بداية

رواية احلامي المزعجة -11

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -11

يراقب حديثهما الدائر وهو يشعر بحرارته تزيد وعقله يصل الى درجة الغليان الى ان استمع الى جملة طارق الاخيرة المملؤة بالثقة لم يستطع الصمت اكثر من ذلك ليقول بغضب : طارق ، لن اسمح لك بممارسة اسلوبك هذا بالشركة
التزم حدود الادب من فضلك
__ ياسين الم تراها ؟ انها جميلة جدا ، لا استطيع منع نفسى من الاقتراب منها
ضم كفيه بغضب وهو يكتم غضبة ، انتظر ان يهب يوسف في وجه طارق ويمنعه من هذا الحديث ليجد ابتسامة يوسف
الدائمة مرسومة على شفتيه وينطق في هدوء: لن تسمح لك هي بالاقتراب، فلا تحرج نفسك معها
كاد ان يجن من اخيه وبروده فهو يكاد ان يقتل طارق وهو يرد علية بهدوء وابتسامة وكان الامر لا يعنيه
نطق بصعوبة : خلا ص ،انتهينا من هذا الموضوع
طارق لا تدعني احذرك ثانية ، هيا اذهبا حتى لا تتأخرا على الموعد
__ حسنا ، سأعود لأعلمك بما حدث
__ حسنا سأنتظرك

انصرفا ليتركاه في حيرة من امره يفكر فيما حدث امامه وهدوء يوسف العجيب وبرودة لم يلاحظ على وجهه أي معالم للغضب من طارق او أيا من ملامح الغيرة التي تؤجج صدرة ، أمعقول انه لا يحبها واستنتاج امه خاطئ
استعاد الحديث الذى دار بينه وبين امه البارحة لم تأتى على ذكر انها رغبة يوسف فكر قليلا
ليمسك الهاتف بسرعة ويتصل بأمه: السلام عليكم
__ وعليكم السلام حبيبي، كيف حالك ؟ لم يعجبني حالك في الصباح
__ انا بخير الحمد لله ، أمي اريد سؤالك عن موضوع خطبة يوسف
__ تفضل ما به ؟
__ سأقابل عمر واريد ان اعلم هل يوسف تكلم معك بهذا الشأن لاتفق مع عمر
__لا ياسين فانا سأتكلم مع اخاك اولا و لكنني انتظر الوقت المناسب
__ اذن يوسف لم يقل لكى انه يريد ان يخطب نور
__ لا
__ حسنا أمي سأتكلم انا معه
اغلق الهاتف مع والدته وهو يعتزم ان يفاتح اخاه في الموضوع ليتأكد من موقفه حيال نور وهل هي تهمه ام لا

************************************************** ********** *

دخلت الى مكتبها كعاصفة هوجاء تجتاح كل ما في طريقها
سالتها سناء : ما بكي ؟ لما انت غاضبة؟
__ انسان وقح
رفعت حاجبيها بدهشة وسالت باستنكار : من ؟المهندس ياسين
ردت على الفور : لا طبعا ، بل هذا المدعو طارق
ضحكت سناء ضحكة طويلة لتنظر اليها مندهشة
قالت بضيق : ما الذى يضحكك ؟
ردت والضحك يتخلل صوتها : انت التقيت بطارق
__ نعم ما المضحك في لقائي به
__ لا يوجد شيء مضحك في لقائك بك ، ولكنى اضحك لمعرفتي بسبب غضبك
__ نعم ، ماذا تقصدي ؟
__اقصد انه وقح بالفعل وخذي حذرك منه ،فهو لا يكل بسهولة و خصوصا من الجميلات امثالك
تعجبت من تحذير سناء ، نفخت بضيق فما كان ينقصها الا هذا الطارق لتبدا بإعداد العقود الجديدة

*************************************************
تتجول هي وبسنت في احدى الاسواق ليرن هاتفها بنغمته المميزة لتبتسم بسعادة
ردت ليأتيها صوته مليء بالحب والشوق : السلام عليكي حبيبتي كيف حالك؟ ماذا تفعلين؟
ردت مبتسمه : وعليكم السلام ،انا بخير الحمد لله ، اتجول في الاسواق لشراء الجهاز
__ حسنا حبيبتي سامر عليك في الثامنة مساءا استعدى لننزل لشراء الشبكة
قالت بدلال: سأنتظرك
__ علياء حبيبتي
احمرت خجلا لتشعر بخجلها بسنت وتبتعد قليلا ، قالت هامسة : نعم
اجابها برقة : وحشتيني
تلعثمت لتقول : وانت ايضا
رد بخبث : انا ماذا
قالت بصوت منخفض : وحشتني
ضحك بسعادة: بحبك
ارتبكت: سأنتظرك لا تتأخر
__ لا استطيع ان أتأخر حبيبتي ، سلام
اغلقت الهاتف لتجد بسنت تنظر اليها مبتسمة تأبطت ذراعها : ارى انكي اصلحت الامور بينكما
__ نعم ، نفذت نصيحتك
__ ربنا يتمم لكم بالخير ولا تأخذي منه موقفا بعد ذلك الا ان تتأكدي مما سمعتيه
__ ان شاء الله سأفعل
__ هيا لنكمل تسوقنا

************************************************** *********

جالسة على مكتبها منهمكة في اعداد النسخة الجديدة من العقود ليدخل عليها السيد عبد العزيز
__ ها يا استاذة هل انتهيت ؟
__ نعم سيدي
اخذ النسخة من بين يديها : حسنا ،هذا جيد ،من فضلك اذهبي بها الى ياسين ليمضيها ثم اتيني بها
هزت راسها موافقة لتأخذ الاوراق وتمضى الى مكتبه وهي تفكر في احواله المتقلبة واختلافه الجلي عن الشخص الذى تعامل معها برقة وتهذيب رائع قررت ان تساله عن سبب تغيره فهو كما قال لها من قبل من المفترض انهما صديقين
اذن ستتصرف على هذا النحو ، حدثت نفسها الا تكون متطفلة عليه في هذا الوضع
رد عقلها سريعا لا ابدا سأتعامل معه كما اتعامل مع يوسف او عمر او حتى علياء
سالت نفسها مرة اخرى لما هي مهتمة به وبأحواله
لترد سريعا انه صديقي وانا من طبيعتي ان اهتم بأصدقائي وذكرت نفسها انه من سعى لصداقتها فلا يوجد شيء مخجل عند سؤالها عن احواله
اكتشفت انها تخطت غرفة مكتبه لتعود اليها مرة اخرى
دخلت الى مكتب السيدة عبير لتجده فارغا وقفت قليلا تسال نفسها :ماذا تفعل الان ؟
ما الضرر سأطرق الباب وادخل انا اتية بأوراق مهمة اريد امضائها
طرقت الباب بهدوء لم تجد ردا لتطرق بقبضات اكثر قوة ، لا يوجد رد
تنهدت بترقب لتطرق الباب طرقات سريعة وتفتح الباب لتطل بعينيها الى الداخل لتتأكد من عدم وجوده
لكنها وجدته جالس على كرسيه الوثير وظهره الى الباب ووجهه الى النافذة كانه ينظر منها الا انها تأكدت من شروده
عندما خطت الى الداخل ولم يشعر بها
تنحنحت بقوة لتتكلم من بعدها بصوت عال : ياسين
التفت وهو جالس بقوة على صوتها حتى كاد ان يقع ارضا ليتمالك نفسه ويتمسك بالمكتب بقوة وينظر اليها في حدة


جالس بهدوء يفكر كيف سيفاتح اخاه في موضوع الخطبة ، وماذا يفعل اذا كان يوسف بالفعل يريد ان يتزوجها
انزعج من الفكرة بشدة لدرجة شعر ان دماؤه تفور و تغلى وعقلة سيصبح عجينه لينه من كثرة التفكير
لم يستطع العمل اليوم ففكره مشغول بها فهي النور الذى اضاء حياته ليشعر بأحاسيس لم يختبرها من قبل
لا يريد ان يتركها لكن امام قلب اخيه سيرضى بالألم ولا يرضى ان يتحطم اخيه الصغير
استفاق على صوتها بنغمته المميزة تنطق اسمه بسهوله ويسر ليتلفت بشدة حتى يتحقق انه لا يحلم
كاد ان يقع من قوة الالتفات ليشعر بالغضب من نفسه ،والتوتر يسيطر عليه جراء وقوفها امامه بحضورها الذى يأخذ انفاسه
اسرعت اليه لتحاول انقاذه من عدم الوقوع وهى تتمتم: اسفة ، لم اقصد اجفالك
نظرته الحادة جعلتها تتسمر مكانها لتبدا في شرح ما حدث وانها لم تجد السيدة عبير وانها اتية ليوقع العقود
خرجت الكلمات غير مرتبه امام نظرات عيناه الثاقبة
لتنهى كلامها :وكنت اريد ان ابلغك انى بالغرفة ،ولكن من الواضح ان صوتي كان عاليا
خيم الصمت عليهما لفترة بعد ان انتهت من شرحها للموقف لم تستطع ان ترفع نظرها اليه
يتأملها بوضوح وهدوء يبتسم لإرباكها وحيائها مما فعلته ليقول امرا بصوت رخيم محبب : اجلسي
رفعت نظرها بدهشة من نبرة صوته لتذهب وتجلس على الكرسي المقابل للمكتب
لينهض بخفة ورشاقة ليجلس امامها على الكرسي المقابل ناولته الاوراق ليوقعها
اخذ الاوراق ليقرأها بعناية وعلى الاقل ان يبعد عقلة عن التفكير بها
تذكرت انها تريد سؤاله عن سبب غضبه اليوم وتغيره في المعاملة معها
رفعت راسها لتقول برقة لم تقصدها : ما بك اليوم ؟
انتفض عقلة من سؤالها وذابت مشاعره من رقتها ليرفع نظره اليها بهدوء و شبه ابتسامة ترتسم على شفتيه
__ عفوا ، لا افهم قصدك تعمد الخبث في ادارة الحديث فهو يريد معرفة لما فكرت في السؤال عنه
__ انت غاضب اليوم ، وانا اسال عن السبب ؟
__ لما تسألين ؟
ارتبكت لتقول :من المفترض اننا اصدقاء وان نسال عن احوال بعضنا ، الا تتذكر ؟
رمش بعينيه ليقول ساخرا : اصدقاء ، وهل تهتمين بكل اصدقائك هكذا
__ نعم ، فاذا لاحظت تغير احد أصدقائي ، اساله عن السبب ،وانت كعمر او يوسف
توتر فكة بغضب عندما ساوته مع اخيها ، لتضرم النيران في صدره عند ذكرها ليوسف
رفع عيناه بغضب : سبب غضبى ليس من شانك ، وتذكري يا انسة اننا بالشركة وانا المدير وانت مجرد موظفة
اكمل جملته بلهجه حادة جافة جعلت البرودة تزحف من اطرافها الى باقي جسدها
ليردف بحدة: مفهوم
ردت براسها موافقه والغضب يتملكها ، ناولها الاوراق ليقول امرا : تفضلي
نهضت من مكانها وهى تصر على اسنانها وانطلقت خارجة من مكتبه والغضب يمتلكها

مشت بسرعة وعقلها يلومها على ما فعلته والدموع تترقق بعينيها تمنعها من الرؤية الجيدة
تشعر بألم شديد في صدرها لا تعرف مصدرة ، لأول مرة تشعر بان روحها تنشطر الى نصفيين
ارتطمت بجسد قوى لتغمض عينيها من الالم ، ثم فتحتها على صوت ذكوري رقيق : المعذرة سيدتي انا اسف ، لم ارك
فتحت عينيها بصعوبة لترمش برموشها مرة بعد اخرى ، لا تستطيع الكلام وتشعر بالدوار
هزت راسها حتى تفيق و ترمي هذا الدوار الذي بدا يخيم على راسها
لتهوى ارضا بين يدين هذا الشخص الغريب


الفصل الخامس عشر

مشت بسرعة وعقلها يلومها على ما فعلته والدموع تترقق بعينيها تمنعها من الرؤية الجيدة
تشعر بألم شديد في صدرها لا تعرف مصدرة ، لأول مرة تشعر بان روحها تنشطر الى نصفيين
ارتطمت بجسد قوى لتغمض عينيها من الالم ، ثم فتحتها على صوت ذكوري رقيق : المعذرة سيدتي انا اسف ، لم ارك
فتحت عينيها بصعوبة لترمش برموشها مرة بعد اخرى ، لا تستطيع الكلام وتشعر بالدوار
هزت راسها حتى تفيق و ترمي هذا الدوار الذي بدا يخيم على راسها
لتهوى ارضا بين يدين هذا الشخص الغريب


لا يعلم ما الذى جعله يخرج ورائها لقد شعر بانه جرحها و اغضبها لم يخف علية نظرت الصدمة والغضب الواضحة على وجهها
عند رده عليها لام نفسة لقد كان حاد معها دون داع ولكن مساواتها له مع اخيها واخيه جعلته يفقد عقله ويرد عليها بلسان لاذع
لحقها لا يعلم لماذا ليراها ترتطم باخر شخص يريدها ان تحتك به الد اعداؤه لتسقط بين يديه مغمى عليها
هرع اليها حتى لا يلمسها هذا الشخص الكريه بالنسبة الية
وقف امامه بتحدي وهو يقول امرا : اتركها لا تفكر حتى بلمسها
ابتسم بخبث وكبرياء : اتركها هكذا على الارض
زئر بغضب : قلت لك اتركها
انحنى عليها و وضع يده خلف راسها ليربت على خدها برفق
__ نور ، نور افيقي ،نور
لم يجد امامه الا ان يحملها الى مكتبه ،حملها كحمل صغير بين يديه برفق وكانه يحمل كنز ثمين يخشى علية

جاءت مسرعة وراؤه وهى تهتف : ماذا حدث سيدي ؟
رد بضيق وهو يتقدم داخل مكتبه حاملا نور بين يديه : لا اعلم عبير ، لقد اغمى عليها ، اين كنتي ؟
__ كنت اتى لك بالفطور سيدي
وضعها برفق على الاريكة القابعة بمكتبة ليجلس على الطاولة الموضوعة امامها حتى يكون بالقرب منها ليلتفت الى عبير :حسنا ضعيه من يدك ، واتصلى بالطبيب
خرجت مسرعة لتنفذ اوامره

تأملها بهدوء وهو يلوم نفسه على ما فعله بها ، ازال شعرها الملتصق المندى بقطرات من العرق
ليشعر عند لمسه لبشرتها ان قلبه سيقفز من مكانه وسيخرج من جسده ليقدم نفسه لها طائعا ليجلس تحت ارجلها ويعتذر عما سببه لها من الالم ويتمنى رضاها ، هو نفسة كل ما يتمناه الان رضاها ، وان تشعر بما يستعر في صدره
نفض هذه الافكار على دخلة عبير وهى تحمل زجاجة عطر : اعتقد انها ستفيد ، فالطبيب امامه ساعة على الاقل حتى يأتي الينا
هز راسه موافقا وهو يلتقط زجاجة العطر من بين يدها ويرش على راحة يده قطرات منها ويلوح بيده امام انفها
ليقول برقة : نور ، نور أنت تسمعينني ، بالله جاوبيني ، نور
اندهشت عبير من تصرفه ورجاؤه لها فهي لأول مرة تسمع نبرة صوته الرقيقة والنظرة الحانية التي ينظر بها الى هذه الفتاه
تململت وحركة راسها ليردف : نور ، نور أتسمعيني
فتحت عينيها بصعوبة والصداع يطن براسها ، رات نظرات عيناه الرمادية الدافئة تحوم بوجهها وتتفحصه
وشفتاه تنفرج عن حديث لم تستوعبه
ربت على خدها مرة اخرى :نور ، اذا كنتي تسمعينني اشيري على الاقل براسك
هزت راسها ليهتف بصدق جعل عبير ستجن : الحمد لله
التفت اليها : عبير لو سمحتي اتى لي بكوب من العصير حالا
وقفت صامته مندهشة منه ومن تصرفاته ، ليردف : عبير ، تحركي
__ اه ، حاضر همت بالانصراف لتقف ثانية : السيد معتز بالخارج
نطق بكره واضح : فليذهب الى الجحيم
ليتنهد بضيق: اجعليه ينتظر من فضلك
خرجت مسرعة واغلقت الباب خلفها بالية

فاقت الان بالكامل على صوته الغاضب لتنظر حولها وتحاول استعادة ما حدث واين هي الان ؟
حينما تبينت انها بمكتبه هبت واقفه ليمسك بها من ذراعيها : بحق الله ماذا تفعلين ؟ لم تفيقي بعد
ليردف امرا بهدوء : اجلسي
زاد كرهها له ،لأنه محق فهي تشعر بان راسها سينفجر ولا تستطيع الحركة
اجلسها مرة اخرى على الاريكة لتقول بصوت واهن : ماذا حدث ؟

قام ليجلس على الكرسي البعيد عن مكان تواجدها ، ليسيطر على اعصابه قليلا فرؤيتها هكذا تقلب كيانه
ليتذكر عند سؤالها عن ما حدث برؤيتها وهى تصطدم بمعتز وتقع بين يديه ليشتعل الغضب بصدره
رد بضيق : من الواضح ان رؤيتك غير جيدة على الاطلاق وتحتاجين لنظارة حتى ترى جيدا
ليلوي شفتيه ساخرا وهو يكمل : ام من عادتك الارتطام بالرجال
شعرت بالدم يفور براسها من جملته الاخيرة و نظرت اليه غاضبة من تلميحه لمرة المطعم لترد بحدة
__ لا طبعا ولكنى كنت مشغولة لذلك لم ارى أمامي جيدا
__ من الافضل اذن ان تنتبهي الى الطريق بعد ذلك حتى لا تفقدي وعيك بين أيدى الرجال
نهضت واقفة والغضب يطل من عينيها و صاحت به: ما معنى هذا الكلام ؟ وما شانك انت اصلا بي ؟
رد بهدوء مميت : شأني انكى من موظفين الشركة ، وانا لا اسمح بحدوث هذه الاشياء في طرقات شركتي
فتحت عينيها من الصدمة لما يقوله : ماذا تعنى ؟
__ لا اعنى شيء ، انا انبهك حتى لا يحدث المرة القادمة ما لا يحمد عقباه ، ان الشركة لها قواعد وعليك الالتزام بها ومراعاتها
هتفت بكره : فلتذهب شركتك الى الجحيم
هب واقفا امامها بنظرة مخيفه : ماذا قلتي ؟ اعيدي ما قلتيه ثانية من فضلك
تلعثمت مرتبكة و تحشرج صوتها ولم تستطيع إخراجه
ليردف مهددا : سأعتبر انى لم اسمع مقولتك الاخيرة لأنك متعبة ، وليس على المريض حرج
ولكنى احذرك ، انتبهي لما تتلفظين به معي ، فانا ليس كريما دائما
اعطاها ظهره ليذهب الى مكتبه
ارتجفت من تهديده ونبرته المخيفة لتتجمع الدموع بعينيها وتنذر بالسقوط، لتقول بصوت مخنوق من البكاء
__ ما بك اليوم ؟ لما كل هذا التغير المفاجئ الذى لا افهمه ؟
ضربت بقدمها على الارض بحركة طفوليه لتقول بدلال غير مقصود: لم تكن كذلك الامس ولا قبل الامس
رفعت نظرها اليه : ماذا حدث ؟ لا افهمك
عند سماعه لصوتها المخنوق من البكاء التفت لينظر اليها ولانت مشاعره على الفور ،نظر الى تجمع الدموع بعيونها والذى على وشك الانفجار و كاد ان يحتضنها ليخفف عنها ويخبرها بكل مشاعره لعلها تغفر له ما يفعله معها ،
قال بهدوء: لم يحدث شيء نور
تنحنح ليوقف سيل المشاعر الذي يسيطر على عقله ويأمره بأشياء لا يستطيع فعلها
__ ما سبب الاغماء
__ لا اعلم
__ هل تناولت فطورك ؟
هزت راسها نافية ليتذكر الفطور الذى اتت به عبير من اجله : حسنا ، اجلسي لتفطري معي
__ لن استطيع ، فلا بد لي من الذهاب
استدارت لتذهب ليوقفها صوته: نور من فضلك اعتنى بنفسك
سمعا طرق على الباب لتدخل من بعده السيدة عبير حاملة كوب العصير
__ العصير سيدي ، الف سلامة عليك يا استاذة
خجلت نور من الموقف لتمتم بهدوء: الله يسلمك
__ اتركيه عبير على الطاولة بجانب الفطور
نفذت عبير امره لتخرج بعدها من المكتب
نطق برقة مذيبه لعظامها : نور من فضلك ، افطري معي ، فانا ايضا لم اتناول فطوري
لينظر الى ساعته : وها نحن الان في استراحة الغداء
ليردف مازحا : من الممكن ان عدم تناولي للفطور هو ما يؤثر على مزاجي ويجعلني فظا هكذا
ابتسمت غصبا عنها على مقولته لترتسم ابتسامته على شفتيه وتجعل وجهه يشرق من السعادة
نطقت برقة : اسفة لن استطيع لابد ان اذهب الان
تناول العصير من على الطاولة ليناولها اياه : على الاقل اشربي العصير ، فقد اتيت به مخصوص من اجلك
تقدم ليقف امامها لا تفصله عنها غير انشات قليلة ليمسك كف يدها برقة وحنان ويضع الكوب فيها
نظر الى عينيها برجاء واضح : من اجلي اشربيه ، حتى اطمئن عليك
وقوفه امامها ارباكها لتأتى لمسة يده وتشعل النيران بجسدها وتكمل نظرة عيونه الدافئة على ما تبقى عندها من الوعى لما يحدث ، فهي الان تشعر انها مغمى على عقلها فهي في حالة منتصف الوعى عقلها مغيب ولكن جسدها يشعر بكل ما حوله قلبها يدق بجنون ولا طبول الأفريقيين تنفست لتستطيع التخلص من الارباك واعادة عقلها الى الواقع
لتهمس : من فضلك اريد ان اذهب الى مكتبي ، نحن بالشركة انسيت كلماتك لي منذ قليل
زمجر غاضبا : لتذهب الشركة الى الجحيم
لم تستطع امساك ضحكتها ، فانفجرت من شفتاها ضحكة عالية تصدح بصوت مميز كزغرودة البلبل
هام بها وبضحكتها فها قد تحققت جزء من امنيته ان تضحك معه ، ابتسم لضحكتها
فهو يفهم انه ضحكت لتردديه لجملتها التي انزعج منها منذ قليل
وضعت يدها على فمها بخجل : المعذرة لم استطيع التماسك
__ لا تبالى، هيا اشربي العصير
ارتشفت بهدوء جزء من العصير تحت نظره :الن تتناول فطورك ؟
سال بلهفة : استأكلي معي ؟
__ لا اريد ان اتناول الطعام الان
رد بخيبة امل : حسنا ، وانا ايضا لن اتناول الفطور
وضعت الكاس من يدها ليسالها باستغراب : ماذا ؟ اكمليه
__ سأذهب فمن المؤكد انني اعطلك عن اعمالك
__ ولكنى هكذا سيزداد قلقي عليك
رددت بدهشة : قلقك علي انا
انتبه الى ما قاله ليرد : نعم ، انت امانه لدى ، ماذا سأقول لعمر اذا اصابك شيء؟
ردت بهدوء : سيذبحني ان علم بأمر الاغماء ، فلقد حاول معي في الصباح ان اتناول معه الفطور ولكني رفضت
من الواضح انني اعتدت على تناول الفطور مع يوسف
انقلبت عيناه فجأة للون الاسود و ذهب صفائها الرمادي : هل تتناولين الفطور يوميا مع يوسف
ردت بتلقائية : لا ولكن الايام الاخيرة للتدريب كنا نأتي باكرا ، فلم يكن يتسنى لي الافطار في المنزل
هز راسه بهدوء عجيب
شعرت بان التواصل بينهما انقطع اختفى لا تعلم اين ذهب ، فاختفت لمعة عيناه وانطفئ اشراق وجهه ليتجهم فجأة
__ حسنا سأنصرف انا
قال باقتضاب وضيق : تفضلي
ذكرها لأخيه جعله يتذكر غصبا عنه ان من المحتمل ان يكون يوسف يكن لها بعضا من المشاعر ليلوم نفسه على تماديه معها ،سمعها تستأذن للانصراف ،انه لا يريدها ان تذهب ولكنه وافق غصبا ليتخلص من تأثيرها عليه وعلى مشاعره

تعالت صوت طرقات يعرفها هو جيدا فهي لأخيه العزيز ليدخل الاخير الغرفة مسرعا
__ نور ، ماذا حدث لكي ، أخبرتني عبير انكي اغمى عليك
لوى شفتيه ساخرا وهو يحدث نفسه ها قد جاء شيخ الشباب ليطمئن عليها امام ناظريك يا غبى وصوته مليء بالهفة
احتمل شقائك وعذابك الان
تذكر جملة ابيه التي طالما قالها له : انت تتخلى عن احلامك بسهوله
سمعها تقول : انا بخير الحمد لله ، لم يحدث شيء : فانا لم أتناول فطوري فقط
رد يوسف : حمدا لله على سلامتك
لم يستطع الهدوء ولا السيطرة ليصيح به : أتراها خارجة من المستشفى ، انها مجرد اغماءه لا اكثر

التفتت اليه بدهشة فمن يراه منذ قليل لا يراه الان وهو يصيح بيوسف لم تفهم ما يحدث معه وما به

ابتسم يوسف بهدوء وهو يرى الغيرة واضحة بعينين اخية، وتأكدت له ظنونه التي ملئت عقله من يوم الزفاف فهي واضحة الان على اخية

تمتمت نور : بعد اذنكم

همت ان تنصرف في اثناء دخول هذا الغريب بالنسبة اليها في هدوء وتعالى ادهشها الى المكتب ليتقدم منها بهدوء
__ كيف حالك الان ؟ اتمنى ان تكوني بخير
رفعت نظرها اليه فقد تعرفت على الصوت لكنها لم يتسنى لها معرفة وجهه عند اصطدامها به
اردف بلباقة وتهذيب وهو يمد يده لها ليصافحها : انا معتز ، من اصطدمت بك بالخارج
معذرة مرة اخرى ، فانا لم ارك وانا المخطئ اتمنى ان تسامحيني
مدت يدها اليه : لم يحدث شيء وانا الاخرى مخطئة فلم اكن بكامل تركيزي

زفر عقله بضيق وهو يري الشخص الداخل من الباب : كملت
فعند دخوله شعر بضيق في التنفس وان مستوى الاكسجين انخفض في الغرفة فهو يكرهه بحق
وعند تقدمه منها وكلامه معها شعر انه سيرتكب جريمة بحق ، لتنهار سيطرته عند رؤيتها تصافح يده المدودة
زئر بها : اذهبي الى مكتبك من فضلك
انتفضت على صوته لتغادر مسرعة المكتب و الحزن يسيطر عليها وقلبها مكتوم من الضيق المسيطر عليه
شعرت بالكرة ناحيته ، نعم هي تكرهه وتكره تقلباته المزاجية تنهدت بضيق لتتوجه الى مكتبها وعقها يردد انها تكرهه

بعد خروجه التفت الي يوسف : كيف حالك يوسف ؟ ارى انك تعمل هنا الان
رد يوسف بهدوء: بخير والحمد لله ، نعم ، أيضايقك هذا الشيء؟
قال بتعالي : لا بالطبع
ليردف باستهزاء : كافح انت واخاك في الشركة ،وانا سآخذها في الاخر
غضب يوسف من جملته ، ليرد ياسين بتعالي وغرور كأنهما خلق له خصيصا : الشركة من المستحيلات معتز
واكمل والسخرية تقطر من صوته : فلا تحلم بما لا طاقة لك به حتى لا تفيق على كابوس يدمر حياتك
نظر الية معتز و عيناه مشتعلة من الغضب و التحدي : سنرى
جلس الى كرسي مكتبه : لما اتيت اصلا ؟
__ جئت اطمئن على ممتلكاتي ، لا تخف سأنصرف
ضحك هازئا : اخف منك ،لا بالطبع فلتاتي كما تشاء ولكن لا اريد رؤية وجهك الجميل في مكتبي ، تفضل فانا لدي ما يشغلني
نظر الية بغرور وثقة : سيصبح مكتبي في القريب العاجل
نظرا الى بعضهما في تحدي وغرور لينصرف الاخر في تعال كالطاووس
هتف يوسف بكره واضح : اصبح كريه ، ليلتفت الي اخاه : ما الذي حدث ليتغير هكذا ؟
رد ياسين بضيق واضح : لا اعلم فلا تسالني
__ من الواضح انك لست بمزاج لتستمع الي ما حدث ، حسنا سأذهب الى مكتبي
لم يرد على اخاه ليردد الا خر : ياسين ، انت تسمعني
زفر بضيق : اذهب يوسف ،أتريد الاذن كالصغار
ابتسم بهدوء : هل انت غاضب مني لشيء محدد فعلته ؟
__ يوسف انا ضايق من الاصل ،فلا تزيد من ضيقتي
__ حسنا سأذهب انا ،سلام

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -