بداية

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -29

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد - غرام

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -29

البارت الأربع والأربعون

ما خفى عليه رجائها ما سمعها لكن قلبه قلبه اللي يخونه دايم لا صار الموضوع لها ويخصها ما يبخس حقها ابد ويروض لـ اجل رضائها كل عسير وشيٍ صعب أحدٍ يطوله!
وكيف يتجاهل النظره إذًا إنها لها اميره اميرة قلبه اللي سلبت منه عقله وقلبه بدون ما تدري ولا تحس كيف تطلب منه هالطلب وكأنه ماهو سيف اللي يا كم ذاق الموت ولوعاته من ورا حُبها !
ويالرغم من حاجة قلبه المُلحه انه يشوفها لو لمَحه عابره ما رفع عيونه ولا قدر يرفع عيونه للشباك حتى ! حشيمه لـ عمه واهلها ولها وقبلها خوف من ربه يدري انها تنتظره من وراه ويدري انها تشوفه اللحين كانت تناظر له وهي تكره اسمه وجوده كيانه كيف اليوم وهو يعلم انها تحبه !
همس بأذن فيصل ما يبيه يصحى ويبكي : أبيك لا جيتها تقولها اني ما زلت احبها وما زلت شاريها ..
رفع راسه للسماء العريضه بضيق خيم على ضلوع صدره ، دخل يده في مخباته وطلع منها فلوس وحطها داخل زهمولة فيصل ، راح للمجلس وشاف قدامه فيصل اعطاه فيصل وراح بأستعجال لبيت أبوه وهو يحس انه مخنوق مخنوق وبيموت قريب من الهم اللي متربع بجوف صدره ..
ناظرت لـ فيصل اللي جاء لها وهو يبكي وكأنه رافض فكرة انفصال ابوه وامه كان فعلاً مسافر ورايح بس ما كان لشغل ابداً نفس ما ادعى قدام الكل كان رايح لإنه اضعف من انه يبقى بمكان هي موجوده فيه !
هواها يلخبط موازينه ويقلبها فوق تحت ما يقدر يغامر ويجلس هنا لـ ايام يبي يرتاح من طيفها اللي محاصره بكل وقت حتى بوقت نومه ،
راح لأبعد مكان ما يجمعهم مع بعض راح لإن جنونه اليوم زاد وخوفه زاد ولأنه يبيها ويبيها ولا يبي يفارقها رغم كل اللي صار !
الحُب أعمى عيونه عن خطاها صار ما يهمه شي ألا هي ووجودها حوله الباقي أمره هين ومحلول !
أحبك جداً
وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل
وأعرف أنك ست النساء
وليس لدي بديـل
وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى
ومات الكلام الجميل
لست النساء ماذا نقول
أحبك جدا...
أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى
وبيني وبينك
ريحٌ
وغيمٌ
وبرقٌ
ورعدٌ
وثلجٌ ونـار
وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ
وأعرف أن الوصول إليك
انتحـار
ويسعدني
أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية
ولو خيروني
لكررت حبك للمرة الثانية
وبعد هذا الموقف انقضى الاسبوع الأول بصعوبه على الجميع الكل فاقد شي اللي فقد طفله واللي فقد حبيبه واللي فقد نفسه من بعد هذا الاسبوع ما تم شي على حاله الكل في حالة تأهب لكوارث ومصائب أكثر ، المصائب لا تأتي فرادا !
فتحت باب الغرفه بهدوء شافت جواله مرمي على السرير وفيه مجموعة ملابس مُبلله محذوفه على الأرضية ناظرتهم بلا مُبالاة أعتادت تشوفهم هالفتره بكثره جلست على طرف السرير وهي تناظر مع الشباك بتفكير كئيب ما طال ..
طلع من دورة المياه يكرم القارىء بعد ما تسبح طاحت عيونه على عيونها اللي مو جالسه تناظره انسدح على السرير بتعب : بكره عندتس موعد بالمستشفى
ميساء بهمس خفيف : ماله داعي أروح
فهد عقد حواجبه بأستغراب من رفضها : له مليون داعي ابي اتطمن على الـطفل
ميساء ناظرت عيونه بخيبه : هذا اكبر همومك ؟ تتطمن عليه وأنا ما سألت عني كل يوم تطلع من البيت ما ترجع الا وقت النوم
فهد تنهد بضيقه وهو يرجع شعره المُبلل للخلف بأنزعاج : عندي اسبابي
ميساء بنظرات حاده : صح انت بس اللي عندك اسباب
فهد ناظرها بغبنه من تفكيرها ومن اتهاماتها الباطله المُستمره له هو مقدر وضعها النفسي بس تعب من إلقاء اللوم عليه دايم وهو ماله ذنب بشي : مو بس انتي اللي حزينه على ورد اذا انتي امها انا ابوها بعد
ميساء ببرود : مو واضح عليك
فهد تكلم بخيبه جَليه في منتصف صدره : لان ما تبين تشوفين يا ميساء
ميساء بأرهاق أتضح من عيونها الغائره من البكاء وقلة النوم والطعام : احسن لي ما اشوف ما اشوف وانت عايش حياتك وبنتك ترابها ما نشف أنت أب أنت أب بالله ؟
فهد طبق فكه العلوي على السفلي بأحكام وهو يشد على اسنانه ما يبي يتهور ويسوي شي وهي بذا الحاله ويتندم بعدين : هذا انتي ولا راح تتغيرين تعامليني دايم اني مهمل بنتي وبيتي وما افكر الا بنفسي انتي تدرين انا ليه اروح هناك ؟
ميساء بلا مُبالاه قاتله : مابي ادري عن شي يخصك اتركني أنام
فهد ناظرها وهي تقوم وتتأهب للنوم : اروح عشان ذكرى ورد في هالدار تخنقني وتموتني وانا استأجرت بيت بنطلع له بكره او بعده لين يكتمل بيتنا
ميساء : مابي اطلع معاك بروحي عاجبني هذا المكان
فهد صرخ بحِده من اسلوبها المُستفز : وعزة جلال الله ما انتبهي للكلام اللي تقولينه لا امد يدي عليتس خليني هادي وراكد لا تستفزيني
ميساء انسدحت على السرير وهي ترفع اللحاف على جسدها تكلمت بنبره لا مُباليه : ما يهم
ناظرها بغبنه وطلع مع باب الغرفه وهو يسكره وراه بقهر لدرجه انه كاد ينخلع من مكانه ، رفعت راسها وناظرت للباب وهي تسمح لدموعها تنهال على خدها بمراره واضحه كانت تبيه يجي يتقرب منها ما يتركها وينفر منها ويختار انه يبعد عنها على طول وهو يدري انها تحتاجه وكل اللي قالته قالته لإنها تحتاجه وإن خانها التعبير وأظهرت العكس تبقى تحتاجه بجانبها..
في صباح يوم جديد من الساعه السابعه صباحاً جالس بالحوش قدامه القهوه والشاهي والراديو مشغل على قناة القران الكريم ..
ابو سند جلس يسبح ويذكر الله شاف فهد راجع للبيت والهالات مغطيه عيونه وواضح انه سهران ولا نام البارحه ..
فهد حب راس ابوه وجلس بجنبه وجلس يصب لـ ابوه قهوه : صبحك الله بالخير
ابو سند بأبتسامه لطيفه : صبحك الله بالنور والرضا علامها عيونك هاللون ما نمت البارحه
فهد جاب اسمها على لسانه بصعوبه زعلانه عليها جداً : لا ميساء عندها موعد بعد شوي لا جبتها بنام ان شاء الله
ابو سند : وشلونها هي عساها أحسن
فهد بتحفظ : ماعليها ان شاء الله لا تشغل بالك
ابو سند : انتبه لها الام حساسه من ناحية عيالها اكثر من الاب ترا
فهد ناظره بأستغراب : كيف تقول كذا يا يبه وانت اب ؟
ابو سند : الام تحس بولدها وتعرف اللي بخاطره بدون ما يتكلم لو يضحك ساعه كامله ويتضايق ثانيه من هالساعه ما فاتتها هالثانيه الرسول عليه الصلاة والسلام ما وصى عليها ثلاث مرات من فراغ والجنه ما صارت تحت اقدام الامهات الا من عظم منزلتهن ومكانتهن بالاسلام وعظم حقهن
فهد بطمأنينه : عليه الصلاة والسلام عز الله انك صدقت يا يبه عسى ربي ياخذ من عمري ويعطيك انت والوالده
ابو سند ربت على كتفه بمؤازرة : عسى الله يطول بعمرك ويخليك يا ولدي ، ادري ان الوقت ماهو مناسب لكن اميره امانه معاك يا فهد اسألك عنها يوم القيامه
فهد بضيقه ما خفت على ابوه : عسى ربي يطول بعمرك ويخليك يا يبه ليه هالكلام
ابو سند ابتسم : ولا شي شي طرا على بالي وقلته اميره مالها احد غيركم لا تاخذكم الدنيا عنها وتهملونها انت ما انت ولدي الكبير لكن والله اني ما اشوفك الا الكبير والعاقل والفاهم الاخو عز لـ اخته وسند وظهر
فهد بحميه : ابشر باللي يرضيك ويريح خاطرك واميره تامر على روحي لا تشيل هم يابوي
ابو سند : عسى الله ييخليك ذخر لخوانك وخواتك تيسر يابوي الله يحفظك وانتبه لمرتك راعي مشاعرها الام تبقى ام لو ما شافت من الامومه الا يوم تغاضى عن زلاتها وهفواتها تراها ما تقصدها
فهد صغر عيونه وهو يتوعدها بقلبه : هي شاكيه لك يبه
ابو سند : لا والله ما تكلمت ماغير امس تعديت من عند المطبخ ابطلع اصلي العصر شفتك تهاوشها مدري وش هي قايله وسع صدرك ياولدي عليها
فهد بضيق : ابشر ولا يهمك مالك الا اللي يرضيك تامر على شي
ابو سند : سلامتك الله يحفظك
دخل للبيت شاف الانوار خافته والجو هادي ما كان فيه ازعاج الكل نايم راح للمطبخ يشرب ماء انصدم وهو يشوفها واقفه تجهز فطور ..
راح صوب الثلاجه وهو ياخذ له علبة ماء ويشربها دفعه وحده وطلع ناظرته بأستغراب من تجاهله الصريح لها : فهد
فهد ناظرها بدون ما يتكلم
نزلت عيونها للصينيه اللي بيدها : جهزت لك فطورك !
فهد ناظرها بنظرات مُبهمه بالنسبه لها : مابيه اكلت برا
ميساء أستغربت منه تكلمّت بضيقه : طيب اكل شي خفيف بعد شوي وراك مشوار يمكن ترجع جوعان
فهد أبتسم بعدم إستيعاب : ماشاءالله وش هالتقدير اللي جاء فجأه انا رايح اتسبح اخلص القاتس جاهزه اوديتس للمستشفى ، بعد هالجمله راح للغرفه وسكر الباب ناظرت بخيبه وراحت للمطبخ وهي تغطي الاكل وتروح لغرفتها شافته واقف يناظر لجواله وقفت وراه وهي تناظره بضيقه : ليه تتجاهلني كذا عشان البارحه ترا ما استاهل منك كل هاللي قاعد تسويه
فهد بأنزعاج : ماشاءالله صرتي ترددين نفس كلامي انا مالي خلق تعبت من ذا الموال اللي ينعاد كل يوم فكيني
ميساء راحت لعنده وهي تناظر لعيونه المُستاءه : يعني اللحين انا صرت اضايقك انت أصلاً متغير علي من دريت ان بنتي مو مثل باقي الاطفال الطبيعين انت متضايق لانها مريضه
فهد ناظرها بغبنه من تفكيرها : بنتنا بنتنا وبعدين انا متى قلت هالكلام متى قلت ان ذا الشي يضايق وانتي شدخلتس بذا الشي هذا قضاء وقدر من ربي لا انتي ولا انا لنا يد في ذا الموضوع
ميساء بأنهاك : وانت ليه متضايق مني طيب ! دام داري ان مالي ذنب انت حتى ما تضايقت لمن حكيت لك سالفتي مع اخوي راكان وكيف حتى رجعت لي رغم اني مشوهـ.....
فهد قرب منها بغضب وهو يكتم فمها بيده اليسار : وش هدفتس من ذا الكلام ابفهم تبين تتضايقين ! ليه ما تتعاونين معاي ليه ما تحطين يدتس بيدي وتخلينا نتجاوز هالمرحله مع بعض ليه تذكريني دايم وبكل وقت ! !
ميساء بكت بأنهيار : كيف تبيني اتجاوز وفاة بنتي !
انتبه للرجفه اللي سرت بجسدها من أثر كلمتها على نفسها وراح لها وهو ياخذها لحضنه ويطبطب عليها همس بصوت واطي : لا حول ولا قوة الا بالله
زادت صوت شهقاتها بالغرفه وهي تبكي بُكاء مرير كاد يفقدها بصرها من شدته ومن شدة مرارته : تكفى لا تخليني وانا احتاجك
فهد اوجعه قلبه من كلامها اللي خرج منها بصعوبه وبمراره : افا وكيف فكرتي اني ممكن اخليتس!
ميساء بنحيب : لا تخليني مره ثانيه ولا تروح الله يخليك
فهد تنهد تنهيده طويله مُتألمه وهو متضايق على حالها : ما بخليتس ابد خلاص يكفي بكاء ارحمي نفستس شوي
ميساء بعدت عنه وهي تمسح دموعها بكلتا يديها همست بصوت واطي : بنتظرك قلت بتتسبح
فهد تذكر : ايه يلا دقايق

البارت الخامس والأربعون

الظهر قامت من النوم وراحت
اميره راحت لهم وبيدها فيصل شافت ام سند جالسه بروحها كان ابو سند اخذ قيلوله بداره وهي جالسه تتقهوى وتهوجس بروحها..
اميره ناظرت للباب اللي يدق : مين اللي جاي
ام سند : مدري عطيني فيصل وافتحي الباب يمكن ام عبدالعزيز جايه تشوف بنتها
اميره راحت للباب تفتحه بعد ما اعطت ام سند فيصل أنصعقت وهي تشوف سند واماني واقفين بجنب بعض حست بضيقه ناظرتهم بأبتسامه مُجامله : يا مرحبا حياكم الله
سند دخل بهدوء : الله يبقيتس
اميره ناظرت بأماني بنفس نظراتها اماني سلمت عليها بـشوفة نفس : شخبار ام فيصل
اميره : اول مره احد يناديني بذا الاسم كبرتيني الحمدلله بخير ماعلي انتي شخبارتس
اماني ابتسمت مُجامله : بخير الحمدلله
سند حب راس امه وجلس بجنبها : شخبارتس شخباركم جميع عساكم طيبين وينه ابوي
ام سند بأبتسامه : بخير ياولدي الحمدلله ابوك نايم انت بشرني عنك
سند : ابشرتس بخير من فضل ربي
اماني سلمت على ام سند برفعة خشم وهالشي مُعتاد منها : شخبارتس خالتي
ام سند : بخير ونعمه وشخبارتس يا بنيتي عطيني توق
اماني مدت لها توق : تمام الحمد لله
اميره راحت لـ ام سند : عطيني ورعي لا يطيح
سند ناظر لـولد اميره بأبتسامه كان ياخذ القلب : عطيني عطيني اياه
اميره اعطته سند وهي مبتسمه وتناظر لفيصل اللي مفتح عيونه ويناظر بعيونه الصغيره : امسك واذكر الله عليه
سند ناظر لفيصل وهو يبوس راسه : اذكر الله على ذا ابو راس صغير
اميره بقهر : سند ولدي لا تذب عليه بعدين وش زينه ياخذ العقل كل من شافه حبه وترا يشبه ابوه
سند : ايه حطيتيها براس سيف والله سيف عاد حلو شكله يشبه احد ثاني
اميره بلعانه : مابها كلام ان كان ما يشبه سيف ف يشبهك انت
اماني ضحكت من تعليقاتهم : حرام عليكم والله انه مزيون بسم الله عليه
سند اعطاه اميره وهي اخذته وحبت خشمه وحطته على الكنب وجلست تصب لهم قهوه : حي الله من جانا
سند : الله يبقيتس ، الا ابو ورد وينه فيه
ام سند بضيق : نايم بداره توه من ساعتين
سند : ووشلونه اللحين
ام سند : خلها على ربك
اماني بنفاق : من رجعنا من السفريه قلت لسند ما ادخل بيتي قبل اعزيكم واروح اشوف خالتي ام سند واتطمن على حالكم انكسر قلبي على ام ورد
اميره بتهكُم : لا فيكم الخير بس العزا خلص


ام سند ناظرت لـ اميره بعتاب على الكلام اللي طلع منها وقابلت هالنظرات بنظرات بارده ولا مُبالاة فضيعه!
اما في جوف أماني كان موجود لهيب نار حارقه ما بتطفي بهالبساطة قبل تحرق بـ اميره عاشت مُدللـه طول عمرها ولا احد قد تجرأ عليها بكلمه وحتى بعد زواجها لكن هالـدلال بطريقة ما كان يتبخر اذا كانت اميره موجوده كانت صريحه بشكل يوتر كبرياء اماني ويجعل توازنها يختل بشكل مَلحوظ !
اميره ابتسمت وهي تناظر لجوالها : لاه لاه جبنا سيرة القط قام ينط ميساء جالسه ترسل لي!
ام سند ناظرتها بفضول : وشتقول يا يمه شوفيها يمكن تبي شي
اميره : تقول يا طويلة العمر والسلامه بتنزل للمطبخ فيه احد ولا لا ؟ شكلها سمعت صوت سند
سند قام وهو يناظرهم بهدوء : انا رايح لمجلس الرجال خلوها تجي توسع صدرها شوي
ام سند ناظرته بأستغراب : لا يا يمه اجلس ما شفتك ولا اخذت علومك
سند بتفهم : ماعليتس يا يمه انا هنا ماني برايح خلي الحرمه تقضي لزومها
قام وراح للمجلس ودقايق ونزلت ميساء بخطوات مُتأنيه شافت اماني جالسه مع خالتها واميره ناظرتهم بملامح باهته : السلام عليكم
ام سند واميره بوقت واحد : وعليكم السلام
اماني قامت وراحت لـ ميساء وهي تسلم عليها وتناظرها بتفحص : عظم الله اجرتس الله يعوضتس خير
ميساء بغصه : جزاتس الله خير بروح للمطبخ عن اذنكم
ام سند حست بضيقه من حال ميساء اللي تكهربت من شافت الأطفال بالصاله كلهم تقريباً بعمر بنتها ورد ، دخلت للمطبخ وهي تحضن وجهها وسط كفوفها وتبكي بُكاء مَرير وتمنع صوت شهقاتها من الظهور ، غسلت وجهها ومسحت عيونها وأكلت شي خفيف تحس بدوخه من الحمل واليوم ما افطرت الصبح أساساً..
طلعت من المطبخ وراحت لهم وهي تتحامل على نفسها وتتجاهل اشكال الورعان اميره اخذت ولدها وراحت للهنوف اللي نايمه وصحتها وقالت لها تمسك فيصل وتخليه معاها ، راحت لهم وشافتهم يسولفون ، كانت ميساء ملتزمه الصمت طول الوقت وتسمع سوالفهم تاره تركز فيها وتاره ياخذها الحزن لمحل ثاني موجوده فيه ورد نزلت عيونها وهي تضغط على يدينها بعد ما سمعت بُكاء توق..
اماني حضنت توق وهي تفتح عنها الزهموله : بس بس يا ماما بس يا حبيبتي بس يا عيوني
اميره ناظرت لـ ميساء بنظره خاطفه وانتبهت لنظراتها الغريبه على بنت أماني نزلت عيونها وناظرت للأرض وهي متضايقه وكل هاللي صار ما خفى على ام سند اللي راقبت المشهد من بدايته إلى نهايته بحزن شديد !
‏ جالسة بروحها وأبوها في الدوام وما عندها احد في البيت ذبحها التفكير مو قادرة تتحمل هالحياة تحس أنها تهورت بقرار الانفصال وأحيانا تحس أنها اختارت القرار الصح كثير مشاعر تمر عليها وتجيها أحيانا توقف مع نفسها وتقول أنا سويت الصح أحيانا توقف مع سهم وتقول لا أنا اخطيت في حقه لكن وجودها مع سهم و زوجته في مكان واحد قاعد ياكل من روحها ويخنقها مشغول طول الوقت مشغول مع ولده ومع طفله اللي جاي مو قادر ينظم وقته اغلب وقته مع حرمته الثانيه وهالشي أثر على نوره سلبياً وخلاها تطلب الطلاق اكثر من مرة لان حست بالوحدة وحست بالنقص!
أرسلت رساله لـ اختها محتوى هالرساله كان " تعالي لي اذا فاضيه مو متحمله القعده بروحي "
وفي الجانب الآخر وعند الجازي تحديداً طلعت من دوامها اخذت معها عيالها بعد فترة الدوام وراحوا يتغدون في مطعم رجعت للبيت وتسبحت سمعت صوت مرتفع بالشقه!
لفة الفوطة على شعرها وراحت مستعجلة لمصدر الصوت شافت عيالها يتهاوشون ناظرت للوليد بصدمه : وش فيك وش صاير لكم وشفيك تميم
‏الوليد ناظر لـ تميم بعتاب : ماما تميم يبغى يكلم بابا وأنا قلت له ممنوع لأن بابا ما يحبنا لو كان يحبنا كان هو اتصل علينا بس هو ما يتصل علينا
‏اخذت الجوال من الوليد وجلست على الكنب وهي تناظره وتتكلم معاه بهدوء : بس يا ماما ما يصير إنك تمنع أخوك من انه يكلم أبوك لأن بالنهاية هذا أبوكم مهما صار!
‏الوليد ناظر امه بأنزعاج اخذ الكوب اللي على الطاولة رماه على الأرض وانكسر الكوب قال بنبرة مرتفعة وهو يرتجف : أنا أكره بابا وما أبغى اشوفه ولا أبغى أروح له وإذا كبرت ما راح اشتري له سيارة ولا راح أزوره إذا تعب ودخل المستشفى وإذا احتاجنا ما راح أسوي له اللي يبغى
‏الجازي كتمت عبرتها في صدرها على ولدها الوليد اللي عتبان على أبوه بشكل كبير وأبوه مو مهتم أصلا قامت من مكانها وانثنت على ركبتيها قدام الوليد وهي تتحاشى الزجاج ناظرت لعيونه بعبره : مو دايم الشيء اللي نبغاه يصير أبوك أخطأ لكن أنت تميم وروُح مهما ارتفعتوا ولو وصلتوا
سابع سماء يبقى أبوكم ويبقى اسمه مرتبط بأسمائكم سامحوه واعطوه فرصه الاب طيفه لحاله أمان لا تضيعونه
الوليد ضحك بتهكُم : وينه الطيف اللي تتكلمين عنه !
الجازي سكتت بضياع شافت الوليد وهو يمشي ويروح لغرفته ويقفل الباب تميم جلس بجنبها وهو زعلان كان متعلق بـ ابوه جداً مسحت على شعره بحنيهّ : تبي تكلم بابا؟
تميم ابتسم وناظر لعيونها بسعاده : أيوه ابغى اكلمه
الجازي : دقايق
اتصلت عليه من رقم ثاني وانتظرت عشر ثواني ورد عليها : يا مرحبا ؟
تميم بسعاده : هلا بابا انا تميم
سند عدل جلسته وهو يبتسم بفرحه : يا مرحبا والله يا هلا شخبارك طيب ان شاء الله
تميم : انا بخير بابا انا اشتقت لك
سند : وانا بعد مشتاااااق لك وين اختك وين الوليد
تميم ضحك : هذي روُح تلعب بجيبها
سند سمع صوت تميم وهو يقولها كلمي بابا : بشويش عليها
روُح أخذت الجوال من تميم وهي تناظر فيه وتتكلم بكلمات مُبهمه ضحك تميم وأخذ منها الجوال : توها صغيره ما تعرف تتكلم
سند : يا عسى عيني ما تبكيكم وينه الوليد
تميم : بابا الوليد زعلان منك يقول انك ما تحبنا وما يبي يكلمك ولا راح يشتري لك سياره إذًا صار كبير
كانت جالسه تسمع هالحوار بـ لامُبالاة ، سولفوا زي ما تبون طول عمري وانا اعلمكم كيف تحترمونه وهو عمره ما احتركم ولا حس فيكم هو مضيعكم أصلًا ولاهي عنكم ، اجرحوه مثل ما جرحني اكرهوه مثل ما كرهني حاربوه مثل ما حاربني اذا طاح وتعور لا تحنون عليه وتقولون ليه وكيف ووشلون صار كذا عسى ما تعورت لا خلوه يتعور خلوه خلوه خلوه!
صحت من أفكارها على يد تميم اللي يهز يدها وهو فرحان : ماما بابا يقول ان الليله احنا وياه بنطلع للألعاب بروح اقول للوليد
مسكت يده وهي تمنعه من انه يروح لغرفة الوليد : لا يا ماما اخوك متضايق اتركه بروحه شوي لا تزيد عليه
تميم : وروُح بتروح معانا ولا بتجلس هنا
الجازي : لا صغيره يا ماما وين بتروح بتتعور ولا بيصير لها شي انا ما بكون معاها
تميم بضيقه : والوليد طيب
الجازي : اذا يبي يروح يروح واذا ما يبي يجلس
تميم ناظرها بأنزعاج : ليش صايره قاسيه يا ماما ؟ ما كنتي كذا !
ناظرت لعيونه بأبتسامه : انا مو قاسيه انا ابيكم تحبون كل شي تسوونه ما ابي احد يسوي شي ما يبيه ما ابي الحياه تجبركم على أشياء وترضون فيها وهي مو بخاطركم
تميم سكت وهو يفكر بكلامها بعدم فهم قامت وراحت لغرفتها تجفف شعرها وهي تتجاهل التفكير في سند وتشتمه في صدرها بكل أنواع الشتائم اللي عرفها التاريخ!

البارت السادس والأربعون

منسدح على السرير وهو يتأمل غرفتها بعيونه المُنهكه رفع عيونه لتسريحتها بتوجاد : وشتسوين اللحين يا نوره تاكلين اتذكر ما كنتي تاكلين بدوني ! تنامين ما اظن تقدرين تنامين بدوني ! بس انا تركتها ونامت ليالي بدوني!فتحت الباب بعد سلسلة بحث عنه ما طالت لانها تدري انه بغرفة نوره ناظرته بغيره مجنونه : شتسوي هنا ؟ وش جايبك لدارها وانت مطلقها !
سهم ناظرها بدون ملامح لكنه غاضب من تطفلها عليه وهجومها : تراقبيني انتي ؟
عروب بغبنه : ترا انا زوجتك وام ولدك لو تلاحظ يعني ومن حقي اغار مو على كيفك تحركني زي ما تبي انا انسانه مثلي مثلها عندي مشاعر واحساس زيي زيها !
سهم بنبره حاده : لا تقارنين نفستس في نوره نوره تفهمني من عيوني ما احتاج اني اشرح لها نفسي انتي انتي تفهمين اللي تبين واللي على هواتس
عروب ناظرته بغيره من إطرائه ومن بروده معاها بعد طلاقه لـ نوره : نوره ونوره ونوره دامك تحبها ليه تطلقها اجل
سهم اطلق من صدره تنهيده طويله مُحمله بمشاعر أنهكت صدره : مابي اظلمها واقهرها مابي اصير اناني واخليها معاي وانا ادري اني يمكن ما اقدر احافظ عليها واصونها
عروب بغضب : وانا تظلمني عادي ياخي انت على كيفك الدين انت ما تخاف ربك
سهم ناظرها بخيبه : تدرين ما قد شفتتس تبتسمين لي ما قد تعبت وشفت يدتس تطبطب علي ما قد تضايقت وجيت لقيتس تواسيني تدرين من كان يسوي ذا كله نوره لا تلوميني اذا حبيتها اكثر منتس انتي شوفي كيف اسلوبتس وكيف اسلوبها
عروب : انت ما يملى عينك شي نوره لو تتجمل فيك مره ذكرت هالجميل طول عمرك لكن انا غرقتك بجمايلي ولا بان بعينك حتى بعد ما صرت ام ما بان بعينك
سهم ناظرها بضيقهّ : تجملي يا عروب تجملي
قفلت الباب بكل قهرها وراحت للمطبخ تكمل شغلها وهي نار مُلتهبه كل تفكيرها في نوره اللي سلبت من سهم عقله حتى وهي مو موجوده همست بغِل دفين : عسى ربي ياخذتس يا نوره ويفكني منتس!
رفع مخدتها لـ انفه وهو يتنفس عبق رائحة شعرها عليها تركت كل شي وراها وراحت وكأنها تلقنه رساله بسيطه عنوانها " انا برجع لك بس بظروف افضل نوره وسهم ما ينفصلون عن بعض ابد مهما بلغت حدة الظروف وسطوتها نوره لـ سهم وسهم لـ نوره "
العصر ~
طلعت من غرفتها وهي تفكر بالقهوه والشاهي ما سوتها للآن والعصريه اليوم عند ابوها سمعت صوت بُكاء فيصل راحت بسرعه وهي تدور عليه بالبيت وأخيراً عرفت ان مصدر الصوت بالمطبخ شافته وجهه احمر من شِدة البُكاء حست بصدمه تشل اركانها وهي تشوف ولدها معاها : وشفيه فيصل وشفيه شسويتي فييييه تكلمي !!!!!
اماني ناظرتها بصدمه من اتهامها لها : وش تقولين انتي ولدتس يبكي خذيته اعطيه ماء !
اميره صرخت عليها بقهر : مالتس دخل فييييه لو يموت قدامتس لا تلمسينه فاهمه
اماني ناظرتها بعصبيه : ما راح تتغيرين ابد
اميره بنبره حاده : بالضبط ولا راح اثق فيتس ، نفستس ما راح تتغيرين مهما حاولتي تجملين صورتس تبقين بنظري مُجرد حقيره وما تخافين الله ونذلـه!
اماني مسكت اميره مع يدها وهي تناظرها بحقد وغضب : لا تحسبين اني الجازي اللي تدعسين عليها وتجي لتس وكأن ما صار شي لا تلعبين بالنار بتحرقتس!
اميره ضحكت بتهكم وهي تشيل يد اماني عنها وتبعدها بكامل قوتها : تخسين تجين بمحل الجازي تخسين الأرض اللي تدعس عليها الجازي اشرف من وجهتس وصدقيني مسألة وقت وتنقلعين من حياة سند للأبد بتنقلعين
اماني ضحكت بنبره مُرتفعه : تعقدتي من الطلاق ! صرتي تشوفين نهاية كل زواج مثل نهاية زواجتس انتي وسيف ؟ تدرين وش حسيت فيه لمن طلقتس بالبدايه قلت في خاطري تستاهل بس بعدين كسرتي خاطري حسيتس ضايعه مُشتته
اميره رفعت يدها وهي تصفعها بوجه اماني بغضب : قريب جداً بذكرتس أن نهايتس اقتربت مصيرتس تردين للزباله اللي انتي جايه منها يا حُثاله يلا انقلعي برا انقلعي ، سحبتها مع يدها وهي ترجعها مره اخرى وهمست بنبرة تهديد ، والله لو تجي الساعه ١٢ بالليل وانتي هنا والله لـ ارجعتس لبيت ابوتس وانتي حافيه يلا اللحين انقلعي لا اشوف وجهتس يلا برا برا
اماني طلعت من المطبخ وهي تشعر بـغِل وحِحقد يتعشى من ضلوع صدرها كبرت نار الحقد في صدرها اضعاف بعد هالموقف كيف تهينها كيف تحط قدرها بالأرض كيف قدرت تتجرأ عليها همست بحقد : والله ما اخليتس
رفعت فيصل لحضنها وهي تسمي عليه وتقرأ عليه المعوذات : ابوي ابوي انت بسم الله عليك منها سامحني انا حيوانه كيف اتركك واروح كييف ! بس كنت نايم وش صحاك بهالسرعه !
مسحت على جبينه وشعره وهي تستودعه الله وتقبله وتشم ريحته وتحضنه لصدرها حست فيه يهدأ ويخف بكائه : سامحني اوعدك ما بخليك ابد اوعدك
سمعت صوت جوالها يتصل ثبتت فيصل بحضنها وراحت للطاوله وهي تاخذ جوالها شافت اسم المُتصل " ريم " ناظرت اسمها بكُره قفلت المكالمه وراحت وهي تعطيها بلوك وتاخذ ولدها وتوديه لـ دارها طلعت من غرفتها شافت ميساء في طريقها ..
ميساء ناظرت اميره بـ لهفه : اميره وين فيصل؟
اميره ناظرتها بأستغراب وهي ملاحظه على ميساء تصرفات غريبه بس ما بتلومها ابد لإن فكرة انها تفقد طفلها بتخليها تفقد عقلها معاه : فيصل بمجلس الرجال ما يدخل البيت
ميساء بشوق : لا فيصل ولدتس ابيه ؟
اميره ناظرتها بهدوء : فيصل نايم بغرفتي طلعت عيونه من البكاء جعل من كان السبب تبكيه امه
ميساء برجاء : خلاص خليه معاي انا بهتم فيه اليوم اذا ممكن تكفين لا ترديني
اميره بعد تفكير ناظرتها بتنبيه : تمام بس لا تحذفينه علي اذا ازعجتس بصياحه تحملييه
ميساء بأندفاع : لا لا ما بيزعجني والله بس بروح له اشوفه
اميره : طيب
دخلت غرفة اميره وهي تروح لسريره ولهفتها تسبق خطواتها ناظرت لعيونه بأبتسامه وهي تذكر الله عليه كان ياخذ القلب فيه شي مُميز كان محبوب من الكل ومُدلل ، رفعت عيونها لجوالها اللي يتصل شافت رقم فهد يتصل ناظرت لفيصل اللي صحى على الصوت وجلس يبكي ميساء مسحت على صدره وهي ترد على فهد : بسم الله عليك هلا فهد
فهد بأستغراب : حبيبتي وش هالصوت؟
ميساء جالسه تمسح على جسد فيصل الصغير وتهديه : فيصل يبكي
فهد تنهد بضيق : ميساء اسمعيني كلمت الهنوف تساعدتس جمعوا الاغراض المُهمه بكره من الصبح طالعين من هِنا
ميساء بضيقه : تكفى فهد خلنا نقعد هنا مابي اطلع هناك شبسوي بروحي
فهد : ما انتي بروحتس انا معاتس والبيت قريب من هنا ترا
ميساء ما حبت تضايقه ناظرت لفيصل بحزن : طيب اللي تشوفه
فهد : يلا اخليتس اللحين ما اقدر اطول جهزوا كل شي
ميساء:تمام
ناظرت لعيونه وهي تقبلها وتسمي عليه شافته نام قامت ونزلت تحت ما تبي تتأخر على الهنوف شافت اماني جالسه ووجهها احمر وملامحها غريبه..
اماني بحقد ناظرت لـ ميساء وهي تحاول تطلع نفسيتها عليها : تعالي
ميساء ناظرتها بأستغراب من اسلوبها الوقح : تكلميني !
اماني حطت رجل على رجل وناظرتها بتعالي : فيه احد غيرتس!
ميساء ناظرتها بغبنه من اسلوبها المُتعالي مّشت بخطوات بطيئه وناظرت لعيونها تنتظرها تتكلم ،
اماني بانت على ثغرها إبتسامه : تدرين ليه حياتكم بائسه يعني الجازي المُطلقه واميره المُطلقه وانتي ما امدا تشوفين بنتس الا وهي ميته لان نيتكم وصخه لكن انا نيتي زينه ربي وفقني بزواجي وبطفلتي سليمه لاني نظيفه ، والله لا ادمركم كلكم والله ما اطلع من حياتكم وانتم واقفين على رجولكم بدمركم واحد ورا الثاني
ميساء ناظرتها بصدمه : انتي مريضه انتي بعقلتس ! ما راح يصير اللي تبينه وسند راح يرجع الجازي وسيف بيرجع اميره حطي هالكلام في بالتس ولا تنسينه اللي تبينه ما راح يصير انتي بتفكيرتس ذا جالسه تدمرين نفستس بنفستس محد متدمر هنا غيرتس انتي
اماني بضحكه مُتهكمه : والجازي وينها عند اهلها الله يعينهم عليها صدق!
ميساء ناظرتها بأشمئزاز : الجازي موظفه وعلى فكره عندها سيارتها وبيت لها بـ حر مالها حطت كل شي ورا ظهرها ووقفت على رجولها مره ثانيه وعاشت وانتي خليتس تخيلي أحداث واضحكي على نفستس فيها ..
مّشتت خطوه ووقفت وهي تتذكر شي : ايه صح ترا الجازي مبسوطه بحياتها الجديده ومرتاحه لدرجه ما تتصورينها ، وربي اللي اخذ مني بنتي وانا ابيها واحترق قلبي عليها سمع الكلام اللي قلتيه وقادر انه يحرمتس من بنتس !
راحت لغرفتها وقفلت الباب وهي تفكر بكلام اماني القـذر بشكل مو عادي ، دقايق وهي تسمع صوت الباب كانت الهنوف تستأذن حتى تدخل .
ميساء ناظرتها بملامح حاولت تخليها طبيعيه : ادخلي من وين تبين نبدأ
الهنوف ناظرتها بهدوء : الاشياء اللي تبين تاخذينها معاتس ، فهد وصاني ما ترفعين شي ثقيل عشان اللي ببطنتس
ميساء مسحت جبينها بتوتر : طيب
الساعه ٨ مساءٍ ..
ناظر لعيون ابوه برفض تام : لا بابا لا تشتري لي حاجه سعرها غالي ، لان انا مابي اكلف عليك وأنت لازم تشتري لـ اماني اشياء غاليه!
سند ناظر لعيون تميم بعبره من وين سامع هالكلام من حاط بباله هالفكره قَبـل جبينه وهو يناظر لعيونه بحنيهّ : افا وش هالكلام اللي تقوله انا اعطيك عيوني شوي بحقك انت ولدي وعزوتي اللي تبيه اجيبه لك والله لو تبي اجيب لك نجمه من السماء لا اجيبها افا عليك بس!
تميم ناظر ابوه بعدم إستيعاب : ماما قالت لنا ان احنا ما نحتاج منك شي وإذا بغينا شي هي اللي بتعطينا ..
سند عض على شفته السفليه بقهر حس بالدم يتدفق لوجهه بغزاره همس بنبره غاضبه منخفضه : بتخلين عيالي ما عاد يحتاجوني ولا يرجعون لي بشي ما بيصير اللي تبينه يالجازي ما راح تكسريني وتلغين وجودي بحياتهم
تميم مسك يد ابوه ورفع راسه وهو يناظر لعيونه بفضول : بابا ليش الوليد يكرهك وأنت طيب ؟!
سند حس بصداع يغزو راسه من اسئلة تميم اللي ترجعه لأيام قديمه يحاول ينساها ، أبداً مو هين عليه ان ولده الكبير اللي ينادونه الناس بأسمه " ابو الوليد " يكرهه ويقرر انه ما عاد يبي يشوفه ولا يبيه ولا يعترف فيه كأب له : لا ما يكرهني الوليد زعلان مني وبس تبي نرجع للبيت !
تميم رفع يدينه لـ ابوه ، سند رفعه لحضنه حاوط يده الصغيره حوالين رقبة ابوه وهو يقبل راسه : مشكور بابا انا انبسطت بالحيييل
سند قَـبل راس تميم وهو مبسوط فيه ومبسوط أكثر انه قدر يشوفه رغم انه ميت على رُوح وميت ميت ميت على الوليد ويبي يراضيه بس ما يدري وش يقوله الوليد ذكي وجريئ وصريح وهالشي يوتر سند كثير ..

البارت السابع والأربعون

خذت رشفه من العصير وهي تناظر للهنوف بصراحه : هذي بنت عمتس ماتت مليون مره ومره عشان اخوتس وبالاخير تركها الرجال بشكل عام ما يملى عينهم شي لا تعبون نفسكم بالحيل وتشدون حيلكم بالوفاء
الهنوف خذت قطعة بيتزا وناظرتها بفضول : وسيف ما يملى عينه شي بعد؟
اميره حطت العصير على الطاوله وهي تسج بطاري اسمه ! سيف أبسط أنسان شفته كان يرضيه مني أبتسامه يذكرها سنه ما كان مُتطلب كان قنوع أبسط الاشياء تغير مزاجه وتسعده : سيف ما يشبهم ابد غير عنهم بالمره !
ميساء : تدرون ساعات خلاص اقول في داخلي بترك فهد ساعات والله منجد اكرهه ومن كل قلبي بعد وودي اذبحه بس اتذكر وش سوا لي ارجع احبه مشاعري معاه للحين ما قدرت افهمها
الهنوف ابتسمت وهي تناظر لـ ميساء : عاد انتم معروفين يالمتزوجات مالكم كلمه كل شوي لكم راي جديد
سمعوا البنات صوت ميساء ناظرت لهم برعب : بسم الله الرحمن الرحيم !! وش هالصوت ؟
اميره رفعت يدها على صدرها وأول ما جاء ببالها ابوها : يارب مو ابوي يارب ما صار فيه شي يارب اخذ من عمري واعطيه..
الهنوف ناظرتها بـذُعر : صاحييه انتي ابوي مستحيل يصير له شي مستحيل يخلينا !
اميره مسكت ميساء مع يدها بعد ما عرفت مصدر الصوت وكان قريب منهم بالحيل : روحي روحي ورا الثلاجه روحي لمكان بسرعه هذا سند واضح انه جاي بششره اكيد قايله له السلقه اني رافعه يدي عليها
ميساء تخبت ورا الثلاجه وهي ترجف رفعت يدينها وهي تحطها على اذانها من صوته المُرتفع واللي هـز الارض هـز ..
سند جاء للمطبخ ووراه اماني اللي باين على ملامحها الحِقد والزعل ناظرت لـ اميره نظرة أنتقام : انتي متى تخلص مشاكلتس حتى بعد ما تزوجتي ما عقلتي فهميني متى تعقلين متتى!
اميره قربت منه وهي تناظر لعيونه بـ لا مُبالاة : تكفى قصر صوتك لا تحسب ان صوتك العالي ذا بيخلي قلبي يرجف من داخل او بيهز براسي شعره وحده بس شكلك ابد مو حلو وانت جاي مستعجل تهاوش اختك عشان زوجتك !
سند سمع صوت الباب يطق ناظر لـ اماني وهو يتوعد اميره بصدره : ادخلي داخل اكيد هذا احد العيال جاي بيشوف الوضع


يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -