك طرف عبايتها المفتوحة
و شنطتها بيدها
صحبتها موضي اللي تدق بالطيران .. واقفة تنتظر ليلى
بعد مادخلت الفرقة السيــارة : ليلى وين رحتي ؟ مراح تركبي معانا
ولا تنتظري أحد ؟؟
ليلى وهي ترفع الطرحة بيدها و تشوف السيارات مجتمعة في القاعـة
: ايوة راح اركب مع ولد عمتي .. يالله بنات مع سلامة
ركبت موضي السيارة و فتحت الشباك.. و قالت بتذكير: لاتنسي أنه بعد بكرة
عندنا غناء في أستراحـة


ليلى وهي ترفع يدها البيضة و تودع فرقتها الغنائية .. لمن شافت سيارة التاكسي
قريبة من النخيل و عمر واقف بجوار السيارة و عاكف إيدينه يناظرها : يله مع سلامة
راحت عند عمر اللي كان لاف الشماغ بطريقة " الأماراتية "
هذي الحركة دائما يحبها و يعملها في راسه
بدل من الحركة السعودية
: ايش المفاجئة الحلوة هذي ؟ كان أعطيتني خبر من قبل عشان أطلع بدري؟
فتح الباب الخلفي عشان تجلس و قال: و إذا جيتي بدري أو تـأخرتي
مراح يهمني يا ليلى
قفلت الباب ليلى و اناظرته وهوا يركب بجوار السايق
: عمر أنت فاهم غلط .. انت من الأساس ماتعطيني دقيقة أشرح لك و ضعي
أنت عارف بإني مشغوله في الحفلات و الغناء وماعندي وقت
المفروض و انت حبيبي تفهم و ضعي
مو تعاتبني
لف وجهة عمــر .. لمن سمع كلمة " حبيبي " هذي ليلى يحبها
و يعشق حروف أسمها .. و يضحي بكل شئ تبغاه
:و انا ماأيد انه حبيبتي تشتغل طقاقة ؟
أنقهرت من كلمته .. هذا شغلها وهذا رزقها
هي بتصرف على نفسها و على علاج ابوها المريض من يوم رمتها امها
وهي اللي جابت الشغاله بفلوسها .. وكمان بتصرف على عمر
: أجل من وين تبغاني أشتغل يا عمر
أنت عارف انه موهبتي الغناء و صوتي حلو ليش ماتبغاني أشتغل طقاقة
انت مراح تصرف علي ؟
بهدوء قال عمر : ومن قالك يا ليلى .. بس انتظري ابيع العمارة و اخذ الورث
و مستعد أخليكي ملكـة في بيتك و اتزوجك بعد
بس الورث هي اللي موقفه كل شئ


بتردد قالت ليلى :بس أمك و أهلك راح يوافقو ولا لأ
من كلام ابويه عرفت انه امك من الـأساس ماتبغى احد من اهلها
أقصـد أنا و أبويه


بهمس قال عمر : هذي بذات أطمني منها
راح أحطها بجيبي و أطبطب عليها
بخاطرها قالت ليلى " و نفس الشئ انت مطمئنة بإنك بجيبي و اطبطب عليك "
فتحت جوالها و ارسلت مسج
ولفت وجها وهي تتأمل للعالم من الشباك


اعتدل بجلسته عمر لمن سمع نغمة مسج
فتح الجوال
لا تحسبـــن القلـــب يـــــوم اختــــارك
ميـــت هـــوا ويبيـــك لــه عشـــــاقي


يشــهـــد علـــي الله انــــه اختـــــارك
بيشـــوف وش في قلبــك المشتـاقي


مابي يطـــول علـي (.....) انتظــــارك
والوقــت يسرقنـــا ولا عــــاد بـــاقـي


قلبـــي من دروب المحبـــــه تـــــارك
كل الهــــوى و الحــب بسلـوب راقـي


سلـم الهــــوى والحــب يالله جــارك
عـذاب وحيره وهم ودمـوع الاشواقي
اتنهد عمر و اسند جسمة عالكرسي وهوا مغمض عيونه و يشم بأنفاس عطر ليلى وهي خلفـه


% ~ $ (( deema ))$ ~ %
(($~ أسطــورة المــوت ~$))
% ~ $ (( deema ))$ ~ %


بقسم الطـوارئ..
كان الدكتور المتخصص لحاله العم عبد الحكيم
متعكر مزجة .. و متنرفز للأخر
دخل يده من تحت النظارة و فركها
و قال وهوا يضغط على الملف: مليوون مرة أقولكم بعدو ابوكم عن الأنفعالات و الغضب
أنتو تبغو تقتلو ابوكم وهوا لسه ماجات وفاته
صالحة وهي تمسك يد زوجها و تقرى عليه
بخوف .. و تدعي على عمر بالهداية


و نبيـل واقف قبال الدكتور.. ومو عارف ايش يبرر له
: طيب ايش نسوي يا دكتور
أنت عارف انه المصايب هذي بسبب عمر


الدكتور بندر وهوا يقبض يده و يضرب على الجدار:عمر عمر عمر
انا بس اتمنى أشوفه هذا العمر
حسبي الله عليـــه من الولد.. مافي أحد يكلمه عشان يعقل راسه


صالحة وهي ترفع عباية الراس و تحطها براسها : مــاله ذنب عمر
هوا حاس أننا مقصرين بحقـه.. لانه مايشتغل و ماعنده سيارة
وحاس بملل بحياتـ...


بستهزاء قال الدكتور بندر: ياسلااام و علشان يملي فراغة يقوم يتمشكل معاكم
و يزعــل ابوه.. مايدري انه هذا من العقوق
وانه رضا الله من رضا الوالدين


لف وجهة وهوا يركب السماعة بإذنه و يفتح أزارير الثوب لعبد الحكيم
حتى يشوف نبضات القلب : أستغفر الله و نعم الوكـيل
حسبي الله عليـــــــه


أتضايقت صالحة بكلام الدكتور.. صح ولدها فيه عيوب الدنيا كلها
لاكن ماتبغى الغريب يتشمت أو يتكلم عنه
مهما يكون هذا الغــالي الوحيد اللي ضحت كثير
وتعبت كثير علشــانه
عكس " نبيل و فوزية و زينب" اللي حياتهم كانت حلوة
وكل شئ متوفر لهم .. و لاتعبت مثل تعبها لعمر


مسح لحيته نبيــل و قال لأمه وهوا يمسك يدها : يمه يالله خلينا نروح البيت
ترى البنات قاعدين لحالهم وماعندهم أحد


تركت يده صالحة و تثبتت بزوجها.. ماتبغى تفقده.. مالها أحد من بعد و فاته
خايفة لو مات راح يطلعو عياله " ماجـد و سعيـد "
اللي هجروا بوهم من زمان.. و قطعو حبال الوصل و الرحم


نبيل بحزن شديد .. حاس نفسه كالأمواج يتخبط بكل مكان
يقعد عند امه الضعيفه و يواسي فيها.. و لا يتضارب مع عمر مثل العادة
و لا يرجع القرية يجلس عند اخواته.. لان مافي رجال في البيت يقعد معاهم


صح عمره 24 سنه.. و لسه صغير..
لكن مع الهم و المسؤولية
هوا الـأب و الأخ و السند و المسـؤول
عن أهلـــه
أما عمر.. فهو مثل الحيطة في البيت
ماله شغله بحياته غير يضرب في اخواته و يزعل امه


راتبه كله يروح في مصاريف أهله
و مصاريف الجيران و الأيتام الصغار
يحس بالفرح دام انه امه تبكي وهي تدعي له
و ابوه يضربه على ظهره بفخر لانه جاب رجال صلب يعتمد عليه


و اخواته كل وحدة ترمي أسرارها و همومها عليه
لانه كان حنون و عطوف و متفاهم معاهم


قال بحنان :يمه ماينفع تقعدي .. خلينا نروح و الدكتور راح يتصل علينا


صالحة و دموعها تنزل من تحت الغطاء: روح انت و انتبه على نفسك
انا ما أقدر اترك ابوكم لحالكم


ناظر فيهم الدكتور بندر بشفقة .. يحزن عليهم ..
و قلبه يقطر على الحرمة العجوزة
يحسها مظلومة كثيييير
: ياخاله روحي و ارتاحي و تعالي على الصباح
و تشوفي عمي عبد الحكيم جالس بسرير و ينتظرك
إلحين تعبان و نايم و مايحس بشئ


نبيل وهوا يبوس راس امه: سمعتي ايش قال الدكتور
لا تخافي عليه.. ترى طيب ابويه
بس مجرد ارهاق و تعب


الدكتور بندر: اتمنى يا نبيل قبل لا تروح
تمر على الصيدلية و تجيب
لابوك الدواء


وقفت صالحة على حيلها و قالت : انا راح اكلم عمر يجيب هذا الدواء
لان عمر يشتغل في الصيدلة


الدكتور بندر: أجل على كدا راح انتظره عشان يجيب

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات