بداية

رواية جروح من عبق الماضي -29

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -29

راكان قاطعها بخوف : لمياء أيش فيك ســـاكته .. ميساء إيش فيها ..
لمياء : وش فيكم ارتبشتوا كذا !! والله ما فيها شيء ..
لم تنهي لمياء عبارتها إلا وعادت ميساء وعلى شفتيها ابتسامه عريضة
لمياء وهي تطلق زفرة طويلة : وهذي هي شرفت .!! شفتوا أنه خوفكم ماله داعـــي ..
ميساء بابتسامه : آوووووووووووووووف الحين بردت خاطري .......... سويت شغله ما بتخطر على بال أحد
راكان : ميساء وش فيك تتكلمي بالألغاز
ميساء : يا بو الشباب كأنك أخذت علي كثير .. انا أقول أرجع واجلس مكانك .. ابا لومي بكلمتين
راكان وهو يحاول أن يخفي الضيق الذي سيطر عليه : طيب عن إذنكم
لمياء بغضب : ميساء فيه أمور المفروض ناخذها بجدية .. حرام كسرتي خاطرة
ميساء تقاطعها بحماس : وليـــــه سويت شغله ما تخطر على بالك .. تعالي خليني أعلمك أيش صـار
مهند وهو يفك ازراره : عن إذنكم حاس نفسي تعبان بسير أريح راسي شوي
سعد بابتسامه : مهند إيـــش فيك .....!! عسى ما شر
مهند بابتسامه عريضة : لا ولا تشغل بالك .. كلها نص ساعه وراجع ..
ميساء وهي تفرك يديها بطريقة غريبة تمتمت بحماس : 3 2 1 آكشــــــــن ونـــاسه ..
سعد : ميساء عسى ما شر ؟!!
لمياء بتوتر : سعد حبيبي مو عارف حركات أختك .. لا تشغل بالك بس
راكان تمتم في خاطره : هـ البنت اكيد مسويه مصيبــه .. بس نصبر ونشوف وش سالفة آلاكشـن هذا ......!!


/::\


توجــه مهند إلى غرفته وبعض من الضيق يتملكه .. رمى بنفسه فوق السرير .. وشعر بوخزه في قدمه .. نهض سريعا ليحاول أن يعلم ما حدث .. شعر أن شيء كبير تحت غطاءه .. تراجع خطوتين للوراء .. وبمجرد أن ازال الغطاء صرخ صرخة جعلت كل من في المنزل يهرع إليــــــــــه
ابو مهند : هذا صوت مهند عسى ما شر !!
ام مهند : يمه ولدي ........!!
بو سعد : طولو بالكم ان شاء الله ما صاير إلا الخيـــر ..
سعد : طيب خلونا نروح نشوف إيش اللي صاير
راكان بعد أن سمع صراخ مهند توجهت أنظاره نحو ميساء التي كانت تضحك بطريقة غريبه لم يفهم سر تلك الضحكه وتوجه نحو مهند حتى تتضح له الصورة جيدا
مهند بخوف : يبه فيه أفعى هنا .. حسيت أنها وخزتني في رجلي
سعد : إيش أفعى من جدك ولا تمزح
مهند : سعد هـ الكلام ما فيه مــزح تعال وشوف قد إيــش كبرها
راكان أحس أن لميساء يد في الموضوع توجه نحو السرير ووجد إبره غرست أخر السرير والأفعى في نصف سريرة
راكان بابتسامه عريضة : مهند الظاهر فيه واحد حب يسوي لك مقلب ثقيل .. الأفعى هذي بلاستيك واللي وخزك أبره
مهند والكثير من الغضب يتمكله : آيـــــــــــــــــش .!! من هذا اللي تجراء يسوي فيني كذا
راكان بابتسامه : أكيد أنا .. من زمان ما لعبت عليك وقلت أحرقصك شوي
مهند وهو يشده من قميصه ووجه ضربه قاسية إلى خده وتمتم بغضب : مره ثانية لا تعيدها فاهم
بو مهند بغضب : راكان وهذي طريقة عشان تمزح فيها .. متى راح تعقل وتحس بالمسؤولية شوي
لمياء والخوف يتملكها : يا الله شوفي أنتي عملتي عملتك .. وراكان الظاهر فهم وحطها على راسه ..
ميساء ودمعه ارتسمت على خدها .. تلك الضربه التي وجهها مهند إلى راكان أخرستها
راكان وهو يحاول أن يتظاهر كأن شيء لم يحدث تمتم بابتسامه : طيب يبه مزحه ومزحناها ما راح نعيدها عن اذنكم
خرج راكان وهو يداري دمعته .. ثم لحقت به ميســاء
ميساء بعد تردد طويل : ليش سويت كذا ....ِِ
راكان : مهند لو عرف انه أنتي ورى هـ المقلب راح يسود عيشتك .. المره الثانية اعرفي تمزحي مع من
ميساء : بس انا مو خايفه .. انا اللي سويت المقلب .. ليش أنت تتحمل نتيجة هـ الشي ..
راكان تمتم بغضب : ميساء خليني لحالي لو سمحتي .......... كافي اللي جاني بسبب قلة عقلك
ميساء : طيب راكان وتستاهل اللي سواه فيك مهند عشان مره ثانية تتعلم وما تتحمل أغلاط الثانيين عن إذنك
راكان ظل يتأملها وهي تمشي بخطوات سريعه وبعض من الغضب يتملكها .ابتسم لآنه استطاع ان ينقذها في اخر لحظه
ثم وضع يده على خده وظل يمسح عليه بحنان عله يستطيع تخفيف بعض من آلامه ..


/::\


وفيـ مكان آخر .. كان إياد وخالد يتبادلان أطراف الحديث ..
خالد بابتسامه : يعني أفهم من كلامك أنه ما فيه احد في بــالك
إياد بابتسامه : إيه يا فالح .. يلا خلنا نروح .. الكوفي وشربناها حتى من الحلا كلينا أيش باقي بعد
خالد : ايه طيب خلنا نــروح
وقبل ان ينهض إياد أدار برأسه قليلا ولم يصدق ما تراه عيناه .. كانت جود تضع حمدان في حضنها وتلاعبه وكأنه ابنها .. وتاره تطعمه بيديها .. وذلك الشيخ الكبيــر عيناه تتلألأ كلما حدق بجـود
خالد وهو يوجه أنظاره إلى هناك : إيه هذي بنت رجل الأعمال تركي .. بس من الولد اللي عندها
إياد بغضب : وانا ايش دخلني .. خالد روح أنته .. انا عندي شغل قريب من هنا ولازم اخلصه
خالد : إياد عسى ما شر ؟!!
إياد وهو يتظاهر بالابتسامة : لا تشغل بالك .. كلها شغلة ساعه .. انته تقدر تروح..
خالد : طيب يا إياد أشوفك بكرة .. تصبح على خير
إياد بابتسامة : وانته من أهله .....
جلس على الكرسي وشعر بأن الكثير من الغضب سيطر عليه .. هناك شعورا غريبا تملكه لم يفهم بعد ما هو ..
قرر أن يبقى ويراقب من بعيد حتى تنتبه له جود .. كان قلقا عليها طوال اليوم شعر بالغضب عندما علم أنها بخير .. وبدل من الحضور للجامعة تخرج مع أناس لا يعلم هويتهم أو ماذا يعنون لها
جود بابتسامه عريضة وهي تطبع قبلة على خد حمدان : حمدانوه راح تشتاق حق الماما صح ......!!
حمدان وهو يطبع قبلة في وجهها : إيـــه راح اشتاق لك كثير
جود : يا عمري أنتــه .. خلاص وهذا ايس كريمك خلص إيش رايك نرجع للبيت كأن الوقت تأخر
حمدان : لا بعد ابا واحد ثاني
مبارك : حمدان ما يصير كذا يا ولدي
حمدان بدأت عيناه تغرغر بالدموع ولكن جود تداركت الموقف وتمتمت بابتسامه : خلاص ولا تزعل راح اخذلك واحد ثاني .. بس ما راح تاكله هنا .. بالبيت
حمدان بسعادة : راح أنام معاك اليوم صح ..!!
جود بألم : كان ودي حمدان .. بس بابا راح يرجع اليوم يعني راح تروح مع جدو مبارك طيب
حمدان بغضب : بس أنتي وعدتيني أنام معاك
مبارك : حمدان خلاص بابا ..تبا تخلى جدك لحاله في البيت ولا أيش سالفتك بالضبط !!
جود : حمدان حبيبي جدو مبارك مريض ولازم تجلس معاه .. مو انته قتلي الصبح أنك رجال البيت
حمدان باقتناع : تيب .............!!
جود وهي تطبع قبلة في خده : يا عمري أنتــه .. يلا عمي مبارك خلونا نروح ..
مبارك : مشكووره يا بنيتي غلبناك
جود وهي تطبع قبلة في رأسه : لا تشغل بالك .. تعبكم راحه .. وقبل أن تخطو خطوتها الثانية شاهدت إياد ينظر إليها بغضب .. بمجرد أن شاهدت تلك النظرة شعرت بالتوتر حركة غريبة سرت في جسدها وجهت أنظارها إلى عمها وتمتمت بابتسامه : عمي انتظروني تحت في الاستقبال .. راح أدفع الفاتورة واجي على طول
مبارك بابتسامه : طيب يا بنيتي ..!! حمدان تعال حبيبي بتاكل ايس كريمك تحت
جود توجهت بخطوات ثابته نحو إياد ثم جلست على كرسي قريب وتمتمت بثقة : يسعد مساك
إياد وهو يكتم غضبة : من هذا اللي كنتي جالسة معاه ......!!
جود وعيناها تتسع : مو ملاحظ انه هـ السؤال مو من حقك تسأله .. انا جيت هنا بس عشان اسلم عليك والحين استأذن
إياد وهو يشدها من يدها : جود للحين ما خلصت كلامي ...
جود تقاطعه بغضب : مو من حقك تسألني ولا شيء .... إيدك لو سمحت
إياد : طيب ممكن أعرف من حمدان ......!!
جود :هذا شيء يخصني لحالي ..
إياد قاطعها : جــ.......................... ولكن صوت جواله كان اسرع كان لا يزال ممسكا بيدها : هلا
.......: كيفك يا حلو ........ وش فيك قطعتنا مره وحده
إياد بابتسامه : ما عليه راح أتصل فيك بعدين .. عندي موضوع ولازم أخلصــه
......: طيب بصكر بس بعد ما اسمع كلمة أحبك لولو
إياد : طيب احبك يا لولو تمتم بهذه الكلمات وأغلق الهاتف
جود بمجرد أن تفوه إياد بهذه الكلمات نزلت الدموع على خدها بدون أن تشعر ..
إياد وهو يمسح دمعتها : ممكن أعرف إيش ســر هـ الدموع
جود تمتمت بغضب : كسرت إيدي وتقولي إيش سبب هـ الدموع .. بس كفاية خلني لحالي .. اللي فيني مكفيني
بعد أن رأى حجم الغضب الذي تملكها .. أبعد يده عن يدها .. والكثير من التساؤلات أخذت تدور في رأسه
اما جود ابتعدت عنه خطوات معقــولة .. ثم أخذت تبكي بحرقة وتمتمت بألم ممزوج بغضب : معقولة يا جود يوم فكرتي تحبي .. حبيتي واحد مثل هذا .. واحد ثقيل دم وغليظ .. لا وفوق كل هذا متزوج .. ليش ليش ليش .!!
حمدان بمجرد أن رأى جود ركض ناحيتها وتمتم بخوف : ماما جود إيش فيـــك
جود وهي تمسح دمعتها سريعا تمتمت بابتسامه : مضايقة لانك راح تروح عني .. بس راح نعوضها مره ثانية
حمدان وهو يرتمي في حضنها : أنا كثير احبك ماما جود .. وما راح أخليك ابدا ابدا أبدا
جود وهي تمسح على رأسه بحب : انا بعد كثير احبك .. وأوعدك اني ما راح أتخلى عنك .. يلا تعال خلنا نروح ..
إياد وهو يتأملها من بعيد تمتم والحيرة تتملكه : يا ترى من هذا الولد ؟!! وشو سالفة هالرجال .. لازم أفهم اللي يصير


/::\
/::\


آلمملكــــة العربيـــه السعـــودية ..
الســاعة العـــاشرة مســاء .. كانت تنظر إلى ساعتها وبعض من مظاهر الغضب تملكتها .. ظلت تدور في دائرة مفرغة .. دون أن تعي أو تدرك كيف تتصرف .. كانت ميس تنظر لها والكثير من الحيرة تتملكها
ميس بألم : ماما إيش فيك !! كل هذا عشان رائد تأخر كم ساعــه
ام رائد بغضب : الظاهر أخوك نسى أنه متزوج .. وبدال لا يجلس مع ست الحسن والدلال نجود .. وش له ما يرجع البيت ويشوف متطلبات أمه .. ايش تبا !! تغدت ولا تعشت !!من الصبح ما شفناه .. وضنتي حتى سندس ما سأل عليها
ميس بحزن : ماما هدي أوضاعك .. سندس كانت في المستشفى وجلسوا مع بعض أكثر من ساعتين تقريبا
ام رائد : يعني هذي نهاية تربيتي له !! بدل لا يعزمها في مكان عام .. قالها تجلس معاه بالمستشفى !!
ميس : ماما حرام عليك .. نجود كثير تعبانه .. خلاص شيليها من راسك .. نجود ما تبي رائد
ام رائد وهي تطلق ابتسامة سخرية : لا يا ماما .. نجود تحب رائد .. لكن حامض على بوزها تاخذ ولدي
ميس بألم : ماما ممكن أعرف أيش الســر اللي يخليك تكرهين نجود كذا .. بالأول كنتي تحبيها حيــل
ام رائد : انا ما اكره أحد .. بس نجود كبرت وظهرت عليها ملامح الأنوثة عشان كذا كان لازم أبعدها عن أخوك
ميس : طيب ماما ولو عرفتي أنهم حبوا بعض كنتي راح تبعديهم بعد
ام رائد : إذا تزوج رائد وحده مثل نجود !! في ذاك اليوم يعتبرني ميته
دخل رائد وهو يسمع أمه تطلق هذه الكلمات .. التي شعر وكأنها خرقت صدرة وقلبة بقوة فحولته إلى أشلاء .. منع عينه قدر المستطاع من أن تدمع ولكن دون جدوى .. أسند رأسه على زاوية الباب وتمتم بالم : آآآآه يا نجود .. سامحيني انا مضطر أبعد عنك .. وجودي قربك راح يخلي ناس كثيرة تأذيك .. يمكن تتعذبي يوم يومين بس بعدها راح تنسيني .. راح يجيك يوم واصير في خيالك مجرد ذكرى .. ذكرى راح تتلاشى مع مرور الوقت .... وتأكدي أني راح أضل أحبك للأبد .. حتى لو ما كنا لبعض يكفي الحب اللي في قلوبنا .. أكيد أنه راح يقربنا من بعض كثير ..
ميس ودمعه رسمت في خدها تمتمت بصوت مرتفع : طيب ماما فهميني إيش فيها نجود .. ليش تكرهيها كذا
أم رائد وهي تعض على أسنانها تمتمت بغضب : ترفعين صوتك على أمك عشان بنت مثل هذي .. وش يخليك واثقه فيها كذا .. باكر راح تصير نفس أمها .. وش يضمن لي إذا تزوجها رائد ما يعيش طول عمره مقهور
رائد هنا لم يتحمل ما تفوهت به والدته وتمتم بألم وهو يخفي بداخلة حزن دفين : ماما لو تزوجت نجود راح أعيش طول عمري مرتاح .. تعرفين ليش .. لأنه مو اللي في بالك ربتها !! ايدي وايدك أهمه اللي كبروها
ام رائد والذهول يسيطر على ملامحها : رائد من متى أنته هنا يمه !! ووينك من الصبح
رائد ودمعه رسمت على خده : يمه طلبتي مني أتزوج سندس وتزوجتها بدون حتى ما أناقشك .. بس كل اللي ابيه منك شيء واحد!! بس شيء واحد .. تكفين يمه وغلاتي عندك .. خلي نجود في حالها ولا تجرحي فشرفها أكثر عن كذا
أم رائد : لا ودك الحين تحط السالفة على راسي .. مو على اساس تحبها وميت عليها
رائد قاطعها بثقة : إذا ودك زواجي من سندس يستمر .. خلي نجود لحالها .. واعتقد طلبي مو كبير .. عن إذنك
ام رائد وهي تضع يديها على رأسها تمتم بحرقة : يمه ولدي اكيد سويرة مسويه فيه شيء .. فضل الغريبة على أمه
ميس وهي تهز براسها تمتمت بألم : إنتي اللي جبيته لنفسك ماما .. عن إذنك بروح أنـام ..
ام رائد وعيناها تتسع : تعالي يا بنت .. ودك تخاليني هنا لحالي اقولك تعالي
ميس وهي تغلق باب غرفتها وتستند عليه رسمت دمعه على خدها وتمتمت بألم : آآآه يا أخوي اشوف الحرقة بعيونك ولا قادرة اسوي شيء .. واشوف قلب نجود يحترق ومو قادرة اواسيها ولو بكلمة \: إيش اسوي يا ربي .. الله يهديك يمه.. جبرتي رائد يتزوج سندس ما دريتي أنه بسواتك هذي راح تدمري ثلاث قلوب .. قلوب راح تعيش طول عمرها وهي تخدع بعض .. يا ترى سندس لو عرفت بحب رائد لنجود ايش راح تسوي !! انا لازم أدور على الرسالة ..
أغمضت عينيها وبدأت تتذكر الحوار الذي دار بينها وبين نجـود
نجود وخداها مبللة بالدموع وهي تضغط على يد ميس بقوة : ميس الرسالة اللي تركتها لك شفتيها
ميس والتوتر يتملكها : قصدك الرسالة اللي تركتيها بالحفلة ..
نجود : ميس هي معاك صح .. الكلام اللي أنكتب بالرسالة كبير .. ما ودي \أحد يشوفه تكفين ميس
ميس وهي تمسح على شعر نجود بحب : طيب حبيبتي لا وصلت البيت راح أمحي الرسالة من الوجود
نجود ودمعه رسمت على خدها : ما قدرت اصارحك بحبي لرائد بالكلام .. عشان كذا كتبته لك برساله
ميس تقاطعها : آوووش نجود أوثقي فيني الرسالة عندي !! أرتاحي ولا تفكري بأي شي تمام


/::\


رائد أمسك برسالة نجود وظل يقرأها أكثر من مره .. وفي كل مره يشعر أن صدره يعتصر .. تمنى لو يطلق صرخة تخرج البراكين التي سكنت صدرة وقلبه منذ أن أدرك بحقيقة مشاعرة أتجاه نــجود .. ظل يتأمل كل ما حولة بيأس .. شعر أن سيعيش بجسد فقط ولكن روحه ستبقى بالقرب من نجود .. أطلق زفرة طويلة ثم وضع رأسه على السرير وضم رسالة نجود إلى صدرة وكل ما يشغل تفكيرة كيف يتعامل مع سندس غدا بعد أن علم بحقيقة مشاعرة
سمع صوت جواله يعلن عن مكالمة جديده بمجرد أن شاهد رقم سندس رمى الهاتف بعيدا وقرر أن يغط في نوم عميق
اعترف بغلطتي واني على احساسكـ
جنيت
واني يمكن بنظرتكـ ماعدت لكـ انسان
وافي
يعلم الله ماقصدت ولا على جرحكـ
نويت
يعلم الله وش حملت بداخلي لو كان
خافي
وانتي ادرى بداخلي واحساسي لكـ لو
ماحكيت
وانتي ادرى بدمعي هو وش كثر للعين
جافي
دمعتكـ هزة كياني صدقيني ماقويت
لا أشوف دمع بعيونكـ
تكفين يا غلاتي " كافي


/:::\


سندس كانت تدور في غرفتها مثل المجنونه .. أتصلت برائد مرات كثيره ولكن دون جدوى رمت بهاتفها بعيدا ثم تمتمت بغضب : وينك يا رائد وينك !! وش فيك ما ترد على أتصالاتي .. المفروض تحترمني وتتصل تطمن علي
سلوى قاطعتها بابتسامه : إيش فيها الحلوه جالسة تندب حظها !!
سندس وهي تستند على سريرها وتمتمت بغضب : رائد صار لي ساعه أتصل عليه وهو ولا على باله
سلوى وعيناها تتسع تمتمت بتوتر : سندس إنتي أنهبلتي !! المفروض رائد هو اللي يتصل ويسأل عليك
سندس بحيرة : طيب ايش فيها لو أتصلت !! رائد صار زوجي وطبيعي اسأل عنه !!
سلوى بابتسامه : إذا ودك تكسبين رائد طنشية وتغلي عليه !! وراح يصير نفس الخاتم بأصابع أيدك
سندس : يعني أفهم من كلامك أنك لعبتي على أخوي خالد
سلوى : بذكائي .. عشان كذا يموت علي ومستحيل يموت في غيري
سندس : يا سين الثقة بس
سلوى : طيب ما علينا سمعت عمتي تطري نجود تقول تعبانه !! إيش فيها بالضبط
سندس : وش دراني ؟!! كل يومين سوت حالها مريضة عشان تقلق اللي حواليها !!
سلوى : سندس حبيبتي منتبه انه اللي تتكلمين عنها هذي تصير صديقتك !! لا مو بس صديقتك نجود مثل أختك
سندس وصبرها ينفذ : إيه دارية وش اللي قاعده اقولة ..سلوى ممكن تخليني لحالي شوي .. ودي أراجع دروسي
سلوى : طيب سندس عن إذنك !!
سندس وهي تشد شعرها للوراء تمتمت بقلق : يا ترى ايش اللي يخليك تسوى فيني كذا يا رائد !! مو تزوجتني على اقتناع منك !! وش اللي تغير الحين .معقولة يكون لنجود دور بس بطريقة غير مباشرة .!! لا هـ الوضع ما ينسكت عنه


/:::\




خالد كان ينتظر سلوى في الخارج وبمجرد أن رآها توجه نحوها وتمتم بخوف : هاه سلوى إيش اللي صار
سلوى : أختك هذي راسها يابس .. الظاهر كل اللي قلته لها طار من علقها خلاص .!!
خالد : إيش قصدك يا سلوى ؟!!
سلوى بابتسامه عريضة : يعني أختك حاطة نجود في راسها .. مو مقتنعه باللي قلته
خالد : طيب إيش الحل يا سلوى .!! أخاف سندس تمشي ورا كلام مصعب وتدمر حالها ومستقبلها .!!
سلوى : خالد أنت سويت اللي عليك !! وسندس كبيرة وراح تقدر تتصرف لا تشغل بالك ؟
خالد : الله يقدم اللي فيه الخيــر


/::\




وبين تلك الزوايا .. التي تضم في أوساطها قصص مأساوية وقاسية على البعض .. ظلت تمشي في تلك الممرات الطويلة وتسمع قصص البعض والذي جعلها ترتاح قليلا !! فلقد شعرت أن هناك الكثير حزن اشد من حزنها
فتلك التي قتل زوجها أمامه .!! وتلك التي حرمت من أبنها ثم رميا بها خارجا ليكون هذا المكان آنيسا لوحدتها ..
وتلك التي ربت وتعبت ثم تخلى البعض عنها بسبب عجزها وكبر سنها ..!! وسرعان ما ارتسمت دمعه على خدها
عايشة وهي تمسح تلك الدمعه تمتمت بابتسامه : ممكن أعرف إيش سر هـ الدمعه ..!!
العنود وهي تطلق زفرة غريبة عجزت عائشة عن فهمها تمتمت بألم : قصة الأم موزة ذكرتني بماضي قاسي
عائشة بألم : قصتها مشابهه قصتك صح !!
العنود ودمعه أخرى تعرف طريقا إلى خدها تمتمت بألم : هي بعد مثلي حبت واخلصت .. وبعد ما خاصمت أهلها وهجرتهم عشان اللي تحبه .. تزوجها وبعدها سلمها لأصحابه !! كان وده يكسر راس ابوها وغطرسته .. أفكار كثيره ظلت تدور في راسي !! تتوقعين تركي نفس زوجها .. معقولة يكون تزوجني عشان ينتقم من بابا وغطرسته !!
عائشة : العنود إيش فيك .. السبب اللي خلى تركي يتركك شيء أكبر عن كذا
العنود والحيرة تتملكها ": إيش قصدك يا عائشة !! ما فهمت اللي ودك توصلين له
عائشة : انا عشت يا العنود وشفت كثير .. يعني أكبر عنك بعشر سنين .. والمثل يقول اكبر عنك بيوم أعقل عنك بسنه .. عشان كذا راح أقولك وجهة نظري وبصراحة .. لو لاحظتي أنه قصة ماما موزة قديمة كثير .. كانت في الأربعينات تقريبا .. يعني الظروف في ذاك الوقت تختلف .. بس أنتي لما تخليتي عن كل شيء وتزوجتوا بعض جلستوا سنتين تقريبا .. ولو كان تركي وده يغدر فيك .. كان سوا الشي هذا من البداية !! لا يا العنود تركي وراه سر كبير
العنود : أيا كانت ظروفه !! وش اللي يخليه يرميني في الشارع كذا .. لا يا عائشة اللي يحب ما يسوي كذا ..
عائشة وبعض من الحزن يتملكها : العنود ما أشتقتي لأهلك ..!!
العنود هي تخرج دمعه تعبر عن مدى حزنها تمتمت بألم : ودي بس أشوفهم من بعيد .. بس الكل يتوقعني ميته خلاص .. ويمكن موتي خلى بعضهم يرتاح ..!! عائشة انا بسبب حبي لتركي دمرت عائله بكبرها .. وليت تركي قدر هالشي
عائشة : بس يمكن لا شافوك يرتاحوا ..!! وينسوا كل اللي صار ..!! والسنين كفيلة تنسيهم هـ الجرح .!!
العنود قاطعتها بحزن : آآآآآآه بس لو قدرت السنين هذي تخلي جرحي يلتئم كان صدقت اللي قلتيه ..!! خليها لربك
عائشة وهي تمسح على رأس العنود تمتمت بألم : الله يكون بعونك .. وعسى الله يعوضك في بنتك جود
بمجرد أن نطقت عائشة اسم جود .. شعرت العنود بأن شيء تسلل بداخلها .. شعور غريب .. شعور قررت دفنه منذ زمن بعيد ولكنها لم تستطع .. كانت تشتاق لابنتها كثيرا .. لم تتمنى من هذه الحياة سوى أن تحضنها وتقبلها .. علمت أن هذا سيكون مستحيلا .. خصوصا انها كانت متخوفه من ردة فعل جود أتجاه ما فعلته بها .. ظلت دموعها تنهمر على خدها .. فقد أيقنت العنود أخيرا أنها ستظل حبيسة لدموعها طوال حيأتها ...!!


/::\


وفي مكان اخر كان الصراع سيد الموقف
بندر تمتم بغضب : وبعدين يا عبدالله .. متى هالخايس راح ياخذ جزاه ..........!!
عبد الله : بندر يعني انت مو واثق فيني .. قلت لك مصعب راح يندم كثير عن كل اللي سواه
بندر : بس انا ما أبيه يندم ..!! ابي دم أختي بدمه ..!! ابيه يموت .. يموت يا عبدالله
عبدالله : بندر خلك عاقل .. أهم شي مصعب ياخذ جزاه .. أما موضوع القتل شيلة من راسك .. احد غيرنا بيقضي عليه
بندر بغضب : طيب وش اللي ناوي عليه
عبدالله : راح أورطه في قضية مخدرات ..!! كفيلة أنهم يعدمونه .!! يعني نحن راح نطلع منها زي الشعره من العجينه
بندر وهو يضغط على يده بقوة : آآآآآه بس ودي أحط عيني في عينه وأتشمت فيه .!! ساعتها بس راح أحس أن أختي ارتاحت .. أختي اللي أنحرمت من كل شيء في لحظة .. غابت عنا في غمضة عين .. كانت طاهره وهذا الحقير دنسها .!
عبدالله : بندر أنت لازم تختفي عن الأنظار .. ما ودي مصعب يشوفني معاك .. ما ودي كل شيء يخرب
بندر : طيب سؤال واحد وبعدها راح أروح ..؟!
عبدالله وهو يعقد حاجبية : إيش سؤالك ؟!!
بندر : كيف راح تنتقم منــه
عبدالله : عـاد كيف ..؟ هذي يبيلها قصة طويلة . . راح أحكي لك عنها بالبيت .. روح الحين بعدين اشوفك يلا
وما هي إلا لحظات حتى وجد مصعب يقف خلفه وهذا ما جعل عبدالله يتوتر وتمتم بابتسامه : مصعب
مصعب وهو ينظر إلى بندر الذي أدار بظهره بسرعة ثم هرب : خويك هذا ؟َ
عبدالله وهو يحاول أن يخفي توتره : إيه هذا خوي .. كان يبي شغله مهمه وخلصتها له
مصعب بابتسامه عريضة : لا يكون يبي اللي بالي بالك هههههههههههههههه
عبدالله بابتسامه : بالضبط .. المهم وش رايك تجرب الجديد
مصعب : لا يا شيخ .. انا بس هبالي على الخفيف .. تعال خلنا نروح داخل ونكمل الحفلة .. الحلوين ينتظروا حبايبهم
عبدالله تمتم في خاطرة : راح تعيش هبال بشكل ثاني .. وتضر أقرب الناس لك .. راح اخليك تندم كثير يا مصعب
/::\


سلط،ــــنـــــــــــــة عمــــان
أعادت حمدان وجده إلى المنزل ثم قررت العودة أخيــرا إلى المنزل بعد أن ظلت تدور في شوارع المدينة لساعة كامله ..
رمت نفسها فوق سريرها بتعب ثم حضنت وسادتها وظلت تبكي بحرقة وهي تتذكر كل ما قالة لها الدكتور صالح \
تمنت لو يكون ما سمعته كذبة .. ولكن كلامه أكد لها كل شيء ..!! لم تكن مستوعبه بان شخص بهذا الحجم قد يصاب بشي كبيرا كهذا .. ولكنها أقتنعت أن كل ما يحدث هو قضاء بقدر ويجب أن تتصرف بسرعة
أترككم مع آلحوار الذي دار بينهم حتى تتضح لكم الصورة جيدا ...
جود وهي تستقبله بابتسامه تمتمت بحب : هاه اقولك مرحبا عمي صالح ولا دكتورنا صالح
الدكتور صالح وهو يخفي حزن كبير بداخلة : كله حلو منك يا جود
جود والقليل من الخوف تملكها : عمي صالح عسى ما شر
الدكتور صالح بعد أن أطلق زفرة طويلة : إيش رايك نجلس وندردش شوي وبعدها أفهمك بكل السالفة

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -