بداية

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -30

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد - غرام

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -30

ميساء تخبت ورا الثلاجه وهي ترجف رفعت يدينها وهي تحطها على اذانها من صوته المُرتفع واللي هـز الارض هـز ..
سند جاء للمطبخ ووراه اماني اللي باين على ملامحها الحِقد والزعل ناظرت لـ اميره نظرة أنتقام : انتي متى تخلص مشاكلتس حتى بعد ما تزوجتي ما عقلتي فهميني متى تعقلين متتى!
اميره قربت منه وهي تناظر لعيونه بـ لا مُبالاة : تكفى قصر صوتك لا تحسب ان صوتك العالي ذا بيخلي قلبي يرجف من داخل او بيهز براسي شعره وحده بس شكلك ابد مو حلو وانت جاي مستعجل تهاوش اختك عشان زوجتك !
سند سمع صوت الباب يطق ناظر لـ اماني وهو يتوعد اميره بصدره : ادخلي داخل اكيد هذا احد العيال جاي بيشوف الوضع
راحت لمجلس الحريم ، دخل فهد بأستعجال ووراه فيصل وهم يسمعون صوت سند المرتفع ، فهد ناظره بعصبيه : وش الصراخ ذا كله ! عسى ماشر البيت ماله احترامه ابد ! انت ما فكرت بـ ابوك اللي بالمجلس وامك اللي جالسه تصلي على سجادتها بعقلك انت وش هالتصرفات ذي ؟؟؟
سند بـ لامُبالاة لـ اهله : امسكوا اختكم امسكوها وربوها من جديد ولا والله لا اذبحها بمحلها واريح الناس من شرها
فهد بعصبيه : هيه هيه انت وش تقول وش تذبحها بهيمه عندك هي ! خواتي تاج تحطهم على راسك وإذا تبي تذوق الموت قرب من وحده منهم والله ما اخليك
فيصل ناظر سند بغضب : خواتي متربين احسن تربيه ما تجي انت بعد هالعمر تشكك بتربيتهم احترم شايبك وامك اللي اعطتك من دم قلبها يالجاحد
سند ناظرهم بزعل وهو حاقد عليها ويناظرها بغِل : اختكم اللي حتى بعد ما تزوجت ما ركدت تدرون انها رافعه يدها على زوجتي قدام الكل وهاينتها ولا حتى احترمتها !
ما تحمل هالحوار ولا تحمل يبرر لـ احد تلقائياً رفع يده اليُمنى وهو يصفعها بـ كف قوي ، وقبل يتدخلون العيال كانت يدها أسرع ردت له الكف بكف ثاني ما كان اقوى من الكف حقه بالألم لكنه اقوى بالشعور صفعته بوسط اهله ما اعارت عمره ولا مكانته اي اهميه ناظرت لعيونه بشجاعه مُعتاده من اميره : اذا رحت لـ مرتك ابيك تقول لها ان اللي جاها قرصة اذن خفيفه ! ووالله لو ما بعدت عن طريقي لا احرق فيها وهي حيه واحرق فيك معاها فاهم!
فهد سحب يد سند وسدد له لكمه قويه وهو غاضب منه كثير خاصه بعد غيابه عن عزا بنته وقبل ذا كله ما يزور ابوه ولا يمره ودايم لاهي مع زوجته : اميره خط احمر يا ابو الوليد انت اخوي الكبير لكن ان قربت منها لا تدور لك عندي احترام ادعسك ادعسك رايح جاي والبيت لا بغيت تدخله مره ثانيه تدخله بعد ما تستأذن هذا بيت وله حرمته ماهو حضيرة حيوانات ، ناظرهم بعيون تقدح نار وشرار ، يلا كل واحد يرجع لمكانه لا اشوف احد هنا ..
كانت هيبته تفرض على الكل احترامه الكل طلع من هنا البنات راحوا لدارهم والعيال راحوا للمجلس قبل ما يطلع هو سمع صوت من وراه : فهد
فهد ناظرها بملامح غاضبه وقبل يتكلم ناظرته بأستعجال : والله العظيم والله ما قدرت اطلع لغرفتي كنا هنا انا والبنات سمعت صوت صراخ خفت جيت بطلع ما قدرت ما كان فيه مجال اطلع تخبيت ورا الثلاجه والله ما شافني ولا حس بوجودي والله
فهد مسح على شنبه وهو يتنهد بضيقهّ : روحي لدارتس
ميساء مشت مستعجله وراحت لعنده : عادي اقولك شي قبل اروح من شوي قلت قدام خواتك اني أحياناً اكرهك بس والله العظيم ما قد حبيتك كثر اليوم بردت خاطري فيه انا فخوره فيك وبشجاعتك فهد انا احبك احبك والله العظيم
فهد اخذها لحضنه وهو يقبل راسها : اذا تحبيني صدق ابي تهتمين في حالتس شوي ابي ترجعين ميساء اللي اعرفها ، الانسانه هذي ما تشبهتس في شي ابد !
ميساء ناظرت لعيونه بأبتسامه مُشرقه : اوعدك يا روح ميساء برجع والله برجع ، بروح لغرفتي بجهز باقي الأغراض الوقت تأخر
فهد ما كان يبغاها تروح بس ما حب يجلس اكثر من كذا بالمطبخ طلع وراح لمجلس الرجال وهو واصل اقصاه من الزعل يوم جاء بس اللحين رايق لأبعد حد همس بصوت واطي : والله العظيم ان كيد الحريم عظيم صدق اخ بس منكم !

البارت الثامن والأربعون


بعد مرور يوم ~
الساعه ١١ مساءً ..
جالسه بغرفتها وفيصل بجنبها نايم كان البيت هدوء ، هدوء مُخيف بعد طلوع ميساء وفهد لبيت ثاني هالهدوء رجعها لذكرياتها معاه ، ما تقدر تقاوم شوقها وافكارها المجنونة ، شي يدفعها انها تشوفه بأي ثمن كان .
فتحت جوالها ناظرت للأرقام بتردد لكن بالاخير اتصلت على رقمه وهي تحس بكتمه من الافكار اللي تجيها وتداهمها هاللحظة سمعت صوته يجيها كان غريب جداً ولا كأنه نفسه سيف صوته شاحب بارد مافيه اي لهفه : هلا
اميره رفعت اصبعها لـ يد فيصل وهي تحركه وسرعان ما بكى وارتفع صوته بالغرفه ، تكلمت بنبره لا مُبالايه رغم انها ميته عليه : فيصل يبكي من يومين ما عنده حليب خلص
سيف بذات النبره الشاحبه رد عليها : شوي جايبه قولي لـ احد يطلع لي
اميره بهدوء : طيب
ما كان فيه اي احد بالبيت الا ابوها وابوها نايم ، فيصل مع اخوياه وسند زعلان وفهد ببيته ، ام سند نايمه والهنوف بغرفتها جالسه ..
راحت للدولاب وهي تنقي لها عبايه وتلبس طرحتها وتعدل نقابها وتشوف عيونها بالمرايه كان شكلها جميل وعيونها نفس ماهي جميله رغم كل الأحداث اللي صارت اخذت فيصل لصدرها اللي كان يبكي جلست تسمي عليه ناظرت له : اللحين اسكت شويه مابي ازعاج بنسولف انا وبابا خلاص بس اسمع اذا قرب بابا تبكي واذا راح تسكت غصب عنك
كان يناظر لوجهها وهي تتكلم ابتسمت لنظراته وهي تقبل عيونه اخذت عطره وهي تعطره وتعدل شكله كان صغير نتفه : بسم الله على ولدي مزيون مزيون الله يحفظك من كل شر
مَشت بخطوات مُتأنيه ما تبي أحد ينتبه لها حست بيد تمسكها وتوقفها ناظرت لعيونها بذهول !
ام سند ناظرت لعيون اميره بنظرات مُستاءه : وشتسوين وين رايحه وين رايحه وماخذه الورع معتس؟
اميره حست بتوتر بس ما حبت توضحه لـ ام سند ناظرتها بنظرات ثابته وواثقه : سيف بيجيب لفيصل حليب وباخخذه ! كفرت ؟
ام سند برفض تام : مافيه طلعه ابد اجلسي بمحلتس حرام اللي تسوينه ترا انتي اللحين ما انتي على ذمته تروحين وتشوفينه وكأنه عادي !
اميره بدت تتضايق وتعصب من ام سند لكن تتكلم بنبره منخفضه ماتبي ابوها يحس فيها : انا ام ولده وما سويت شي غلط بروح بجيب حليب فيصل واجي ما بروح اسولف معاه واضحك !
ام سند فاهمه بالضبط اللي بقلب اميره واللي تفكر فيه ناظرتها بحده : فيصل عنده حليب لكن دام ارسلتي الرجال يجيب لولده حليب انا رايحه اجيب عباتي واخذه منه ، دقايق بس
اميره مسكت يدها بقهر : انا مو بزر ولا سفيه تروحين عني انا اللي بروح!
ام سند بعصبيه : لا ما تروحين حتى انا المفروض ما اروح لكن ابوتس تعبان طول الليل يأن ويتوجع توه نام نزلت بنام برا مابي ازعجه بحركتي بخليه يرتاح والحمدلله اني نزلت انتي بتودينا ورا الشمس بتصرفاتس المتهوره ..
اميره ناظرت عيونها برجاء : يمه تكفين بروح اجيبه لا توقفين بوجهي خليني ياخي ترا خلقه متضايقه لا تخليني اذبح نفسي وارتاح من هالحياه البائسه!
ناظرت لجوالها شافت رساله منه محتواها " جاء الحليب " ، ام سند مسكت يدها بعصبيه : وقفي هنا بروح اجيب عباتي وباخذ الحليب
اميره بمكر : طيب
راحت ام سند وهي مو مرتاحه ابد ما تستأمن اميره تدري انها متهوره وعنيده وتسوي اللي تبي بدون ما تحسب حساب شي ، طلعت اميره من الييت وراحت تفتح الباب وهي توقف وراه استغرب سيف منها كان يشوف الباب مفتوح بس ما كان فيه احد ، ارسلت له رساله " ما اقدر اطلع انا ورا الباب اعطيني الحليب "
نزل من السياره وهو يمشي بخطوات متردده ما كان يدري وش ناويه عليه ، ناظر للباب وتكلم وهو صاد وجهه للشارع : يا عرب
اميره ابتسمت وهي تشوفه من خلف الباب مشت بخطوه وحده وبصعوبه مشتها كانت تبيه يجلس أكثر وقت ممكن ناظرت له بـ لهفه بعد ما اخذت الحليب منه : ما تبي تشوف ولدك؟
سيف مد يده لها وهي تعطيه فيصل رفعه لحضنه وهو يبوسه ويسمي عليه بـ لهفه وشوق ، طلعت ام سند مع الباب وناظرت لـ اميره بتهديد واضح اميره ناظرت لها بـ لا مُبالاة ، بتذبحوني خلوني اموت خلوني اموت بين يدينه ولا اموت وانا بعيده عنه ولا اشوفه ، اعطت ظهرها للباب دخلت ام سند داخل البيت وهي تنتظر اميره متى تجي وتعلمها درس ما تنساه كانت جالسه على اعصابها !
اميره ناظرته بأبتسامه عذبه : ما وحشتك ؟
سيف مسك فيصل وهو يحب راسه ويمده لها متجاهل كلمتها ، لكن هي كانت تدري انه بهالحركه بيروح عشان كذا ما اخذته ناظرت لفيصل ورفعت عيونها لسيف بـ لهفه : وين بتروح بدري سيف ما احد صاحي غيرنا محد بيشوفنا خلك معاي شوي !
سيف زم شفايفه بعصبيه من كلامها : الله يشوفنا اخذي الولد وادخلوا داخل يلا انا رايح
اميره رفعت راسها للسماء بضيقه وهي تسحب هواء لرئتها تكلمت برجاء : اسمعني طيب دقيقه بس دقيقه وحده والله مو اكثر من دقيقه والله !
سيف رق قلبه من طلبها لكن يدري انه ضعيف قدامها ، الانصراف افضل حل هو ما يقدر يقاومها مهما حاول وادعى ذلك : مابي اسمع شي ابد..
اميره بدون إدراك منها سحبت يده وهي تناظر لعيونه بنظراتها الحاده كانت تلتهمه بعيونها الساحره نظراتها الواثقه اللي توضح شخصيتها قوتها وجراءتها وعدم اللامبالاة العجيبه اللي تملكها : قلت لك وقف واسمع مني !
سيف قابل نظراتها الساحره بنظرات حاده وهو يسأل الله الثبات امام سحر عيونها : كيف تلمسيني واحنا انفصلنا ما تدرين انه حرام ؟
كانت تحارب دموعها ما تبي تبكي قدامه لازم تستغل هالوقت مو وقت بكاء اللحين : الحرام انك تتركني كذا الحرام انك تتركني وأنت ما سمعت مني شي انا ابي ابرر لك اسمعني اسمعني طيب!
ما كان يكفيها النظرات قررت انها تقرب منه اكثر وتقطع المسافه من بينهم ناظرت لعيونه بنظرات مُرهقه وصادقه في آن واحد : والله العظيم ما خنتك معاه افهم هالشي بس انا مو مثل ما انت مفكر انا لو اكرهك قلت اني اكرهك لو بخونك بقول اني اخونك !
سيف حس الدم يتفجر بعروقه من كلامها اللي تقوله بدون وعي وكأنه بسيط : ولا كلمه لا اسمع هالكلام مره ثانيه لا اسممممعه !
اميره ناظرته بعناد وهي تصر على رأيها انه يسمعها وتبرر موقفها له : بتسمعه بتسمعه ما عاد يهمني احد الا أنت ابيك تكفى خلنا نرجع لبعض انا ما اقدر على فيصل بروحي افهمني سيف انا ضايعه من دونك !
سيف اعطاها ولدها وناظر لعيونها بنظرات حاده : انتي بتصرفاتس هذي قاعده تتجاوزين انتي ما فكرتي بشايبتس بأخوانتس اميره اصحي لنفستس شوي ترا انتي اللحين بس ام فيصل مو أكثر من كذا احنا انفصلنا استوعبي !
اميره ما تحملت كلامه اخذت فيصل من حضنها وهي تحذفه بحضنه تكلمت بنبره غاضبه وهي ترتجف من القهر والشوق : بتروح صح وماتبي تسمع مني شي انا بنظرك الغلطانه امسك ولدك ما ابيه وهذا الحليب ، فتحت العلبه وهي تفرغ محتواها على الارض ، جمعه من الارض وسو له حليب ما تبيني ما ابيكم انا بعد اهتم بولدك ما ابيه ..

البارت التاسع والأربعون

ناظر لولده بذهول من تصرفها كيف قدرت تترك ولدها وتمشي عنه بهالبساطه ! متأكد أنها بكل هالتصرفات قاعده تحاول تضغط عليه وتخليه يستسلم لها ويرجعها برضاه او غصب عنه ما يهم المهم يرجعها.
ما اهتمت بحزتها لـ اي شي حتى لولدها اللي حذفته عليه ودخلت داخل وكأنها مو امه !
دخلت البيت بغضب عارم يفيض من عيونها ورغم كل هالغضب الا أن نظرات اللامبالاة والجنون تفيض من عيونها ، حذفت طرحتها ونقابها على الأرضية.
ام سند ناظرتها بزعل وسرعان ما انقلب هالزعل لصدمه : شسويتي انتي في عقلتس ؟ لحظه وين فيصل وين ولدتس ؟
اميره ناظرتها بـ لا مُبالاة : ما ابيه خليته له يهتم فيه ويداريه
مَشت وراحت لغرفتها متجاهله كلام ام سند خلفها ، قفلت الباب عليها بالمفتاح وهي تجلس على أرضية غرفتها وتضربها بقهر ودموعها تهطل على خدها بغزاره : ليه ما يسمعني ليه ليه !
سمعت صوت الباب اللي تطرقه ام سند بزعل : كيف تتركين ولدتس وتروحين عنه ام انتي ام ؟
اميره صارخت بقهر : لا مو ام ، انا عندي ام اصلاً عشان اعرف كيف اصير ام ، ابعدي عني وعن ولدي لو احرق فيه مالكم دخل فيه.
ام سند بضيقه : اميره اذا اخذ الولد مستحيل يرجعه قومي يا بنتي خلينا نخليه يرجعه ما تقدرين تدارينه حطيه عندي انا بهتم فيه وبحطه بعيوني بس الولد حرام تتركينه وتبعدينه عنتس كذا
اميره صحت على نفسها راحت بخطوات سريعه للباب وهي تفتحه بوهن فتحت الباب ووقفت قدامها بنظرات رماديه بِلا ملامح : اخذ ولدي ؟
ام سند مسحت دموعها وهي تحضن وجهها بين كفوفها المجعده بفعل سِنها : لا ما ياخذه سيف رجال عاقل وطيب ما بيقهرتس بولدتس لكن لا تسوين كذا قدامه لا تخلين احد يمسك عليتس دليل ويحرمتس فيصل
اميره اللي انهارت من فكرة ان ممكن احد ياخذ منها فيصل ناظرت لـ امها بذعر : يمه تكفين كلمي فهد يجيب لي ولدي قبل ياخذه تكفين تكفين
ام سند : لا خلي فهد خليه لا يدري انتس رايحه له والله ان يذبحتس انا بلبس عباتي وبجيبه اللحين بس اتصلي عليه بكلمه
اتصلت عليه بأستعجال وثواني بسيطه وصوته وصل لمسامع ام سند : هلا يا ولدي المعذره منك البنت نفسيتها تعبانه اعذرها يابوي ورجع الولد لـ امه
سيف بضيقه : انا قريب اصلاً بس رحت اجيب له حليب واللحين على وصول اطلعي لي
اميره ناظرت عيونها برعب : بيجيبه ؟ وش قال !
ام سند مسحت دموعها بحنيهّ : ايه راح يجيب له حليب بروح اجيبه اللحين اهدي وارتاحي كل شي بيزين بأمر الله.
جلست على سريرها وهي تنتظر ولدها متى يجيها راحت ام سند وهي تلبس عباتها بضيقه وبتعب : يارب اجمع بين قلوبهم على خير واصلح شانهم وردهم لبعض رداً جميلاً
بعدت اللحاف عن وجهها وقامت بأنزعاج ما قدرت تنام ابد رغم انها حاولت كثير انها تنام ، ناظرت له وهي تشوفه جالس بروحه على الكنبه وهيئته ما تطمن ابد : حبيبي ما نمت ؟
ناظرها بنظرات مليانه قلق وكدر : لا ما قدرت ليه صحيتي ؟
ميساء بوحشه : ما جاء لي نوم لي مدري كم ساعه احاول انام ما قدرت البيت غريب علي ما تعودت عليه وانت شمصحيك للحين؟
فهد اطرق راسه بضيقه ورفعه وناظرها بنظرات مُرتابه : كل شي غريب ، انا قلبي مو متطمن ابد ولا قدرت انام من التفكير
ميساء جلست بجنبه ناظرت عيونه بذعر : وشتفكر فيه ؟
فهد ناظرها وتكلم بأنهاك بعد دقيقه من الصمت : ابوي صاير يودع ويوصي تدرين العصر مكلمني يوصيني على اميره واليوم الصبح موصيني عليها لمن جينا هنا
ميساء مسحت على يده بضيق هِي بعد مو متطمنه تحس بتصرفات ابو سند هالفتره غريبه : بسم الله عليه الله يطول بعمره ويحفظه لنا يارب
فهد : اللهم امين
ميساء جلست بجنبه ما تقدر تنام وهو بذا الحاله ، جلسوا بصمت وبعض من الأحاديث البسطه .
-
سيف رفع فيصل لصدره وهو يبوسه وعيونه مليانه شوق لولده : والله يا اني بشتاق لك بس بجيك ما بطول اللحين نام وارتاح خلاص ، قبله واعطاه لـ ام سند ، وحرك السياره ومَشى متجه للبيت والضيقه بدت تبان من عيونه !
ما ينكر ان الضيق والشوق اللي بصدره هدوا شوي لكنه ما توقعها بتكون بذا الحال ما توقع بيشوفها يخاف عليها اليوم ربه ستر ولا احد شافها لكن ما يأمن اميره وتهورها ابد..


جلست على سريرها وهي تنتظر ولدها متى يجيها راحت ام سند وهي تلبس عباتها بضيقه وبتعب : يارب اجمع بين قلوبهم على خير واصلح شانهم وردهم لبعض رداً جميلاً
بعدت اللحاف عن وجهها وقامت بأنزعاج ما قدرت تنام ابد رغم انها حاولت كثير انها تنام ، ناظرت له وهي تشوفه جالس بروحه على الكنبه وهيئته ما تطمن ابد : حبيبي ما نمت ؟
ناظرها بنظرات مليانه قلق وكدر : لا ما قدرت ليه صحيتي ؟
ميساء بوحشه : ما جاء لي نوم لي مدري كم ساعه احاول انام ما قدرت البيت غريب علي ما تعودت عليه وانت شمصحيك للحين؟
فهد اطرق راسه بضيقه ورفعه وناظرها بنظرات مُرتابه : كل شي غريب ، انا قلبي مو متطمن ابد ولا قدرت انام من التفكير
ميساء جلست بجنبه ناظرت عيونه بذعر : وشتفكر فيه ؟
فهد ناظرها وتكلم بأنهاك بعد دقيقه من الصمت : ابوي صاير يودع ويوصي تدرين العصر مكلمني يوصيني على اميره واليوم الصبح موصيني عليها لمن جينا هنا
ميساء مسحت على يده بضيق هِي بعد مو متطمنه تحس بتصرفات ابو سند هالفتره غريبه : بسم الله عليه الله يطول بعمره ويحفظه لنا يارب
فهد : اللهم امين
ميساء جلست بجنبه ما تقدر تنام وهو بذا الحاله ، جلسوا بصمت وبعض من الأحاديث البسطه .
-
سيف رفع فيصل لصدره وهو يبوسه وعيونه مليانه شوق لولده : والله يا اني بشتاق لك بس بجيك ما بطول اللحين نام وارتاح خلاص ، قبله واعطاه لـ ام سند ، وحرك السياره ومَشى متجه للبيت والضيقه بدت تبان من عيونه !
ما ينكر ان الضيق والشوق اللي بصدره هدوا شوي لكنه ما توقعها بتكون بذا الحال ما توقع بيشوفها بذا الحاله الكسيفه ، حالها يصعب على الكافر ، يخاف عليها من نفسها اليوم ربه ستر ولا احد شافها لكن ما يأمن اميره وتهورها ابد..


اعترض لي الحظ وأنا من الواقع رضيت
‏داري إنها ما تجيبك " لعل ويا عسى "


‏أنت ياللي تحسب إني نسيتك وانتهيت
‏عاد زولك في عيوني وقلبي ما نسى


اخذت ولدها لحضنها وهي تضمه بتأنيب ضمير دفنت وجهها وسط صدره الصغير وهي تبكي وأبعدت عنه مثل الملسوعه وهي تشم ريحة عطره بولده ناظرت لفيصل بندم : سامحني ... تك...
ماهي الا ثواني بسيطه وهي توقف الحروف في منتصف حلقها انلجمت من سمعت صوت بعيد عنها ولا قدرت تميز الا كلمه وحده من بد الكلام الواجد اللي ما أتضح لها ابد... : يبه

البارت الخمسون

مسكت قلبها بخوف وهي تحس بنبضاتها السريعه تزاحم صدرها وتحطم ضلوعها ، حطت فيصل على السرير قامت بسرعه عجيبه ألا انها على سرعة خطواتها كانت مُتردده بشكل ملحوظ !
تدري ان ابوها صار له شي لا محاله ، ولا تدري وش هالشي بالضبط ، لكنها تدعي بيقين بصدرها اللي ذاب من الهم ومن الحمول الكايده ان يبقى فيه رُوح ، ما تجهزت لـ هاليوم ابد اليوم اللي بيكبرفيه ابوها ويغزا الشيب شعر راسه وشنبه ولحيته !
ما تجهزت ابد لـ هاليوم اللي بيصير فيه ابوها عاجز عن حمل نفسه ابوها اللي رغم كل شي حصل ورغم انه اجبرها على سيف الا انه كان من خوف ومحبه لها يدري انها مندفعه لأشياء كثيره ما تناسبها لكن هو يشوف البعيد اللي هي توها صارت تشوفه!
يحبها ويعاملها مُعامله خاصه ولا يرد لها طلب ، اليوم هو طايح على الأرض بطريقه مُخيفه للغايه ، حوالينه اعزكم الله بقايا استفراغه اللي منتشر على الأرضية شافت تصلب يده اليُمنى بطريقة غريبه جلست بجانب ابوها بذُعر حست بيد الهنوف اللي تصارخ عليها برعب وتضربها بلا وعي منها : كلمي فهد كلمي احد يجي ياخذ ابوي للمستشفى
ام سند عرفت في قرارة نفسها انه انجلط ، لكن ما تدري وش نوع الجلطه اللي فيه بالضبط ، كانت معاه البارحه اغلب الوقت تكلم معاها كثير وعن مواضيع كثيره كان المحور الأساسي فيها بنته اميره ، قامت وهي تدري ان هالمواقف تحتاج سرعه وحسن تصرف وقوة قلب ما تبي تفجع عياله ابد اتصلت على فهد اللي رد عليها خلال مده قصيره جداً : هلا يمه يالله تحييها
ام سند تحاول تنتبه لطبقة صوتها ما تبي تفجعه ف الليل : الله يبقيك فهد تعال ابيك شوي تعال لي اللحين استعجل ..
فهد بخوف واضح : عسى ما شر ؟ صاير شي
ام سند : لا يابوي بس تعال بسرعه ابيك بموضوع يلا انتظرك ، قفلت منه واتصلت على الاسعاف وطلبت تجي سياره تاخذه للمستشفى ..
جلست بجنبه وهي تشوف وضع بناتها العجيب كانت الهنوف تبكي بنحيب وهي ترجف واميره صامته ما عندها اي ردة فعل على الموضوع كانت تتجهز لكلمة وحده بس " عظم الله اجركم " مسحت دموعها بأيمان وهي تناظر لهم بحزن : ادعوله ادعوله بالشفاء ..
ابو سند تكلمّ بنبره مُثقله وبصوت ثقيل بان فيه انه فعلاً مُصاب بشلل نصفي : الله يرضى عنتس يا ام سند ويسامحكم جميع ، سامحوني كلكم وانتبهوا لنفسكم وادعولي كملوا حياتكم وانتبهوا لنفسكم ولأميره انتبهوا لها اميره امانه معكم اسألكم عنها يوم القيامه ..
دخل الحاره اللي ساكنين فيها اهله شَد انتباهه سيارة إسعاف بصوتها المشؤوم المكروه في أفئدة البشر جميعاً ..
مَشى خلف السياره وهو يلتقط انفاسه عنوة إلى صدره ولأن قلب المؤمن دليله كان قلبه دليله أيضاً !
تأكد ان الطريق المنشود هو طريق منزل والده ابو سند الرجل الطيب الصادق ذو السيره الحسنه والأخلاق النبيله المحبوب في قلوب الجميع صغارًا وكبارًا اليوم يلتقط انفاسه الاخيره في الدنيا بين أمل البقاء وعذاب الرحيل ..
رُبما ذات ليلاً نلتقي لكن لست ارغب ان يكون لقاءنا الأخير بين ممرات المستشفى المُظلم الكئيب وأنا اودع فقيدي الذي كان يوماً يشاركني قسمي بالطعام والأحاديث ، أخشى عليك من الزمان يا ابي وانا اعلم انك لا تخشى أحدٍ في هذه الدنيا سوانا ، ابي اعدك ذات مساءٍ ان نلتقي في مكان أفضل من هذه الدنيا الدنيئه التي لا تعرف للوفاء طريقاً ، وحين علمت له طريقاً قررت ان تنفيك من ظاهرها وتحتفظ بك بين أحشائها وتخرج روحك للسماء عند خالقك لإن المكان هُناك أجمل وأكثر صدقًا ووفاءًا ويليق بِك ، مكانًا يناسب طهارة قلبك الأبيض المعطاء الكبير ، أبي الرائع إلى ذلك الحين استودعك الله من لهيب الدنيا ومن بردها .
دخل بيت أبوه بأقصى سرعته فتح الباب وعينه تسقط على والده المُستلقي على الأرضية بوهن وبلا وعي منه لأنه اليوم هو ليس مع العالم أبداًحاولوا البنات وام سند بكل ما يملكون من قوه مُتبقيه انهم ياخذونه على الكنب لكنه ثقيل ثقيل ولا قدروا يحركونه من مكانه ابد صرخ بصرخه حطمت جدران منزلهم الكبير اللي ضاق عليهم اليوم بشِده ناظر لـ ابوه برهبه : ابوووي وشفيه !
ام سند ببكاء مكتوم : اذكر الله يا ولدي تعب تعب ان شاء الله انه شي بسيط خلنا ناخذه للمستشفى التأخير ماهو من صالحنا
اخذ والده بمساعدة المُسعفين إلى سيارة الإسعاف وهو يحاول يتماسك ويقوي عزومه ، شغل سيارته من خلفهم ركبت بجنبه امه وقبل يحرك السياره شافها وهي تركب في المقعد الخلفي مُلتزمه الصمت !
وصلوا للمستشفى واخذوه لقسم الطوارىء واخرجوه بسرعه وهم ياخذونه لقسم العنايه وياخذون له بعض التحاليل والأشعة اللازمة ، خرج الدكتور بعد ما تمت الاشعة شاف امامه فهد ناظر له بتردد : بصراحه بعد الاشعه اتضح لي ان الوالد يعاني من جلطه بالدماغ
فهد بعبره : وكيف حاله اللحين طمني عليه ؟
الدكتور بمؤازرة : هو في غيبوبه حالياً ولا ندري متى يقوم لكن اهم حاجه الدعاء وحسن الظن بالله والله يشفيه ويعافيه لكم
فهد بذات العبره في صوته : الحمدلله لله على كل حال ، ولا اقدر اشوفه؟
الدكتور : حالياً ممنوعه الزياره لحد ما نشوف وضع المريض ونتأكد من مناعته
ام سند ناظرت بحزن لـ اميره اللي تبكي بصمت من الخبر الكارثي اللي أنهال على مسامعهم : لا حول ولا قوة الا بالله الله يبشرنا بسلامته ويرد له عافيته
فهد ناظرهم وهو يكابر على حزنه وذا طبع فيه : يلا مشينا نرجع للبيت وبكره نشوف وش صار عليه ان شاءالله كل خير ..
ام سند ناظرته بضيق وهي تلمح الحزن بعيونه ناظرت لـ اميره : تعالي يا اميره عسى الله يشفيه ويسمعنا عنه الاخبار الطيبه..
اخذهم للبيت ورجع للمستشفى جلس على المقاعد الخاليه من الأوادم ، مَر عليه الوقت بطيئ سمع صوت الأذان بعد ساعات من الانتظار وراح يصلي وجلس يدعي لـ ابوه ..
في زخم كوابيسها اللي تهاجمها منذُ مرض أبنتها ووفاتها قامت مفجوعه وهي ما تدري أصلًا كيف نامت على الكنبه ، كل اللي تتذكره انها كانت تحتريه متى يجي وهو طول ما جاء حتى جواله كان ما يرد عليه ..
قامت وناظرت له وهو يتريث بمشيته وكأنه يحمل على عاتقه جبل شاهق من الهموم مسحت عيونها بتوتر : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فهد وين رحت صاير شي ! خوفتني عليك طلعت فجأه ولا حتى طمنتني انك بخير
فهد مّشى بوهن وانسدح على السرير بأنهاك : ابوي تعب اخذناه للمستشفى
ميساء ناظرته برهبه وهي تحاول تستقصي منه بعض الاخبار رغم التردد اللي يحاصرها : وشفيه من الضغط ولا السكر صاير شي ؟ ولا اخذ عدوى
فهد ناظرها بِلا ملامح : طلع فيه جلطه بالدماغ
ميساء جلست على السرير وهي تناظر للأرضية بأندهاش : لا حول ولا قوة الا بالله الله يقومه بالسلامه يارب
فهد انسدح على السرير بعد ما انتبه لضوء أشعة الشمس ناظرها بضيقه : قفلي الستاره ابنام ..
ميساء قامت وهي تقفلها وتبعد عنه أشعة الشمس انسدحت على السرير وهي تشوفه يعطيها ظهره ويغمض عيونه ، ما كانت تدري وش التصرف المناسب اللي تسويه بـ هاللحظة قامت بهدوء وراحت تتوضى وتصلي وجلست تدعي لـ ابو سند بيقين وبقلب خاشع.


البارت الواحد والخمسون



بعد ساعات ~
من علمت بخبر مرض والدها وهي منهاره بشكل كبير من ساعه وهو يسعى بكل ما يملك ويحاول يهديها ويحثها على الصبر والدعاء ويطمنها لكن هي مُصره على انها ترجع للسعوديه الآن : حبيبتي وين ترجعين ذا الوقت انتي تتوقعين ان عمي هين بعيوني! لكن ذا الوقت صعب نطلع فيه بالمره وانتي تشوفين إيفا مريضه واللحين نامت بعد خليها ترتاح وأنتي تعالي نامي شوي ..
المها ناظرته بعصبيه حاده تشبه عصبية والدها شدت على يده بعِند : ابوي تعبان وأنت تقولي بكره ما راح انتظر لبكره ، اللحين العشاء بنروح يمدينا نحجز رحله ونمشي بنتي بتاخذ علاجها وتنام لا تشيل همها
سياف حس بأنزعاج من عنادها هي ما راح تستوعب انه مو رافض بس مو ذا الوقت المُناسب من وجهة نظره ، بكل قوته قبض على ذراعها الأيمن وهو ياخذها بأجبار ناحية السرير ويكتفها وينومها بالإجبار:نامي .
المها حست بضعف حركتها وسط قيود ذراعيه مفتولة العضلات بشكل مُهيب جت على بالها فكره بسيطه تناسب ذا الموقف وتحررها من قيوده،فتحت شفاهها وهي تعض عُنقه بأسنانها البيضاء الصغيره المُشابه لحبات اللؤلؤ، تذوقت طعم دمه المُنبثق من عنقه المتناثر حول اسنانها ،رفع صوته وهو يصرخ صرخه حاده من فرط الألم اللي حس فيه ، حاول فيها انه يبعدها عنه بأقل الأضرار رفع يده على عنقه وهو يناظرها بغضب بعد ما تحرر من عذاب اسنانها الغاضبه : مريضه انتي،شسويتي؟
المها رفعت قبضة يدها اليمنى ليده وهي تمنعه من الحركه : يا تاخذني اللحين للمطار يا تنام ودمك ينزف!
سياف ناظرها بغضب وهو يحرر يده من قبضتها الأنثوية قام متجه لدورة المياة في خارج الغرفة لكن سبقته بخطواتها وهي تاخذ المفتاح وتغلق الباب : اختار
سياف ناظرها بغضب : اعطيني المفتاح انا قاعد احترق ما تحسين انتي!
المها صارخت صرخه قويه صحت على أثرها بنتها إيفا وهي تبكي بكاء مبحوح من التعب ، راحوا للسرير بحركه سريعه وهم يلتزمون الصمت حتى ترجع تنام ، غرقت عيونهم في أسوار بعضها البعض ، بنظراتهم المتضاده عيونها تشع تحدي وعيونه تشع أنتقام..
رجعت إيفا تنام مره اخرى ولمن حس فيها تخلد هي الأخرى للنوم ولا كان يعلم في قرارة نفسه انها تنصب له فخ ، راح للتسريحه بخطوات مدروسه وهو ياخذ مقص حاد قرب من عندها وقبل يهجم على شعرها الطويل فتحت عيونها وأغمضتها بحركه سريعه وهي تلمح المقص بدون ما ينتبه لها ، لمن شافته بدأ يصمل انه يقهرها في شي تحبه اخذت المقص منه بمهاره وهي تثبت حركته وتجذب شنبه الكثيف في اصابع يدها الإبهام والسبابه وتحاصرهم بالمقص وهي تناظره بعدم إكتراث..
ناظرها برهبه وهو يمنعها من تهورها : المها لا تكفين لاااا تكفين
المها بلا مُبالاة ناظرت لعيونه وغرقت عيونها وسط محاجر عيونه المليئه بالرهبه من تصرفها ناظرت له بتهديد وهي توتر اعصابه بالمقص اللي بدأت تحركه بجراءه وبدون اي اهتمام : وش قلت؟
سياف ناظر لعيونها برجاء صريح : بنروح اللحين ، بس اتركي الشنب في حاله اتركيه ! لا تقربين منه
اخذت المقص من بين يديها وهي تحذفه على الأرضية متجاهله ردة فعله في هالساعه وعكس ما توقعت هجم عليها بكل حقد وهو ياخذ المقص من الأرض ويجذب خصله من شعرها ويقصها ويحذفها في صدرها ، رفعت عيونها لعيونه بنظرات بِلا ملامح واضحه !
تجاهلت ردة فعله قربت من عنده وكان متوقع انها بتنتقم لكن عكس ما توقع رجعت شعرها للخلف وهمست بصوت قصير : بلبس عباتي وبجهز الاغراض تعال ساعدني ما اقدر عليها بروحي
جمعوا مع بعض الاغراض كلها خلال ربع ساعه الى عشرين دقيقه فقط ، انحنى لبنته وهو ياخذها وراحوا للمطار مع سائق حتى يحجزون رحله وكانت اقرب رحله بعد ساعه ونصف وما كان قدامهم الا ينتظرون ، وسط هدوء المها الغير مُتوقع وتوتر سياف من هدوئها اللي يخاف منه اكثر من غضبها ..
طلع من البيت وهو يحس الأرض كلها ضايقه فيه ولا عاد ياسعه منها مكان حتى خويه تركه بعد ما شتم فيه وسبه بدون ادنى حق يبرر تصرفه ، يبي يدري وش حالها اليوم أمس تطلبه يسمع منها وصدها عنه من قهره وضيقه واليوم ما يدري عنها شي ، يبي يتطمن عليها انها بخير !
المدينه هادئه لكن وش حال اهلها !
الليل مُمل ! مُمل وطويل ولا يقدر يتحمل وحشة الليل وضيقه بدون أنيس يدري ان الوقت ماهو مُناسب ، لكن يبي يجرب حظه ان كان صاحي ولا نايم ، أخذ جواله وهو يتصل عليه وللأسف ما رد عليه ، وقبل يبدأ موال حلطمته اتصل هو الآخر عليه : شفت اتصالك بس قلت ما برد عليه من اول مره انتظرتك دقيقه ما عاودت الاتصال قلت بمسك الرجال قبل يروح
ابتسم سيف من قلبه : ذا اللحين وش زعـل ولا تغـلي ؟
محمد تنهد بضيق : كلها افا يا سيف كيف هنت عليك تتركني وراك كل هالمده بدون ما تلتفت لي؟
سيف بضيق بان من صوته المبحوح : لا تعاتبني يا محمد اللحين انا والله مدري كيف قدرت اعيش هالايام ذي
محمد بكدر : امزح معك معذور والله مازعلت منك لكن كنت ابي اخفف عليك واساعدك لكن انت قفلت الابواب بوجهي كل ابوها
سيف : كان جيت مع الدريشه طيب بس انت ما تبي جايز لك البعد
محمد ضحك : المره الجايه بجي مع الدريشه واجيبك غصب ، تعال وش فيه عمي ابوسند وشصابه
سيف بضيق : ابوي يقول انه راح ونشد عنه وكلم العيال والدكاتره قالوا ان فيه جلطه بالدماغ
محمد : لا حول ولا قوة الا بالله يارب رحمتك الله يلطف بحاله ويشافيه ويعافيه
سيف : اللهم امين ، متى بتنام انت؟
محمد بترقب : ليه وش بخاطرك!
سيف : ولا شي بس انشدك
محمد : شوي انام انا مسافر اليوم عندي مشوار وتو راجع
سيف : خير ان شاء الله
محمد : خير رايح لمكان قريب وجيت مع الاهل
سيف ضحك : الاهل ؟ الاهل اهلي ترا يلا بروح انشد ريم تعلمني
محمد : تكفى الا اسرارنا انت خويي لكن اسرارنا الزوجيه مابها اخوي واهلي
سيف : اعوذ بالله ما صارت اسرار زوجيه اسرار دوله ذي يلا اشوفك على خير بروح انام
محمد : لحظه انت بخير ولا تبي تصرفني بس؟
سيف : بخير بخير الحمدلله تامر على شي
محمد : سلامتك الله يعافيك انتبه لنفسك نتواجه بكره ان شاء الله
سيف : على خشمي فمان الله

البارت الثاني والخمسون

في اليوم التالي الساعه الربعه عصراً ، دخلوا للمستشفى من نصف ساعه وهم بالانتظار حتى يبدأ وقت الزياره ، كان مسموح لشخصين فقط يدخلون فـ استمروا بالدخول على هذا النظام دخل بالبدايه فهد وسند اللي كانوا متخاصمين تمرد على هذا الخِصام سند وهو يناظر لـوالده طريح الفراش ينازع الموت : آخر موقف صار لي مع ابوي وش هو؟
فهد مسح على راس ابوه وهو يناظر له بخيبه : موقف ما يجمل
سند ناظر لـ فهد بضيق : ما سألته راضي عني ولا لا
فهد : قال انه مسامح الكل ، رفع عيونه وهو يناظره بخيبه ، واميره وصيته
سند : اميره ما تحتاج وصي هي لحالها جيش
فهد قام وهو يناظر لـ سند بملامح غاضبه : اميره من اليوم ورايح بوجهي واللي يقرب منها والله لا اخليه يتمنى الموت ولا يشوفه تعال نطلع نخلي للباقي مجال يشوفونه
سند ناظر فهد بملامح جامده وقبل جبين والده وهمس بحسافه : سامحني يا يبه سامحني
ناظره فهد بخيبه وشافه وهو يطلع برا الغرفه قرب من عند ابوه وهو يحب راسه ناظر لعيونه المفتوحه بلا أدراك منه : يبه لا تخاف ارقد وانت مرتاح ما تركت وراك الا رجال ما تركت الا فهد اللي بيكمل تاريخك ويخلي اسمك مثل ماهو يجمل ويرفع الراس
حس بـ يد ابوه اللي اهتزت برجفه قويه مسكها وهو يضغط عليها ويقبلها ناظره بحزن : كلنا بخير يابو سند ارجع لنا يبه ارجع لنا
طلع من عنده وهو يشوف عمامه متجمعين كلهم توهم يوصلون ومعاهم ابو نوره ، اللي دخلوا سوياً مع بعض جلسوا يواسون اخوهم ويشدون من عزيمته وطلعوا والضيقه باينه على وجيههم راحوا ما يبون يضيقيون على ام سند وعياله وبناته يبونهم ياخذون راحتهم مع ابوهم ..
دخلت ام سند وجلست تقرا عليه آيات من القران الكريم ودخلت معاها المها جلست تبكي على حال ابوها وما تحملت شوفته وهو بذا الوضع طلعت وهي تشوف سياف واقف بعيد راحت لعنده وناظرت لعيونه بحِزن : تكفى بنرجع للبيت مابي اجلس هنا احس بيغمى علي ما اقدر اتحمل..
سياف مسح على كتفها بمؤازرة وهو ضايق صدره عليها : يلا راجعين بس اصبري خليني اشوفه اول واتطمن عليه..
المها جلست على المقاعد بأنهاك : لا تطول
سياف ناظرها بضيق وهو يشوفها تخفي وجهها خلف كفوفها وتبكي بنحيب : مابي ابوي يموت
سياف ناظرها بضيقه : ما بيصير له شي بأذن الله كلنا هنا ما بنخليه ولا بنتركه بنوديه لشرق الارض وغربها ولا بنذخر من دونه شي انتي اللحين ادعي ادعي له والله بيكتب له الخير
المها : الله يحفظه ويطول بعمره يارب
سياف : اللهم امين الله يشفيه ويعافيه يارب
سمحوا للعيال يدخلون كان موجود سياف وسعود دخلوا على ابو سند وطلعوا كلهم من المستشفى بعد ما تطمنوا عليه رغم ان حاله ما يطمن ابد..
دخلت اميره والهنوف عند ابو سند ، كانت الهنوف ضعيفه جداً من منظر والدها تلقائياً انهارت بالبكاء ما كانت متوقعه ان ممكن ابوها بيضعف بيوم وتنهار كل قواه ، اميره ناظرت للهنوف بزعل : خلاص الهنوف لا تسوين كذا ترا يسمعتس انتي جالسه تضايقينه اللحين
الهنوف مسحت دموعها وهي ترجف بخوف : اهه يا يبه وشصار فيك
اميره مسحت على راس ابوها وهي تقبله وتثبت نبرة صوتها وتمنع حزنها من انه يبان من صوتها وكتمته في جوفها : يبه لا تشيل هم شي ترا كلنا بخير والهنوف بخير ، ناظرتها بغبنه ، تعالي شوفيه ابوي فتح عيونه
الهنوف جت بسرعه وهي تبكي وتقبل عيون ابوها مسحت على شعره بحزن وبأصابع مرتجفه : يبه تكفى لا تخلينا
اميره بعصبيه : ما راح يخلينا اطلعي الهنوف اطلعي ، اطلعي بسرعه!
طلعت الهنوف ودخل فيصل اللي وقف عند راس ابوه وهو يكتم عبرته في صدره : ما تشوف شر يابو سند عسى عمرك طويل يـ....
اميره ناظرت لفيصل اللي ما كمل جملته وجلس يبكي قامت وراحت له وهي تمنعه من اللي قاعد يسويه : فيصل خلاص من شوي الهنوف واللحين انت وقبلكم المها تراه صاحي صاحي ويحس فينا ويسمعنا وشفيكم انتم ! قووا قلوبكم شوي لا يصير فيه شي من وراكم
فيصل مسح دموعه بأطراف شماغه همس بصوت متحشرج : الله يشافيه ويعافيه انا طالع
اميره ناظرته بضيقه وطلعت بعد دقيقتين بالضبط!
قفل من خلفها باب العنايه ووقفت قبل تكمل خطوتها الاولى وهي تشوف سيف ومحمد اللي جايين من اخر الممر....

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -