بداية

رواية مأساة بلا دموع -31

رواية مأساة بلا دموع - غرام

رواية مأساة بلا دموع -31

العنود : زين.. بأطلع ياخالتي أشوف العشاء ليوسف.. وارجع لك..!!
أم خالد : براحتك يا بنتي.. الله يوفقك ويسعدك ويرضى عليك...!!
طلعت العنود للمطبخ.. وهناك كان يوسف واقف ومعه كأس ماء يشرب.. انهبلت.. انجنت.. كل علامات الصدمه بانت على وجهها.. فكرت للحظه.. لو كان واقف عند غرفة جدته وسمع كل الكلام اللي دار بينهم..!
انتبهت عليه وهو واقف قبالها : ما فيه الحمد لله على السلامه..!
لما سمعته انتبهت على وجهه.. كان فيه كدمه فوق عينه.. خفيفة لكن واضحه..! زادت دقات قلبها..
العنود وهي تطالعه بتوتر : وش فيه وجهك..؟ وش هالكدمه اللي فيه؟؟
يوسف ابتسم : حادث بسيط...!!
العنود بخوف : حــادث..؟! تعورت..؟ شئ يوجعك..؟!
يوسف ومسكها من كتوفها : عنودي اهدي.. حادث بسيط وعدى الحمد لله..! بس سيارتي...ممم راحت فيها...!!
العنود وطاحت دمعتها : أهــم شـئ أنــت... أنــت...!! السيارة تتعوض...!
يوسف بحب لها : وهذا أنا قدامك ما فيني الا العافية.. حطي لي العشاء.. جوعاااااااان..!!
العنود : انت تآمر أمر...!!
يوسف : أمي سارة نايمه..؟!
العنود تذكرت كلامهم : مم.. كانت تنتظرك.. بس مدري اذا نامت أو لا..؟!
يوسف يطلع من المطبخ : طيب.. بأروح اشوفها فيما انتي تحضرين العشاء...!
.
.
.
.
.
.
.
.
كانت طالعه بالصينية اللي فيها العشاء للصالة.. بينما يوسف طلع من غرفة جدته.. وجهه كان متغير.. بس من أيش ما تعرف...!!
العنود : نايمه...؟!
يوسف طالعها بعدين نزل عيونه وقال : ليش تسألين...؟!
العنود واستغربت منه : لأنك ما طولت عندها..!
يوسف يأكل : اها.. لا نامت..!!
العنود : يعني لما دخلت كانت نايمه.. ولا.....
يوسف يقاطعها : وش تبين توصلين له... خلاص قلت لك نامت.. يعني نامت...!
وقام حتى من دون لا يكمل أكله.. وطلع ينام..!
والعنود جالسه مكانها منصدمه من تغير يوسف المفاجئ....!!
.
.
.
.
.
.
.
بنفس الليلة.. عفاف ماقدرت تجلس ساكته.. تحس أن كل خلية بجسمها تؤلمها..! تصرف عزيز معها بهالجفاء ما أعجبها...! إذا كان وجدها بحياته ما يعجبها يقولها بوجهها.. مو يطعنها بظهرها...!!
كانت تحس بقهر مكبوت.. بألم بداخل قلبها..!
اليوم وصلها كلام بأن عزيز ناوي يطلقها.. خلاص سأم الحياة.. ويتمنى يعيش.. بهــا أو بدونهـا...!!
لكن اللي عفاف ما تعرفه.. أن عزيز مو بإرادته هالشئ اللي قاعد يصير.. كل شئ يتم بدون إدراك منه.. هو يشوف أنها بإبتعاده عنها بيكون حقق لها راحه وأمن بعيد عنه.. وهو ما يدري أن هالراحة بوجوده راح تكون أقوى وأكبر....!!
دخلت من البلكونه لغرفتها.. لبست عبايتها.. ونزلت تحت.. ولأنها متأكده أن أمها ماهي موجوده.. طلبت من الخدامه تقول للسواق يطلع السياره.. وركبت معه.. وراحت لبيت عمها..!!!
.
.
.
.
.
كانت وفاء بغرفتها.. توها داخله من دقايق.. لما سمعت صوت أمها تناديها..
نزلت وشافتها واقفه قدامها..
عفاف وهي تقرب من وفاء : كيفك وفاء.. شخبارك...؟!
وفاء باستغراب : هلا... عـ ـفـ ـاف..
عفاف وهي تبلل شفايفها : أدري بتقولون عني مجنونه.. بس لا تلوموني... مستحيل أحد يدري بغلاه اللي بقلبي الا ربي...!!
أم عبدالعزيز بهدوء : وإذا أنتي تغلينه.. المفروض تخافين عليه...!!
عفاف تآخذ نفس : ولأني خايفه عليه.. جيت له.. هو مثل نفسي عندي.. وماأبغى شئ يبعدني عنه.. لو مهما كان...!!
سمعوا صوت من وراهم.. وكان عبدالعزيز توه داخل.. أول ما شافها.. على طول ابتســـم.. وكأنه ما صدق يشوفها.. بس بلحظات.. تغيرت نظرته لها.. وحس بشئ يقبض قلبه.. مسك صدره وجلس على الارض من طوله...!!
عفاف بخوووف : عــزيــــــــــــز..
وفاء ركضت له وقومته وهي تصارخ : عفاف اسنديه معي..!
عفاف مشت بأرجل مرتجفه ويدين مرتعشه.. وقفت جنبه.. لما شافت وجهه.. حست بالدموع في عيونها.. يعني حتى هو قاسى من فراقها...!!
مددوه على كرسي طويل.. وبقوة ما تدري من ون استمدتها..جلست عفاف بنفس الكرسي وحطت راسه بحضنها.. وبدت تقرأ عليه قرآن.. تقرأ ودموعها تنزل على وجهها وتطيح على وجهه.. وهو مستسلم لها بكل أريحية..
يمكن بدافع الحب هي سوت هالشئ.. ويمكن بدافع الحب هو استجاب لها..!!
أم عبدالعزيز كانت جالسه قريب منهم وهي تصيح.. ماتنسى وشلون كان لما ينام يهذي باسمها.. ولا تنسى وشلون كان وده لو يسأل عنها أو يشوف صورتها لكن هي تمنعه...!!
وفاء بعد كانت واقفه وتطالع حالهم اللي يبكي.. وهي من قلب صاحت..
اثنين قدامهم.. يقاومون عشان حياتهم تستمر.. يقامون عشان حبهم يعيش..!!
بعد ساعه وعفاف مستمره بالقرايه.. دخل سعد وهو ماهو مصدق اللي يشوفه...!!
جلس على الارض عند عبدالعزيز.. وجس نبضه.. كان راسه يسبح من العرق.. والحمى مشتده عليه.. وعفاف ماهي حاسه به.. كل همها أنه يعيش لها...!
رفع سعد رأس عبدالعزيز عن عفاف.. لكنه انصدم بهمهمة عزيز باسم " عفاف "...!
سعد يحاول يوقفه : عفاف.. امسكيه معي...
ام عبدالعزيز : وين بتوديه في هالليل يا أبوي...؟!
سعد : بأروح به المستشفى.. وفاء اتصلي على عمتي وعلميها تلحقنا هناك....!!
.
.
.
ما قدرت تنام زين طواال الليل.. تحس ان يوسف بدى يتغير عنها.. لا يكون سمع شئ من كلامهم..!! المشكله لو سمع بعض الكلام.. او فهم السالفه غلط.. وش بتكون ردة فعلها...!!
صحت الساعة سبع.. وشافت مكانها فاضي.. من بعد الفجر ما رجع ينام.. ياترى وين راح...؟!!
حاولت تنام.. لكن بصعوبة وبعد جهد جهيد نامت..
لما صحت العنود الساعه 10 كان تحس ان فيه أصوات غريبه حوولها.. لكن لما فتحت عيونها اتفاجأت بشكل غاده قدامها.. وكأنها تصيح...!!
العنود بصوت مليان خوووف : غااده....!!
غاده وجلست جنبها : صحيتي.. قومي انزلي تحت..
العنود : تحت ليش...؟؟!!
غاده : تعالي معي.. وهناك تعرفين....!!
العنود بخووف : وشفيكم غاده..؟ ومتى جيتووا...؟؟!! يوسف وينه...؟!
غاده والعبرة خانقتها ودموعها تنزل : يوسف بخير.. حتى هو تحت.. بس انتي قومي انزلي وتعرفين وش صار...؟!
قامت معها العنود.. وتحس راسها بينفجر من كثر التفكير وش ممكن يصير... تتمنى لو تسكر عينها وتفتحها وتشوف نفسها تحت....!!


"<>"<>"<>"<>"<>"<>"<>"<>"<>"<>"<>"<>"<>"
من الليل وهي تنتظر النهار يطلع.. عشان تدق لها وتتطمن على اخبار الشله.. والشباب طبعا...!!
كانت جميله راجعه آخر الليل من سفرتها.. وللحين ما نامت...!!
ما قدرت تصبر أكثر.. فتحت جوالها.. واتصلت فيها على طووول..
جميله بصوتها القبيح المايع : هلووووو..
هناء برجفه : جميله...!!!!
جميله : هه هه هه.. ما توقعتي صح ؟ لا حبي رجعت امس بالليل ولا قدرت انام قبل اعرف كل شئ صار بغيابي... سمعتي.. كل شئ...!!!
.
.
.
جميله بعدما سمعت اللي تبي... اتفاجأت لما قالت لها هناء عن العنود واللي صار لها...!!
جميله : نـــــعـــــــــم.... تزوجتــــــه...؟؟؟!!
هناء بخوف : انا مثلك اتفاجأت.. كل شئ صار بسرعــ......
جميله تقاطعها : تفاجأتي....؟!! شهر بس اللي أغيبه.. وكل هذا يصير فيه...!! طيب.. طيب ياهنووي.. ان ماعلمتك الادب ووشلون تنفذين تعليماتي ما أكون جميله..!!
هناء بتبرير : بس أنا مالي شغل بالعنود... كل اللي قلتيه اني اتابعـــ...
جميله تقاطعها مره ثانية : لااااااااااا.... عنوووودووووه خليها علي.... شغلها عندي..!!




الجزء الأخـــيـــــــر

الـفــصــل الأول


نزلت من الدرج وغاده معها.. كانت عينها على المتجمعين بالصاله.. تقريبا كل بيت أم يوسف حاضرين.. خافت.. وش بيكون جامعهم من الصبح..؟!!
وأخيرا..استقر نظرها على يوسف اللي جالس جنب أمه ومنزل راسه وكأن مصيبه حلت عليه...!!!
أول ما وصلت عندهم.. أشرت لها أم يوسف تجي تجلس جنبها..!
قربت وجلست بين يوسف وأمه..!
لكن يوسف أول ما جلست شال شماغه بيده وطلع من الصاله.. والبيت كله....!!
.
.
.
.
بعد كلام الدكتور لهم أن عزيز ما فيه أي شئ وحرارته طبيعيه.. ما كان قدامهم إلا أنهم يرجعون فيه للبيت.. وعفاف معهم...! اللي ظلت طول الليل عينها على عزيز اللي كل ساعه والثانية صاحي يهلووس بكلام مو مفهوم..!!
بعد نومها المتأخر.. صحت على جوالها يرن.. التفتت.. وما شافت عزيز..
كان المتصل مهند.. شافت الساعه.. كانت عالـ 10 وشوي..!! استغربت...
عفاف بصوت ثقيل : هلا..
مهند بصوت متعب : هلا عفاف.. وينك.. بالبيت ولاّ..لا..؟؟!!
عفاف جلست مضبوط : أنا ببيت عمي.. ليه وش صاير..؟!!
مهند : خير ان شاء الله..
عفاف بخوف : وش السالفه...؟!
مهند قال بسررعه : انا قريب من عندكم.. الحين أوصلكم.. وافهمك كل حاجه..!
سكرت عفاف من أخوها.. وقلبها مقبوض.. السالفه فيها إنّ.. وهي لازم تعرف بسررعه...!!
دقت على بيت أهلها.. ولا أحد يرد...!! ودقت لغاده.. ولا ردت..!! ونفس الشئ جوال أمها..!!
وعلى هالحال..جلست عفاف على أعصابها تنتظر مهند لين يجي ومعه الخبر الأكيد...!!
.
.
.
.
.
.
.


" مــاتــت...!! "
كان هذا لسان حال العنود.. اللي جالسه ويدها على فمها من الصدمه...!! وكل خلية بجسمها تنذر بالارتعاش...!
أم خالـد.. مــاتــت....!! الجده الحنوونه.. الأم الغاليه.. راحـــت...!!
تنهدت ودموعها تتجمع بعيونها... وشلون ماتت..؟! كانت تماام البارح.. كنت أسولف لها وتسولف لي..!! كنت أحكي لها وتسمعني...! كنت أقص عليها قصتي وهي اللي صدقتني...!!
منعت شهقتها تطلع.. لما تذكرت وعدها لها أنها بتفهّم يوسف كل شئ....!!! وألحين وبوفاتهــا.. كل شئ ضـاع... وانتهـــى...!!
انتبهت على صوت غاده : يمه.. عفاف ما تدري...؟!!
أم يوسف بصوت كسير : مدري عنها...!
غاده : تدق لي وما عرفت أرد عليها.. أخاف أصدمها بالخبر..!
أم يوسف بعبرة : الله يغفر لأميمتي ويرحمها ويسكن روحها الجنة...!
العنود طاحت دموعها غصب عنها.. ولمت خالتها وهي تبكي معها...! الفجيعة صعبة.. والـفـقــد أصـــعــب...!!!!
.
.
.
.
.
.
قبل يوصل لبيت عمه مر عمته وطلب منها تجي معه..
وهو بالطريق دق على فيصل وبلغه وطلب منهم يرجعون من سفرتهم بسررعه.. لأنهم ما راح يقدرون يلحقون على الصلاة عليها ودفنها...!! لكن واجب يكونون موجودين بالعزا...!!
نزلت أم فارس من سيارة مهند اللي كان متأثر حيل.. ودخلت بيت أم عبدالعزيز تشوف عفاف وتبلغها..
لقت أم عبدالعزيز داخل.. سلمت عليها وقالت لها.. وطلبت عفاف.. اللي نزلت بعد فترة وهي ماهي مستوعبة وجود عمتها قدامها...
عفاف : هلا عمتي.. وش اللي صاير.. قولوا لي..!
ام فارس : اذكري الله....!!
عفاف : لا اله الا الله... ( وكأنها فمهت ) قالت : من اللي مات...؟!!
ام فارس : جدتك..!
عفاف حست أن أطرافها بردت : أمي سارة توفت....؟!! ( وبدت تصيح بصوت مسموع )
ام فارس وضمتها : عفاف.. قولي إنا لله وإنا إليه راجعون...!
أم عبدالعزيز : احمدي الله يابنتي.. ما سبقتنا إلا بيومها...
عفاف بصوت خافض : الحمد لله على كل حال..
.
.
.
.
.
رمى جواله قريب منه وهو يستوعب الخبر المفجع.. صعبة عليه وهو بعيد يوصله خبر وفاة شخص غالي عليه.. فما باله بأمه وهي تفقد أمها وهي مسافرة وبعيده عنها..!!
وقف فيصل بصعوبة.. كان يستخدم العكاز بين فترة وفترة لحد ما يتعود على المشي بدونه..!
طلع من الشقة المقيمين فيها.. لازم يكلم أبوه بالاول بعدين يفكر يقول لأمه ولأخواته..!
قبل لا يشوف أبوه.. مر مكتب سفريات وحجز تذاكر بعددهم بما فيهم أبوه.. كان موعد الطيارة متأخر.. لكن أحسن من لا شئ..!!
.
.
.
.
بألــم الدنيا كلــه.. جلس يوسف قريب من أمه.. من بعد ما رجع من الدفن وهو ما يتكلم إلا بكلمات قليله..! كانت صدمته كبيرة.. وفقيدته أكبر...!
عفاف وتمد الجوال لأمها : يمه ليلى بتكلمك..!
ليلى من تعبها ما تحملت الطريق وأنها تقوم وتحضر فظلت بالبيت مع خدامتها وبنتها..!
رجعت عفاف وجلست جنب العنود اللي عينها على زوجها.. تتأمل قسماته الحزينه..!
عفاف بعبرة : كانت تعبانه والا كيف..؟!!
العنود بسرحان : لا...!
عفاف : وشلون طيب.. هي ما خذت علاجها..؟! ولا ماكلت مضبوط..؟
العنود بضيقه : أنا أعطيتها العلاج بنفسي.. لكن كتبة ربك.. بتردين شئ أنتي...؟!
عفاف بتأثر سكتت وهي تشوف العنود متوترة وعيونها ما نزلت عن يوسف.. اللي طول بالجلسه معهم قبل لا يطلع مع الرجال بالعزا...!!


*******************
باليوم الثاني.. الجميع تقريبا كان حاضر ثاني أيام العزا.. حتى أم سعود اللي تأثرت حيل بوفاة أمها.. خصوصا أنها كانت بعيده عنها...!!
بعد العصر.. دخلت أم معاذ تجر رجولها جر.. وكأن اللي جايه تسويه مو واجب تقدمه لهم...!
أم معاذ بلا مبالاة بمشاعر أحد : استراحت وريّحت..!!! الله يغفر لها....!!
ام فارس تحاول ما تلفت الانظار : الله يرحمها...!
أم معاذ تجلس : إيه هذي الدنيا.. و...
ام عبدالعزيز تقاطعها : الله يغفر لها ويرحمها.. الميت ما يجوز له الا الرحمه...!!
أم يوسف كانت تصيح بصوت مكتوم.. أما أم سعود فكانت شبه منهاره لفجيعتها... فما أنتبهوا لكلام أم معاذ..!!
.
.
.
.
.
غاده : تبغيني أناديه لك...!
العنود برجاء : ياليت والله.. تسوين فيني خير...!
غاده بحنية : ان شاء الله..
ونزلت غاده لتحت تطلب من العيال ينادون يوسف..
وهي واقفه تنتظر.. لمحة مجموعة شباب واقفين وقدرت تميز من بينهم سعود وهو واقف وعلى وجهه شبه ابتسامه..!! بداخلها غبطته على قوته.. مهما يكون هذا رجال ويقدر يتحكم بعواطفه... لكن مو على الــــدواام...!!
يوسف واقف وعيونه مغرورقه : نعــم..؟!
غاده وحبت راسه : وشلونك اليوم.. ان شاء الله أحسن...؟!
يوسف بتأثر : الحمد لله على كل حال... الغالية وراحت.. الشكــوى لله.... ( وتهدج صوته )
غاده ودموعها بعيونها تنهدت : .... الله يرحمها..!! ممم.. تعال داخل العنود تبيك...!!
يوسف بتعجب : تبيني...؟!
غاده دخلت : ايه.. تعال للمجلس الداخلي.. ما فيه أحد..!
يوسف رغم استغرابه إلا أنه دخل يشوف وش تبي منه العنود...!!
.
.
.
.
.
.
وقفت قدامه وهي تتصنع القوة..
العنود بصوت متوتر : شخبارك اليوم...؟!
يوسف جلس : وش فيكم أنتووا اليــوم.. كلن يسألني عن حالي...!!
العنود جلست جنبه على طول : شفت وجهك بالمرايه..؟!
يوسف التفت لها بضعف : وجهي.. شفيه..؟!
العنود بقووة : يوسف.. مهما تسوي ما ألومك.. محد بيحس بغلاها بداخلك إلا أنت لوحدك.. لكن لا تنسى أن حولك ناس غيرك.. ناس.. يحبونك.. ويخافون عليك.. والأهم.. محتاجين لك.. مثل ما أنت محتــــاج لهــم...!!
يوسف بدون تركيز : أمي قالت لك شئ...؟!!
العنود بغصه : لا.. لأنها مستحيل تقول الحين.. الكل حولها الحين.. لكن بعد يومين ما راح يكون حولها الا أنتوا ياعيالها.. وصدق.. راح تفقدها صــح...!!
يوسف تنهد وحط يده على راسه بدون لا يتكلم.. كان يتناسى أي تفكير ممكن يبعده عن لحظة فقدانه قلب حنوون كان يمثل له الملجأ بعد الله عز وجل.. المصدر الأول لقراراته واختياراته..
العنود وهي قريبه منه.. حطت يدها على كتفه وكأنه تلمه.. تضمه.. تبعده عن التفكير بأنه فقد قلبه.. مهما كان.. هذي لحظات الضعف اللي لازم تتدارك فيها حبها.. اللي لازم تتعايش فيها مع زوجها.. على الحلوه والمـــره..!!


************************


أسبوع مر على وفاة الجده..
أم يوسف وأم سعود تنازلوا عن حقهم ببيت أمهم لأخوهم مقابل أنه يبقى لهم يجتمعون فيه لو أحتاجوا...!!
عفاف جلست عند أهلها.. منها تكون قريبه من أمها.. ومنها تبعد شوي عن عزيز ونفسيته المتعبه..!! واللي ما شافته الا بيوم العزا يوم دخل يعزي أمها ويعزيها..!
البنات.. والشباب.. كلهم كانوا مفتقدين جدتهم.. لكن يوسف كان مثل ما هو بهمه..!! عايش بحالة غريبة وكأنه ما توقع أنها بيوم من الأيام راح تغادر هالدنيا.. أو تودع من حولها لدار القرار...!!
بشقتهم.. كان جالس سرحان ويفكر.. كان مآخذ إجازة من أبوه وجالس ببيته.. حتى تجهيزات جناحهم ما عاد أهتم فيها.. مهند هو اللي قاام بالمهمه نيابة عنه..!
العنود دخلت وبيدها صينية الأكل.. كانت تطالعه وودها لو تزيل كل الحزن عن قلبه..!!
العنود بصوت حنوون : هااه.. أهوون عليك اليوم بعد آكل لحالي...؟!!
يوسف طالعها.. ونظرته مشتته.. لكنه ما جاوب..!!
العنود قربت منه الصينية : يالله سم بالله...!! ( وبنبرة تهديد ) ترى إن ما كلت والله ما أذوقه...!!
يوسف : مالي نفس..!
العنود بابتسامه : بس شوي.. وأكيد بتشتهي بعده...!!
يوسف وشرب شوي عصير.. رجع تسند ولا كأنه تو قرب...!!
العنود : ياسلاااام.. لا هذا مو أكل..!!
يوسف : وشـو أجل..؟!!
العنود : هذا يسموونه.. شرب.. الأكل كذا.. ( وأكلته بالملعقه وهو متفاجئ ما رفض..!! )
العنود باستهبال : يالله عاد بلا دلع أكل نفسك...!
يوسف بعد فترة : أنتي ليش قاعده تسوين كل هذا...!!
العنود بسرعه ردت : وأنت ليش قااعد تسوي كل اللي تسويه..!!
يوسف بدون تفكير : لأني أحبهــا...!!
العنود : ومحبتك لها المفروض تكون دافع لك انك تواصل حياتك مثل ما كانت هي تتمنى..!
يوسف : بس احس قلبي يتقطع على فراقها.. ما أقدر.. ما أقــدر..!!
العنود : بيعينك الله.. ومالك الا الصبر والرضى.. ومن رضي فله الرضى..! بس ما قلت لي.. ليش أنت متعلق فيها هالكثر.. مع أنها جدتــك.. ماهي أمك...!!!
يوسف بنظرة تفحص طويله.. استحت منها العنود وخجلت من جراءتها على سؤاله هالسؤال الحساس نوعاا ما...!!
لكنه نطق وبدد مخاوفها..
يوسف : لأنها كانت مربيتني من وأنا صغير.. معلمتني.. مفهمتني.. وباذله حبها لي وكأني واحد من عيالها ماهو ولد بنتها.. كانت تفهمني من عيوني..! وتفضحني قدام نفسي.. كانت تحسسني بقيمتي.. توجهني للصح.. وتحاسبني على الخطأ...!!!
العنود بحياء : يعني.. أنــا.. أحم... ممم.. ما ينفع أحل محلها...!
يوسف بشبح ابتسامه : أنــتــي...؟!!
العنود استانست انه بدى يتجاوب معها فكملت : إيه أنا.. ولا مو ماليه عينك...!!
يوسف : ما هو القصد والله.. بس تبقى هي انسانه عظيمه تقراني كصفحة كتاب مفتووح قدامها.. كنت شفاف معها.. وأي هفووة تمسكها علي من سلوكياتي...!!
العنود بتحدي : تتوقع أني عاجزه عن قراءة أدق تفاصيلك...؟!
يوسف بتجاوب : عااد أنتي وشطارتك...؟!
العنود بابتسامه واسعه : أعجبك أنــا...!!
يوسف يضحك : لهالدرجه واثقه...؟!
العنود توقف : الأيام بتثبت لك...!
يوسف مستغرب وقفتها : ويـن..؟!
العنود : ما يبيلها سؤال... بيتنا الجديد ينتظرنا...!
وراحت تجيب عبايتها عشان يروحون لبيت أهل يوسف.. ومنها تطلعه من الدائرة اللي قوقع نفسه بداخلها...!!
.
.
.
.
.
.
.
.
" والله لو انعدموا الرجال من العالم مــاخذتـه...!!"
أم يوسف : وعلى طول ردك جاهز..! على الاقل قولي مثل بنات هاليومين.. بأفكر...!!
غاده وتجلس : والله عجب.. أفكر في واحد رافضته من الأساس...!
ساره بتدخل : طيب فكري على قولة أمي..!!
غاده تلتفت لها بضيقه : والله تبينه خذيــه.. ما يغلى عليك...!!
ساره بقهر : سخــيــفــه...!!
غاده تكلم أمها : وهذولي ما عرفوا يتقدمون إلا بهالوقت.. جدتي ما كملت أسبوع من توفت وهم جايين ركض.. حشى ما صار عرس..!!
أم يوسف : عمك ماهو غريب.. وأبوك ما خالف...!!
غاده : وهذا اللي قاهرني... أن.....
وسكتت لما شافت يوسف داخل..
يوسف : السلام عليكم..!
أم يوسف بفرحه : هلا ومرحبا.. حيا الله أبوي.. وين الغيبات...؟!
التفت يوسف لزوجته ممتن.. والعنود ابتسمت ابتسامة رضى..!
بعد ماجلسوا فترة.. قالت أم يوسف لولدها عن خطبة أبو معاذ لغاده.. ورفضها لولده..!
يوسف : ذا الثوور.. ما لقى وقت إلا ألحين.. والله ناس فاضية...!!
غاده : والله ما يحس بالجمرة إلا واطيها...!
يوسف يلتفت لها : وانتي ليش ان شاء الله رافضه...؟!!
غاده بقهرر : كذا.. مزاج.. الحمد لله.. مابي أتزوج الحين.. غصب هو...؟!!
أم يوسف : ولد عمك وتعرفه.. زين.. اخلاقه ما عليها..؟!
يوسف بوجه مشمئز : هو رجال وما ينرد.. بس البلى ماهو فيه.. البلى بالسوسه أمــه..!
أم يوسف : لا إله إلا الله... الله يكفينا شرها وعرضها...!
غاده تضحك : خافت أمي..!
يوسف : إذا هذا خوفك منها وهي بعيده.. أجل وشلوون تآمنين بنتك عندها...؟!!
أم يوسف : وإلا هي بتعرس عليها..؟ هي بتآخذ ولدها وبتعيش بعيد عنها..!
غاده : لا الله يعافيكم.. لا قريب ولا بعيــد...!!
يوسف يطالع أمه : والله هي اللي بتتزوج.. والرأي رأيها..!
ابتسمت غاده لنفسها بفخر وهي تحس أنها برفضها لأم معاذ وولدها حققت أكبر انجاز لذاتها...!!!


**********************
كانت بالطريق لبيت عمها.. ومعها عمتها اللي أصرت عليها ترجع لبيتها ولزوجها..
أم فارس : يالله انزلي.. وإلا ناوية ترجعين بيت أهلك..؟!
عفاف بتوتر : خايفه ياعمتي.. عزيز زوجي صحيح.. لكن مو معناته أني أنا اللي أتنازل دايما.. حتى سؤال عني ما سأل...!!
أم فارس بكذب ( لأنه كذب المصلحه يجوز ) : ومن قالك أنه ما سأل.. هو دايما يلمح لي عنك.. وكأنه يبي يعرف اخبارك لكن بطريقه غير مباشرة...!!
عفاف بفرحه : صدق..؟!!
أم فارس : يالله انزلي معي بس قبل لا أغير رأيي أنا وأرجع لبيتي وعيالي..!
عفاف خذت شنطتها ونزلت..!
.
.
.
.
" والحــل...؟!! "
سعد : أنا طالع ألحين.. وإذا اتفقتوا بلغوني...؟!
أم فارس داخله : لا تطلع.. اجلس معنا شوي..!!
سعد يضحك : هلا والله بهالطله.. وأنا أقول وش في البيت منوور...؟!
ام فارس تدزه : يابكـّـاش....!!
سعد يضحك : هههههههههه.. عاشت المصريه.. تعرف تهزّئ..!!
أم عبدالعزيز : حيا الله من جانا.. يامرحبا فيكم..!
ام فارس : الله يحييك ويسلمك... إلا عزووووز وينه...؟!!
سعد يجلس : خخخ.. تعدويتي ياعمه.. يقولون الصاحب ساحب..!!
ام فارس ابتسمت : يازينك ساكت...!!
سعد يحك راسه : أفــا....!
عفاف ضحكت على شكله..!
ام عبدالعزيز : والله عبدالعزيز يا بالملحق يا طالع.. من بعد اللي صار له وهو ما هو الأولي.. تغير بالمره...!!
أم فارس : أزمه وتعدي يا وخيتي.. ياما شفنا أشياء الله وحده يعلم بها.. بس الحمد لله مرت وعدت على خير..!!
عفاف تسأل : خالتي وين وفاء...؟!
ام عبدالعزيز : ايه.. من يوم ما وافقت على محمد وهي في غرفتها ولا صرت أشوفها.. تستحي من أخوانها....!!
عفاف : اجل بأروح لها..!
.
.
.
.
كان جالس بالملحق يطالع الجريدة.. له نصف ساعه فاتح على نفس الصفحه..!!
احساسه الداخلي غريب.. لأول مره بحياته يحس بأنه بحاجه لشئ وهو قدامه لكن ما يقدر يطوله...!!
حاله.. مثل العطشان اللي الكأس قدامه مليان.. لكنه مو قادر يرفعه ويرشف منه ولو رشفه ترد له الروح وتنعشه من جديد..!!
انتبه على أخوه واقف على الباب يتأمله.. ابتسم له.. لأنه عرف أنه طاح بيد سعد.. ومحدش سمى عليه..!!!
سعد يضحك : وش وراك.. أضحك لين تشبع.. مادام حبيبة القلب هنا.. نطلع منها أحسن...!!
عزيز فاتح عيونه بدهشه ويتلفت : هنــا.. وين..؟!
سعد وحط يده بجيبه : بجيبي...!!
عزيز بضيقه : بلا مزح عااد... قلي وين بالضبط...!!
سعد : بالبيت.. وتحديدا بغرفة ناااااس...!!
عزيز وحس بصدااع فضيع يغزو خلاياه.. رفع يده وضغط على جوانب راسه عشان يشتت التوتو اللي صابه...! كان يأمل أن هالعارض يزول.. لكن بما أن الحالة رجعت له... يتناساها أحسن له...!!!
طنش سعد اللي لا زال واقف بمكانه.. وكمل تفتيح الجريده بدون هدف معين..!!
سعد وجلس جنبه : وش فيك..؟!
عزيز ما رد عليه وفتح الجريده بطريقه تدل على ضيقته..!
سعد وسحب الجريده ورماها بعيد عنهم : يكفي عزييز.. مو حرام اللي قااعد يصير لكم.. ياخي تحرك.. شف لك صرفه.. مو بهالطريقه جالس وتنتظر الحل يجيبه المارد السحري...!
عزيز بقهر وما حس بعمره : وش تبي مني أنت..؟؟ مستشفى ورحت له.. شغل وتركته.. حرمه وابتعدت عنها.. وش تبي مني اسوي بعد.. ترى اللي فيني يكفيني وزياده.. واذا عندك نصايح وفرها لنفسك يكون أحسن...!!
سعد وما أخذ على خاطره من أخوه هو مقدر موقفه والحال اللي يمر فيها.. حط يده على كتف أخوه بمواساة : تجي نرووح لشيخ يقرى عليك.. واحد من ربعي مدح لي شيخ ممتاز وكلام الله ما منه ضرر..!
عزيز سكت وما رد عليه وكأن الفكرة بدت تتبلور بعقله..!
بهاللحظه دخلت وفاء تناديهم.. وشافت شكلهم اللي قطع قلبها.. أخوها الصغير جالس يواسي الاكبر منه...!
وفا : أحم..
سعد انتبه لها وابتعد عن أخوه : هلا.. بأختنا المصوونه.. العروووووس الجميله..!!
وفاء انقهرت منه.. رااايق يتريق...
سعد : الله على الحيااء... شوي شوي لا تقطعووووووون..!!
وفاء قالت بسرررعه : عمتي داخل تبيكم...!
وطلعت على طول..!
سعد : ههههههههههههههااي.. قم وانا أخوك نشوف العمه وش تبي..!
وطلعوا الاثنين متجهين للبيت..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -