بداية

رواية قربك مني يبعثرني وحضنك لي كل الدفا -26

رواية قربك مني يبعثرني وحضنك لي كل الدفا - غرام

رواية قربك مني يبعثرني وحضنك لي كل الدفا -26

ديارهن ومع أزواجهن رأين أنه لسن في حاجة اليه
ليظهر ذاك الوضيع وليد ليأخذ عنه الدور ليكون هو بطل النهاية
تذكر رغد
تلك الطفلة الصغيرة التى عشق
امرأة جميلة فاتنة صارت
أسرته منذ نعومة أظافره
ليصحو من ذكرياته على صوت الدكتور
سأله على أحواله
ثم شرح له حالته
ليخبره أخيرا أنه أصبح غير قـاآدر على المشي
انتفض بعنف وهو يناضر الدكتور
ألم تكتفي أيها الألم عبثا بروحي لتخترق الجسد وتجعله مقعدا
ألم يكفيك أنك مزقت الفؤاد وتركته ينزفـ دمـاآ
ألم يكفك هذا البعد الذي أعيشه
بعد مرور عـاآم ونصف
عند رغد
ولدت توأم
بنت وولد
لازلت تعانى الفراق
كانت كل يوم تذهب لبيته
ذلك البيت التى عاشت فيه أجمل أيام حياتها
يوسف وهو يهزها االيه : خلاص يارغد أسامة راح اصحى
لمتى راح تبقى كذا
أبعدته عنها بعنف
وهي تجري لداخل البيت
لما رحلت حبيبي وتركتني أتخبط في الظلام
أنتحب قسوة الزمن والأيام
عد حبيبي الى
واتركني
ارمى بجسدي المنهل على صدرك
أخذت صورة كانت قد جمعتهما وهي تقبلها
كانت تحـاآكيها
تناجيها
تريد أن تحفر ملامح هذه الصصورة في حنايا الروح
وتحفظها وكل ذرة من جسدهـأ
يكفيها ألمـا
يكفيها فراقا لمن تحب
عند سديم
كانت في غرفة الصغيرة
حرارتها مرتفعة
لم تنم من أمس وهي تداريها
لتسمع صوت سعود البارد: ما انخفضت حرارتها
هي بصوت باك: لا مع أني عملت كل لي قاله الدكتور
صرخ : هاذا بسبب اهمالك
أنتى السبب لو صار لها شيء وقتها ماراح أسامحك
انتفضت بعنف وهي ترى كفه تستقر على خدهـاآ
رفعت رأسها اليه شامخة
لن تبكي
يكفيها ضعفا
همست : كيف تسمح لنفسك بأن تضرب مرة
وبقوة : هذي آخر مرة أسامحك عليها
ناضرها
هذه ليست سديم التى يعرف
فقد عرفها ضعيفة امامه دوما
خاصة منذ موت أسامة
همست : تضن أني كنت أعتذر لك بسبب أنى أتذللك
قلت أخوها مات وبعده مراح تلقى لي يلمها
أنت ضنيت أنى اعتذرت لك لشيء في نفسي
وبهدوء : أنا ما اعتذرت لك إلا لأني عرفت خطئي ولامست صدقك
لاكن انت
سكتت
كثير الذي قالته
استنزف بقايا روحها
أصلا هي مذبوحة
مجروحة
طوال هذه الفترة ولم تجد صدرا حنونا يلمها
أو أحدا ينسيها همها
همس بسخرية : يعنى هذه هي نيتك
ما أصدقك
همست: أنت تغيرت كثير
وكلمة أقولها لك وما أعيدها
ان كنت ماتبيني
طــــــــــــــــلقنى
اهتز بعنف لم تلحظه
مجنونة ماذا تقول
أتطلب منى الفراق وأنا أتحرق شوقا اليها
نعم اشتقت لها
اشتقت لضمها
ألثم شفتيها
لاكن لما يخادع نفسه
ألا يكفيه ما فعلت
اعتذارات متتالية لاكنه لم يعبئ لها
كان يريدها أن ترتمي في حضنه باكية
متوسلة له
أكان يريد ذلها ؟
ماذا يريد برب الكعبة
لما يفعل هذا بها وبنفسه
اقترب منها بهدوء ووهو يقربها منه
ملامحها
هادئة
خائفة
حزينة
وهو السبب
ضمها اليه بكل شووووووووووق
يكفيه بعدا فروحه تريدها
وقلبه هائم بها
يريد في هذه اللحظات ان يخبأها بين أضلاعه
باكية مستسلمة له
فهي تحتاج هذا الحضن
الدافئ
الكريه
الحنون
تمسكت به بكل قوتها وصوت نحيبها يعلو
همس بحب : آسف يا الغالية
سامحيني
فلم تجبه الا بتشبثها أكثر
لحظات حنين
شوق
وعتاب
ليسدل الستــــــــار
ولا يبقى الا صوت القلوب
ولغة الأعين
وتنتهي الحكاية
فبعد الفراق عاد الوصال يحف الدروب
عند رغد وريم
رغد التى كانت جالسة وأولادها في حضنها
تشم رائحته فيهم
احتضنتهم
دمع لم يجف
تحاول أن تكفكفه لاكن القلب يأبى النسيــــــــان
الروح بدونه باتت خاوية
رفعت صورته وهي تريها للصغيرين
سيف : ماما مين هذا ؟
آه
لو تعرف من هذا
هذا نسيم عليل اخترق روحي
وأودعكم عندي
هذا معزوفة حنـــين تغنى بهـا قلبي
همست : هذا بابا
سارة : ليد بابا (وليد هو بابا )
سكتت ماذا تقول لهما
طفلان هما
لن يفهما
ابتسمت وهي تخبئ صورته
وهي تشعر بالاختناق
ريم بهدوء : رغد اللي صار مكتوب ولازم تصبرين من أجل ولادك
ناضرتها بهدوء ثم همست : كلما نضرتهم أحس أنى أنا السبب
ريم : لاتقولي هذا الكلام اللي صار هو من رب العالمين
ولازم نحتسب أمرنا لله
رغد : ماقدرت والله
أسامة كان شيء حلو في حياتي
حتى وان ضلمنى وعذبني معاه
هو لي عوضني عن حنان الأب والام
كنت لما اكون معاه انسى حتى نفسي
سكت
لم تستطع أن تكلم
خنقتها العبرة
لتصحو على صوت وليد
وليد : مساء الخير
رغد وريم : مساء النور
تقدم لرغد ليأخذ الصغيرين
كان متعلقا بهما لحد الجنون
كان يعتبر نفسه أبا لهما
خاصة لما كان يناديانه: بـاآبـا
رغد وهي تناظرهم
فرحون معه
وكلمة بابا التى اخترقتها
في الغد
أم أسامة التى جمعت الكل من أجل رغد
أم اسامة : أنا جمعتكم اليوم لسبب مهم
سكتت قليلا ثم قالت : أسامة صار له تقريبا عامين من توفى
وانتم شايفين حال رغد والصغار
مايصير نتركهم كذا
يوسف : والحل هي رفضت كل لي تقدموا لها
أم أسامة : أنا عرضت الأمر على الوليد وهو وافق
توجهت الأنظار إلى الوليد
همس : سارة وسيف هم أولاد أخوي الله يرحمه وأنا الأحق بتربيتهم
خاصة وهم يحبوني
ريم: لاكن رغد ما أضن أنها راح توافق
فيصل : وليش ماتوافق على الأقل من أجل لولاد
والوليد راح يحاول معاها حتى تنسى أسامة
ساعتين من النقاش وكان محورهما رغد
ليصل والى نتيجة
تزويجها بوليد
عند أسامة
كان جالسا في غرفته
أصبح يستطيع الوقوف والمشي لاكن بخطوات متثاقلة وبعكازين
رفع هاتفه
يريد أن يسمع صوتها فقد اشتاق لها
لحد الثمل
اتصل حتى جاءه الرد
سكت
تصنم
لم يضن انها ستجيبه
صوتها أيقض داخله الحنين
والعشق الذي كبته طوال هذه الفترة
لن يستطيع التحمل البعد أكثر لذا سوف
يعود
مرت يومان
في غرفة رغد
دخل لها يوسف وفيصل
جلسا أمامها
استغربت لذلك
همست : في شيء ؟
يوسف بهدوء : احني نبيك بموضوع
رغد بخوف وكأنها حست : خير إن شاء الله
فيصل : في الحقيقة هناك شخص تقدملك
وحنا وافقنا
تصاعدت ضربات قلبها بجنون
ألم وأي ألم هذا
نزف للروح
وهي تسمع اسم الشخص
همست بضعف : لاكن أنا ما أبي أتزوج
فيصل : من أجل سارة سيف
ترضين يعيشوا كذا
صرخت : ليش وش فيهم انا معهم
وأنتم جنبهم
يوسف : احني مانضمن عمرنا ونبي نتطمن عليك
صرخت : مستحيل أتزوج عقب اسامة
يوسف بحدة : احنا أعطينا الرجل كلمة وراح يتم كل شيء خلال هذوا اليومين
وخرجا
ضمت نفسها وهي تشهق
دموع لم تجف
اخذ عباءتها بسرعة وبدون ان يروها
طلبت من السواق أن يوديها لبيت أسامة
دخلته
لتجري مسرعة الى غرفة جمعتهم يوما
رمت نفسها في مكانه وهي تضم وسادته : يبون يزوجوني من بعدك
ما أقدر والله
أنا من بعدك لاشيء
ليش رحلت
كانت تدور في الغرفة بجنون
امتدت يدها لعطره لتتعطر به
رائحة لطالما أسكرتها
امتدت يدها لمذكرتها
لم تجد أحدا تشكو اليه هذا الهم منذ رحيله الا هذا الدفتر
وهذه الغرفة التى شهدت سيول نحيبها
رفعت قلمها وكتبت
حبيبي أقولها بكل ألم
هل أدفن كلماتي في مقبرة الماضي وأغلق سراديب الزمن عليها بلا عودة
أأفراح لذكراك أم أبكيها بمرارة
حبيبي
عالمي بدونك أصبح خال
فأنا لم اعد أرى نفسي فيه
صارت الدموع تأبى إلا ان تحتضن وجنتي كلما ذكرتك
كانت دموعها تبلل الورقة وهي تكتب
ربما هذه هي آخر الكلمات التى تكتبها له
فبعد أن تصبح في عصمة غيره
لايحق لها حتى وأن تفكر به لاكنها
لاتستطــــــــــــــــيع
عند وليد
بعدما أعطاه فيصل ويوسف الكلمة
سعيد
نعم هو سعيد ولأبعد حد
حلم الطفولة الذي تشارك فيه طفلان
لاكن أحدهما كان أسرع من الآخر ليضفر بحلمه
رغد نعم هي تلك الإنسانة التى عشق
طفلة صغيرة
هذا كان سبب الكره بينهما
هو يدرك أنها تعشق شقيقه
لاكنه سيصبر
سيجعلها لاتنطق الا باسمه عشقا وهياما به
مر يومان
سعيد على البعض وتعيس على البعض الآخر
عند رغد
لم تنم
ففي هذا ستوثق بأغلال جديدة
رفضت أن تلبس ثوبا فاخرا أو تسريحة شعر
استشورت شعرها
ولبست فستانها الأسود
آخر فستان أهداه لها
نعم ستلبسه وستتعطر بعطره
وضعت بعض الكحل على عينيها
رأت صغيرتها مقبلتا اليها
احتضنتها بحب
لتسمع صوت يوسف مقبلا إليها : يلي رغد حضري نفسك الشيخ راح يجي بعد شوي
أي كابوس هذا
حلم مضلم
وليال دامسة
بئر عميق
التي ستقع فيه
عند أسامة
وصل أخيرا لأرض الوطن
نسيم عليل يخترقه
رفع هاتفه وبدون تردد دق على رقم سعود
رعود الذي انصدم ولم يصدق مايسمع بسرعة جاء اليه للمطار
سعود : أسامة
أسامة بابتسامة : لا ضله
كيفك يالغالي وكيف أحوالكم
سعود ولم يزل غير مصدق : أنت لساتك حي
اسامة الذي اختفت ابتسامته : ليش ضنيتونى مت
سعود : إيه والكل يحسبك كذا
أصلا انت ليش حتى ما اتصلت
اسامة وهو يشير الى نفسه : ما تشوف
طول هذي الفترة كنت ما أقدر امشي
وبعد العلاج تحسنت شوي
سعود وهو يتذكر انه يتوجب عليه حضور ملكة الوليد
بسرعة : يلا أسامة بسرعة لازم نروح
اسامة : ليش
سعود : يلي وفي الطريق راح احكي لك كل شيء
عند الوليد
كان فرح جدا
لاكن القلق كساه فسعود تأخر
نصف ساعة مرة
وصل الشيخ
وقام بجميع الإجراءات
قال : وين الشاهد الثالث
صوت عميق هز المكان
ارتفعت الأنظار
سكوووووووون خيـــم
أسامة : أنا الشاهد الثــالثـ
أي صدمة هذه
وقف الجميع
همس : ليش منصدمين كذا ؟
وبسخرية : يلي ماتكملوا لي كنتم ناويين عليه ؟
يوسف الذي استأذن الشيخ الذي خرج
أسامة وهو يقترب
سكوت
ولا يسمع الى صدى عكازيه في المكان
اقترب من وليد وهو يهمس : إن شاء الله ما أكون خربت عليكم فرحتكم
الكل صامت
لم يصدقوا من أين جاء
ليزعزع السكون صدى طفلة صغيرة يقترب
اتجه من وليد : بابا هي تمسك قدميه
أسامة الذي التفت إليه بهدوء
ملامحها
تشبه رغد كثيرا
همس : وبعد صار لك أولاد
وبسخرية : حلو والله ونويت بعد تتزوج الثانية
وليد الذي لازال صامتا مبهورا من كل الذي يحدث
سعود بهمس : هذي بنتك
ضحكة دوت في المكان : بنتي
لاكنه سرعان ما استوعب الأمر
التفت إليهما
ليرى الطفلة الصغير تقترب منه : ثورة ماما ( صورة ماما )
نزل إليها
قربها منه
قبل خدها ليضمها اليه
لحظات مرت عليه وهو يحتضنها
ليدوي صوت بكائها المكان وهي تحاول أن تبتعد عنه
رآها تفر من إلى وليد خائفة
انتفض بعنف وهو يراها تنفر منه
همس بضعف لاحظه الجميع : أبي أشوف رغد
فيصل بهدوء : رغد الحين مو مستعدة خليها بكرة
ابتسم بوجع : ما أقدر لأني ممكن أسافر بكرة
ناضره الجميع
ليهمس سعود : تسافر
ليش ؟
سكت وهو ينضر الى الفراغ
ليصحو على همس يوسف : اذا تبى تشوفها تعال معى
ليمشي وهو خلفه
نضراهم أشعرته أنه
لاشيء
ضعيف
يوسف : هي هنا
فتح الباب بتثاقل ليدخل
عند رغد
صوت انفتاح الباب سبب لها رعبا شديها
صوت شخص يقترب منها
لتشعر بيد على كتفها
أغمضت عينيها بألم
أسامة بهمس : رغد
هذا الصوت صوت عشقته
لاكن مستحيل
فتحت عينيها
صدمة وأي صدمة
لابد أنه حلم لاكنه حلم رائع
أن تراه أمامها
تتمنى أن لا تصحو
همست : أسامة
أسامة الذي ما ان لمحها أحس بشوق جارف لها
لاكن فرحته لم تدم وهو يرى لباسها
كان يتخيل لو أن وليد رآها هكذا
صحي من سرحانة على صوتها
أسامة حبيبي كيفك ؟
رفع عينيه لها
دامعتان
همس بثقل : الحمد لله وأنت كيفك
قالت : الله يخليك قلى أن هذا مو حلم
ابتسم وهو يحاول أن يخفى جزعه : لا مو حلم
تناول كفها وهو يقبلها
أنا حى مامت
رمت نفسها في صدره تريد أن تتأكد
هذا العطر
الهمسات
واللمسات الحنون
رغد : وليش قالو أنك مت ؟
كنت أحس أنك عايش
همس بحده : ولأنك كنت تحسى فيني كنت راح تتزوجى
همست بصوت مبحوح : والله غصب عنى كل اللي صار
أسامة : لو ماعدت اليوم يعنى كنتى راح تكوني الليلة في عصمة الوليد
وكان راح يشوفك كذا
وكان يقدر يعمل فيك اللي يبى
كم نحرته هذه الفكرة
سكت قليلا ثم همس بسخرية لاذعة : اي صحيح مبروك مدام على البنت
والله فيك الخير مانزلتيها
رفعت عينيها اليه
أردف : قلتي مات على الأقل يبقى من ريحته بنت تحمل اسمه
همست بصوت باك : والله ماكنت أقصد ذاك اليوم
وهم توأم بنت وولد
ضحكة دوت في المكان : وتوأم بعد
حلو
الله يخليهم لك وللوليد
على كل حال أدري أن الوقت لي ظهرت فيه خطأ كان المفروض ماأجى في هذا اليوم على
الأقل لو أجلت حتى تستوي أموركم
ابتعد عنها بخطوات متثاقلة
لم يكن يريد هذا اللقاء الجاف
كان يريد أن يروي حنينه اليها
يضمها
يقبلهـا
لاكن
ماحدث أفسد كل شيء

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -