بداية

رواية مأساة بلا دموع -22

رواية مأساة بلا دموع - غرام

رواية مأساة بلا دموع -22

مي وتدور بعيونها : امممم.. يمكن..؟
فيصل : لا والله.. بس كنت بأرووح لهند.. لكن شفتها مشغوله بمكالمه.. وما حبيت ألهيها.. فقلت أحولها عليك..!
مي : يا سلااام.. يعني الحبيبه تكلم ولد الحلال... فتجيني أنت على الفضله..!
فيصل : ههههههههه.. وش دراك انه ولد الحلال..؟ وبعدين وش فضلته..
مي وتتصنع الزعل : مدري عنك..؟!
فيصل بعد ما لانت ملامحه : يا أختي.. انتي اصلا ما تنشافين.. كله مقابله هالنت.. اربع وعشرين ساعه عايشه معه.. وتبينا نسأل عنك.. والله حتى أمي.. أحس أنها بتفقد هند إذا راحت.. من جد أحسك مقصره معها...!!
مي وبلعت غصتها : هي شكت لك مني..؟
فيصل : ما له داعي تشكي... أنتي عارفه طبع أمي.. واذا مو عارفته اعرفك اياه.. أمي ما تحب توضح لاحد من عيالها أنه مقصر.. لو مهما صار.. تعودت انها تسكت... يمكن تقول لهند انك مقصره او احد منا... لكن بالوجه مستحيل...! والله مستحيل..!!
مي بعبوس : طيب وش تبيني اسوي...؟ اذا السوالف متكرره.. و نفس الحال كل يوم ما يتغير شئ..!
فيصل : انتي اللي اصنعي السالفه... خلي نفسك مثل " الـمـطــر.. أينمــا حــلّ.. نفــــع..!! "
مي تنهدت : والله ما كنت متوقعه الامور مثل كذا.. بس ان شاء الله احاول..!
فيصل وحرك كرسيه : حلــــو... احسن من لا شئ..!
وقبل يطلع التفت لها : مي... جهزي نفسك للطلعه... ترى كلهم تحت ينتظرونا..!!
مي بفرحــــه : والله...؟!
لكنها ما شافت أحد قدامها.. لان فيصل طلع.. وهي ما كذبت خبر.. على طول راحت تلبس عشان الطلعه..!!


"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"


كانت هدى جالسه بغرفة ببيتهم.. فيها تلفزيون.. ودايما تكون جلستهم فيها..!
شافت أمها ماره من عندها داخله للمطبخ.. صحيح هم أقل العائله مستوى.. لكن مو بدرجه فرق كبيره.. لان اعمامها أبو يوسف وأبو عبدالعزيز.. كانوا شركاء قبل وفاة عمها.. وبعد وفاته استلم الشغل سعد لحد ما يرجع عزيز من برى.. والحين يشتغلون كلهم في الشركه تبعهم.. وفوق كل هذا مشغلين أخوها معاذ معهم.. ولا اعتبروا انه مو شريك معهم أو لا..!
الشئ الوحيد اللي استغربته على أمها هو أنها ماعلقت على زواج عفاف.. لا بكلمه حلوه.. ولا شينه..!
لكنها ببالها متأكده.. من ان ياما تحت السواهي دواهي...!!
معاذ ينادي وهو بالصاله : يــمــــــه... يـمـــــــــــه..
هدى : هنــــا.. بالمطبخ...!
معاذ مر عليها : وين أمي..؟
هدى : توها دخلت المطبخ..
معاذ راح.. وشوي رجع : ما فيه أحد.. وينهــا..؟
هدى باستغراب.. وخوف بنفس الوقت : وين راحت...؟ تو شفتها ماره..!
معاذ : ما أدري... بس اذا شفتيها قولي لها اني طلعت مع واحد من ربعي للاستراحه.. ويمكن ما ارجع الا متأخر..!
هدى : طيب..
وتقول ببالها " هذا طوله.. ويستأذن من أمه "
.
.
.
.
.
.
.
وقف الليموزين.. ونزلت منه بعد ما حاسبت.. كانت لوحدها... لا محرم ولا غيره..!!
دقت الجرس.. وشوي فتح لها سعد..
سعد وما يعرف من هي : هلا تفضلوا..
ام معاذ : حيا الله سعد.. وشلونك عساك طيب..؟
سعد وعرفها رد باستغراب للزياره المفاجئه : الله يحييك.. الحمد لله.. تفضلوا..
وابتعد عن الباب ودخل داخل ... وام معاذ داخله وراه..!!
ام عبدالعزيز وتقوم : يا حيا الله من جانا..
ام معاذ بابتسامه مصطنعه : الله يحييك ويبقيك..
ام عبدالعزيز : يامرحبا ومسهلا..
ام معاذ : الله يسلمك.. وشلون العيال.. والمعاريس عساهم بخير..؟!
ام عبدالعزيز : بخير ونعمه يالله لك الحمد.. وشلو عيالك انتي.. ان شاء الله طيبين..؟
ام معاذ : ماعليهم.. اهههه.. ( وكملت ) يالله.. فشلت... واحد من العيال فتح لي الباب.. كان بأسلم عليه.. بس والله مدري منهو...؟!!!!
ام عبدالعزيز بطيبه قلب : أكيد انه سعد.. الله يحفظه..
ام معاذ : يمكن......
وقطعت كلامها بدخلة وفاء.. وقامت تسلم عليها...
.
.
.
.
.
.
.
كان عبدالعزيز جالس بالصاله يقرأ الجريده... تمضية وقت لا أكثر ولا أقل... والا عريس جديد.. بامكانه تمضيه الوقت بشئ أحلى واروع من كذا...!
اما عفاف.. فكانت داخل.. ردت على جوالها.. اللي كانت غاده متصله عليها تشوف وش اخبارها..!!
عفاف : هااه.. ايه..
غاده : وانتي ما عندك الا هالكلمتين..
عفاف بصوت واطي : وش تبيني أقول..؟
غاده : المهم دقيت أقولك.. ترى العنود تسلم عليك..
عفاف بانفعال : متى..؟!
غاده : جت لعرسك.. بس كانت متأخره.. وكان عبدالعزيز داخل.. والا كانت بتسلم عليك..!
عفاف : جت لعرسي.. وش دراها..؟ وبعدين متى رجعت من ألمانيا..!
غاده : وشلوون درت.. الله يسلمك.. أنا ما هان علي تتزوجين وصديقتك ما تعرف.. قلت للسواق يدخل البطاقه تحت بابهم... شفتي.. فكره جهنميه.. ما شاء الله علي..!! أما متى رجعت من المانيا.. فعلمي علمك..
عفاف : ووين كانت كل هالمده..؟!
غاده : ما ادري.. بس استغربت منها شئ..!
عفاف : وشو..؟
غاده : تقول.. ادعوا لي..
عفاف اللي شافت عبدالعزيز دخل : طيب.. غدوو.. اكلمك بعدين..!! مع السلامه..
قفلت من غاده.. وانتبهت له..
عبدالعزيز واقف عند التسريحه.. وشماغه بيده : من شوي جت وفاء.. تقول مرت عمي تحت..؟
عفاف متفاجئه : أمي...؟!
عبدالعزيز بابتسامه : لأ... مرت عمي عبدالله..
عفاف : ام معاذ...!!
عبدالعزيز : ايه.. وش فيك ارتعتي..؟
عفاف باتباك : لا.. مـ.. مـا ارتـ... لا.. بس انت بتطلع...؟
عبدالعزيز بابتسامه قرب منها : كل هالربكه... وبالاخير تسأليني اذا بأطلع..؟ ( وبابتسامه اوسع ) لأ ماتيب طالع..! قاعد.. يــا.. عفاف..! ( وهي نزلت راسها بخجل.. وهو لف عنها ) ما راح اطلع وهذي تحت..!!
عفاف وانتبهت لملامحه اللي تغيرت وهو يتكلم عن ام معاذ : اذا ما تبيني انزل عادي.. ما راح اروح..!!
عبدالعزيز ورمى شماغه على الكرسي : لا عادي.. انزلي احسن... ما نقصنا كلام فاضي...
ورجع للصاله... وعفاف فتحت الدولاب بتشوف وش بتلبس..؟!!
.
.
.
.
.
.
بعدما كلمها سعد.. وقالها عن جية ام معاذ... خافت ام فارس من حركاتها.. تعرفها خبيثه... وجيتها بأول يوم بزواجهم.. يمكن تجر عليهم اشياء هم في غنى عنها..!
طلعت مع زوجها.. اللي رجعت بينهم المياه لجاريها... وطلبت منه ينزلها بواحد من الاسواق..
ابو فارس : الحين انتي تبغين بيت أخوك والا السوق..؟!
ام فارس : الاثنين..!
ابو فارس وهو يوقف عند المجمع اللي طلبته : حيرتيني... لو جايه مع السواق كان اصرف..!!
ام فارس : هههههه.. اعرفك حبيبي.. ما ترد لي طلب.. وما أهون عليك اروح مع السواق..!
ابو فارس : مشكلتي حبيب.. واذوب بسرعه..!
ام فارس وتنزل : الله يخليك لي.. ولا يحرمني منك..
.
.
.
.
.
.
.
انتهت عفاف من لبسها.. اللي كانت لابسه فستان تركواز.. ومعه شال بدرجه افتح منه.. كان الفستان هادي.. لكن عفاف بلمساتها الناعمه اضفت عليه لسمه جمال.. باكسسواراتها الفخمه.. اللي كان اغلبها يميل للفضه.. اكثر من الذهب.. ومكياجها الحلو.. اللي ما حاولت يكون صاخب... كان هادي نوعا ما.. بالنسبه لعروس جديده..
ما كانت مهتمه من اللي تحت بقدر ما كانت متخوفه من لحظه ظهورها قدام عزيز..! رأيه بالنسبه لها شئ ثاني.. لكنها اخذت عهد على نفسها تكسبـه.. وبتشوف اذا هي قد التحـدي أو لأ...
لبست كعبها العالي.. و رخت الشال على كتوفها.. طبعا ماكانت محتاجه لغطاء بهالبيت.. لان ما فيه الا اثنين.. واحد زوجها.. والثاني أخوها... فكان هالامر اكثر شئ مريحها..!
أخذت نفس عميق.. بعدما القت نظره اخيره على شكلها بالمرايه.. وطلعت للصاله..!
مرت من عنده.. ووقفت قدامه بصمت..
كان عزيز للحين ماسك الجريده على وجهه.. لكن بمجرد ما حس بوجود أحد عنده... نزل الجريده بهدوء..!
وانفتحت عيونه على آخرها.. كان للحظه بس.. راح يصفر من شده اعجابه لها.. لكنه ألغى هالفكره.. وهو يناظرها بنظرة تقييم شامله.. من أعلاها لاسفلها...!!
عفاف بعدما شافته طول.. ونظراته بدت تحرقهاا تكلمت بهمس : تبغى شئ..؟ بأنزل..!
عبدالعزيز هز راسه بالنفي... وعيونه مسمره فيها..
عفاف.. بتحــدي.. ابتسمت له ابتسامه تذوب...! وولفت عنه.. وطلعت..!
.
.
.
.
.
.
.
كانت تشوف نظرات أم معاذ الغريبه لها... لكنها ما قدرت تميز.. هل هي نظرة اعجاب.. والا شئ ثاني...!!
بهالوقت كانت وفاء جالسه جنب عفاف... وتسولف معها... وعفاف بداخلها تحمد ربها اللي يسر لها بنت عمها تجلس معها.. والا كان انبطت كبدها من سوالف أم معاذ السخيفه والخاليه من أي معنى مهم...!!
لكن اتفاجأ الكل بدخلة ام فارس... اللي من تدخل المكان.. تقلبه من هدوء الى صخب لا منتهى له.. تقلبه لحياة بعد موت... بكلامها الحلو.. وسوالفها الشيقه..!
ام فارس : ما شاء الله.. ملتمين وانا آخر من يعلم..!
ام عبدالعزيز بترحيب : هلاااا وغلاااا.. حيا الله ام فارس..
ام معاذ باحراج : الله حيها.. عساكم بخير..؟
ام فارس وتسلم على عفاف : هلا والله بعروستنا.. كيف الحال..؟ ( وتغمز لها بابتسامه ) وش الاخبار..؟
عفاف بابتسامه حياء : الحمد لله..
ضغطت عمتها على يدها اللي ظلت ما سكتها.. وسلمت على وفاء.. ورجعت جلست جنب عفاف..!!
ام عبدالعزيز : الساعه المباركه اللي شفناك فيها يا ام فارس..!
ام فارس : الله يسلمك يا ام عبدالعزيز..
.
.
.
.
.
.
.
بعد ساعه من السوالف.. قامت أم فارس.. وماسكه بيدها عفاف..
ام فارس : عن أذنكم..!
وطلعوا.. ونظرات ام معاذ تتابعهم.. وفي داخلها نااار تغلي...
عفاف : ما تصورت اشوفك ياعمتي..!
ام فارس : وين عبدالعزيز..؟
عفاف : فوق..!
ام فارس وتمسكها من ذقنها : وش اخباره معك..؟
عفاف بهدوء : زين..
ام فارس تقلدها : زين..!!
عفاف ابتسمت..
ام فارس : ما سافرتوا أجل..؟!
عفاف : عزيز رافض..!
ام فارس : وليش يرفض ان شاء الله.. لا ياعمري بنت أخوي لازم تروح شهر عسل.. مو على كيفه..!
عفاف ابتسمت لعمتها وهي تفتح باب الجناح الخاص فيهم : أصلا عادي عندي..
ام فارس تدخل : خلي عنك بس.. قالت عادي.. اذا رحتي وجربتي.. تعالي قولي عادي..!
وتنادي : مني فيـــــه.. ياولــــــــــد..!
عبدالعزيز طالع من غرفة النوم مبستم : هلا وغلا.. حيا الله أم فارس..
ام فارس تسلم عليه : حيا الله المعرس... كبر راسك يوم خذت شيخة البنات..
عبدالعزيز نافخ نفسه : أفااا عليك.. عااد تعرفين توني معرس جديد.. ولازم يعني احط نفسي شئ..!
ام فارس تدزه وهي مبتسمه : يحق لــــك.. والا أحد يشوف هالزينه قدامه ولا ينفخ..!
عبدالعزيز طالع عفاف بنظره وهو يضحك... وعفاف انبسطت عليه.. اول مره تشوفه يسولف بأريحيه وبهالطريقه الحلووه..!
ام فارس تهزها : لا البنت ذابت.. وش مسوي بها أنت..!
عبدالعزيز باستهبال : شفتي.. تأثيري.. خيااااالي..!
ام فارس : الله يوفقكم ويسعدكم..!
جلسوا بالصاله.. أم فارس بكرسي منفرد.. وعبدالعزيز وعفاف جنب بعض..
ام فارس : يازينكم جالسين جنب بعض... أحس بفرحه اذا شفتكم..!
عفاف استحت..
وعبدالعزيز علق : ليه.. وش قالوا لك كناري..؟!
ام فارس : أحلـــــــى... بس قلي.. ليش للحين انتو هنا..؟ المفروض اللي مثلكم الحين ينعمون بجو من الرومنسيه والحميميه..!
عبدالعزيز : ما له داعي يا عمتي..!
عفاف ما استحملت الكلام ينعاد... قامت ودخلت لغرفتها.. وتركتهم بالصاله...
ام فارس : شفت... ضايقت البنت..! حرام عليك عزيز لاتعذبها...!
عبدالعزيز : وأنا الحين جالس اعذبها...؟ اصلا وش جاب طاري التعذيب.. مجرد وجهة نظر.. قبلتوا فيها.. كان بها.. ما قبلتوا.. كيفكم..!
ام فارس : الله..! شئ غريب صراحه ياعبدالعزيز.. ما توقعته منك.. الحين انت ياللي تحب..! تسوي كذا.. اجل اللي عمرهم ما جربوا هالشعور وش نقول عنهم..؟!
عبدالعزيز : عمتي... اتمنى تقبلون وجهة نظري.. على الاقل مو الحين نروح.. لابد يجي وقت ونروح وحنا مروقين ومن احلى ما يكون..!
ام فارس متنرفزه : لا.. ما يصير ياعبدالعزيز.. عفاف بنت أخوي قبل تكون زوجتك.. ولازم تسفرها.. واذا ما تبغى أنا بأحجز لكم على حسابي.. وسافر فيها..! اما تجلسون كذا فلا..!
عبدالعزيز : ياعمتي افهميني.. انا ما قلت ما راح نسافر ابدا.. لا.. ان شاء الله بنروح.. بس مو الحين..!
ام فارس وقامت : براحتك.. بس ارجع اقولك.. عفاف ما فيه مثلها... فلا تضيعها من يدك..!
عبدالعزيز بابتسامه ويأشر على عيونه : ان شاء الله..


"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"ــ"


دخلت لغرفتها.. ورمت نفسها على السرير بقوة... والدمووع ماليه عيونها...
ليش أنا بالذات يصير لي هالشئ..؟!
ليش انحرم من نظرة أبوي الحانيه..؟!
ليش انحرم من دعوه أمي الصادقه..؟!
ليش... ياربي.. ليش..؟
استغفر الله...!
كتمت شهقتها.. وهي تحس بس في هاللحظه أنها دخلت دوامه.. مستحيل تطلع منها... دوامه ألم.. وعذاب.. وما تعرف وين كان كل هالشئ غايب عن بالها..!!
معقــوله فيه ناس بهالوحشيه..؟
معقــوله في ناس بهالقلوب الحقوده..؟! وشلوون عايشين بس..؟!
كانت تتذكر كلمات أبوها.. حرف حرف.. كانت واقفه بباب الصاله.. بتدخل.. لكن كلمات أبوها نزلت عليها كالصاعقه..! ومحاولات مها كلها باءت بالفشل..!
كانت تسمع أمها تهمهم بكلمات غريبه عليها..!
مشتاقـــــه لابوها.. وحظنه الدافي..!
مشتـاقــــه.. لامها ودعواتها الحنونه.. وسوالفها الطيبه...!


ضيعوها...! بكلمه وحده...
وبتهمه أليمه.... انهوا حياتها... وقضوا على مستقبلها...!!
حطت يديها على وجهها.. وبدت تصيح بصوت يقطع القلب..
وكلمات أبوها ترن في أذنها... للحين تسمع صداها..!
" طلعه من البيت ما فيه... مكالمات ما فيه.. حتى جلسه معنا ما تجلس.. والصاله هذي ما تعتبها..! "
انفجرت بدموع مثل الشلالات... وهي تتحسس ملامح وجهها... وراسها بدى يلف فيها.. كانت متوقعه ان هالشهر اللي انقضى.. فصل من الماضي.. وانطوى..
لكن اللي سمعته قبل شوي.. انهى أي أمل عندها برجوع ثقة أهلها فيها..! أو حتى أنهم يصدقونها..! كان واقع أليم بالنسبه لها..
تحس باختناق.. وضيقه بصدرها.. بدت تضغط على جوانب راسها بقووة.. وهي تنفض عنها هالافكار السوداويه.. وبداخلها تتمنى هالكابوس ينزاح عن دربها.. ويبعد عن طريقها..!


بعد لحظات.. مو قليله..
كانت العنـــود تحس بأن النبض بداخلها بدى يتلاشى.. والاكسجين اللي بالجو بدى يتسرب لخارج حدود ارادتها..!


وبعد ثواني..
كانت كل الدنيا بعينها سودا..
وما عادت تحس بأي شئ حولهــــــا..!!

الجزء الخامس والعشرون


نزلت تحت وين ما كانت أم عبدالعزيز جالسه وهي تفكر بكلام عبدالعزيز معها.. كانت تتمنى لو يغير فكرته عن عفاف وموقفه منها.. لكنها متأكده ان الايام كفيله به.. وعفاف اكييييد ما راح تقصر..!!
انتبهت ام فارس.. ان ام عبدالعزيز جالسه لوحدها..
ام فارس : السلام عليكم..
ام عبدالعزيز : وعليكم السلام ورحمة الله..
ام فارس وتجلس : مساك الله بالخير..
ام عبدالعزيز : الله يمسيك بالعافيه..
ام فارس : وينها أجل سعاد..؟ راحت..؟
ام عبدالعزيز : ام معاذ..؟ ايه راحت من شوي.. الله يهديها مدري وش مستعجله عليه..؟!
ام فارس : امين.. الله يهديها.. ويلهيها في نفسها..!
وبعد سوالف.. انتبهت أم فارس لجوالها يرن..
ام فارس : اكيد هذا عبدالرحمن.. وين وفاء..؟
ام عبدالعزيز : حتى انتي بتروحين..؟! خليه يدخل مع العيال.. واجلسوا معنا شوي..!
ام فارس : الله يسلمك ما تقصرين.. بس العيال هناك لحالهم.. ان شاء الله وقت ثاني..! ( وتنادي ) وفاااااااااااء..
وفاء جايه من المطبخ : هلا عمتي...... بتروحين..؟
ام فارس بابتسامه وهي تمشي معها : ايه بأروح.. بس بغيت منك خدمه..؟!
وفاء : عيوني لك..
ام فارس : تسلم عيونك حبيبتي.. ( وناولتها كيس )
وفاء باستغراب : وش ذا..؟
ام فارس : هذي هديه بسيطه لعزيز وعفاف.. بس وفاء ابغاك تحطينها بالغرفه بدون لا يحسون فيك.. زين..؟
وفاء : طيب.. ما عليش... بس.. وشلوووون..؟!
ام فارس : فيه عندك هديتين.. الزهر حطيها على التسريحه.. والفضيه على الطاوله.. او على السرير.. اهم شئ تكوون واضحه..!...مم... أو أقولك.. حطيها بدواليبهم..!
وفاء بخوف : صعبه...!
ام فارس بابتسامه : لا صعبه ولا شئ... ولو فيه وقت أنا سويتها فيهم...!!
وفاء متعجبه : ليش..؟!
ام فارس : حاجه في نفس يعقوب.. ( وهي تطلع ) تراني معتمده على الله ثم عليك..!
وفاء بتوتر : ان شاء الله..


،،،*،،،*،،،*،،،*،،،*،،،*،،،*،،،*،،،*،،،


دخلت ورمت عبايتها على الكنب بضيقه.. وهي تسب وتلعن في الساعه اللي عرفتها بهم..
هدى ومتفاجئه من شكل أمها : يمه.. شفيك..؟!
ام معاذ تتنهد بضيقه : الا قولي وش ما فيني.. الله يخاذهم من أقارب..!! الا عقاااارب...!!!
هدى وتحاول تهدي امها : يمه.. وين كنتي من العصر طالعه..؟
ام معاذ : ابعدي عن وجهي.. ما نيب ناقصتك ياهويد.. تجين تحاسبيني..( وجلست على الكرسي ) الله يقطع الساعه اللي طلعت فيها... ولا انا المهبوووله.. وش ابي بهم...؟!
هدى وتجلس قريبه من امها : يمه الله يخليك اهدي.. وفهميني وش فيك يمكن اقدر اساعدك بشئ..!
ام معاذ والتفتت لبنتها : اذا تبين تساعديني.. وافقي على كلامي..!!
هدى باستغراب : أي كلااااام...؟!
ام معاذ : لازم اشوف لك حل انتي واخوك بزواجكم من عيال عمكم..وباسررررع وقت بعد..!
هدى وفاتحه عيووونهاا : أيــش..؟!
ام معاذ : هذا الحل الوحيد.. لازم يوسف ما يشوف قدامه الا انتي... وغاده ما تنخطب الا لمعاذ... بعد ذيك قوية وجه.. واخاف تعاند..!
هدى قامت واقفه وبعصبيه قالت : من جدك يمه تتكلمين..؟! وش هالخرابيط اللي تبيني اوافقك عليها.. وبعدين.. وش قصدك بما يشوف الا انا..؟!
ام معاذ وتتصنع البراءه : ااهههه... انا قلت كذا..؟ لالالا.. يعني... ( وفجأه قلبت عليها ) اووهو بعد انتي..؟! خلاص كلااام قلته ما نيب عايدته.. وبتشوفين فالأخير... من اللي كلامه يمشي يا بنت عبدا لله....!!!!


،،،*،،،*،،،*،،،*،،،*،،،*،،،*،،،*،،،*،،،


بعدما حطت وفاء.. الهديه الاولى على الطاولة اللي بنص غرفه نوم عزيز وعفاف.. والهديه الثانيه على التسريحه.. رجعت.. وحطتهم مثل ما قالت عمتها... بخوووف.. في كل دولاب هديه..! وطلعت وتركت الغرفه مثل ماهي.. عشان ما تترك أي أثر ولو بسيط لدخول غيرهم لغرفتهم..
ونزلت تحت.. وكانوا تقريبا مجتمعين على العشاء الا هي..
سعد : تووو الناااس.. ياشيخه يقوولوون مسويه رجييييم...! ههههههه
وفاء وتجلس : تكفى... الله اعلم من يبغى له رجيم..!
سعد : ايه والله... سمعتي يامرت أخوي..!!
عفاف غصت بالاكل.. وصارت تكح بشكل قوي..!
عبدالعزيز خااف.. لكنه ما عرف يتصرف..!
وفاء وتناول عبدالعزيز كأس ماء وتكلم سعد : اذكر الله... بغيت تمووت البنت..!
ام عبدالعزيز : بسم الله عليك الرحمن الرحيم..
سعد : بسم الله كلتوووني.. والله ما يسوى علي.. امزح معكم.. بس الشرهه ما هيب عليكم.. الشرهه علي اللي منزل مستواي لاشكالكم..( وكمل أكله ببيرود )
عفاف وتأخذ منديل تمسح فيه دموعها اللي طلعت غصب عنها.. ما قدرت تملك نفسها وضحكت على سعد وخباله..
سعد ولاوي شفايفه : شفتوووا.. ظلمتووني..! ولا أحد ينظل اخته..!
عفاف : ههههه.. كح.. بس أنا تفاجأت من كلامــ...
وسكتت وهي تشوف نظرات الخوف بعيون عبدالعزيز.. لكنه لما انتبه انها شافته رجع يطالع الصحن اللي قدامه بعيون حيرانه...!
عفاف قامت : الحمد لله..
ام عبدالعزيز : ما أمداك تذوقين...! وش هالاكل عندك يابنتي...؟
عفاف مبتسمه ومتغير صوتها بتعب : شبعت..
سعد : شفتووا اللي يحافظون على الرشاقه... يخلف الله علي...!
وفاء : ههههههه.. كمل أكلك لا تمووت علينا.. وخل الرشاقه لاهلها..!
سعد : والله انك صادقه...يا اختي العزيزه..!
.
.
.
.
.
طلعت لغرفتها.. وتحس بحلقها يقرصها.. كانت تسلي نفسها بأنه بسبب الغصه.. فتحت الثلاجه.. واخذت مويه بارده.. وشربت منها.. يمكن تخفف عليها شوي..
دخلت لغرفتها.. وهي تفكر بنظرة عزيز لها.. ياترى هو صدق خاف علي..؟ ولا بس مجرد تخيل مني..؟ بس ليش اول ما انتبه اني شفته نزل عيونه..؟ يمكن كان يهوجس.. او يفكر..!
انتبهت لنفسها وهي واقفه قدام دولابها... اممم.. ياربي.. وش كنت ابغى اسوي... ممم.. في مثل حالتي هذي.. مالي الا حماام منعش.. يمكن يخفف عني حدة التفكير..!
اخذت اغراضها.. وقفلت الدولاب.. بدون لاتنتبه للهديه الموجوده في واحد من الادراج..!
.
.
.
.
.
.
كان جالس تحت على ناار.. وده لو يقووم وراها ويشوف وش صار لها... لكن كبريــاءه يمنعه..! ليش احااول اوضح لها اهتمامي.. وهي اصلا ما تستاهله... اففففف.. الله يقطع بليس هالهواجيس..
انتبه لسعد يكلمه : لا الرجال راح في خبرها..!!
عبدالعزيز التفت له : وش فيك..؟
سعد : ابد سلامتك.. بس بنت الحلال تبيك..!
عبدالعزيز وفز قلبه.. بس ماصدق : وشّـــــووو..؟!
سعد : ههههههههههيييييييييهههووو..
ام عبدالعزيز : ما عليك منه وانا أمك.. هذا طبعه جعلي ما ابكيه..!
سعد : أفااا.. الوالده تدعي على عمرها.. تكفين يمه الا هالدعووه.. ما ادري ليه ما احبها..!
ام عبدالعزيز وحست فيه : ابشر يا ابوي..
وتو عبدالعزيز بيقوم يلحق عفاف.. والا وفاء داخله بالشاهي...!
سعد : ياسلاااااااام.. انتي فن.. فننن.. تعرفين وش معنى فن..؟؟
وفاء وتناول امها الشاهي : لا... عرّفني..؟!
سعد بتفكير : ...تصدقين...يقوولوون.. والعلم عند الله...المعنى ببطن الشاعر.... ههههههههههههااي.. مخفه..!!!
وفاء وتناول عبدالعزيز البياله : ههه.. بايخه..
عبدالعزيز : اخاف يطير النووم عني...!
سعد : اقطع... اذا طااار عندك من يونسك.. يعني أشرب وآمن..!!
عبدالعزيز : الله يقطع سوالفك.. هههههههه.. اجل اشرب وآمن.. ما عاد هي بارقد وآمن..!! هههه
.
.
.
.
.
.
طلعت من الحمام..وهي تحس بانتعاش.. فتحت دولابها.. وللحظه بس.. انتبهت لوجود العلبه..
عفاف بدت تتساءل بداخلها..
متى جات هالعبله هنا..؟
معقووله عزيز اللي جايبها..؟
بس متى...؟ ووشلوون..؟
قبل شوي فتحت الدولاب.. وما شفت شئ..؟!!
جلست على السرير.. والهديه بيدها.. فتحتها بشويش.. وكان داخل المغلف علبه مخمليه عنابيه ومذهبه.. فتحتها.. وانبهرت باللي تشوفه.. كان فيها تعليقه ألمــاس على شكل قلب وفيه تشكيلات وسلاسل نازله بشكل رهيييب... كانت فخمه حيييييييل..
عفاف كانت متفاجئه من رووعه اللي شافته.. وهي بداخلها متوقعه ان هالهديه أكيد منه هو... ومستحيييييل أحد غييييره...!!!
.
.
.
.
.
.
استأذن من أهله.. وطلع وراها.. بيطمن عليها.. ويشوف وش صار لها..!
أول ما وصل عزيز للغرفه.. حصلها بااااارده من التكييف.. والانوار مطفيه.. الا من اضواء خفيفه معطيه جو شاعري للغرفه..
استغرب بالبدايه.. بس لما شاف عفاف نايمه بهدووء.. فهم أن الامر اكييد كان عاادي..
بدل ملابسه.. لكن قبل يقفل الدولاب.. ووسط الانوار الخفيفه.. قدر يلمح وجود شئ غريب فيه.. سحبه بهدووء.. وطلع من الغرفه.. وجلس بوسط الصاله.. عشان يقدر يشوف مضبووط.. بدون لا يزعج عفاف..
فتحها.. وكانت نفس اللي حصلتها عفاف.. لكن باختلاف بسيط.. كانت العلبه المخمليه لونها اخضر غاامق.. ووسطها سااعه.. جنااااان.. وفخمه جداً..
ما تفاجأ عبدالعزيز.. بقدر ما استغرب..
وش معنى هالحركه..؟!
يعني عفاف تبي توضح لي أنها افضل مني..؟!
وانها تقدر تهديني.. وأنا لأ..؟!
ما حاول للحظه انه يفكر.. هل هذا هو الصح.. ولا لأ..؟!
لكن مصير الايام تثبت له.. اذا هي صحيح باقيه على حبه.. ولا تغيرت....!!


،،،*،،،*،،،*،،،*،،،*،،،*،،،*،،،*،،،*،،،


كانت الدنيا تعلن انبلاج ضوء النهار.. المتسرب من بين خيوووط الليل الحالك.. والمنغمس في الهدوووء حتى انتهاااااااء الكووون..!
وبغرفة العنود بالتحديد.. كان الوضع كما هو عليه من الامس... والظلام الدامس يلف ارجاء الغرفه الصغيره.. والعنوود ممدة على الارض البارده.. كما وقعت البارحه...!
فتحت عيونها شوي شوي.. وبسرعه رجعت تقفلها.. كانت تحس بدووواار فضييع يلف فيها.. وألم شديد يعتصر قلبها... كانت تتمنى لو قامت ولقت نفسها في مكان أفضل من هذا.. مكان.. تلقى فيه الدفء والامان..
لكنها.. بدون دليل براءتها.. ما راح تلقى اي مهرب الى النجاة من حكم المجتمع القاسي.. وطغيان الجبابرة في ارجاء المعمووره...!
بكل ما فيها من قوة.. ضغطت على نفسها.. وحاولت توقف.. لكن محاولاتها باءت بالفشل..
كانت دموها تتساقط على وجهها... عجزها هذا راح يكون دليل استسلامها.. وهي ما تبغى تستسلم بسهووله.. لازم تقوي عزيمتها.. والاهم نفسيتهــا.. وثقة اهلها..! اللي بدت تتلاشى تدريجياً..!
زحفت ببطء.. لحد ما وصلت لحافة السرير.. تقوت.. وحاولت توقف مره ثانيه.. لكن هالمره.. أول ما وقفت حست بألم شديييد ببطنها.. وتركت السرير وطاحت.. وهي ضامه يديها لبطنها.. وتتلوى من الألم.. ألم فضيييييع مستحيل يحس فيه الا العنود.. العنـــود وبس...!!
.

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -