بداية

رواية احلامي المزعجة -47

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -47

شعرت بان حنان تعطيها ما افتقدته من وجود اخت الي جوارها ، وحنان ايضا صرحت لها بذلك ، انها تعتبرها اخت صغيرة لها ، ولذلك كانت تذهب مع حنان وهي ترى الطبيب
وتساعدها في رحلتها للإنجاب والفوز بطفل يجعل معتز يكف عن افعاله ، ولم تستطع اخفاء سعادتها عندما اخبرهم الطبيب انها حامل ، وطلبت من حنان انها تخبر معتز ولكن الاخرى فضلت ان تخبره عندما يعود من سفره ، ولكن لا تعلم ما حدث بعد ذلك استيقظت صباحا لتصدم من خبر الوفاة وتجد معتز في حاله من الهياج والغضب لم تجده بها من قبل ، ليقرر ان يسفرها الي لندن بدون سابق انذار
كانت في بادئ الامر تظن انها الرحلة الصيفية كما اعتادت تجلس مع امها شهرين الصيف لتعود الي الدراسة
لكنها فوجئت بخالها يخبرها انها التحقت بالجامعة وانه رتب امر سكنها فبيته يقع بعيدا عن لندن
شعرت بالحنق والغضب من اخيها التي لا تفهم تصرفاته
ولكنها فهمت كل شيء عندما تكلمت مع يوسف واخبرها بان معتز تشاجر مع ياسين مشاجرة عنيفة وبينهما حالة من الخصام والعداء لا يعلم مصدرها
مع كل هذا لا تستطيع تصديق ما سمعته من ياسين فعند سيرها بالحديقة ، سمعت صوته وهو يتكلم مع احد جالس معه بغرفة المكتب ،الغضب يعلو بداخل نبراته ، ارهفت سمعها لتستنتج انه احد ضباط الشرطة الذي يرتبط مع ياسين بعلاقة وثيقة
ولكن ما فهمته من الحديث ان حادثة يوسف كانت مدبرة بالفعل وان اصابع الاتهام تشير الي اخيها المبجل
ولكن ما صعقها جملة ياسين :انها طريقته المفضلة حازم
فهي نفس الطريقة التي كدت ان اموت بها مرتين
__ لا تقلق ياسين ، ساحكم عليه الشبكة هذه المرة ، لا يمكن ان يهرب من العقاب اكثر من مرة
اشار اليه ياسين بحزم : لا حازم ، طلبت منك التحقيق لأعلم فقط ، ولكني لا اريد ان اؤذيه ، الوضع معقد وهو اخ زوجة اخي ، ولن تسعد هي بسجن اخاها ، وكذلك اخي لن يشعر بالسعادة وزوجته حزينة على اخاها الذي سأكون السبب في سجنه
ومنها عقلها لا يكف عن التفكير ماذا حدث ليدفع معتز لقتل ياسين ، اذا كان رتب لقتل يوسف فالسبب معروف رغم ان عقلها لا يقبل ذلك ، ولكن ما السبب وراء العداء الذي اشعله معتز بينه وبين ياسين
__ انت مستيقظة الي الان
ابتسمت له : نعم ، لم استطع النوم وفضلت ان ابتعد عنك حتى تستطيع ان تنام انت فغدا اول يوم لك بالشركة رغم اني لا اعلم كيف ستذهب وانت لم تفك ذراعك الي الان
جلس بجانبها واحاطها بذراعه السليمة : ياسين يحتاجني بشدة هذه الايام ، فهو مسئول عن سير العمل في شركتنا وشركة عمر ، ولن ادعه بمفرده اكثر من ذلك
فالسبب بمكوثي في البيت كانت رجلي، والحمد لله اصبحت بخير ، واذا كانت على ذراعي ، فلن استعملها كثيرا
ابتسمت له برقة : لن استطيع ان اثنيك عن شيء تريد ان تفعله اليس كذلك ؟
نظر لها وابتسم بشقاوة : نعم ،وضع كف يده على بطنها وهو يسالها : كيف حال ولي العهد
ابتسمت : بخير ، ولكن من الواضح انه سيكون شقي كوالده
__ هل تريدين ان يشبه احدا اخر غيري ؟
اقترب منه اكثر : لا طبعا
ابتسمت ابتسامة جذابه لتلمع عيناه ويحتضنها بقوة
قالت هامسة : احبك جوي ، اهتم بصحتك من اجلي
رد هامسا : لا تقلقي سأكون بخير ، هيا لأني لن استطيع النوم وانت لست بجانبي

************************
__بسنت اجلسي قليلا ، هذه المرة الرابعة التي تدورين بها حولي ، الطبيبة اخبرتك ان تلتزمين الراحة وانت لا تستمعين الي أي فرد اخر غير نفسك
جلست وكأنها طفلة بالمدرسة انبها احد معلميها
__ اشعر بالقلق محمد ، ولا استطيع ان انفضه عن راسي
تنهد ليقترب منها وربت على ظهرها بحنان : لماذا حبيبتي ؟
علياء وعمر اصبحا بخير وعلى ما يرام ، وسيعودان غدا الي البيت ، الذي تأكدت من ترتيبه ونظافته من نور ووفاء ، ونحن الحمد لله سنرزق بطفل عما قريب
ما الذي يقلقك ؟
قالت بضيق : اين هذا الطفل ؟ انا لا اصدق هذه الطبيبة
تنفس مرة اخرى ليقول بهدوء : لماذا ، لأنها رفضت اجراء العملية واخبرتنا ان وضعك الصحي جيد جدا وتستطيعين الحمل بطريقة طبيعية
نظرت اليه وقالت بتوتر : ولكني لم احمل هذا الشهر
نظر لها مستفهما عما تقصده لتقول بضيق : ما بك محمد؟ لماذا الغباء يخيم على راسك ؟ لم احمل هذا الشهر
صاحت بضيق لينفجر ضاحكا ، قفزت من جانبه غاضبة
امسك يدها ليشدها اليه مرة اخرى ويسيطر على موجة الضحك التي انتابته ، قبل انفها برقة : اذن هذا ما يقلقك
وما يجعلك غاضبة هكذا وتنتظري أي شيء لتتشاجري معي من اجله
زفرت بضيق : لا محمد ، بل ما يضايقني الانتظار من شيء فقدت به الامل
نظر لها معاتبا : لا اريد ان اسمع هذه الجملة مرة اخرى ، اذا لم يوفقنا الله هذا الشهر ، سيوفقنا ويرزقنا الشهر القادم
ليكمل بخبث : تكرار المحاولة رائع و انا احبه
ابتسمت بخجل ليضمها الي صدره : هيا لننام فانت غدا ستذهبين الي اختك العزيزة لتطمئني عليها
بعدها عنه قليلا ورفع راسها : هل قلت لكي من قبل كم انا احبك
هزت راسها نافية ليضمها الي صدره : لن استطيع ان اخبرك بسنت بمقدار حبي لك فهو يفوق كل شيء نعرفه بهذه الدنيا ، اعتني بنفسك من اجلي ومن اجل حلمنا
همست برقه : حاضر محمد ، سأفعل كل ما بوسعي لأحقق حلمنا الجميل
***********************
نظر لها بعد ان ذهبت الي النوم فهو لم يستطع النوم فالدفء الذي ينبعث من جسدها اثار لديه جميع العواطف التي يخفيها الايام الماضية ، ولكن ما جعل النوم يطير من عينيه هي التفاتها اليه واقترابها من صدره لتستكين بين ذراعيه كأنها تأمل ان تجد الامان عنده ، فعلتها غير متعمدة كما كانت تفعلها من قبل ، نظر لها بحب كبير ليتلاعب بخصلات شعرها ، لن يستطيع الابتعاد عنها اكثر من ذلك ،فشوقه اليها يمزقه ، قضى اياما طويلة في التفكير لتتجلى الحقيقة امامه فحتى لو انها ابنة حافظ ، فهذا لا يهمه ، لا يعنيه بشيء ، فهو يريدها الي جواره ، ولكن ما يخيفه حقا هو ما حدث بينهما
او بالأحرى ما فعله بها جعلها ترتجف خوفا منها ، فهو لم يفته في الايام الماضية انها ترتعد عندما يأتي ليلا
وترتجف اذا مر بجانبها ، يلعن نفسه كل يوم على فعلته الهوجاء في ساعة غضب تملكته ، ولكنه سيعيد الامور بينهم كما كانت
نظر لها بهيام ليطبع قبله خاطفه على شفتيها ، ابتسم لاستمتاعه بتقبيلها ، اراد قبلة اخرى وشعر بانه لا يستطيع التحكم بنفسه اقترب منها وقبلها قبلة اخرى
فتحت عينيها بذهول ليبتسم لها بحب : هل ستمنعينني من تقبيلك ، ام تسمحين لي بقبلة واحدة اروي بها ظماي
نظرت له بتردد لتقول بصوت مبحوح : حسنا
اقترب منها لتضع يدها على صدره دافعة اياه لينظر لها بتساؤل لتسأله : ماذا تفعل ؟
رفع حاجبيه : الم تسمحي لي بان اقبلك ؟
__ نعم ، ولكني اعتقدت انك اخذت قبلتك
ابتسم ابتسامته الجانبية التي تعشقها : نعم ولكنك كنت نائمة انا اريد قبلة وانت مستيقظة
هزت راسها نافية ليضمها الي صدره : انت تعذبينني نور
رفعت راسها من على صدره لينظر الي عينيها والالم يقفز منهما : اسف نور ، على المرة الماضية ، لم اقصد ان اكون عنيفا هكذا ، سامحيني
دمعت عيناها لتسقط دموعها على صدره مبللة جاكيت بيجامته ليربت على راسها بحنان وهو يقول : اسف نور
لا تبكي من فضلك ، لا تعذبينني اكثر من ذلك
ضمها اكثر الي صدره لتنهمر دموعها بغزارة
اغمض عينيه الما : خلاص نور ، انا اعطيتك كلمتي لن اقترب منك اليوم ، ولكن اطلب منك ان تسامحيني
رفع راسها ليمسح دموعها بأنامله : هل ستسامحينني ؟
بكت بألم وهي تدعو ان لا يكون حلما وان ياسين القديم عاد اليها
فهي مستعده ان تسامحه على كل ما حدث وما قاله اليها
مقابل ان يعود كما كان غفت عيناها وهي تدعو ان لا يكون كل هذا حلما من احلامها الكثيرة
*********************
استلقى على الاريكة الموضوعة بداخل مكتبه ليرتاح قليلا فاليوم كان شاقا وها هو لن يستطيع ان يعود الي المنزل ، فلديه عملية جراحية بعد قليل من الوقت ، فكر ان تغفى عينيه قليلا ، دق الباب ليزفر بضيق ويتمنى ان لا تكون احدى الحالات التابعة له
فتح الباب وطلت بوجهها الجميل وهي تبتسم : هل يمكنني الدخول ؟
اتسعت ابتسامته : طبعا ، تعالي حبيبتي
تقدمت الي الداخل ووضعت الحقيبة الكبيرة من يدها على المكتب الذي امامها
اقترب منها واحتضنها بين ذراعيه وقبل وجنتها
__ ما الذي جاء بك في هذه الساعة المتاخرة ؟
نطقت برقة : جئت لاتي بالطعام الي زوجي الحبيب فانا متاكدة انه لم يتناول الطعام طوال اليوم بسبب انشغاله بمرضاه
ابتسم ممتنا لها واحكم ذراعيه حول خصرها ليقبلها برقة
__ شكرا لك حبيبتي ، لا اعلم بدونك ماذا افعل
__ دكتور ياسر ، مريض غرفة 340 يريدك الان
انتبهت لما امامها لتقول : اسفة ، ظننت انك بمفردك
ارتبك : تعالي دكتورة سلمى ، انها زوجتي ، الدكتورة مريم
انتبهت مريم الي الاسم لتلقي نظرة سريعة على من تركض وراء زوجها ، همس بداخلها انها جميلة ولكنها ليست نوع ياسر المفضل ابتسمت : مرحبا ، دكتورة سلمى
نظرت الاخرى الي من تسكن قلب هذا العظيم : مرحبا ، انت طبيبة ايضا
ابتسمت : لا انا مدرسة جامعية ومعالجة نفسية
ولكنهم يطلقون علي لقب دكتورة ايضا لحصولي على دكتوراه في علم النفس
هزت راسها : فهمت
__ حسنا ساضطر ان اذهب حبيبتي ، هل ستنتظريني ؟
__ كيفما تشاء ،
نظر الي ساعته ليزفر بضيق : للاسف لدي عملية بعد قليل
ساتي بعدها فورا الي البيت ، لنتناول الطعام معا
لن اتاخر انها عملية بسيطة
__ حسنا سانصرف وانتظرك بالبيت
نظر بجانبه ليجد سلمى خرجت من الغرفة تبعها ليعود الي زوجته ويحتضنها بين ذراعيه قبل اذنها وهمس : لن اتاخر
انتظريني انا اشتقت اليك
ابتسمت وهزت راسها موافقة
تشعر بالحنق فما راته بين ياسر وزوجته عندما دخلت الي الغرفة والان يدل على انه يحبها كثيرا ، سخرت من نفسها بل يعشقها ، ثم ما زاد حنقها انها جميلة انيقة وبالتاكيد ذكية
لم تكن تتوقع ان تكون على هذا القدر من الجمال ظنت لكونها اما عادية فجمالها تبخر مع الحمل بثلاثة اولاد
وظهرت خطوط السن على وجهها ولكنها فوجئت بامراة رشيقة الجسد و جميلة الملامح بل وجهها صغير و يعطيها سن اصغر من سنها الحقيقي
__ دكتورة سلمى
انتبهت الي صوته لتنظر اليه : امر دكتور
اعدي المريض محمد الي العملية ستشتركين بها معي
ابتسمت بسعادة فهي كانت تتمنى ان تشارك بهذه العملية فهي ام تشترك بواحدة مثلها من قبل : حاضر
**********************
عادت من رؤية اخاها والاطمئنان عليه فها هو يعود
الي البيت وهو بخير وعلى ما يرام
سعيدة بعودة عمر وتحمد الله بان صحته على خير وافضل ما يكون ،ولكن ياسر اكد عليه الراحة لمدة يومين ثم يستطيع بعد ذلك العودة الي عمله وحياته الطبيعية
ولكن لا تنكر مشاعر الاحباط التي تخيم عليها من الصباح فهي استيقظت لتجد ان لا اثر لما حدث البارحة
لا يوجد اثر له لا في الفراش ولا في الجناح كانه لم يكن موجود من الاساس
ابتسمت الي نفسها بسخرية اذن كان حلما من احلامها الكثيرة
دخلت الي الحديقة لتجد انجي جالسة بالحديقة وتتكلم في الهاتف
ابتسمت لرؤيتها بعد ما ازداد وزنها قليلا بسبب الحمل وبرزت بطنها قليلا لتعلن عن قدوم ولي العهد كما يلقبه يوسف ،تقدمت لتجلس معها

عقلها لم يتوقف عن التفكير من البارحة لتقرر انها لابد وان تتحدث مع معتز ، ولكن كانت تنقصها الطريقة التي تصل بها الي معتز ، اضاء عقلها بفكرة لتتصل بمريم فهي الوحيدة التي تجعل معتز يجلس ويتكلم معها
اتفقت مع مريم على ان ترتب موعد مع معتز بدون ان تخبره بانها ستكون موجودة ، فهي تريد بشدة ان تقابل اخاها وتتكلم معه لتفهم ما حدث بينه وبين ياسين ادى الي هذا العداء المشتعل
ابتسمت لرؤية نور قادمة فأغلقت الهاتف مع مريم والتفت اليها ابتسمت : مرحبا نور ، وجهك مشرق اليوم ، ومن الواضح انكي سعيدة ، وطبعا السبب معروف
نظرت لها نور وابتسمت لتكمل انجي مازحة : خروج عمر من المشفى ، حمد لله على سلامته
رسمت نور الابتسامة على شفتيها لا تنكر سعادتها بخروج اخيها من المشفى ولكن لا تعلم لما لا تستطيع السعادة الدخول الي قلبها والابتسامة لا تصل الي روحها فعلاقتها بياسين تزداد توترا ولو لا خوفها على صحة عمر لكانت ظلت معهم ولم ترجع اليه
ابتسمت : الله يسلمك انجي
تبادلا الحديث لتتوقف انجي فجأة لتسالها نور : ماذا هناك ؟
تنحنحت انجي لتبتسم بتوتر : لا اريد ان تفهمي كلماتي بشكل خاطئ ولا اريد بالطبع ان اتدخل بحياتك ولكني اريد التحدث معك بأمر خاص بك
توترت نور : ما الامر انجي ، حديثك اصابني بالقلق
صمتت قليلا : شعرت في الفترة الاخيرة ان العلاقة بينك وبين ياسين متوترة ، وانكما تقريبا لا تتحدثان
فأحببت ان اسالك ، هل تشاجرتما ؟
شعرت بجفاف في حلقها بسبب سؤال انجي الغير متوقع
لترتبك وتتلعثم اكملت انجي دون ان تنتظر اجابة نور
اسمعيني نور ، ياسين شخصيته غريبة فهو رغم حزمه وصرامته الا انه حنون فوق العادة اكثر من يوسف
نظرت لها نور بتعجب ولا تنكر شعور الغيرة التي مزق قلبها لتبتسم انجي : لا تنظرين الي هكذا ، لقد قضيت سنوات عمري كلها هنا ، فانا تربيت هنا ورغم اني كنت مزعجة بشكل كبير وانا طفلة واخي الوحيد كان يتأفف مني كثيرا كان ياسين الوحيد من يحنو علي ويفعل لي ما اريده
انا اشعر انه اخي الكبير وصدقيني عندما اغضب من يوسف لن اجد احدا غير ياسين ليأتي لي بحقي
ابتسمت نور داخليا باستهزاء وهي تحدث نفسها ومن سياتي لي بحقي انا
اثرت الصمت لتقول انجي بمرح : من الواضح انكي تفضلين الصمت
قالت نور بهدوء : لا ولكن المشاجرات تحدث كثيرا في اول الزواج ومن المؤكد سنجد حلا نحن الاثنين
اتسعت ابتسامة انجي : معك حق ، فرغم ان انا ويوسف نعلم عن بعضنا كل شيء الا اننا نتشاجر الي الان واغلب المشاجرات على اشياء تافهة
ولكن ما اريد ان اقوله لك ان لا تجعلي المشكلة التي بينكما تأخذ اكبر من حجمها او من وقتها ، التفاهم جميل
ابتسمت نور لهذه الانسانة الرائعة التي تريد ان تخفف عنها دونما تدري ما سبب الخلاف بينها وبين ياسين ،
سالتها نور : لم تخبريني الي الان كيف تزوجتما ؟
ضحكت انجي بمرح : اخبرتك من قبل ان تنتظري يوسف ليخبرك فطريقته بسرد القصة اعشقها
تفاجا الاثنتين بوجود يوسف فوق راسهم وهو يقول بمرح
__ سمعت اسمي
قال جملته لينحني على راس انجي ويقبل وجنتيها وهو يهمس لها : اشتقت اليك
ابتسمت انجي : وانا ايضا ، حمد لله على سلامتك
احمرت وجنتا نور لتشعر بان تواجدها خاطئ
لينظر اليها يوسف : مرحبا نور ، كيف حالك ؟ حمدا لله على سلامة عمر ، سأذهب اليه في المساء لأتحمد له بالسلامة
__ الله يسلمك يوسف
سالته انجي : كيف لم نشعر بدخولك الي القصر ؟ اين السيارة ؟
__ لم اذهب بها ، ذهبت برفقة ياسين ، و كنا سنعود معا ولكنه سيتأخر قليلا وامرني ان اعود حتى لا ارهق ذراعي اكثر من ذلك ، فجئت بإحدى سيارات الاجرة
__ حسنا من الجيد انك اتيت ، اخبر نور كيف تزوجنا
ضحك بمرح وتنحنح : من عيوني ، فإنها اجمل القصص على قلبي وروحي
غمز بعينيه لزوجته لتميل الاخرى وتركن راسها على صدره
خفضت نور بصرها عنهما ليمازحها يوسف : نور بالله عليك لا تشعرينا اننا غير طبيعيين
ابتسمت نور : بل انتما طبيعيين ، لا تهتم بي
ابتسم : حسنا ، طبعا انت على علم بان هذه المزعجة كما كنا نسميها مسبقا ، صديقتي من الطفولة
نظر اليها : بل صديقة عمري كله ، قضينا طفولتنا وشبابنا معا ، لدرجة اني لم اصادق احدا من الشباب بسببها
كان لدي معارف ،اصدقاء من المدرسة ولكن علاقتي بهم محدودة بسبب اني لن استطيع التحرك والخروج مع احد بدونها ، وطبعا لن اخذها معي وانا خارج مع اصدقائي الشباب ، الي ان ارغمها معتز على السفر والدراسة الجامعية في لندن ، كنت اهيئ نفسي لدخولها الي الجامعة معي ، لتكمل سعادتي في الجامعة فانا كنت اشعر بشيء ناقص حياتي
فوجئت بالخبر ليخيم الحزن على حياتي ، ولكن لم يمضي وقتا طويلا الا وجدتني عندها بلندن
ضحكت انجي بمرح : فوجئت انه يتصل بي ويقول انه بالمطار ، ويطلب مني ان اتي اليه ، تركت محاضرة مهمة من اجله ، وذهبت سريعا لأجده بالفعل هناك
كم شعرت بالسعادة انه اتي من اجلي
__ لم استطع الانتظار فاربع شهور دون ان اراكي كان كثيرا بشكل لا يحتمل
__ لم نكن الي الان نتعامل الا كأصدقاء مقربين ، فهذا البخيل لم يعترف لي بحبه الا متأخر جدا
ضحك : الثقل صنعة حبيبتي
ضربته برقه على كتفه ليضحك : نعم كنت اشعر بالشوق يمزقني ولكني لم استطع مصارحتها ، خشيت ان ترفضي او انها لا تكن لي أي من المشاعر التي اشعر بها ، فآثرت الصمت على البوح
ولكن فوجئت انها تخبرني بشخص اخر وتأتي بسيرته كثيرا
نظر لها وقال بتمثيل : ما كان اسمه انجي ؟
ضحكت بصخب لتقول بخبث : انت لا تتذكر اسمه
احمر وجهه ليقول من بين اسنانه : بل اتذكر بالطبع و هل استطيع ان انسى ؟
التفتت الي نور : كان زميلي في الجامعة اسمه زياد سوري الجنسية و كان مثل القمر
نظر لها غاضبا لتبتسم : لا تنظر الي هكذا كان جميلا وانت قلت ذلك بنفسك عندما رايته
جز على اسنانه لتشير اليه : لا نريد ان نتشاجر اكمل لنور القصة ، ثم انني لا اتغزل به انا اكمل لها وصفه
ضحكت نور بشدة على جملتها التي جعلت الغضب يذهب عن ملامح يوسف ليكمل يوسف : هذا الزياد الذي قفز لي كعفريت العلبة ، اضطرني ان اسافر الي لندن قبل امتحاناتي النهائية بأسبوعين لأرى ماذا يحدث بعيدا عني
ولكني عندما وصلت الي لندن اكتشفت ان الهانم المصون كانت تريد ان تأتي بي لنحتفل بعيد مولدي معا واستعملت الحيلة التقليدية لاتي على وجه السرعة
__ كنت اراهن نفسي على انه يهيم بي حبا ولكنه لا يريد ان ينطقها فأوهمته ان زياد يدور من حولي وانني بدأت بالميل اليه ، ليأتي سريعا وهو في حالة عجيبة من الغضب ،كانت الغيرة تقفز من عينيه
نظرت له والحب يقفز من عينيها : حينها اهدته هذه الدبلة وركعت بركبة ونصف وتقدمت لطلب يده
ذهبت الابتسامة التي كانت مرسومة على وجه نور ليصفر وجهها وسالت بتردد : حقا
انفجرا الاثنان في الضحك ليقول يوسف : اوقعنا بك
لم تستطع تمالك نفسها لتضحك بصخب معهم : اذن هذا غير حقيقيا
صمت يوسف ليقول بهدوء : نعم ، اهدتني علبة رقيقة بها دبلة وورقة بداخلها مكتوب عليها احبك
لأنحني انا على ركبة ونصف واتقدم لها
لينتهي الحلم الجميل بصدمة اننا لن نستطيع ان نتزوج بدون موافقة عائلاتنا ، لأشعر بالقهر من اخيها ومن ياسين الذي لم يجيب على اسئلتي الكثيرة ويفهمني سبب العداوة بيننا وبين معتز ، انتهيت من دراستي وتمت هي الواحد وعشرون
لتتخلص من وصاية اخيها ، لتاتي الي القاهرة ونتزوج
نظرت له نور بدهشه : هكذا ، قررتم الزواج بدون اخبار أي احد غيركما
مال يوسف الي الامام ليهمس : سأخبرك بسر ، ولكن لا تخبري به ياسين ، ياسر و مريم كانا على علم بهذه الزيجة ، حاولا اقناعي او اقناع جيجي بالعدول عن الفكرة ولكننا لم نقتنع ليقترح ياسر ان تأتي انجي الي القاهرة ونكتب كتابنا هنا ، ثم نسافر الي اوروبا لقضاء شهر عسلنا
الذي كان اجمل ثلاثون يوما بحياتي
ابتسمت نور : انها قصة حب جميلة ادامها الله عليكم يوسف وتهانينا بالزواج
ضحك يوسف و انجي ، لتنهض نور
__ الي اين ؟
__ اريد ان ابدل ملابسي لأستريح قليلا قبل ان اعود الي عمر مساءا
__ حسنا نور ، نذهب معا ، لا تذهبي بمفردك فانا لا استطيع القيادة
هزت راسها موافقة : حاضر يوسف ، كن مستعدا

تركتهما وانصرفت لتصعد الي جناحها ، دلفت الي الداخل
لتجده واقف مرتكن بكتفه على النافذة وعاقد ذراعيه امام صدره وعينيه يقفز منها الغضب
حيته بابتسامة باردة ليقول من بين اسنانه : هل استمتعت بالجلوس مع اخي العزيز
نظرت له بعدم فهم : نعم ، ماذا تقصد ؟
اقترب منها وهو يتنفس كتنين سينفث النيران الان من منخاره : هل استمتعت برفقة يوسف لتضحكي بصخب هكذا ، فاستمع الي صوت ضحكاتك من هنا
شدها من ذراعها بقوة : ماذا كان يقول لتضحكي هكذا ؟
شدت ذراعها : ما بك ؟ هل جننت ؟
كنت جالسة معه هو وانجي ، ام لم ترى انجي ؟
ثم لا افهم اعتراضك على جلوسي مع يوسف ، فهي ليست المرة الاولى ان اجلس معه بها
جز على اسنانه غضبا ليمسكها من ذراعها مرة اخرى ويضغط على ذراعها قويا : متى جلست معه قبل الان ، انطقي
تأوهت : اتركني ، انت جننت فعلا ، انسيت كان زميلي بالجامعة ،وكنت اراه كثيرا
هزها بقوة : لم تخبريني انك كنت تجلسين معه بمفردكما
تأوهت مرة ثانية وحاولت ان تخلص ذراعها من قبضته الحديدية : لم نجلس بمفردنا ابدا ، حتى الان كانت انجي برفقتنا
دفعها بخشونة لتسقط على الاريكة وهو يتنفس بقوة
لينظر لها بقسوة : لا تخرجي هكذا ثانية ، انا حذرتك من قبل
نظرت الي بنطلونها الجينز وقميصها الواسع
لتنظر اليه بقوة : ملابسي ليس بها شيء ياسين ثم لم افعل شيء لكل هذا ،و ليس من حقك ان تعاملني هكذا ، ان عاملتني هكذا مرة اخرى سأبلغ عمر
زمجر غاضبا : هل تهدديني نور ؟ افعلي ما يحلو لك وانا لن يقف احدا امامي
اقترب منها ليقول بقسوة : ثم نسيت انت ملكي نور
نظرت اليه بغضب : ليس ملكا لاحد ، ولا حتى انت ياسين
تطاير الشر من عينيه ليقترب منها سريعا ويشدها اليه بقوة
ظنت في اول الامر انه سيضربها فرفعت يديها لتحمي وجهها منه ليمسك يديها وينزلها بقوة ويهوي على شفتيها بقبلة قوية زهقت انفاسها
ضمها الي صدره قويا ، لتحاول التملص من بين ذراعيه القويتين ، ليشدها اكثر اليه ويطبع قبلاته العنيفة على شفتيها
صرخت بقوة من بين قبلاته : توقف
ابتعد عنها لتنهمر الدموع من عينيها و تسقط واقعة على الارض ، زفر بضيق من غباؤه وتهوره
اقترب منها وجلس بجوارها ، رفع راسها اليه واجبرها على ان تنظر اليه بعينيها الدامعتين احتضنها مهدئا لتدفعه بعيدا عنها
وتضرب صدره بقبضتيها : ابتعد عني ، ابتعد
احكم ذراعيه حولها وضمها الي صدره : اششش ، توقفي نور ، اهدئي ، اهدئي ، لن اقترب منك
صرخت بقوة : ماذا فعلت لك ؟ ابتعد عني ، انت تتعمد اذيتي
صاحت بقوة اكبر : طلقني ، لا اريد العيش معك
تصلب جسده ليشعر بالندم فعلا على طريقته السيئة في معاملتها : حسنا نور اهدئي ، اهدئي
ظلت تبكي الي ان غفت عيناها وذهبت الي النوم
شعر بثقلها وهدوئها بين ذراعيه لينظر اليها ، وجدها نائمة
تنهد وحملها ليضعها على الفراش ويجلس بجانبها
ازاح خصلات شعرها من على وجهها وقبل جبينها
ليشيح بنظره بعيدا عنها حدث نفسها مؤنب ماذا حدث ياسين؟
اصبحت قاسي بطريقة مخيفة ، لم تكن هكذا يوما
ماذا فعلت هذه المسكينة لتفعل بها ما تفعله ،
الم تأتي اليوم مبكرا من اجلها لتعتذر منها عن قسوتك معها المرة الماضية ، انظر ماذا فعلت ؟
زفر بضيق وهو يتذكر حالته عندما دخل الي جناحهم فلم يجدها ليسمع ضحكتها الرنانة التي لا تضحكها الا نادرا
ظن لوهلة انه يهيا له سماع صوتها ، ليتأكد مما يسمعه عندما ضحكت مرة اخرى
اندفع اتجاه الصوت ليراها من النافذة وهي جالسة مع يوسف وتضحك بمرح ، انفجر من الغيرة ليشعر بالدم يقفز الي راسه عندما مال يوسف عليها ليتحدث معها بهدوء
لا ينكر انه لم يرى انجي اطلاقا وتفاجا عندما اخبرته نور بانها كانت جالسة برفقتهم
صاح ضميره اجننت ياسين سواء كانت انجي برفقتهم او لم تكن اتشك بزوجتك اتشك بأخيك ، لا طبعا لم اشك بأحد منهم ولكني شعرت بالغيرة تلتهمنى انه استطاع ان يضحكها استطاع ان يستخرج ضحكتها الجميلة لتضحك معه بعفوية وروعة
وانا لم تتحدث معي منذ عشرون يوما
انت السبب ياسين ، تعاملها بطريقة سيئة وتريدها ان تتكلم معك او تضحك ، حالتك صعبة ياسين
نظر اليها مرة اخرى ليقترب منها ويقبل جبينها مرة اخرى
ويهمس بأذنها : اسف نور ، سامحيني قبلها مرة اخرى احبك
دثرها بالغطاء و خرج من الغرفة ليغلق عليها الباب ويستلقى في الظلام مفكرا فيما سيفعله ليعيدها اليه


********************


__ كيف حالك يا صديقي
جلجلت ضحكته في الهاتف ليقول بمرح : حالي اكثر من ممتاز يا صديقي ، انا الان في فرنسا والفتيات الفرنسيات
من اجمل الفتيات ، من المؤكد انك تعرف هذا
ضحك الاخر : طبعا ، رحلة سعيدة يا صديقي
__ رحلة بلا عودة ، تهانينا على رئاسة الشركة
مبارك يا صديقي
__ الله يبارك فيك ، وشكرا جزيلا على مساعدتك لي وعلى كل ما فعلته من اجلي
__ اراك قريبا في فرنسا
__ اراك قريبا ، سلام
ارتسمت ابتسامة النصر على شفتيه وهو يشعر بالسعادة التي طالما نشدها تسيطر عليه ، سعادة الانتقام


*******************


فتح باب الجناح ليجد يوسف امامه ، نظر له متسائلا
ليبتسم يوسف : اين نور ، فنحن اتفقنا على ان نذهب الي عمر سويا ،
ضاقت عينيه و نظر الي يوسف بحدة
ليقول الاخر مبررا : بل انا من طلبت منها ان تأخذني الي عمر فانا لا استطيع القيادة
رد باقتضاب وهو يخرج من الجناح ويغلف الباب خلفه
__ انها نائمة ولن تستطيع ان تذهب اليوم
هز راسه بفهم : حسنا سأنتظرها الي الغد ، فانا لا اريد ان اذهب بمفردي
رفع حاجبة ليقول بضيق لم يستطع اخفاؤه : اذهب معي ، سأذهب غدا ظهرا ، لأناقش بعض الامور الخاصة بالعمل مع عمر
__ حسنا ، سأذهب معك

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -