بداية

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -24

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد - غرام

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -24

راحت لغرفة ثانية وجلست على السرير فتحت ألبوم الصور وهي تتصفحه موجود فيه صوره لـ جازي وسند تحولت ملامحها لنظرات شيطانيه غاضبة وهي تاخذ الصوره وترميها بالارض وتدعس عليها برجلها لين صارت شبه متشوهه ومعدومة ناظرت للعاملة بقهر : هاتيها
العاملة انحنت للأرض وجابتها لـ اماني وهي تناظرها بصدمه من تصرفها بس كاتمه كل شي بصدرها هذي أماني بالأخير راس الشر من انتبهت لنظرات العاملة صارخت عليها بغضب : هاتي قلم بسرعه ..
العاملة هزت رأسها بالإيجاب وراحت تجيب قلم وجت لها بعد ثواني وأعطتها القلم جلست على الكرسي وهي تاخذ الصوره وتحطها على الطاولة كتبت على الصورة بخط واضح جداً ( دوري أحد يكمل الصوره ، سند لي انا )
العاملة حّست بتأنيب ضمير خاصة انها مسلمة وهذا شهر فضيل ما تبي تكتم الحق في صدرها عشان أماني اللي تجحد المعروف دايم وما بين بعينها شي : عادي اقول شي
أماني ضربت العامله بقفى يدها مع وجهها وهي تنهرها : من متى بيني وبين الخدم كلام ! انطمي وانقلعي عن وجهي انقلعي..
دفتها مع يدها لين طلعتها من الغرفة وقفلت الباب وراها وهي تجلس على السرير وتناظر لصورة سند بغيض وكأنها بتذبحه بأي لحظة : ما تقهرني يا سند انا أماني انا أماني مو الجازي مو الجازي اللي تدعس عليها وتجيك تركض لين عندك تطلبك رضاك وانت المخطي عليها أوريك يا حقير والله لا أوريك..
ناظرت لخطواته اللي قربت من عندها ما تبي تشوف ملامحه بعد آخر حوار دار من بينهم تحس انها مو متحمله انها تحط عينها بعينه ابد لكن هو !
هو متى تركها لـ أفكارها متى تركها لرفضها متى تركها لصدها هي أولوية قلبه وخاطره ما هان عليه اللي صار حتى لو أن ماله ذنب فيه ، نار أميره ولا جنة غيرها ، مّسح على شعرها بـ لمسة دافئة متعودة عليها منه رفعت عيونها له وبانت خلف نظراتها آلاف وآلاف من الحكايا والنظرات اللي هو يعرفها زين جلس أمامها وهو يناظر لعيونها بتمعن : اليوم الشيخ يسولف عن نعم الحياه اللي تخلينا نعيش ونتمسك بالحياة جيتي ببالي!
ناظرت لعيونه بتهكم وهي تعدل جلستها بحيث انها تكون مُقابلة له : ما تذكرت امك وابوك!
أبتسم لها بحنيهّ متجاهل نظرات عيونها ما يعرف يزعل منها ما يعرف مهما قالت وزلت وكثرت اخطائها : امي وابوي محد بعدهم الا أنتي ، تدرين وش أكثر شي احتاجه وبخاطري انه يصير ولو صار ما عاد أبي من الدنيا ذي شي!
ما ناظرت له وهي متجاهله أمنيته بنظرها شي غير مهم ، لكن هو ما برح حتى قال اللي بخاطره بأندفاع : ان يكون من أميرتي نسخ كثيره تخيلي يكون عندنا بنات وتصير عندنا عايلة كبيره انتي الام وانا الاب ونكبر وهم يكبرون اذا تعبتي انا اشيلتس واذا تعبت تكونين انتي عكازي
ناظرته بمقاطعة وهي تتحدث بنبرة حاده ما تبي يتجاوز حده معاها حتى بالخيال : ما احتاج احد يشيلني مو من ضمن أحلامي شايله نفسي بنفسي بدون أحد..
سيف جلس بجنبها متجاهل أثر كلامها القاسي : اذا كبرتي بتحتاجين احد حولتس يراعيتس وينتبه لتس ويبقى معاتس من لتس من لتس غير عيالتس!
ناظرته بحقد : ليش تقول كذا لإن ما عندي أهل!
حّس بغبنه من تفكيرها وفهمها الخاطئ لكلامه دايم : افا والله الا عندتس أهل وعندتس ناس مستعده تقطع من كبدها وتعطيتس بس انتي فاهمه انا وش اقصد بالضبط!
قامت وراحت لغرفتها وهي متجاهلة هالحوار تكلمّت ببرود : ما أحتاج أحد يا سيف
سيف حس بغبنه من صدها وتجاهلها له : بكل مره تتهربين من ذا الموضوع ليه ابعرف ؟
أميره بنبرة حادة : واقعكم ما يعجبني..
قام بغضب وهو يمسك يدها ويدفعها للجدار بقهر تكلم من بين أسنانه وهو يسحب الهواء لصدره عنوه : أحرق نفسي عشان تحبيني! أحرق نفسي عشان تعرفين اني ابيتس وميت عليتس ومتشفق على نظرة وحده منتس ليش تحرميني منتس ليه ما تحسين فيني ليه ليه قلبتس وينه وينه ابفهم!
دفعته للخلف وهي تحرر يدها من قبضته وتنثر على روحه سم كلماتها اللي تشبه قسوة حرمانها من حبيب عمرها وسنينها محمد .. : ما أحبك ما أحبك يا أنسان أفهم ما قدرت ما قدرت تحسب اني ما حاولت حاولت أحبك ما قدرت قلبي ما يبيك مو متقبلتك
ناظرها بأنهاك وهو يلقي كلماته من صدره بمرارة : عّشت طول عمري وانا أبدي الناس على روحي كل شي لهم يصير اللحين وكل شي لـ سيف بعدين لكن اليوم ما بصبر أكثر من كذا دام أنتي بكل الأحوال ما بتحبيني وما بتتقبليني ف خليني انا اجبرتس علي والايام بتعلمتس وشلون تحبيني وترضين فيني
صرخت فيه برفض وهي تضربه على صدره بغيض : تخسي تلمس شعره من راسي وبنتطلق بأقرب وقت غصب عنك وعن أهلي وعن عاداتكم التراب وعن اللي يوقف بطريقي تسمعني!
سحبها مع يدها لعنده وهو يناظرها بغضب حاد : اللي بيصير اللحين هو الغصب وغيره برضاتس أنتي..
شهقت بصدمه من كلامه ومن نظراته اللي عبارة عن كتلة ضخمة من الغضب والاندفاع ، حاول يخفي نظراته عنها ما يبيها تخاف منه حتى وهو مضطر يجبرها على شي ما تبيه كان مراعي لمشاعرها ما يبي يأذيها !
فتحت باب البيت بفضول غريب ! من ذي اللي مرسله لي رساله وتطلبني اجيها عند الباب كان أقصى احتمال وصلت له أنها وحدة من صديقاتها أيام الجامعة لكن الصدمة من اللي واقفة قدامها بنظرات ما تمثل البشر بشي ..
همست بذهول وعيونها معلقه على اللي قدامها بصدمه : أنتي .. شتبين! وشتبين تكلميي ما كفاتس اللي صار فيني ما برح خاطرتس من العذاب اللي اعيشه .. اتركييييني اعتقيني يا مسلمه انتي ما تخافين الله ما تخافينه بتصيرين ام ما تخافين الله يرد لتس اللي تسوينه فيني ببناتس !
بانت على ثغرها طيف إبتسامة ساخرة رفعت يدها لمستوى وجهها وهي تحذف الورقة على صدرها بأشمئزاز : انتي اللي شتبين فيه! بايعتس بالرخيص ما يبيتس ما يحبتس ما يناظر بوجهتس حتى! تعبتي طحتي قمتي كلها بعينه سوا ! وباقيه معاه!
صرخت بصوت مبحوح من التعب والإرهاق وهي تبكي بحرارة تشبة حرارة صدرها من الحرمان اللي تعيشه من سند : قلبتس المريض ما يعرف يحب ما تدرين وش الحب انا احبه لو ما يحبني لو يحرمني منه ببقى احبه واللي تبينه ما راح يصير والله وهذاني قلت لتس!
أماني تجاهلت كلامها ومّشت بخطواتها المغرورة خارج المكان انحنت الجازي للأرض بصعوبة واخذت الورقة المرمية وهي تناظرها بصدمه تكاد تّشل لسانها : وقفي!
أماني ناظرتها بحقد وعيونها تشع بنظرات كلها تحدي وكره !
الجازي مّشت بتعب وهي تجر خطواتها بصعوبة وكأنها تحمل على عاتقها جبل ضخم يحمل وسطه آلاف من الأحداث والليالي والذكريات القاسية : لو قدرتي تشيلينه من صورتي ما قدرتي تشيلينه من قلبي ابد!
ضحكت بصوت عالي وهي تناظرها بسخرية : غبيه أنتي صح؟
رفعت يدها لمستوى وجهها وهي تصفعها كف قوي وعيونها تنثر بحر من الدموع اللي جرحت خدها الرقيق تكلمّت بمرارة وهي تتذكر جميع الأحداث المؤلمه اللي صارت لها : انقلعي برا انقلعي انقلععييي..
دخلت داخل البيت وهي منهاره من البكاء جلست على أرضية الحوش وهي تبكي بأنين يقطع القلب ، ريم ركضت لها وهي تناظرها بذهول : وشفيتس وشصاييير!!
الجازي بأنهاك رفعت الصورة لها وهي تسند ظهرها على الباب بتعب : تهددني انها بتخليه يتركني جايه لعند باب بيتنا اقولتس جايه وجايبه لي صورتي
ريم بغبنه : والله ما اخليها تحسب ما وراتس احد ذي انا اربيها بنت الكلب
الجازي مسكت يدها ببكاء : والله ما تروحين انا اعطيتها كف خلاص تكفين أمي لا تحس بشي خلاص بروح لغرفتي تععباانه بروح لا تسوين شي..
ريم بعصبية : مو على كيفتس كيف تبيني اخليها وهي مسويه فيتس كذا صاحيه انتي تحسب ما وراتس أحد ذي جعلها الموت هي وياه انتي ليه تدخلين نفستس بحياتهم الوصخه ، الزفت ما يستاهلتس ما يستاهلتس افهمي يا انسانه انتي كثيره عليه هذا ما يستاهل الا الوصخه ذي هي مستواه
الجازي قامت بتعب وهي تحس انها جالسه تشوف الموت وتحس فيه من حياتها التعيسة : تكفين خلاص لا تجيبين طاريهم بروح ارتاح بغرفتي
ريم بنبرة حادة : الجازي
الجازي رفعت يدها بوجه ريم تمنعها من انها تكمل باقي كلامها : ادري وشبتقولين خلاص خليني اسوي اللي اسويه محد بيتعذب غيري اما يشوف كل شي اللحين ولا بيشوف بعدين
ريم ناظرتها بخيبة وراحت داخل البيت بدون ما تتكلم بشي كل غضب الدنيا بصدرها أختها ما راح تفهمها تدري انه بيجي اليوم اللي بتندم فيه بس تبيها تندم بأقل الاضرار قبل تتعذب أكثر من كذا ..
رفعت يدها لخده اللي واضح عليه الارهاق انتبهت لنظرات عيونه الذابلة اللي بتنفجر من التعب يحاول يفتحها أغلب الوقت عشان ما تحس انه متأثر من اللي صار له يحس ما بقى بجسمه دم الذيب نشف دمه كله دوخه دوخه تلعب براسه لعب وتفقده توازنه وصوابه..
ناظرت لعيونه بحزن وهي تكتم سلسلة طويلة من البكاء داخل حنجرتها : مو راضي يوقف الدم للحين ينزف ليه ما معك اسعافات أولية بالسيارة ليه الاهمال ذا كله مو عن اليوم وبس ما تدري وش بيصير لازم تكون مستعد دايم مو بس البحر غدار حتى البر غدار
فهد مسح على يدها بيده السليمه يبي يطمنها انه يقدر يتحرك وانه بخير و كله كذب بكذب : مستعد ماعليتس بس غطي شعرتس طالع من تحت اللحين بيجي الولد يلا
ميساء ناظرته بصدمه : طيب دمك اللي قاعد ينزف !
فهد تكلمّ بصوت هزيل بالرغم من ذلك هيبته ما زالت حاضره رغم كل التعب اللي يخيم على ملامحه واعضائه : غطيه بسرعه وتعالي شوفي جروحي..
رفعت يدينها للخلف وهي تاخذ شعرها بطريقة سريعة وتدخله داخل العباية وتخفيه داخلها رفعت يدينها مره أخرى لكان هالمره لـ يده قربت منه كثير وهي تناظر للسياره بتفحص تحاول تدور شي ينقذ فهد ويوقف الدم ما حصلت شي ما كان فيه شي الا شماغه غيره السيارة نظيفه وفاضيه من كل شي حّست بشي يهز ضلوعها بقوه من فتحت يده وشافت منظر الجروح المُهيب شَدت من عزمها وأخذت الشماغ مره اخره وحاولت تربطه بطريقه توقف الدم نهائياً لمحت يده اللي سقطت داخل حضنها بقلة حيله..
ما راح الموقف عن بالها سرعان ما حضنته لصدرها وهي تطبطب عليه بالمقابل نزل من عيونها فوج من الدموع اللي متراكمه داخل محاجرها أرخى راسه على كتفها الرقيق الصغير بس حس انه بخير بوجودها همست بصوت قصير : اخوك جاء
ناظرها بتنبيه وهو يتكلم بصعوبة من الدوخه : امي لا تشوف شكلتس وهو كذا ترا الدم مغطيتس كلتس دوري لتس طريق وادخلي فيه بحيث ان محد يشوفتس
مسحت على يده بهدوء وهي تقبلها للمره الأخيرة : ولا يهمك ما بتشوف كنت بروح معاك
فهد برفض : لا بترجعين للبيت وانا بكلمتس من هناك طيب!
ميساء هزت راسها بالايجاب رغم انها ما كانت تبي تبعد عنه ثانيه بس مجبوره : اللي تشوفه بس طمني تكفى ما بيجيني نوم وانت حالك كذا
فهد بتعب : ان شاءالله
تتمشى في أرجاء البيت بهدوء وبدون إحداث اي صوت أو إزعاج لـ أحد ..
دخلت أحد الغرف في المنزل وتراجعت للخلف وهي تشوف إنه مو مركز مع العالم وكل نظراته متوجهه للوحة ناظرت للوحه اللي تنصبغ باللون الأسود آلاف وآلاف من المرات تراجعت خطوه للخلف أيضاً وهي تتخبى خلف الباب بتشوف نهاية هاللوحة فيه لون بيغير مّسار هالسواد العتيم ، قام وهو ياخذ خليط من لون آخر ويضيفه للوحه بطريقة مُبهمة واخذ اللون الأسود مره اخرى وقبل يحط منه على اللوحة أنتبه ليدين يعرفها زين ألتفت حوالين خصره تمنعه من أكمال رحلته السوداء : يكفي سواد خلاص..
نزل الفرشاه من يده اليمين ورفع يدينه لمستوى يدينها وألتفت لها وهو يحتضن وجهها ذو الملامح اللي يعشقها من بين كفوفه : كانت حياتي كلها سواد بسواد محد دخل عليها الألوان الا انتي انتي اللي لونتيها انتي اللي رجعتي لي حياتي ونورتي بصيرتي من جديد..
ناظرت لعيونه بملامح هادئه جداً وهي مستمتعه في إطراءه لكن ما زالت تحس بأنزعاج من اللوحة اللي خلف ظهره ومن السواد اللي يحيط فيها من كل الجهات : يصير اكملها عنك .. ما اعرف ارسم صح .. بس بتعلم..
ما رفض ابداً رفع يده لـ فرشاة الرسم وهو ياخذها لناحية اللوحة ويسلم لها الفرشاة برضا تام : اكيد عادي تعالي هنا بس امسكي الفرشاه زين ، انتبه لرجفة يدينها وترددها الواضح ، ليه خايفه ! فيه شي..
نوره بتردد ملحوظ : اخاف اخرب لوحتك ، تدري أنت كملها انا بنتظر أشوف النتيجة النهائية اكيد بتعجبني
ناظر لعيونها المتوتره يبي يطمنها : فدا قسم بالله ان شاءالله تقطعينها انا ابي اشوف نهاية اللوحة على يدينتس أنتي يلا تعالي..
نوره بأبتسامة لطيفة : طيب لا تضحك ترا ما أعرف أرسم بس بحاول يعني ان شاءالله اطلع بشي زين
مسح على كتفها وهو واقف خلفها بترقب ينتظر بدايتها : ولا يهمتس انتي كل شي تدخلينه تزينيه ما تخربينه يلا أشوف ارسمي..
أستمرت بالرسم وهي تحاول تطلع كل مهاراتها لكن بالأخير اللوحة طلعت بشكل شبة مقبول عندها امّا عند سهم كانت لوحة عظيمة جداً ومن أحب وأقرب اللوحات لقلبه رفعت عيونها له بتساؤل : ما اعجبتك
سهم ابتسم بسعادة وهو يقبل يدها وياخذ الفرشاه منها : عجبتني والله بس شوفي هنا لو...
تم هالحوار مبتور من خرجت هي الاخرى من خلف الباب وراحت لغرفتها بعذاب يكاد ينهيها ، لهدرجه مو قادر يمنع مشاعره قدامها انسدحت على سريرها غمضت عيناها هروباً من واقعها الكسيف اللي ما عاد تتحمله او تتقبله رفعت يدها لبطنها وهي تمسح على طفلها اللي داخل :عشانك ببقى وبتحمل كل شي اسويه عشانك مابيك تضيع مابي ياخذونك مني مابي تكبر وتقول امي اشترت الدنيا وباعتني مابي...
ما زال الموقف القديم اللي عَبر ومَر من باله عالق في بالها وبشدة بعد حّست بنظراته المجنونه تلتهمها وهي تقابل تلك النظرات بنظرات أبرد من الجليد..
طابور شبة طويل كانت متعمدة أنها تبعد عنه وتكون لحالها وتنفذ اللي ببالها بشكل مُتقن مّرت عليها الدقايق وهي تتبادل الأحاديث مع الباريستا بألفاظ أكثر ما يُقال عنها أنها بسيطة لكن بالنسبة له فاحشة ومو ذنبها إذًا كان تفكيره قـِذر يكفي ان تفكيرها وغرضها سليم جداً .. ما كان عندها هدف ألا إنها تشيل من باله فكرة تم ترسيخها من الاجداد والأهالي .. الرجال ما يعيبه الا جيبه .. فيه أشياء تعيب الرجل مثل الخيانة الاستبداد الظلم التسلُط وغيرها الكثير..
تجاهل الطابور الطويل وهو يتقدم منها بجنون ويسحب يدها وياخذها للسياره بدون أدنى تفكير منه بنظرات الناس من حوله مّشى بالسيارة بسرعة جنونية وهو متجاهل إلتقاطات ساهر المُستمرة له بسبب تجاوز السرعة القانونية وقف إمام باب البيت وقبل يسحبها مرة أخرى سحبت يدها من يده وهي تضربه بعلبة زجاجية موجوده بالسياره أنتبهت للدم اللي ينتشر من يده بشكل شبه كبير لكن ما اعارت ألمه أي اهتمام ناظرت له بحِده : فيني رجلين أعرف أمشي أبعد عني
صرخ بغضب وهو يسحبها للرصيف ويوقفها متجاهل الدم اللي ينتثر من يده بشكل ملحوظ : ويمين بالله لو ما مشيتي اللحين لا ادفنتس في مكانتس
مّشت بخطوات بطيئة وهي متعمدة تستفزه ، دخلوا للبيت قفل الباب وراه بغضب مجنون ، قرب من عندها وهو يهز ذراعها بنظرات حادة : وش هالاخلاق ذي؟ ما تستحين أنتي! ما عاد فيه حياء خلاص!
أبعدت يده من يدها بهدوء قاتل وبانت إبتسامة انتقام من خلف أسنانها شديدة البياض : مو عاجبتك أخلاقي!
سياف ناظر لعيونها بذهول : وش اللي صار قبل شوي كيف تسولفين معاه كذا كيف تسولفين معاه وكأن الوضع طبيعي وعادي !
المها نزلت النقاب والعبايه والطرحه وراحت للمطبخ تبي تسكب لها كاس ماء تكلمّت ببرود وهي تشرب ماء : ليه عادي بطلب منه قهوه ولازم المجاملات ولازم اثني على قهوتهم لذيذة بالحيل وشفيك!
أخذ كاس الماء من يدها وهو يرميه بأرضية المطبخ وتحول الكاس الى أشلاء صغيرة من الزجاج : عبيطه انتي! انا تعبت تعبت منتس وما عاد اتحمل انتي عمرتس ما راح تفهميني دايم انا بعيونتس خاين كذاب بعمرتس ما راح تفهميني وترضين عن طريقة شغلي
المها رفعت يدها لياقة الثوب ناصع البياض اللي هو لابسه أبتسمت بأستغراب من ردة فعله : انا ما قلت شي وشفيك حبيبي!
طلع من المطبخ وجلس على الكنبه وهو يخلل أصابعه داخل شعره بغضب أسود مجنون ، مّرت من عنده بـ لامبالاة وغيرت ملابسها وهي تلبس بجامة من الحرير مُريحه : ما تبي تنام!
قام من سمع صوتها مو لإنه متلهف لإنه بيموت من برودها وتصرفاتها الغريبة صفعها كف على وجهها لين انطبعت آثار أصابعه على خدها الرقيق ، قبل يكمل خطوته بالرجوع والطلوع من المنزل مسكت يده وهي ترفعها لمستوى ثغرها وتقبلها ومن ثم صفعته هي الاخرى كف آخر على خده قربت أصابعها من وجهه المذهول وهي تمرر أصابعها على أحمرار خده لحتى صارت قريبة من أذانه رفعت نفسها لمستواه همست بصوت أنثوي : أحبك..
أبعد شعرها خلف أذانها وهو يتمتع بالنظر لعيونها اللي تشبه السيف بحدتها بجانب هذا كانت مُشابهه لسطوة اللهيب لكن نظراتها كانت رقيقه وكأنها قد سرقت من الورد عذوبته.. سحبها لعنده وهو يخبي وجهه داخل حضنها وبالفعل بادلته الحضن وكانت هذي أفضل طريقة يتراضون فيها بعد الموقف الأخير وكل واحد منهم يغرق بالثاني أكثر وأكثر بدون اي قيود او حواجز..

في المستشفى ~

بعد ما طهر الدكتور الجروح ولف عليها الشاش حتى ما تتأثر بعامل الجو وتلتهب وطمنه على نفسه وتطمن فيصل عليه طلعوا من المستشفى رجعوا للمكان وهم ياخذون سيارة فهد ويرجعونها للبيت وبعد ساعتين بالضبط رجع للبيت وهو شبه ميت من التعب اللي صار له ما عاد يبي شي إلا انه ينام ، ينام ويرتاح بس يحس انه خسر كل طاقته اليوم ..
فتح باب الغرفة بهدوء يخالف الضجيج اللي داخل روحه تكلم بصوت يغزوه التعب الشديد : ميساء..
طلعت من دورة المياة بأستعجال من حست بعودته لفت الروب حوالين جسمها وشعرها ما اهتمت له كثير كان يغطيه الشامبو ما غسلته بطريقة صحيحه او بمعنى أصح ما امداها تغسله جلست بجواره ناظرت للجرح بتدقيق وهمست بـذُعر : حبيبي بسم الله عليك جيت وشقال لك الدكتور وشيقول فيه شي تعورت طيب الجروح عميقه ولا سطحيه طيب ت...
رفع أصبعه لجبينها وهو يمسح قطرة من الشامبو قبل تاخذ طريقها لعيونها وتأذيها : وش قلتي؟
همست بصوت قصير وخوفها عليه يسيطر عليها : تعورت..
ناظرها بهيام وهو متلذذ بعذوبة الكلمه من لسانها وبصوتها الرقيق : أول كلمه!
ناظرت لعيونه بتفكير وتذكرت كلمتها الأولى وسرعان ما انصبغ وجهها باللون الأحمر من شدة الخجل وكان هذا أكثر شي يحبه فيها خجلها خلل يده في شعرها بهيام : روحي كملي وإذا خلصتي حطي لي ملابس بتروش..
ميساء قامت بأستعجال وهي تحاول تختفي عن أنظاره تكلمّت بصوت قصير جداً من شدة خجلها منه وتشك إنه وصل له أساساً : أبشر..
بعد ساعات من العذاب النفسي اللي عاشته وأتضح على ملامحها وحولها لـ انسانه شبه ميتة قامت وهي تحارب في عقلها الليلة الماضية وأحداثها اللي بتبقى مثل الوسم بصدرها ، اليوم وبعد صراع مع رفضها له بكل ما تملك من أساليب ووسائل لردعه ، صارت من ضمن أملاكه غصب عنها وبدون رضاها حتى!
اكتشفت بعد زمن طويل ان القوه مو شي كافي يخلي الأنسان ينتبه من الناس اللي حوله ويحط لهم حد ، بعض الناس تملك صفات مفترسة ممكن بأي لحظة بتنقض عليك!
الحذر ما يكفي .. والحياه دايم لها رأي آخر .
خرجت من دورة المياة " يكرم القارىء " جلست على طرف السرير وعيونها ضايعة بالفراغ اللي أمامها لأول مره تحس انها مو مجبورة تتخبى عن أنظاره لأنها أنصابت منه وش فايدة الحذر بعد ما تنلدغ وينتشر السِم في أنحاء جسدك أنت بالأخير تضررت..
ما قدر ينام هو الآخر كان يداهمه أحساس غريب بالندم بالاستعجال يدري انه قتل اليوم جانب منها كان يثق فيه لو حاولت تنفي هالشي بـ لسانها عيونها تتكلم ..
وش فايدة الحوارات الطويلة والتبريرات لمن تُميت الحياة الكلمات على ألسنتنا ويفوت أوانها ، طبطب على طرف كتفها الأيسر بدون أي ردة فعل منها بدون أي إهتمام أو صد..
هالمره ما صدته وتركته لنفسه او بمعنى أصح تركته لإن حسرة المريض على مرضه ما راح تشفيه من علته ولا بتغير شي من حاله همست بصوت مبحوح من كثر ما بكت :أكرهك ، وبعمري ما راح احبك لو بجيب منك عشر عيال ببقى أكرهك أكرهك
ناظر لكفوفها اللي مرميه بأنهاك على السرير وتسري فيها رجفه قويه قام من مكانه وتقدم بخطوات هاديه ما يبي يزعجها حتى بخطواته رفع أصابعه لشعره وهو يمسح عليه بتشتت وجلس أمامها وهو يناظرها بندم : ما قدرت سامحيني..والله العظيم ما كنت ابي تتأذين مني والله..

البارت السابع والثلاثون

ما تحملت منه كلمة منهارة لحد كبير رفعت جسدها من على السرير بسرعة البرق وكأنها ملسوعة وكل العذاب اللي شافته من ساعات يلوح أمام عيونها وكأنه يطلبها انها تتنحى عن أنوثتها جانباً وتأخذ دور المُهاجمة رفعت يدها وهي ترفعه من أعلى قميصه لحد ما صار بمستوى طولها وقبل حتى تجر سلسلة من الشتائم أنهالت عليه بالضربات واللكمات بجميع أجزاء جسده رفعت كفوفها لمقدمة شعرها وهي تشده بقهر بليغ : لا تعتذر مني لا تعتذر مني ياحقير انا سلمتك روحي وانا متأكده انك ما بتسوي لي شي بس انت حقير وكذاب انت مو قد ولا كلمه قلتهاا...
حّس بغصة تتوسط حلقه من كلامها اللي تنطقه بصعوبة من فرط تعبها ورجفتها وبكائها ، ولسوء الحظ أنها بتسمع الأشنع والأدهى من كلامه قبل قليل كلام محظور بالنسبة لها .. : انتي زوجتي بالاخير واللي سويته من حقي..
رفعت أصابعها المرتجفة إلى ياقة قميصه الأبيض وهي تحاول بكل ما وهبها الله من قوه تمنع عن صدره استقبال الاوكسجين من الغرفة تحتاج أنها تخنقه لين يموت حتى يهدأ لهيب صدرها : متى صرت زوجتك متى حسيت اني زوجتك متى توددت لك متى لقيت لك بال انت ولا شي بعيوني ولا شي انت نكره مثلك مثل اي شي بالحياه ماله أهمية
كتم غضبه وسط جوف صدره من ألفاظها اللي كانت مُتجردة من الاحترام والرأفة وبكل ما يملك من حُب وهيام لها حضنها وهو يدري انها تحتاج انها تهدأ مو أكثر..
تهدأ وتفكر بالأخير انه زوجها وان اللي صار لها طبيعي بعقليته هو وكلمته المعتادة في وسط قلبه وبين أفكاره " نار أميره ولا جنة غيرها " ما أكتفت بكل الضربات والجروح اللي على جسده من آثار زعلها وغضبها الحاد المُميت!
إلى هذي اللحظة ما زالت تلقي عليه اللكمات بأستمرار صرخت بصوت مكتوم هزيل : أبعد عني يا حقير لاتلمسني..
ما أعار شتائمها بال ولا خاطر ، أخذ شتائمها على محمل أنها غاضبة فقط ومن حقها تنفس عن غضبها بالطريقة اللي تناسبها هي بالأخير يحق لها ما لا يحق لغيرها : شوفيني قدامتس سوي فيني اللي تبين بش بشويش على نفستس تعبتي كثير..
ما أستحملت قربه كيف بتستحمل كلماته القذرة بمخيلتها كيف بتتحمل رائحته اللي اختلطت مع رائحتها انفاسه اللي تزاحم أنفاسها طلباً للهواء اللي بيرجع الحياة لصدورهم اللي على وشك الموت!
كان هالمشهد لحاله سبب كافٍ إنها تقضي على حياته بأي ثمن !
أودت عليه بـ هلاك آخر وهي تطيل النظر في عظام رقبته ذات الطول الواضح اللي تتوسطها تُفاحة آدم ..
رفعت كلتا يديها لرقبته ومشختها بكل قوتها وما مّرت الثانية الأولى إلا والدم يسيل بغزارة أمام عيونها دفته على جدار الغرفة بحقد يفيض من عيونها وصرخت بحقد من كيانه المكروه في كيانها...: أكرهكك...
ما أعار قطرات دمه اللي انتشرت على قميصه وعلى وجهها ذو الملامح الحادة العذبِة وشعرها الطويل المشابه لسواد الليل وملابسها اي إهتمام كان عالق في نظرة القهر بعيونها فقط ..: خذي حقتس مني انا قدامتس وجسمي كله لتس اضربيني كسريني اذبحيني بس لا تبعديني ابد..
زاحم صوته المُتوجع المُرهق بحته الرجولية الحزينه همس لها أخيراً وهو يشعر بضعف حركتها وكأن بودار قوتها أختفت جميعها وبقت وحدها ثبتها مره أخرى لحضنه وهو يتكلمّ بذات النبرة المُتوجعة : انا ابي اذوق الموت من يدينتس ولا أحيا على يدين أحد غيرتس..
أنقضى شهر الصيام على أفضل حال رغم العديد من التعثرات النفسية والتخبطات والعديد العديد من الآلام والأمنيات والدعوات وأكيد الروحانية...
في ليلة العيد السعيد ..
وعلى أنغام أغنية أم كلثوم " يا ليلة العيد آنستينا .. وجددتي الأمل فينا يا ليلة العيد .. هلالك هل لعينينا فرحنا له وغنينا " .. إلى آخر الأغنية .
كانت تردد الكلمات مع أم كلثوم وترقص بيدها اليمين ويدها اليسار فيها المكنسه لأنها جالسه تغسل الحوش بالماء والصابون ترقص بروح طفلة سعيدة بـ ليلة العيد ولمة الأهل والأحباب برغم من أنها بالعقد الثالث من العمر بـ سَن الثاني والعشرون وروح السابعة عامّ ..
خرجت أمجاد من دورة المياة يكرم القارىء حّست بعدم راحه ما تعتمد على جود بشكل كامل طلعت للحوش ناظرت لـ جود بذهول!
كانت قد دخلت في سلسلة من الرقص والأغنيات والوقت متأخر أساساً : يا تبن الساعه ثلاث وانتي توتس تغسلين الحوش وبعدين متى تتسبحين وتحطين ميك اب بتروحين لصلاة العيد ولا بتجلسين بالبيت!
جود جلست على الدرج بعدم إستيعاب : اختي اسألي سؤال واحد مو كذا ست مية سؤال بوقت واحد خليني اجاوب على اللي اتذكره بخصوص الصلاه ما أعتقد اني بروح ابد وش قلتي السؤال رقم خمس ميه واحد ايش هو ذكريني!
امجاد أنغبنت من برود جود : لا واضح من ذا الجلسه انتس مهتمه ترا العيد ذا عندنا الكل بيجي لنا انا ما ألوم امي لمن توصيني وتجبرني أشرف على البيت من بعدها لان انتي من يعتمد عليتس من بس هاه !
جود بملل من أمجاد وحلطمتها اللي ما تخلص ابد : أختي ادخلي داخل خليني أستمتع بذاتي مع نفسي شوي..
امجاد حست بغبنة من تصرفات جود الطفولية : بروح اتعدل وبنزل اسوي القهوه وانتي خليتس استمتعي مع ذاتس يالبارده..
جود بتأييد على كلام أمجاد : قرار صائب يلا اذهبي لا أريد ان أرى وجهتس المروح بعد هذة المره اغربي عن وجهي..
امجاد ناظرتها بطرف عين وهي معصبة منها جداً : لغه عربيه فصحى على قد الحال بروح الجلسه معاتس ما منها سنع والله..
جود ناظرتها بملل وعلى ثغرها إبتسامة صفراء : اذهبي بارك الله فيتس
دخل البيت وهو رافع ثيابه فوق بعد ما جابها من عند محل كيّ الملابس : هي هي ثيابي ثيابي يا وجه الفلس لا توصخ انقلعي انتي وصابونتس ذا
جود : وانت توك تجي ابوي معصب منك سهم ضيف ضيف وجاي يقضي لوازم البيت وين حق الضيف وينه !
محمد بحلطمه : سهم ولد ابوي وبعدين انا نشبت بالزحمه والله ظني كل اللي بالديره اليوم طالعين للسوق!
جود بتهويل للمواضيع : نام ابوي وهو معصب معصب ، بس ماعليه بكره بتصالحون العيد يرجع القلوب سليمه ونظيفه!
محمد ناظرها بغبنه : لا ان شاءالله الوالد خاطره طيب علي بس هاللحين يمديني انام ولا لا حتى ما تروشت اصلاً
جود برفض لفكرة نومه هالوقت : لا لا ما يمدي تروش اللحين عشان تلحق على صلاة الفجر وصلاة العيد بعد ساعتين ترا ابد ما يمديك من اللحين اقولك!
محمد بحلطمه : اجل بروح اطلع لي ملابس حتى اتروش متى تجين يا ريم تساعديني وتجهزين لي ملابسي وتبخريني وتعطريني
جود ضحكت : هي بتساعدك وورعانكم بيساعدوني ان شاءالله ويغسلون معي الحوش كل عيد..
محمد : يصير خير بنشوف!
جود ضحكت وكمَلت تنظيف للحوش بسعادة تغزوا ملامحها من فرحة العيد ..
- بعد مرور ثلاث ساعات
بداية من عقدها المُضي على نحرها شديد البياض وصولاً إلى قوامها الممشوق إنتهاءً بِخلخالها المُحيط بكاحلها الأيمن ..
فتنة وأي نوع من الفتن ، تلك الفتن التي لا تنسى ولا تمّر البال مرور الكرام وتذهبُ تلك الفتن الخالدة الوجاجة المُهيمنة المُسيطرة على أفئدتنا معشر العاشقين ..
أنتهت من آخر لمسات إطلالتها المُلفتة جداً وإذا بالكارثة تتمثل من خلال المراية اللي بينت لها جميع تفاصيله بثوبه الأبيض ونسفة شماغه على رأسه بأتقان والمسبحه اللي بين أصابعه الإبهام والسبابة ورائحة عطرة المُقرفة في بالها بالرغم من أنها شديدة الجمال وراقية جداً ..
قامت من الكرسي وقبل تكمل خطوتها الأولى للسرير حتى تاخذ شنطتها مسك يدها بأحكام وقرب منها بدون أي قيود رفع يدينه لـشعرها وهو يجذب خصله ليده ويتأملها : كل عام وانتي روحي وحبيبتي وعيوني ويارب ما يكون هذا آخر عهد لنا مع بعض
وبذات الرغبة والأقبال كان حجم صدها دفعته للخلف بأطراف أصابع يدها وتحولت ملامحها للجمود ونيران الحقد ما زال لهيبها واضح من عيونها : لا تكلمني وكأني بموت من عشقي لك..
ناظر لعيونها بتدقيق وهو يقرب خطواته ببطئ دون إدراك منها ما تزحزح عن النظر وسط محاجرها لوهلة من الزمن ، وكأن عيونه عايشه داخل عيونها من شدة تأمله لها : يكفيني عن العشق وعن سوالف المحبين وجودتس حولي كيف ما كنتي ..
تجاهلت كلامه الغزلي تعّدت من أمامه وهي تلبس عبايتها وتعدل طرحتها وتاخذ شنطتها تكلمّت بغضب يتفجر وسط ضلوعها لكن مجبوره تسأله تخاف اخوانه تحت تبي تتأكد قبل تنزل : فيه أحد تحت!
ناظرها بهدوء وهو يدخل جواله داخل مخباته ويمشي معاها : لا كلهم سبقونا وراحوا لبيت عمي ابو سهم ..
غيرت مسارها من شافته يمشي بجانبها ما تبي حتى الطرق تجمعهم بمخيلتها هيَ تحاول تقهره بـ أبسط الاشياء دام ان أكبر الاشياء صارت لها بسببه!
لكن هو بالعكس كان مبتسم لحركتها يدري وش تفكر فيه بالضبط وبالفعل تركها تمشي بالطريق اللي نفسها تودّه ، هو نفسه الطريق اللي ما يجمعها معاه أبداً..


"أعن لك لو تصب الموت وأتهيّلك
‏وأجوع لك وأتمنى خنجرك وأشتهيك


‏ماقلتلك عمر سيف العشق مايقتلك
‏ماتشوفني حيّ قدامك وانا اموت فيك!"


بعد ربع ساعة وقفها قدام بيت العم عبدالعزيز ابو سهم ، شافت عيال سند واقفين قدام الباب وهم مبسوطين وبيدينهم عيديات وجالسين يعدون الفلوس ومخبين الحلاو بحضنهم وحاطين قدامهم الشبسات والعصيرات أبتسمت بداخلها على برائتهم وأشكالهم ، من شافوها ركضوا وهم يحبون خالهم سيف جداً ويحبون اميره بعد بس سيف عندهم رقم واحد لانه دايم ينتبه لهم ويلبي حاجاتهم ..
الطفل يشعر بمن يحبه بصدق ومن يتصنع محبتهّ ، الوليد ركض وهو يرفع يدينه لسيف اللي رفعه لفوق وهو يدور فيه ويحبه ويرحب فيه من قلب : يا مرحبا والله بالذيب من العايدين يا حبيب خالك
الوليد أبتسم بسعادة : من الفايزين
تميم ركض وهو يرفع يدينه لـ سيف بعد ما سلم على أميره رفع يدينه لسيف بحماس : وانا وانا
سيف رفعه فوق وهو يحبه ويهلي ويرحب : يالله تحييهم يالله عيدك مبارك يا ابوي
الوليد أبتسم بشماتة وهو يناظر لتميم : هذا خبل ما يعرف وش يعني عيدك مبارك
تميم عصب من طقطقة الوليد عليه : كذاب والله انا اعرف
اميره قربت من تميم وهي تحب على خده : ماعليك منه أصلاً تميم يعرف يسولف ويعرف يتكلم وهو أحسن ولد
تميم ابتسم بسعادة من إطراء عمته عليه ، أختفت الابتسامة من وجهها وهي تلمح نظرات سيف الساهية وسط عيونها وقربها الكبير منه رجعت خطوتين للخلف وهمست بصوت واضح : بروح للحريم..
دخلت قسم الحريم وهي للحين ببالها نظرات عيونه سلمّت على الكل شافتهم جالسين والكل وصل قبل موعد وصولها ، أبتسمت أم سياف وهي تناظرها : أبطيتوا علينا
أميره بهدوء : سيف نام وتوه يصحى ولا كنا بنجي معاكم من بدري
ام سياف بأبتسامة : عسى ربي يحفظكم
ام سند : انا والله محدٍ نام من العيال وأبو سند يقول العصر لازم الكل يتجهز بنروح للمزرعة وبنجلس كم يوم هناك ونرجع..
ام سهم بتأييد : ليت والله نروح لها نوسع صدورنا ونستانس شوي تعبنا من المُدن نبي نتفس هواء نظيف ..
ملاذ بأبتسامة : تدرون عاد أمس اسولف مع سعود اقول ليت نطلع للمزرعه والله يا ان اجوائها تاخذ العقل خاصة بالليل ياربي ما تتفوت ابد
ام سياف ضحكت : وينه سعود مختفي ! اغلب وقته ما يجينا ..
ملاذ بتفهم: يعمري يا خالتي والله ان وقتنا يروح تجهيز للأثاث وأغراض للبيبي ودوامه بعد يتعب ولا والله سعود ماله غناة عنتس ابد..
ام سند أبتسمت : والله وهي صادقه العيال ينشغلون اللحين انا سند يالله أشوفه
ام سهم ضحكت : سند عاد أبتلش بالحريم اهم شي انهم بخير ومرتاحين وان بنت الناس اللي أخذها تكون طيبه والحمدلله الله رزقهم بأحسن الحريم
وأستمرت سوالف الحريم من بينهم ، الهنوف أبتسمت لـ اميره اللي متغيره ملامحها وصايره حلوه بالحيل تكلمّت ببراءة : الله وش هالحلاوه ذي يا حظ سيف بس يتأمل هالوجه العذب
أميره مسكت يد الهنوف وهي تعصرها بقهر وتقرب شفايفها من أذن الهنوف بدون محد يلاحظهم : لا تتكلمين كذا وكأني بموت عليه وعلى كلامه وغزله التراب..
الهنوف ضحكت ضحكه ناعمه تشبه شخصيتها : ايه هذي أميره اللي أعرفها
أميره حطت جوالها بجنبها وهي تضغط على أصابع يدها اليمين بقهر من كلام الهنوف اللي مو منتبهه له وأشعل بقلبها نيران الغضب والحقد..
أمجاد جلست بعد ما خلصت من صب القهوه للكل حسّت بدوخة من النوم ناظرت لـ أماني اللي جت حست بغبنه بس سكتت لأنها ضيفه وقدر الضيف من قدر المعزب أبتسمت وهي ترحب فيها هي وأمها وجلست بهدوء من بينهم كان شكلها جميل ومرتب لكن كانت منفسه وهالشي واضح عليها ..
الجازي انغبنت من شافتها جايه ببرود وهي توها برمضان مأذيتها لكن تجاهلتها لأن ما بتضيع وقتها مع وحده رديه ومافيها عقل ولا تعرف تحترم أحد..
ام سند ناظرت أماني بهدوء : حياتس الله الليه العشاء عند عمتس ابو سند تجين مع سند ان شاءالله
أماني رفعت الفنجال وهي تتكلم من راس خشمها : بشوف
المها بغبنه من أسلوب أماني مع أمها تكلمت بنبرة حادة : سبحان الله الأخلاق رزق فيه ناس محرومين منها..
ام سند همست بصوت قصير للمها : خلاص اسكتي كبيها عنتس اهم شي نسوي الواجب
المها بغضب : الواجب انها تجي تساعدنا مو تسوي نفسها بنت العز اللي ما ترفع الفنجال من الأرض..
.. بعد ساعة ..
أماني ناظرت للجازي بتعالي وهي تعدل نقابها : أمشي سند برا ، مع السلامه ..
جود بصوت شبه مسموع : الله لا يسلم فيتس مغز أبره ..
ام سهم بأبتسامة مجاملة : الله يحفطتس وعاوديها لا تقطعينا
أماني : ان شاءالله
الجازي طلعت بعد ما سلمت عليهم انصدمت لمن شافت اماني تسولف مع سند وتضحك وهي من شوي منفسه على الحريم داخل ومخربه الجلسه عليهم بعد واللحين تضحك وش هالتناقض..!
دخلت السيارة بغضب ما قدرت تتحكم فيه : يعني مو معقول انا اللي اركب ورا دايم وشذا اللي قاعد يصير!
أماني بنبرة حادة : انا تعبانه من الحمل وولادتي قربت أكيد ما بتحمل القعده ورا..
سند بتشتت : اذا ولدت وقامت بالسلامة ان شاءالله كل مره وحده تركب قدام
الجازي بغبنه : عادي انا كنت حامل وأركب ورا لكن لا حبتك عيني ما ضامك الدهر !
سند بغضب : بتتهاوشون على كرسي كبروا عقولكم شوي!
الجازي تجاهلت كلامه وناظرت لبنتها اللي بدت تصيح وحاولت تسكتها شوي وأعصابها واصلة لـ اقصاها سمعت صوت الوليد يرتفع وهو يكلم ابوه : بابا وقف هنا عند البقاله ابشتري شي
سند بغضب مكتوم : ابشر ، وقف عند البقاله ومّد له فلوس ورفض ياخذها بحجة انه معه عيديات واجد وهو يبي يحس انه رجال ويدفع ، دخل البقالة واشترى عصير للكل عدا أماني وزع عليهم العصيرات وجلس بجنب الباب ..
سند بصدمة : افا وشذا اللي سويته عيب يا ولدي انت رجال وكبير لا تسوي كذا ليه ما جبت عصير لخالتك!
تميم تكلم ببراءة وهو يشرب من العصير : لان الوليد ما يحبها يمكن
أماني حسَت أنها بتنفجر من كلامهم بخاطرها تضربهم لين تبرد كبدها لكن مجبوره تسكت عشان سند تجاهلت كلامهم وهي تناظر لسند : ناس مريضه حبيبي رجعني للبيت أول مصدعه بنام..
وصلها للبيت لان ما يبي تزعل ويجلس يراضيها هو مو حمل زعلها ابد ، تعب من المشاكل يبي يرتاح شوي متجاهل كل مشاعر الجازي في هاللحظات..

- في المزرعة -

أحتفاءٍ بقدوم عيد الفطر كان الكل مُتجمع فيها من ابناء واحفاد الجد سلمان ..
في مغرب يوم الفطر الأول كانوا الرجال حاطين زوليات حمراء بشكل مرتب وحاطين مساند ظهر المصنوعة من الحديد وحاطين المراكي ، في نهاية احد الزوليات من الجانب الأيمن شوي كان فيه منقل كهربائي صافين عليه الدلال وموزعين مقادع التمر قدام الرجال والفواكه في صينيه كبيرة بالوسط وريحة العود تملى المكان كانت الجلسة مرتبة وجميلة وزادها جمال نسانيس الشمال الباردة ، يا عذوبة الشمال وعذوبة أراضيها وعذوبة قلوب أهلها الطيبين ..
في قسم الحريم كانت كذلك الجلسة جاهزة لكن كانت داخلية في مجلس الحريم الكبير كان كل شي مرتب وجميل بداية من القهوه والشاهي والحلويات والموالح والمشروبات والفواكه وغيره الكثير ..
كانت جلستهم جميلة بشكل عام وزادها جمال حبهم لبعض وتكاتفهم ..'
بعد التراحيب وتبادل الأحاديث اللطيفة بين الأهالي ..
راحوا البنات لغرفة ثانية واسعة جداً لها ذكريات كثيرة بقلوبهم جلسوا بروحهم حتى ياخذون راحتهم بالسوالف..
لعبوا لعبة تحديات كان الكل يلعب بسعادة وأصوات ضحكاتهم عالية خاصة جود وريم من بعض التحديات ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -