بداية

رواية مأساة بلا دموع -29

رواية مأساة بلا دموع - غرام

رواية مأساة بلا دموع -29

العنود وتطالع الماء : لا أخاف من المويه...!
يوسف : تعالي ولا جيت وشلتك ورميتك فيه..!
العنود بخوف : لا والله....؟!
يوسف بصرامه : ايه والله...!
العنود خافت لا يسويها قدام العالم.. وقربت وجلست قريب منه بس من ورى : هذا انا جلست...!
يوسف : لا والله.. بطابور احنا...؟؟!!
العنود ضحكت : ههههههه.. والله شكلنا نكته...!
يوسف ورجع معها : اشوى معترفه..
العنود بابتسامه : هذا طبعي وما راح أغيره..!
يوسف يفكر : أي طبع فيهم..؟!
العنود : ليش كم طبع لي عندك...؟!
يوسف : يووووووه.. كثيير.. عدي وأغلطي...!!
العنود : وأمداك باسبوع تستنتجها بهالكثرة..!!
يوسف رافع حاجب وبثقة : من قالك أسبوع...؟ معرفتي فيك من زمان.. بس بأسلوب مختلف..!!
العنود متعجبه : وشلوون..؟!
يوسف وعدل جلسته : كم لك من تعرفتي على عفاف أختي...؟!
العنود بتفكير : من سنواات....!
يوسف : وأنا بكل هالسنوات اللي مرت.. كنت المستمع الجيد لكل الاحاديث الجانبية بين خواتي.. وخصوصا بوجود ليلى اللي ما يحلى لها السؤال عنك إلا بوجودي...!!
العنود : وش اللي استنتجته من هالاحاديث يازوجي العزيز...؟!
يوسف : كثير أشياء كانت تزيد من أعجابي بشخصية البنت اللي يتكلمون عنها... طيبة قلبها.. حنانها.. عفوها.. تسامحها... حبها لصديقاتها.. وحرصها عليهم.. حرصها على نفسها.. والتزامها بدين ربها..!!
العنود بلعت غصتها : وكل هذا فيني أنــا...؟!!
يوسف : غير الأشياء اللي اكتشفتها بنفسي..!
العنود : يااه.. مستحيل أنت.... وشلوون بنيت أفكارك عن انسانه غريبه عنك.. ما تربطك بها إلا علاقة أختك فيها.. وكلامها عنها.. يمكن لأني صديقتها قاعدة تقول عني أشياء حلوة.. وكلمات مدح ماهي موجوده فيني...!! على أي أساس صدقت كل اللي أنقال...!!
يوسف : يمكن كلامك فيه نووع من الصحه.. بس هذا مايعني أنه كله صحيح 100% ولا ّ أنا من وين بأجيب كل هالمعلومات.. إلا أني شفتها بعيني..و لمستها منك بنفسي..!!
العنود بخوف : ممم.. يمكن مع الأيام تغير رأيك فيني...!!
يوسف فتح عيونه : أنــــا...؟ وكل الكلام اللي جالس اصففه لك من ساعه وش تسمينه...؟ لا يأخذك الشؤم بعيد.. لو الكل وقف ضدك.. ثقي أن قلبي بصفك... وأكيد يكفيك..؟!! ولا ّ....؟؟!!
العنود بابتسامه متوتره هزت راسها بايجاب...!
يوسف وتكلم بجدية : العنود مهما يصير بالدنيا ويواجهنا من عقبات لازم نكون يد وحده.. خلاص انتي زوجتي الحين.. اللي يضايقني يضايقك.. واللي يفرحني يفرحك...! ما راح احرمك من صديقتك.. اللي هي أختي.. لكن الحين أنتي إنسانه متزوجة.. وعندك مسؤوليات تغنيك عن تفاهات المشاكل واللي يصير فيها....!!!
العنود أوجعها قلبها من كلامه.. طالعته بنظرة خوف وسألت : ليش تقولي هالكلام الحين...!
يوسف ضحك : ما قصدت ياعمري أي شئ.. الا اني لاحظت بالفترة الاخيرة اللي قبل الزواج أنكم مختلفين أنتي وعفاف.. وأنا ما حب ان هالخلافات تأثر على حياتنا...!! ولا على مستقبل علاقتنا...!!
العنود وحست بطعنه بصدرها.. تمنت لو صارحته باللي صار معها.. واللي انحاك ضدها من ناس ما عندهم ضمير.. بس خافت انه ما يصدقها.. أو يتهمها أنها جالسه تلعب عليه.. وتتلاعب بمشاعره.. فسكتت.. وهي تشوف علامات الفرح ماليه وجهه.. والابتسامة ما فارقته لحظه..!!

><><><><><><><><><><><><><><><

كانت حاسه بفرح ممزوج بخوف.. بتوتر.. بقلق.. ما تدري وش يكون هالشعوور.. إلا أن فيه شئ بداخلها غريــب...!!
طلعت غاده للحديقه.. وهي تتأمل حرارة الجو اللي خفت بغروب الشمس..!
ثاني أسبوع يمر من بعد سفر يوسف والعنود..! كانت تتذكر كيف كان شكل العنود الهزيل.. وعيونها الذبلانه.. والحزينه بنفس الوقت..!
جلست على كرسي من كراسي الحديقه بركن تلفه الظلماء.. وهي تتذكر كلامها عن جميله.. وخوفها منها.. وتتذكر انقطاعها المفاجئ عنهم.. وتتذكر زعل عفاف الغريب عليها...! ولقائهم الأغرب..!
حاولت تبدل أفكارها عن العنود.. وتفكر بشئ ثاني لكن ما قدرت...! شئ يشدها لهم.. لحياتهم.. لواقعهم اللي الله أعلم به ألحين...!
رفعت راسها للسماء وهي تطالع الشفق وهو يودعها.. يودع ساعات النهار اللي مرت فيها.. والركود اللي صاير ممل بحياتهم...!
لما نزلت نظرها.. شافت عفاف جاية تمشي باتجاهها.. وعبايتها عليها.. شكلها توها جايتهم...!
عفاف : سلااامووو عليكووو...!
غاده : هلا وعليكم السلام.. مشرفتنا اليوم..!!
عفاف وتجلس : عندك مانع..؟! ولا حرام علي ازور اهلي وحبايبي...!!
غاده : أووه حبايبي بعد...؟! والله شكل عندك سالفه.. ولا مو لله ناصيتني نصووة من دون الكل...!!!
عفاف قامت : هذا حقي بعد جاية ابشرك قبلهم...! بس ما تستاهلين...!!
غاده : هههههههه.. والله عارفه ما انتي بناطقه الا بالعين الحمراء...!!
عفاف : مو منك.. من اللي يجي لك..!!
غاده : يالله عااد.. نقوول مبرووك..؟!!
عفاف فتحت عيونها : وش مبــروكه انتي بعد...؟! لا تونااا على هم العيال...!!
غاده تحمست : أجل بأيش تبشريني..؟!
عفاف وهي تمشي باتجاه البيت : بنسافر بعد يومين...!!
غاده لوت شفايفها : أمحق شهر عسل... مـتــأخــــر...!!! ههههه..
مجرد ما اختفت عفاف عن نظرها انتبهت غاده لمسألة السفر.. الكل سافر الا هم.. اول شئ سافر يوسف بزوجته.. بعدين سافر بسام وزوج ليلى.. وهذي عفاف بعد بتسافر..!!
أخذها تفكيرها لبسام لما كان يجهز شنطته للسفر.. طبعا أبوه ما منعه بعد موافقة أمه.. وخاصة أن أحمد زوج ليلى سافر معه..!
كانت تتذكر لما كان يقفل صفحات من النت.. وهو يقولها تجيه قبل يطلع للمطار بيعطيها شئ..!
انتبهت غاده أنه أمس قبل يركب السيارة.. أعطاها فلوبي وقالها تفتحه.. وتقرى المكتوب زين.. وما تشك في أي شئ من اللي صار...! بس هي بغباءها نست الفلوبي وما فتحته..!
قامت بسرعه.. بترووح لغرفتها.. وتشوف وش ممكن يكون بسام مخبي لها....!!
.
.
.
.
.
.
كانت تحاول تعيد قراية المكتوب بالرساله زين...!
للحظات ما صدقت ان هالكلام الكبير يطلع من بسام.. أو أنه حريص بهالدرجه على غيره.. من خبرها فيه وهو مستهتر..
كانت غاده تحس بألم بصدرها وهي تقرى كلمات بسام المرسله برساله لايميل مستحيل تغلط فيه.. هي حافظته.. وعارفته عز المعرفه.. مثل معرفتها بصاحبته...!!
كان مكتوب..
" السلام عليكم..
لا أريد أن أطيل عليكِ بهذه الرساله.. فكل ما أرجوه هو أن تقرأيها بعقلك قبل قلبك..!
ترددت كثيرا قبل أن أرسل لكِ وأنا أعلم أن هناك من الاساليب اللي أستطيع بها أن أوصل إليك ما أريد.. أو حتى أصل إليك بنفسي..!!! لكنني لست ممن هذا همهم.. أو اهتمامهم...!
ولست ممن يخون عرضه يا ابـنـة الخــالـــه....!!
كل ما تم بيننا من أحاديث وحوارات تم حذفه.. باستثناء هذا الرسالة.. التي تركتها لأختي بعد ارسالها لك.. لتفعل ما تراه مناسب...!!
والسلااام..
ابن خالتــك / بســـــام...!! "


بهاللحظة.. تمنت غاده لو هي قدامها.. وتشوف ردة فعلها وش بتكون...!!
لكنها حست بالدموع تتجمع في عيونها..
" مي.. مي تسوي كذا.. وتكلم شباب بالنت.. معقوله..! يعني مو بعيدة عليها كل السوالف اللي بيننا عن أخوها.. تكون عنده.. وبفعلها هي...!!"
بقهرر طفت الجهاز بضغطه.. وطلعت تجلس مع أهلها وعفاف شوي وتغير جو يمكن تنسى اللي صار....!!!
.
.
.
.
.
.
.
.
صار لها يومين من وصلتها الرساله..!!
الصـدمــه للحين متمكنه منها.. ماقدرت تصيح.. بقدر ما حزنت على حالها...!
كانت مي بغرفتها وجهاز الحاسب مشغل قدامها من أمس على نفس الصفحه اللي فيها الرساله..!
ما تنسى انها لما جتها الرساله من " alking " فرحت فيها.. خاصة انه كان له فترة منقطع عنها...!!
لكنها اتفاجأت بكلماته.. اتفاجأت بعباراته.. اتفاجأت أكثر.. بأنه بســـام.. ولد خالتها...!
وكل ما تذكرت وش كانت تقوله أوتعبر له.. انقهرت اكثر من نفسها وسذاجتها وغباءها..!
وهي تطالع الشاشة المنووره قدامها.. تذكرت لما علق الجهاز وهو دخل عليه وصلحه لها.. بهاللحظه عرفت انه عرفها.. والحين وش راح يكون موقف اخته مني...؟!
أخته...!! يعني غاده.. اللي هي صديقتي.. واللي بكم موقف زعلتها مني...!! وهي تسامحني...! يا ترى وش بتسوي معي...؟ معقولة تــســامـحــنـي مثــل كـل مــره...؟!
وبلحظة لا شعورية.. قامت وطلعت من غرفتها.. وراحت لغرفته.. هو الوحيد اللي ممكن يوقفها عند حدها....!!
دخلت عليه وشافت يقرى ورده اليومي من القرآن..!
صارت تطالعه.. وهي تتمنى لو كانت بيوم مثله.. على الاقل كانت بتحد من تصرفاتها اللامسؤوله...!!
فيصل والتفت لها : هلا..
مي بتوتر : احم.. السلام عليكم..!
فيصل بابتسامه : وعليكم السلام.. بتظلين كذا واقفه...!
مي وقربت منه بس ما جلست : أبغى أقولك شئ..!! بس متردده...!!
فيصل : إذا شئ زين.. ليش تترددين...؟ واذا الشئ الشين... مم.. على حسب شينه...؟!!
لما شافت صرامته معها.. خافت.. لكنها ما تراجعت عن قرارها.. قالت وهي تشبك يديها ببعض : بصرااحه.. شئ مو بس شين.. إلا يفشل...! وانا ماني عارفه كيف اقولك عنه...؟!!
فيصل رافع حاجب : قلت لك على حسب...!!

مي بلعت ريقها : ممم.. ارتكبت غلطه.... ( ورفعت عيونها الغرقانه دمووع له ) بس عرفت انها خطأ.. وندمت عليها..!!
وبدت تصيح..
فيصل عرف ان اللي بباله عن مي صح.. فما رد عليها..
بعد ما هدت شوي قالت مي : فيصل الله يخليك.. ما عاد أبي نت... كرهـتــــه..!! ما أبيه بغرفتي..!
فيصل وطالعها : كنت شاك...!! بس توقعت تخيبين ظني.. وتكونين الافضل..!
مي بمحاولة يائسة : والله ما سويت اللي ببالك.. كنت أقضي وقتي بالسوالف.. ما كنت متوقعه انه..........
فيصل يقاطعها بخوف : أنه مين...؟! تكلمي..؟!
مي بدون أدنى تفكير قالت له على كل السالفه اللي صارت لها..!!
فيصل ومسك راسه بتفكير : مافي شئ اقدر اسويه لك.. هذي سمعتك وانتي لوثتيها بيدك...! ولو أني اعرف ان بسام ما هو نذل ومستحيل يفضحك.. لكن وش يضمن غيره...؟؟!!
مي بخوف من ظنه : لا والله العظيم ما فيه غيره..! قلت لك لعبة وما راح تتكرر...!!
فيصل بصرامه : إذا على النت أنا ما أقدر أمنعك منه.. لانه وسيلة للزين وللشين..! بس مستحيل تدخلين شات أو حتى ماسنجر.. واتوقع انتي بغنى عنهم...!!
مي بتوتر : لا ما أبيه.. أصلا مستحيل انسى اللي صار لي فيه.. مستحيل انسى كلماته لي.. يكفي أنه خذ صورة سيئة عني...!!
فيصل كان يطالعها بضيقه.. وبقهر بنفس الوقت.. عمر التربية الحسنه والتواجد من الابوين او حتى الضمير الحي.. ما خلق هالجو من التفكك اللي قاعد يعيشونه اخوانه.. واحد.. واحد.. وأولهم هـو...!! لكن ما بيده حيله.. ويد وحده ما تصفق...!!!


><><><><><><><><><><><><><><><


رجعت السماعه لمكانها.. وعينها على أمها اللي الدموع مغطية وجهها... نقلت نظرها لأبوها بوجهها الجامد الخالي من أي تعابير...! أو هي ما شافتها...!
مها وهي تجلس جنب أمها : هذا وانتي سامعه صوتها وش زينه.. خلاص ادعي لها الله يردها بالسلامه...!!
ام فهد : الله يحفظها.. والله ياهي فقيدتها علي.. بس وش اسوي هذا نصيبها... والله يوفقها...!
مها بحب : آمـيــن...!!
ام فهد : ما قالت متى بيعودون..؟!
مها بتفكير : ماقالت.. وانا بعد ما سألتها...!
ام فهد : الله يهديك كان سألتيها..!
مها : ان شاء الله المره الجايه اسألها ولا يهمك... ( والتفتت لابوها ) وانت يبه.. ليش ما كلمتها.. تراها سألت عنك كم مره...!
ابو فهد بصوت مخنوق : سألت عنها العافية... يمديني اكلمها مع رجلها...!!
مها : الله يسلمك لو انك كلمتها وقصرت الشر كان ما صار الا الخير...!!!
ابو فهد ويغير الموضوع : اتصلي على اخوك.. شوفي وينه.. من اسبوع مدري عنه...!!
ام فهد : توه امس فيه.. الله يهدي هالمره ما خلت فيه عقل...!!
ابو فهد بضيقه : وش عندها...؟!
ام فهد : زعلااانة عند اهلها..!
ابو فهد : والله يا هالحريم نشبه.. اما ودني ولا حط لي... ولا بأزعل... ما تدري ان بدلهــا غيرهــا...!!!
مها وحست بكلام ابوها كأنه يعنيها.. قامت ودقت على اخوها وعطت ابوها يكلمه.. وهي راحت لبنتها اللي مفتقده خالتها حيل... يمكن تعوضها عنها بشئ...!!


><><><><><><><><><><><><><><><


كانت فرحتها بسفرهم لا توصف..!!
واخيرا هي وعزيز تصافوا.. اعترفوا ان مالهم غنى عن بعض..! وانهم قلب واحد مستحيل يعيش بدون الثاني..!
كانت عفاف جالسه ترتب اغراضها اللي بتآخذها معها.. وبعد ما تجهز شنطهم بتنزل تسلم على اهلها.. وتطلع مع عزيز للمطار..
أما عبدالعزيز فكان من الصبح طالع ما تدري عنه.. كل اللي تعرفه انه عند شغل ينهيه ويرجع لهـــا...!!
دق جوالها وكانت المكالمه من يوسف.. زادت فرحتها فيهم.. اكيد عرفوا عن سفرهم...!
عفاف ترد : هلا وغلا عد ما هلت مزووون..!
يوسف : ههههههههههههه.. لو ادري انك شاعرة كان من زمان مآخذ العنود..!
عفاف : وانت تقدر تستغني عنها الحين...!
يوسف يلتفت على العنود : الشرع محلل اربع...... "آي لا تدفين.."
عفاف تضحك على اشكالهم : هذا طاري العرس بس اثر فيها.. أجل لو صار صدق وش بتسوي..؟!
العنود من ورى يوسف : طيب ياعفيف.. خليني ارجع بس وانا اعلمك وشلوون تتكلمين...!!
عفاف بفخر : هذا اذا حصلتيني....؟!
يوسف بتساؤل : متى ناوين...؟!
عفاف باستغراب : من قالك..؟!
يوسف : العصفورة قالت لي....!!
عفاف : ايه العصفورة... يعني أمي..؟! ما شاء الله عليها ما عندها سد..!
يوسف : سد ولا وادي.. ههههههههههه..!!
عفاف : وانتوا متى راجعين...؟!!
يوسف : باقي لنا اسبوع هنا.. واسبوع بمكه.. وان شاء الله بعدها عندكم...!!
عفاف : الله يهنيكم..! اهم شئ تنبسطوون...!
يوسف : طيب.. خذي صديقتك بتكلمك..!
عفاف : عطني اياها...!
العنود : هلا..
عفاف : اهلين...! وحشتيني يابطه...!!
يوسف بتدخل : البطه بنتك....!!
عفاف : ههههه.. بسم الله.. وانت وش جابك.. أبوالقـَطـّـه...!


بعد سوالف مع العنود.. قفلت عفاف.. على اساس تلحق تخلص قبل يرجع عزيز...!
وهي منهمكه بشغلها.. انتبهت على باب الجناح يطق...
طلعت تشوف مين...!!
والا سـعـد قدامها.. ووجهه يخــوّف...!
عفاف بابتسامه شاحبه : هلا سعد.. تفضل...؟!
سعد بلعثمه : لا انتي يالله اطلعي... انتظرك بالسياره...!!
عفاف : تنتظرني...؟! بس عزيز قال........
سعد يقاطعها : بعدين اعلمك كل شئ... بس يالله..!
عفاف بخوف بقلبها : وش بعدين.. الحين قلي.. عزيز فيه شئ...؟؟؟؟!!!!
سعد بضيقه : يابنت الحلال خلصيني ماني بفاضي لك...!
عفاف بسرعه لبست عبايتها... وطلعت معه.. وهي حابسه دموعها.. لكن لما نزلت شافت أم عبدالعزيز تصيح بصوت مكتوم... ووفاء جالسه جنب أمها ووجها أحمر من الصياح...!!
عفاف بدت تصيح : الله يخليكم.. قولوا لي.. عزيز وينه.....؟؟!! صار له شئ...؟؟!! خالتي انتي قولي لي... واللي يرحم والديك قولي...!!!
سعد : يالله.. بالطريق اقولك كل شئ...!!
عفاف : لا ماني بطالعه الا اذا عرفت كل شئ...!
وجلست جنب خالتها أم عبدالعزيز..
سعد بقهر : عفاف.. تراك عطلتيني...!
ام عبدالعزيز بصوت حزين : قومي يابنتي.. وان شاء الله عبدالعزيز ما عليه الا العافية...!!
عفاف : طيب افهم وش فيه...؟!
ام عبدالعزيز : ما فيه شئ.. بس تعبان شوي.. وان شاء الله قريب يخف..!!
عفاف ودموعها تطيح على وجهها : تـعــبــــان...؟؟!!
وفاء وقفت وبقهر قالت : أيـــــه تعبـــان.. وانتي السبــــب...؟!!


الجزء الثلاثون


سكرت السماعه من عمتها.. وهي تسترجع كلامها لها..
ام فارس : لا هو يحس بضيقه.. وخاصة من طاري عفاف.. والله مدري هالولد وش جاه عليها...؟!!
غاده بقهر : عين وماصلت على النبي..!! والحين وشلونه..؟!
ام فارس : والله حاله ما يطمن.. وجهه اصفر وملامحه ماليها التعب..!
غاده بغصه : بس ماهي غريبة ياعمتي انه ما تعب الا بالوقت اللي أمورهم تعدلت فيها..!!
أم فارس : مكتوب ومالهم عنه..
غاده بقهر : حسبي الله ونعم الوكيل...!!
أم فارس : الا اخوي عرف...؟!
غاده : لا والله للحين محد يعرف الا انا.. لما جا سعد بعفاف قالي..!
ام فارس : وامك وينها...؟!
غاده : عندي امي ساره.. وهي بعد ماتدري....!!
ام فارس : انتبهي لعفاف.. وان شاء الله اول ما يطلعون الشباب اوصي مهند يمركم..
غاده : ان شاء الله..
التفتت غاده لاختها اللي جالسه جنبها.. والدهشه على وجهها للحين..!!
كان حال عفاف ما يسر لا عدو ولا صديق..! عيونها تدور بدون وجهه محدده.. اطرافها جامده من البروده.. وبشرتها شاحبه من الخوف على عزيز واللي حصل له.. والمستقبل اللي ممكن ينهدم بأي لحظه...!!!
.
.
.
.
.
.
.
.
دخل سعد البيت يسند عزيز من جهه ومهند يمشي جنبه من الجهه الثانية.. مو من تعب فيه بس يبون يحسسونه بأنهم واقفين معه.. ومآزرينه...!!
سعد وهو يدخل : يا ولــــد...؟!
ام عبدالعزيز : تعال يا أبوي..!
سعد : معي مهند يمه..!
ام عبدالعزيز بعد ما أشرت لوفاء تطلع : أدخلوا ما قدامكم أحد...!
دخل سعد ويده على ظهر عزيز عشان أمه ما تنتبه انه تعبان بقووة...!!
ام عبدالعزيز تطالع ولدها وهو يجلس قريب منها : هااه يا أبوي عساك الحين بخير...؟!
عزيز يبتسم بلا شعور : بخـــيـــر...!
سعد يأشر لأمه لا تجيب طاري عفاف أبدا قدامه....!
ام عبدالعزيز : لا حول ولا قوة الا بالله.... الحمد لله.. الحمد لله على كل حال...!
عزيز التفت بعصبيه : وش فيكم الحين انتوا...؟! يكفي اني ضايق صدري.. تبون تزيدون علي؟!
سعد وجا جنبه : ما فينا شئ.. بس بأطلع أنا ومهند لمشوار وبنرجع.. توصون على شئ....؟!!
ام عبدالعزيز : الله يحفظكم... فمان الله..!
لما طلعوا.. كان عزيز من العتب بحيث انسدح على رجل أمه.. اللي استانست انه للحين بخير..
.
.
.
.
.
.
.
.
بعد ساعات.. كان الخبر منتشر في العايلة.. لكن بطريقه من أقبح ما يكون..!!
ام يوسف وهي تشوف بنتها : الحين انتي صادقه انك ماشفتيه من طلع..؟!
ليلى : وش فيك يمه..؟ هذي ثالث مرة تسألين فيها عفاف نفس السؤال...؟!
ام يوسف : يابنتي من همي عليها.. ولا وش جاه ولدنا ومنا وفينا....!!
غاده : الله يعدي هالايام على خير...!!
أمل داخله : ليش ما رديتوا على التلفون..؟!
غاده : وهو رن أصلا... ( وطالعته ) لا لحظه.. شكله مفصول...!!
أمل : اشبكيه.. وعطيه أمي تكلم..!
أم يوسف : من فيه..؟!
أمل تنافخ : ومن غيرها.. وكالة الانباء المنحوسه... مرت عمي...!!
ام يوسف : اسكتي لا تسمعك.. وش بيسترنا من لسانها..؟!
غاده : أووف.. تقتل القتيل وتمشي بجنازته...!!!
ليلى تكلم أمها : يمه لا تعطينها كلام... سوي نفسك ما تدرين..!!
ام يوسف تآخذ السماعه وبصوت واطي : الله يعيني عليها..!
أم معاذ بصوت يلجلج : السلام عليكم.. الله حيها...؟!!
ام يوسف : الله يحييك.. ويسلمك..
ام معاذ : وشلونكم.. وش أخباركم.. المعاريس وش اخبارهم عساهم متوفقين..ههههه... وابو يوسف وشلونه.. ان شاء الله بخير...؟!!
ام يوسف مستغربة وبنفسها تقول " وش ارد وش اخلي..؟!" قالت ترد عليها : والله ماعليهم الحمد لله... العيال وشلونهم..؟
ام معاذ وتبدى النشرة : والله ياوخيتي وش اقول لك.. الله يخلف على عييلي..!! معاذ هذا هو مع الوظيفه يالله ينشاف.. بس والله ماأمدحه عشانه ولدي ماشاء الله عليه مجتهد ومهتم بدوامه..الله يحفظه ويخليه لي..!!!
ام يوسف : ان شاء الله.. وتفرحين به قريب...!
ام معاذ : هههه.. كأنك دارية.. كلها ايام ويجيك العلم...!!
ام يوسف ماعرفت وش تقول : الله المستعان..
ام معاذ ووصلت للي تبيه : وشلون عفاف..؟!
ام يوسف برووعه : ماعليها...!
ام معاذ : هي عندكم...؟! يقول أبونا ان ولد أخوه خلاّهـــا........؟؟؟؟!!!!
ام يوسف مسكت راسها والود ودها لو تذبحها : وش هالكلام يا ام معاذ.. الله لا يقوله..!
ام معاذ بخبث : ايه والله...!!
ام يوسف وحست بتشفيها منها : فمان الله..عندي شغل الحين اكلمك بعدين...!!
وسكرت السماعه.. غير مأسوف على مثل هالاشكال....!!
.
.
.
.
.
.
.
بعدما طلعت أمهم ورى أبوهم المعصب من اللي عرفه..! جلست ليلى مع خواتها بالصاله.. مع أنها تعبانه إلا انها ما ارتاحت وهي بعيده عنهم...!
غاده : شفتووا.. ما قلت لكم هالساحره مستحيل ماتدري.. والله العظيم كل يوم يزيد شكي فيها..!!
ليلى : الله يشغلها بنفسها.. تقول امي انها حامل ومخبية..!
غاده : بعــد..؟!
ليلى : الله يرزقها ما يلهيها.. ولا هالاشكال ما ينجلس معها أصلا.. بس عشان عمي وصلة الرحم.. ولا هي ما تستاهل...!
أمل داخله : ليلى.. وين شهوود...؟
ليلى بخوف : وين بنتي..؟ لا يكون طلعت الشارع.. تسويها... روحي بسرعه اسألي هالخدامه الخبله عنها..!
ساره قامت : أنا بأروح أشوفها...
عفاف تكلمها : جيبي لي معك بندول..!!!
ليلى بضيقه كلمت ساره : لا تجيبين شئ.. ( والتفتت لعفاف ) كم حبة خذتي اليوم.. تبين تموتين..!!
عفاف بيأس : ليتني أموت ولا يكون هذا حالي...!!!
ليلى : استغفر الله..
غاده : اذكري الله.. وقومي صلي لربك وادعي لزوجك أبرك لك...!!
.
.
.
.
.
.
.
فتح عيونه.. كان نايم على السرير.. لكن بغرفة سعد...!!
استغرب من اللي جابه هنا.. وليش هو بغرفة سعد مو بغرفته هو وعفاف...؟!!!
أول ما جا ذكرها لعقله.. حس بشئ يضغط على جوانب راسه..!
غمض عيونه بألم.. يتمنى يفكر فيها.. لكن الالم يمنعه حتى من تذكر ملامحها..!!
جلس عزيز بتعب.. طالع الساعه.. كانت 2 نصف الليل..!
تنهد بقهر.. وهو يتحس جسمه المنهك.. وراسه المصدع.. يتمنى لو هي جنبه ألحين وتداريه.. وتسأله عن حاله.. وش يبي.. وش يطلب وهي تنفذ...!!
فجأة تذكر موعد الطيارة...!!
لهالساعه مر عليه 10 ساعات وهي بعيده عنه.. وهو ما يبي يشوفها.. يحس بضيقه بداخله تجاهها.. ماهو طايقها...!!
ياليت لو يقدر يتجاهلها.. ويرجع شوقه لها مثل ما كان...!!
مسك راسه وهو يحس بوجع بيفجر له راسه.. كل علاجات الدنيا مستحيل تنفع معه.. والمشكله الادهى.. ان الكل نايم بهالوقت.. ومافيه أحد بيصحى علشانه..!!
نزل من السرير.. وراح للحمام توضأ.. وطلع يصلي له ركعتين.. يطلب ربه يرفع عنه بلواه...!!


"<>"<>"<>"<>"<>"<>"<>"<>"<>"<>"<>"


مر أسبوع والحال مثل ماهو...!!


عزيز تعبان.. وضيقة الصدر معه مستمره..!


عفاف عند أهلها.. وحالها يزيد سوء يوم عن يوم ببعدها عن زوجها...!


يوسف ما عرف شئ...!! لكنه بطلب من جدته غير الجدول.. و أختصر أسبوع من زيارتهم للخارج وحوله لمكه..
نزلوا من الفندق.. أخذوا عمرة.. والعنود من دخلت الحرم وهي تصيح.. وكأنها ماصدقت تشوف الكعبة.. طولت وهي جالسه خلف المقام.. تدعي ربها وتتضرع له يرفع همها..
يوسف وهو يطالعها جنبه متعجب منها.. ماقدر يسكت فسألها : حبيبتي.. شفيك..؟!
العنود من تحت الغطاء " لأن النقاب من محظورات الاحرام " ردت عليه : مافيني شئ.. الا ان رهبة المكان والجو اللي يلفه حسسني بالأمان..!
يوسف باستعراب : الأمــان..؟!!
العنود تكمل : حتى الخشوع والطمأنينة اللي عليها الناس تخليك تحس انك ولا شئ عند عظمة الله عز وجل.. وهدوء الناس.. سكينتهم.. طاعتهم.. وتسابقهم على فعل الخير.. كل هذا وماتبيني أتأثر...؟!!
يوسف ما لامها.. مع أنه مايعرف ليش كل مره يسمعها تتكلم يحس انها تنطق بنبرة حزن.. وبنفس كسيرة يلفها الغموض والخوف.. وتبحث عن الامان اللي نطقت به في أطهر بقعه من بقاع الارض..!
قالها وهو يوقف : يالله نكمل نكمل عمرتنا..! عشان يمدينا نخلص قبل الاذان..!
العنود قامت.. ومشت جنبه.. وكأنه مصدر الامان اللي كانت تبحث عنه وماهي لاقيته...!!!


"<>"<>"<>"<>"<>"<>"<>"<>"<>"<>"<>"


كانوا مجتمعين لما دخل سعود جاي من برى.. وعلامات الاهاق على وجهه..
أم سعود : هلا بك أبوي..
أبو سعود بتساؤل : هاه خلصت الحجوزات...؟!
سعود وهو يجلس : ايه خلاص كل شئ تمام.. وطيارتك أول الاسبوع باذن الله...!
مي كانت تطالع أمها وتأشر لها بمعنى " وأحنـــا..؟! "
أم سعود : الحين معزم على السفر لحالك..؟
ابو سعود وكأنه فهمها : رحلة عمل.. وبيروح معي مندوبين من الشركه..!
مي بقهر : وليش ماتآخذنا معك.. الحمد لله رب العالمين..!! يعني هالسنه مافيه سفر...؟!
ام سعود : وانتي وشو له تنافخين..؟ اذا ابوك بيروح عشان شغل.. انا بعد أمي تعبانه ومانيب مخليتها ومسافره..!!
مي : كلها شهر..!!
ام سعود فاتحه عيونها : والشهر شوي...!!
مي : ياربييي.. اهم شئ نسافر ان شاء الله يومين.. بس نطلع نغير جـــو...!!
سعود بمكر : خلاص روحي يومين مع أمي لبيت جدتي.. وغيري جو...!!
مي سفهته.. ووجهت كلامها لابوها : تكفى يبه لا تردني...!!
أبو سعود : انا ما أقدر.. إلا اذا واحد من أخوانك بيروح معكم.. مالي عذر...!!
سعود : لا تناظروني... الشركه تكفيني وزياده...!!
مي تطالع فيصل بنظرات توسل.. وفيصل بداخله وده لو يطلع.. يكفي انه ضيع على نفسه كم سنه وكأنه بسجن.. سكت ينتظر رأي أمه.. لأنها اذا طلبته ماراح يردهــا...!!
مضاوي تكلمت بعد صمت : فيصل..؟ انت رح معنا...!!
ام سعود التفتت له وهي خايفه لا تكون ردة فعله مثل كل مره لما يتكلمون بهالموضوع...!! لكنها شافته مبتسم ينتظر منها إشاره...!
مي : شكلك موافق... خلاص احجز لنا مع أبوي..!!
فيصل بعناد : ومن قال وافقت.. لازم يصدر الأمر من وزارة الداخلية أول.. بعدين أفكر إذا اوافق او لا..؟!!
سعود يكلم أمه : يالله ياوزارة الداخلية.. عطينا القرار..!!
أم سعود : وأنا بهالساعه المباركه بأرد له طلب.. من متى وانا اتمنى هالسفره..!
فيصل : بس بشرط.....!!
مي بعجله : اشرط على كيف كيفك.. بس اهم شئ نروووووووح..!!
فيصل : مانطــول.. أسبوعين ونرجع.. عندي ارتباطات ما أقدر أأجلها..!!
أم سعود : خلاص ياابوي متى مااهتويت نرجع.. رجعنا..!!
مي بصوت فرحااان : ياسلاااااااااااااااااااااام...!!
كان فيصل مقهور من حركة مي اللي صارت.. وبنفس الوقت مرتاح أنه هالسنه هو اللي بيسافر معهم بدل سعود اللي اعتذر بالشركه وانه بيمسك الشغل مكان أبوه..! واحسن شئ انه دايما بيكون حول مي ومنتبه لتصرفاتها.. هو أخوها.. واكيد عليه جزء من المسؤلية تجاهها..!!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
في غمرة تجهيزاتهم للسفر.. نست مي تقريبا.. وش كانت معاهدة نفسها عليه أو يمكن تناست...!!
كانت هي ومضاوي طالعين للسوق.. ومي بنفس العباية اللي الله أعلم إذا عباية ولا فستان..! واللثام الخفيف هو المغطي جزء من وجهها..!
كانت تتمشى ومضاوي جنبها لافه الطرحه بس بدون غطاء.. وما انتبهت أنه فيه أحد جالس يطالعهم.. وماهو مصدق اللي يشوفه..!
دخلت محل وما أعجبها اللي فيه.. طلعت منه ودخلت ثاني.. وطبعا مع البائع أنواع المياعه والكلام الفاضي...!

يتبع ,,,,

👇👇👇

تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -