بداية

رواية جروح من عبق الماضي -12

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -12

أمسك تركي بذلك الدفتر الصغير وأخذ يقلبه يمنى ويسرى
جود قاطعته سريعا : يلا أكتب كل شيء عن ماما .. وأنا ببدل ملابسي وراح ارجع لك على طول طيب
ابتسم تركي لها وهو يهز رأسه بالإيجاب .. وكأنه موافق على ما تقول
::
فتح أول صفحه فشــدته وظل يقرأ ما فيها بتمعن .. كانت مجرد مخربشات قلم تخط به جود .. حتى تتذكر كل لحظات حياتها .. الخط لم يكن واضحا .. ولكنه أستطاع أن يقرا عبارة (( رجل غريب يدخل حياتي ))
كان يبدو من الخط بأن جود كتبته عندما كانت صغيره .. وبالكاد تجيد الكتابة ..
انتقل للصفحة الثانية .. ووجد فيها عبارة كتب عليها عام 1995 ومكتوب أسفلها .. رجل يغير حياتي
أنذهل تركي من هذه الأرقام الغريبة .. وبدأت تدور في رأسه افكار عديده .. ظل يقلب الصفحات .. وكانت أخر صفحه بتاريخ 2006 ونحت بداخلها (( جود تتخذ قرار حياتها وتحقق حلم ذلك الرجل الغريب )) فأصبحت رياضية ماهرة
تركي بداء الخوف يسري بداخله .. ودارت في رأسه الكثير من الأفكار .. ما سر هذه الأرقام .. ومن هو الرجل الذي تقصده جود .. هل يوجد رجل في حياتها غيري .... ثم أعاد النظر في الصفحة الأولى ووجدها بتاريخ 1994 يوم أن كانت جود في عمر السادسة .. فأبعد الشك عن رأسه ..فهل يعقل لفتاة في مثل سنها أن تتعرف على رجل .. فقرر أن يسألها ريثما تنزل .. قلب الصفحات وأنتزع منها ورقة وبداء يصف حبيبته العنود بدقة متناهية ..
::
بعد أن أنهت حمامها البارد شعرت بالانتعاش قليلا .. وركزت نظرها على طاولة صغيره .. وقد وضعت عليها
حقيبتها .. كأنت الحقيبة مفتوحه .. أحست جود وكأن شيء ثمينا سقط منها سهوا وفجأة أتسعت عيناها .. وصرخت لا شعوريا وهي تقلب أنظارها في زوايا الغرفة : وين راح ...!! وين خليته .. أخاف نسيته في الجامعة .
هرع تركي إليها والخوف يتملكه وتمتم بخوف : جود حبيبتي أيش صاير ..!! صوتك واصل لين عندي
جود وعيناها غارقتان بالدموع : بابا قطعه من روحي حافظت عليها 20 سنه ضاعت .. الصبح لما طلعت خليته داخل شنطتي .. ولما رجعت أشوفه الحين ما حصلته .. أخاف يكون طاح علي في الجامعة بدون ما أحس
تركي بخوف : طيب إيش هذا اللي تتكلمين عنه ..!!
جود كادت أن تنطق ولكنها سكتت فجأة .. فتذكرت أن كل ما يجول في تلك الوريقات الصغيرة هي سر يجمعها مع ذلك الرجل .. كانت موهمه نفسها أنها ستراه مجددا .. لتخبره أنها حققت كل ما تمناه لها
تعجب تركي من سكوتها المفاجئ وتمتم بألم : جود إيش فيك
جود كانت خافضة رأسها وهي تبكي بألم .. كيف ضيعت شيء ثمين كهذا .. ولكن بمجرد أن رفعت ناظريها قليلا شاهدت والدها وهو ممسكا به ويحتضنه بين يديه .. وبحركة لا إرادية انتزعته منه بقوه .
::.
:

السعودية .. وتحديدا في منزل رائد

//
\\
كان رائد غارقا في بنيات أفكاره .. ويستعيد كل ما حدث له مع نجود هذا اليوم .. كم تمنى أن يعرف سبب بكائها .. وما سبب رد سندس عليه بتلك الطريقة القاسية .. هل يمكن أن تكون معتقدة بأنه واقع في حب نجود أيضا .. كل هذه الأفكار جعلت رأسه يكاد ينفجر وتمتم بغضب ممزوج بتعب: أووف وش اللي قاعد يصير فيك يا رائد ..كافي وفوق على نفسك ميس كانت تقف خلفة مباشرة وتمتمت بتعب : إنته فعلا لازم تفوق على نفسك
رائد وهو يأخذ نفس عميق : آآآآآآآآآآآآآه يا ميس حاس نفسي ضايع
ميس بألم : رائد اليوم خطبتك على سندس المفروض تفرح ..
رائد : ومن قالك اني ماني بفرحان
ميس بحزن : شرودك ..!! الضيقة اللي انت حاس فيها ..
رائد وهو يشد شعره إلى الخلف : ميس تتوقعين أني تسرعت بموضوع زواجي من سندس
ميس بالم : ايه رائد تسرعت .. وإذا ما كنت تحب سندس هذي راح تكون مصيبه ..!!
رائد بتعب : هههههه دامني بشوفها 24 ساعه شي طبيعي أني أحبها
ميس : ممكن هـ الشي .؟. في حاله وحده بس
رائد بتعجب : وأللي هي .!!!
ميس : إذا كان قلبك للحين فاضي .. ومحد ملكة وسيطر عليه ..
رائد قاطعها بجدية : بس انا قلبي فاضي .. ومحد في حياتي .. وأنتي عارفة زين أني مو راعي هـ الحركات
ميس بابتسامه : هههه عسى يكون اللي في بالك صح .. وأطلع أنا الغلطانه
ام رائد وهي تزغرد : واخيرا واخيرا يا رائد راح أشوفك معرس ..... وش رايك نحدد معهم كل شيء اليوم
ميس والخوف يتملكها : ماما أنتي من صدقك .. عطيهم وقت يتعرفون على بعض بالأول
ام رائد تقاطعها بغضب : جب إنتي ولا كلمة ..!! وش يتعرفون على بعض وين عايشين أحنا
ميس : يمه نحن صرنا في القرن الواحد والعشرين .. مش فزمانكم .. يعني كل شيء تغير
ام رائد : ميسوه اشوف طلع لك لسان .. وقمتي تعقدي مقارنات مالها أي داعي
رائد بتعب : يمه الله يخليك هدي نفسك .. وكل اللي تبيه راح يصير .. إذا ودك نملك الليلة مو مشكلة
ميس وعينها تتسع تمتمت بذهول : رائد إنته أنهبلت
ام رائد : سمعيني ميسوه .. دام راسي يشم الهواء ما راح أزوج ولدي وحده ما معروف أصلها
كان كلام أم رائد مثل الصاعقة على أذني ميس ورائد
رائد والحيرة تتملكه : يمه من تقصدين بكلامك
ام رائد بتوتر : ها ..!! ولا شيء .. بس العصبية تسوي سوايا .. انا بسير المطبخ
ميس وقد نحت في عينها الخوف تمتمت وهي تنظر إلى رائد : رائد وش اللي صاير
رائد وأنظاره تتبع والدته : خليك هنا .. وانا راح أفهم كل السالفة ..
أم رائد بتوتر : يا ربي وش اللي قلته أنا .. غيرتي من اهتمام رائد بنجود راح تخليني أفضح سرها ..
قاطعها رائد بجدية : يمه ممكن تفهميني أيش اللي صاير
ام رائد بتوتر : هاه ..!! وش اللي تبا تفهمه بعد .. رائد اليوم راح نخطب لك سندس مالك شغل بنجود
رائد : يمه إنتي تعرفين شكثر تعنيلي نجود
أم رائد : يوم تعني لك هـ الكثر ..!! وشحقة ما رحت وخطبتها
رائد : يعني إذا كانت تعني لي لازم أتزوجها ........!! تفكير غريب ..
أم رائد : رائد أنا مب فاضية حق سوالفك هذي .. ترى الشغل لفوق راسي
رائد قاطعها بجدية : ما راح أخليك إلا لحد ما تفهميني السالفة
::
::
وصلت ليان إلى المنزل بعد خط سير طويل .. لم تتوقف عيناها عن البكاء .. فخوفها من الغد وترها .. وقفت امام البوابة ومسحت دموعها التي لطخت خدها .. وأخذت نفس عميق ثم همت بالدخول .. وأوقفها صوت من بعيد
.....: ليان ...!!
ليان وعيناها بدت تتسع : أنت ....!! أيش اللي جابك
.......: ليان إيش فيكي .. وش سبب هـ الدموع
ليان تمتمت بغضب : وأنته إيش يخصك
....: أفا يا ليان .. ما توقعت اسمع منك هـ الكلام
ليان قاطعته بغضب : إسمعني يا ولد الناس .. لا أنا من ثوبك ولا إنته من ثوبي
....: وشلون ماهوب من ثوبك .. نسيتي إني أصير ولد خالتك
ليان بتعب : إسمعني يا أمجد أنته ولد خالتي على عيني وراسي .. بس ما راح أسمح لك تدخل في حياتي فاهم
أمجد بابتسامة : ليان وش فيك علي .. ترى أنا تعبت من كثر ما أصارحك بحبي لك .. وأنا ابيك على سنه الله ورسوله
ليان : وانا ما أحبك .. ولا أطيق حتى شوفتك .. وترى الزواج مب بالغصب
أمجد بسخرية :مو على كيفك يا شاطرة .. انا الحين توظفت .. ووظيفة مرموقة .. وما ضنتي أبوك راح يرفض هالمره
ليان بابتسامة ساخرة : هههههه المشكلة مش فالوظيفة ..!! المشكلة فيك إنت
أمجد وهو يمسح على شعره بحب : وش فيني انا ..!! مملوح وش زيني
ليان والغضب يتملكها : اللهم طولك يا روح
أمجد بجدية : ليان حطيها حلقة في إذنك .!! راح تصيرين زوجتي بالطيب ولا بالغصب
ليان بثقة : طيب يا ولد الخالة .. راح نشوف .. عن اذنك
أمجد بغضب : للحين ما خلصت كلامي
ليان تقاطعه بثقة ممزوجة بسخرية : ما ودي أضيَع وقتي الثمين عند واحد سخيف مثلك
أمجد : ليش مو مالي عينك ..!!
ليان بشموخ : أيه وما راح تمليها أبد ..!! باااااي يا حلو
أمجد يقاطعها بسخرية : أها يعني أكيد هيثم هو الوحيد اللي مالي عينك
بمجرد أن نطق أمجد أسم هيثم .. وقفت ليان في مكانها وتوقف معها كل شي .. ودارت في بالها تساؤلات عدة .. كيف عرف أمجد بموضوع هيثم .. هل كان يراقبني .. ماذا لو أخبر أمجد والدي بما يحدث ... حتما ستحل على رأسي كارثة
أمجد وهو يقطع بنيات أفكارها : وش فيها الحلوه .. أكل الفار لسانك
ليان وهي تحاول أن تخفي الغضب والقهر الذي يتملكها : سمعني يا أمجد أنت تجاوزت حدودك كثير
أمجد : ليش وش اللي سويته .. إنتي بنت خالتي ومن حقي أخاف عليك
ليان : وأنا ما ودي تخاف علي .. أنا بنت واعية وعارفة كيف أتصرف
أمجد : ههههههههههه ولو كنتي واعيه تخلين واحد مثل هيثم يدق باب بيتكم وتطلعي تشوفيه بكل وقاحة
ليان وهي تحاول أن تخفي الخوف الذي صار يسري بجسدها : قتلك ما يخصك .. عن اذنك
تمتمت بهذه الكلمات ودخلت إلى المنزل وأغلقت الباب في وجه أمجد بقوة .. وهذا ما جعل أمجد يفور غضبا
أمجد : طيب يا ليان .. راح أوريك من يصير امجد .. وأما هيثم راح أعرف أتصرف معاه
::
::
أمجد شاب متهور وهو أبن خالتها .. وحيد أمه وابيه .. ورزقهم الله بأمجد بعد سنين طويلة من العلاج والعذاب .. وهذا ما جعله الفتى المدلل لدى والدية .. تقدم لليان أكثر من مرة ولكن والدها كان يرفضها بحجة أنه شاب مدلل ويعتمد على والدة في كل شيء .... يرغب في ليان ليس حبا بها .. بل لأنها صدته .. وهو لم يتعود أن يرفض له أحد اي طلب
::
دخلت إلى المنزل بسرعة وحمدت الله كثيرا أنها لم تجد إحدى والديها في طريقها .. توجهت إلى غرفتها وأحكمت أغلاقها .. ثم أبعدت حجابها وعباءتها التي ترتديها .. وجلست على سريرها والخوف والحزن يكسو ملامحها
ليان : آآآآآآآآآآآه يا ليان الظاهر تنتظرك أيام سوداء .. من وين طلع لي أمجد . أنا ما صدقت أنه أبتعد ونساني .. هذا أيش فيه ما يحس .. قلت له أكثر من مره ما أبيك .. بس الظاهر هـ المرة ناوي على الشر .. وبعدين وش اللي عرفة بموضوعي مع هيثم .. معقوله كان ..........!! لا لا مستحيل .. لو كان يراقبني كنت حسيت فيه .. لا أكيد كان يراقبني ولا وش عرفه انه هيثم جاء لحد بيتنا .. أو يمكن امجد مر بيتنا بالصدفة وشاف هيثم .. سكتت قليلا ثم شدت شعرها للوراء وتمتمت بألم .. مستحيل أعيش عند واحد مثل أمجد .. بين أبوي وابوه شراكة في كل راس المال .. أخاف عمي بو أمجد يجبر أبوي انه يزوجني ولده .. لكن أنا مستحيل أسمح لهالشي يصير .. لكن إذا ما تزوجت من أمجد .. ابوي صعب أنه يزوجني من هيثم .. المشكلة لو كان بس مطلق يمكن راح يفهم ويقدر وضعه .. بس كونه عنده بنت هذا يعقد الامور أكثر.. يا ربي وش اسوي في هـ المصيبة .. ما فيه حل غير أني أوقف في وجه ابوي وأجبره .. بس بابا يعتبرني مثال للبنت المخلصة البارة .. اللي ما تنزل راسها الأرض .. يا الله .. وش الحل .. انا ما أبي غير هيثم ..!!
:
:
وصل هيثم إلى المنزل والتعب والحزن يكسو ملامح وجهه .. راما كانت غاضبة من والدها وفور وصولها توجهت إلى غرفتها مباشرة .. أما هيثم فلقد استند على منضده قريبة وسرح بفكرة إلى مستقبل يكسوه الغموض
هيثم : يا ترى وش اللي ينتظرك يا هيثم .. لما فكرت تحب ما فكرت تحب غير بنت بو بندر .. بو بندر اللي ذاع صيته في كل مكان .. وانا إنسان على قد حالي .. أكيد ما راح يقبل بشخص مثلي يزوجة بنته .. لا ومطلق وعندي بنت..
طبيعي أي ابو يتمنى لبنته ألأفضل .. بس والله أنا أحبها .. وما ضنتي فيه أحد راح يحب ليان أكثر مني .. وش فيها يعني لو طلقت زوجتي .. هي ما قدرت تستحمل حالتي الاجتماعية .. كانت عايشة في العز .. بس أنا ما قدرت أعيشها في العز اللي كانت غارقة فيه .. أنا ما باقيلي إلا كم شهر واترفع .. وراح تعتدل أموري .. مستحيل أفرط في شعره منك يا ليان .. الحب ما يعرف فقير وغني .. وأنا لما حبيتك كنت عارف من هي ليان وكيف تفكر .. أكيد الماديات اخر همها
قاطعته رغد وهي تصرخ بصوتٍ عال : هيثم وش فيك ما ترد علي ...!!
هيثم بتوتر : رغد إنتي هنا
رغد وهي تضحك : لا هناك .. هههههههههههههههه
هيثم بتعب : تكفين رغد اللي فيني كافيني .. مو وقت مصخرتك
رغد وهي تجلس ببطيء لأنها حامل في شهرها الأخير : إيش فيك يا خوي
هيثم تمتم سريعا : ليان .........!!
رغد بحزن : صارحتها بمشاعرك طيب
هيثم بألم : لمحت لها وأتمنى تكون فهمت
رغد بابتسامه : هيثم يا ترى هذا حب ولا تعاطف
هيثم بغضب : إيش قصدك ..!!
رغد : ههههه وش فيك قلبت علي .. هيثم انته ما صار لك إلا كم سنه من طلقت زوجتك .. يمكن أفكارك بعدها ملخبطة
هيثم بغضب : لا تقارني ليان بوحدة مغرورة ومجنونة مثل حور
رغد بحب : بس حور تحبك .. ولا تنسى أنك تزوجتها عن حب
هيثم بغضب وهو يضغط على يده بقوة : وهذا أسواء شيء سويته بحياتي .. أنبهرت بجمالها .. بشخصيتها القوية .. بس طلعت شخص مخالف تماما من اللي رسمته في بالي .. ليان غير يا رغد وبالحيل غيــر
رغد : هههههههه طيب طيب يا خوي .. بلاك عصبت كذا !!
هيثم : ما ودي تقارنين ليان بوحده قلبها قاسي مثل حور . . من يوم ما طلقتها ما فكرت ترفع سماعة التلفون وتسأل عن بنتها .. بنتها اللي مالها غيرها يا رغد .. وكل هذا عشان إيش .. ما تبي شي يذكرها بالأيام اللي عاشتها معاي
::
كانت تستمع لحوار رغد وهيثم بدقة متناهية .. وما هي إلا لحظات حتى خرجت تجر كرسيها بصعوبه وتمتمت بحب : هيثم أنسى حور وعيش حياتك يا ولدي .. وبعدين بنتك تحبها بالحيل
هيثم بتعب : بس يا ترى هي راح ترضى تكمل حياتها معاي
رغد بثقة : وليش إن شاء الله .. رجال مليح وش زينك ..
أم هيثم بجدية : شوف يا هيثم .. إذا أنته معزم أنا من اليوم مستعده أكلم أهلها
هيثم وعيناه بدت تتسع : من صدقك يمه
أم هيثم : إيه من صدقي ..!! إنته ولدي الوحيد وسعادتك عندي بالدنيا
رغد وهي تشعر بالفرح : ونااااسه بيصير عندنا عرس
هيثم بحزن : انا خايف أهلها يرفضوني .. لا تنسوا ليان وحيدة أمها , وأبوها
أم هيثم : طيب وش المانع
هيثم والحزن بداء يظهر على ملامحه وتمتم بصعوبة : المانع هو أني مطلق وعندي بنت
أم هيثم : بس راما متعلقة في ليان بالحيل
هيثم : بس باكر لا خطبتها .. راما ما راح يكون لها دخل بكل اللي قاعد يصير
أم هيثم : إسمعني هيثم لا عزمت بلغني .. وخلي الباقي علي
هيثم وهو يطلق زفرة طويله ..: ودي يا يمه من اليوم تصير معاي
قاطعته رغد بابتسامة : أثقل يا خوي
هيثم : وشلون أثقل وهي مشتتة فكري ..
أم هيثم : طيب باكر كلمها ورد لي خبر .. نحن نخطب وإلا فيها فيها
هيثم بتعب : طيب يمه إللي يريحك .. عن إذنكم
أبتسمت أم هيثم إبتسامة كانت تحمل الكثير من الغموض وهذا ما حير رغد
رغد : يمه إيش فيك .. أحسك ناويه على شيء
أم هيثم : باكر راح تفهمين أللي يدور براسي ..
::
:
:
وفي أحدى المنازل الفخمة .. والخدم يحيطون بطاولة الطعام من كل جانب تمتم بغرور : يبه متى راح تخطب لي ليان
بو أمجد : هههههه بلاك مستعجل أركد يا ولد
أم أمجد : الحين اتصل على أمها وأحجزها لك ..
أمجد وهو يدعي الحزن : تتوقعون ابوها راح يرضى يزوجني
بو أمجد : هه وليش ما يرضى .. كان عذره أنك ما تشتغل .. وهذا أنت صرت ماسك منصب كبير فالشركة ..
أمجد نهض من مكانه وطبع قبلة على رأس والدة وتمتم بخبث : الله لا يحرمني منك يا الغالي
أم أمجد : بطل عنك العيارة ويلا قوم كلك لقمة .. وليان غصبا عليها راح توافق عليك .
أمجد وفكره سارح لبعيد : والله وطحتي بين إيديني يا ليان ........!!
::
::
سندس كانت تشعر بالضيق .. فأصرار رائد على شقيقته ميس ليعرف ما الذي جعل نجود مكسورة هكذا وترها
سندس وهي تضغط على يديها بقوة : وش سر أهتمام رائد بنجود ..!! طول الطريق وهو يصر على ميس تعلمه أيش فيها .. وأشوى أنها عرفت تتصرف وما فضحتني .. أأه يا رائد إذا نجود تهمك هـ الكثر ليش ودك تتزوجني أنا .. يا ترى أيش السر .. حاسة راسي بينفجر .. خايفة أتزوجك يا رائد وبعدها تورطني معاك .. تعيشني فأمل وتصدمني بعدين
أم خالد بحب : سندس وش فيك حبيبتي
سندس بتوتر : يمه إنتي هنا
أم خالد : ههههه كل هذا عشان خطبتك اليوم ..
سندس وهي تحاول أن تخفي حزنها : تقدري تقولي كذا .. خايفه بالحيل يمه
أم خالد : يا بنيتي من أيش خايفه .. رائد ما منه خوف .. مو كافي أنك راح تكونين قربي
سندس وهي ترتمي بصدر والدتها : وهذا اللي مريحني كثير يا ماما
أم خالد وهي تمسح على رأسها بحب : شيلي الخوف من راسك .. وريحي لك كم ساعه عشان العصر نروح السوق
سندس : السوق ..!! ليش ماما
أم خالد : وش له بعد .!! يعني معقولة عروس وما تلبس بدلة جديده .. ودي اليوم تطلعين قمر
سندس : بس ماما تعرفيني أنا دلخه .. ما لي شغل بهألأمور
ام خالد : ههههههه ايه عشان كذا سلوى راح تروح معاك
سندس وهي تطبع قبلة على خد والدتها : ربي لا يحرمني منك يا أغلى ما في الوجود
ام خالد : الله يفرحني بشوفة عيالك
سندس : أن شاء الله راح تشوفيهم .. وراح تربيهم بهالأيدين الحلوة
أم خالد : الله يفرحني فيك وفي أخوك مصعب
سندس : لا تخافي يمه .!! لا تزوجت مصعب أكيد راح يتزوج
أم خالد : أممممم الظاهر فيه سر خاشته علي
سندس : بصراحه ماما شكل مصعب راسم على نجود
أم خالد بمجرد أن تفوهت سندس بهذه الكلمات كأن صاعقة نزلت عليها وعجزت عن التفوه بأي كلمة
سندس والحيرة تتملكها : يمه إيش فيك ..!!
أم خالد : هاه ..!! لا ولا شيء .. راح أخليك الحين
سندس : يا ربي وش فيها يمه تغيرت كذا .. يا ترى شو السر ..!! شكلها ما ودها تزوج نجود لمصعب


::


::


دخلت أم خالد إلى غرفتها وكان كل جسدها يرتعش .. مسكت صورة زوجها وتمتمت بألم : علمني الحين وش السواه .!
مصعب وده يتزوج بـنجود .. لا يا ابو خالد دامه راسي يشم الهواء هـ الزواج ما راح يتم .. زواجهم راح يكون جريمه .. جريمة تسترنا عليها أنا وأنت طول هـ السنين .. بس أكيد راح يجي يوم وتنكشف كل أوراقنا وساعتها ما راح أقدر أسوي شيء .. اللي بغيتك تعرفه .. أنه مصعب أمانة خليتها عندي .. وراح أراعي هـ الأمانة لحد ما ترجع لأصحابها
وساعتها لو فكر يتزوج بنجود أكيد ما راح أمنعه .. لأنه ساعتها بس راح تتضح للـكل كل الحقيقة ..
::
::

سلط،نــــــــــــة عمـــ,،،،ــان

//
\\
::
كان الذهول يسيطر على ملامحها .. شفتاها بدأت بالأرتعاش .. طأطأت رأسها وأبتعدت عن والدها قليلا
تركي والذهول هو الأخر مسيطر عليه : جود إيش فيك .. وش سر هـ المفكرة
جود وهي تحتضن المفكرة بقوة تمتمت بصوت مرتفع : ولا شيء بابا !! ممكن تخلاني لحالي شوي
تركي وهو يقترب منها قليلا : بس شكل المفكرة قديمة بالحيل .. وكأنها كانت معاك من زمان
جود وهي تبكي بحرقة : بابا خلني لحالي الحين .. ولا هديت شوي راح أفهمك بكل شيء
تركي وهو يحاول أن يخفي غضبة : سمعيني يا جود مالي طلعه من هنا لحد ما أعرف وش سر هـ المفكرة
جود بصوت منخفض : وش السر يعني ..!! عادي مجرد كلمات بسيطة ما تتعدى الخمس أو الأربع جمل
تركي قاطعها بجدية : جود بس الكلام كأن يدل على ماضي .. ماضي عشتيه لحالك .. عشتيه بعيد عني
جود والخوف بداء يسيطر عليها : أيش قصدك يا بابا
تركي بحزن : من متى بينا اسرار يا جود
جود قررت أن تتصرف بسرعة .. تذكرت أن هناك صورة لجدها في تلك المفكرة الصغيرة أخرجتها وتوجهت نحو والدها وتمتمت بثقة : بابا كل إللي أنكتب هنا كتبته لجدي والدليل صورته داخل المفكرة
تركي والحيرة تتملكه وهو ينظر إلى صورة والدة : جدك !!
جود : تمنيت أعيش هـ الأحساس ولو لمره وحده .. عشان كذا رسمت لي عالم ثاني وقررت اعيش فيه .. أنا خبيت هـ المفكرة بس عشان ما أجرحك يا بابا .. أنا من لي غيرك .. ما ودي أجرحك بأي كلمه من غير قصد .. حسيت وكأنه جدي سواء فيك شيء وخلاك مجروح .. والجرح هذا جالس يعذبك لين اليوم ..!!
تركي وهو يضمها لصدره ويمسح على شعرها المبلل : خلاص يا جود هدي نفسك
جود وهي تبكي بحرقة وتمتمت بصعوبة : بابا صدقني .. جدي هو الرجال الغريب
تركي وهو يداعب خدها : خلاص يا جود مصدقك .. هدي نفسك
جود بحزن : بابا ممكن أجلس لحالي شوي
تركي بابتسامة : طيب يا بابا .. أنتظرك لا تتأخرين .. خرج تركي من غرفة جود وهو يشعر بألم كبير في صدره وكأن جود غرست خنجرا فيه .. كان الكثير من التساؤلات تدور في رأسه .. ما الذي يجعل جود تفكر بجدها .. مع انه لم
يحدثها عنه سوى مرات قليله .. وهو هو واحظ على ملامحي بأن والدي جرحني .. ام هل يمكن أن يكون هناك سر أخر تخفيه عني .. جلس في كرسي قريب وأسند رأسه على الطاولة والحزن يتملكه وتمتم بألم : آآآآآآآآآه يا جود كبرتي وصارت اسرارك تكبر معاك .. يا ترى من هذا الرجل الغريب .. معقولة يكون أبوي .. لا لا مستحيل .. الموضوع أكبر عن كذا .. بس صورة أبوي .. تثبت كل كلمه قالتها .. أخاف أكون ظلمتها .. أنا أنجبرت اخلي جود تعيش الحياه أللي أنا ابيها .. كان ودي تصير نسخة ثانيه من العنود .. معقولة كل هالأفكار تولدت بداخلها نتيجة ضغوطي عليها .. يعني تقمصت شخصية امها ..يا ألله حاس راسي راح ينفجــــر
::


جلست على سريرها ووضعت دفتر مذكراتها الصغير جانبا .. شدت شعرها للوراء وكانها غاضبه من نفسها ..
ثم تمتمت بألم : آآآآآآه يا جود الظاهر هـ السر راح يخليك تتعودين ع الكذب .. صرت أكذب على بابا في اليوم ألف مره .. بابا اللي طول عمره تهمه مصلحتي .. فضلت واحد دخل بحياتي لسنوات بسيطة عليه .. بس هذا مش مجرد شخص .. هذا رسم حياتي كلها .. يمكن بابا رسم ملامحي الخارجية .. بس هـ الأنسان صقل كل شيء بداخلي .. كيف بقدر أحط عيني بعين ابوي وانا أحس نفسي أني كذبت عليه .. لا يا جود إنتي قوية .. ولازم تظلي كذا .. هذا حلم ولازم يتحقق .. وبكره بابا أكيد راح يعرف .. أكيد راح تجي اللحظة المناسبة وأصارحه بكل شيء صار عندي .. ولين ذاك اليوم أتمنى يا بابا أنك تعذرني .. لأني حاليا ما أقدر افضح سر هـ الرجال قبل لا اشوفه وأفهم منه إيش انا بالنسبة له
::
أما لمياء كانت مشغولة بالتفكير بما قالته لها جود .. فحلم حياتها أن ترى رسوماتها النور .. ظلت تتأمل كل رسمه نحتتها بيديها وتمسح عليها بكل حب .. دارت الكثير من التساؤلات في فكرها .. وكان من بينها .. معقولة جود تكلم أبوها عني . بس لا فشله ما يصير .. المفروض المعرض يكون من تعبي ومجهودي أنا .. لا ليش أعقد الامور هي حبت تساعد .. أنا ما جبرتها على شيء .. المهم كل اللي لازم افكر فيه الحين رسمتي لملامح جود .. لازم تكون حسب طبيعتها .. هادية وغامضة في نفس الوقت .. وطيبه وقاسية .. أوقات هـ البنت تحيرني .. بس الأكيد ان قلبها ابيض
::
مر الوقت سريعا .. أنتظر تركي طويلا أمام سفرة الطعام منتظرا جود علها تنزل ولكن دون جدوى .. ظلت جود حبيسة في غرفتها .. بعدها شعر بالضيق وقرر التوجه إلى الشركة .. كانت جود تراقبه من بعيد .. وحزنت على حال والدها .. فلقد رأت الحزن والألم يكسوا ملامحه وهذا ما آلامها أكثر .. فعادت إلى سريرها وظلت تبكي بحرقة
وصل تركي إلى الشركة وكانت أماني تنتظره في أبهى حلة لها .. أندهش من جمالها ولكنه سرعان ما تجاهله
أماني بحب : أستاذ تركي يسعد مساك
تركي وهو يحاول أن يخفي بعض ملامح الغضب والحزن المسيطرة عليه : هلا أماني مساك اسعد
أماني بدلع : امممم صار لي ساعه أنتظر هنا .. ومحد تكرم وقالي وين مكتبي
تركي بابتسامة شاحبة : الظاهر جاية مبكر .. بس مو مشكلة الحين يجي السكرتير ويخبرك عن مكتبك
أماني بدلع : طيب أستاذ تركي أنا ودي أصير سكرتيرتك ..
تركي وهو مندهش من جرأتها تمتم بغضب : لا والله من بدايتها شروط وأوامر
لم تتوقع أماني ردة فعل تركي أن تكون هكذا .. فطأطأت برأسها وحاولت أن تكبت دمعتها
تركي مزاجه لم يكن يسمح له بأن يناقشها .. فتوجه نحو مكتبه وأغلق الباب خلفه
شعرت أماني بالغيض وتمتمت بحقد : طيب يا تركي أوريك .. يا أنا يا أنت
::
المملكـــــة العربية السعــودية .. الساعة التــــاسعة مساء
كانت عائلة أم خالد تترقب قدوم رائد وعائلته بشوق كبير .. خصوصا سندس التي لم يتبقى لها سوى خطوات بسيطة لتحقيق حلمها .. فكانت أكثر اشتياقا من غيرها لحضور رائد .. مصعب أيضا كان سعيدا بعض الشي لان رائد أخيرا سيتيح له الطريق أمام نجود .. وخالد طوال الوقت كانت أنظاره مركزة على مصعب وابتسامته الغريبة الغامضة
:
رائد رغم أنه كان متحمسا في البداية .. لكن سرعان ما زال هذا الحماس .. شعر أنه لم يتبقى سوى دقائق بسيطة ليقنع نفسه بأن نجود لا تعني له أي شءي .. وتعلقه بها كان مجرد شفقة على حالها .. كانت الكثير من الأفكار تدور في رأسه .. ولكن هناك شيء غريب يشده لها ..كان يرغب في رؤيتها ولو لثواني معدودة .. كان يريد أن يطمئن قلبه على حالها .. أخذ هاتفه وولى خارجا عله يستطيع أن يبعد هذه الأفكار من رأسه ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -