بداية

رواية القرار الصعب -1

رواية القرار الصعب - غرام

رواية القرار الصعب -1 

رواية القرار الصعب 
هذه القصة حقيقية ..حدثت منذ 25 سنة ,, 
وقد اضفت عليها بعض الأضافات ,,اتمنى ان يستمتع الجميع بقراءتها ويستفيدوا منها . 
عبد المحسن شاب وسيم ,,طويل ,,ابيض البشرة ,, 
يعتني بلبسه وهندامه كثيرا ,,, 
وايضا هو خلوق ,,شجاع ,,جريء ,ذكي ,يتميز بالسرعة والعجلة ,,غير اجتماعي ..انفعالي ,,انطوائي ,,سريع في عمله .(.فيؤثر على الجودة )..لا يحب تعدد العلاقات ..والصداقات لديه قليلة ..دائما يشعر انه لا وقت لديه ,,يتمتع بالنشاط والحيوية فترة طويلة من اليوم ..يحب الانطوائية .
.حساس بل مرهف الحس .
.غامض ..صبور ,,يغضب بسرعة ويرضى بسرعة ,باختصار نمط شخصيته شمالي,
من سكان الرياض
تخرج من الكلية الحربية بالرياض ضابط ،،
وتم تعيينه على الحدود في هجرة صغيرة ,,ولأنه قوي وصبور انطلق بلا تردد الى مكان عمله .
دخل إلى المحل بخطوات متثاقلة أخذ يقلب في البضائع ..
ينتقل من مكان إلى آخر .
.رفع لعبة صغيرة في يده وأخذ يتفحصها ثم نظر للبائع :يا سيد بكم هذه اللعبة ؟؟وعندما رد عليه البائع :بخمسة ريال ,,فغر فاه
: يا الله كنت في أول المحل والآن في آخره وش اللي وصلني لقسم الألعاب ؟؟ الظاهر اني امشي بدون عقل ..
رمى اللعبة من يده وكأنه يستيقظ من نومه ..ثم اتجه الى مكان الخبز وأخذ كيسة واتجه لمكان المعلبات واخذ علبة مربى وجبن كاسات ,,ثم اتجه الى البائع ليحاسب وعندما وقف امام البائع وجد بنت صغيرة سبقته للمحاسبة
البنت:عطني لزقة ظهر اللي عليها صورة اسد وفكس وسنكرس .
قال البائع: وهذي اغراضك يا ريما ..
مدت الفلوس بهدوء واخذت الكيس وعندما همت بالمغادرة استوقفها البائع بقوله :كيفها جدتك انشاء الله طيبة ؟؟
ريما: يعني ..
.وطأطأت برأسها ,,ثم تابعت ..من امس وهي تعبانه مره..
البائع :ليه وش جد عليها ؟
ريما:ما ادري ,,,انا و ش دراني ؟؟ثم ذهبت
اقترب عبدالمحسن ومد الاغراض للبائع ,.
البائع :خمس تعش
دفع عبد المحسن وخرج ..وأخذ يتابع البنت الصغيرة بنظراته حتى دخلت احد البيوت الصغيرة ...ثم وضع نظارته الشمسية
وتابع سيره لبيته ...
دخل شقته الصغيرة في احد العمائر ووضع الاغراض جانبا رمى الشماغ وفتح ازارير ثوبه واستلقى على احد كنبات الصالة الصغيرة ..واخذ يحادث نفسه:(,,,,انا وش جابني لهالهجرة ...بعيدة وخدماتها ناقصة ...وعلى الحدود ,,الواحد يدرس ويتعلم ويكرف الليل والنهار عشان ذا الشهادة واخرتها انحط هنا لاني تبع الجيش والناس حاسدتني ..ضابط وراتبه ضخم ....ما يدرون ان هذي نهاية الضابط ...ينحط في مكان يقرف ..الجندي اللي ما معه شهادة وظيفته عند بيته ..بس يقوم من النوم ويتمغط ويمد رجله ويلقى نفسه في شغله والسبب ابوه فلان وعمه علان .
الله يرحمك يا بوي لو كنت حي كان بتفتخر فيني وبرفع راسك قدام كل الناس
لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن )
وفجأة سمع صوت بطنه :...يوه نسيت الاكل ...خلني اروح اسوي لي شاي واتغدى ,,ما ادري اتعشى ...هنا الليل والنهار واحد ما في فرق ...يا شين الوحدة والغربة ...وناظر للساعة:اف,, ست ونص ما بقى شي على وقت صلاة العشاء .
***************
دخلت ريما على جدتها ....ريما :جدة..... جبت لك لزقة خليني احطها على ظهرك وبعدين بدهنك بفكس واحط عليك بطانيات كثيرة وبكرة تقومين الصبح وانتي تمام التمام ,,,,
ام سعود:يابنتي ما عاد تفيد اللزقة ولا الدواء ولا عاد يفيدني شي ..يا ليتني اتعافى بس على شانك انتي ...ما ادري من اخليك له ..
ريما:يا جده تكفين لا تقولين ذا الكلام
انا اخاف اذا سمعتك تكلمين كذا ...وحطت راسها على رجول جدتها وقامت تصيح .
ام سعود: يا بنتي غصب عني .
ريما :ياليتني أموت قبلك يا جده ...
أنا لو أقوم بيوم ولا ألقاك يمكن انجن ..لا ام ولا ابو ولا اخوان ولاعمان ولا أحد ..وخالي ولا فكر فينا ..عايش حياته واهم شي عنده نفسه وبس
ام سعود :يا يمه خالك ما يبي احد يحب الوحدة واهم شي عنده شغله
لو انه عشري ويحب الناس كان تزوج وجاب عيال بدال ها لوحدة اللي عايش فيها عمره 32 سنه ومافكر بالزواج .
اه بس على قد ما تعبت على تربيته وتعليمه وياما سهرت الليالي بجنبه وهو مريض وياما قصرت على نفسي علشانه والله اني احيان اجلس من سنه لسنه ما شريت لي حتى النعول
كله عشانه ورغم كذا ما سويت عنده شي
لما كبر وتوظف طار مثل العصفور اللي يطير من عشه
وتشوفينه مايذكرني بالزيارة الا كل سنةاو سنتين مره واذا جا تقولين مثل المحبوس يبي يسافر باللي هي به .
ريما :وش نسوي يا جده كذا حظنا انا وانتي
ام سعود: انا ما همني الا انتي يا ريما والا هو,,,,
وسكتت
:صح انه يسوى عيوني بس فعايله فيني مهب زينه ما كاني امه الله يفرجها ياريما
ومرت شهرين على عبد المحسن في هذد المنطقة... تعرف فيها عبد المحسن على شوارعها وطرقاتها وتاقلم مع سكانها وكون صداقات مع زملائه في العمل وكثيرا ما يتردد على البقالة الكبيرة في الهجرة ليشتري اغراض لبيته فيرى ريما تلك الطفلة الصغيرة,, الجميلة ..البيضاء البشرة.. ذات الشعر الناعم ..والعينين العسليتين ..والرموش الطويلةو الكثيفة.. والفم الصغير ذا الشفايف الممتلاه.. ذات الاثتي عشر عاما
دخل بقالة ابو محمد و جمع اغراضه اللي يحتاجها ثم توجه لمكان المحاسبة ولما وقف دخلت ريما وهي تركض :تكفى يا بو محمد هذا رقم خالي فهد اتصل فيه ابغى اكلمه
ابو محمد :وليه ما اتصلتي من بيتكم ؟
ريما :جدتي تعبانه وما سددت الفاتورة واقطعوه علينا
ابو محمد :طيب طيب هاتي الرقم 0
واتصل ابو محمد ثم مد السماعه لريما خذي كلمي الظاهر انه رد ..
ريما :هلا خالي انا ريما جدتي تعبانه مره وتبغى تشوفك 0
فهد:..........
ريما :لا ما راحت المستشفى 0
فهد:..........
ريما :ما ادري بس من يوديها ؟؟؟؟؟؟؟؟
فهد :.........
ريما:جيرانا مسافرين لهلهم
واصلا جدتي ما قالت لاحد يوديها
فهد:............
ريما :بس يا خال جدتي تعبانه ليش ما تجي الشغل اهم منها يعني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فهد:............
ريما:..طيب ...(.وبيأس).... خلاص
وسكرت ودموعها على خدها ومدت عشرة ريال لبو محمد وقالت: هذي قيمة المكالمة0
وعبد المحسن يناظرها ويقول في نفسه: ياربي ذا البنت كلها نعومة اللي يشوفها يقول من بنات الرياض والا من جده ما كانها من هالقرية بياض ونعومة وملامحها هادية
خرجت ريما وهي تشاهق من البكاء0
ابو محمد:مسكينة0
اقترب عبد المحسن ليحاسب وقال لبو محمد :يابو محمد وش قصة ذا البنت؟؟؟
ابو محمد:هذي يا طويل العمر عايشة مع جدتها من يوم توفوا امها وابوها في الحج ... وجدتها هي اللي تربيها وترعاها
عبد المحسن :ومالهم احد هنا ؟؟؟؟؟؟؟
ابومحمد :لا...مالهم الا ولد واحد للعجوز اسمه فهد ويشتغل في الرياض من سنين وما يجي هنا الا نادرا واذا جا ما يطول بالكثير يجلس ثلاثة ايام ويسافر والظاهر ان الجدة تعبانه لانها اول هي اللي تجي وتاخذ اغراض بيتها بنفسها ولها شهور ما عاد تجي ما عاد يجي الا هالبنيه 0
عبد المحسن :طيب وجيرانهم ؟؟؟؟؟
ابو محمد :تعرف احنا اجازة والناس يسافرون يتمشون اويروحون لهلهم او يعتمرون 0
عبدالمحسن :طيب.....طيب.. الحساب
0وحاسب ثم خرج من البقالة
واتجه لبيت العجوز الذي اصبح يعرفه جيدا من تردد هذه الطفلة على البقالة0
طرق الباب عدة طرقات وخرجت ريما ....رفعت راسها الصغير ...:نعم
عبد المحسن :وين جدتك ؟؟؟
ريما :بخوف ليش وش تبغى فيها ؟؟؟؟؟؟؟
عبد المحسن :في نفسه( يا ربي من ذا البزر يعني اني حريصة) ابغى اكلمها ضروري
ريما:طيب وسكرت الباب بقوة في وجهه
عبد المحسن :يضحك في نفسه
ولحظات وطلعت ام سعود وهي تتكي على عصاها وتتنهد بقوة
ام سعود:نعم يا ولدي وش بغيت ؟؟؟؟؟
عبد المحسن :انا يا خالة من جيرانكم وقال بتردد سا ....ساكن هنا قريب ثم نزل راسه وكانه تندم على تسرعه ...فاحست ام سعود باحراجه وقالت : هلابك يا ولدي ...الله يحييك ...
فتشجع عبد المحسن وقال:انا سمعت انك تعبانه وتحتاجين المستشفى وانا في الخدمة ...اعتبريني يا خالة مثل ولدك 0
ردت ام سعود :والنعم فيك يمه ...وانا يشرفني انك تعتبرني مثل امك بس انا عندي علاجي ولا ودي اكلف عليك 0
رد عبد المحسن بسرعة وكانها اعطته الكلام اللي مضيعه : لا لا يا خالة ما فيها كلافة ولا شي انا جايك وانا مصر على اني اوديك 0
فكرت ام سعود شوي ثم رفعت راسها :خلاص يا ولدي والله ما اردك انتظرني لين البس عباتي واطلع لك
اشرق وجه عبد المحسن بابتسامة وهو يقول :طيب طيب يا خالة وانا انتظرك وفتح الباب الخلفي لتركب ام سعود ثم ركب سيارته
ولحظات وخرجت ام سعود واغلقت الباب خلفها وريما تمسك بها كما هي عادتها ثم ركبت هي وريما ثم خرج عبدالمحسن من مكانه واغلق باب السيارة الخلفي 0
ورجع وركب امام المقود وانطلق للمستشفى 0
*******************
فهد مستلقي على كنب الصالة وقد وضع يديه تحت راسه يفكر ،طرق الباب عدة طرقات منتظمة بشكل موسيقي نهض من مكانه وهو يبتسم فتح الباب وهو يقول :كنت متاكد انه انت اللي تطق الباب .
سعد: شي طبيعي تعرفني لاني انا الوحيد اللي يزورك ويهتم فيك
فهد :ادخل.. ادخل.. يا ليتك يوم تتحكم في نفسك ولا تبربر
سعد يهز راسه لا حول ولا قوة الا بالله
فهد :اجلس
سعد:.............
فهد :سعد ليش ؟
سعد:باستغراب ليش ايش ؟
فهد:ليش ..........يعني ......ويسكت
سعد يناظر فيه
فهد: رغم اني طيب وحبيب بس الناس ما تستلطفني كثير
سعد: بلى والله من ثقل الطينة
فهد بصراخ: سسسسسسسسسسسسسسعد
سعد :اسف اسف ب ب بس ياخي انت ثقييييييييييييل ثقييييل مرة ودايما صامت وحزين وناقم ولا احد عندك يستاهل حب او احترام عشان كذا الناس يحسونك تخوف... ولا يدرون وشو اللي وراك ...رغم والله لو يعرفونك مثل ما اعرفك كان ما حبوك وبس...كان ماتوا في حبك
فهد: ياحبي لك انت الوحيد اللي فاهمني
سعد :ادري ادري بس علمني وش اخبار الوالدة
فهد: تعبانة
سعد :ومتى بتزورها
فهد يناظر في سعد ثم يصد:ما ادري؟
سعد: يا فهد امك امراة مافي زيها عقل وثقل ونظرة ثاقبة واللحين كبرت وتحتاجك
فهد :ادري
سعد : ليش ما تشيل الافكار السوداء من راسك وتعيش باعصاب مرتاحة ياخي خلك متفاءل وريلاكس
فهد :اكثر من كذا
سعد: مشكلتك انك حاط في راسك شي غلط ولا تبغى تغيره
فهد :انا اللي حاطه والا هو اللي حاط نفسه
سعد :........
فهد : تخيل الدكتور يقولك انت عقيم ولا يمكن تنجب .....هاه بتعيش بسعادة وريلاكس على قولك
سعد: بصراحة انت غبي
فهد يناظره بحدة ويصد عنه
سعد :لا تزعل مني ....بس المفروض ما تصدقه
فهد: وشلون ما اصدقه؟؟؟
سعد: تدري ليش صدقته ...
لانك كذا مشتهي تحط اللوم على امك لان شخصية امك قوية وتفرض رايها عليك طول عمرك ما صدقت تلقى شي عشان تهاجمها فيه
فهد :وش قصدك؟
سعد :قصدي فاهمه زين ..
الدكتور قالك انك عقيم وما تقدر تنجب لانك وانت صغير تعرضت للحمى وارتفاع الحرارة بشكل كبير عشان كذا تاثرت عندك الحيوانات المنوية وضعفت وصادفت ان امك قالت لك يوم ان الحمى مبطي عندنا ما كانت تخوفنا زيكم يا عيال هالوقت ... وانك يافهد ياما تعرضت للحرارة في صغرك فاخذت هذا الكلام مثل الخنجر اللي تضرب فيه امك كانك تقول انتي السبب .. انتي اللي دايما تسيطرين علي وتدخلين في حياتي... ناظري وش سويتي فيني رغم ان هذا كله مقادير وشي مكتوب
فهد :خلاص ماابي اسمع
سعد:على راحتك
فهد:اصلا باخذ اجازة وبروح ازورها
سعد: زين زين
*********************
رجع عبد المحسن من المستشفى ونزلت ام سعود عند الباب هي وريما
ام سعود: الله يعطيك العافية يا يمه ويكثر خيرك تعبناك معنا
عبد المحسن:بسرعة بالعكس( ثم حس باستعجاله )وطأطأ برأسه انا انا انا يا خالة في الخدمة اهم شي اذا احتجتي شي انا بيتي مو بعيد عنكم وياشر بيده: العمارة اللي بعد بقالة ابو محمد
ام سعود :البنية الجديدة
عبد المحسن :عليك نور العمارة البنية الجديدة ...
يالله فمان الله
ام سعود: الله يحفظك يا ولدي فمان الله
ورمقته ام سعود بنظرة اعجاب وهو يعود ادراجه الى سيارته
ام سعود نمط شخصيتها شمالي
وفتحت الباب ودخلت الى بيتها وقالت لريما :يا ليت فهد مثل هالولد في اخلاقه وادبه واحساسه ما شاء الله عليه الله يخليه لهله
رجع عبدالمحسن لبيته ونزل شماغه ونظاراته واستلقى على السرير :يا الله احس براحة وسعادة عشاني وديتها للمستشفى ...مسكينة ما لها احد وولدها هذا غريب احد يخلي ام كبيرة بالسن ومعها بنت صغيرة لوحدهم في هالمنطقة ولا سواق ولا اهل ..شي غريب رغم اني مالي اهل بالرياض الا اني حسيت بالغربة هنا اكثر من الرياض على الاقل في الرياض خوالي وعمي يوسف ازورهم من فترة لفترة واصدقائي مو زي هنا اعوذ بالله ويبتسم وبصوت عالي (يا حليلك يا خويلد)(خالد صديقة) وينتبه لنفسه ويلتفت يمين ويسار .... بسم الله
ثم يرفع راسه وينظر للسقف وتذكر عمه ابو رغد (يوسف)يا حبي لك يا عمي مشتاق لك احسك تعتبرني ولد لك من صغري وهو يحترمني ويقدرني ويشوفني شي بس مشكلته انه يخطط علي يبيني اخذ بنته الشيفة رغد ويحسبني ماني فاهم السالفة والله لو اموت ما اخذتها .....ياناس مرجوجة انا ماادري وين كانت يوم ربي يوزع العقول الظاهر كانت نايمة ...وتذكر موقف له مع رغد.
عبد المحسن راكب مع عمه قدام وهو اللي يسوق السيارة ... ورغد ورا ورايحين يتمشون للطايف ويوم ناظر في المراية بالصدفة لقى السيدة رغد مركزة عيونها في المراية اللي قدام وترمش بعيونها وشاقه الابتسامة عبدالمحسن حس بمغص وتلخبط ما عاد عرف كيف يسوق انتبه عمه: عبد المحسن وشفيك ...
عبد المحسن :ماادري احس اني تعبان ما اقدر اسوق ؟؟
ابو رغد:خلاص انزل انا بسوق
عبدالمحسن نزل وتلطم بغترته وركب مكان عمه وسقط في المرتبة بحيث ما يبغى احد يشوفه وفي نفسه ( وش ذا الجرآة والله ما تستحي )
ولما انزلوا حس رغد تتلزق فيه كل مرة والثانية تجي وتمد عليه اغراض الشوي وعبدالمحسن ميت من الحياء منزل راسه وحالته حاله
وقال ابو رغد :والله انك يا ولدي عبدالمحسن خكري ولا انت راعي مكاشيت وتشق رغد الضحكة بصوت عالي
عبدالمحسن يناظر للارض: الله ياخذ ذا الوجه تضحك وترفع صوتها قدام الرجال وعمي معتبرني من العايلة والله يا عمي ما تعرف تربي
ولما تغدوا وخلصوا راح عمه يتمشى لين ابعد مرة ..وكان عبدالمحسن جالس قبالة الرماد اللي كان جمر يشوون عليهوكان يحرك الرماد بعصا في يده وكان الجو هادي .فالتفت عبدالمحسن وراه شاف رغد جالسة على الفرشة وحاطه يدها تحت ذقنها وتناظر فيه بابتسامة ...عبد المحسن هنا تلخبط ولقط نعوله وراح يركض وراء عمه :يا عم لحظة استناني وهو يركض يسمع صوتها المعفن تضحك بصوت عالي قال في نفسه: حعل ذا السنون للكسر يارب ولما وصل عمه قاله :وراك جيت يابوك وخليت بنت عمك بالحالها عبدالمحسن بحلق عيونه في عمه وفي نفسه (خير يابو الشباب وانا محرم لها يعني...هاذي والله النشبة )
ابو رغد :ارجع ارجع لا تخلي بنت عمك بلحالها خطر عليها
عبدالمحسن فاتح فمه ويناظر عمه ...ثم انتبه لنفسه (لا لأا انا بروح ادور دورة مياه ابي اتوضاْ)
ابو رغد:افا ....ويرجع لبنته
ومن ذاك اليوم ما عاد سافر معهم لاي مكان ... كان في ثاني كلية 0
***********************************
واستمر بطلنا يزور ام سعود من فترة لفترة ويطمن عليها ويشتري لهم اغراض للبيت والثلاجة ...حاس انهم اهله بدال اهله و كلمات ام سعود اللطيفة والحلوة له تحسسه بحنان الام اللي فقده وجو الاسرة اللي انحرم منه 0
ونفس الشعور كان عند ام سعود تعلقت في عبد المحسن كثير ولقت فيه ولدها سعود اللي توفى ...واعجبتها شهامته ورحمته لها ...حتى انها احيان تلوم نفسها على اظهار محبتها واعجابها فيه ...وترجع تقول لنفسها هو اللي جرأني عليه بأخلاقه وحبابته ونادت ريما ولما جت :شوفي يمه انتي كبرتي ولازم تتغطين
ريما :لا يا جده توني على الغطاء حتى زميلاتي ما تغطت منهم ولا وحده
ام سعود:انتي احسن منهم عشان كذا بتتغطين قبلهم وبتشوفينهم يقلدونك من بكرة
ريما تتأأأأأأف مو عاجبها
*****************************
وصل فهد للمنطقة اللي فيها امه على وقت الغروب وطرق الباب بالمفتاح كما هي عادته .
فزت ريما لانها تعرف طقته على الباب ؛
ريما :جده ..جده خالي فهد
ام سعود:الله يحييه افتحي يمه لا تتأخرين عليه
ريما :طيب ....
وتركض لجهة الباب وافتحت الباب وبصوت عالي :خاااااااااااااااااالي
فهد: اهلين وسهلين بنور العين
ريما :هلا خالي
وتبوسه على خشمه وراسه
ام سعود هلا والله بالغالي هلا بنور عيني وحبيب قلبي والله اني من البارح وانا احس اني مبسوطة اثاريك بتجي يا بعد عمري
فهد: ينطلق لامه ويمسك بيديها وينكب عليها ويقبلها ثم على خدودها وراسها
فهد:وش اخبارك يمه عسى ما شر عليك
ام سعود: ما شر يا وليدي
فهد:سامحيني يمه اشغالي ما تخلص
ام سعود:عاذرتك يمه والله الساعة هذي هي الساعة المباركة والله انها تسوى عندي الدنيا وما فيها
فهد:ينزل راسه وانا يمه اكثر
ام سعود:ريما جهزي الاغراض ,,,,,,,,, بنصلح عشاء لخالك يا يمه............ وبنعزم عبد المحسن
فهد:من عبد المحسن ؟
ام سعود:شاب توه متعين هنا من شهور وحبيب شرواك يمه يجيني من فترة لفترة يسأل عني ويوديني للمستشفى
فهد:الله يهديك يمه ما تخلين حركاتك تشبكين مع الناس بسرعة
ام سعود:لو شفته بيدخل قلبك
وارسلت ريما لبيت عبد المحسن من دون ما يدري فهد
ام عبد المحسن :ريما روحي لبيت عبدالمحسن وقولي له :ان جدتي تعزمك على العشاء الليلة خالي فهد جاي من الرياض ؛
ريما :ياجده ما اقدر اخاف
ام سعود:عبدالمحسن رجال والنعم فيه لا تخافين منه يمه... وسكتت شوي...
بعدين وقفي بعيد عن الباب وقولي له الكلام اللي قلت لك وانطلقي بسرعه
ريما:طيب بس خالي فهد
ام سعود:لا تعلمينه ...ولا تنسين تتغطين
لبست ريما عبايتها ولفت طرحتها على راسها وتغطت وانطلقت لبيت عبد المحسن ,طرقت الباب بطرقات متباعدة
فتح عبد المحسن :مين ريما ؟؟؟خير ؟؟؟؟
ريما:شالت غطاها..ورفعت عيونها وناظرته وهي ساكته ومشبكة ايديها مع بعض وتبلع ريقها بصوت واضح
عبدالمحسن :(بسرعة) وش بغيتي ام سعود فيها شي ؟؟؟؟
ريما :نزلت راسها ثم رفعته...ووجهت نظرها لعبدالمحسن وتحس رقبتها تعورها من طوله...:.لا ...بس جدتي تعزمك للعشاء الليلة عشان خالي فهد جاي
عبدالمحسن:اهاااااااااااا طيب طيب
ريما:نزلت عيونها وصدت ونزلت غطاها ومشت ...
عبدالمحسن :يا برودك ياختي ...الكلمة يالله تطلع من حلقها وبعدين انا ماني رجال تتغطى في الشارع وقدامي تفتش ...حركات بزران
دخلت ريما للبيت ولقت خالها في وجهها
فهد:ريما وين كنتي ؟؟
ريما:هااااااه ونزلت راسها
فهد:تكلمي وين رايحة في هالمغرب
ريما:جدتي قالت,,,,وتسكت
فهد :وش قالت؟؟؟
ريما:قالت اروح اعزم عبدالمحسن
فهد:وليه؟؟؟
ام سعود:انا قايلة لك اني بعزمه ولا عندي احد ارسله غير ريما
فهد يتافف ويفرك يديه مع بعض ويصدد يمين وشمال من القهر ,,,
ودخلت ام سعود للمطبخ وتبعتها ريما
ام سعود:انا وش قلت لك ؟؟
ريما:نزلت راسها وسكتت
ام سعود:ما قلت لك لا تعلمينه
ريما :ساكته
ام سعود:يا يمه تعلمي ان السر مهما يصير ما تظهرينه لاحد... وطلعت لفهد؛
فهد:خير انشاء الله ترسلين بزر للرجال ما تخافين عليها ...وشو عشانه عشان تعزمه..ليه من حضرته؟؟؟ لها الدرجه يعز عليك
ام سعود:فهد خلاص كل شي عندك لازم يصير مشكلة ,,انا قلت لك اني بعزمه وانه مثل ولدي
فهد:طول عمرك ما تقدريني وشورك تاخذينه من راسك
ام سعود: (بحزن )الله يهديك وتطلع وتخليه بالحاله
فهد يصد عنها بغضب ويجلس يكلم نفسه (الظاهر ان البر توفيق من الله وانا ما توفقت لها الشي ابد ...كل ما حاولت اصير مطيع لها وهادي معها انتكس مرة ثانية ...ياربي ...ياربي..يعني ما اقدر امسك اعصابي ولساني يومين او ثلاثة هاذي هي زعلت اللحين وخذت في خاطرها ...ويضرب يد بيد
الارتباط الكبير
وبعد صلاة العشاء جاء عبد المحسن فتح له فهد ورحب فيه(يبغى يكفر عن ذنبه مع امه)
فهد :ادخل ,,,,,ادخل الله يحييك
عبدالمحسن :الله يعطيك العافية
ودخلوا للمجلس وجلسوا وجاب فهد القهوة والشاي والتمر وجلسوا يتسامرون وفهد كلامه قليل وهادي اما عبد المحسن فانطلق في الكلام عن عمله والمنطقة ومشاكل الشغل ...الخ وجاب فهد العشاء وتعشوا
ثم جآت ام سعود وجلست معهم :هلا والله بعبد المحسن
عبدالمحسن :هلا فيك ,,وشلونك يا خالة اكيد طيبة من شفتي فهد
ام سعود:اكيد يمه والله ان معزتك انت وفهد واحد ...(فهد يطلع من خشمه دخان من كلام امه .ويتنفس بعمق ..ويعد 9 8 7 6 5 4 3 2 1 بهدوء
عبدالمحسن:انا مستغرب يا خالة ما عندك الا ولد واحد واسمه فهد وانتي كنيتك ام سعود ليه ,,,
فهد: يضحك
ام سعود:سعود ولدي الكبير الله يرحمه مات وهو في المتوسط بحادث وفهد غالي عندي بس ما حبيت اغير عن ام سعود
عبدالمحسن :الله يرحم سعود ويخلي لك فهد يارب
ام سعود :امين
بس يمه ما علمتني عنك وعن حياتك وامك وابوك ؟؟
فهد يرص على اسنانه (الله يهداك وش تبين بحياته) ويتنفس بعمق ويعد 987654321 يارب اعني على برها
عبدالمحسن :انا امي متوفيه طال عمرك وانا توني صغير ورباني ابوي الله يرحمه ورفض يتزوج بعد امي عشان خايف علي من جور العمات على قولته الله يرحمه كان حنون وانا في اخر سنة في الثانوية مات الله يرحمه بجلطة
ام سعود:والله ابوك معه حق يوم خاف عليك من ظلم مرة الابو
عبدالمحسن:لا والله يا خالة انا ماني راضي... لو تزوج كان انا عندي اخوان وخوات بدال ماني وحيد ثم سكت شوي وتابع
:كلمته كثير الله يرحمه عشان يعرس ويجي له عيال بس رفض وعلى العموم الحمد لله الظاهر انها خيرة والا كان انا اللحين متورط معهم ....من بيربيهم ويناظرهم غيري
ام سعود وانت بتبطي هنا ؟؟
عبد المحسن :والله ما ادري يا خالة بس ما اتوقع القى نقل قريب
ام سعود:ولا فكرت تتزوج
عبدالمحسن:يضحك اللحين لا .....كان بعدين يمكن... وبعدين انا ابي وحده صغيرة اربيها على ايدي
ام سعود:تناظره بنظرة حس فيها عبدالمحسن بس ما فهمها
ام سعود:يا ولدي ولا يهون فهد انا بغيتك بموضوع من زمان وهو شاغل بالي
عبد المحسن :تفضلي (وقلبه يرقع من الخوف)
ام سعود:انا بغيت ازوجك بنتي ريما
عبد المحسن :يناظر ام سعود وهو فاتح فمه: نعم ...........(ياربي انا وشفيني مستهدف أي مكان اروح له الناس تخطط علي يعني ما شافوا احد حلو غيري)
ام سعود: المثل يقول اخطب لبنتك ولا تخطب لولدك وريما مثل ما قلت صغيرة وربها على يدينك
عبدالمحسن:بس يا خالة
فهد وهو يطلع من خشمه نار مثل التنين :الله يهديك يمه هو شاكي لك ..
ام سعود:انت اسكت ؟؟
فهد وهو معصب :وشو اللي اسكت وش شايفتني قدامك,,
عبد المحسن يحاول يلطف الجو :وهو يضحك خل الموضوع بيني وبين خالتي يا فهد
ام سعود:انا فكرت كثير ولقيت انك وحيد وريما وحيده ويتيمه وتصلحون لبعض
عبدالمحسن:في نفسه(يعني فكرتي عني ,,وما يحتاج افكر)
بس الزواج ....انا ,,,,انا ,,,,ما ادري وش اقولك
فهد:الزواج مو سهل ولا ينع..........وسكت
ام سعود:وش قلت يا ولدي ....انا ما راح اطمأن على ريما الا معك
فهد:وشوي ويحرق نفسه..قال وهو يحاول يتماسك: وانا ماني خالها؟
ام سعود:انا بتطمن على ريما بعد عيني
عبدالمحسن:الله يطول بعمرك (ويالله طلع هالكلمة)
ام سعود:فهد انت انسان مشغول ..ولو عندك زوجة وعيال كان قلت :اشوى شوي لكن انت بروحك عزوبي وتبي من يسنعك..
عبد المحسن منزل راسه ما يدري وش يقول 0
واستمر الحديث بينهم حتى وقت متأخر من الليل 0
وبعد يومين سافر فهد للرياض بعد ما طلب من امه تسافر معه ولكنها رفضت اشد الرفض وسلم عليها وودعها ومشى
ريما:ليه ياجده ما خليتينا نروح معه
ام سعود: يا ريما خالك نفسه في راس خشمه ولا عنده صبر وانا وياه ما نتقابل 0
***************************
بعد شهرين اشتد المرض على ام سعود فخافت عليها ريما وانطلقت لبيت عبد المحسن واخذت تطرق الباب بشدة
عبدالمحسن:مين....مين
ريما :انا...انا,,,,ريما
فتح عبد المحسن الباب وعندما رأى ريما احس كأن ماء بارد سكب عليه واخذ يبلع ريقه وهو ينظر اليها
ريما في نفسها :هذا وش فيه كل ما شافني تغير شكله ومدت يدها بعفوية لشعرها ترتب غرتها تحسب الغلط فيها
عبدالمحسن حس بنفسه وصد عنها وهو لاف وجهه للجهه الثانية :بغيتي شي
ريما: جدتي تعبانه حيل
عبدالمحسن يلتفت اليها مرة اخرى وكأنه احس بالخطر بدأ يقترب ..بلع ريقه مرة اخرى وقال :يالله روحي وانا بجي
انطلقت ريما للبيت ودقائق وعبد المحسن يطرق الباب ...فتحت ريما الباب ودخل :ويننهاااا
ريما :تركض قدامه هنا,,, هنا,,
عبدالمحسن وهو يقترب من ام سعود ويصد عنها لانها بلا غطاء :خالة لابأس عليك ....عسى ماشر
ام سعود:يمه عبد المحسن وصيتك ريما لا تفرط فيها واصبر عليها لين تكبر ماراح يناسبك من الحريم غيرها
عبد المحسن يلتفت ناحية ريما ويطيل النظر اليها وهي تبكي بشدة وبألم ثم يصد عنها وينزل رأسه بالارض
عبد المحسن :انشاء الله بتقومين بالسلامة والله يعطيك طولة العمر يارب
واتصل بفهد واخبره بحال امه فجاء فهد مسرعا ولم يمهل الاجل ام سعود فانتقلت الى باريها واستقبل فهد وعبد المحسن العزاء لمدة ثلاثة ايام و ريما يتموت من البكاء على جدتها وبعد انتهاء العزاء ذهب فهد لعبد المحسن في بيته
فهد :عبدالمحسن ترى ريما امانة في رقبتك وانا بسافر اليوم في المساء .......للرياض
عبدالمحسن : يا فهد....

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -