بداية

رواية احلامي المزعجة -48

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -48

فتح باب الجناح ليجد يوسف امامه ، نظر له متسائلا
ليبتسم يوسف : اين نور ، فنحن اتفقنا على ان نذهب الي عمر سويا ،
ضاقت عينيه و نظر الي يوسف بحدة
ليقول الاخر مبررا : بل انا من طلبت منها ان تأخذني الي عمر فانا لا استطيع القيادة
رد باقتضاب وهو يخرج من الجناح ويغلف الباب خلفه
__ انها نائمة ولن تستطيع ان تذهب اليوم
هز راسه بفهم : حسنا سأنتظرها الي الغد ، فانا لا اريد ان اذهب بمفردي
رفع حاجبة ليقول بضيق لم يستطع اخفاؤه : اذهب معي ، سأذهب غدا ظهرا ، لأناقش بعض الامور الخاصة بالعمل مع عمر
__ حسنا ، سأذهب معك


رن هاتفه : مرحبا استاذي
اتاه صوت السيد عبد العزيز صائحا : مصيبة ياسين مصيبة
تعال بسرعة الي الشركة
توتر ليقبض كفيه بقوة : حالا
__ ماذا هناك ؟
__ تعال يوسف سأحتاجك معي
وصلا الي الشركة وصعدا سريعا الي مكتبه ليجد السيد عبد العزيز يذرع الغرفة ذهابا ايابا في توتر
__ ما الامر استاذي ؟
نظر اليه وقال بغضب : مواد البناء والمعدات سرقت من موقع بناء المجمع التجاري
اتسعت عينا ياسين من الصدمة : كيف اين طقم الحراسة ؟
نطق يوسف : مواد البناء وصلت البارحة للموقع سيد عبد العزيز ، الم نخزن منها شيئا ؟
نظر له ياسين منتظرا رده نطق السيد عبد العزيز
بصعوبة : المخزن سرق ايضا
هوى ياسين جالسا ليصيح يوسف : ان تكلفة مواد البناء والمعدات تتكلف اكثر من مليوني دولار لن نستطيع ان نأتي بغيرها ولن نلتزم باتفاقنا هكذا
نظر الي اخيه : ياسين الشرط الجزائي لفسخ العقد او التخلف عن التسليم في موعده اربعة ملايين دولار
ارتعشت قبضة ياسين ليقبض كفيه بقوة
و ينتفض واقفا : سنتصرف يوسف
__ كيف ؟ من اين ستاتي بالنقود لشراء معدات وادوات بناء اخرى ؟ واذا وجدت وفعلتها كيف سنتمم المشروع بموعده
صرخ هادرا : يوسف ، لا وقت لدينا لنندب حظنا ونصرخ مثل النساء ، فكر في حل للمشكلة
نظر الي السيد عبد العزيز : اين طارق ؟ لماذا لم يأتي فهو المسئول عن الموقع
ابتلع السيد عبد العزيز ريقه بصعوبة ليقول ببطء : لم اجده
ثم اللجنة التي حققت في انهيار البناية التي كانت تحت مسئولية المهندس عمر قالت ان سبب الانهيار كان التلاعب في مواد البناء ، وانا راجعت اذون الصرف للمواد من المخازن لأجد انه صرف كل المواد التي يحتاجها المبنى
لم يستوعب ما يقله استاذه ليساله : ماذا تقصد استاذي؟
هلا توضح لي ما العلاقة بين هذا وذاك ؟
نطق يوسف بقهر : العلاقة ان طارق وراء كل هذا ياسين
هو من تسبب في انهيار المبنى وهو من تسبب في سرقة الموقع والمخزن
نظر الي اخيه مصدوما : لماذا ؟ ماذا حدث ؟
رن هاتفه لينظر اليه بضيق سأله يوسف : من ياسين ؟
زفر بضيق : لا اعلم
__ حسنا ، انظر ماذا يريد
__ مرحبا
اتاه صوت ضحكة ساخرة يعلم صاحبها جيدا ليجمد وجهه وتنتفض عروقه غضبا ليستمع الي صوت معتز الساخر
__ كيف حالك ياسين ؟ احببت ان اهنئك بانهيار الشركة
مبارك يا صديقي ، كم اتوق ان اجلس على كرسي اباك العزيز
اغلق الهاتف بعنف وكاد ان يكسره من قوة ضغطه على الهاتف ليساله يوسف : من ؟
نطق بكره وحقد : معتز ، هو من وراء ذلك
طارق باعني اليه
جلس يوسف وهو يشعر بكره حقيقي لهذا المخلوق المقيت
نظر ياسين الي السيد عبد العزيز ليساله : ماذا ستفعل بني ؟
قال بحزم والتصميم ينطلق من عينيه : لا تقلق استاذي
سأتصرف ، لم يأتي بعد من يتسبب في خسارتي لشركة ابي الذي افني عمره بها ، سأتصرف

***************************

وصلا الي القصر بعد طريق طويل بالسيارة لم يتكلما اطلاقا
نظر ياسين الي اخيه ليبتسم يوسف :سأصعد لأستريح قليلا
هز راسه لأخية موافقا
خطى يوسف بضعة خطوات لينظر الي اخيه
__ ياسين
نظر اليه باستفهام ليكمل : هل من الممكن ان لا تأتي بسيرة ما حدث اليوم امام انجي ؟ فانا لا اريدها ان تعرف شيئا عما يفعله معتز
نظر الي اخيه وابتسم وهز راسه موافقا : لا تقلق
صعد يوسف السلالم سريعا ليقف امام باب جناحهم الذي اعدته له والدته واشرف هو على تأثيثه بما انه كان متواجد بالمنزل ليضبط انفاسه ويتحكم بأعصابه ويرسم ابتسامته الشهيرة ويفتح الباب : مرحبا حبيبتي ، ها قد عدت
نظرت اليه لتقوم ببطء ملحوظ : حمدا لله على سلامتك حبيبي
ظهر القلق على وجهه : ما بك جيجي ؟ اشعر انك متعبة
ابتسمت : قليلا ، ولكني سالت والدتك وقالت انها امور عادية
ومن الطبيعي ان اتعب بكل اول شهر
ابتسم بمرح : هل دخلت الشهر الجديد ؟
اتسعت ابتسامتها : نعم ، باقي من الوقت خمس اشهر ليشرف ولي عهدك الجميل
ضحك بمرح ليحتضنها بين ذراعيه : كم انتظر هذا الجميل
__ وانا ايضا حبيبي
طبع قبة على جبينها ليهمس : اذن اعتني بنفسك جيدا
هزت راسها موافقة وتعلقت برقبته ليضمها الي صدره وهو يشعر بحبه لها يزيد مع كل دقيقة لهما معا
********************
تقدم ليدلف الي مكتبه وهو يشعر بانه مقيد لا يستطيع الحركة شعور خانق يسيطر عليه ولا يستطيع ان يتخلص منه ، رفع نظره ليجد امه بوجهه ، اراد ان يعود ولكنها راته
كان يتلاشى الايام الماضية مقابلة امه ، حتى لا تصر ان تفهم ما يحدث بينه وبين نور ، او تصر على ان تعرف سبب ضيقه
نظرت اليه مطولا ليخفض نظره بعيدا عن مرمى عينيها
قالت امرة : تعال ياسين ، ام لا تريد ان تجلس معي ؟
ابتسم بتوتر : لا طبعا امي
نظرت له نظرة تسبر الي اغوار نفسه لتتكلم بهدوء : انا امك ياسين ، واعلم جيدا متى تتحاشني حتى لا تعترف بأخطائك
دارت مقلتيه سريعا من هجوم امه المفاجئ : لم افعل شيئا امي
شعر ان بجملته الاخيرة انه عاد طفلا وتذكر عندما كانت تؤنبه على اخطاؤه
قالت امره : اجلس ياسين ، واخبرني ماذا حدث لتعامل زوجتك بهذه الطريقة ؟
توتر فكه ليقول : لم يحدث شيئا امي
هدرت به ولكن بصوت منخفض : ياسين
انتفض من نبرة امه الحازمة ليخفض راسه وهو يشعر بتفاقم شعور الذنب داخله
لم يعد يقوى على شيء فالأحداث السيئة تحاوطه لدرجة انه لم يعد يحتمل شيء
صمتت امه صمتا مدروسا تعلم انه يأتي بثماره مع ياسين وهو في مثل هذه الحالة فهي تأكدت انه فعل شيئا ليس بهينا
سالت بنبرة هادئة : ماذا حدث ياسين ؟
ابتسمت بسخرية لتكمل : هل اكتشفت فجأة ان عم زوجتك هو من كان السبب في وفاة اباك ؟


استيقظت من النوم وهي تشعر بصداع رهيب من اثر البكاء
قامت بخطوات متثاقلة لتدخل وتستحم وخرجت لترتدي ملابسها ، جهزت حقيبة صغيره بها اشيائها الضرورية ، لقد اتخذت قرارها ستذهب وتجلس برفقة اخاها ، ولكنها لن تخبره بما حدث بينها وبين ياسين الي ان تستقر حالته ، وياسين لن يسال عنها ، فهذا ما يريده ، ان تبتعد عنه
الم يطلب منها ان تبتعد عنه ، حسنا ستفعل له ما يرضيه
نزلت السلالم وهي تتذكر كل دقيقة لها معه هنا
وقفت لتودع القصر بنظراتها لتتجه الي مكتبه ، فهي قررت ان تترك له رسالة تخبره بانها ستذهب وترجوه بها ان لا يرغمها على العودة وان لا يخبر عمر بمشاجرتهما معا
فعمر لن يحتمل هذه المشاكل الان
اقتربت لتسمع صوت نوارة هانم بالداخل وهي تتكلم مع ياسين ، ترددت هل تدخل ام لا ، اخذت قرارها ان تحرجه امام امه وتطلب منه ان تذهب الي عمر فهو يحتاجها هذه الايام ، وامام والدته لن يستطيع الرفض
اقتربت لتسمع صوت نوارة هانم وهي تقول: ماذا حدث ياسين ؟ هل اكتشفت فجأة ان عم زوجتك هو من كان السبب في وفاة اباك؟
وضعت يدها على فمها لتمنع شهقتها ، وهي تعود بجسدها الي الوراء لتمسك حقيبتها وتندفع خارجة من القصر وتستقل سيارتها وتنطلق بها ، فها هي تكتشف السبب في معاملة ياسين لها


اتمنى ان البارت يحوز على اعجابكم
لا تحرموني من ردودكم وتعليقاتكم
وعدنا باذن الله السبت القادم
القاكم قريبا

الفصل الرابع والثلاثون

الجزء الاول

__ عمر ، عمر
نادت من الدور العلوي عليه فلم يستجب اطلت من اعلى السلم وادارت عينيها في صالة الفيلا تبحث عنه ولكنها لم تجده نزلت السلم لتبحث عنه جيدا فوجدت باب احدى الغرف السفلية مفتوح ، لم تدخل الي هذه الغرف اطلاقا فعمر يغلقها دائما ، نظرت قليلا الي الباب لتتقدم في حذر وهي تشعر بترقب يثقل انفاسها
أطلت من باب الغرفة لتجده جالسا على كرسي امام مكتب بالغرفة ويدعك جبهته بيده ،شعرت بانه ليس على ما يرام
فهذه الحركة العصبية تلازمه عندما يشعر بالضيق او الغضب
تنحنحت ليرفع نظره اليها ويبتسم : تعالي عليا
تقدمت الي الداخل وهي تدور بعينيها في انحاء الغرفة
فوجئت ان الغرفة واسعة جدا فمساحتها تساوي مساحة غرفتين من الغرف العلوية
ابتسم وقال بضيق لم يستطع إخفاؤه : كانت غرفة والدي
ابتسمت بسعادة : حقا
تقدمت للداخل اكثر وهي تدور بعينيها في الغرفة بسعادة فهو دائما يقص لها عن والده وانه يشبهه وعندما سالته عن والدته رد انها تشبه نور
اتجهت الي حائط معلق عليه صور فتوغرافية لوالديه
شهقت : انت بالفعل تشبهه عمر
ضحك بهدوء : الم اخبرك من قبل ؟
نظرت الي الصورة جيدا : هل هذه نور ؟
ضحك بمرح ليقول من بين ضحكاته :نعم انها نور الكبيرة
نظرت له بتعجب ورددت : نور الكبيرة
ابتسم : نعم ، ان امي اسمها نور ايضا
ضحكت علياء بمرح : حقا ، امر عجيب الم يجد اباك اسما اخرا ؟
تنهد : بل امي من اسمتها على اسمها
هزت راسها بتفهم لتلفت اليه : ماذا بك عمر ؟
هل تبحث عن شيء هنا ؟
هز راسه نافيا : لا ، بل سأفرغ محتويات الغرفة واعيد تأثيثها من جديد ، لتكون غرفة للاستقبال ، فلا يوجد لدينا غرفة للاستقبال بالدور السفلي غير الغرفة الملكية و لن استطيع تغييرها فهي كانت غالية على جدي
نظرت له بدهشه فهي لا تستوعب ما يقوله لا يستطيع تغيير غرفة غالية على جده وسيغير غرفة والديه
__ ولماذا تريد غرفة لاستقبال الضيوف الان ؟
انت تستقبلهم في الصالة
رد بضيق : لا استسيغ ان يأتي الي احد اصدقائي او زملائي
ويجلسون بالصالة ويستطيع بسهولة ان يراك وانت واقفة بالمطبخ ، لا اطيق هذه الفكرة
ثم لتكوني على راحتك لا اريد ان اقيدك بضيوفي في الخارج
نطقت بتردد : ولكنها غرفة والداك
__ لم يمكثا بها الا سنة واحدة ، كانت لأمي و جدي اعدها لها هي ووالدي ليمكثا بها اذا جاءا الي القاهرة وعندما انتقلنا جلسا بها
ما يغيظني حقا الان ، اني لا استطيع ان افتح درج هذا المكتب ، اريد ان افرغه من محتوياته فالغرفة فارغة من كل شيء ماعدا هذا المكتب ،اكمل بغيظ : بل هذا الدرج الذي لا اعلم ما به ، فلقد اقترحت هذه الفكرة من قبل على نور وافرغنا الغرفة ولكننا انشغلنا انا وهي ولم تكتمل الفكرة
تنهد : من الواضح اني سأكسره
ابتسمت باتساع وهي تنظر الي قفل الدرج لتستخرج دبوس شعر من شعرها وهي تقول بابتسامة : ابتعد
نظر لها بتعجب مما تفعله ليرتفع حاجباه بدهشه : ماذا تفعلين عليا ؟
قالت وهي تعالج قفل الدرج بمهارة : انتظر
تك صوت القفل الذي فتح لترتسم الصدمة على وجه عمر لثواني وينفجر ضاحكا : حقا ، انت لصة اذن
احمر وجهها بإحراج : تعودت على ذلك فقد كنت انسى مفتاح قفل مكتبي الدراسي كثيرا فكنت الجأ الي هذه الحيلة
ابتسم : ولكنك مفيدة فانا حاولت اكثر من مرة ان اكسره ولم استطيع ، اليوم كنت سأفسد الخشب ولكنك وفرتي علي كثير من الوقت والجهد
__ ساعد لك كوبا من الشاي يساعدك في افراغ محتويات الدرج
فتح الدرج لينظر به وجد معظم الاشياء ، اشياء انثوية
تمتم : اكيد انها لأمي
افرغها كلها ووضعها على سطح المكتب وهو يقول سأعطيها لنور ادخل يده الي اخر الدرج ليتأكد من خلوه
ليجد شيئا ناعما تحت يده سحبه بلطف لينظر اليه فوجده دفتر يوميات بني اللون ملمسه ناعم وشكله جميل
فتحه ببطء وهو يشعر بالترقب وجد اسم والدته بأعلى اول صفحة فيه


انا نور اسماعيل عبد الرحمن
اليوم انهيت السنة الاولى من دراستي الثانوية واهداني والدي هذا الدفتر بمناسبة انتهاء الدراسة فهو يعلم اني مولعة بكتابة الخواطر فأهداني اياه لأتسلى قليلا بالإجازة ولكني قررت ان اكتب به الاحداث المهمة اليومية تخليدا لذكرياتي المهمة سواء كانت سيئة او جيدة
قلب عدة صفحات ليقرا صفحة اخرى
انا سعيدة جدا اليوم فنوارة صديقتي المقربة اقنعت والدي ان اسافر معها الي الاسكندرية فهم دائما يقضون شهور الصيف هناك ، ونحن ايضا ولكننا لن نسافر هذا الصيف بسبب عمل والدي ، فطلبت والدة نوارة من امي ان اذهب معها ولكن والدي لم يوافق ، ولكن نوارة بذكائها وقدرتها الغير عادية على الاقناع ، اقنعته ان اسافر معهم
وها انا اعد حقيبتي لنسافر في الغد الي الاسكندرية
دخلت علياء ليغلق الدفتر سريعا وينظر اليها يشعر بالإثارة تسيطر عليه مذكرات والدته بين يده وهو يريد ان يعرف كل شيء عن ما حدث بينها وبين والده وما الذي فعله عمه لتقع في حبه وتهوى معه الي علاقة قلبت حياتهم كلها راسا على عقب
__ عمر ، ماذا بك ، لا ترد علي
__ ها ، لا شيء افكر في اشياء تخص العمل ، هاتي الشاي وسأذهب الي مكتبي قليلا ، نامي اذا تريدي
نظرت اليه بتعجب : سأشاهد التلفزيون الي ان تنتهي من اعمالك
تركها وخرج لتهز كتفيها بتعجب وتخرج خلفه

**********************

تقدم ليدلف الي مكتبه وهو يشعر بانه مقيد لا يستطيع الحركة شعور خانق يسيطر عليه ولا يستطيع ان يتخلص منه ، رفع نظره ليجد امه بوجهه ، اراد ان يعود ولكنها راته
كان يتلاشى الايام الماضية مقابلة امه ، حتى لا تصر ان تفهم ما يحدث بينه وبين نور ، او تصر على ان تعرف سبب ضيقه
نظرت اليه مطولا ليخفض نظره بعيدا عن مرمى عينيها
قالت امرة : تعال ياسين ، ام لا تريد ان تجلس معي ؟
ابتسم بتوتر : لا طبعا امي
نظرت له نظرة تسبر الي اغوار نفسه لتتكلم بهدوء : انا امك ياسين ، واعلم جيدا متى تتحاشني حتى لا تعترف بأخطائك
دارت مقلتيه سريعا من هجوم امه المفاجئ : لم افعل شيئا امي
شعر ان بجملته الاخيرة انه عاد طفلا وتذكر عندما كانت تؤنبه على اخطاؤه
قالت امره : اجلس ياسين ، واخبرني ماذا حدث لتعامل زوجتك بهذه الطريقة ؟
توتر فكه ليقول : لم يحدث شيئا امي
هدرت به ولكن بصوت منخفض : ياسين
انتفض من نبرة امه الحازمة ليخفض راسه وهو يشعر بتفاقم شعور الذنب داخله
لم يعد يقوى على شيء فالأحداث السيئة تحاوطه لدرجة انه لم يعد يحتمل شيء
صمتت امه صمتا مدروسا تعلم انه يأتي بثماره مع ياسين وهو في مثل هذه الحالة فهي تأكدت انه فعل شيئا ليس بهينا
سالت بنبرة هادئة : ماذا حدث ياسين ؟
ابتسمت بسخرية لتكمل : هل اكتشفت فجأة ان عم زوجتك هو من كان السبب في وفاة اباك ؟
اتسعت عيناه صدمتا مما تفوهت به امه لينظر اليها : من اين علمتي امي ؟
نظرت له : ليست هذه المشكلة ياسين ، بل المشكلة بك انت
تعامل زوجتك بعدم تهذيب بسبب ان عمها كان السبب في وفاة اباك ، وهذا ليس حقيقا ، اباك توفى اثر ازمة قلبية ياسين لم يقتل
نطق بكره : كان هو السبب بها
__ الموت بيد الله ياسين واباك كان متعب ومريض من قبل
وانت تعلم ذلك
جز على اسنانه غضبا لتكمل وهي تلومه : ثم ما ذنب المسكينة ان تأخذها بذنب عمها ، عمها الذي لم تره ولا مرة منذ ان انتقلت الي القاهرة
نظر الي امه بتفحص : من اين لك بهذه المعلومات ؟
هل كنت تعلمين من قبل زواجي ان حافظ المصري عم نور؟
ابتسمت بسخرية : طبعا ، لذلك رشحتها الي يوسف
التمع الغضب بعينيه لتكمل وهي تعطيه نظرة قوية
__ كنت اريد ان ازوجها ليوسف لأني على دراية بانه اذا علم لن يغير الامر لديه من شيء فشعوره نحو حبيبته اذا كان يحبها حقا لن يتغير ولن يهمه اذا كان عمها فعلا هو من تسبب بموت والده ، و ها انت ترى كيف يعامل انجي رغم من انه لا يحب معتز وحاقد عليه ولكنه لم يقبل ان تهينها نادين
استفزته امه بمقولتها ان يوسف كان يناسب نور عنه وانه كان سيعاملها جيدا حتى لو علم بأمر عمها الذي اتضح له انه ابيها ،ليقول بغضب اعمى : انه والدها امي
انتفض من مقولته الذي قالها بلحظة غضب تملكته لتنظر اليه نوارة هانم بهدوء : تعال ياسين اجلس بجانبي
تعجب من هدوء امه ليجلس بجانبها تنفست بعمق ومسكت يد ابنها الغالي وقالت بصدق : هذا ليس صحيح ياسين
اخبرني من قال لك هذا الكلام الفارغ
نظر اليها لتكمل : هل حافظ من قال لك انها ابنته ؟
هز راسه ايجابا وهو يشعر بالدهشة تسيطر عليه فردة فعل امه عجيبة قالت امه بحنق : حافظ الحقير
زمت شفتيها بحنق لينظر اليها ياسين وانفكت عقدة لسانه
__هل تعلمي شيء لا اعلمه امي ؟
نظرت اليه : نعم وانا متأكدة انها ليست ابنته ولا تنتمي اليه
انها ابنة محمد ، كل شيء بها ينطق بأبوة محمد لها
دمعت عيناها وهي تكمل : رحمة الله عليه
اتسعت عيناه ولمع الضيق فيهما : امي من اين تعرفيهم ؟
نظرت بعيدا : هل تعلم اني كنت اسكن بالمعادي
بيت والدي بحي المعادي
هز راسه بعدم استيعاب : لا افهم ما العلاقة ؟
__ فيلا اللواء اسماعيل اين تقع ياسين ؟
نظر لها وعقله بدا في العمل لتتبع هي : كان ابي جار اللواء اسماعيل وانا كنت صديقة لنور الكبيرة كنت اكبرها بعامين فقط ، كنا نذهب الي المدرسة سويا كنا اكثر من اصدقاء ، كنا بمرتبة الاختين فهي الابنة الوحيدة لوالديها وانا ايضا ، فكنا نقضي اغلب الوقت معا ، حتى وقت النوم انا اقضي عندها ليلة وهي تقضي عندنا ليلة
كانت جميلة وذكية ومنطلقة
__ امي انا سالتك عن علاقتك بوالد نور
تنهدت : ابي لأنه كان رجل اعمال كما تسمونه الان
كانت علاقاته كثيرة ولكنه كان يرتبط بعمي عبد الله بعلاقة وثيقة جدا فكنا نقضي الصيف كله عندهم ولأن الفارق بيني وبين محمد في السن بسيط فهو كان يكبرني بثلاثة اعوام ، جمعتنا صداقة قوية من الطفولة الي الشباب ، كنت اشعر انه اخي وهو ايضا كان يعاملني كما يعامل صفية

اسرع خطواته الي المكتب ليدخل ويغلق الباب جيدا استلقى على الاريكة وقلب الصفحات بين يديه

اليوم كان ممتعا تعرفت على صديق نوارة الذي كانت تكلمني عنه كثيرا لدرجة شوقتني ان اراه
لم يكن جميلا ولكنه كان وسيما جدا وله هاله تحيط به انجذبت اليه من اول نظرة ، رايته وهو يتكلم مع نوارة وعندما ابتسم شعرت بان قلبي يرتجف بين ضلوعي
اقترب مني وهز راسه ليحييني لابتسم بهدوء نظر الي بعينيه شديدة السواد لأشعر باني اغرق ببحرهم الهادئ
تكلمت نوارة لتقطع هذا التواصل بيننا: هذا هو محمد يا نور
محمد هذه نور التي حدثتك عنها مسبقا
مد يده وصافحني لأشعر بوهج تملكني والاحمرار يزحف الي وجنتي علقت نوارة : من الواضح ان الشمس ستؤذي بشرتك نور فوجهك محمر بشدة
تعاليا ندخل الي الشاليه
اسرعت نوارة امامنا ليبتسم ويقترب مني
وقال بغرور محبب : من الواضح ان شمسي هي التي ستؤذي بشرتك
لم استطع ان امنع ضحكتي من الانفلات : انت مغرور
اتسعت ابتسامته لتأسرني بداخلها : لنتعرف من جديد
مددت يدي لأصافحه : نور عبد الرحمن
امسك يدي وقبلها برقة ورفع عيناه الي : محمد المصري
سعيد بتعرفي عليك
نظرت له : وانا ايضا سعيدة اني تعرفت عليك

__ كنت انا السبب بمعرفتهما فلقد اقنعت اللواء اسماعيل ان تأتي نور معنا الي الاسكندرية وهناك رات محمد وتعرفت عليه بل احبته ايضا ،وهو هام بها من اول نظرة خطفته بضحكتها الشقية وانطلاقها الذي لا حدود له ، وهناك تقربت انا واباك كثيرا فخطبتنا كانت محددة من قبل رحلة الاسكندرية ولكن علاقتنا اصبحت اقوى في هذه الرحلة ولكن الشيء الوحيد الذي كان يرعبني منه غيرته القاتلة فهو كره محمد من اول نظرة وخاصة ان علاقتي به كانت قوية كان يغضب عندما اتكلم معه او اضحك على شيء قاله عدنا من الاسكندرية ليصر اباك على اتمام الزواج سريعا ، احببته ووافقت على ما يريده وانتقلت الي هنا معه
ولكني لم اقطع صلتي بنور فكانت تزورني باستمرار
وفي يوم اخبرتني انها رات محمد البارحة

اليوم اخبرت نوارة انني رأيت محمد البارحة اتسعت عيناها دهشتا لابتسم بسعادة : فوجئت عندما خرجت من المدرسة انه ينتظرني امام الباب بعربيته دعاني ليوصلني الي البيت وانا وافقت
غضبت : هل جننت نور ؟ لماذا تركبين الي سيارته ؟
بماذا ستفسرين لأصدقائك الفتيات هذا التصرف و الاهم الي المديرة التي غالبا ستعلم من احدى الفتيات وبالطبع ستخبر والدك
ابتسمت بشقاوة : سأخبرهم انه خطيبي
اتسعت عيناها لدرجة اني ضحكت بشده : ما بك نوارة ، استمعي الي اولا ثم تعجبي كما شئت

كانت تقص لي بنبرتها الحالمة وعيناها يقفز منها الحب و السعادة ، اخبرتني انه اصطحابها لتناول الآيسكريم واخبرها انه يريد ان يتزوجها وهي وافقت ، كانت سعيدة ولم تهتم الي أي شيء اخر، لم تهتم انها ستترك والديها لتذهب معه الي الاسكندرية لم تهتم بانها لم تتعرف عليه جيدا ، لم تهتم بشيء شعرت بحبها له وتمنيت لها السعادة

اشعر بسعادة كبيرة فاليوم سياتي محمد ليتقدم الي ابي
ونوارة ايضا ستاتي لتكون بجانبي على الرغم من انها حامل وبشهورها الاخيرة ولكنها اخبرتني انها ستاتي من اجلي

ذهبت انا واباك مع محمد وعائلته بناء على طلب منه طبعا وطبعا لأكون الي جوار نور ، ولأول مرة لم يكن محمود عدائي معه وعندما سالته تغيرت معاملتك لمحمد
ابتسم واخبرني انه احسن الاختيار ، فهو ونور سينسجمان معا
كنت حينها حامل بك ، وكدت ان اطير من السعادة فاقتراب قدومك مع خطبة نور جعلاني اشعر بسعادة عارمة
ولكن اللواء اسماعيل اشترط قبل ان تتم الخطبة ان تنهي نور دراستها الثانوية اولا واذا نجحت سيتم الزواج في فصل الصيف
وتمت الخطبة ورأيت بعينيها هذه النظرة التي لم اراها بعدها اطلاقا ، نظرة مليئة بالحب والسعادة لمحمد

اليوم سيأتي محمد لزيارتي ، لأول مرة يزورني بالبيت فأبي لم يأذن لنا بالخروج معا ، لا اعلم ماذا ارتدي ولا كيف سيكون لقائنا ولكني مشتاقة اليه جدا

لا استطيع ان اسيطر على دقات قلبي المجنونة فعندما رايته اجبرت نفسي ان لا اقفز الي احضانه
كان وسيما فوق العادة ، ادخلته الي الغرفة الملكية التي يستقبل بها ابي كبار الزوار لنا واخبرته بمرح اني اعده من كبار الزوار فابتسم ابتسامته التي تطير بعقلي
جلست بجانبه وانا اقدم اليه واجب الضيافة نظرت اليه بهدوء ليتوقف عن الكلام وينظر الي : ما بك نور ؟
نظرت الي عينيه : احبك
اتسعت عيناه من الدهشة ليقترب مني ويقبلني برقة حانية
لن انسى هذه القبلة مهما حييت
ولن انسى الاحمرار الذي زحف الي وجهه بعد ما قبلني
ليعتذر وهو في قمة التوتر لأضحك بخفة واقول بشقاوة
__ لن اخبر والدي لا تقلق
امتقع وجهه واصفر بشده لانفجر ضاحكة : امزح معك محمد
نظر الي معاتبا وهو يقف لابتسم له واقترب منه واضع راسي على كتفه
تنهد وضمني الي صدره : اهتمي بدروسك لنتمم زواجنا بالصيف
ابتسمت له مطمئنة لينظر الي وهم ان يقبلني ثانية ولكنه تراجع باخر لحظه وهو يكح : سأنصرف نور ، الوقت تأخر

يتبع ,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -