بداية

رواية وش رجعك -28

رواية وِش رجعك - غرام

رواية وش رجعك -28

أشحت وجهي عنه .. وواصلت طريقي للشقة .. وأغلقت الباب بذعر .. سندت جسدي على الباب .. أخذت أجمع أنفاسي .. ودموعي التي تمكنت من عدم هطولها .. خرت على خداي .. كنت أبكي بدون صوت .. وأنا أمسح دمعي .. سمعت طرقا على الباب .. ارتجفت أكثر .. طللت من العين السحرية .. ورأيت صفاء واقفا خلف الباب .. ابتسمت براحة .. وفتحته : حياج ..
دخلت الحمام .. وغسلت وجهي بماء بارد .. وحينما خرجت .. رأيتها متكتفة .. وتنظر إلي : واوو .. حتى لما محمود رجع ما صارت عيونج جذي ..
تبسمت لها .. تضنني أبكي .. لرحيل أحمد ! وأنا أجلس أمام التلفاز : على الأقل يوم راح .. كان بقى معاي أحمد .. أحس ان عندي سند .. اللحين محد ..
جلست بجانبي : لا والله ؟ وأخوي وين راح ؟
تلاشت ابتسامتي : قلتيها .. اخوج .. مو اخوي ..
عبست : يعني اللحين .. أحمد أخو دعاء عادي .. وأخوي لا ..
ضحكت على تفكيرها ثم ابتسمت : أحمد غير .. متعودة عليه .. ( وبصعوبة قلت ) معزته بمعزة محمود ..
حركت حاجبيها : اييي .. صدقتج ..
ضحكت وأنا أشغل نفسي بالبحث بين القنوات : بكييفج عاد .. شنو الغذا ؟
سحبت الرموت من يدي : اللحين بعيدون فلم حلو ..
قلت بعدم اهتمام : ودي عليه ..
وحينما رأيتها اندمجت مع التلفاز ونست الغذاء .. صرخت عليها : صفااااااءوو .. انا حوووعانة ..
التفت لي مذعورة : بسم الله .. ( ثم صرخت ) وش اسوي لج بعد ؟ انتي انشغلتي بأحمد وما قلتين لي شنو تبين .. وتأخر أخوي بعد جبدي بالطلب ..
قلت بضيق وأنا أتأفف : ومتى بجيييبه ؟ روحي شووفيه ..
قالت وهي تدور وجهها ناحية التلفاز : انتي الجوعانة لو أنا .. روحي انتين ..
فتحت عيناي بصدمة : تبين اروح له أسأله عن الغذا ..
طنشتني .. فرميت عليها علبة المحارم الورقية : صفااااااااااااااء ..
قالت بتوسل : بيييون والي يرحم والديج .. أبي أركز .. روحي قولي له .. ما فيها شي .. اخوي ما يعض ..
قلت لها بقهر : اوكي خلاص .. أنا شبعت ..
أرخيت رأسي على الكنبة .. ونظرت للسقف .. أحاول عدم البكاء .. ما بالي هكذا ؟ بت حساسة .. أتحسس من أي شيء ؟
سمعت صوت الباب .. رفعت نظري لها .. فرأيتها خرجت .. يبدو أنها ستأتي بالغذاء .. بعد دقائق عادت ودخلت المطبخ .. ثم جائت بصينية الطعام .. ووصعتها أمامي : تامرين شي ثاني آنسة بيان ؟
اعتدلت في جلستي وابتسمت : جيبي شي ينشرب من الثلاجة إذا ما عليج كلافة ..
رمقتني بحدة : بيـــــــــــــــــــــــان ..
ضحكت وأنا أنهض قاصدة المطبخ : عيووووووووونها ..
صرخت : صج ما تنعطييين وجه ..

مضــــى يومـــان .. بطلوع فجرهما .. وغروبهما .. وفي اليوم الثالث .. طرق باب منزل رنـــا .. كانت جالسة بكراسي الحديقة الصغيرة .. محتارة .. أأتصل ؟ لا .. لن أتصل .. عندما يريدني سيتصل هو .. لكنه لم يتصل لي منذ مدة .. لم أره .. اشتقت له ..
وقطع عليّ أفكاري .. صوت الجرس .. نهضت مسرعة .. فتحت الباب على عجل .. ولكن حينما رأيت مازن خلف الباب .. تلاشت فرحتي وقلت بضيق : نعم ؟
تبسم بصعوبة : ممكن تنادين منتهى ؟
هززت رأسي بإيجاب : لحــظة ..
مشيت بتثاقل .. ودخلت الغرفة .. رأيتها ترتدي شالها : كاهو جى ...
تبسمت : من سمعت صوت الجرس .. توقعت ..
سندت جسدي على الباب : بتروحين ؟
قالت : اييي .. لمتى تبيني أقعد معاكم ؟
قلت لها : لآخر يوم في الدنيا .. تصدقين .. من قلب استانست وانتي عايشة ويانا .. على الأقل وياي وحدة من قدي تونسني ..
تبسمت : وأنا ارتاحت نفسيتي وأنا معاكم .. ما تتصورين أي كثر مرتاحة ..
مشينا معا إلى الباب .. فقلت بحيرة : ما بتسلمين على جميل ؟
قالت : جاسم ..
ضحكت : ما اعرف أقول جاسم ..
لتقول : لا .. لأنه مو راضي أروح .. بس سلمي عليه نيابة عني .. وقولي له كل سبوع بجي أزوركم .. و ..
تبسمت : شنو ؟
بادلتني الإبتسام : قولي له لا يزعل ..
فتحت الباب فقلت لها : الله يحفضج .. لا تقطعينا ..
هزت رأسها وأغلقت الباب .. وأنا واقفة أفكر في أمرها .. سمعت صوت الموسيقى الخاصة لإتصاله .. ضغطت زر الرد من أول رنة : هلا عادل ..
/
[ عادل ]
ابتسمت بسعادة على نبرتها الوالهة : اهلين بحبيبتي الي مشتاقة لي .. شلونج ؟
أحسست بخجلها : بخير .. شلونك انت ؟
قلت لها : بخير دام الغالية بخير ..
قالت : تسلم ..
تبسمت : الله يسلمج من كل شر عيوني .. ها ؟ أمرج ؟
قالت : ما ادري ..
قلت لها وأنا أجلس في بلكونة الغرفة : رنــا انتي سامحتيني ؟
سكتت قليلا ثم قالت : مو لأنك تستاهل .. لأني ما أحمل بقلبي على أحد ..
اتسعت ابتسامتي : فديييت ترابج .. ريحتيني .. انزييين أنا بمرج اللحين .. تجهزي اوك ؟
قالت : اوك ..
أغلقت الهاتف بسرعة .. وفتحت خزانة ملابسي .. أخرجت لي بدلة مناسبة بسرعة .. وحينما انتهيت من البس والتعطر .. تناولت مفاتيحي ومحفضتي وهاتفي .. وخرجت مسرعا .. ثم عدت وصرخت على دعاء : دعااء .. رتبوا المكان .. رنوووي اللحين بجييبها ..
صرخت هي : الللاااي .. وأخيرا تصالحتوا ..
قلت لها : قلبي وجهج وبدون صوت .. رتبي المكان ..
لتقول : مالت علييييك .. والله يساعدها عليك ..
فقلت : ما برد عليييج .. غيراااانة ..
فقالت : عداااال .. بشقق ثيابي .. من شنو يحسرة ؟
تبسمت بنذالة : لأني أخذت حبيبتي وانتي لا يا أم كشة ..
خرجت بسرعة .. تعمدت اثارتها .. أحب أن أحرق أعصابها .. وذهبت مسرعا إلى رنا ..
\
أما دعاء .. فبقت مكانها غير مستوعبة ما قاله .. لا تعلم كي خطر ببالها هذا الجنون .. واتصلت بمحمود .. بعد مدة من الرنين .. وصلها صوته الهادئ : سلام عليكم ..
تبسمت : وعليكم السلام ..
قال باستغراب : دعاء ؟
فرح قلبها حينما ميز صوتها : اييوة ..
تبسم : شلونج ؟
فأجبته : بخير ..
ليقول : خير ان شاء الله ؟
ارتبكت .. ماذا أقول ؟
حينما شعر أن سكوتها طال .. كرر مناداتها : دعاء فيه شي ؟
قالت بحرج : لا بس ..
لم تكمل فقد أنقذها صوت الجرس .. قالت بسعادة : لحظة شوي ..
وحينما فتحت الباب .. انصدمت مما رأت .. ولم تشعر إلا بيده تمسك شعرها .. ويرميها على الأرض .. صرخت : آييي .. محمود .. الحقني .. محد معاي بالشقة ...!
==

[ يعقوب ]

كنت جالسا أشاهد مباراة .. حينما .. أتت زوجة أخي وجلست معي في الصالة .. عدلت جلستي .. وعدت أنظر نحو التلفاز .. لكن شعرت بأن أحدا ما ينظر إلي .. التفت لها .. فرأيتها تنظر نحوي .. ولم ترفع عينيها رغم أنني انظر لها باستغراب ..
عاودت النظر إلى التلفاز .. وأنا لست مركزا أبدا .. لكنني شعرت أنها ما زالت تنظر لي .. قلت لها بدون أن ألتفت : تبين شي ؟
لم تجبني .. فأدرت وجهي لها : تبيين شي ؟
انتبهت وأشاحت بوجهها عني : سلامتك ..
ارتفع صوت المعلق : هدف ..
نهضت بسعادة : اييييييييوة .. وأخيرااا فزنا عليييهم .. هههاي ..
وأنا في أوج سعادتي بالانتصار .. شعرت أنها تنظر نحوي .. رفعت بصري لها وقلت بضيق : خير ؟
لتقول : الخير بويهك ..
نهضت بنفس الضيق .. وقصدت غرفتي .. وأنا أغلق الباب .. رأيتها تدخل شقتهما وهي تبتسم لي بابتسامة ذات مغزى ..!
قلت بنفسي : استغفر الله ..
وأغلقت الباب !
==
[ محمود ]
استغربت اتصالها .. ولكن حينما سمعت صرختها .. أيقنت أنها بخطر .. خرجت مسرعا قاصدا شقة عادل .. وحينما وصلت .. انصدمت لرؤية الباب مفتوحا .. دخلت مسرعا .. وسقط بصري عليها .. مرمية على الأرض .. والدم يخرج من فاهها .. اطرب قلبي .. عذرا .. أخطأت بالمفردة .. فقد توقف نبضي .. وهرولت ناحيتها .. رفعتها من على الأرض وأنا أمسح دمها بكم بلوزتي .. ناديتها بيأس والدمع غشى بصري : دعاااء .. دعااء ردي علي ..
سمعت صوت خطوات ناحية الباب .. أدرت وجهي ناحية الباب وأنا أرتجف .. أنهـــار .. فإذا به أبو وليد يدخل .. وابتسامة أجهل معناها عالقة على فمه .. ودخل خلفه وليد .. حينما التقت أعيننا .. استرجعت كل تهديداته .. أهذا هو وقت الوفاء بالدين ؟ أم أنـــه لم يحن وقت تحقق كـــل ما خطط له !
دخل عادل ورنـــا بإستغراب .. وانصدما مما رأيـــاه .. ثم أميـــرة ..!
وكـــل لم يحرك فاه ويتحدث ببنت شفة .. لحين أن قطعت الصمت .. وصرخت على أبا وليد : من الحقير الي سوا بدعاء جذي ؟
==
الهي .. هل تسود وجوها خرت ساجدة لعظمتك
،
.
؟
نهاية الجزء الرابع والعشرون ..

[ 25 ]

هلاّ أجبتني أيهـا الزمـــان ..
لماذا تتلذ بإبعـــاد أحبتنا عن أعيننا ؟!
لما تفرقهم عنـــا ؟!
وتجعلنا نعيش بقية حياتنا ..
بانتظـــارهم !
أيهــا الزمــان ..
مللناك نحن ..
بتنا لا نحتمل الترقب المميت ..
فهلاّ رحمتنا بنظرة منهم ..
تعيـــد السكينة إلى قلوبنا المتلهفة ؟!
[ محمــود ]
كلٌ يريد استيعـــاب ما يرى .. وحينما أقول " كـــل " استثني أبو وليد وابنه وليد .. تركتها على الأرض وصرخت بوجه أبو وليد : من الي سوى ببنتك جذي ؟
تقدم عادل وأميرة ورنـــا إلى دعاء .. وبقيت أنا أجـادل من لا ينفع معهم الجدال .. فقال وليد : قصر حسك ولا ترفع صوتك يـ القروي على أبوي ..
رمقته باستخفاف : أرفع صوتي وأمد يدي إذا أبي .. تضن إن اذا احمد محد بخليك على هواك تلعب بأخوانك ؟ لا يعيوني .. اخوانك أمانة برقبتي .. ومع اني متأكد من انك الفاعل .. جاوبني .. ليش سويت فيها جذي ؟
لا أعلم من أين جائت لي كل هذه الجرأة .. منذ متى أنا أقابل الإساءة بالإساءة .. منذ متى استخف بمن يقف أمامي .. لكن هذه المرة تختلف .. فدعـــاء .. من وضعت تحت اسمها خطا أحمــر .!
نطق أبو وليد أخيرا وهو يدور حول ضحيته : تستاهل .. عفية عليك وليد .. بردت خاطري ..
لم انصدم مما قاله .. فأنا أشك بـأن هذا أبـــا أصلا .. كنت سأتكلم .. سأرد عليه .. لكن نساءه أتوا .. وكل واحدة منهن تنوح من جهة ..
نهض عادل بغضب وصرخ على والده : مستانس اللحين ؟ مستانس لما شفتها بدمانها ؟
تبسم أبو وليد : اكيييد بستانس .. مو هي خلت ولدي يطلع من بطن امه قبل موعدها ؟ وكاهو اللحين بالشيشة ؟ ليش يعني ما تبيني استانس وأنا انتقمت لولدي منها ؟
قالت له أميرة .. وربما هذه المرة الأولى التي تقف فيها أميرة بوجه والدها : وهذي مو بنتك ؟ احنا مو بناتك ؟ ولا ولد سارة أحسن منا بشنو ؟
قال لها بهدوء : انجبي .. حتى اني خربوج .. وطلع لج صوت .. بس مو منج .. من طارق الي رماج وبلانا فيج ..
كانت سترد عليه .. لكن عادل كان أسرع منها وقال : احترم نفسك .. ولا تغلط على اختي .. احنا ما يشرفنا انك تكون أبونا يالحرامي يـالـ..
صفعة .. من كف وليد القذرة استقرت على خد عادل .. صدمة .. هدوء .. وغير شهقة رنا .. لم نسمع ..
ركضت رنا .. ووقفت أمام وليد وقال له ودمعها على خديها : اطلع برى .. اطلع برى ..
ربت على كتفها عادل وهمس لوليد بابتسامة : انت قدها ؟
قال بسخرية وليد : ليش تبي تردها ؟
تقدم نحوه بهدوء .. و " بزق " بوجهه : هذا ردها يا اخوي الكبير ..
مسح وليد وجهه وهو يضحك : يا حلاتك .. طلعت تعرف تستفزني وتطلعني عن طوري ..
باحتقار قال عادل : انقلع برى لا تنجس شقتي بقذاراتك ..
تبسم وليد : وهي من قبل نجسة ..
ثم قال أبو وليد وهو يضحك : في هذي انت صادق .. ( ثم دار بصره إلى رنا وهو يبتسم باحتقار ) بكم اشتراج ؟ أنا عندي فلوس أكثر منه ؟ بكم تبيعين نفسج علي ؟
هنــا انصدمت فعلا .. أوصلت به الوقاحة لهذا الحد ؟
كان عادل سيجيب .. لكنها كانت أسرع منه وقالت له : اشتراني بقلبه .. بحبه وطيبته .. وتبي تعرف كم أبي اذا تبيني ؟
تبسم بسخرية : امممم .. بما انج بنت فقر .. وبضاعة محلية .. كم يعني ؟ بحدود المئتين دينار ؟
اشتتاط عادل غضبا .. أخذ يرمي والده بكلمات بذيئة .. لكنها كانت هادئة .. وقالت له : أبي أرد عليك .. بس المشكلة .. إن وقاحتك تعدت حدودها .. وفي حياتي ما سمعت بعم .. يقول لزوجة ولده مثل هـ الكلام .. بس حط في بالك شغله .. إني ما أبيع شرفي وشرف أهلي بملايين الدنيا كلها .. وخصوصا إذا كان الي يبي يشتري واحد ما عنده لا شرف ولا سمعة ..
رفع كفه لصفعها .. وتدخل عادل لصده .. ارتفعت أصواتهم .. وكل يرد على الآخر .. أما أنا .. فرفعت جسد دعاء من على الأرض .. وانسحبت بهدوء .. وضعتها في المقعد الخلفي .. وتحركت مسرعا قاصدا المستشفى ..
==
مضى اسبوع .. والأحوال على ما هي عليها .. فأبو وليد طلق زوجاته الثلاث كي ترضى سارة عنه .. وبقي الثلاث في شقة عادل .. يحاول اقناعهم بلبقاء معه .. لكنهن رفضن .. وكل واحدة تقول بأنها ستذهب لمنزل والدها ..
أميرة لم تنقطع عن عملها رغم المشاكل التي سببها لها والدها .. لكنها اقتنعت .. أنه لا يمكن الإعتماد على والدها .. وعلاقتها بزملائها تحسنت .. وهي تحاول نسيان طـــارق .. رغم أن والدها لا يتفاني عن تذكيرها به ..
أما عادل .. فلسفر أحمد حسنة تغيره .. فقد بات يتحمل مسؤلية نفسه وخطيبته واختاه .. وقف صامدا في وجه والده .. ورغم أن وليد تعرض لدعاء بالضرب .. لكنه ما زال يحاول بكل طاقته عدم حصول مكروه لهما ..
علاقته مع رنا تحسنت وقوت بسبب ما حصل .. وهذا ما يشجعه على التغير للأفضل .. إلا أن تهوره .. ما زال كما هو
دعاء .. بذالك اليوم حينما كانت متصلة لمحمود .. رأت وليد يدخل الشقة .. وهو ثائر .. فقد ولدت سارة قبل موعدها .. وانجبت مولودا أسموه ناصر .. ولكنه بقى في المستشفى لأنه ولد في شهره السادس .. ضربها .. ووطى بقدمه بطنها .. وحينما غابت الوعي .. تركها وكأنه لم يفعل شيئا .. والآن تحسنت .. ولكنها لم تر محمود .. ولا تعلم بأنه هو الذي أخذها إلى المستشفى ..
ومحمود .. منذ ذالك اليوم بقي على اتصال مع عادل .. فهو لا يقوى على رؤية دعاء .. مخافة من أن يتهور .. ويفصح لها عن حبه ..
منى وطارق .. طـــارق يخطط للإيقاع بعادل .. ومنى زاد بعد ذالك الموقف عذاب الضمير .. حتى أنها باتت ترى كوابيسا .. ترى فيها أميرة تؤنبها ..
فطوم ويعقوب .. من أفضل إلى أفضل .. لكن شيئا شاغلا عقل يعقوب .. وهو نضرات لمياء .. الدائمة له !
بيـــان .. تأقلمت أكثر مع أجواء الأردن .. واعتادت على رؤية حسن .. وقل خوفها منه !
أما البقية كما كـــانو ...!
\
إلا أن أحمـــد .. قد وصل مكة توا .. وهو يرتدي احرامه الأبيض .. دخل البيت الحرام .. خلع نعليه .. ومشى حافي القدمين ... يمشي بهدوء .. وهو يصلي بداخله على محمد وآل محمد .. عينيه تبحثان عن الكعبة .. وحينما وقف عند المدرجات .. رآها شامخة .. خر ساجدا لله .. شكر الله وأثنا عليه .. ومشى .. كي يطوف حول الكعبة ..
عقد النية قبل الحجر الأسود .. وبدأ بشوطه الأول .. وهو يقرأ من الدعاء الذي بيده .. انهى الشوط الأول .. لحين أن أنهى سبعة أشواط .. صلى ركعتين خلف مقام ابراهيم .. ثم دنى من الكعبة .. حينما لامست كفيه ستار الكعبة .. وهو شاخص بصره إلى الميزاب .. شعر برعشة .. شعر بطمأنينة .. قبل الكعبة .. وذهب لمياه زم زم .. شرب منها قليلا .. ثم اتجه نحو المسعى ...
أنهى أداء أعمال العمرة .. وأذن المؤذن لصلاة المغرب .. صلى .. ثم جلس يتأمل بالكعبة .. يتأمل بالناس .. وهو يسبح .. جاء له طفل صغير .. مد كفيه بعلبة تمر .. تناول قطعة .. وشكر الصغير .. قرأ بعضا من كتاب الله .. ثم نهض قاصدا الفندق ليرتاح من عناء السفر ..
==
في الصباح .. توقفت سيارة مازن عند منزل جميل .. التفت له قبل أن تنزل : ما بتنزل ؟
تبسم لها : سلمي عليه نيابة عني ..
هزت رأسها بصمت .. ووقفت أمام المنزل .. طرقت الباب .. وبعد قليل .. خرجت أم جميل وهي ترحب بها .. سألتها عن جميل .. فقالت لها بأنه خرج مع عادل .. أما رنـا .. فهي بالجامعة الآن .. شكرتها وصعدت السيارة .. فسألها مازن : مو موجودين ؟
قالت بضيق : لا ..
قال لها وهو يحرك السيارة : تبين نروح نفطر ؟
سندت رأسها على مقعد السيارة : براحتك ..
ولحين أن وصلا المطعم .. وكل منهما لم يتفوه بشيء .. وعندما وصل الطعام قالت له بحيرة : مازن ..
تبسم : عيون مازن ..
حاولت أن تبتسم : عادي أرد الجامعة ؟
قال لها : اكيييد ..
قالت له : بس من زمان بدأ الكورس ..
قال لها : ولا تهتمين .. شرايج نروح نشتري لج أغراض للجامعة .. وبكرة تداومين ؟
ضحكت : بس للحين ما رحت جددت انتسابي ونزلت لي مواد ..
قال لها : كل شي بصير ان شاء الله مثل ما تبين .. انتي طلبتين طلب .. وهذا أول طلب .. مستحيل ما أحققه لج ..
تبسمت : مشكور ..
غمز لها : حـاضرين ..
=
في هذه الأثناء .. كانت أميرة تقوم بعملها .. حينما سمعت طرقا على الطاولة .. رفعت رأسها .. ورأت وليدا ينظر لها بسخرية ويقول : تسمح أميرتنا ترد بيت أبوها ؟
وكأنها لم تسمع ما يقول .. عادت بصرها نحو الملف .. وأخذت تكمل عملها .. لكنه طرق ثانية .. وثالثة .. رفعت رأسها له : ما بروح .. ممكن تطلع ؟
بسخرية أيضا جلس على الكرسي الذي أمامها : وأنا ما انا طالع إلا وانتي معاي ..
احتقرته وأكملت عملها .. فشعرت بيد تسحبها .. حاولت إبعاد يده عنها بدون أن تتكلم .. لكنه كان يصرخ : اذا ما بتجيين معاي بالطيب .. بتجيين بالغصب ..
لتأتي نجوى وهي تجر ليلى وهي مبتسمة : أميرة بعرفج على ..
لكنها انصدمت حينما رأت وليد يجر أميرة .. فوطت بكعبها العالي قدمه .. فصرخ عليها وهو يرميها عنه : وخري عني يالمتوحشة ..
قالت له : شتسوي لأميرة .. يلله اطلع برى .. صج ناس ما ينعطون وجه ..
فتح عينيه بصدمة : اللحين انتي عطيتيني وجه وشفتيني ما جييت لج ؟ ( ثم رمقها باستخفاف ) بس انتي مو من ذوقي .. قبيييحة ..
انصدمت هي أيضا .. ووطت قدمه مرة أخرى .. فجرها من بلوزتها : وبعدين معاج ؟ تبين أعطيج كف يعلمج قدرج ؟
سمعا صوتا خلفها : جرب عطها وبتشوف الي تستحقه يالجبان .. ترفع يدك على حرمة ..
أدارت أميرة .. وليد .. نجوى .. ليلى .. وجوههم إلى عمار .. الذي خرج يضحك مع غسان من مكتب نافع .. لكنهما انصدما مما رأو .. وخصوصا عمار .. الذي يعرف حقارة وليـــد !
أمطر وليد عمار نظرات سخرية .. ورمى نجوى عليه .. فسقطت فوقه .. وهي منصدمة : عمار ؟ يعني تحبني مثل ما أحبك ؟ تدافع عني ..
قال لها بإحتقار وهو يبعدها عنه : صج فاضية ..
نهض وهو ينظف ملابسه من الغبار واتجه لأميرة الساكتة التي تحاول عدم البكاء .. ووليد الذي يحاول إرغامها على النهوض .. لكنها لم تعبره بنظرة حتى !
قال لوليد : شفيك انت مع مخك الخربان ؟ هني مو سوق سمك .. انقلع .. وفكنا من ريحتك هذي ..
التفت له : مو انت رفيج محمود ؟ وأنا أقول هـ الوقاحة من وين تعلمها ؟
قال له بنفس اللهجة : تصدق أنا بعد سألت نفسي هـ السؤال .. وسألت محمود من وين تعلمت ؟ قال لي من حبيب قلبي وليد ..
طنشه وليد .. وجر أميرة خلفه .. وهي تحاول الخلاص منه من دون أن تتكلم .. لكن نافع صرخ عليه : وقف !
التفت لنافع : لم فمك .. ولا تصرخ علي يـا ولد أمك ..
اقترب نافع من طاولة أميرة .. ضغط على عدة أزرار بالهاتف .. ثم تحدث قليلا .. وأغلق السماعة .. التفت لوليد حينما جاء أمن الشركة : خذووه برى .. واياني وياكم أشوفه مرة ثانية هني ..
بصعوبة .. تمكنوا من إبعاده عن أميرة .. ورميه خارج الشركة ..
عادت أميرة إلى مكتبها .. ودخل نافع إلى مكتبه بعد أن طلب منهم كل يرى عمله .. وطلب من غسان وعمار الخروج .. هدّأ أعصابه قليلا .. ثم اتصل بأميرة بهاتف الشركة : لو سمحتي تعالي شوي ..
/
أما عمار .. فبصعوبة .. تمكن الخلاص من نجوى التي لصقت فيه .. وندم لزيارته لنافع .. اتصل بمحمود : محمودو يالنايم .. تدري إن وليد رد البحرين ..
قال محمود بهدوء : ايي .. أدري ..
قال عمار : شفته يسحب في أميرة يبيها ترد بيتهم .. وهي مسكينة تفشلت .. الكل تجمع يشوفون شنو صاير .. كسرت خاطري والله ..
نهض محمود من كرسيه : صج ؟ وشنو صار بعدين ؟
قال عمار : اتصل نافع للأمن وقطوه برى الحقير .. بس ليش جاي يسحب فيها بهـ الطريقة ؟
سكت قليلا محمود ثم قال : وما ذكر دعاء ؟
قال عمار : والله ما ادري .. يمكن اللحين يروح لها يفشلها مثل اختها ..
\
بهدوء قال نافع : ممكن توضحين لي الي صار قبل شوي ؟
نكست رأسها ولم تتفوه بحرف .. فقال لها وهو ينهض من كرسيه أمام الطاولة .. ويجلس أمامها : مو قصدي اتدخل بخصوصياتج .. بس أضن إني لازم أفهم الي صار علشان أمنع يصير هذا الشي مرة ثانية ..
رفعت بصرها له وعينيها محمرتين .. إلى الآن لم تهطل منها أي دمعة .. إلى الآن وهي تتمالك نفسها .. إن قالت له ستبكي لا محال : بقول لك مرة ثانية .. ممكن أطلع اللحين ؟
قال لها : من الشركة ولا من مكتبي ؟
قالت : مكتبك ..
ليقول : لا .. ( ثم سكت قليلا وأكمل ) هذا أخوج ؟
هزت رأسها بإيجاب .. فأكمل : اذا تبين تردين البيت ردي .. الي يريحج سويه أميرة ..
هنا .. سال دمعها : تضني جاية أشتغل لأني محتاجة ؟ لا .. جاية أشتغل علشان اطلع من البيت .. أبي انسى .. وانت تقول لي أرد مرة ثانية ؟
توجع قلبه لدموعها لكنه قال باستغراب : تنسين ؟
قالت بانفعال : هايلين لا يرحمون ولا يخلون رحمة الله تنزل .. كل ما أبي أنسى يذكروني .. يعني يبون يردوني البيت ليش ؟ أقابل وجه الخدامات ؟ شلون هايلين جذي ؟ ما يحسوون ؟
نكس رأسه .. لا يفهم ما تقوله .. لكنه لم يقوى لرؤية دمعها .. وواصلت هي هذيانها : كفاية الي صار منهم .. كل شي اجباري في هـ البيت .. بعد شيبون أكثر ؟ كفاية اني ساكتة وما لمتهم .. ليش ما يخلوني بحالي ؟
سحب علبة المحارم الورقية .. وصب لها كوب ماء .. مد يديه بكوب الماء والعلبة : خلاص أميرة .. مسحي دموعج واشربي الماي .. الي ما يهتم لج .. لا تهمين قلبج فيه .. انتي كبيرة وفاهمة .. والي تحسينه صح .. سويه .. ما عليج من الي يسوونه فيج .. ضلي قوية .. وعلميهم انهم ما يهمونج ..
بصعوبة .. تمكنت من مسح دمعها .. وكتم شهقاتها .. نهضت وهي خجلة من دموعها : أنا اسفة بـ..
قاطعها : لا تتأسفين .. شي طبيعي اذا الإنسان يجمع ويكتمل .. يحمل ويسكت .. ينفجر .. يوم من الأيام ..
همست له : عن اذنك ..
ابتسم لها : اذنج معاج ..
حينما خرجت .. حاول استيعاب ما قالته .. وتوقف مهزوما عند كلمة " أنسى " .. تنسى ؟! ما الذي تحاول نسيانه أميرة ؟!
==
كانت جالسة تحت جذع شجرة في حديقة الجامعة .. تتأمل بسطور كتابها وغير غارقة بالتفكير بمحمود .. حينما شعرت بيد تجرها من الخلف .. لم تلتفت .. لكنها ابتسمت حينما مر بذهنها أنه من يجرها إليه .. التفت له .. وتلقت صفعة على خدها .. احمرت وجناتها .. وتجمع الدمع بعينيها : ولييييدو يالحقييير .. لهني لاحقني ..
سحبها خلفه وهو يمشي مسرعا : حسابج بعدييين يا حمارة .. تفهمييين يعني شنو مات ناصر ؟ يعني أبوي بيموتج معاه ..
انصدمت .. فهي حينما ضربت بطن سارة .. لم تتمنى موت جنينها .. لكنها كانت مقهورة من ابتسامة تشمتها وأخاها يتألم .. كيف مات ؟ قالت بهمس : مات !
ضربها وليد وهو يسحبها نحو السيارة : اييي مات .. يلله اللحين تحملي ما بليتي به روحج ..
من شدة الخوف والصدمة وعدم الإستيعاب والإحراج للأنظار الموجهة لها وهي تجر كأنها ذبيحة .. لم تقاوم بطش أخيها .. رماها في السيارة .. أغلق السيارة .. وتحرك نحو قصر والده .. والآن .. فقط صحت من غفوتها .. حاولت فتح الباب : افتح الباب .. وين ماخذني ..
صرخ عليها : انجبي .. وين باخذج يعني ؟ للقبر يالقاتلة ..
أغمضت عينيها بصدمة أكبر : قاتلة ؟! ( صرخت عليه ) احترم نفسك .. القاتل انت وأبوك .. اذا الله كتب له يموت .. شتبيني أسوي ؟
صرخ عليها : رقصي يا قليلة الأدب .. والله اذا ما صارت نهايتج اليوم على يد أبوي .. أنا الي بكتم أنفاسج ..
طنشته وحاولت فتح الباب .. لكنه أقفل كل الأبواب .. حاولت فتحها من الزر الذي بجانبه .. لكنها ضربها بقوة ببطنها مرة أخرى .. وغابت الوعي .. نظر لها بسخرية .. وهو يوقف السيارة في مواقف القصر .. حملها فوق كتفه .. ورماها وسط الصالة .. تحت والدها .. قال أبو وليد : عطني ماي بارد ..
تبسم وليد .. ومد كفه لوالده بسطل ماء .. كبه على دعاء .. فاستيقظت مفزوعة

[ دعاء ]
لا أتذكر إلا ضربة من وليد .. ثم أغمي علي .. حينما أفقت .. شعرت بوزخات من الألم .. بكل مكان من جسدي .. رفعت يداي لأدلك بهما بطني الذي يألمني بشدة .. لكنني سمعت صوت ضحكات وليد .. وصرخة أبي : يالـ ... قتلتي ولدي ! شتبين أسوي لج ؟
استرجعت ما حدث قبل أن يضربني .. لقد مات ناصر .. ووليد جاء بي إلى والدي .. نهضت بصعوبة من على السيراميك .. وأنا أدلك كتفاي .. بطني .. قدماي .. كل شيء يؤلمني .. أرى نفسي مبللة .. رمقت والدي بسخرية .. ومشيت ناحية الدرج .. لكنه رمى علي السطل على رأسي .. وسقطت ثانية وأنا أتأوه .. قال لوليد : جرها مني ..
سمعت صوت خطوات وليد ناحيتي .. أشعر بأن أجنحة الموت ترفرف بالقرب من رأسي .. رفعت عيناي الدامعتين لوليد وأنا أنهض : أقدر أقوم بروحي ..
لا أعلم ما سر نظرات وليد إلي هذه المرة .. كانت تختلف عن غيرها .. وكأنه خجل مني .. أو يقول ما باليد من حيلة .. طنشته .. والتفت لوالدي بقوتي : خير ؟ شتبي ؟ تبي تقتص مني لأن ولدك مات ؟ وخير يا طير ؟ جهنم تصليه وتصليك إنت وأمه وياه ..
نهض من عرشه .. وزمجر غاضبا : انتي متى بتتعلمين شلون تكلمين أبوج بإحترام ؟
قلت له بسخرية : اذا تعلمت تكلمني بحنان ..
قال : حنان ! وانتي في أحد يقدر يحن عليج ؟ ( التفت لوليد ) هذا الي يستاهل ندلعه ونحنن قلوبنا عليه .. موب انتي .. تبعتي أحمد وعادل .. وشوفيهم كل واحد هرب منهم .. وتركوج .. وينهم يجون ويدافعون عنج ؟ وينهم يوقفون بوجهي علشان يحمونج مني ؟
تبسمت بوجع : وانت تعرف الحنان يا ابو وليد ؟ حنانك صدقات ليس أكثر .. قولي .. متى آخر مرة ابتسمت ؟ ما أتوقع تتذكر .. يمكن لما كنت بالمهد عند أمك .. أما أحمد وعادل الي قاعد تعايرني بهم .. تراهم يسونك .. ويسوون طوايفك كلهم ..
هذه المرة .. لم يكن بيده سطل كي يرميه علي .. فقط .. تناول كوب القهوة الذي فوق الطاولة .. ورماه علي .. رفعت يدي أبعده عني .. لكنه بارع بتسديد ضرباته .. انكسر فوق ذراعي .. صرخت : آآي ..
والقهوة الحـــارة .. انكبت فوق ذراعي وملابسي .. كنت أحـاول سحب قطع الكوب من يدي وأنا أتوجع .. لكنه صرخ : تأكدي يا دعاء اني ما برحمج .. بعذبج لين تعتذرين عن كل كلمة قلتيها .. وعن كل مرة رفعتي فيها صوتج علي .. وخلي أخوانج ومحمود ينفعونج ..
حينما ذكر اسم محمود ابتسمت .. فقد برق الأمل بالخلاص منه : أكيييد بينفعوني .. تصدق بابا .. ما تتصور أي كثر فرحتني لما ذكرت اسم محمود ..
زاد غضبه : وليييييييد .. باعدها عن وجهي لا ذبحتها ..
==
انهيت عملي بسرعة .. نهضت قاصدا حسين أستأذنه كي أخرج قبل نهاية الوقت وأنا مبتسم .. لكنني حينما رأيت عم منتهى .. تلاشت ابتسامتي .. وقلت لحسين : سلام عليكم ..
ردا السلام .. ثم قلت : أنا خلصت شغلي .. أقدر أطلع ؟
تبسم : اوك .. ما باقي إلا ساعة وينتهي الدوام ..
تبسمت له : مشكور .. أشوفك على خير بكرة ..
وحينما مشيت لأخرج استوقفني صوت عمها : شلونه صاحبك ؟
التفت له : عندي أصحاب واجد .. تسأل عن أيهم ؟
قال وهو يتمالك أعصابه : ومن غيره الي ما يجينا وراه إلا المشاكل ..
رفعت حاجبي الأيمن : والله ما أعرف الي تتكلم عنه .. أصدقائي كلهم طيبين وما يحبون المشاكل نهائيا ..
ارتفع ضغطه " هاهاهها " : أقصد أحمـد ..
تبسمت : اييي .. أحمد اللحين معتمر .. زين ذكرتني .. يسلم عليك ..
رمقني : الله يسلمه ..
خرجت وأنا ابتسم .. وأنا مستغرب من نفسي .. فحب دعاء .. غيرني .. جعلني إنسان آخر .. بت أستفز الآخرين .. بت أستحقرهم ..
استغفر الله .. ولكــن .. هو يستحق ذلك !
بعد ربع ساعة .. وصلت شقة عادل .. طرقت الباب .. ورأيت أميرة تفتح الباب .. سلمت عليها ثم سألتها عن عادل .. وإذا به قد أقبل : هاااي ..
ضحكت عليه : وعليكم ..
دخل عادل وهو يجرني لأدخل : حيااك حيااك ..
قالت له أميرة : إلا مستانس اليوم ؟
قال بسعادة : ايي .. الله يسلمج اليوم توسطت لجميلو ووظفوه في جريدتنا ..
قلت ببتسامة : والله ؟ الحمد لله ..
قال لأميرة : وييينه الغذا ؟ يلله أنا جوعان .. وينها اختج ما جت ؟
قالت أميرة : توني واصلة .. برتب الغذا على الطاولة وبنادييك .. ودعاء اليوم دوامها للعصر ..
قال لها : اوك .. سرعي ..
نهضت أنا : يلله أستأذن ..
قال عادل : وين وين ؟ تتغذى معانا ..
تبسمت بحرج : لا .. بس جاي أطمن عليكم .. اللحين أمي جهزت الغذا .. بروح أتغذى معاها ..
قال عادل : براحتك عجل .. سلم عليها واجد ..
نهضت : الله يسلمك ..
==
حل المساء .. عند الساعة التاسعة عصرا .. ومحمود جالس مع يعقوب وعمار في حديقة بيتهم .. رن هاتف محمود .. حينما رأى اسم عادل .. رد مبتسما : هلا عدوول ..
قال عادل بهدوء : دعاء للحين ما ردت البيت .. وأميرة توها قايلة لي إن وليد ..
قاطعته وأنا أنهض : شلون يعني ما ردت ؟ يعني وليد أخذها لبيتكم ؟
قال عادل بنفس الهدوء : ما ادري .. اتصل لها تلفونها مغلق .. ما اعرف شنو أسوي ؟
قلت له : يمكن طلعت مع وحدة من صديقاتها ..
قال : ما ادري .. بس أنا خايف عليها واجد ..
قلت له : اتصل بوليد تأكد ..
قال : مستحيل يقول لي شي .. بس أنا أعرف رقم الحارس تبع بوابة بيتنا .. بسأله عنها ..
قلت له : عادل قولي بعدين شصار معاك ..
أغلقت هاتفي وأنا صامت .. أفكر فيما قاله .. ليقول يعقوب : شصاير بعد ؟
تبسمت له : كل خير ان شاء الله ..
فقال عمار : شكلها حبيبة القلب بخطر ..
التفت له : اكرمنا بسكوتك ..
ضحكا قليلا .. ثم رن هاتفي مرة أخرى .. ضغطت زر الرد بسرعة : ها بشر ؟
قال لي بنفس الهدوء : دعاء في بيتنا ..
سكت .. ماذا أقول ؟ ماذا أفعل ؟ دعاء بخطر ؟ دعاء تواجه الموت الآن .. وأنا ؟ ألا أشعر ؟ ألا يتنبأ هذا القلب بما يحدث لها ؟ قلت له : مرني بسرعة ..
أغلقت هاتفي ودخلت داخل المنزل .. بدلت ملابسي .. وتوجهت لأمي الجالسة مع أخواتها في الصالة .. قبلت رأسها .. وأمسكت يديها .. قلت بتوسل : يمه ادعي لي من قلبج ..
تبسمت بحنان : الله يوفقك يوليدي .. شفيه وجهك منخطف لونه ؟

يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -