بداية

رواية وش رجعك -30

رواية وِش رجعك - غرام

رواية وش رجعك -30

ضحكت عليه .. وأنا أفتح الباب كنت مبتسما .. مشتاقا لرؤية محمود .. لكن .. حينما رأيت الشخص الواقف خلف الباب .. تجمدت أطرافي .. ولم أرفع إلا بصعوبة عيني عنها .. حينما رأيت مازنا قادما نحو الباب .. حينما رآني .. مد يده لمصافحتي : سلام عليكم ..
رمقته باحتقار .. ودخلت داخل المنزل .. وأنا أشعر بضيق الدنيا كلها .. ألا ينفع البعد عنها ؟!
أما جهة الباب .. فرفعت منتهى عينيها بحزن عن أحمد .. وقالت لمازن : خلنا نطلع ..
قال لها بهدوء : وصلنا للباب .. نرد نرجع ؟ تعالي ندخل .. وسوي نفسج ما تعرفينه اوك ؟
أخذ الجميع يرحب بأحمد الذي من أول ما حطت قدماه أرض الصالة ودعاء وأميرة تبكيان عنده .. قال لهما بحرج : أول ما تخلص الحفلة بقعد معاكم وصيحو مثل ما تبون .. أميرة دعاء .. تفشلت أنا ..
رفعتا رأسيهما وهما تمسحها دمعها .. ثم ضحكتا .. وقالت دعاء : هذي آخر مرة تسافر فيها عنا .. سامع ..
قال لها وهو يبتسم : وانتي بتسافرين عنا ولا لا يالخاينة ؟ تبعتي عادل ها ؟ ضلينا بس أنا وأميرة بعد جبدي عزوبية ..
/
أذن مؤذن الظهر .. خرج الناس للصلاة .. والكل يتسائل عن محمود الذي خرج ولم يعد بعد .. بعد ساعة أخرى .. بدأ القلق يتسلل إلى قلوبهم .. خصوصا أنهم حينما يتصلون له .. يكون الجواب " لا يمكن الاتصال حاليا بالرقم الذي طلبته " !
ارتعد قلب الأم .. حينما أذن مؤذن صلاة المغرب .. ورفعت كفيها في محرابها بالدعاء له .. أما دعاء .. فخوفها من أن أصابه مكروه من قبل وليد قد دفعها لقول : أحمد .. الوقت تأخر .. ومحمود ما رجع .. خلنا ندور عليه ..
سكت أحمد .. وهو قلق عليه .. وبعد نصف ساعة .. خرج إلى ذاك البحر .. لم يجده .. سأل عنه هو وعمار عن أصحابه .. ولم يروه !
فخرت دموع الأم خوفا على فلذة كبدها .. وشاركتها بالبكاء دعاء .. كان الجميع حائرون .. لحين أن قال عادل : يمكن في بيتنا ؟ أنا ما استبعد إن أبوي احتجزه هناك أو بالشركة ؟
تحركت السيارت نحو منزل أبو وليد .. وكأنه كان ينتظر قدومهم .. فهو جالس بالحديقة .. يشرب الشاي مع زوجته سارة ووليد .. يضع قدمه اليمنى على القدم الأخرى .. والبوابة مغلقة أبوابها .. وحينما وصل الجميع .. ترجلو .. ووقفوا بجانب البوابة .. صرخ عادل مخاطبا أباه : ويييين محمود ؟
طنشه أبو وليد وكأنه لم يسمع صراخ ابنه .. حاول الحراس تفرقتهم من عند البوابة .. لكن الجميع رفضوا التحرك .. من دون محمود ..
فنهض أبو وليد بجبروته .. ورمقهم باستهزاء من خلف البوابة : شفيهم القروين عند باب قصري ؟ حتى والدنيا مطر ما توقفون طرارة .. انقلعو ..
قال له أحمد بحدة : عن الغلط .. واذا تبينا نروح .. طلع لنا محمود ..
قال له أبو وليد : اوه .. رديت ؟ وينك ؟ صار لنا كم سبوع ما شفناك ؟ في وين كنت بهـ المرة ؟ ومع من ؟ الي سمعته إن منتهى خانتك وتزوجت .. وكأنها حـــامل بعد ..!
من بين المتواجدين .. كان جميل .. حينما سمع ما قاله أبو وليد .. صرخ بغضب : اسمع الشريف شنو يقول .. اذا كنت قد الكلام الي قلته .. افتح الباب .. وتعال وقّف جدامي ..
قال أبو وليد بسخرية : تصدق خفت منك ؟
لكن أحمد قال بنفس الحدة : اسمع .. أنا جاي أكلمك عن محمود فلا تدخل لنا بمواضيع ثانية .. ولا تضن اني بتوسل لك .. وبقول لك طلع لنا محمود تكفى .. أنا جاي بقول لك كلمتين .. تطلعه بالطيب إذا كان موجود عندك وهذا احتمال نسبته 99% ولا اذا ما رد بيته خلال 24 ساعة .. المحــاكم بينا ..
قال أبو وليد بغضب : توقف في وجه أبوك علشان هـ الطرا ..
قاطعه أحمد : ومن قال إنك أبوي ؟ كأنك نسيت إنك ما عدت تبينا عيالك ؟ واكتفيت بالمارد تبعك وليد وسقط سارة ؟ وبعدين الزم حدودك .. لا تغلط على النــاس الي انت محتاج دروس عندهم بالأبوة .. وبعدين تعال تكلم عنها ..
قال أبو وليد بقهر : خلهم ينفعونك .. ومحمود مو عندي .. والي تبي تسويه .. سوه ..
تبسم أحمد : اوك .. بنشوف .. الأيام بينا ..
التفت لأهل صاحبه : خلونا نرد .. وننطر محمود .. اذا ما رجع خلال 24 ساعة .. بنقدم بلاغ .. وبنرفع دعوة على أبو وليد بالمحكمة ..
في هذه الأثناء .. التفت الجميع لصوت بوق السيارة العالي .. وأخذ الحراس يبعدون الناس .. كي تتمكن السيارة من الدخول .. رفع أحمد نظره لسائق السيارة .. وانصدم حينما رآه طـارق .. ماذا يفعل ؟ وماذا يريد ؟ لكن ليس هذا كل ما فكر فيه احمد .. فرؤية طــارق .. ذكرته بجرح أميرة الذي ما زال ينزف .. فتح باب السيارة بكل غضب .. وجر طارق .. وألقاه على الأرض .. اتسخت " كشخته " بالمطر .. قال أحمد بغضب : وييين بتروح من يدي يالجبان ؟ وربي بذبحك ..
بصعوبة تمكن طارق أن يرفع جسده من على الأرض .. وحاول الدفاع عن نفسه .. لكن هيهات .. فأحمد العاقل .. تحول إلى وحش كاسر .. وبكل قوته .. يوجه لكماته لطارق .. أما علي وعماد .. فهما يصفقان وفرحـا بهذه الملاكمة ^^
صرخ طارق : بسك يالمتوحش .. وخر عني ..
قال أحمد بحقد : تضني نسيت الي سويته باختي ؟ تأكد من يوم شفت دموعها وأنا أفكر شلون انتقم لها منك .. ولو عساك درت العالم متخبي عني .. بلحقك .. وراك وراك لين ما ألقاك .. عجل تبجي اختي ؟ تخونها ليش ؟ نسيت إن وراها رجال ؟ ولا لا يكون حاسبنا مثل عمك وولده ؟
تدخل الحراس .. وحررو طارق من أحمد .. ومن خلف البوابة .. قال طارق وهو يمسح الدم من وجهه : وربي بردها لك .. أو تقدر تقول رديتها لك .. وفكر فيها يا شاطر ..
ثم ألقى نظرة عتاب على الواقفة خلف أحمد وهي تبكي .. التي لم تكن غير أميــــرة !
\
يوم ..
اثنــــان ..
اسبوع ..
شهـــر ..
شهرين ..
والقلوب مـــــا زالت تتلهف بالظفر بلقاء لبعض دقائق ..
أو بإمكاننا القول .. خبر صغير .. تغفو بعده الأعين براحة بـــــال
*
.
.
{ محمــــود .. ترى .. هل ستذكرك لوحة كيبوردي مرة أخرى .. أم أنها لن تظفر بلقائك }
==
إلهي .. لا تؤدبني بعقوبتك ..
،
؟
.
نهاية الجزء الخامس والعشرون ..


[ 26 ]
يا أنـــــا ..
كفاني التنقيب في قبور الأموات ..
فإن عثرت على هياكل تعني لي الكثير ..
لن تنفعني في شيء ..
فهي مجرد هياكل ..
نهش الدود أجسادها !
[ بيــــــان ]
أغلقت هاتفي بضيق .. وأنا أتسائل .. فمحمود لم يتصل إلي من ذالك اليوم الذي صارحني بحبه لدعاء .. محمود هاتفه مغلق .. وحينما اسألهم عنه .. يغيرون الحديث .. أو يعتذرون إلي بأعذار غير مقنعة !
ما به محمود ؟! ترى هـــل حدث له مكروه ؟ لا .. لا سمح الله .. محمود بخير .. أنا أؤمن بذالك ..
وأنا في قمة تفكيري بأخي .. انتبهت لحسن الذي جلس أمامي وهو مبتسم : في وين سرحانة ؟
قلت له بحرج : أفكر في أخوي .. من زمان عنه ..
ليقول : خطب ونساها .. هههه ..
رمقته : هيهي .. ما تضحك .. لو الكل ينساني محمود ما يسويها ..
ضحك : ما اتحمل الواثقين أنا .. إلا شخبار الامتحان معاج ؟
قلت له وأنا أتنهد : نص نص .. بس يلله الحمد لله افتكينا .. ما صدقت يجي هـ اليوم ..
ليقول : بشتكي علييج يالكسولة .. شنو نص ونص ؟ المفروض علامة كاملة ..
قلت له : شفيك ؟ شارب شي ؟ من وين يحسرة ؟ أضنك درست الي أدرسه وتعرف إن صعب .. وثانيا أنا ما كنت دارسة علمي فكل المعلومات جديدة ..
ليقول : والله أنا أشوفه سهل بالنسبة للي أدرسه اللحين ..
قلت له : شرايك نتبادل ؟ انت تصير أول سنة وأنا أدرس الي تدرسه ..
فتح عينيه بصدمة : لا ؟ بعد .. ما عندج اقتراح ثاني ..
قلت له وأنا اضحك : أو تقدم عني امتحاناتي الكورس الجاي .. بما أنك آخر كورس ويانا ..
وضع كفه تحت وجهه وقال : انتي ما تنعطين وجه .. ثانيا .. الدراسة سبع سنوات .. صحيحي معلوماتج ..
لأقول : أدري .. ضاق صدري من دريت .. أنا أحسب في البداية بس أربع وبالكثير خمس .. تصدق .. شكلي ببدل تخصصي .. بدرس أكاونت ..
ليقول : غبية انتي ؟ ناس يبون يدرسون الي تدرسينه وما عندهم امكانية .. ولما الله عطاج فرصة تضيعينها ..
قلت له : افف .. كنت أمزح .. لا تفتح لي محاضرة من صباح الله خير .. ( رفعت نظري إلى باب الكفتريا ) وينها اختك .. تأخرت .. المفروض اللحين من زمان طلعت من القاعة ..
ليقول : وينها يعني ؟ أكيييد مع بشار .. لكن خلهم يجون .. بوريهم ..
ضحكت : حرام عليك .. خلهم يستانسون ..
رمقني : شنو يستانسون ؟ بعد سبوعين ملجتهم .. المفروض صفاء الذكية ما تخليه يشوفها علشان يشتاق لها ..
قلت له : والله انك نكته .. شلون ما يشوفها وهو معاها بنفس الجامعة والسكن وكل شي ؟ وبعدين اذا رديتون يصير خير ..
لنسمع صوت صرخة .. التفتنا خلفنا .. وإذا به بشار جاء وهو يمسك كف صفاء : مبروووووكين .. واخيرا خلصنا ..
قال له حسن : كأنك ناسي شي ؟
ليقول : ناسي شي ؟ مثل شنو ؟
قال له : يدك الي بيد اختي ..
حرر كفها والتفت لصفاء : صفاء .. يدج شتسوي بيدي .. فكيني ..صدقيني ما بهرب ..
فتحت عينيها بصدمة : بشااارو يالكرييه .. صار لي ساعة أقولك لا تجودني وإنت ساحبني .. واللحين قلبتها علي ..
ليقول وهو يحاول أن يكتم ابتسامته : أنا ؟ ما اتذكر .. بس ولا تزعلين .. احتمال بالغلط ^^
نهض حسن وقال له بحدة : شكلي بصير نذل وبخبر أبوي بسوالفكم .. وبقوله يـر ..
قاطعه الاثنان : لالا ..
ضحكنا كلنا .. وقالت صفاء لبشار : بشاار .. أنا ما اعرفك .. سمعت .. لا تتلصق فيني ..
ليرد عليها : نعم ؟ تكلميني ؟ انتي من ؟
ضحكنا على جنونهم .. ونهضنا قاصدين المبنى الذي نعيش فيه .. في هذه المدة .. تعرفت عليهم أكثر .. وقوت علاقتي بصفاء أكثر .. والثلاثة يحاولون أن يحسسوني بأني واحدة منهم .. ومن أهلهم .. صحيح أنني تأقلمت معهم بصعوبة .. وخصوصا حسن .. لكنني أيقنت الآن أنهم أناس طيبون .. أما بشار .. فقد خطب صفاء .. وسيكون عقدهم بعد اسبوعين من اليوم .. فاليوم أنهينا امتحاناتنا .. وغدا أو بعد غد .. سنعود إلى الوطن ^^ شهر كامل .. ثم سنأتي مرة أخرى للفصل القادم ..
كم اشتقت إليكِ بلدي ..
==
[ أحمـد ]
عبثت بشعري وقلت بارتباك : بعد سبوعين الجلسة ..
قال لي مازن : انزين ليش خايف ؟ كل المستندات الي نحتاجها علشان ندعم قضيتنا عندنا .. وكل شي يطمئن ..
قلت له : أنا مو خايف .. بس ما ادري .. كل ما يقرب الموعــد زيادة .. أو أفكر بالجلسة أرتبك .. أنا زرعت أمل بقلب أمه وأهله ودعاء إنا بنكسب القضية وبنحصله .. أخاف تخيب آمالهم وينصدمون لما يصير العكس ..
قال لي وهو يربت بكفه على كفي : انت ريح بالك .. لأن اذا في صلاح نكسب القضية بنكسبها ..
ركبت سيارتي : الله كريم .. أشوفك على خير .. وسلم على منتهى ..
أغلق باب سيارتي : الله يسلمك .. تلاقي خير ..
*
.
.
ربما تستغربون .. ما الذي حصل ؟ وكيف يكلم أحمد مازن بهذه الطريقة .. هل يعقل بأنهما نسيا ما حدث قبل الآن ؟ هل نسى أحمد حبه لمنتهى ؟!
فلنترك الجواب لبطلنا أحمـــد ..
.
.
*
حركت السيارة من جانب المحكمة وأنا أفكر بما حدث خلال هذه المدة .. فاختفاء محمود .. غير الكثير من الأشياء .. أولها .. علاقتي بمازن ومنتهى .. ففي اليوم الذي قررنا رفع شكوى على أبو وليد .. عذرا .. أقصد والدي .. ونحن ندخل المحكمة .. ناداني جميل .. سلمت عليه .. ثم أعطاني ملفا .. قال لي بأنه تمكن من أخذها من عمه .. وملفا آخر .. فيه كل ما يؤكد على أن ثروة والدي بدايتها كانت من أموال مشبوهة .. وقد أعطاه عمه هذا الملف .. وحينما شكرته .. قال لي بأن يريد رؤيتي ليلا ..
تقابلنا في أحد المطاعم .. وأوضح لي ما حدث بالتفصيل .. فمنتهى اقترحت على جميل أن يذهبا لعمها ويقولون له بأنه إن أراد السماح .. يخبرهم كل ما يعره عن أبو وليد .. رفض في البداية خوفا على مصالحه .. لكنه اقتنع في النهاية .. ومازن هو من أقنع العم بإعطاه كل المستندات المتعلقة بالقضية ..
ثم قال لي بأنه لا يود مسامحة مازن .. ولكنه هذه الفترة .. قد تغير .. وأصبح إنسانا آخر .. ولكنه يرفض مسامحته لأن جرحني .. واذا صفحت عنه أنا .. سيفعل هو ذالك ..
ولأن محمود علمني أن أقابل الإساءة بالاحسان .. لأن محمود أخبرني بأن دعاءنا لا يستجاب إذا حملنا بقلبنا على أحد ما .. لحب محمود .. وتضحياته الكبيرة من أجلي ومن أجل اخوتي .. صفحت عنه .. وحاولت أن أبرهم لهم بأنني نسيت كل ما حصل ..
ومن اليوم التالي .. أصبحت أتجاهل ما حدث في الماضي .. وفتحت مع مازن ومنتهى صفحة جديدة .. فرح مازن كثيرا .. وضن أنني قد نسيت ما حصل .. لكنني موقن .. بأن يجبر نفسه على التصديق .. فهو أدرى بمنتهى .. التي يصعب عليها أكثر مني تمثيل الدور ..
دخلت منزلنا الصغير .. الذي اشتريته مؤخرا .. نسكن فيه نحن الثلاثة .. وغالبا ما تزورنا رنا وجميل .. وأنا أصعد الطابق العلوي نحو غرفتي .. نادتني دعاء : أحمد .. الغذا جاهز ..
عدت أدراجي .. سلمت عليها .. وأنا أتناول الطعام سألتها : وينها أميرة ؟
قالت لي : بغرفتها .. تقول أكلت بالشغل .. وشبعانة ..
هزز رأسي ثم سألتها : طلعت نتائج الجامعة ؟
فقالت وهي تحرك المعلقة بالصحن : ايي ..
من هيئتها استنتجت أن نتائجها سيئة .. فقلت لها : ما عليه .. مرحلة جديدة .. ولازم في البداية بتكون درجاتج موب اوك .. بس انتي لا تيأسين .. حاولي تحطين على روحج .. وتسوين بالكورس الجاي أحسن ..
لتقول : ان شاء الله ..
ثم سكتنا لدقائق .. بعدها .. قلت لها : اليوم بتوصل الشغالة .. جهزي نفسج انتي وأميرة بنروح ناخذها ..
لتقول : بيان اليوم اتصلت فيني .. تقول خلصت .. وتضن إن محمود بروح لها ..
لم تكمل كلامها .. فعلا .. نسيت أمر بيان .. عمار رافض أن يذهب لإصطحابها .. يقول بأنه لا يقوى على اخبارها بالأمر .. لأقول لدعاء : اوكي .. بروح لها أنا .. بنمر عجل مرة وحدة أشتري تذاكر واحنا راجعين ..
لتقول : والجلسة ؟
تنهدت وأنا ابتسم لها : دعوي لا تشغلين بالج بهـ المواضيع .. انتي تثقين فيني ؟ اذا تثقين فيني حطي في بالج إني بسوي كل الي أقدر عليه علشان محمود .. وتذكري إنه قبل ما يكون خطيبج هو أخوي .. يعني مستحيل أقدر أسوي له وما بسويه ..
لمعت عينيها بالدمع .. ونهضت : الحمد لله ..
وهي ترفع الصحون .. أمسكت بكفها .. وقلت برجاء : دعوي خلاص .. لمتى أشوف هـ الدموع ؟ تهقين محمود يرضى يشوف دموعج ؟ علشان خاطره حاولي تتناسين كل شي .. وتخلينها على ربج ..
حررت كفها من قبضتي .. وشغلت نفسها بإغسال الصحون .. وأنا نهضت قاصدا غرفتي .. أفكر كيف سأواجه بيـــان بالحقيقة !
==


[ عمــار ]

أغلقت السماعة .. ورفعت نظري لخالتي الباكية : خالة .. صلي على النبي .. بتحسسينها إن صاير شي ..
مسحت أم محمود دموعها بحزن : مردها بتعرف يوليدي .. ما أدري شنو بتكون ردة فعلها .. بيان متعلقة بأخوها .. خايفة والله انها ما ترضى تكمل دراستها وتقعد عندي ..
قال لها عمار وهو يمد يده بكوب الماء : ان شاء الله ما بصير إلا كل خير .. انتي لا تعبين نفسج بالتفكير .. كفاية صار لج راقدة في المستشفى سبوع .. خالة التفكير مو زين لج .. تبين يرتفع عليج الضغط مرة ثانية ؟
وحينما أنهى جملته .. حتى سمعا صوت الجرس .. نهض عمار لفتح الباب .. لكن علي خرج من غرفته وسبقه على فتحه .. وكان الواقف خلف الباب أم عمار .. وبناتها الثلاث .. ومعهم عماد ..
دخل الجميع .. سلموا على عمار وعلي .. واتجهوا نحو الصالة ..
على الرغم من مرور شهرين .. إلا أن اختفاء محمود كأنه حدث بلأمس بالنسبة لهم .. فكلهم لم يعتادوا بعد على عدم تواجده ..
خرجت خارج المنزل .. وجلست على عتبات المنزل مع عماد وعلي الذي تحول إلى الوضع الصامت .. بات مختلفا .. ولت كل شقاوته .. وكأنه كبر أعواما خلال هذين الشهرين .. لم يعد يضحك .. أصبح أكثر هدوءا .. والجميع حاول معه لأن يعود إلى سابق عهده .. لكنهم لم يتمكنوا من ذالك ..
وأنا .. منذ ذالك اليوم .. أنام في بيت خالتي .. في غرفة الضيوف .. فقد جهزتها لي خالتي .. وأصبحت غرفتي الثانية .. فبغياب محمود .. أصبح البيت بدون رجل .. فعلي مازال صغيرا .. ولا يستطيع التصرف إن ساءت صحة خالتي التي في تدهور مستمر ..
قلت لهم : قوموا نلف شو بالسيارة .. طفشان أنا ..
قال عماد : ايي والله .. زمان عن الدوارة ..
نهض علي : أنا بدخل داخل ..
سحبته من ذراعه : شنو بتدخل داخل ؟ اذا ما جييت ترانا محنا رايحين ..
رمقني .. ثم قال بهدوء : بكيفكم .. عن اذنكم ..
قال له عماد : علي .. تراك مصختها .. صار لنا مدة ساكتين عنك .. لمتى يعني بتظل جذي ؟
سكت ولم يجيب .. لأقول أنا : الي صار قضاء وقدر .. والي تسويه اعتراض على قدر الله وقضاءه .. الله يبي يختبرنا .. نتحمل ونصبر ولا لا .. انت تبي تنجح باختبار الله ولا لا ؟
سكت أيضا ولم يجيب .. فصفعه عماد : تكلم .. وين راح اللسانك ..
رفع كفه يدلك موضع الألم .. ثم هم بدخول المنزل .. لكن عماد أوقفه : رد علي .. مو آنا ضربتك .. من متى إنت جبان وما ترد علي ؟
قال بهدوء : بعد عني .. وخلني أدخل ..
قال له عماد : واذا ما بعدت .. شنو بتسوي ؟
حاول إبعاده بهدوء .. لكن عماد لم يسمح له بالمرور .. فضرب علي عماد على وجهه .. وجعله ينزف .. فتبسم عماد : ما يعور .. اضربني أقوى ..
ضربه مرة أخرى .. وتعارك الإثنان .. ابتعدت عنهم .. وقصدت منزل غسان الذي لا يبعد عن منزل محمود كثيرا .. وأنا أفكر ببيان .. التي ستكون في البيت هذا الإسبــــوع ..
رغم شوقي الكبير لها .. إلا أنني لا أتمنى عودتها .. موقن أنا أنها لن ترضى أن ترجع إلى هناك مرة أخرى .. محمود وحده الذي يقدر عليها ويتحمل عنادها .. بيــــان .. ساعـــد الله قلبكِ .. وصبركِ على تحمل ما ستسمعيه من خبر ..
==
في اليوم التالي .. قبل أن تخرج أميرة من العمل .. رن هاتفها بإسم أحمد .. أجابته وهي تجمع أغراضها : هلا أحمد ..
قال لها : أهلين أميرة .. بس بوصيج على نفسج وعلى دعاء .. تحملوا بحالكم ومن تصير الساعة 10 انتو بالبيت .. قفلو الباب .. وتأكدوا من الدرايش ..
قالت له وهي تضع حقيبتها على كتفها : ما توصي حريص .. انت انتبه لنفسك .. وسلم على بيان ..
قال لها : الله يسلمج .. اذا صار أي شي .. على طول خبريني .. ما أبي أرد وانصدم بشي مخبينه عني .. كلها يومين وأنا راد .. مع السلامة ..
قالت له : ان شاء الله .. الله يسلمك ..
أغلقت هاتفها .. وهي تضغط على زر المصعد الكهربائي .. وحينما وصل .. دخلته .. وقبل أن يتحرك .. فتح .. ودخل نافع فيه .. وقفت على جنب .. وسمحت له بالدخول .. التزم كليهما الصمت .. وحينما فتح .. خرج نافع .. وخرجت بعده .. وما إن حركت قدمها لتمشي .. سمعته يناديها .. التفت له .. فقال لها : مع السلامة ..
حاولت أن تبتسم له : الله يسلمك ..
*
.
.
استغربتم ؟! ما بهما هكذا ؟! ألم يكنا كأخوين .. يضحكان مع بعضهما .. ويتبادلان أطراف الحديث ؟! إذن ما الذي تغير ؟!
فلنستمع لأميرة ..
.
.
*
أغلقت باب سيارتي .. وأنا ابتسم .. الحمد لله أنه قطع قطيعتنا هذه بهذا السلام البسيط .. فمنذ اسبوعين .. لم يكلم أحدنا الآخر .. فقد دعاني إلى الغذاء .. ونحن نتناول الغذاء .. طلب مني طلبا جعلني أفقد أعصابي وأثور في وجهه ..
أضنكم عرفتم ما هو طلبه .. فهو سألني إن أقبل الزواج به أم لا ؟ وأنا التي لم تشفى جراحها من ذالك الخائن .. خصوصا بعد موقفه الأخير .. الذي بت أشك أنه هو وراء ما حدث لمحمود !
بداية .. حاولت استيعاب ما يقوله .. وسألته إن كان قالها مزاحا .. لكنه حينما قال بأنه جاد بقوله .. نهضت بضيق .. وعادت صورة تلك الليلة في ذاكرتني .. تذكرت طارف وهو جالس بالقرب من منى .. تذكرته حينما مات جنيني .. حينما طلقني ..
لا أعلم .. لما نظرت إليه بإحتقار .. وقلت له بصوت عال .. لا ..
حاول اللحاق بي .. وطلب توضيحا لما أنا ثائرة لهذه الدرجة .. اعتذر إن كان أخطأ بإسلوب طلبه .. لكنني لم أعطه فرصة .. أخذت أصرخ عليه .. وأقول له بأن كذاب .. مخادع .. خـائن .. أساسا أنا لم أكن أراه .. وإنما أرى صورة طـارق .. لذالك أفرغت شحنات الغضب التي أكمنها بداخلى بوجهه ..
أوقفت السيارة عند المنزل .. وأنا أفكر بأن أعتذر له .. لكن طول هذين الاسبوعين .. كنت أستحي أن أضع عيني بعينيه .. وهو الآخر .. يحاول نسيان أنه طلب مني ذالك الطلب ..
سأعتذر .. وسأوضح له أسبابي .. غدا .. أم بعد غد .. فهو طيب .. ولا يستحق ما قلته له !
==
ركض خلفها وهو يصرخ : فطوووم .. تعالي .. انتي فاهمة خطأ ..
دارت وجهها إلي ودموعها تجري على خديها : تبي تشككني بالي أشوفه .. لو ما شفتك ما صدقت ..
قال لها وهو يسند جسده على الباب : انتي دخلي .. وبنتفاهم .. بقولج كل شي .. وربي انج فاهمة غلط ..
صرخت عليه بانهيار : ما ابي أفهم شي .. لو هذي أول مرة ما عليه .. بصدق .. بس هذي مو أول مرة .. بعد طريقي .. أنا تعبت منكم ..
أمسك كفيها بقلة حيلة : فطوم والي يرحم والديج عطيني فرصة أشرح لج .. لا تشكيين فيني فطوم .. أنا ..
قطعت عليه حديثه : ما ابي أسمع شي .. خلني أطلع .. عمار برى ينتظرني ..
قلت لها بيأس : حرام عليج فطوم .. انتي تدرين اني أحبـ ..
قاطعته ثانية وهي تبكي : بسك جذب .. بسك .. بعد خلني أطوف .. روح لها .. روح كمل سهرتك معاها
ابتعد عن طريقها بكل طواعية .. وتركها تخرج من المنزل .. وقلبه يتفطر من شدة الوجـع ..
*
.
.
ما الذي يحدث ؟! فطوم تشكك بحب يعقوب لها ؟! فطوم الهادئة .. تصرخ على خطيبها ؟! ترى .. كيف انقلبت الموازين ؟!
.
.
*
[ يعقـــوب ]
دخلت المنزل غاضبا وأنا أمسح دمعي الذي نزل رغما عني .. اتجهت نحو دار أخي .. وأخذت أطرق الباب بعنف .. أخي ليس هنــا .. مسافر منذ شهرين .. وليس أحدا غيري سيأدب هذه الوقحـة ..
لكن .. للحــظات .. استوعبت ما أقوم بفعله .. ماذا سأفعل ؟ سأضربها مثلا ؟ أيحق لي ذالك ؟!
وكأن الله أرسل حلا إلى دماغي .. قصدت المطبخ .. وحينما رأتني أمي بهذا الضيق .. سألتني : شفيك يوليدي ؟ شصاير بينكم ؟ صوتكم واصل لهني .. وليش كـل هالطق على الباب ..
قلت لأمي بتعب وأنا أجلس على المقعد : مرت ولدج هذي .. خالها دوبها ودوب فطوم .. سمعي يمه .. اذا جى ولدج قولي له .. إني بتزوج قريب .. يا هو يطلع من البيت ويروح يدور له مكان يسكن فيه .. ولا أنا أطلع .. لأن الغرفة ما تكفينا أنا وفطوم ..
قالت أمي باستغراب : بس فطوم شارطة يكون الزواج بعد ما تخلص دراستها .. وباقي عليها واجد .. وإنت قايل بتبني لك الطابق الثاني ..
قلت لها : ما ببني .. ما عندي امكانية أبني .. عموما .. وصلي رسالتي له ..
نهضت لأخرج .. فهواء المنزل يخنقني .. لكن أمي أمسكت ذراعي .. فالتفت لها .. نظرت لي بحزن : قولي شفيك يوليدي ؟ صاير بينك وبين أخوك شي ؟
قلت لها بهدوء : لا .. ما صاير شي .. بس مرته جابت لي حالة نفسية يمه .. قولي لي .. شلون أتفاهم معاها ؟
قالت بحزن : هي بيئتها غير .. وصعب عليها في البداية تتأقلم علينا ونتأقلم عليها .. لكن مو معناته هذا ان تخلي حرمة تفرقك عن أخوك ..
قلت لها بتعب : أخوي على عيني وراسي .. لكنها .. اسمحي لي يمه .. ما أقدر أبلعها .. خليني ساكت بس لا أطلع كل الي في قلبي من القهر ..
لم أسمح لأمي أن تستجوبني أكثر .. وخرجت وتركتها بحيرتها .. ركبت سيارتي ولم أقصد أي مكان .. بل أخذت أدور من شارع لآخر .. حتى مازن .. لا أقدر على أن أشكو له ما يحدث لي الآن .. فالموقف أصعب من أن يقال ..
أوقفت السيارة بجانب الشارع .. فتحت النوافذ .. ليتسلل الهواء إلى الداخل .. وأغمضت عيناي .. أرجع بذاكرتي إلى ما قبل شهرين .. حيث سافر أخي ميثم رحلة اطرارية للعمل .. وترك زوجته في منزلنا لأنه لم يتمكن لضيق الوقت أخذها إلى بيت أهلها ..
في الإسبوع الأول من سفره .. كنت أسأل زوجته إن كان ينقصها شيء .. كما يسأل أي أخ اخته عن ما تحتاجه .. لكنها .. على ما يبدو .. تربت في عائلة قذرة ! فقد كانت تترجم كل تصرفاتي إلى شيء آخر .. أصبحت بكل وقاحة .. تتغزل فيّ .. أمام فطوم وخلفها .. لكنني أقنعت فطوم بأنها تضن أن هذا الشيء " عادي " بالنسبة لها .. فقتنعت فطوم .. رغم عدم ارتياحها لهذا الأمر !
مر اسبوعين آخرين .. وهي .. تتجرأ أكثر .. وتظهر وقاحتها أكثر .. باتت تخرج بملابس تافهة .. وتمثل أنها نسيت تبديلها .. تكلمها أمي .. لكنها تسمع من الإذن الأولى وتخرجه من الثانية .. أصبحت أكره المنزل .. بسببها .. فهي في كل مكان تخرج لي ..
وذات يوم .. فاجئتني فطوم .. وهي قادمة إلى المنزل وبيدها فلما .. وقالت بأنه طويل ومشوق .. وسنسهر الليلة لمشاهدته .. ونحن جالسين نشاهد الفلم في الغرفة .. سمعنا طرقا على الباب .. خرجت لأرى من الطارق فكانت هي .. قد ارتدت مثل تلك الملابس وتريد الدخول إلى الغرفة لتجلس معنا !
انصدمت أنا من تصرفها .. ونظرت إليّ فطوم نظرة لوم .. فهي للمرة الأولى تراها بهذا اللبس .. و .. تطرق الباب للدخول !
فالتفت لها .. وقلت لها بأن تبدل ملابسها ولا تعاود طرق الباب .. لأن بيننا حديث خاص .. فكذبت وقالت بأنني من دعوتها .. ولكن حينما جاءت فطوم .. غيرت رأيي .. مخافة من أن تسيء الظن فطوم بنا !
غضبت فطوم من ما قالته .. وهذه المرة الأولى التي أرى فيها فطوم ترفع صوتها وترمي بالخجل بعيدا .. فقد قالت لها بأنك تكذبين .. ويعقوب أشرف من تفكيرك السيء والكثير .. ثم طردتها ..
حينما عادت ثانية .. وجلسنا نكمل مشاهدة الفلم .. كنا صامتين .. أنا أفكر بما قالته فطوم .. فهذا دليل على ثقتها الكبيرة بي .. وفطوم على ما يبدو تفكر بكلام تلك الحمقاء ..
قبلت رأسها .. وحاولت اقناعها أكثر بأنها تكذب .. ووافقتني هي .. وعدنا لمشاهدة الفلم بإستمتاع أكبر ..
ولم أتوقع .. أنها ستعود هذه المرة .. مع وقاحة أكبر .. فقد كنت قادما إلى المنزل .. ومعي وردة حمراء إلى فطوم .. حينما علمت أنها في البيت مع أمي .. وأنا سأدخل الصالة لأفاجئها .. نادتني لمياء وهي تبكي .. سألتها عن سبب بكائها فقالت بأن " سخانة الماء " أصبح لها اسبوع خربة .. ولأن ميثم ليس هنا .. لم يصلحها أحد .. وهي تستخدم الماء البارد رغم أننا في الشتاء ..
كسرت خاطري .. فمهما حدث .. تظل زوجة أخي .. وأمانة برقبتي لحين عودة ميثم من سفره .. خرجت أستطلع ما المشكلة بها .. ورأيت بأنها سليمة .. يبدو أن هناك التماس كهربائي بزر التشغيل ..
طلبت منها أن أرى زر الكهرباء الذي يشغلها .. وقالت بأنه في شقتهم .. دخلت الشقة .. وكان الزر على الجدار الذي يقرب من الحمام .. وفعلا كان فيه " شوط "
طلبت منها احظار حقيبة المعدات .. وصلحته بعد ربع ساعة ..
دخلت الحمام لأغسل كفي وأتأكد من الماء الساخن .. وحينما خرجت .. رأيت فطوم تنظر لي .. وعلى وجهها علامات الصدمة .. ورمت ثوبا بيدها على الأرض !
مهلا .. ما بها .. ابتسمت لها .. وأنا أبحث عن الوردة .. أين هي .. أين وضعتها .. رأيتها على السرير ! من وضعها هناك ؟ تحركت بسرعة وتناولتها ومدت كفي بها لها : كنت بسوي لج مفاجئة ..
أخذتها ورمتها بوجهي : ما أسامحك .. وربي ما أسامحك ..
وخرجت خارج الشقة وهي تبكي .. مهلا .. ما بها تبكي ؟! لما لن تسامحني ؟ ماذا فعلت أنا ؟ وهي كيف علمت أنني هنا ؟!
أدرت وجهي للسرير مرة أخرى .. وأنا أتذكر الوردة التي كانت هناك .. ونزلت بصري للأرض .. تناولت ما كان بيدها .. كان ثوبي .. رفعت بصري ثانية .. فرأيت لمياء تبتسم بانتصار : شفت شلون تشك فيك ؟ تضنك كنت معاي بالغرفة .. ولما دريت إنها هني .. بدلت ملابسك وبتخرج لها لكنها كانت أسرع منك ودخلت .. ولا بعد جايب لي وردة..
صفعتها .. أجل .. فأنا الآن .. استوعبت كل ما قامت به .. الحقيرة .. شوهت صورتي عند فطوم ..
خرجت ركضا لفطوم .. وحــدث ما حدث !
==
[ بيـــــان ]
هههههههههههه .. بس بموت .. هههههههههههههههه
قالت وهي تضحك : أقولج حده مسخرة .. هذا ولا شي من الي سواه آخر مرة ..
تحمست وأنا أغير جلستي : كملي كملي .. شصار بعد ؟
قالت وهي تضحك : ذاك اليوم كنا ..
قطع حديثها صوت الجرس ..
سمعنا صوت الجرس .. فركضت نحو الباب : هذا محمود .. وحشني .. وأخيرا وصل ..
قالت لها صفاء وهي تنهض إلى الداخل لتلبس شالا : عدال لا تطيحين .. انتبهي فالأرض زلقة ..
قلت لها وأنا أضحك : هيهي .. ما تضحكيين .. ما عندج غيرها ..
فتحت الباب وابتسامتي كبيرة : حي الله محمـ..
اخرستني الصدمة .. وأغلقت الباب بوجهه .. وقلبي ارتفع صوت دقاته .. تناولت " الاحرام " المعلق بجانب الباب .. وارتديه .. وفتحت الباب بهدوء .. وأنا أمثل الهدوء .. كان قد أعطى الباب ظهره .. وحينما سمع صوت فتح الباب .. دار جسده ناحيتي .. كان وجهه خاليا من التعابير .. وكأنه فقد أحدا .. بل وكأن صاعقة من السماء .. حلت عليه .. فقسمت ظهره نصفين ..
فنزل الهم على قلبي حينما رأيته بهذه الصورة : أحمد ؟ وينه محمود ؟ مو جاي معاك ؟
يبدو .. أنه رسم هذه الابتسامة بصعوبة وهو يقول : ما عطوه شغله إجازة .. ( ثم قال بابتسامة صادقة وهو يمد كفه لمصافحتي ) شخبارج ؟ وحشتينا ..
سيغشى علي .. هذا التحليل الأصح لوصف حالي الآن .. بعدم استيعاب .. مدت كفي له .. وصافحته .. وبعصوبة نطقت : الحمد لله ..
شعرت بأنه يضغط على كفي بقوة .. وكأنه يريد الخلاص من ألمه بهذه الطريقة .. طردت هذه الأفكار من ذهني .. وهمست له : تفضل ..
ترك كفي .. دخلت بهدوء .. ودخل خلفي .. طلبت منه الجلوس على الجلسة التي بالصالة أمام التلفاز .. وجلست أمامه .. وأنا أنظر إلى أضافري بارتباك .. جائت صفاء .. وحينما رأته .. انصدمت أيضا .. ثم سلمت عليه .. وجلست بجانبي ..
مضى وقت من زمن .. ونحن صامتين .. ماذا نقول ؟ عن ماذا نتكلم ؟ وبعد دقائق .. استأذناه .. وذهبنا إلى المطبخ ..
قالت لي صفاء بهمس : شيسوي أحمد هني ؟ وينه محمود ؟
قلت لها بخوف : ما ادري .. يقول ما رضو الشغل يعطونه إجازة ..
لتقول لي : انزين ليش جذي شكله .. كأنه طالع من قبره ..
قلت لها بغضب : لا تقولين عنه جذي .. أنا شدراني شفيه ؟
لتقول لي وهي تغمز : اووه .. تدافعين عنه ها ؟
تبسمت بارتباك : ولي انتي .. كل تفكيرها يروح بعيد .. خلج في بشارج أحسن لج .. وسوي له شي ياكله .. أكييد جوعان ..
لتقول : فديت خطيبي والله .. وان شاء الله نخليه قاعد معانا واحنا بنات ؟ ما يصير ماما .. بروح أتصل لبشار يقعد معاه .. وحشني ..
قلت لها : حليتين المشكلة عاد .. اتصلي لأخوج .. شنسوي بشار يا ماما .. أنا ما أعرف أتكلم معاه .. استحي شوي .. نادي اخوج يتفاهم وياه ويقولي متى برجع البحرين ؟
لتقول لي : والله عاد .. عندج رقمه واتصلي له انتين .. تخسريني كردت ليش ؟ وبعدين شفيه وجهج مولع ؟
ارتبكت أنا .. ثم قلت : سلم علي .. ومو متعودة اسلم على أحد باليد ..
فتحت عينيها بصدمة : بيانو يلي ما تستحين .. بايعة ومخلصة .. لكن بتشوفين بشتكي عليج عند محمود ..
قلت لها وأنا أفتح الثلاجة : ولي زين .. مد يده .. شتبيني أسوي ؟ أقوله اقلب وجهك الله معاك .. هذي جزات خيره ..
صرخت علي : بيـــــــــــانو يـ ..
أدرت وجهي لها وأنا أقول : اششششش .. فضحتينا يا ام صوت .. بسج عاد .. تبين أقولج الحقيقة .. كنت منصدمة وما ادري شلون مديت يدي .. كليتيني افففف ..
تبسمت بانتصار : كان قلتين الحقيقة من البداية .. وبعدين ليش اللف والدوران ؟ تحبيينه ؟
كست خداي الحمره .. ما تقول هذه المجنونة : يالغبية حاسبة الناس كلها مثلج .. أنا متعودة عليه فقط لا أكثر .. ومحمود واجد يثق فيه .. لو ما يثق فيه ما طرشه يجي ياخذني ..
غمزت : بحاول أصدقج .. يلله تفنني في الطباخ ..
طنشتها .. وأنا أعد له وجبة تشبعه بعد عناء السفر .. وقلبي على ما هو .. يدق بسرعة .. وكأنني انتهيت توا من سباقٍ تسلق لقمة جبال الهملايا .. مابي هكذا ؟ ألم يكن هدفي الأول .. نسيانه .. ونسيان مشاعري الغبية هذه .. لما يظهر في كل مرة .. فتذكرني ملامحه التي حفضتها بمشاعري الميتة .. كفاني ما جنيته من وجع .. ألا أكتفي من الحزن ؟! لما تجلبين لي يا أحاسيسي الأرق دوما !
حملت له الصينية .. ولكنني انصدمت حينما رأيته نائما على الكنبة .. ناديت صفاء .. فاستغربت ذالك .. واستنتجنا أنه منهار من التعب .. سمعنا طرق الباب .. فذهبت صفاء لفتحه .. وكان حسن وبشار هما من خلف الباب .. دخلا .. وقال حسن أن نأتي بغطاء ليغطيه ..
وخرجنا جميعا لشقتهم .. كي لا نزعجه ..
==
[ فطوم ]
جلس على جانب السرير .. وأنا أفتح هاتفي الذي أقفلته منذ ليلة الأمس .. لأرى عشرون مسجا منه .. رميت الهاتف على السرير .. ورميت جسدي معه .. أغمضت عيناي .. وأنا أحاول عدم قراءة رسائله .. لما يفعل هكذا ؟! أنا أثق به .. وموقنة بأنه لم يخطأ .. ولكــن .. ما كان يفعل بشقتها ؟ ولما ملابسه هناك ؟ يكفي أنني سكت عن تغزلها به .. وارتداءها لتلك الملابس السخيفة .. فتمادت .. وهو ساكت عنها ..

يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -