بداية

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -28

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد - غرام

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -28

ميساء مسحت دموعها وناظرت له بأرهاق : طيب شقال لك الدكتور
فهد بضيق : مافيه شي تغير على حالها عسى الله يشفيها ويرد لها صحتها
ميساء وقفت وهي ترفع شعرها بأنهاك : يارب ، بروح اسوي فطور ..
فهد أنسدح على الكنبه وهو يستغفر ويفكر ببنته كلمّ الدكتور وسأله لو وداها للخارج بيسوون لها شي قاله مافيه فايده ابد العلاج واحد بكل الدول ..

البارت الواحد والأربعون


طلعوا من البوابه الخارجيه وكان تفكيره يحوم حول اطفاله ، كانت مُتيقنه انه يفكر فيهم ويبي يشوفهم قبل يمشون ، ما تكلمت أبد خلته يروح للمكان اللي يبيه قبل يروحون للمطار ..
دقايق بسيطه وهو واقف قدام بيت أهلها ناظر للباب بتردد وقبل يفتح باب السياره مسكت يده بحقد : بتروح لهم !!
سند ناظرها بذهول من مسكت يده : أيه بروح اودع عيالي قبل نسافر فيها شي بعد!
أماني ناظرته لثواني وملامحها تتحول للغضب : واللي يقولك انك ما راح تروح طيب !
سند ناظرها بأندهاش : عبيطه انتي وشتخربطين ! هذول عيالي ترا ولهم حق علي !
أماني تكلمت بقهر : مو أنت تقول ان زوجتك صارت طبيبه للمجانين خلها هي تدبر ورعانها مو تغثني انا حرمه واعرف سوالف الحريم ذي !
سند ضحك بأستهزاء : ليش انتي تحسبين الجازي تفكر نفستس الجازي من تطلقنا ما شفتها الا مرتين بس وكانت مو طايقتني بعد ارتاحي يعني!
اماني بحقد : ما يهمني اللي يهمني انك ما تروح لهم تحطهم كلهم ورا ظهرك ترا ما راح ينفعونك أنت مالك أهل الا انا وبنتي والبيبي اللي بيجي قريب ان شاءالله !
سند ناظرها بغبنه : اماني مو كل شي تبينه يصير انا الرجال هنا ترا ولي كلمه!
اماني رفعت حواجبها وهي تناظر له بعدم استيعاب : يعني بتروح وتشوفهم!
سند بعناد : ايه واللحين بعد
اماني رجعت ظهرها على المرتبه وهي تتكلم بحقد : والله لو تروح لهم اني لا اخلعك من بكره ودور لك وحده تقبل فيك وتهنى معاها
سند بصدمه : انتي وين عقلتس تمنعيني من عيالي ! حطي نفستس محلها
اماني بغرور : تخسي احط نفسي بمحلها من هي احط نفسي مكانها وبعدين خف رجلك مو كل شوي رايح لهم انا قايله لك تروح لهم كل شهر شهرين مره وحده بس والمتخلفه طليقتك ما تشوفك ولا تشوفها ولا تسمع صوتها ولا تشوف اثرها مع الارض !
سند رجع ظهره على المرتبه وناظرها بقلة صبر : خافي ربتس انتي ام ما تخافين الدنيا تدور عليتس !
اماني بملل : خايفه ربي بس حرك للمطار مابي انغث اكثر من كذا ..
كان كل اللي ببالها انها تحاول تبعد دايم عن هالمنطقه وتحاول تطلعه منها ما تبيه يكون قريب من الجازي ولا من عياله ما تبي قلبه يحن عليهم ابد ويرجعها لذمته !
العصر ~
ميساء ناظرت لبنتها من خلف الزجاج كان ممنوع الدخول عليها لإن جسمها ضعيف أسندت راسها على الزجاج وهي تبكي بأنهيار وتناظر لبنتها اللي وجهها متغير بالحيل من التعب!
قلبها أوجعها على بنتها تحسها متغيره من يومين تعبانه بزياده ناظرت لفهد وهي تمسح دموعها : خلنا نسأل الدكتور عنها يمكن تحسنت شوي !
فهد بضيقه : سألته اليوم الصبح مافيه شي جديد
ميساء بأصرار : أحنا اللحين بالمستشفى خلنا نسأله ونشوف يمكن تحسنت يمكن تغير شي ما تدري
فهد حس انه يرفض طلباتها بالحيل ما يبيها تزعل منه او تحمله ذنب شي : تعالي معاي ، راحوا للدكتور وبعد دقايق من الحديث عن حالتها..
الدكتور بتعاطف : بالحقيقه يؤسفني اقولكم ان ورد أصبح عندها فشل في القلب وتم أكتشافه اليوم كانت تجيها بعض الاعراض واليوم وبعد التحاليل والفحوصات اللازمه تأكدنا من هذا الأمر ..
فهد ناظر للدكتور بحزن : لا حول ولا قوة الا بالله
ميساء كتمت دموعها وتكلمت بقوه عجيبه : يعني بنتي ما بتعيش !
الدكتور ناظرها بأسف : ما بتعيش الا بمعجزه ولكن الله قادر على كل شي احنا مسلمين موحدين ونؤمن بأن قدرة الله تفوق قدرة الاطباء واللي خلقها ما راح ينساها ادعولها ادعولها قد ما تقدرون والخيره فيما يختاره الله .
فهد بجلاده : طيب وكيف حالتها اللحين
الدكتور : نمشي على خطة علاج وما نقصر عليها بشي ونتابع حالتها أول بأول والله يشفيها ويعافيها للان ما اقدر افيدك بشي ..
همست بصوت باكي : الله يرد لها صحتها
في الساعه ٨ مساءً ..
طلعت من غرفتها بصعوبه ما كانت متحمله نظرات احد لها الكل عنده فضول يعرف وشسبب طلاقها وكلهم على يقين ان كلام سيف مو واقعي !
سيف أنسان عاقل مستحيل يطلق عشان هالسبب أكيد في شي أقوى من كذا أكيد في شي اجبره على الطلاق ، خاصة أن الكل يدري ان سيف يعشق أميره مو بس يحبها !
مشت بخطوات ثقيله ووقفت قدام باب البيت شافت أبوها جالس يهوجس لحاله بالحوش تكلمّت بصوت ثقيل من النوم مثل ما أدعت إلا انه ثقيل أصلًا من الحزن اللي مخيم على ملامحها بوضوح : مساك الله بالخير
ابو سند ناظرها برأفه : هلا ببنيتي مساتس الله بالنور تعالي تقهوي معي البنت راحت تسوي العشاء والعجوز تصلي والعيال كلن لاهي بحياته
اميره بأبتسامه لطيفه : أبشر
ابو سند كان يحب فيصل حب خاص من بين احفاده : وينه النتفه ذا ما جبتيه معاتس اشوفه
اميره بأبتسامه باهته : نايم ما بعد قام ينام كثير بسم الله عليه
ابو سند أبتسم : عسى الله يحفظه ويبلغنا فيه
اميره : امين ، مدت فنجال لأبوها وتقهوت معاه وهي ملتزمه الصمت ..
ابو سند ناظرها بندم : سامحني يا بنيتي انا اللي دمرت حياتس انا اللي اجبرتس على شي ما تبيه نفستس ولا توده
ناظرت ابوها بأندهاش : لا والله يبه انت ما اخترت لي ألا الزين والخير لي
ابو سند تكلم بضيق : انا ما دخلت بالي سالفة طلاقكم ذي وكاد ان فيه علم ما اعرفه خلينا نصلح من بينكم إذا انه شي ما يسوى
اميره تكلمت بأستعجال وهي متوتره : لا يبه خلوه على فاله دامه مرتاح بالبعد ، بيجي يجي ما يبي الله يستر عليه ويوفقه
ابو سند : وأنتي كيف حياتس معاه هو مقصر معاتس بشي فيه شي من بينكم أثر عليكم
اميره : لا يبه سيف طيب وماعليه كلام رجال ونعم فيه أبيض وجه
ابو سند بأستغراب : هو يمدح من صوب وانتي تمدحين من صوب علامكم اجل تطلقتوا دام كلكم زينين !
أميره بتعب : يبه مالنا نصيب مع بعض ذا قدرنا وقسمتنا
ابو سند بتفكير : والله انتم وراكم بلا سالفتكم مار ما تدخل العقل ما يصدقها حتى الورع
اميره بتوتر : ماعليه يبه بتصدقها بعدين بس اهم شي لحد يضغط عليه حتى عمي حامد تكفى يبه خلوه ان جاء زين وان ما جاء بصبر لين يجي او الله يعوضني " قالتها بمراره لإنها كانت متأكده ان سيف هو العوض "
ابو سند بضيق على حالهم : الله يصلح شانكم ويهديكم
ما قدر انه يروح للشقه ابد وهي مو موجوده فيها كانت موحشه بدونها
جلس على سريره بعد ما أستقر بغرفته اللي في بيت اهله وهو عزابي ما نام زين نام بحدود الأربع ساعات فقط كان متضايق بصوره محد يتخيلها كان مغبون مغبون !
وللأسف انه هالمره ما قدر يستعين بمحمد كان يشوفها فيه ، مشى بمراره وهو يوقف قدام المرايه ويناظر لشكله ، خشمه الحاد المستقيم ، سمار بشرته الجذاب ، حواجبه الكثيفه ، شنبه المرتب وشعره الكثيف الناعم ، ملامحه ملامح أنسان عربي ألا انها هالمره اختلفت عليه كثير ناظرها بتمعن وكأنه لأول مره يشوف نفسه وجلس يتذكر ملامح محمد بمراره تنهد تنهيده حا ا ا ره احرقت صدره بمعنى الكلمه !
جلس على السرير مره اخرى وهو يفكر بشخصيتهم الإثنين اللي كانت مُتشابه بعض الشي نفس الاهتمامات والتفكير والحب والكره لكل الاشياء !
وللأسف في زحمة افكاره اتصل محمد هو من رجعها لبيت ابوها وهو حاذف جواله ولا فتحه ما يبيه ما يبيه ولا يبي اللي فيه لكن مُجبر يرد رد عليه بنبره حزينه لكن حاول يسيطر عليها : ارحب محمد
محمد بذهول : وينك فيه وينك اتصلت عليك مليون مره مافيه رد عسى ماشر ليه متطلقين والله اني حاولت اتأكد مليون مره من اللي سمعته لين أكده لي ابوي وشفيكم وش عفس حالكم كذا ما كنت تحبها انت وهي تقول انها تقبلتك وشتغير عليكم اللحين
سيف صرخ عليه بجنون وهو يحاول يطفي من نار الغيره اللي شبت بضلوع صدره : اسسسسسكت اسسسكت مالك دخل فيها ولا فيني ولا تجيب طاريها قدامي ابد اطلقها اذبحها ادعسها اقطعها مالك دخل فيها ابد .. قفل الخط وجلس على السرير وهو يتنفس بصعوبه بليغه ويضرب صدره بعبببره ودموعه تطيح على خذه بمراره وغبنه وقهر ..


‏لا عاد تنشدني ورا خاطرك شين
‏بالله خل إللي بصدري بصدري


‏ انا أدري آنك يارفيقي حمر عين
‏ ولا تنشد الا كود من زود قدري


‏ غير الزمن يومي بنا يسار ويمين
‏ وانا تصدد منك ما ابغاك تدري


‏ دايم نقول ان تالي الوقت بتزين
‏وان كان تبغى الصدق؟ والله مدري

البارت الثاني والأربعون


طلعت من المطبخ وصحن الفواكه بيدها نزلته بتعب وهي تنحني للطاوله وقبل تجلس شافت محمد داخل البيت وملامحه غريبه ناظرته بأستغراب : وشفيك ؟ شصاير ؟
محمد بان عليه الضيق جلس على الكنبه وهو يناظر للتلفزيون بملل واضح : سلامتس ولا شي
ريم جلست بجنبه وبدأ يدب بقلبها توتر وخوف : الا فيه شي ما كنت كذا من شوي شصاير تكلم !
محمد تكلم بنبره غاضبه : ريم خلاص قلت لتس ولا شي لا تزعجيني !
ريم ناظرته بصدمه واشاحت ببصرها عنه بعد ثواني همست بنبره قَلِقه : طيب اللي تشوفه
محمد أخذ شماغه وعقاله ووقف بزعل وطلع من البيت تحت انظار ريم المصدومه من مزاجه اللي تغير فجأه !
ما كانت تقدر تتكلم مع أحد الا جُمان اتصلت عليها وثواني وردت عليها : سيف وينه فيه
جُمان بذهول : بسم الله قولي السلام عليكم شي مساء الخير
ريم بغبنه : مو فاضيه لتس سيف وينه فيه
جُمان بحزن : بحجرته
ريم بحسره : كيف حاله
جُمان تنهدت بضيق : مكسور مكسور ما قد شفت سيف بحياتي بهالحاله الا اليوم ليتني اعرف بس ليه طلقها أحس اكيد صاير شي قوي سيف يحبها مستحيل يتخلى عنها بهالسهوله ، ريـم !
ريم تكلمت بأنهاك : هـلا
جُمان بضيفه : محمد خوي سيف أكيد بيتكلم معاه بيرتاح شوي من الحمل اللي على صدره اسألي محمد وردي لي اكيد عنده علم
ريم بضيقهّ : محمد مو طايق شي من شوي بس سألته عن شي نفس علي وطلع من البيت
جُمان : شفيه ذا بعد
ريم : مدري عنه اسمعي بكلمتس بعدين مابي يجي وانا اكلم مع السلامه ..
في قائمة جهات الأتصال شافت رقم اميره ناظرته بحسره وندامه وتأنيب ضمير : شسويت ياربي شسويت كيف بصلح غلطتي انا اللي حديتها انا اللي حديتها وبسببي صار كل ذا شبسوي شبسوي عشان ارجع هالزواج يارب لا تواخذني يارب لا تبليني بحياتي ما تحملت ما تحملت غيرتي اعمت عيوني عن الصواب والخطأ يارب لا تعاقبني بفعلتي ما كنت اقصد ما كنت ابيه يطلقها والله ..
دخلت غرفتها وهي تسمح لهزيمتها تاخذ مجال أنها تظهر بوضوح بعد المُجاملات قبل قليل !
هذا اليوم الأول اللي عاشته من دونه واكتشفت انها ما قدرت تكمله وهو ما بعد اكتمل حتى ، خسارته عظيمه على روحها ، خذت جوالها وفتحت المحادثات حقتهم ذبحها قلبها وهي تقراهم وتشوف كيف مدلعها ومهتم بأبسط أشيائها أبعدت الجوال عنها بحزن وأخذت فيصل لحضنها ناظرت له بأنكسار تكلمت بصوت متحشرج : تكفى يا فيصل قوله يرجعني تكفى
فيصل ناظرها ببراءه وغمض عيونه ثم فتحها مره اخرى دليل انه يبغى ينام رفعته لحضنها وحطته على فخذها بعد ما غطته زين وباست عيونه جلست تطبطب على يده اليسار وتحاول فيه ينام وهي تمسح دموعها وتتذكر كيف كانت تنوم فيصل بمساعدة سيف ..
حذفت بنفسها على السرير وهي ترمي كامل جسدها عليه بعد ما نيمت فيصل ناظرت للسقف بفراغ كبير تحس بتناهيداها تتوقف في بلعومها بس مع هذا ما قامت كانت عاجزه عن الحركه ثقل قلبها اثقل عليها وقفتها !
أنتبهت للباب اللي يدق وعلى عكس ما توقعت كانت مو الهنوف عدلت جلستها وناظرتها بنظرات غير مفهومه : هـلا
ميساء جلست بجنبها وهي تناظرها بأسف رغم كل الحزن اللي بقلبها ألا انه ما هان عليها تتركها بروحها دون ما تشاركها حزنها وخسارتها : وش تحسين فيه اللحين ؟
اميره غمضت عيونها وهي تفكر بكلام ميساء بعبره : احس اني ما استاهل
ميساء ناظرتها بغصه : ما تستاهلين وش ؟
اميره تكلمت بغصه تنتصف حلقها وبان على ثغرها إبتسامة تلعوها الخيبه : كل شي بذا الحياه ما استاهله
ميساء ناظرتها بحزن وهي تلتزم الصمت وطرأ عليها بنتها ورد اللي ما اكتملت فرحتها فيها ..
اميره بذات الخيبه : ابفهم شي واحد بس هو اللي تكرهني نفسي ولا الحياه هي اللي تكرهني!
ميساء مسحت على يدها بمؤازرة : لا تفكرين كذا بتتعبين فكري ان بعد العسر يسر لا تفقدين املتس بالحياه عشان موقف واحد
اميره فتحت عيونها وهي تناظرها بمراره : موقف واحد ! انا عندي امل بالحياه طول عمري وللحين مستمره تخيب ظني انا ما عاد أثق فيها ابد
دق الباب بأنتظام و تنحنح ودخل بوقار مُعتاد : السلام عليكم
عدلت جلستها وناظرته له بدون ملامح : وعليكم السلام
فهد ألقى نظره على الغرفه وصوب نظره عليها بتعاطف : وشخبارتس ان شاءالله طيبه
اميره بتحفظ : ان شاءالله طيبه
فهد ناظر لـ ميساء : خلينا شوي ابيها بموضوع
ميساء وقفت وناظرت لهم وأستدارت بظهرها للباب وطلعت بعد ما قالت " أبشر "
فهد ناظرها بتمعن : ناقصتس حاجه محتاجه شي فيصل ناقصه شي ؟
اميره بضيقهّ : لا ولو ينقصه شي ابوه يجيبه
فهد بضيق : الخال والد .. سيف ما يقصر وفيصل بعد ما اعده الا ولدي
اميره حست بكتمه تمنع التنفس عن صدرها من طاري اسمه : من طيب راسك
فهد بصراحه : ابوي علمني بسالفة طلاقكم ما دخلت راسي ابد ابيتس تعلميني بالسالفه اللحين عشان اعرف الحق مع مين !
اميره برعب بان من عيونها ومن أصابع يدها اللي بدأت ترجف : ما قدرت احبه واتقبله طلبت منه يطلقني
فهد ناظرها بأندهاش من هالسبب اللي بنظره سخيف : غير ذا
اميره تكلمت بعبره وقدرت تمسك دمعتها قبل تنزل : ولا شي حياتنا مع بعض مُستحيله كل منا يهيم في وادي لحاله ما نجتمع في شي
فهد سكت لثواني وتكلم بنبره واثقه وهو يناظرها : دام كذا عندكم علم ما تبونا ندري به الله يصلح حالكم وانتي ببيت ابوتس وفيصل ذا بيت جده وخواله محد غريب عليكم ولا احتجتي شي كلميني لا تستحين ابد
اميره ناظرته بنظره هادئة خلفها الكثير من الأعاصير الانهيارات المَتاعب : ما تقصر يابو ورد
في ذات الهدوء اللي كان يعلو ملامحه ويبين لها انه مُنغمس في عمله كما اعتادت هِي على ذلك كان هاتفه رهين يديها ناظرت للمتصل بتمعن " أسماء المحمد " وسرعان ما بان على عيونها نظرة إشمئزاز وملل منقطع النضير ردت عليها بدون نفس : أسماء المحمد
أسماء أبتسمت بأستغراب : أيوه انتي زوجة الاستاذ سياف ؟
المها أسندت ظهرها على الكنبه وهي تردد بنظرة مُتهكمه : انا زوجة الأستاذ سياف .
أسماء برزانه : أهلاً وسهلاً تشرفت فيكِ ممكن تعطيني الاستاذ سياف أبغاه بحوار خاص !
المها ببرود فضيع : لا مش ممكن حطي فبالك ان سياف وقت ما يكون بالبيت هو مو فاضي لترهات الشغل بيكون مُتفرغ لزوجته وبنته فقط طلباتس أستفسارتس خليها مقصوره على وقت دوامه مو بالمنزل فرصه سعيده اسماء المحمد ..
أسماء بأبتسامه : وأنا أسعد على فكره اللهجه كثير حلوه
المها بأبتسامه صفراء : بتكون هاللهجه قاسيه وسم ما ينجى من وراه احد لو تكرر هالاتصال وسياف عندي !
قفلت المكالمه ومّشت بخطوات غاضبه بعض الشي وناظرت لـ سياف المُنغمس في شغله : عادي أسالك شي
سياف بدون ما يلتفت لها : مليون عادي اسألي
المها جلست على الطاوله اللي امامه بتفكير : ليش الرجال عادي يوزع رقمه على البنات بحجة العمل وما اعرف أيش لكن المرأه ممنوع ؟
سياف تغيرت ملامحها تحول وجهه للون الأحمر القاتم وهو يرى جواله في قبضة يدها : وش مسويه من مصيبه بعد مصايبتس ما تخلص
سحب الجوال من يدها بوحشيه وحذفه على الكنبه اللي خلفه ناظرها بغضب وأمام كل هذا الغضب نظراتها اللي تعلوها اللامبالاة : قليل
تعدت من امامه وأخذت جواله وحذفته عند أقدامها رفعت أصبعها السبابه في وجهه : بوريك التصرف الصح في هالموقف
ذهبت للمطبخ بتأني وجابت مِطرقه ورفعتها في وجهه وأنحنت للأرضية وهي تقلب الجوال بين يديها وسرعان ما ضربته بالمطرقه حتى صار فتات مكسور عديم الفائده : قلت لي اني لازم اتحمل طبيعة شغلك وانا اقولك اذا تبيني ابقى معاك لازم تتحمل طبيعة تفكيري انا ما راح اتغير عشانك انا ببقى انا وانت ان بغيت تتغير عشاني او عساك ما تغيرت ما يهمني
عكس ما توقعت قابل كل هذا الانهيار منها اللي كان بدافع الغيره أولاً واخراً قابله بالابتسامه : انا احبها بس اخاف تتأذين منها
جلست على الكنبه وهي تضع رجل فوق رجل وتناظر للفيلم بلا مُبالاة : قذر
جلس بجنبها وهو يتأمل ملامحها الغير مفهمومه بتأني : عيب هالكلام !
ناظرته بأستخاف : عندك عيب عندي عادي أبغى أسافر
سياف : ممنوع يمكن تكونين حامل مابي أضحي بولدي
المها ضحكت ضحكه عاليه : ومن قالك حامل ! انا كل سبع سنين أجيب طفل أنت على بالك بسوي هنا فريق كوره بجيب عشر اطفال وبجلس أربي فيهم ، صحتي ثم جسمي ثم جمالي أهم من أطفالك ..
سياف : بس انا احب العائله الكبيره
المها : ما كل ما يتمنى المرء يُدركه ، تجري الرياح بما لا تشتهي ... ؟
سياف : السُفن
المها : شطور
رفعت الملعقه لمستوى شفتيها بحزن أسير أتضح خلف نظراتها اللامُباليه أخذت كم لقمه وقامت بدون كلام راحت لغرفتها وأغلقت على نفسها الباب سمعت صوته من خلف الباب دليل انه قادم ..
راحت بأستعجال لدولاب الملابس وأخذت تطلع منه جميع الملابس اللي صارت مرميه على الأرضية بشكل فوضوي !
وقف بهدوء ظاهري خلفها وهو متجاهل جميع هَذه الفوضى : حياتك معانا صعبه ؟
أبتسمت بمراره وهي تقلب فستان زواجها بين يديها : فوق ما تتخيل !
تقدم بخطوات يسيره وهو يتحاشى أن قدمه تقرب من الملابس ناظرها وهو يرفع ذقنها له ويتأمل عيونها الواسعه عن قرب : وش الصعب فيها ؟
نوره بتفكير ما طال : وحيده
سهم برأفه : انا معاتس
نوره بزعل : بالاسم
سهم ناظرها بأستغراب : بالاسم وبالشعور !
نوره بخذلان : هذاك اول ، تنهدت وهي تخرج من صدرها سموم وحدتها جلست على السرير بأنكسار مُغلف بقوه هزيلة : طلقني حياتنا مع بعض صارت مُستحيله !
سهم جلس بجنبها وهو يرمقها بغضب : ناظريني وأطلبي مني هالطلب !
نوره أنسابت دموعها على خدها بمراره : احبك ايه احبك بس احب نفسي بعد ليه تحذفني على نفسي اجلس هنا انتظرك بالايام ابيك تجي تطل بوجهي ما القاك انت معاها معاها دايم ليش تتركني لنفسي كذا
سهم تكلم بضيق : مهما اعتذرت وبررت ما بتفهميني
نوره بحِده : ولا ابي افهمك ابيك تتركني تتركني لنفسي وبس تعبت وانا بس لطيفك لبقايا وقتك الضايع تعبت وانا مُجرد فراغ إنسانه هُلاميه ما تشكل قيمه بذا الحياه
سهم بضيق : أنتي الحياه بعيوني أنتي الطريق اللي امشيه مبسوط فيه وابيه واحبه ليه ما تفهميني وتقدرين ظروفي !
نوره بأصرار : ما عاد يغريني ذا الكلام اتركني لنفسي ابتطلق سهم
سهم ناظرها بأنهاك : ما اقدر اتخلى عنتس
نوره بأنهاك الا انه أشد بمراحل : طلقني سهم !
سهم بمراره تعتصر حنجرته تفوه بكلمه ما كان متخيل بيوم من الأيام انه ممكن يقولها ناظرها بحزن مُنقع النظير : انتي طالق

البارت الثالث والأربعون

في منتصف الليل شديد السواد قامت مفزوعه من وسط عاصفة كوابيسها المُنهكه أستغفرت ربها مراراً وتكراراً وهي تحط يدها على صدرها وتتنفس بسرعه عاليه ألتفت لـفهد اللي داخل في نومه عميقه جداً !
مسكت ذراعه وهي تهزها بذُعر : فهد تكفى اصحى اصحى بسرعه
قام مفجوع وناظر لحالتها الكسيفه : شفيه شصاير !
ميساء ببكاء حاد : بنتي بنتي فيها شي خلنا نروح نشوفها تكفى فهد الله يخليك
فهد مسح جبينه بتوتر واستعدل بجلسته : كم الساعه
فتحت جوالها شافت الساعه ٢:٢١ ليلاً وقالت لـه ، قام فهد وهو يبدل ملابسه راحت بأستعجال وهي تلبس عباتها ناظرها : وين؟
ميساء برجاء : بروح معاك تكفى لا تخليني هنا بروحي والله اموت ابشوف بنتي ابتطمن عليها
فهد : الوقت متأخر اجلسي هنا وانا بطمنتس عليها
ميساء بذُعر : فهد لا تخليني ما تفهم أنت مابي اجلس هنا شسوي اذبح نفسي خذني معك هذي بنتي
فهد بغضب مكتوم : أمشي ...
طلعوا من المنزل بهدوء وحرك السياره وراحوا للمستشفى وهي تبكي طول مسافة الطريق من البيت إلى المستشفى دخل لقسم الاطفال شاف الحارس على البوابه يمنعه من الدخول بحجة انه مو وقت زياره للعنايه ..
توجه فهد لقسم الاستقبال وتكلم مع الدكتور المناوب عبر الهاتف وسرعان ما جاه الموافقه على دخوله عنده ..
ناظر للدكتور بتوتر اخفاه فهد عن ميساء : السلام عليكم
الدكتور ناظر فهد بنظرات غير مفهمومه : انت ابو الطفله ورد ؟
فهد : ايوه جاي اسأل عنها انتكست حالتها أمس وابي اتطمن عليها
الدكتور بتردد : البقاء لله قبل ساعه فقدنا ورد اسأل الله ان يجعلها شفيعه لكم ويربط على قلوبكم ويعوضكم خيراً مما فقدتم
ميساء ناظرت للدكتور بدون وعي منها : انت تخربط شتقول انا جيت اليوم العصر اشوف بنتي بنتي مافيها شي انت اكيد اللي ذبحتها انت اللي ذبحت بنتي تبي تشيل حملها عن صدرك تشوف طايحه على السرير تقول ما منها رجا ميته ميته ليه ما عطيتني اياها انا اللي بهتم فيها
فهد تقيدت رجوله ويدينه وكل جسده خانه ما عاد يدري كيف يتصرف حس انه رجع ورع يبي احد يدله ويعلمه بالصواب : إنا لله وإنا إليه راجعون
الدكتور وقف بتعاطف وخرج من الغرفه وهو يدعي لهم ان الله يربط على قلويهم ويقويهم متجاهل كلام ميساء اللي كان متأكد انه من الصدمه الظنا غالي ..
فهد حس الأرض ماهي ثابته ولكن أستدرك نفسه بسرعه وقدر انه يسيطر على اعصابه ومشاعره دفنها في منفى داخل صدره هو اليوم أب لازم يكون أقوى أجلد أصلب لحد ما يجيه اللي يزيح عنه ذا الصدمه والحمل الثقيل اللي هد حيله ..
رفعها لصدره وهو يحضنها ويسمع صوت بكائها وتمتمات حزنها وشتائمها ونياحها تعلو في الغرفه : أهدي قولي انا لله وانا إليه لراجعون هذا قضاء وقدر الله اللي جابها لنا والله اللي اخذها الدكتور ما قصر معاها الله اللي ما كتب لها عمر انتي مسلمه ومؤمنه تعرفين ان الموت حق ولا بد منه
ميساء ارتفع صوت بكائها أكثر وهي مو حاسه بالدنيا قلبها مع بنتها اللي فقدتها قبل لا تشبع منها وتشم ريحتها وتفرح بسلامتها : بنتي راحت وانا اناظرها ما ساعدتها ما ساعدتها اهه يا ورد
فهد بأنكسار : لا حول ولا قوة الا بالله لا تلومين نفستس هذا قدرها تعالي معاي برجعتس وبشوف الإجراءات
ميساء ببكاء : لا ما ترجعني ابي اشوف بنتي ابشوفها اخر مره ما راح ارجع
فهد بضيق : تعالي
راحوا لقسم الوفيات للعنايه المركزه للاطفال " ثلاجة الموتى " شافت مجموعة أسره شكلها كان غريب عليها شافت طفلتين راحت لـ طفله صغيره ناظرت لملامحها بأستغراب ما كانت بنتها رائحه تكتم بالمكان ما كانت مقززه كانت غريبه مالها اي مسمى شافت السرير الثاني وفعلياً كانت بنتها اللي مغمضه عيونها وجسمها ناحل ووجهها لونه أصفر بدون اي ملامح ناظرت لعيونها وكتمت بكائها داخل صدرها ما كان واضح الا صوت شهقاتها اللي ترتفع في أنحاء المكان مسحت على جسمها الصغير : بردانه
فهد غمض عيونه بحزن وهو يناظرها وهي تغطي بنتها اللي كانت متجمده ما تتحرك ما تبكي ما ترمش ما تتنفس أول مره بحياته يبكي وهو يشوف وردتهم تودع الحياه وتروح للدار الآخره يدري إنها شفيعه لهم بأذن الله لكن ما بعد شبعوا منها ما تهنوا فيها مسح على جسد بنته وهو ينحني لمستواها ويقبلها وحاول ياخذ ميساء معاه لكن رفضت طلع من القسم ووقف بأنهيار وهو يحاول يتمالك نفسه أتصل وجاه الرد بعد ثواني : السلام عليكم
عبد العزيز بأستغراب : وعليكم السلام عسى ماشر يابو ورد علامه صوتك كذا
فهد تنحنح وهو يتمالك نفسه : ورد راحت للي خلقها ابيك تجي اللحين وهات معاك الوالده اجلسوا مع ام ورد لين اكمل إجراءات المستشفى
عبدالعزيز بحزن : انا لله وانا اليه راجعون عظم الله اجرك ياخوي عظم الله اجرك الله يعوضكم خير ويجعلها شفيعه لك ولأمها ان شاءالله
فهد بغصه : جزاك الله خير مع السلامه ، قفل المكالمه وراح لميساء اللي تبكي بصوت مُنهك وهي تلوم نفسها وتعاتب نفسها رغم ان مالها اي ذنب في وفاة بنتها ..
فهد رفعها بصعوبه كانت ثقيله جداً ناظرها بصلابه وهو يحاول يقوي قلبه : خلاص اتركي البنت هذي الروح لله ماهي لنا حنا علينا نحافظ عليها والحمدلله ما قصرنا عليها بشي لكن ذا يومها انتي حامل وتعبانه لا تسوين كذا بنفستس تعالي ارتاحي
ميساء بأنهيار شديد : مـابي عيــال مـابي خلاص كلهم بيموتون كلهم بيموتون
فهد بغصه : حبيبتي وش هالكلام استغفري ربتس تعالي الرجال بيشوف شغله بنرجع لها بتغسلينها مع الحرمه ان شاء الله بتشوفينها بس اللحين لازم يحطونها بالثلاجه انتي موحده وتعرفين تعاليم الدين زين تصبري واذكري الله يلا مشينا شوي بيجي عبدالعزيز وامتس انا بكمل الاجراءات
ميساء بصوت متحشرج من البكاء : لا تروح بنتي وانا ما شفتها لا تروح تكفى لا تروح تكفى
فهد مسكها وهو يسندها بالباقي من قوته الهزيله : افا والله ما تروح وانتي ما شفتيها بتغسلينها وتكفنينها وتدعين لها والكل معاتس ما انتي بروحتس اللحين لازم ترتاحين وترجعين للبيت اسمعي قران هدي روحتس شوي انا ما خبرتس كذا انا اعرف ميساء القويه الصابره هذا قدر ومن الأيمان انا نرضى بقضاء الله وقدره ..
بعد مرور ساعه ونصف بالضبط رجع للبيت دخل مع البوابة بأنهاك وهو يثبت خطوته ووقفته ناظر لـ ابوه وامه بتحفظ : السلام عليكم
ابو سند نزل اللقمه من يده وحطها بالصحن وناظر فهد بترقب وهو يحس بخوف يدب انحاء قلبه : بسم الله الرحمن علامك يا ولد صاير شي
ام سند ناظرت له برعب وهي تنتظره يتكلم : وشبلاك وش هو صاير ؟؟
فهد بغصه : ورد راحت لربها
ابو سند مسك راسه وهو يناظر للأرض بحزن حس الصداع زاد عليه بشكل كبير : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم انا لله وانا اليه راجعون عظم الله اجرك يا ولدي الله يعوضكم خير الله يعوضكم خير
ام سند وقفت وهي تمسح على كتف ولدها ودموعها تنزل على خدها بمراره : عظم الله اجرك يا ولدي الله يجعلها شفيعه لكم تصبر يا ولدي تصبر ادري ان الضنا غالي لكن تصبر الله بيعوضكم توكم معاريس
فهد تنحنح وناظرهم بضيق : جزاكم الله خير انا بروح ارتاح شوي بداري عن اذنكم
الساعه 11 صباحاً بعد انتشار الخبر عند الأهالي ، في مغسلة الاموات حوالين السرير كان فيه ام سند والمها واميره وام عبدالعزيز وبنتها ديم عدا الهنوف ما كانت هنا كان قلبها ما يستحمل ما تستجري تدخل المكان ذا ابد ..
ديم واقفه على الجدار تبكي هي والمها اللي انهاروا بشكل فضيع كانت تناظر لهم بنظرات غريبه ما تدري وش التصرف اللي المفروض يصير فكرت كثير بـ ميساء تخيلت انها ممكن تفقد فيصل ونزلت دموعها بغزاره على خدها !
كانت عينها على ميساء اللي تغسل بنتها تاره وتاره تطيح ويقومونها الحريم والبنات كانت حالتها كسيفه لـ ابعد حد ناظرتهم المغسله بأيمان وقلب قوي راضي بالقضاء والقدر : استهدوا بالله يا اخواتي الموت حق هذا مصيرنا كلنا اذكروا الله اذكروه وانتي يا امها الله بيعوضك خير لا يجوز اللطم على الخد والاعتراض على القضاء والقدر
ميساء بأنهيار : ما شفتها ما شبعت منها حتى ما سمعت منها كلمة ماما ماتت وهي ما بعد شافت شي من الدنيا
ام سند ببكاء : اذكري الله اذكري الله ابوها لا يشوفتس كذا لا تضغطين عليه اكثر من كذا تصبري وقوي حالتس
ام عبدالعزيز ببكاء : خليها تطلع اللي بقلبها لحد يلومها انا مجربه فقد الضنا يذبح يفطر الكبد ولدي كأنه اليوم ميت لحد يلومها خلوها
ام سند بحزن : يا ام عبدالعزيز لا تقولين كذا قدامها لا تضغطين عليها الله يصبر قلبها الله بيعوضها العوض اللي يرضيها
المها مسحت على ظهر ميساء بمؤازرة : تكفين اذكري الله قولي لا حول ولا قوة الا بالله استهدي بالله اللحين بياخذونها خلاص بقى خمس دقايق وتقام الصلاه
ميساء بأنهيار : يمه بنتي لا ياخذونها ابيها ابيها تكفين لا ياخذونها لا يحطونها بأرض خاليه ويدفنونها تحت التراب لا يحرقونها بالشمس ولا يذبحها الحر يمه تكفين لا ياخذونها
اميره بحزن : لا حول ولا قوة الا بالله
في مصلى الرجال كانوا واقفين يصلون الشيبان والعيال كلهم واحفادهم كان الحزن واضح على الكل لكنه كان شديد على فهد اللي متلثم بشماغه وحابس عبرته وسط صدره خلصوا من الصلاه وجابوا الجنازه يصلون عليها ناظر لبنته بمراره وصوت بكائه اتضح كانت صغيره صغيره انتبه لفيصل اللي بكى ما قدر يمسك دموعه وهو يشوف اخوه بذا الوضع
اخذوها للمقبره وحطوها في قبرها ودفنوها مسح على جبينه وهو يتمالك نفسه لكنه بالاخير بكى في حضن فيصل لان سند ما كان هنا كان مسافر للخارج سياحه ..
فيصل مسك فهد وهو يحضنه بحزن : بسم الله عليك شد حيلك وانا اخوك شد حيلك عسى الله يجبر بقلبك ويصبرك
فهد بعبره : راحت وهي ما شافت من الدنيا يوم
فيصل بعبره : راحت لربها اللي ارحم بها منك ومن امها ، انت ابوها وما ترضى لها التعب والعنا يمكن موتها اشوا لها البنت تعبانه عسى الله يجعلها شفيعه لكم لو عاشت بتتعذب وتتغربل
فهد : اهه يا فيصل
فيصل بعبره : الله يجعلني اخذ ضيمك ياخوي شد حيلك الله يربط على قلبك ويصبرك ..
-
في منزل أبو سند بعد صلاة الظهر في قسم الحريم كان يملأ المكان صوت القران الكريم ، الكل كان هناك من الأهل والأقارب والجماعه والجيران وصاحبات ميساء الكل جالس وملتزم الصمت كان السواد يغطي المكان الكل لابس العبايه والطرحه ..
منهاره في حضن امها تبكي بنحيب يجرح حتى قلب اعصى العصاه على وجه الارض وكيف ما تنهار وهي فقدت طفلتها قبل ان تغمرها بدلالها واحتوائها وتوضح لها جزء يسير من حبها وخوفها عليها بنتها اللي ولدتها امس ودفنتها اليوم أصبحت اليوم من الماضي وأي نوع من الماضي .. الماضي الأليم !
كانوا يمرونها الحريم ويقبلون راسها ويعزونها ويجلسون بضيق وهم متكدرين على حالة ميساء الكسيفه ..
ام سند ناظرت لميساء بحزن يكاد يفطر كبدها : لا حول ولا قوة الا بالله لله ما اعطى ولله ما اخذ
ام سياف بـ ايمان صادق : الحمدلله هذا قدر والمسلم لازم يرضى بما كتبه الله عليه تصبري يا بنيتي لا تحسبين ان اللي جابها بيضيعها والله ان الدموع اللي تنزل ان الله يعلم كم عددها ومرارتها لا تحسبين ان الله اذا اخذ ما يعطي ويعوض الانسان واذا اذاق الشخص الفقد ما يجبره الله الرحيم ما ينسى عباده ويعوضهم بالخير اصبري والله ان الاجر والعوض عظيم عند الله
ام سند بحزن : الحمدلله الله يعوضهم خير مما فقدوا
بعد التعازي في المساء الساعه ١٢ بالليل ..
أنسدحت على سريرها بأرهاق ناظرت لفيصل اللي كان نايم قامت و مشت بخطوات هاديه ما تبي تصحيه وهي خلقه تعبانه اليوم بزياده ومتضايقه مافيها حيله تجلس معاه وتنومه من جديد مسحت على يده الصغيره وهي تبكي تتخيل بداخلها شعور ميساء أنهارت من البكاء من جديد دعت بقلبها ان ربها يحفظ فيصل ولا يوريها فيه مكروه ويجعل يومها قبل يومه ..
سمعت صوت فيصل يستأذن بالدخول من ورا الباب حق غرفتها ناظرت للباب وهي تمسح دموعها : تعال
فيصل نزل الشماغ على كتوفه ناظر لفيصل اللي نايم : ابوه يبيه تحت يقول وراه سفره مهمه بكره الصبح ولازم يشوفه قبل يمشي
حست بكهرب ينفض جسمها بطريقه مُرعبه ما قدرت تتحكم بردة فعلها من طاري أسمه اللي لعب بحواسها ومشاعرها مسحت جبينها بتوتر ورفعت يدها لفيصل : اخذه لأبوه
فيصل مّشى بخطوات مُتعبه رفع فيصل وهو يسمي عليه قبل جبينه ومّشى فيه وهو نايم طلع مع البوابه وراح لسيارة سيف واعطاه فيصل وراح لمجلس الرجال وهو يحس انه مُرهق بشكل كبير ..
رفع ولده لصدره بحزن مُنقطع النظير يحس بـ جرح يطعنه في جوف صدره بقسوه تكلم بغصه من وراء احباله الصوتيه المُتجرحه : هلا هلا بولدي هلا بحبيب ابوه
رفعت يدها للستاره وهي تناظر له بغصه همست بصوت مبحوح : ناظرني

البارت الأربع والأربعون

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -