بداية

رواية احلامي المزعجة -38

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -38

قال ببرود متعمد : حاولت البارحة ولكنك كنت متعبة وتريدين النوم
نظر لها نظره مستفزة ليحمر وجهها غضبا وتصيح بغضب
__ ولكني اريد العودة الي منزلي والاولاد لديهم ارتباطات هناك
قال بقوة : اخفضي صوتك ، واذا كان على الاولاد وممارسة الرياضة يوجد اكثر من نادي جيد بمصر سأشترك لهم به
قالت بغضب اعمى : الا تفهم اريد العودة ؟
نظر لها نظرة غاضبة قوية : لن نعود نادين لا الان ولا بعد ذلك ، سأنتقل الي هنا ، ارتاحي فقد مللت من التنقل وسنجلس هنا واذا لم يعجبك كلامي اضربي راسك بالحائط انه كثير بالقصر
وقف وغادرهم ليقول ياسين بقوة : هل جننت نادين ؟ تتكلمين مع زوجك بهذه الطريقة الوقحة ، لم تحترمي وجودي ولا وجود امي ، ماذا حدث لكي لتصبحي هكذا ؟
نظرت له وهي تنفجر فأعصابها لم تعد تحتمل وبكاء وحزن الليلة الماضية سيطرا عليها : اسال نفسك يا اخي العزيز ، ماذا حدث لتلك المرحة التي فضلتم عليها الغريبة بكل شيء حتى مشاعركم وحبكم عطوته لها
اسال نفسك لماذا صفعتني لأجلها ، هل كان قلبك من يملي عليك اوامره ام عقلك ؟
تنبهت نور للحديث وعملت حواسها لتسمع الجزء القادم من الحديث فهي تأكدت ان نادين تتكلم عن حبيبته القديمة
__ لم اصفعك لأجلها ندى ، بل لأجل انكي تطاولت علي وانت تعلمي ذلك جيدا ، بل لم اشك بكلامك للحظة
فانا كنت متأكد منه ، واعلم انها لم تكن بطبيعية
ثم لم يملئ قلبي احدا غيرك ندى ، ولكنك لم تشعري بذلك كانت غيرتك تحركك دون اسباب ، حتى زوجك لم تشعري بحبه لك اطلاقا رغم انه يهيم بك حبا من الصغر
دمعت عيناها : لا تكذب ياسين ، انا اعلم جيدا لماذا تزوجني
ابتسم ساخرا : لا ندى لا تعلمين شيء ، بل عقلك صور لكي اشياء وهي بثت اليك اشياء صدقتيها دون التفكير او السؤال
نظرت اليه غير مصدقة ليبتسم هازئا : ولن تصدقي فالشك يجري بعروقك ومهما حدث ومهما اقول لن يتغير بك شيء
زفرت بضيق وصعدت بغضب للأعلى
هز راسه بخيبة امل و وقف بهدوء : سأذهب
قاطعته امه : لا ياسين لن تذهب اجلس اليوم معنا وسافر في الغد
__ لقد الغيت السفر امي ، ولن استطيع ان اجلس وانا قلق على ما يحدث بالشركة
قالت بلهجة امرة : ياسين ، اسمع الكلام
ادار عينيه بغضب من اوامر امه العلنية ليقع نظره على وجه نور المبتسم وعيناها اللتان ترقصان سعادة
ليبتسم ويتنهد وهو مثبت عيناه عليها : حاضر امي ،سأذهب لأجري بعض المكالمات الهاتفية لأنظم سير العمل واتي لأجلس معكم
ابتسمت وعيناها تتبعانه وهو ينصرف لتفيق على صوت يوسف وهو يقول بمرح : اذهبي وراءه ، ولا تخجلي
احمر وجهها بشده لينفجر يوسف وانجي بالضحك
لتبتسم امه وهي تضربه بخفة على يده المجبسة : اتركها بحالها
تأوه بمرح : امي ذراعي تؤلمني
قالت مؤنبه : جيد ، حتى لا تضايق زوجة اخاك مرة اخرى
ابتسمت وهي تقف : امي أتريدين شرب القهوة ، سأصنع بعضا منها ؟
__ لا لن تصنعي شيئا ، اطلبي من احد الخدم بالقصر
نطقت سريعا : لا انا افضل ان اصنعها بنفسي
قالت بحنان : لا حبيبتي شكرا لك
همت بالانصراف ليقول يوسف بخبث : ياسين يفضل شرب القهوة صباحا ، انها حجة جيدة لتذهبي اليه
ازداد احمرار وجهها لتنصرف مسرعة من امامه لتقول انجي بهدوء : يوسف لا تزعجها ، انها خجولة جدا
ابتسم بمرح : اعلم ، ولكني اريدها ان تصرح بمشاعرها قليلا
ردت الام بقوة : لا تزعجها حتى لا ينزعج اخاك ، فانت الاعلم به
__ حاضر امي

انصرفت الي المطبخ بسرعة وهي تشعر بالخجل يسيطر عليها ، فهي بالفعل كانت تبحث عن حجة لتذهب اليه
ويوسف احرجها بانه كشف نواياها بهذه الطريقة
دخلت ليندهش العاملين بالمطبخ من وجودها تكلمت مع احدهم بانها تريد صنع القهوة ليدلها على الاشياء
اقتربت منها سيدة قدرت عمرها بانا في منتصف الخمسينيات
وقالت باحترام ولباقة : اجلسي بنيتي وانا سأصنعها
ابتسمت : شكرا لك ، انا سأصنعها بنفسي
انسحبت السيدة بهدوء لتصنع نور القهوة لها ولياسين وهمت بان تحمل الصينية لتعترض السيدة بقوة : لا لن يحدث
اشارت الي احدهم : احملها واذهب مع الهانم الي الخارج
هزت نور راسها لتتجه ومعها العامل الصغير الي مكتب ياسين
طرقت الباب بهدوء ليتعجب من الطرقات قال بهدوء: ادخل
اطلت براسها من الباب وابتسمت : اتيت لك بالقهوة
ابتسم بسعادة : كأنك تقرئين افكاري ، فانا احتاجها بشدة
تقدمت الي الداخل ليتبعها العامل اشار له ياسين
__ ضعها هنا وانصرف
تابع انصراف الخادم بعينيه واغلاقه للباب خلفه ليقترب منها بهدوء ويحتضنها بين ذراعيه
ابتسمت له ليسالها بهمس : لماذا كانت عيناك تشع منها السعادة منذ قليل ؟
اتسعت ابتسامتها : لأني سعيدة ان امي اجبرتك على الجلوس معنا اليوم ، ضحكت بخفة ولأني علمت من اين اتيت بالحزم والشدة اللذان تتمتع بهما
ضحك : اذن انت فرحة ان امي اجبرتني على عدم الذهاب اليوم
هزت براسها ايجابا ليهمس : وانا ايضا سعيد بجلوسي معك
نظر اليها وهو يشعر بالشوق يملأه ليتنهد فهو لن يخاطر
بالاقتراب منها ثانية وتعريضها لمثل هذا الرعب الذي عاشته من قبل
تنحنح وقال وهو يجلسها بين ذراعيه على الاريكة
__ نور بماذا حلمت البارحة ؟
تنهدت وقالت بحزن : لا اعلم انه حلم مزعج جدا يراودني من فترة لأخرى ولا اعلم ما هو ولا لماذا اراه بنومي
اغمض عينيه الما ليسالها برقة : نور هل تعرضت لحادثة ما؟
عقدت حاجبيها من السؤال ولم تفهمه : لا اطلاقا ، فعمر كان يخاف على كثيرا وكان يتفنن في حمايتي
عقد حاجبيه مفكرا بما تقوله لتكمل هي : كان جدي رحمة الله عليه يمنعني من الذهاب الي أي مكان ليقتصد عمر من وقته ليأخذني معه الي كل مكان يذهب اليه
حتى ونحن بالجامعة كان يأخذني الي الجامعة و يعود ليرجع بي الي المنزل
وعندما انهيت دراستي وبدأت ابحث عن عمل اعترضت على حمايته المفرطة لي فأهداني السيارة وكان يطمئن علي كل ساعة عندما اخرج
قالت جملتها وهي تبتسم بسعادة وحبها لأخيها يقطر من عينيها ليبتسم ويقول مازحا : هنيئا لسي عمر على هذا الحب الذي يشع من عيناك
ابتسمت له لتقول بدلال : ياسين انت تغار من عمر ، انه اخي
قال بنقمة مصطنعة : نعم ، لماذا تحتضنيه وتقبليه بهذه الطريقة وانا واقف مثلي مثل الحائط ، زوجته نفسها لم تفعل ما فعلتيه
اتسعت عيناها بدهشه : انت تمزح اليس كذلك ؟
قال بقوة : لا ، لا امزح
نطقت بتعجب : انه اخي ، طبيعي ان اقبله واحتضنه
رد بهدوء : وانا زوجك ومن الطبيعي ان تحتضنيني وتقبليني اكثر من اخاك
قالت بدلال ورقة : وانا لا افعل
__نعم لا تفعلي ، اريد ان ارى الان
ابتسمت و ادارت الموضوع لشيء اخر : لم تخبرني الي الان لماذا قبضوا عليه ؟
قال بهدوء : كان سوء تفاهم بسيط ، لا اكثر ولا اقل
نظرت له بحيرة : لا افهم كيف يقبضون على شخص لمجرد سوء تفاهم
__ لا تشغلي راسك ، ما رايك ان نسافر كما اقترحت امي ؟
__ الي اين ؟
__ الي مارينا ، الجونة ، أي مكان
__ لم اذهب الي الجونة من قبل ، ولا الي مارينا عمر لا يذهب الي الاسكندرية اطلاقا ورفض اكثر من مرة الذهاب الي هناك ، على الرغم من الحاحي بزيارة عمي وعمتي
ولكن عمي على غير وفاق مع عمر ولا اعلم السبب
فكر اذن هي لا تعلم ان عدم الوفاق تحول الي عداوة مقيته تجعل هذا العم الغبي يريد اذية ابن اخاه وبما ان اخاها لم يخبرها فهو لن يفعل ولن يذهب بها الي هناك
__ اذن نذهب الي الجونة ستعجبك ،انها هادئة وجميلة وراقية
صفقت بيديها كالأطفال وهي تبتسم : حسنا ، انا موافقه
أبتسم بسعادة لها ، لتحمر وجنتيها مما فعلته بتلقائية
ليشدها من خدها بلطف : لا تخجلي نور ، تصرفي كما يحلو لك ، هيا اجهزي لنخرج ونتسوق قليلا
__ نتسوق ، ان ملابسي جديده لم ارتدي معظمها ولا انت
دولابك متخم بالملابس
__ ان جميعها ذوق نهى او ذوقي ، وانا اريد ارتداء ملابس انتقيتها انت لي ، ثم اريد شراء مايوه لي واراهن انك لم تشتري مايوه
نطقت بتعجب : مايوه ، لا لم اشتري مايوه
هل ستسمح لي بارتداء مايوه والنزول به الي البحر امام الناس
قهقه ضاحكا :لا طبعا ولا في الاحلام هذا يحدث ولكن لابد من شرائك للمايوه
__لماذا ؟
__ لأراه انا ، الا يحق لي ؟
احمرت : تهذب قليلا ياسين
ابتسم : هيا اذهبي وارتدي ملابسك
__ حاضر
تبعها بعينيه وهي تنصرف من المكتب ليتنهد بحب كبير يملأه لها ،والسعادة من توصله انها لم تتعرض للاعتداء ،فكر لماذا اذن تنفجر بالبكاء هكذا ،ولماذا ايضا تشاهد هذا الحلم المزعج كما وصفته ، لا يستطيع استيعاب الموقف ولكنه طمئن قلبه انها خجول لا اكثر ، فهي تشعر بالخجل من تصرفاتها العفوية ،وطبيعي انها تخجل بأول زواجهم ، سيحاول مرة اخرى ليفهم ما يحدث معها
************************
دلف الي الفيلا عند الظهر وبحث بعينيه عليها
لينادي بصوت مرتفع : عليا ، انا اتيت
ظهرت له من الاعلى ونزلت السلم بسرعة لتحتضنه بحب كبير وشوق جارف : حمدا لله على سلامتك
ظهرت من خلفها بسنت وهي تبتسم : جاء عمر واستطيع انا الانصراف ، فانا منذ ساعتين وانا مرتدية ملابسي ولم تسمح لي زوجتك بالمغادرة ،ولم اذهب الي عملي بسببها
نطقت علياء سريعا : كنت اعلم جيدا انه سياتي من سفره باكرا ولم استطيع الانتظار لوحدي
__ حمدا لله على سلامتك عمر ، استأذن انا ولا تقول لي اجلسي ، محمد سيطلقني بسببك فانا تركته الليلة الماضية من اجلك
ابتسمت علياء ليقول عمر : ابلغيه سلامي ومتأسفين على ازعاجكم معنا
__ لا تتأسف عمر ، انا امزح معها
__ اعلم بسنت
__سلام
هزت يدها مودعه لهما واتبعتها علياء الي باب الفيلا لتعود اليه وجدته صعد الي الاعلى دخلت الي جناحهم : عمر ، ماذا يحدث ؟ ارجوك اخبرني
تنهد : لا شيء علياء ، يوجد لي منافس يتربص بي لا اكثر
ويحاول ان يضايقني ، لا تشغلي راسك انا بخير وهذه اخر مرة ان شاء الله
جيد انك اخبرت بسنت اني مسافر وجيد ايضا انك طلبتي منها المكوث معك الليلة الماضية كنت ساجن من القلق عليك
__ لا تقلق حبيبي، ساعد لك الفطور
__ لا ، وقتي ضيق ، سأستحم وابدل ملابسي لأخرج الي موقع البناء لابد ان اذهب اليوم
ابتسمت : سأحضر لك ملابسك
امسك يدها وقبلها برقة : ربي لا يحمني منك
***********************
يبتسم بسعادة وهو جالس بمكتبه الوثير
يعلم انه خرج اليوم ولكن المرة القادمة لن يخرج ابدا فالمرة القادمة ستكون بالقبر ، حدث نفسه والغل يتصاعد بنفسه
من انت عمر حتى تقف بوجهي وتمنع عني ابنتي
محمد نفسه لم يستطيع الوقوف امامي لقد اخذت منه كل شيء
حتى نور ، اما عن نور ابنتي انا سأعلمها بالأمر مهما حدث
ومهما فعلت عمر ، وسنرى من منا سيفوز
نظر الي صورتها التي تزين مكتبه ومرر انامله عليها
هل اخبرتها نور بانها ابنتي انا ، لا تنتمي الي هذا الشخص الحقير ابن المربية
تصاعد الغل بنفسه وتزايد القهر من هذه المربية ،مربيته التي تزوجها اباه ، كان يحبها جدا ولكنها اهملته عندما اتي محمد
عض شفته قهرا والذكريات تندفع الي راسه بعنف
فوالدته توفيت وهي تلده ليتربى وينشا في كنف هذه المربية الجميلة يعلم جيدا ان اباه تزوجها لأجله
وعندما رزقا بصفيه ازدادت سعادته فها هو لديه اخت رقيقة يلعب معها لينقلب كل شيء بولادة محمد فهذا الصغير اخذ مكانه بكل شيء
فكم كان يسمعها تغني اليه ليلا لينام ويغفى ، كم راها وهي تحتضنه بحنان زائد وهي نائمة
وكم من المرات صرخ به اباه من اجل الصغير
وكم من المرات اوصاه به اباه اهتم بأخيك ، حافظ على اخيك
لم يوصه على صفيه بقدر ما اوصاه على محمد
كان يشعر بالنفور من هذا الغير شقيق وكان يدبر له بعض من المقالب بالمدرسة فهو كان كبيرا وهذا المحمد بسنواته الاولى ، كان يستمتع اذا وقع بأحد مقالبه ويضحك بشده عندما يعنفه احد الأساتذة
وعندما كبر محمد واشتد عوده اصبح قويا ويتمتع بشخصيه مميزة ، وكأن السنوات تصقله قوة وصلابه
وبعد موت مربيته الحبيبة قرر ان يسافر الي انجلترا ليدرس ويلهو ليعود ويجد محمد مستولي على كل شيء ، الشركة والمصنع وحنان اباه وحب اخته ، والاهم هذه الحسناء المتحررة ، سحرته ودغدغت شهوته من اول مرة رآها بها
ليفكر بخبث ان اخاه لا يجب ان يتمتع بحب هذه الحسناء الجميلة ، قرر اولا ان يشعره بالغيرة فيهمل عمله لتكون له فرصه سانحة لإعادة كل شيء له
ولكنه وقع في بئر حبها لينغمس به ويريد الحصول عليها ،حتى بعد ان حصل عليها بطرقه الملتوية
كاد ان يجن عندما تجنبته وانقلبت الي شخصيه اخرى غير حبيبة قلبه ليقرر ان يترك له كل شيء
ولكن بعد موت اباه عاد ليقلب الطاولة على اخيه ويأخذ كل شيء منه حتى نور ولكنه لم يستطيع ان يأخذ ابنته التي يعيش الان على امل ان تعود اليه
لن ينسى ابدا يوم ان اتى محمد ثائرا الي القصر وهو يسبه ويلعنه و لكمه بعنف ليتدفق الدم من فمه
استعاد توازنه ليساله : هل جننت ؟ ماذا تفعل ؟
صاح بغضب وهو يقترب منه ويخنقه بيديه : سأقتلك حافظ ، لم اتخيل ابدا انك وضيع لهذه الدرجة ، تعتدي على زوجتي
لماذا ، ماذا فعلت لك ؟ هل تفهم اني لم اعلم بكرهك لي ولكني كنت احافظ على وصية ابي بان نظل اخوة
ولكن تصرفاتك الوضيعة لم تتوقف ولكن ان تصل الي هذا الحد ، لن اراعي أي شيء
شعر بان روحه ستزهق ليصرخ بصوت محشرج : لم افعل شيء ، زوجتك خانتك معي ، الا تفهم الم تخبرك ان نور ابنتي ؟
رأى الذهول على وجه اخاه لتنفك يديه من على عنقه وهو يردد : ابنتك ، لا صفعه بقوة انها ابنتي ايها الحقير
اكمل بخبث ساخر : الا تمتلك عينان محمد انها تشبهني
لون شعرها طابع الحسن واللون العسلي بعينيها
هذه الصفات انا ورثتهم من امي
ترنح اخاه امام عينيه وكاد ان يسقط من هول الصدمة ليندفع مسرعا خارج القصر
حينها ضحك بسعادة يعلم ان رد فعل اخاه الطبيعي انه سيسافر الي القاهرة وانه لن يصل الي هناك سيموت قبل الوصول فهو في حالة عدم اتزان بسبب الحقيقة التي اخبره بها ،ولكنه لم يكن يعلم انها معه برفقته وانها ستذهب معه
حتى الي الموت
دمعت عيناه لينظر الي الصورة : اسف حبيبتي كنت اظن انه سيتركك لي ويذهب بعيدا عنا ولكنه اناني اخذك معه حتى بموته انانيا
كيف هان عليك حبي لتتركيني وتذهبي معه؟ احببتك نور وانت تركتني ، ولكني سأخذ ابنتي حتى لو تطلب الامر ان اقتل عمر سآخذها

*********************

قضت وقتا ممتعا برفقته وهي تتجول معه وتشتري اشياء كثيره همت بالاعتراض من شراؤه لها كل ما يعجبها
فنهرها بحزم وصلا الي الفيلا ليذهب هو الي امه ويخبرها بسفره وصعدت هي سريعا الي جناحها تريد ان تجرب مقاس هذا المايوه التي اشترته بغفلة منه فهو كان يبحث عن شيء بمتجر الادوات الرياضية ليجذبها هذا المايوه بلونه السماوي
تكلمت مع البائعة واخبرتها بمقاسها ولم تشئ ان ترتديه هناك
ولكنها انتقت له فستان قطني قصير ابيض اللون بحزام على الخصر من نفس لون المايوه لترتديه عليه ، فمهما حدث لن ترتدي هذا المايوه بمفرده
خلعت ملابسها وارتدت المايوه لتبتسم بسعادة انه مضبوط وكانه صنع خصيصا لأجلها ارتدت الفستان لتتسع ابتسامتها
فهو ملائم لها
قررت ان تبدل ملابسها قبل ان يأتي ياسين ويراها هكذا
خلعت الفستان لتفاجئ به واقف امامها ومبتسم كعادته

جلس مع امه قليلا واخبرها بسفره ليصعد مسرعا اليها
هو يريد الجلوس معها ومساعدتها بترتيب الحقائب
يشعر بسعادة عارمة وحب جياش لزوجته الرائعة فالوقت معها يمضي سريعا رائعا
فتح باب الجناح بهدوء وتقدم الي الداخل والابتسامة تزين شفتيه فهو متوقع انها مشغولة بترتيب الحقائب مر من باب غرفة النوم المفتوح ،ليصعق من هذا الجمال الفتان الذي يراه امامه
رمش بعينيه ليتأكد مما يراه ليحمر جسدها كله امام عيناه مؤكدا له ما يراه بعينيه
اقترب منها بهدوء ورقه ليحتضنها بين ذراعيه
ويهمس بأذنها : لا تطلبي مني الصبر والانتظار نور فمخزون الصبر نفذ لدي وصدقيني لن اؤذيك ، سأفعل كل ما بوسعي لإرضائك ارجوك نور تحمليني ، فانا لن استطيع التحمل اكثر من ذلك
**********************
ظل مستيقظا بجانبها يتأملها بحب لا يستطيع ان ينكر فرحته عندما تأكد ان لم يلمسها شخص اخر من قبل وانها لم تتعرض للاعتداء كما ظن فعقله كان سيذهب منه عندما فكر في هذا الاحتمال ولكنه تأكد من خجلها هذه المرة لم تبكي ولم تنتفض كان يعد نفسه للأسوأ لكنها ذابت بين ذراعيه برقة
وهو الاخر كان رقيق هادئ متفهم لخجلها الزائد لم يكن متطلبا بقدر ما كان صبورا ومتفهما ابتسم بسعادة عندما تحركت متململة من الغطاء لينكشف جسدها العار شد الغطاء عليها حتى لا تصاب بالبرد وحرك اصابعه على وجهها ولعب بخصلات شعرها القصير ليطبع قبله هادئة على راسها
فتحت عيناها ليطل الرعب منهما لينزعج هو بشدة من نظراتها المرتبكة الخائفة رتب على راسها مهدئا ليتكلم بصوت حنون : نور ، ما بك ؟
رمشت بعينيها اكثر من مرة ليردد : انه انا ياسين
فتحت عينيها بقوة لتنتفض مفزوعة وتقول بارتباك: ماذا حدث ؟
جلس خلفها ليضمها بقوة الي صدره فتشعر بجسده القوي وخصلات شعره القصيرة على ظهرها العار لتنتفض مرة اخرى بقوة اكبر ليضمها اكثر اليه : اهدئي ، ما بك ؟ لم يحدث شيء ، لماذا الخوف حبيبتي ؟ انه امر طبيعي
دمعت عيناها ولكنها حاولت التحكم بدموعها وخوفها
وقالت بتلعثم : اين ملابسي ؟ اريد ان اذهب الي دورة المياه
ابتسم على ارتباكها وحيائها الفطري ليهمس بسعادة وهو يناولها المايوه : تفضلي
احمرت اذانها بشده ليقبلها بلطف في عنقها :كان رائعا عليك حبيبتي
نثر قبلاته على عنقها واكتافها لتنتفض بعنف : ابتعد عني
تعجب من ردة فعلها ليندهش عندما قفزت من الفراش
ولفت الغطاء حول جسدها لتهرول الي دورة المياه وتغلق الباب بعنف
حدث نفسه ماذا حدث كانت طبيعية الي ان غفت بين ذراعي
لا يفهم ما بها ، فهي متوترة من شيء ما ، تيقن انها لم تتعرض للاعتداء ولكنها غير طبيعية ايضا
قفز من مكانه عندما سمع بكاءها الحاد اتي من دورة المياه
ليطرق الباب بهدوء : افتحي نور ، واخبريني ما بك ؟


دخلت الي دورة المياه وهي تشعر ببرودة عجيبة تغلف جسدها ، لا تعلم ما بها ولكنها تشعر بالنفور منه
تعجبت من شعورها فهو كان رائعا معها صبورا متفهما وحنونا
ولكن عندما غفت بين ذراعيه رات نظرات السخرية تحاوطها كانت تطل من عيناه الرمادية لتسمع صوته الرخيم يقول بهدوء : الم اقل لكي حبيبتي انت لي مهما طال الوقت
تململت من نظراته التي تشعرها بالإهانة والخزي
لتشعر بأنفاسه ولمساته تحوم حول وجهها وعندما اقترب منها وشعرت بقبلته فتحت عينيها بقوة واتساع لعل هذه النظرات المقيتة تختفي رمشت بعينيها اكثر من مرة وتأكدت انها تحلم ولكنها لم تستطع النظر اليه حتى لا ترى بعينيه نفس النظرات التي راتها بحلمها ولذلك هربت منه لتنفرد بنفسها لعلها تستطع التحكم بمشاعر النفور التي تسيطر عليها
رمت الغطاء عنها لتستحم لتفاجئ بشيء ارعبها للغاية
فانفجرت باكية فهي لم تستطع السيطرة على خوفها ولا اعصابها
سمعت صوته الحنون وهو يقول : افتحي نور ، واخبريني ما بك ؟
مسحت دموعها وقالت بصوت حولت ان يخرج طبيعيا : لا شيء
ردد : اذن افتحي لأطمئن عليك
__ خلاص ياسين ، سأخرج بعد قليل اطمئن
زفر بضيق من تصرفاتها الغير مفهومة له ليذرع الغرفة ذهابا وايابا بقلق مفرط عليها وضيق شديد منها

خرجت بعد قليل وهي ترتدي روب الاستحمام لتفاجئ به يتحرك بالغرفة ومظهره يدل على الضيق والغضب
ارتعبت داخليا وخفضت بصرها
لتشعر به وهو يتجه ناحيتها بسرعة ليحتضنها بين ذراعيه بحنان : ما بك حبيبتي ؟ لماذا كنت تبكين ؟ هل انت متعبة ؟
ارتبكت وشعرت بالخجل من نفسها لخوفها منه فقالت بتلعثم
__ لا شيء ، شعرت بالضيق فجأة ثم لا اعلم ما هذا ؟
قالت جملتها وهي تظهر له جزء من كتفها
نظر لما تشير اليه ليجاهد الا يضحك حتى لا يشعرها بالحرج ولكنه سعيد من براءتها الزائدة
سالت مرة اخرى : ما هذا ياسين ؟
تنحنح ليمرر يده على عنقه بحيرة وهو لا يعلم بماذا يجيبها
اردفت : الا تعلم ؟
ابتسم بحب عميق : بلى اعلم انه
اقترب منها ليهمس بأذنها بهدوء ليحمر وجهها بشدة وتشعر بحرج فعلي منه ، ابتعدت عنه وهي تتمتم بصوت منخفض خجول : انت وقح ياسين
دوت ضحكته مجلجلة ليقترب منها ويحتضنها : وانت بريئة جدا ، احبك نور فوق ما تتخيلين
ابتسمت وهو ينثر قبلاته على راسها وعنقها لتساله بسرعة
__ من التي كانت تتلكم عنها نادين اليوم ؟
توقف ليعقد حاجبيه: لماذا تسالين ؟
__ لا شيء، مجرد فضول
__ انها صديقة نادين
__ هل كانت بينكما علاقة ، هل كنت تحبها او معجب بها
ابتسم لغيرتها الواضحة : لا ،لم تكن بيني وبينها أي علاقة بل كنت اعتبرها كنادين اخت اخرى لي ولكن لأنها يتيمة كنت احنو عليها اكثر ، ولكن ندى فهمت الامر بشكل خاطئ
ابتسمت بسعادة من تأكدها انه لم يكن لها أي من مشاعره لتقفز واقفه وتقول : ساعد الحقائب وانت نام قليلا حتى تستطيع قيادة السيارة
نظر لها وقال بضيق : تعالي نتفاهم اولا ثم افعل كل ما تريدينه
سالت بتعجب: نتفاهم على ماذا ؟
شدها من يدها برفق: تعالي فقط ولنفعل كل شيء بالصباح
********************
استيقظت بالصباح على رنين هاتف ياسين العالي لتتأفف برقه : اف ، ياسين اغلق هاتفك فان صوته مزعج
رن الهاتف ثانية لتقول بضجر : ياسين ، اغلق رنين الهاتف فهو يزعجني
رن الهاتف مرة اخرى لتفتح عينيها وتنظر حولها تعجبت انه غير موجود بجانبها قفزت من الفراش لتبحث عن الهاتف
وجدته وهمت بالرد عليه لتراه خارجا من دورة المياه بصدره العاري والمنشفة ملتفه حول خصره
خجلت من مظهره لتخفض بصرها وقالت بارتباك وخديها موردين من الخجل : صباح الخير
ابتسم بجاذبيه لها : صباح النور يا نور حياتي كلها
اشارت له بيدها : هاتفك يرن وهو الذي ايقظني
قال مازحا وهو يقترب منها : سأستبدله لأنه مغفل ، ايقظك وحرمني من متعتي الصباحية في مشاهدتك وانت نائمة
ابتسمت بخجل ووضعت الهاتف بيده لتهرب من بين ذراعيه
الي دورة المياه ليبتسم بسعادة على خجلها
رن الهاتف بيده ليبتسم باتساع : صباح الخير استاذي
انقلب وجهه فجأة : ماذا ؟ متى حدث ؟
حسنا سآتي مسرعا ، الان سأرتدي ملابسي وسأكون عندك حالا ، نقل الي المشفى ، اخبرني باي مشفى هو
كيف هذا حدث ؟ حالا سأكون عندك
اغلق الهاتف وهو يشعر بارتباك وتوتر من الموقف لا يعلم كيف حدث هذا ولكنها مصيبة ، والاهم كيف سيخبرها اذا حدث لعمر شيء ، فهي لن تحتمل ان تفقد احد اخر من عائلتها
ارتدى ملابسه سريعا ونزل ليقود سيارته بسرعه جنونية لم يعتدها وهو يدعو ان يكون الخبر خاطئ
قابله احد العاملين بالموقع وهو يجهش بالبكاء ليساله
__ ماذا حدث ؟
بكى العامل بقوة : البقاء لله الباش مهندس مات

لا تبخلوا عليا بردودكم وتوقعاتكم
نلتقي باذن الله يوم السبت
ورمضان كريم عليكم
ده اخر جزء قبل رمضان اعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات
ونلتقي على خير على العيد
في حفظ الرحمن يا حبيباتي

الفصل التاسع والعشرون


ارتدى ملابسه سريعا ونزل ليقود سيارته بسرعه جنونية لم يعتدها وهو يدعو ان يكون الخبر خاطئ
قابله احد العاملين بالموقع وهو يجهش بالبكاء ليساله
__ ماذا حدث ؟
بكى العامل بقوة : البقاء لله الباش مهندس مات
هوى جالسا على اقرب كرسي وهو يشعر بضيق ثقيل وحزن جاثم على صدره ، لا يفكر بشيء غير نور
كيف ستتقبل الخبر وكيف سيبلغها ، عقله الي الان لا يصدق ان عمر مات ، هذا الصديق الرائع والاخ المتفاني
سيذهب ويترك اخته الوحيدة خلفه ، تخيل واقع الصدمة عليها وانها ستتحول الي مخلوقه اخرى غير نور حبيبته فارتباطها بأخيها مختلف عن باقي الناس
فعمر لها الاخ والاب والسند والعزوة هو من تبقى لها من عائلتها اغمض عينيه بألم لحالها وهو يشعر بالغصة تسيطر عليه فبرغم معرفته القصيرة بعمر الا انه كن له حبا وتقديرا واحتراما كبيرا ، هو الاخر لا يتخيل ان سياتي يوم لا يرى به عمر وابتسامته الحنون مزينة وجهه
في ظل المه انتبه ليد توضع على كتفه : لماذا اتيت ؟

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -