بداية

رواية جروح من عبق الماضي -27

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -27

رائد مكسور .. وهو يسند راسه على يدية ..
ميس وهي تجلس بجانبه وتمسح على كتفه بحب تمتمت بألم : رائد إيش فيك يا أخوي ..!! وش اللي غير حالك كذا
لم يتمالك رائد نفسه وارتسمت دمعة على خده وتمتم بألم : مخنوووق كثير يا ميس ..مو عارف اللي جالس يصير فيني
ميس بألم : رائد صارحني أنته خايف تكون حالة نجود أنتكست بسببك .!!
رائد بألم : ميس وش له أكذب عليك .. كل اللي جالس يصير فنجود أنا السبب فيه .. أنا ذبحتها .. دمرتها يا ميس
ميس والحزن يتملكها : رائد حبيبي ما فيه شيء بالغصب .... أنته مو مجبور تحب نجود غصبا عليك
رائد قاطعها الحزن طبع في عينيه : ميس بس أنا .............................!!
ميس وعيناها تتسع : إنت إيش يا رائد .!!
رائد وهو يطأطأ براسه تمتم بحرقة : احبها يا ميس .. أنا أحب نجود كثير .. احبها بجنون
ميس وهي تضع يدها على شفتيه : بس يا رائد .. لا تقول هـ الكلام مرة ثانية .. أنته صرت متزوج الحين .. وتفكيرك بنجود غلط وحتى لو كنت تحبها لازم تنساها .. الفاس وقع بالراس يا خوووي ..
رائد ودمعه رسمت على خده : آآآآآآآآآآآآآه يا ميس .. ليش ما حسيت بالمشاعر هذي إلا أمس .. تخيلي شفتها جالسة جنبي .. مو كانت سندس يا ميس كانت نجود وصارحتها بحبي لها .. كنت احبها وانا حسبالي مشاعر أخوه بس
ميس : الحب كان مرسوم في عيونك .. بس أنت رفضت تتقبل هالحقيقة وأنكرتها ..
رائد وهو يمسح على قلبة تمتم بحزن : راح أدفنها هنا .. الحب هذا لازم يندفن .. بس راح أكون قريب منها
ميس : رائد أنا أختك وحاسة باللي يدور بداخلك .. وأذا تبا نصيحتي وجودك قرب نجود راح ياذيك .وياذيها بعد
رائد وهو يضغط على يده بقوة : أفهميني يا ميس ما أقدر أعيش لحظة من غير ما أشوفها .. نجود ملكي أنا وبس
ميس تقاطعه : طيب ليش ما فكرت بهالشي قبل لا تتزوج من سندس ..
رائد بألم : لأن امي ما راح توافق عليها .. عمرها ما حبت نجود .. وصعب أكسر كلمتها
ميس بحزن : بدال لا تكسر قلب واحد .. كسرت ثلاث قلوب .. كبر عقلك يا أخوي وشيل نجود من راسك ..
ليث يقاطعها بحزن : ميس صادقة يا رائد .. لازم تنسى نجود .. وجودك قربها راح يسبب لها مشاكل كثيرة
رائد ودمعه أرتسمت على خده : أنا عارف أني غلطان لأني أنكرت مشاعري أتجاهها بس صعب اتخلى عنها
ليث قاطعه : رائد اللي ما تعرفه انه فيه واحد أسمه خالد اتصل امس يسأل إذا انت موجود بالمستشفى ولا لا ..!!
رائد وعيناه تتسع غير مصدق لما يسمع : وإيش قتله يا ليث ..!!
ليث : مو أنا اللي قلت .. الممرضة هي اللي ردت على المكالمة ونادوا أسمك بالغلط عشان ترح غرفة العمليات .. فالممرضة علمته انك مطلوب في غرفة العمليات .. يعني هـ الغلطة انقذتك امس .. بس ما يندرى بكرة أيش راح يصير .. لازم تكون حذر.. نحن مقدرين الموقف اللي أنحطيت فيه ..بس أنته أتخذت قرارك ولازم تتحمل نتيجة الشي هذا
رائد وهو ينهض من مكانه تمتم بألم متناسيا كل ما تفوه به ليث : أنا راح أطمن على نجود .. عن إذنكم
ميس بألم : الله يكون بعونك يا خوي
ليث بابتسامة : لا تخافي يا ميس رائد عاقل .. والصدمة هذي راح تقوية ........ لا تشغلين بالك ..
ميس : تتوقع راح يعيش مرتاح مع سندس ..!! ولا حبه لنجود راح يحطم حياته ويحطمه بعد
ليث بحزن : والله ما يندرى !! هـ المواضيع ربنا أعلم فيها .. ما أنقول غير الله يعينهم ويصبرهم على فراق بعض

/::\

سليمان علم من بعض الجيران ان نجود في المشفى فقرر التوجه مباشرة إلى هناك ..
سويرة بمجرد أن شاهدته تمتمت بغضب : شفت إيش صار ببنيتي بسببك ؟!!
سليمان : وش فيك يا سويرة ..!! إيش اللي سويته أنا ..!! كل اللي بغيته تصير زوجتي بالحلال
سويرة : لو انتظرت شوي إيش كنت راح تخسر .. كنت أنا انتظرت الوقت المناسب وخبرتها .. بس طريقتك غلط
سليمان : طيب يا سويرة ما ينفع اللوم طمنيني كيف صارت من بها قلبي تعلق
سويرة : بعدها تعبانه .. درجة حرارتها مو راضية تنزل ..
سليمان : طيب خليني أشوفها
سويرة وهي تشده من يده تمتمت بغضب : لا أكيد أنته أنهبلت !! نجود هنا بسببك . لا صار فيها شيء ما راح أسامحك
ولا اسامح نفسي أني خليت واحد مثلك يطلب يد بنتي وجلست ساكتة وما رديت عليك برد يليق باللي طلبته
سليمان : سويرة نجود راح تصير زوجتي .. اليوم بكرة اللي بعده مو مهم .. راح تصير زوجتي انتهينا
رائد سمع كلما دار بينهما من حوار ضغط على يده بقوة ثم تمتم بألم : كل هذا تقاسية لحالك يا نجود .. مو كافي أنك خسرتي حب حياتك .. وأمس كنتي راح تخسري شرفك .. وبزواجك من الشايب هذا راح تخسري كل شيء
سليمان قاطعه وهو يتمتم بصوت يبدو عليه الغضب والقهر : هي أنته وش رايك توخر عن طريقي
رائد تمنى لو يوجه له صفة تحطم وجهه ولكن أحترم كبر سنة ثم أفسح له الطريق وتوجه نحو غرفة نجود
كانت لا تزال تغط في نوم عميق وملامح البراءة تغطي ذلك الوجة الحزين الشاحب .. مسح على راسها بحب .. سرعان ما رسمت دمعه على خده ابعدها بيده سريعا .. لم يتوقع أن يكون في يوم من الأيام بهذا الضعف .. كان مدرك تماما أن الأيام التي تنتظر نجود ستكون قاسية وعصيبة .. ولكنه عاهد نفسه أن يكون بقربها حتى لو من بعيد ..
قطع حبل أفكاره أتصال من سندس .. لم يكن رقمها في جواله بعد فتمتم بحيرة : السلام عليكم
سندس وكل جسدها أصبح يرتعش : رائد هذا أنته .....!!
رائد وهو يحاول أن يميز الصوت تمتم بحيرة : عفوا مين أنتي ..!! ما عرفتك
سندس وهي تحاول أن تخفي الرعشة والألم الذي سيطر عليها تمتمت بصوت منخفض : انا سندس
رائد بمجرد أن تطقت الأسم أرتبك قليلا وابتعد عن نجود حتى لا تسمع شيء ثم تمتم بصوت منخفض : هلا سندس
سندس بألم : الظاهر أتصالي ضايقك .. يمكن اتصلت في وقت مو مناسب
رائد وهو يحاول أن يسيطر على الوضع تمتم بثقة : لا سندس بالعكس .. من شوي كنت ابا اخذ رقمك من ميس
سندس قاطعته سريعا : طيب انت وين ؟؟
رائد : بالمستشفى
سندس والحيرة تتملكها وهي تنظر إلى ساعتها : المفروض بالوقت هذا يكون دوامك خلص .. عسى ما شر
رائد شعر أن توترة قضى عليه ثم تمتم بثقة : لا بس نجود بالمستشفى .. مريضة شوي
سندس وهي تحاول أن تخفي غيرتها : إيه نجود !! عسى ما شر
رائد : لا تشغلين بالك .. بس شوية أرهاق .. الليلة راح تبات معنا
سندس قاطعته سريعا : طيب مين الدكتور اللي يشرف على حالتها
رائد علم ان سندس قد تكون لديها خلفيه عن الموضوع فتمتم بألم : انا المسؤول عن هذي الحالات ..
سندس : بس يا رائد .. انا بصراحه أغار كثير .. يا ليت لو تخلى واحد غيرك يشرف على حالتها
رائد بابتسامه ممزوجة بالكثير من الألم وهو ينطق الكلمة بصعوبة : طيب حبيبتي ما يصير خاطرك إلا طيب
سندس بمجرد ان تفوه رائد بهذه الكلمات شعرت بالسعادة تغمرها ثم قاطعته سريعا : رائد من صدقك تحبني
رائد وهو يضغط على يدية بقوة تمتم بألم : سندس لو ما أحبك كان ما تزوجتك
سندس والسعادة تغمرها : أنا بعد احبك كثير وأموت عليك ..
رائد بحزن : طيب سندس مشغول الحين .. بتصل بعدين واكلمك ..
سندس بابتسامه : طيب حبيبي مع الســـــلامه ...........
بمجرد أن أغلق السماعة شعر أنه ابتداء من هذه اللحظة سيعيش في زوبعه من الاكاذيب التي لا تنتهي ........
ليث وهو يضع يده على كتف رائد تمتم بحزن : كيفك الحين يا رائد ؟!!
رائد وهو يحاول أن يخفي حزنه : لا تشغل بالك .. ليث ودي تمسك أنته حالة نجود .. ما ودي اتمشكل مع سندس
ليث بحزن : طيب يا رائد دام هذا اللي يريحك أبشر ..!!
نظر رائد إلى نجود بتمعن وكأنه أخر مره سيراها .. حاول أن يمنع دمعته عن السقوط ولكنه لم يستطع .. توجه نحوها ضغط على يدها بقوة ثم تمتم بألم : نجود أنا اسف على كل شيء سببته لك .. أتمنى تسامحيني .. بس أوعدك أني ما راح أزعجك وأجرحك مره ثانية .. كل اللي ابيه منك توعديني تنتبهين على نفسك .. ولا تخلي شيء يأثر على دراستك أبعد يده عن نجود وأدار بظهره .. ولكن هناك يد امتدت فشدت يده بقوة ثم تمتمت بألم : تتخلى عني يا رائد
رائد لم يستوعب أن نجود استيقظت اخيرا من سباتها .. تمنى لو أنها لم تسمع ما قالة .. كان مديرا وجهه عنها .. لم يتحمل أن يرى في عينيها نظرات الألم والحزن الذي هو كان السبب فيها
نجود قاطعته بألم : راح تتخلى عني يا رائد .......!! حط عينك في عيني وجاوبني .. مو قلت أنك راح تحميني
رائد دمعت عينه .. شعر وكأن خنجرا غرس في صدرة .. لم يعلم كيف يتصرف .. أحس أن الهروب هو سيد الموقف ابعد يدها الذي تشبثت به بصعوبة ... ثم تمتم بحزن : نجود أنتي مثل أختي أهتمي بنفسك وبس
نجود وعيناها تغرغر من الدموع تمتمت بصوت مرتفع : لا يا رائد أنا مو أختك مو أختك فــــاهم ..!!
رائد تصرف وكأنه لا يبالي بما تفوهت به نجود .. وخرج من الغرفة بهدوء ثم لحق به ليث.
نجود ظلت تبكي بحرقة وهي تردد عباره واحده : ليش يا رائد تتركني وتروح ليش ؟!!!!!!!!!!!!!
ناديت لك صوت من الحب مجروح
ومحد سمعني غير نبضي والاشواق
أبكي الغياب ودمعتي ترفض البوح
عليك يا اللي ما تبي غير لفراق
ودي افارقك دربك اليوم واروح
لكن يرد القلب حب بالاعماق
لا...لا تخليني مع الهم وتروح
أنت الوحيد اللي لك القلب خفاق
يا صبر ولو قلبي حزين ومجروح
بصبر ما دام القلب لك حيل مشتاق
رائد وهو يحضن ليث بقوه ويبكي بألم شديد : خسرتها يا ليث خسرتها ..
ليث بحزن : هدي نفسك يا أخوي كل مشكلة ولها حل .. تعال خلنا نروح مكتبك كل الناس جالسة تشوفك
رائد قاطعه بألم : ما عاد يهمني شيء !! علمني كيف بقدر أعيش من غيرها .. احس نفسي مكسور
تغيَّر وجْهَي !!
مِنْ أوَّل غيابكْ و / إبْتِدَى التأثير
حبيبي . .
مِنْ التَّعَبْ كافي !
خذيتْ اللِّي " يكفيني "
يا أغلى مِنْ رَحَل عنِّي
, / يا كِلْ الحُبْ والتقديـر
تعَالْ : إنْ كان لِي عِندِكْ مَعَزَّه
~ وكان تغلينـي !
تعَالْ : إنْ كِنتْ تعشقني
~ وإذا فِعلاً تبي لي خيـر !
تعَالْ : ومِدْ لِي كَفْ الوَصِلْ
~ وآمِدْ كَفينـي !
إذا كانْ الجِفا واجِبْ
. . ( بدى ) مِنْ قلبي التقصيـر ,
أبيكْ الحِينْ / تِرجَعْ لِي
ولا تِرجَعْ . . . تخليني !
أنا ما أقولْ اللِّي صَار فِيني
. . , ما هقيته يصير
لأنِّي كِنتْ , ( مِتأكِدْ ) : بأنْ البُعد ينهينـي !
أما سندس بمجرد ان أغلقت سماعة الهاتف .. شعرت أنها اسعد فتاة على وجهه الأرض .. فلقد ايقنت أخيرا أن كلام شقيقها خالد حقيقة .. رائد لو لم يكن يحبها لما تزوجها لهذا قررت أن تتناسى كلام مصعب وتضرب به عرض الحائط
مصعب وهو يدخل إلى غرفتها تمتم بسعادة كبيرة : سندس ما سمعتي بالجديد ؟!!
سندس قاطعته بثقة : إيه سمعت رائد قالي ..
مصعب تمتم بحيرة : وايش اللي قالك عليه رائد ..
سندس : نجود في المستشفى .. هذا اللي كان ودك تقولة صح
مصعب وهو غير مصدق : من صدقك رائد أتصل عليك
سندس بثقة : ايه اتصل علي وقالي أنه هو المسؤول عن حالتها وعشاني انا بس راح يخلي زميلة يشرف على حالتها
مصعب وهو غير مستوعب لما يحدث : من جــــدك ..........!!
سندس : إيه من جدي .!! عشان تعرف أنه اختك ما تخلي وحده مثل نجود تاخذ حبيبها منها بسهولة
مصعب : والله حلو تقدم ملحوظ .. بس انتبهي ....... نجود قوية ... ويمكن تستخدم جمالها وتغري رائد
سندس بغضب : نجود صديقتي وما اسمح لك تتكلم عنها كذا فاهم .. واذا عندك أي كلام خله لنفسك
مصعب باستغراب : لا ما اصدق .. معقولة انتي سندس ولا وحده ثانيه
سندس بشموخ : لا سندس بشحمها ولحمها ... والحين ممكن تخلاني لحالي .. وراي مذاكرة
مصعب بابتسامة صفراء : طيب يا سندس .. خليك نايمة في العسل .. لحد ما تحسي أنه ساخن ويحرقك
سندس بكبرياء : خله يحرقني ... أكتفيت من نصايحك إللي ما وراها غير الهم والغم .. تكفى مصعب خلني لحالي
مصعب وهو يلعب بخصلات شعرها : طيب يا حلوه .. اخليك عايشة مع أوهامك ........!!
سندس وهي تغلق الباب بقوة : أوف يعني ما يرتاح إلا إذا عكر لي مزاجي ..
النهايه انتظروني بالبارت القادم

الجــــ جروح من عبق الماضي ــزء آلثآنـي عشر kesat 3thab

//
\\
يهمك تعرف أوضاعي؟
أنا مستانس وطيب
أنا مثل البحر تدري..
يثور وتركد أمواجه!
أبد لا يزعجك حزن بعيني!
هذا هو طبعي
أحب الحزن وأحتاجه !
وغلاتك يكفي بس تسأل
عن أوضاعي
وأرد ( طيب(
مع اني صدق بغيابك
لا طيب ولا حـــاجه!!؟


/::\
في أحدى الزوايا المظلمة كانت لا تزال جالسة على سجادتها وخداها مبلله بالدموع رافعه يديها وتدعي بتضرع
قاطعتها يد حنونه امتدت ومسحت على رأسها بهدوء وتمتمت بألم : العنـود أرحمي حالك .. صار لك سنين حابسة نفسك .. لين متى يعني .. وش بقى في عمرك اكثر من اللي راح ..!!
العنود وهي تخفي نصف وجهها بغطاء شعرها تمتمت بألم : واللي نفس حالتي يحق له يطلع من هنا
عايشه بألم : بس يا العنود اللي تسوية فوق طاقتك .. لازم تنسي الماضي عشان تقدري تعيشي حاضرك ومستقبلك
العنود ودمعه رسمت على خدها : صعب يا عايشة .. صعب كثير .. وين كنت ووين صرت .. بالأول كنت أنسانة قوية وعنيدة ما أسوي اللي براسي .. ابوي مات بسببي .. اختي ضاع مستقبلها .. امي اخوي الله العالم بحالهم .. وبنتي !! بنتي جود يا عايشة !! تخليت عنها وهي ما كملت يوم .. تتوقعين كيف راح يكون شكلها .. راح تكن عنيده نفس أمها ولا غدارة نفس أبوها .. اللي تخلى عني وانا في أمس الحاجة له .. خايفة يا عايشه باكر تعرف أنه امها مو أمها .. خايفه تحس للحظة أنها لقيطة .. أفكار كثير تدور في راسي ومو لاقية لها حل..ما بيدي غير أدعي لها وأدعي لنفسي .
عايشه بألم : عارفه يا وخيتي أنه اللي فيك شيء كبير .. أقلها أنتي جيت لهالمكان بإرادتك مو نفسي أنا بعد ما تعبت وصرفت على عيالي وزوجي وبيتي تخلوا عني وجابوني هنا .. العنود كل اللي هنا لهم قصة قاسية ..!! وعشان تقدري تواجهي ماضيك لازم تطلعي من هنا ..فيه حالات أقسى من حالتك بكثير .. لازم تتعلمي كيف تتحملي مر الأيام ..
العنود وهي تمسح على خدها المشوه قاطعتها بألم : تتوقعين ما راح يخافوا مني ؟!!
عايشه : وليش يخافوا منك .. بالعكس يمكن يتعاطفوا معاك ونسوي لك عملية ..
العنود وعيناها تتسع : تسوون لي عملية ..!! ومن وين لكم يا حسرة
عايشة بحزن : صاحب الدار مو مقصر .. كل شهر ممشي لنا مصروف .. الله يكثر من أمثالة .. راح نجمع ونعطيك
العنود بحزن : عايشه وقفتك هذي تكفيني .. وانا راضيه بشكلي .. وش بقى من العمر أكثر من اللي راح
عايشه وهي تضمها لصدرها : هونيها يا العنود وتهون .. ما يندرى يمكن باكر الله يجمعك ببنتك جود وزوجك تركي
العنود بألم : تضحكين على نفسك ولا إيش .. وش اللي راح يجيب بنتي جود لهنا !! الكل يبعد عن هـ الأماكن .. ما ضنتي راح تجي له برجولها .. أما تركي راح وترك جرح كبير بداخلي .السنين هذي ما قدرت تنسيني .. صعب اسامحه
عايشه بابتسامه : موضوع تركي انتيهنا منه .. بس بنتك جود إذا هي ما جات أنتي تروحين لها .!!
العنود تقاطعها والخوف يسيطر عليها : إيش !! من صدقك أنتي ؟!! صار لي 21 سنه حابسة نفسي هنا مستحيل
عايشه قاطعتها بحزن : وليش مستحيل يا العنود
العنود بألم : اللي شفته برا هد حيلي .. وما ضنتي راح أخلي رجلي تعتب باب هـ الدار .. انا صرت انسانة ضعيفة ومجروحة .. وخايفه ارجع اواجه حياتي .. وتظهر لي اشياء جديده صعب اتعامل معها .. وترجع الحياه تصفعني مره ثانية
عايشه قاطعتها بحزن : تنحل يا العنود .. وصدقيني يا وخيتي إذا ما واجهتي ما راح تقدري تعيشي حياتك صح
العنود قاطعتها بألم وصوتها أرتفع قليلا : اواجه من !! اواجه زوجي اللي بعد ما تركت الكل عشانة .. رجع لي جمايلي
بتركه لي وفي أسعد يوم بحياتي .. ولا اواجه امي اللي ترملت بسببي ..!! ولا أخوي اللي كل ما حطيت عيني بعينه أحس الحقد والكره ياكل فيهم .. ولا أختي !! أختي اللي نست السعادة بسببي .. ولا بنتي اللي تركتها وهي فعز حاجتها لي ..!! علميني من يون ابداء فيهم .. انا خسرت كل شيء يا عائشة ..!! خسرت كل شيء وما بقالي غير هـ الدار
عائشة وهي تمسح على رأسها بحب : صدقيني بكره راح يكون أحلى .. أهم شيء خلي ثقتك بالله كبيرة
العنود بنوع من الأنكسار : والنعم بالله يا وخيتي ..!! والنعم بالله
عائشة قاطعتها بحماس وهي تحاول ان تكسر جدار الحزن الذي تملكها : يلا هاتي إيدك وخليني أعرفك ع الجماعة اللي برا
العنود وبعض من الخوف يتملكها : بس انا خايفه كثيـــر !! علاقتي فيهم لا تتعدى السلام .!!
عايشه : وش منه خايفه .. تعالي بـــس ..!!
خرجت العنود والكثير من الخوف يتملكها ورعشة غريبة بدت تسري في جسدها .. كانت تغطي نصف وجهها ببعض الشعيرات بالإضافة إلى غطاءها لتخفي ذلك الوجه المشوي .. كانت تمشي في الممرات بخطوات بطيئة وثقيلة ..
الكل كان ينظر إليها بطريقة غريبة .. كانت لا تزال جميلة .. بيضاء كبياض الثلج .. رغم الحزن الذي سيطر عليها طوال تلك السنين إلا أنها بقيت كما هي .. ولكن المخاوف التي تملكتهم هو سبب تغطية نصف وجها ..
ظلت عائشة تلقي التحية على الجميع وتعرفهم على العنود .. العنود بقيت تلقي التحية بابتسامه صغيرة على شفتيها
إلا أن هناك أمراءه كان يسيطر عليها الكبرياء والغرور .. تمنت أن ترى هذه الغريبة التي سمعت عنها الكثير وهي كاشفه وجهها بالكامل .. مدت قدمها أمام العنود حتى تعثرت وبعدها سقطت .. تناثر شعر العنود على وجهها..
حاولت البحث عن غطاء شعرها ولكنها لم تجده .. لأن تلك المرأة سحبته سريعا
خديجة وهي ترفع إحدى حاجبيها تمتمت باستحقار : كل هـ الجمال ومغطية عنا نص وجهك ..وش له ما تخلينا نشوفه
العنود غطت وجهها بيديها .. وسرعان ما أخفضت رأسها وهي تحاول ان تخفي ملامح وجهها بشعرها
عائشة انتابتها نوبة من الغضب فقاطعتها : هاتي الغطاء لا تشوفي شيء ما يعجبك
خديجة وهي تضع يديها على خاصرتها : ههههه وش راح تسوي يا فالحة ..!! ما بقى إلا انتي أخاف منك
عائشة رفعت يدها وهي تحاول أن تضربها .. نهضت العنود سريعا ومسكت بتلك اليد لتمنعها بأن تمتد .. ثم وجهت أنظارها إلى خديجة وتمتمت بضعف حيلة : أنتي إيش اسمك .!!
خديجة بكبرياء : اسمي خديجة ليش لا يكون ودك تبروزية ..!!
العنود تمتمت بألم : كم صار لك وأنتي جالسة هنا
خديجه تقاطعها بغضب : وانتي إيش دخلك ..!!
العنود : جاوبي على سؤالي وبعدها راح تعرفي كل شيء
خديجة : صار لي أربع سنين .. وبيني وبينك من يوم ما دخلت هنا كان ودي أكتشف السر اللي تخفيه
العنود بابتسامه حزينة : راح تكتشفين ..!! بس قبلها بقولك كلمه .. إنتي ما خلوك عيالك هنا إلا لأنهم ما استحملوا تصرفاتك .. وحده في مثل سنك لازم تكون تصرفاتها رزينة ,, بس اللي سويتيه من شوي عكس سوء اخلاقك
خديجه تمتمت بصوت مرتفع : لا عـــاد إنتي زودتيها ..!!
عائشة : والله لو مديتي إيدك عليها لأكسرها لك ..!!
العنود بألم : عائشة صدقيني ما همتني .. خلينا نتعرف على الباقي .. خليهم يشوفوا العنود على حقيقتها
خديجة بصوت مرتفع : طيب دامني ما أهمك أكشفي لنا نصف وجهك وخلينا نعرف إيش اللي صاير فيه
العنود وهي تضغط على يديها بقوة تمتمت بألم : عائشة تكفين خلينا نروح من هنا ..
عائشة وهي تضغط على يد العنود بقوة : طيب حبيبتي ..
خديجة بصوت منخفض : طيب يا خبر اليوم بفلوس .. بكرة أكيد راح يكون ببلاش ..........!! ومصيري اعرف سرك


/::\


بعد أن أنهى هــذا الأجتماع .. ظل حوالي ساعتين يتحدث مع إحدى أصدقاء الدراسة .. بعدها أحس بالضيق .. شعر بأن هناك حزن كبيــر يتملكه .. أدخل يده في حقيبته وأخرج صورتها .. ظل يتأملها ويمسح على ذلك الخد بحب .. كم شعر بألآشتياق لها .. لو كانت معه كان مدرك تماما بأن كل شيء قد يتغير من حولة .. أطلق زفرة طويلة ثم ضم تلك الصورة إلى صدرة ودمعه سرعان ما ارتسمت على ذلك الخد الحزين .. ظلت تلك الصورة قريبة منه حوالي الربع ساعه بعدها تمتم بألم : آآآآآآآآآآآه يا العنود .. وينك يا الغالية ؟! ليش رحتي وتركتيني .. لا مو تركتيني أنا أللي تركتك وأنتي بأمس الحاجة لي .. ليش ما علمتيني بحملك .. كان كل شيء تغير.. كنت راح أفضل أقضي باقي ايام عمري معاك أنتي وجــود .. ليش يا زمن قسيت علينا كذا .. الماضي كان قاسي علينا كثير .. بس يا ترى المستقبل إيش يخبي
تمتم بهذه الكلمات ثم قاطعه أتصال من اماني .. بمجرد أن شاهد الاسم ابتسم وتمتم سريعا : هلا اماني
اماني وهي تلعب بخصلات شعرها : أعذرني تركي بس حبيت أتطمن عليك .. واشوفك إذا محتاج شيء ..!!
تركي قاطعها : طيب ولو كنت محتاج شيء كيف راح تقدرين توصلين لي
أماني تمتمت بخبث : راح أخزن كل اللي تبيه في روحي وبعدها أغلفها لك وأرسلها مع أقرب طير
بمجرد ان تمتمت أماني بهذه الكلمات شعر بالرعشة تسري بجسده .. كأن الزمن توقف عنده .. الكثير من التساؤلات دارت في راسه !! اماني ... العنود ..هل هما شخصيتان في روح واحده أم ماذا ,, أم ان روح العنود تلبستها .!!
وسرعان ما رجعت به الذاكرة للوراء
كان تركي في ذلك الوقت يستعد للذهاب في رحلة عمل .. بعد أن جهزت له أغراضه توجهت نحوه
تركي وهو يضمها لصدره : راح أشتاق لك كثير يا الغالية .. ما أعرف كيف الأيام راح تمضي وأنتي بعيده عني .؟
العنود وهي تمسح على صدرة بحب : انا هنا حبيبي .. وكل ما أشتقت لي راح تحصلني موجوده قربك
تركي وهو يطبع قبلة على راسها تمتم بحب : آآآآآآه يا العنود يوم عن يوم حبك يكبر في صدري
العنود قاطعته بثقة : وراح يظل يكبر يا تركي .. ومحد راح يملي عينك غيري .!!
تركي بابتسامه : طيب أيش اللي يخليك واثقة كذا
العنود قاطعته بثقة : لأنك لو تلف وتدور ما راح تحصل أحد يحبك كثر ما أنا أحبك .. ويدللك كثر ما أنا ادللك
تركي وهو يطبع قبله في راحة يديها : أيه والله في هذي صدقتي .. كل اللي انا فيه أنتي كنتي سببه
العنود بحب : لا حبيبي كل اللي وصلت له .. وصلت له بتعبك وأرادتك .. وطبيعي أي زوجه توقف مع زوجها
تركي بحب : انتي مو بس زوجتي يا العنود .. أنتي حياتي كلها ..
العنود ودمعه ارتسمت على خدها : الله لا يحرمني منك يا الغالي
تركي وهو يمسح دمعتها ثم يطبع قبلة على خدها : ايش قلنا الدموع ممنوع
العنود بابتسامه : طيب حبيبي
تركي : المهم حياتي كأني تأخرت خليني اسلم عليك عشان الحق على الطيارة
العنود : طيب حبيبتي تروح وترجع بالسلامة وإذا أحتجت أي شيء بس بلغني
تركي بابتسامه : ههههه ليش بترسلية حقي في الرحلة اللي بعد هذي
العنود بثقة : راح أخزن كل اللي تبيه في روحي وبعدها أغلفها لك وأرسلها مع أقرب طير
بعد أن تذكر تركي هذه الكلمات أغلق سماعة الهاتف .. ودار في ذهنة الكثير من التساؤلات :يا ترى إيش اللي يخلي أماني تشبه العنود هـ الكثر .!! صايرة تقلدها في كل شيء .. أكيد فيه شيء غلط ولازم تكتشفه يا تركي .. اماني تخفي وراها سر كبير .. يمكن أنا بديت أميل لها .. وطيحت الميانة بينا .. بس مو لدرجة تقولي هـ الكلمه .. بس اللي يحير أكثر .. أماني عاشت في زمن غير زمن العنود .. يآآآآآآآآآآآآآآآآآآ الله ايش اللي قاعد يصير من حوالي ..


/::\


بعــد أن علمت سندس بحالة نجود أخذت حقيبتها وارتدت عباءتها ثم توجهت إلى المشفى .. سألت عن غرفتها وبعد أن علمت مكانها جرتها أقدامها إلى هناك .. والكثير من الخوف يتملكها من أن تجد رائد يجلس بالقرب منها ويعتني بها
فتحت الباب بعد تردد طويل .. شعرت بالسعادة عندما وجدت نجود تغط في نوم عميق ولا يوجد أحد حولها ..
مشت بخطوات ثابتة حتى جلست على كرسي قريب ثم تمتمت بصوت منخفض : نجود صاحية ؟!!

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -