بداية

رواية صورة للذكرى -9

رواية صورة للذكرى - غرام

رواية صورة للذكرى -9

بعد ساعة كانت في مكتب السيد انتوني و هو محامي العائلة منذ سنوات عمل مع والدها في العديد من القضايا و بعد ذلك استقل في مكتب خاص له و بالنسبة لها هو كوالدها الثاني فهو رجل محترم و صديق وفي للجنرال ادوارد مولر .. و هو الذي عمل على إجراءات طلاقها من جيمس قبل عشر سنوات .. و الان هي في مكتبه حتى توكله محاميا على القضية الجديدة التي رفعها جيمس بحضوره المفاجيء و مطالبته ابناءه .. اخبرته سارا بكل القصة من البداية حتى نهاية طلاقهما و مغادرتها من المنزل ..
- " اسمعي يا سارا قد لا يعجبك كلامي لكنني الان محاميك و لست صديق والدك .."
- " تكلم يا سيدي انني اصغي "
- " حسنا .. الحق معك في انك تركته منذ سنوات و غادرتي لانه كما قلت كان سكيرا و ضربك اكثر من مرة و لم يعيل أسرته .. لكن الان عاد بعد عشرة سنوات و له جزء من حقه كوالدهم .. خاصة بانه لم يعد سكيرا و استعاد كل ممتلكاته التي خسرها أي يستطيع ان ينفق على الاطفال "
- " اتعني بانه قد ياخذهم مني و يكسب القضية ؟! "
- " لا .. لكن قد يصدر حكم بانه يستطيع رؤيتهم متى يشاء او من خلال مواعيد محددة بينكما "
وضعت يدها على رأسها و ظلت تشتم و تلعن جيمس الذي قلب حياتها رأسا على عقب مرة أخرى .. وقفت و صافحت السيد انتوتي
- " شكرا لك .. "
- " على الرحب و السعة يا ابنتي .. اراك غدا في المحكمة .. تشجعي و لا تنهاري فكل مشكلة و لها حل "
- " المشكلة يا سيدي بان فيكتوريا و فيكي لا يعرفان والدهما بعد "
- " لا تقلقي .. كل شيء سيسير على ما يرام "
- " اتمنى ذلك "
غادرت مكتب المحامي و اتجهت إلى مكان عملها في الجامعة .. لم يكن لها نفس في إلقاء محاضرة اليوم لكنها في الاونة الاخيرة كانت مهملة إياها فقررت اليوم ان تبعد مشكالها عن العمل .. ألقت محاضرتها كاملة و على أحسن وجه ثم غادرت القاعة و المبنى بأكمله ..
بعد ذلك دخلت مكتب كلوديا و ألقت بنفسها على الكنبة ..
- " أهلا بالغائبة "
- " آه كلوديا أريد فنجان قهوة فرأسي سينفجر "
- " أنت تأمرين "
اتصلت كلوديا على العامل و طلبت منه فنجاني قهوة و عندما أغلقت السماعة نظرت إلى سارا
- " ما بك ؟ لا تبدين بصحتك .. هل رجعت ألام العملية ؟"
- " لا .. لقد نسيت ألام العملية بألام أخرى "
- " جيمس ؟! "
اومأت برأسها ثم أضافت
- " أتذكرين ذلك الرجل في يوم التبرع بالدم الذي كاد أن يفقد الوعي ؟"
ضحكت كلوديا فلقد تذكرته جيدا
- " نعم الرجل الذي بدا معجبا بك كثيرا .. ما به ذلك المجنون ؟ "
لم تعلق سارا بل نظرت إلى كلوديا مطولا فشهقت الاخرى و قد فهمت النظرات
- " لا .. هل .. لا يمكن ؟"
- " نعم لقد فاجأني ذلك اليوم و الان يريد أبنائه مني تصوري يا كلوديا بعد عشرة سنوات لم يسأل عنهما و اتى اليوم ليطالبني فيهما .. و الان رفع قضية بالمحكمة "
- " يا له من وقح .. "
دخل العامل بالقهوة و ضعها أمامهما ثم غادر .. اخذت سارا و رشفت من فنجانها ثم أضافت
- " و الجلسة بعد غد .. إنه يحاول بكل الطرق الملتوية أن يكسب ابنائه بالاخص فيكي .. فيأخذه إلى مباراة النيكس و من ثم ياتي إلى المنزل أكثر من مرة و يتحدث مع فيكي...لكني لم ادع فيكتوريا تقابله بعد فهي ستتعرف عليه حتما كانت في السادسة عندما غادرناه.. لكنه استطاع ان يجعل فيكي يتعلق به بيوم واحد فقط .. اتصدقين؟"
- " الابن سر ابيه "
- " ماذا افعل ؟ "
- " لا اعرف حقيقة ماذا اقول لك؟ .. غير ان تتحلي بالصبر و الشجاعة .. ألم تتفاهما بعيدا عن المحاكم ؟ "
- " انا التي رفضت مع إنه حاول مرارا لكني لا اتصور نفسي اجلس معه على مائدة في مطعم راق بعد كل تلك السنوات ان الامر سيبدو غير طبيعيا و موترا و لن نستطيع ان نصل الى شيء فأنا مصرة على رأيي "
- " خاصة و انك تكنين له مشاعر الحب نفسها "
سكتت سارا فهي لا تستطيع ان تنكر انها فعلا لا تزال تحبه و ادركت بانها تعشقه بنفس الجنون خاصة بعد ان قابلته تلك الليلة و سمعت اسمه يرن بأذنيها .. و الان و هو اكثر واسمة و نضجا لا تستطيع ان تبعده خارج نطاق التفكير .. أضافت كلوديا مع ابتسامة ملتوية
- " نعم لقد اصبت .. اذا يا سارا اتركي هذا الكبرياء و اسمعي له .. لقد بدا تلك الليلة.."
انزعجت سارا فقاطعتها قبل ان تضيف
- " لا اصدق ماذا تقولين .. حتى و ان كنت احبه كما في السابق .. لكن الحب الان مرتبط بالحقد و الكراهية الامر معقد وليس بتلك السهولة ان ادخله حياتي من جديد ..لقد كلفني طرده منها عشرة سنوات عشرة سنوات يا كلوديا "
- " اعرف اعرف ذلك .. أسفة "
- " لا عليك .. "
أنهت قهوتها و تركتها على الطاولة امامها ثم استقامت واقفة ..
- " إلى اين يا سارا ؟ ارجوك لا تتضايقي مني "
- " لا لست متضايقة منك بل من نفسي و من المشاكل التي تعترض طريقي .. لا عليك انا لا اتضايق منك ابدا "
- " جيد .. اذا هيا انهي مشاكلك بسرعة و عودي كما السابق .. فالاعمال تنتظرك "
ابتسمت سارا قبل أن تغادر قالت
- " و انا انتظرها ايضا .. شكرا لك يا كلوديا لانك مستمعة جيدة فأنا لا اعرف ماذا كنت لافعل من غيرك انت و تود !!"
- " تود !!"
- " نعم لقد اخبرته بأني لن أكمل علاقتي معه إلا كصديقين و جارين .. و لقد وافقني "
- " اخبار كثيرة تلقيتها اليوم منك .. استمتعي بحياتك المعقدة "
ضحكت سارا فكلوديا تعرف كيف ترسم الابتسامة على شفتيها مهما كانت الظروف ..
دعت سارا تود على العشاء و على المائدة جلسوا منتظرين فيكتوريا التي لم تعد بعد .. بدت سارا قلقة جدا فأخبرت فيكي أن يتصل بها .. عاد قائلا بانها لن تاتي على العشاء بل ستبقى في منزل صديقتها كلير لان والدا كلير دعوها للعشاء معهم ... لم تتكلم سارا عن جيمي على العشاء لوجود ابنه الصغير معهما فتحدثت مع تود عن العمل و انها مرت على كلوديا و اخبرتها بالمستجدات و ما إلى ذلك من الامور .. و بعد الوجبة الخفيفة استأذنت تود حتى تصعد مع ابنها إلى حجرته و تتأكد من انه نام و بعد ذلك نزلت و قد خففت من الاضواء حتى ترتاح اعصابها قليلا .. كان تود ينتظرها و قد حضر لها كأس مارتيني .. فلم تستطع ان تكبح قهقه صغيرة .. تناولت الكأس منه و جلست على الكنبة بالقرب منه ..
- " شكرا "
- " بكل سرور .. ماذا ؟ اتريدين التحدث عنه ام تفضلين السكوت ؟ "
- " لا لنتحدث عنك "
- " ماذا تريدين ان تعرفي ؟ "
- " أين ذهبت باليومين السابقين ؟ و لم لم تخبرني بانك مغادر؟؟ حتى انك لم تكلف نفسك بالاتصال بي ؟ "
- " حسنا معك حق في ذلك انا آسف لكن طرأ علي بعض الاعمال خارج المدينة لذلك لم يتسنى لي الوقت لاودعك .. "
- " إنك تجيد اختصار قصتك بموجز .."
ضحك فدنا منها أكثر حتى وضع راسها على صدره
- " إنك متشنجة الاعصاب جدا ... اهدئي .."
- " كل ما يقلقني يا تود هو كيف سيتقبل الاطفال فكرة عودة والدهما .. بالاخص فيكتوريا .. انني احاول ان ابعدها قدر الامكان عنه لكنها هي من فتح له الباب و الحمدلله لانها لم تتعرف عليه .. "
- " سارا لن نتحدث عنه أليس كذلك ؟ "
- " نعم هذا صحيح.. يفيدني عدم التحدث عنه فلقد تعبت من لفظ اسمه حتى "
- سأذهب معك للجلسة و كما قلت لك بان الامور ستسير على ما يرام"
- " اشكرك يا تود لوقوفك بجانبي .. لقد اخبرت كلوديا اليوم بأني لا اعرف ماذا كنت لافعل من دونكما "
- " لا داعي لشكري يا سارا فوجودي بقربك يسعدني "
و دون ان تشعر بالوقت نامت على صدر تود .. فأخذ الكأس من يدها و حملها إلى غرفتها وضعها على الفراش و لحفها بالغطاء جيدا ..ثم نزل الدرج .. بتلك اللحظة دخلت فيكتوريا
- " مرحبا فيكتوريا "
- " تود .. اهلا .. لقد ارعبتني فالمنزل مظلما و هادئا .. أين امي ؟ "
- " لقد نامت للتو "
تنهدت فيكتوريا ارتياحا فهي لا تنوي ان تقابل والدتها اليوم خاصة و انها غاضبة من تصرفاتها و عدم أخبارها عن والدها الذي ظهر فجأة ..
- " هل انت بخير يا فيكتوريا ؟ "
- " نعم .. شكرا لسؤالك ؟ "
- " اذا لم لا تريد ان تقابلي والدتك اليوم ؟ "
نظرت إليه باستغراب .. كيف كشفها ؟!!
- " و من قال ذلك ؟"
- " لا احد .. انا شعرت بذلك ؟ هل تريدين التحدث ؟ "
- " لا .."
- " أنا اعرف كل شيء يا فيكتوريا ..والدتك لا تخبيء عني شيئا "
- " ماذا تعني ؟ و ماذا قالت لك والدتي ؟"
جلس على الكنبة و اشار لها بالجلوس ايضا لكنها بقيت واقفة
- " انا اعلم بأنك تعرفين بأمر جيمس ؟ "
- " ضيف والدتي ؟ "
- "اذا هو ضيف ؟! "
- " هذا ما قالته لي "
- " يبدو انك لا تصدقينها !!"
- " الى ماذا تلمح يا تود ؟ "
- " دعينا نتحدث يا فيكتوريا بصراحة ..فوالدتك متعبة كثيرا منذ اسبوع .. يبدو انها لا تريد اخبارك بأمره لكنها ستفعل يوما ما عندما تكون مستعدة .. لكن بما انك عرفت بأمره سأكون سعيدا بان اوضح لك الامور و اخفف العناء عن سارا "
اقتربت منه و جلست امامه على الكنبة
- " لقد شعرت بان ذلك الرجل مألوف و حاولت ان اتذكر اين رأيته من قبل .. و صدفة رأيت صورة له كنت اضعها على المرآة و عرفت بان ذلك الضيف هو والدي و من بعدها لم أشأ ان اقابل والدتي و اتحدث معها عن سبب محاولتها ابعادي عنه و متى اتى ؟ و ماذا يريد ؟ لذلك لست مستعدة لان اقابل والدتي فأنا اخشى امور لا اعرف اسبابها "
- " اذا دعيني اخبرك بأن والدك اتى لانه يريدكما و والدتك تحاول ابعادك عنه حتى لا تتعقد الامور اكثر انها تحاول ان تحميكما بطريقتها الخاصة "
- " لكن لم الان ؟ لم لم ياتي قبل سنوات ؟ "
- " هذا سؤال يجب ان يجيبه هو بنفسه "
لم تعلق فيكتوريا فأردف قائلا
- " ارجوك لا تضغطي على والدتك .. اخبريها بأنك تعرفين بان ذلك الرجل هو والدك و إنك تقفين مع كل قرارتها انها تريد ابنتها ان تكون ناضجة و متفهمة .."
- " سأفعل .. شكرا لك تود .. إن والدتي محظوظة بان يكون لها صديق مثلك "
ابتسم لها و هو يستقيم واقفا حتى يغادر
- " عمتي مساءا يا فيكتوريا "
- " و انت كذلك "
دخلت فيكتوريا حجرة والدتها فوجدتها نائمة بسلام .. فانسدت معها تحت الاغطية و وضعت رأسها على صدرها و همست
- " احبك ماما "
اغمضت عينيها و غطت بسبات عميق .. 

-12-
اتى اليوم الذي تنعقد فيه جلسة المحكمة .. ذهبت سارا مع تود و هناك قابلت السيد انتوني جاد المحامي الذي وكلته .. اقترب منها و قال مبتسما حتى يبث فيها الروح خاصة انها لمحت جيمس و هو يدخل القاعة دون أن يرفع بصره إليها الامر الذي ازعجها ..
- " هل انت جاهزة ؟"
- " نعم اعتقد ذلك "
جرها تود من يدها بهدوء عندما رآها تنزعج من جيمس الذي مر عليهم دون أن يزعج نفسه بالنظر ناحيتها أو إلقاء التحية على سارا التي انزعجت منه كثيرا
- " هلا دخلنا ؟ "
اومات برأسها و تبعته داخلة .. هنا انتبه جيمس لدخولها فرفع رأسه لينظر إليها تسير و قد شبكت يدها بذراع تود الذي ازاح لها الكرسي حتى تجلس .. ثم جلس خلفها و همس بأذنها شيئا جعلها تبتسم .. آه كم هو مؤلم .. لقد اعتاد هو ان يجعلها تبتسم كلما كانت محبطة او منزعجة او حتى عندما تكون منهارة هو الوحيد الذي كان يعيدها إلى رشدها و يرسم الابتسامة على شفتيها و ليس أي ابتسامة كهذه التي تطغي عليها المجاملة بكل كانت تبتسم بصدق حتى انها تضحك حتى تدمع عيناها .. اشاح بنظره عندما رمقته بطرف عينيها .. آه كم الغيرة مؤلمة ..
- " ليقف الجميع "
صاح رجلا فدخل القاضي و جلس على منصته و أخذ يقرأ الاوراق التي امامه ثم رفع رأسه و خلع نظارته الصغيرة التي يضعها فوق انفه الصغير جدا .. و بدا القاضي رجلا عجوزا يناهز التسعين من عمره و كان وجهه مريحا جدا و حكيما ..
- " ما المشكلة بالله عليكما ؟ هلا اخبرتني يا سيد جاشوا"
وقف السيد جاشوا و هو محامي جيمس و ابتسم للقاضي ذو الوجه البشوش
- " مرحبا حضرة القاضي .. ان القضية و ما فيها كما قرأت بالمحضر هي ان موكلي السيد بروكس يريد ان يستعيد ابنائه .."
- " حسنا .. اخبرني يا سيد انتوتني .. ولم لا يستعيد السيد بروكس ابنائه ؟ "
وقف السيد انتونتي و القى تحيته على القاضي الغريب في طرح الاسألة
- " ببساطة يا حضرة القاضي .. موكلتي ترى بان ليس للسيد بروكس أي حق في ان يستعيد ابنائه لانه لم يفعل ذلك طوال العشرة سنوات "
رفع السيد جاشوا يده فسمح له القاضي بالتحدث
- " ان موكلي لا يريد ان يأخذ الابناء من والدتهم انه فقط يريد ان يقابلهم و يتعرف عليهم "
- " لكن موكلتي لا تريد ان يتشتت ابنائها في هذا الانفصال خاصة و انهما تربوا بعيدا عن والدهما و سيكون من الصعب عليهما تقبل الامر "
صرخ السيد جاشوا عاليا
- " سيتوجب عليهما تقبل الامر يا سيد انتونتي فهو والدهما "
علا صوت السيد انتوتني و قد احمر وجهه
- " و اين كان قبل عشرة سنوات ؟ "
- " كان يحاول ان يعيد نفسه إلى حياته الطبيعية "
- " ولم ؟! هل لانه كان سكيرا .؟؟!!"
- " اعترض يا حضرة القاضي "
ضرب القاضي على الطاولة و أعلن قائلا
- " ان هذه الجلسة لنستمع الى الاساسيات فقط و ليس للشجار .. ارى بأن كلاكما غير مستعد لهذه الجلسة لذلك سأؤجلها حتى نهاية الاسبوع القادم و حتى ذلك الحين ليس للسيد بروكس ان يقوم بأي خطوة قد تعرض الابناء للاظطراب و التوتر .. لذلك لن يسمح لك بمقابلتهما حتى نهاية الاسبوع القادم عندما تكونا مستعدان و لديكما ادلة افضل بدل الشجار الذي لا اقبله في هذه المحكمة .."
وقف جيمس ليعترض و قال بصوت عال
- " لكن يا حضرة القاضي ..."
- " انتهت الجلسة .. ليقف الجميع "
صاح الرجل فوقف الجميع و دخل القاضي .. قام تود من مكانه و اقترب من سارا
- " هل انت بخير ؟! "
- " نعم .."
- " اذا هيا لنذهب "
وقفت و مشت معه و لاشعوريا نظرت ناحية جيمس لتجده جالسا و يده على رأسه و كم بدا متضايقا و متألما .. فانكسر قلبها.. لكن هذا ما ارادته أليس كذلك ؟
عندما وصلا المنزل استأذنت تود للذهاب إلى الحمام .. فدخلت إلى حجرتها عوضا عن ذلك و أقفلت الباب حتى تنهمر دموعها على وجنتيها و هي تتذكر منظر جيمس المتألم .. سمعت طرقا على الباب و صوت تود يناديها
- " سارا .. هل انت بخير ؟ "
لم ترد عليه
- " سارا .. ساتركك يبدو بان تحتاجين وقتا .. اتمنى ان اراك في الغد "
سمعته ينزل الدرج و من ثم يفتح باب المنزل و يخرج .. هناك قابل فكتوريا و أخبرها بما حدث في الجلسة و من الافضل ان لا تفاتح والدتها بموضوع جيمس و تترك ذلك حتى اشعار آخر .. وافقته و شكرته لانه يحسن الاعتناء بوالدتها ..
شعرت سارا برغبة في الانفراد بنفسها و ذكرياتها فخرجت من حجرتها و صعدت الطابق العلوي و هناك اقفلت الباب على نفسها و بقيت وحدها مع ذكرياتها ,, أخرجت صندوق الصور و بدات تحمل صورة ثم أخرى و تتذكر كيف كان جيمس أبا رائعا لطفليهما .. فكان هناك صورة له و هو يطعم فيكتوريا و قد اتسخ بأكمله بالطعام لكنه مع ذلك كان سعيدا بما يقوم به .. و عندما يبكي فيكي في الليل يقوم هو بحمله و تهدئته بأن يغني له أغاني الهيب هوب و مع صوته العالي تسمع صوت ضحكات فيكي و بعد نوبات الضحك ينام بهناء .. و بعد ذلك يعود على فراشه و هو مرتاح و مبتهج لانه اتم مهمته على أحسن وجه .. فقد جعل ابنه الصغير يضحك ثم ينام و ترتاح سارا .. حتى عندما تدهورت حياتهما كان يأتي في وقت متأخر من الليل يطمأن على طفليه قبل ان يخلد للنوم ..و في الصباح عندما يستيقظ يلعب معهما بكل نشاط ناسيا بذلك وجع رأسه جراء الكحول التي يحتسيها و من ثم يخرج بحثا عن عمل ..


كيف لها ان تبعده عن أطفاله و هو الذي احبهما بصدق فهما كما يقول لها دائما أثمن هديتين أهدتهما له .. لكن الامر الذي يأذيها هو كيف ستتحمل رؤيته في كل مرة يأتي لان يقابل ابنائه اذا وافقت هي ؟؟! سيكون الامر أصعب عليها من ان يتقبل الاطفال وجود والدهما في حياتهما من جديد .. انها تخشى ان يكتشف حقيقة مشاعرها فتخسر بذلك كبريائها و قد يتعدى الامر لان يصيب والدها بسكتة قلبية اخرى او قد تتدهور صحته اكثر اذا علم بالامر ...
بقيت ساهرة طول الليل لذلك دخلت لايقاظ فيكتوريا للذهاب إلى المدرسة و من ثم ايقظت فيكي ثم نزلت المطبخ لتعد لهما الافطار فهي لم تقابلهما امس بسبب حالتها النفسية و لانها حبست نفسها في الطابق العلوي ..
- " صباح الخير "
- " اهلا يا حلوتي .. "
نظرت إليها فيكتوريا باستغراب .. فسارا ترتدي جيننزا و قميص تستخدمها لاعمال المنزل كما انها ألقت على كتفها شالا حاكته والدتها لها ..
- " ماذا ؟ ألن تذهبي للعمل اليوم ؟!"
- " لا اعتقد .. أشعر بالاعياء ؟ "
اومأت فيكتوريا و جلست على المائدة .. كانت ترى إلى والدتها و قد خست قليلا و أصبحت نحيلة و فجاة تذكرت
- " أمي لديك موعد للطبيب اليوم "
- " نعم سأذهب لم أنسى .. لكن شكرا لتذكيري "
- " على الرحب و السعة .. "
دخل فيكي و جلس على المائدة لكنه وقف مرة اخرى و طوق خصر سارا و قبل بطنها
- " اشتقت لك ماما فانا لم ارك بالامس .. "
ضحكت .. لم تكذب كلوديا عندما قالت الابن سر ابيه .. انه يتصرف مثله تماما و يجيد التلاعب بالمشاعر من خلال الكلمات المعسولة ..
جلست تتفطر معهما و حاولت ان تبعد شكوكهما لذلك كانت تمطرهما بالأسألة عن المدرسة و عما قاما به بالامس اين ذهبا و مع من ؟ و هل استمتعا ؟ ... و من تلك الاسألة .. حتى دخل براد و ألقى عليهم تحية
- " مرحبا سيدة مولر .. "
- " أهلا براد .. هل تناولت افطارك ؟ "
- " نعم .. شكرا لك "
نظر إلى فيكتوريا و قال
- " هل نذهب ؟ "
- " بالطبع "
ودعت والدتها و طبعت قبلة على رأسها ..
- " اعتني بنفسك يا امي .. و لا تقومي بأعمال تجهدك .. فلديك موعد طبيب"
ضحكت سارا و قبلت ابنتها بدورها
- " اذهبا .. هيا و الا .. ستتأخرا و انت كذلك يا فيكي هيا خذ دراجتك و اذهب "
- " حسنا .. إلى اللقاء يا امي "
خرجوا جميعهم فقامت بحمل الاطباق و غسلهما ... و بعد ان انتهت قررت أن تأخذ كتابا و تتصفحه في الشرفة .. كانت مندمجة بالكتاب و للحظة نست بأنها لم تنم بالامس بسبب جيمي و ذكرياتها ..
- " صباح الخير "
رفعت رأسها عن الكتاب الذي بين يديها و نظرت إلى ذلك الرجل الطويل الذي وقف أماها ليحجب الشمس عنها .. استقامت واقفة و قد شعرت بالبرد فجأة فلفت الشال أكثر على كتفها
- " جيمس ..!!ماذا تف..."
قاطعها و قد بدا منزعجا و عصبيا لكنه خبأ ذلك بهدوءه
- " اسمعي لست هنا لاقنعك بالجلوس و التحدث معي "
- " اذا ماذا تريد ؟ فالاطفال قد غادروا إلى المدرسة ؟ كما أن .."
قاطعها مرة أخرى
- " أعرف ذلك .. و اعرف بانك ستقولين بان القاضي منعني من مقابلتهما "
لم تنطق باي كلمة فهي تشعر بشيء مزعج و ضميرها يؤنبها خاصة بعد أن رات انكساره بالامس خفت عصبيه و بدت ملامحه أكثر لينا .. أدخل يده في معطفه و أخرج تذكرتين و مد يده لها
- " ما هذا يا جيمس ؟!"
رفع كتفيه و قال
- " تذكرتين لمباراة النيكس .. غدا "
- " و لم تعطيني إياهما ؟!"
- " حتى تأخذي فيكي إلى المباراة "
اعتصر قلبها و انزلت بصرها تنظر إلى التذاكر و تذكرت كيف كان فيكي سعيدا عندما عرف بأن جيمس سيتدبر أمر التذاكر التي نفذت في السوق ..
- " هيا خذيهما .."
ترددت قبل أن تأخذهما لكنها أخذتهما و قالت بضيق
- " شكرا "
أومأ برأسه ثم استدار حتى يغادر .. فتح باب سيارته الرينج روفر .. لكنها تبعته و نادت باسمه
- " جيمي ..."
التفتت برأسه فلقد اشتاق ان تناديه بجيمي ..فمنذ ان عاد و هي تناديه بجيمس .. نزلت من الشرفة و مشت تجاهه وقفت تنظر إليه و هو يخلع نظارته الشمسية التي حجبت عينيه الجميلتين .. خللت أصابعها في شعرها كما تفعل دائما عندما تتوتر او تخجل .. ثم مدت له بالتذاكر .. استغرب بل تضايق ..
- " لم ؟!"
- " لا استيطع ان اخذه إلى المباراة فلدي موعد غدا "
شعر بالغضب فقال غير منتبها لنفسه
- " مع ذلك المدعو تود ؟! "
فتحت عينيها باتساع مستغربة سؤاله.. لكنه صحح قائلا
- " آسف.. ليس لي الحق .. اعذريني "
أنزلت رأسها انه يغار ..فقالت
- " لا بأس .. "
ارجع نظارته إلى عينيه و اراد ان يدخل السيارة فقد تصرف بغباء عندما سألها عن موعدها و كما أنه غاضب لانه وعد فيكي بانه سيتدبر امر التذاكر .. لكنها وضعت يدها على الباب تمنعه
- " انتظر .."
- " ماذا الان يا سارا ؟"
- " لقد وعدت فيكي بانك ستتدبر امر التذاكر و بينما انا لا استطيع اخذه بإمكانك ان تأخذه انت بنفسك .."
رات ابتسامته ترتسم على شفتيه بالتدريج ثم ظهرت أسنانه
- " هل تعينين ما تقولينه فعلا يا سارا ؟ "
اومات و هي تبادله الابتسامة ..
- " شكرا لك سارا "
و لا شعوريا اقترب منها و حضنها بقوة حتى كاد يعصرها بذراعيه.. تصلبت في مكانها و كانها قطعة خشب .. استوعب ما فعله عندما شم رائحة شعرها فتحركت مشاعره .. تركها بسرعة مثلما ضمها بسرعة .. بلع ريقه و أنزل رأسه باحراج و قال بجدية
- " آسف .. سأذهب .. شكرا لك مرة أخرى "
كانت واقفة في مكانها كمن الذي رأى شبحا أمامه .. كيف التصق جسدها بجسده .. تاركا بذلك عطره في المكان باكمله .. هذا ما خشيته ..


ذهبت بعد الظهر إلى موعد الطبيب و أخبرها بأن حالتها تحسنت كثيرا و بانها شفيت تماما من جراحها و لها أن تمارس حياتها طبيعية طبعا دون إجهاد مفرط .. اجهشت في البكاء و هي تقود سيارتها .. و أخيرا شفيت من جراحها .. الذي أصيبت به بعد أن فقدت طفلها الثالث .. عندما غادرت جيمس كانت حاملا بشهرها الرابع .. و لم تكن تعلم بالامر .. إلا عندما ذهبت الى الطبيب الذي أخبرها بأن الطفل قد توفي داخل بطنها منذ شهرا تقريبا و كان يجب عليها أن تاتي قبل ذلك حتى لا تسمم .. كانت عملية إخراج الطفل منها صعبة و نزفت سارا كثيرا ..و بقيت في المنزل لايام لم تستطع فيها الحركة .. و مع السنوات أصيبت بتليف في بطانة الرحم .. فأجرت عملية لاستئصال جزء من الرحم .. كل ذلك بسببك يا جيمس.. عذبتني كثيرا حتى أفقدتني طفلي .. و الان لم أعد استطيع أن انجب ..
و دون أن تشعر بنفسها و هي تقود السيارة ..وصلت إلى اللجنة.. جيد .. مسحت دموعها و عدلت من مكياجها ..ستحاول أن تنسى همومها بالعمل فقد أخبرتها كلوديا بأن هناك أعمال تنتظرها لذلك قررت شغل نفسها عن التفكير في أزمتها الجديدة .. أخبرتها كلوديا بان سيقام حفل للمواهب و سيشارك فيه جميع الاعمار و من خلاله سنقوم بجمع التبرعات و كذلك سيكون ثمن التذكرة البسيط عائدا للأطفال المعاقين .. سعدت سارا لانها ستبدأ الاعمال من اليوم و عندما خرجت كلوديا من مكتب سارا بدات الاخرى بالاتصالات و قامت بحجز مسرح كبير و قررت بأن تقوم بعمل الدعوات و الاعلانات مع فيكتوريا فهي منذ فترة لم تقضي معها وقتا و ترى بأن من المناسب أن تتشارك معها بعمل الدعوات ..
كانت فيكتوريا تنتظر والدتها بالمنزل و ابتهجت عندما راتها تبستم و هي داخلة قبلتها و أخذت معطفها منها
- " يا إلهي إن الجو بارد في الخارج "
- " هذا صحيح .. أخبريني ماذا قال لك الطبيب؟ لكن بالاول دعيني أحضر لك قهوة ساخنة حتى تدفئك "
- " شكرا لك حلوتي .."
اتجهتا إلى المطبخ و بينما تقوم فيكتوريا باعداد القهوة تكلمت سارا
- " لقد أخبرني بأني شفيت تماما من الجراح و سأتوقف عن أخذ الدواء لكن آخذ مسكنا كلما آتاني الالم "
- " خبر رائع "
- " و لدي خبر آخر "
سكبت لها القهوة في كوب و ناولتها إياها .. رشفت منها سارا ثم أردفت
- " شكرا لك إنها لذيذة"
- " على الرحب و السعة .. الان أخبريني ما هو هذا الخبر ؟!"
- " أخبرتني كلوديا اليوم عن حفل للمواهب سنعمل عليه و هو لجمع التبرعات للمعاقين هذه المرة و سيشارك فيه الجميع صغار و كبار ومعاقين .. الكل "
- " يبدو شيء مشيقا و ممتعا "
- " نعم . و سنقوم أنا و أنت بإعداد الدعوات و الاعلانات "
ابتسمت فيكتوريا و صفقت بمرح
- " رائع .. و متى سنبدأ ؟"
- " لقد حجزت مسرح في ليلة العيد .. سيبدأ باكرا حتى يتسنى للعائلات الاحتفال بالعيد مع بعضهم "
- " آه صحيح و متى سنقوم بتزين الشجرة ؟! "
- " غدا انا و انت و فيكي "
ابتهجت فيكتوريا فلقد عادت والدتها إلى طبيعتها و نشاطها الذي بدأ يخف شيئا فشيئا مع سخونة القهوة..تذكرت بانها لم تنم منذ الامس و سينفعها الان كثيرا أخذ حمام ساخن و الاندساس تحت الاغطية حتى تنام بعمق خاصة بعد ان ارتاح ضميرها ..
- " حسنا يا حلوتي سأخلد للنوم فأنا متعبة .. لا تنتظريني على العشاء .. أين فيكي ؟! "
- " ذهب مع تشاد في الدراجة و قال بأنه سياتي قبل العشاء "
- " حسنا جيد .. لا تدعيه يخرج بعد العشاء و ساعديه في عمل فروضه "
- " سأفعل .. عمتي مساءا "
صعدت حجرتها و حضرت لها حماما ساخنا غطست فيه بدنها المتعب أغمضت عينيها لثواني و فجأة أحست بشخص يضغط على جسدها و له رائحة رجولية حاولت التدقيق في ملامحه لتجد جيمي يبتسم لها و قد تسطرت أسنانه و لمعت عيناه و كان يكرر كلمته
- " شكرا لك سارا ... سارا ..انا احبك .. "
فتحت عينيها بهلع فلقد أحست بدفئه و كأنه الان معها .. قررت أن تخرج من الحوض و تنام فلقد بدأت تهلوس و هي تتخيل وجوده ..
دخلت فراشها و ما إن وضعت رأسها على الوسادة حتى غطت بسبات عميق و لم تستفيق إلا بالصباح الباكر جدا .. فتحت عينيها و مشت بأطراف أصابعها حتى تفتح النوافذ فيدخل الهواء البارد لينعشها .. لا تعرف لم تشعر هذا اليوم بسعادة غامرة ؟!
أخذت فستان زهري فاتح و قصير يتناسب مع روحها السعيدة اليوم و قررت أن تسدل شعرها و ترفع جزء منه بمشبك .. رسمت الكحل الاسود في عينيها ليبرز لونهما الاخضر الفاتح ثم لونت شفتيها باللون الزهري الغامق .. نظرت إلى نفسها بالمرآة للمرة الاخيرة ثم قالت لصورتها المنعكسة
- " لم أنت سعيدة و مرحة هذا الصباح ؟! "
نزلت المطبخ و فتحت البراد حتى تبدأ بإعداد الفطور لطفليها لكنها تذكرت بان اليوم عطلة .. قهقهت و قالت لنفسها
- " أها .. هذا هو سبب شعوري بالتأكيد .."
تركت ما بيدها و قررت أن يخرجوا جميعا لتناول الفطور ..
سمعت صوت رنين الهاتف فأسرعت بالتقاطه لتسمع صوت والدتها بالجهة الاخرى
- " سارا عزيزتي كيف حالك ؟ "
- " أنا بخير .. ماذا عنك و والدي ؟ "
- " نحن بخير و متلهفين لرؤية الاطفال.. نحن بانتظاركم ؟ "
- " آه ..امي .. لن ناتي "
- " و لم ؟! سيتضايق والدك كثيرا اذا لم تقضي العيد معنا "
- " اني اعمل على حفلة ستقام في ليلة العيد .. ما رأيك أن تاتوا انتم و تحضروا الحفلة"
- " نعم من الجيد أن نغير قليلا .. سأخبر ادوارد بذلك .. "
- " جيد و أخبريه أن يفكر بشيء يشارك فيه بالحفل "
ضحكتا معا فمن يتخيل الجنرال ادوارد مولر يغني على المسرح ؟!!
ودعت والدتها .. ثم خرجت إلى الحديقة و قامت بري الزهور ريثما يستيقظ فيكي و فيكتوريا .. رات تود يركض بملابسه الرياضية فرفعت يدها تحييه .. بادلها التحية و اقترب منها .. كان يلهث و متعرق
- " ماذا تفعلين في هذا الصباح الباكر لم انت مستيقظة و متأنقة؟ "
- " لقد نمت باكرا بالامس .. "
- " آه جيد "
- " لم اعرف بأنك تركض في الصباح "
- "نعم هذا صحيح أنا لا اركض عادة.. لكن بما أن وزني زاد قليلا قررت أن أركض في الصباح في هذا الجو البارد المنعش .. "
- " أوافقك الرأي"
- " هل من مستجدات ؟"
أنزلت رأسها و تذكرت جيمي عندما عبطها بقوة .. أومأت برأسها
- " نعم .. لقد سمحت لجيمي بأن يأخذ فيكي غدا إلى المباراة "
- " ماذا ؟!!"
بدا منصدما فلقد كان موجودا عندما أعلن القاضي حكمه المؤقت


- " نعم .. لقد رأيته بالامس منكسرا و ضايقني ذلك كثيرا .. كما انك لم تر وجه فيكي عندما أخبره جيمس بانه سيتدبر أمر التذاكر التي يصعب الحصول عليها .."
هز رأسه متفهما فلقد فعلت الصواب ..
- " لقد فعلت الصواب يا سارا .. اذا ستستمحين له بان يقابل فيكي و فيكتوريا و تلغين بذلك القضية ؟!"
- " لا أعرف .. لست متأكدة .. "
- " سارا فكري جيدا .. له و لأبنائك الحق في أن يتعرفوا على والدهم "
انزعجت قليلا عندما طرات في راسها فكرة رؤية جيمي في كل وقت أمامها و هي التي تكن له المشاعر نفسها بل انها زادت مع السنون .. و لا تعرف كيف ستقاوم مشاعرها ..
- " لا اعرف لا اعرف .. سأفكر "
- " حسنا اهدئي "
هدأت لانها لا تنوي أن تعكر مزاجها في هذا الصباح .. ابتسمت له فبادلها الابتسامة
- " آه كنت ساخبرك بشيء.."
- " ما هو ؟"
- " لن أكون هنا في العيد "
- " لا يا تود .. "
- " لقد اتصلت والدتي و أخبرتني بان العائلة ستحتفل بالعيد خارج البلاد و ساغادر بالاسبوع القادم "
- " للاسف يا تود .. كنت اتمنى أن تكون هنا و تحضر الحفل ثم تتناول معنا وجبة العيد التي تعدها والدتي"
- - " اذا لن تكونوا وحدكم هذا العيد ؟"
- " لا سيأتي والدي و والدتي و لا اعرف ان كان سياتي ستيف و زوجته"
- " جيد ستستمعين كثيرا معهما .."
- " بكل تأكيد لكن سيكون الامر افضل لو تكون معنا "
- " في المرة القادمة .. حسنا يجب ان اذهب .. اراك لاحقا "
- " إلى اللقاء "
ركض بعيدا فقررت ان تدخل لايقاظهما و الذهاب لتناول الفطائر المحلاة التي يحبها فيكي ..
و بعد ساعتين كانوا يتناولون الفطائر اللذيذة مع القطر كانت سارا و فيكتوريا يتناقشان عن الحفل و الدعوات
- " ماذا سيكون الشعار ؟ "
- " لا اعرف لم أقرر بعد "
- " و متى ستقومين بطبع الدعوات ؟ "
- " عندما ننتهي منهم .. يجب ان نعمل على انهاءهم اليوم .. حتى يتسنى لي اراسلهم إلى المدارس و الجهات الاخرى التي قد تشارك في هذا الحفل "


يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -