بداية

رواية احلامي المزعجة -49

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -49

اتسعت عيناه من الدهشة ليقترب مني ويقبلني برقة حانية
لن انسى هذه القبلة مهما حييت
ولن انسى الاحمرار الذي زحف الي وجهه بعد ما قبلني
ليعتذر وهو في قمة التوتر لأضحك بخفة واقول بشقاوة
__ لن اخبر والدي لا تقلق
امتقع وجهه واصفر بشده لانفجر ضاحكة : امزح معك محمد
نظر الي معاتبا وهو يقف لابتسم له واقترب منه واضع راسي على كتفه
تنهد وضمني الي صدره : اهتمي بدروسك لنتمم زواجنا بالصيف
ابتسمت له مطمئنة لينظر الي وهم ان يقبلني ثانية ولكنه تراجع باخر لحظه وهو يكح : سأنصرف نور ، الوقت تأخر

وفعلا بالصيف تزوجا فنور نجحت نجاحا باهرا ، لم اكن اتوقعه فهي لم تكن محبة للاستذكار ولكن من الواضح ان حبها لمحمد اعطى اليها دفعة قوية وجعلها تذاكر وتنجح
كنت اقتربت بذاك الوقت على اتمامك السنتين

اليوم هيأت نفسي للخروج مع محمد كما وعدني البارحة
فوقته مشغول دائما في ادارة املاك والده ويتركني كثيرا لوحدي حاولت معه ان يتركني اكمل دراستي ولكنه رفض بسبب ان من الطبيعي ان يرزقنا الله بطفل وحينها لن استطيع التوفيق بين الطفل والدراسة واهتمامي به ولكن من الواضح ان هذا الطفل لن يأتي ، فأباه واخته التي تشعرني اني تزوجت من زوجها لا ينفكا ان يسالاني لماذا لم احمل الي الان وانا لا اعرف بم اجيبهم
عاد حبيبي من عمله اخيرا لابتسم اليه بحب واقول بمرح
انا جاهزة محمد ، هل تفضل تناول الطعام هنا ؟ ام نتناوله بالخارج
ردت صفيه : هل تريدين منه الخروج وهو متعب هكذا ؟
الا تبحثين عن شيء سوى الخروج والتنزه ، الا تهمك صحته ولو قليلا
فوجئت من الهجوم الغير متوقع لأنظر اليه مستنجدة به
ليرد عليها ولكنه قال ببرود : اسف نور انا متعب اليوم ، لنخرج يوم اخر
شعرت بالغصة تجتاحني لدرجة ان الدموع تجمعت بعيوني
وانصرفت من بينهم بسرعة قبل ان ابكي
اتى محمد بعد قليل ليرضيني ولكني مثلت النوم فلا اريد ان اتشاجر معه ، فمن اول يوم وانا اشعر بان صفية لا تحبني
وعندما حاولت اخباره اننا غير متفقات نظر الي بحزم وهو يقول انها اخته الوحيدة وانه لا يستطيع الاستغناء عنها
فهي بدلا من امه المتوفاة ، واردف بقوة ضعيها بمكانة امي وتحملي ما تفعله
شعرت يومها ان لا فائدة من الكلام معه ، فلن يأتي لي بحقي ابدا ، ثم هو لا يرى ابدا ان اخته مخطئة او ان من المفروض الا تتدخل بيننا نحن الاثنين كم اتمنى ان تتزوج وتجد من يشغلها عني وعن محمد

دعتني بالصيف التالي لزيارتها و ان امضي معها الصيف
اباك لم يوافق في البداية ولكنه وافق من اجلي وعلى ان نمضي فترة قصيرة هناك
عندما رايتها شعرت بان شخصيتها تغيرت تغييرا جذريا و حاولت ان افهم ما بها ولكنها لم تريد اخباري بسبب انها تريد مني الاستمتاع ولم تأتي بي لتقص علي مشاكلها التي غالبا تحدث في بداية الزواج
ولكني شعرت بان صفية وراء تعب نور وضيقها فصفية لم تعجب بنور من اول نظرة ثم ان غيرتها بان هذه الطفلة سرقت قلب محمد جعلتها تأخذ منها موقفا عدائيا

اليوم ستصل نوارة ومحمود بك
لقد دعوتها لأتسلى معها قليلا واستمتع برفقتها و برفقة الصغير ذو العينان الرمادية ، هذا الياسين يأسر قلبي ، كم اتمنى ان يرزقني الله بطفل يملئ علي حياتي

اليوم فرحتي لا توصف فانا تأكدت اني حامل وانتظر محمد
بفارغ الصبر لأخبره بحملي هذا وانا متأكدة انه سيسعد جدا
وصدق حدسي فهو قفز من الفرحة واحتضنني بين ذراعيه
ولف بي وهو يصرخ حتى اتي عمي وصفيه ليروا ما الامر
عمي هو ايضا ظهرت فرحته بوضوح وهنأني ودعا الي بتمام الحمل على خير وامر محمد ان يذهب بي الي اشهر طبيب لأتابع حملي معه واطمئن على نفسي
ما تعجبت منه صفية هنأتني بسعادة صادقة وهنأت محمد ايضا وكانت الفرحة تطل من عينيها
اقترب مني بعدما انصرفت صفية ليبتسم ابتسامته التي تجعل قلبي يرفرف من السعادة : ماذا تريدين حبيبتي ؟
بلعت ريقي وطلبت الطلب الذي اريده من فتره : اريد ان اذهب الي امي
بهت وجهه : لماذا نور؟ هل متضايقة مني ؟
ابتسمت : لا حبيبي ، بل اريد اذهب لأجلس معها قليلا وابشرها بحملي وهي ستنعتني بي الفترة القادمة
احتضنني : سأعتني بك انا نور ، وصفيه ايضا لن تجعلك تنهضي من مكانك
خفضت بصري ليضمني اكثر الي صدره : حاضر نور
سأذهب بك الي والديك ، ولكنك لن تمكثي هناك اكثر من اسبوعين ، هل ستستطيعين ان تبتعدي عني اكثر من ذلك ؟
__ لا طبعا ، لن استطيع

اليوم اخر يوم لي عند والدي سياتي محمد لنعود معا
اشعر بالشوق يجرفني اليه ولكني لا اريد ان اترك والدتي
يا ليتنا نسكن معها هنا بالقاهرة
ولكن الاسبوعين الماضيين كانا من افضل الايام التي قضيتها فانا سعدت برفقة نوارة وياسين
فشاءت الاقدار انها هي الاخرى هنا عند والدها من اجلس سفر محمود بك ، كم سعدت باللعب مع ياسين هذا الطفل ذو الثلاث سنوات ، احب طريقة حديثة جدا
وضحكت من قلبي عندما اخبرته عن الطفل وجعلته يتحسس بطني وهو مندهش مني فانا اتكلم على طفل لا يراه
تركني وهو يهز راسه بتعجب وركض الي احضان امه ليدفن راسه بصدرها
كم اعشق هذا الطفل الجميل الذي اتوقع انه سيصبح رجلا كبيرا يعتمد عليه
فملامح رجولته واضحة على وجهه من الان

اليوم عيد ميلاد عمر الاول وانا اشعر بالفرح واريد ان اقفز من السعادة ، ولدي الحبيب وطفلي الرائع الذي يشبه والده
ما يجعلني احبه اكثر وافرح به وبوجوده في حياتي ولكني اتمنى ان يصبح حنون كوالدي ، فمحمد على الرغم من حبه لي الذي اشعر به ولكنه يبخل ان يتكلم معي ويخبرني عن مدى اشتياقه لي او مقدار حبه لي
ان شاء الله سيكون عمر افضل مننا نحن الاثنان
ما يضايقني حقا ويفسد سعادتي صفية واصرارها على ان يرتدي عمر ملابس اشترتها له ولكني لا اريده ان يرتدي هذه الملابس وعندما اتى محمد واشتكت له نظر الي بعتب
و قال لي بهدوء : اتركيه نور لعمته وتعالي فانا اريدك
دخلت الي الغرفة وانا ارتجف من الغضب وانا افكر لن تدخل بطفلي اطلاقا ، كله الا ولدي
نظر الي بعتب شديد وقال مؤنب : الا تستطيعي التخلي عن انانيتك
نظرت اليه بدهشة ورددت : انانيتي
قال بقوة : نعم الا تشعري انها تعامل عمر كانه طفلها ، تحبه كطفلها ، اشعري بها قليلا فهي لم تتزوج الي الان وتفرغ عاطفة امومتها في ولدك
ماذا سيحدث لو تركتيها تلبسه ما تريد وتطعمه بما تريد ؟
جززت على اسناني وقلت بغضب : انه طفلي انا وليس من حقها ان تتحكم بطريقتي في الاعتناء بطفلي ولا ان تتحكم فيما افعله معه
نظر لي بحزم : وطفلي انا ايضا نور ولا اسمح لك ان تنتزعيه من حضن عمته من اجل غيرتك و أنانيتك
خرج وتركني لأبكي بقهر نظرت الي نفسي بالمرآة واقسمت ان لا اتركهم يسرقون سعادتي اليوم ،سأفعل ما اريده
البست عمر ما اريده كتحدي لصفية وله هو ايضا واقسمت ان لا ادعها تتدخل في حياتي مرة اخرى
سواء اعجب هذا محمد او لم يعجبه

اليوم وصل شخص غريب لا اعرفه الي القصر
يشبه عمي كثيرا ولكنه مرح جدا ، علمت من رئيس الخدم انه اخو محمد اسمه حافظ ، ذهبت لأرى عمر وهو يلعب بالحديقة و آثرت ان انتظر حتى يأتي محمد ويعرفني عليه
وقفت العب الكرة مع عمر ليركل عمر الكرة بقوة فتذهب الي الاتجاه الاخر من الحديقة
امرت عمر ان يهذب ويأتي بها وجلست بجانب الشجرة الضخمة وعيناي تتبعانه ،وقف عمر ينظر الي عمه بحدة والاخر يضع قدمه على الكره
قال عمر بقوة : من فضلك مرر الكرة
ابتسم : من انت ؟ ما اسمك ؟
رفع عمر راسه بتعالي : انا عمر المصري ، وقال بعنجهية
من انت ؟ وماذا تفعل هنا ؟
ضحك بمرح : انا حافظ المصري وانا ببيت والدي
__ هل تقرب الي ابي
ابتسم بسخريه : نعم انه اخي الاصغر ، انا عمك
هز عمر راسه بالتحية : تشرفنا ، هلا تمرر الكرة
رفع حاجبية : تعال لتأخذها
جز عمر على اسنانه واندفع في اتجاهه ليأخذ منه الكره ولكن السيد حافظ تفوق عليه فهو يفوقه مهارة وقوة
ليحمر وجه عمر غضبا فيضحك عمه بقوة : انت متعالي يا فتى ، و معتد بنفسك ايضا ، للأسف تشبه والدك كثيرا
انتفضت من الجملة لاقف سريعا : ما هذا الذي تقوله ؟
نظر الي واتسعت عيناه وصمت قليلا ليصفر بانبهار وابتسم ابتسامة جذابة : من انت هل انت المربية ؟
زمجر عمر وانتهز فرصة انشغال عمه بالحديث معي ليندفع ناحيته وينتزع الكره من تحت قدمة ليهوى ارضا ويقف عمر فوق راسه ويقول بغرور : من حقي ان اعتد بنفسي
لم استطع كتم ضحكتي فوقوع عم عمر ونظرة الغرور التي تقفز من عيني عمر جعلتي انفجر ضاحكا
امسكت عمر من يده وانصرفت من امامه وانا لا استطيع التوقف عن الضحك
عندما اتى محمد واعددنا الغداء نزلت لأتناول معهم الغداء لينظر الي بحده ويسال : من انت ؟
ابتسم محمد : انها زوجتي يا حافظ ، اسمها نور
لمعت عيناه بنظره لم افهمها ولكنه ابتسم و مد يده ليصافحني فصافحته بهدوء ليرفع يدي ويقبلها برقة : تشرفت بمعرفتك نور
التفت بسرعة الي محمد وانا جاهلة لردة فعله لأرى وجهه كما هو جامد لا يعكس انفعالاته
هززت كتفي بلا مبالاة وابتسمت له : تشرفنا


اليوم عيد مولد عمر الثامن ، ازدادت المشاجرات بيني وبين محمد في الفترة السابقة والتوتر سائد ، اليوم تشاجرنا بشراسة فهو يريد ان يأخذ عمر معه الي الخارج فهو مسافر غدا اعلم جيدا انه اقتراح صفية فرفضت الامر لم يهتم لرفضي فقلت له اني لن اسافر معهم نظر الي ببروده الذي بت اكره حقا : على راحتك نور
اعلم سبب ضيقة جيدا ولكني اريده ان ينطق بكلمة واحدة ، كلمة واحدة تشعرني اني مهمة لدية ، ان قلبه ينبض الي أتساءل لماذا لا يمنعني من الخروج برفقة حافظ اذا كان هذا الامر يثير غضبه
لا انكر اني استمتع برفقة حافظ ولكن ما يجعلني اخرج معه هو ان اجعل محمد يشعر بالغيرة قليلا ، ولكن من الواضح ان هذا اللوح الجامد لا يشعر باي شيء ، حافظ لا يعني الي اكثر من صديق ائتمنه على اسراري
فهو القناه التي ارمي بها همومي ومشاكلي ولا انكر امتناني اليه فهو يقف معي ضد صفيه وتدخلها المستمر بحياتي
اشعر كأن الله وضعه بحياتي ليكون لي اخي الذي لم اتمتع بسنده ابدا


اليوم اكتب من بين دموعي ، لن استطيع مسامحة نفسي ابدا
لا اعلم ماذا افعل ، استيقظت في الصباح لأجد اني بين ذراعيه لا اعلم ما حدث ولا اذكر شيئا ، كيف وصلت الي هنا ، وكيف حدث هذا صرخت من رعبي وتخيلي لما حدث
لينتفض من نومه مفزوعا : ما بك حبيبتي ؟
رفعت يدي وصفعته بقوة وقبل ان يتنبه لما يحدث صفعته مرة اخرى امسك يدي بقوة فنعته بكل الشتائم الذي اعلمها وانا ابكي بانهيار
حاول ان يضمني الي صدره لأدفعه بعيدا واضربه بقوة على صدره
لينهض من جانبي وقال بقوة : كنت اظن انك تحبيني نور
صرخت : انت مجنون ، انا زوجة اخيك
اقترب مرة اخرى مني : اتركيه ، ونتزوج
نظرت اليه برعب : الا تفهم ، انه زوجي والد طفلي ، حبيبي
لا استطيع ان اتركه ، لا استطيع العيش بدونه
انتفض واقفا كان عقربه لسعته ليرتدي ملابسه ويخرج من الغرفة بسرعة
لملمت بقايا نفسي وذهبت الي غرفتي ، لملمت اشيائي الضرورية لأغادر الي منزل والدي
اريد ان اشعر بهدوء نفسي بعيدا عن هنا ، فالذنب يقتلني يمزقني لا اعلم كيف سأضع عيناي بعيني محمد ، لا اعلم كيف اتخلص من شعور الذنب الذي يسيطر علي ، انا السبب فانا من دفعه الي ذلك اهتممت به كاخي فظن اني احبه ولكني لم اكن لأخون زوجي ابدا معه حتى لو قلبي كان ينبض بحبه
ما يدفعني للجنون كيف فقدت وعيي ، تذكرت كاسي الخمر الذي اصر على ان يشربني اياه ، هل من الممكن ان كاسي الخمر يفقدوني وعيي هكذا
ضرب سؤال اخر بعقلي هل كان يقصد ان يحدث بيننا ما حدث
وضعت يدي على فمي لأمنع شهقاتي من الخروج حتى لا تسمعني امي فهي سألتني اكثر من مرة عما اتي بي بمفردي وابي يرغي ويزبد وهو يستنتج اني غاضبة من محمد
اقسمت لهم اني لم اتشاجر مع محمد ولكنهم لا يصدقوني
لا اعلم ماذا سيحدث ، لا اريد ان اترك محمد ولكني لن استطيع العيش معه بعد الان وخاصة فوجود هذا الحقير هناك

اتصلت والدة نور بيوم لتخبرني انها تريدني ضروري
ذهبت اليهم بعد ان استأذنت والدك لأجدها بحالة قلق كبيرة
سالتها : ما الامر ؟
اخبرتني ان نور تمكث عندهم من عشرة ايام ومحمد اتى لها مرتين ليقنعها بالعودة معه و هي رافضة بشكل قاطع وها هو اتصل اليوم واخبر والدتها انه يريد عودتها وانه لن يقدم على فعل أي شيء يغضبها ، طلبت مني ان اتكلم مع نور فهم الي الان لا يعلموا شيء عن سبب الخلاف بينهم ومحمد لا يفهم شيء ايضا ، كل ما اخبرهم به انه اخذ عمر وسافر وعاد بعدها بيومين ليجدها غادرت
شعرت بان هناك سبب مخفي ونور لا تخبر احدا عنه
دخلت وتكلمت معها وبعد فترة انهارت بين يدي وهي تخبرني بما فعله الحقير معها ، وانها لم تكن بوعيها
ولكنها لن تستطيع العودة الي محمد فهي تشعر بانها السبب فيما حدث وانه تشجع على فعل ذلك بسبب خروجها معه باستمرار اقسمت من بين دموعها انه لا يعني اليها شيء
وانها كانت تتعامل معه كاخ وصديق
هدأتها وانا اعلم جيدا انها لم تقترف شيء ليتخذ حافظ هذه الخطوة فانا اعرفه جيدا شخصية حقودة وكريهة ولا يتوانى عن فعل أي شيء ليحقق رغباته

اليوم سأعود مع محمد فنوارة هدأتني واخبرتني ان احاول ان انسى ، فعمر لا ذنب له ان انفصل عن والده ، وعندما اخبرتها برعبي من حافظ ، قالت بحزم : لا تتعاملي معه نور انشغلي بزوجك وطفلك

الحمد لله مضى اليوم على خير فانا عملت بنصيحة نوارة ومكثت بغرفتي معظم النهار وما سعدت به حقا اني امضيت اليوم برفقة عمر ، اشتقت اليه جدا ولكني اشعر بانه متغير
لا يبتسم كما كان يفعل دائما والغضب يلمع بعينيه
سالته بهدوء : ما بك حبيبي ؟ هل متضايق من شيء ؟
نظر الي بغضب : هل ستتركين والدي ؟
صعقت من الجملة لأساله برعب : من قال لك ذلك ؟
رد بضجر : سمعت عمتي تتكلم مع ابي وهي تقول انك ستتركينه لأنك لم تحبيه قط
هممت بالرد عليه لأفاجئ بمحمد يصيح بغضب : هذا غير صحيح عمر ، عمتك كانت تمزح معي حبيبي ، هيا لتنام فوقت نومك حان
نظرت اليه بلوم ليزفر بضيق: لم تكن تعلم انه موجود نور ، فهي اكيد لا تقصد ذلك
نظرت اليه والدموع تلمع بعيوني ليقترب مني ويحيطني بذراعيه : سأتكلم معها حتى لا تتفوه بمثل هذه الاشياء مرة اخرى
طبع قبلته على راسي ونظر الي : لكنها معذورة نور ، فانا كدت ان اجن وانت بعيدة عني ، الا تعلمي الي الان اني لا استطيع الاستغناء عنك انت حياتي نور
انهمرت دموعي بغزارة ليقبل خدودي برقه وحنان : توقفي نور ، لا تبكي حبيبتي
نظرت اليه لأسأله : حقا ، هل انا حبيبتك ؟
ابتسم : بلى ، اكثر من حبيبتي انت روحي وعقلي وقلبي وكياني كله نور
نثر قبلاته على راسي لأشعر باني بحلم جميل لا اريد ان استيقظ منه

اليوم اشعر بالهدوء يحاوطني فاليوم سافر حافظ لالتقط انفاسي ، فكلما كان يقع نظري عليه كنت اشعر بالذنب يجتاحني وخاصة ان محمد بدا يحسن من اسلوب معاملته معي واصبح يخبرني بمشاعره نحوي
ولكن شعور الذنب يتغلب علي عندما يخبرني بمشاعره
واشعر بالنفور من نفسي واني مخطئة بحقه عندما يلمسني
هممت ان اخبره اكثر من مرة ولكن لا اعلم ، خائفة بل مرعوبة من ردة فعله ، اعلم جيدا انه سيتركني ولكني خائفة ان يقتل اخاه ، فهو عندما يغضب لا يرى امامه
تكلمت مع نوارة اكثر من مرة وهي تشدد علي الا اخبر محمد بما حدث ، حتى لا تكون العواقب علينا وخيمة

اليوم اشعر بتوتر غير طبيعي لابد ان أتأكد اني حامل والاهم ان أتأكد ان حملي من محمد ، ولكن كيف سأتأكد ،حاولت ان اتخلص من الطفل ولكن محمد رفض بشدة
دعتني نوارة الي زيارتها فهي بالإسكندرية ،ذهبت لأقابلها واتكلم معها فهي من تستطيع ان تهدئتي
ذهبت اليها لأجدها مع اطفالها الرائعين احتضنت الفتاة التي تلعب على الارض حولنا وقبلتها وانا اقول : انها تشبهك نظرت الي الصغير الذي لأول مرة اراه ناولتني اياه : هذا هو يوسف
حملت الصغير وقبلته التفت اليها : الله يحميه نوارة
ولكنه لن يكون جميلا كياسين
بحثت بعيني : اين هو ؟
ضحكت نوارة : مع اصدقائه في البحر ، ياسين كبر الان ولا يقر بجانبي
تنهدت بخيبة امل : كنت اريد ان اراه ، هل سيتذكرني ؟
__ لا ولكنه عندما يراك سيحمر وجهه ويغادر الغرفة
ضحكت : هل هو خجول ؟
__ جدا ، صديقية المقربين يغازلن الفتيات علنا وهو لا يقترب من أي مكان به فتاه ، بل ينفر منهم بشكل عجيب
ضحكت لتكمل : سالته ذات مرة لماذا لا يتكلم مع الفتيات الاخريات قال بضيق انهن تافهات امي
ضحكت من قلبي على هذا الرجل الصغير لتنظر الي نوارة
وتقول بهدوء : ما بك نور ؟
ضحكتك ليست نابعة من قلبك
نظرت لها وقلت بتوتر : انا حامل
تهلل وجهها بالسعادة لتنطفئ السعادة من عينيها
عندما تلاقت نظراتنا لأقول بقلق : خائفة ان يكون طفله نوارة
اتسعت عيناها رعبا ونفضت راسها : لا طبعا هذا احتمال بعيد ، لا تبثي الرعب بقلبك بدون داعي
اخبرتها باني تشاجرت مع محمد البارحة فانا اريد ان اتخلص من الجنين وهو يريده بشده لدرجة انه اقسم على الا افعل ذلك
تنهدت : لا تقلقي نور ، ستتحسن الاوضاع قريبا
ابتسمت بألم : اتمنى ذلك
دخل الي الغرفة صبي جميل وهو يزمجر من الغضب ويتشاجر مع فتاه صغيرة تقريبا بسن عمر كانت تبكي بقوة
وقفت بعيدا ليصيح هو بكلمات غير مفهومة
قالت نوارة بحزم : اصمتا
توقفت الفتاه عن البكاء وصمت هو الاخر ابتسمت لردة فعلهما السريعة فانا لا استطيع الي الان السيطرة على نوبات غضب عمر الي الان نظرت اليهما : تعالى انت وهي سلما على ضيفتي
احمرت اذناه بشدة عند رؤيتي اتت الفتاة بهدوء لأمسح على راسها واقبل وجنتيها ، تسمر مكانه ونظر الي بهدوء وشد قامته وهز راسه ليحييني بابتسامة متكلفة : اهلا سيدتي
خرج من الغرفة لتتبعه الفتاه مسرعة : خذني معك
صاح بقوة : لا ، انت تثيرين المشاكل
نظرت الي امها بقهر لتبتسم نوارة وتقول بهدوء : لماذا ياسين ؟
__ انها تثير المشاكل امي ، وتتشاجر معي
نظرت نادين الي امها : حنان ستذهب معهم هي و مريم لماذا لا اذهب انا ايضا
قالت نوارة بحزم : خذ اختك معك ياسين واذا لا تريد الاعتناء بها اخبر احمد ان يعتني بها
نظر بقوة لامه : لست عاجز معها امي سأهتم بها انا
جز على اسنانه غضبا ليصيح بها : تعالي
انتفضت من صيحته لأنظر الي نوارة : كبر نوارة واصبح رجلا
ابتسمت : انه يدفعني للجنون ، لا اعلم الي من ينتمي بطبعه هذا
__ اكيد الي محمود بك
__ لا محود ليس هكذا ، هو بنفسه عاجز على ترويضه ، حماتي اخبرتني انها يشبه جده شكلا وطبعا
__ ستركض الفتيات خلفه نوارة
ضحكت بقوة : اه لو سمعك لاحمرت عيناه غضبا منك
ابتسمت لتربت على كتفي : لا تضعي هذا الموضوع بعقلك نور ، انها ابنة محمد ، الم يقترب منك من حينها
__ لا طبعا
__ عندما تضعين الطفل ستتأكدين انها ابنة محمد
__ اتمنى من كل قلبي ان يكون طفل محمد

حمدت الله عندما ولدت نور ، فميلادها اتى بعد ثمانية اشهر على حادثتي مع حافظ وهذا يعني انها ابنة محمد فهي اتت سليمة معافاة ، الحمد لله
اسميتها نور حتى تذكر محمد بي دائما ، فانا اريده ان يتذكرني دائما ، اريده عندما يعلم بما حدث ان يظل قلبه يحبني ، ان تظل شفتاه تنادي باسمي ونظرة الحب تطل من عيناه ، فهو لن يكره ابنته ابدا نعم لن تكون هذه النظرة موجهه الي وستكون لابنته ، ولكنه سيظل يقولها بنفس طريقته التي اعتدت عليها

كم اشعر بالفرح لفرحته بها ، فهو يشعرني بانها اول اطفالنا
يحبها بشدة ويدللها ، اشعر بان عمر ضائق من هذا الدلال المفرط للكائنة الجديدة الذي لا يفهم لماذا نعتني بها هكذا ، الخوف يمتلكني ان يصير قاسي عليها ، فهو كان الطفل الوحيد لمدة تسع سنوات الطفل المدلل لوقت طويل ولا يستسيغ ان يأتي احد اخر يشاركه هذا الدلال وما يزيد ضيقي صفية وما تفعله معه ، فهي تشعره بان نور لا اهمية لها بجانبه وانه الولد الوحيد ، او ولي العهد الذي ستؤول اليه كل هذه الاملاك فلا يهتم بهذه الصغيرة
هي ايضا استاءت من كون الطفل فتاه وانقلب وجهها فالفتاه بعقيدتها لا اهمية لها ، فهي لن تكون سندا لأبيها كعمر
ولكن ما اشعر به حقا انها تكرهها لأنها تشبهني ولان محمد طاوعني على ان يسميها نور ، كانت تعتقد ان محمد سيسميها على اسمها او اسم والدتهما ولكن محمد خلف كل توقعتنا انا ايضا كنت اظن ذلك وانه لن يمتثل الي رغبتي في تسميتها بنور ، كم انا فرحة بتغيره هذا
فهو اصبح اكثر تفهما ولكن قسوته وبروده يتحكمان به كثيرا
ولكني التمس له العذر فمن شب على شيء شاب عليه

اليوم اشعر بالغضب يتملكني فلقد تناهى الي مسامعي صفية وهي تصيح بنور لأجل ان تترك عمر يستذكر دروسه
نظرت الي ما يحدث لأجد نور واقفة بين لعبها المنتشرة على ارضية الغرفة وعمر جالس على مكتبه يستذكر فهو باخر سنة له في المرحلة الابتدائية
نظر عمر بقهر لأخته التي تشده من يده ليلعب معها وهي لا تفهم ماذا يحدث من حولها فهي تكاد تبلغ العامين
نفض يده بقوة من يدها لتقع ارضا لينظر لها بعدم اهتمام ويجلس بمكانه
انتفضت غضبا لأذهب اليهم حملت نور بين ذراعي وعنفته بشده حاولت صفيه ان تدافع عنه لأصيح بها هي الاخرى ، فهي السبب الرئيسي لمعاملته السيئة لأخته
تركتنا صفيه وهي غاضبه لأنظر اليه بتأنيب ليخفض بصره
احتضنته بين ذراعي وجلست واجلسته بحضني وقلت له بهدوء : انظر عمر الي شقيقتك
نظر لها لابتسم: انظر كم هي جميلة
ابتسم لتضحك له نور مقهقهه : انظر ، هي تحبك
هز راسه موافقا : وانا الاخر امي احبها ولكني اريد ان استذكر دروسي
__ كيف تحبها وتعاملها بهذه القسوة عمر ؟
نظر لي ولم يجبني لأقول بغضب : لا تصبح كوالدك عمر ، لا تصير قاسيا على شقيقتك ، اريدك ان تكون حنونا متفهما وعطوفا
هز راسه بإيجاب : حاضر امي
ربت على راسه بهدوء : هيا اذهب لتنام واستذكر بقية دروسك غدا
انتظرت محمد واخبرته بما حدث وتكلمت معه بنبرة شديدة ان يتكلم مع اخته فانا لا اريد ان يتربى اولادي على كراهية بعضهما
شعرت بغضبه هذه المرة منها ولأول مرة تركني وذهب اليها وهو مقتنع ان هذا لا يجب ان يستمر

اشعر بسعادة تغمرني فصفية اليوم تتزوج وتنتقل الي بيت اخر
لا انكر اني تفاجأت من موافقتها على هذا العريس دونا عن غيره ، انه رجل بسيط من الطبقة المتوسطة يعمل مدرسا بمدرسة عمر ، لا اعلم لماذا اشعر انها على دراية جيده به فهي وافقت فورا حين ابلغها محمد عن اسمه ، محمد نفسه اسر لي بانه غير مقتنع بهذه الزيجة الغير متكافئة اجتماعيا
ولكن والده موافق وهي ايضا وهو لن يسرق فرحة اخته بدون اسباب كافية ، واذا كانت هي مقتنعة به سيوافق ارضاء لها

اشعر بالاشمئزاز اليوم عندما رايته فها هو عاد ليأخذ عزاء والده ، ولكن اشعر بانه ناوي على الشر لمحمد
فعيناه تنطق بحقد دفين ، محمد ايضا اعصابه على المحك فموت والده اثر به بشده وانا اشعر انه يتأهب لمعركه ستدور بينه وبين حافظ
لا اعلم الي اين ستنتهي بنا هذه المعركة الباردة التي تدور بينهما
ما يقلقني ايضا خرافات حافظ عن كون نور ابنته
خائفة ان يخبر محمد بهذه الخرافات ويهد المعبد على رؤوسنا ، فهو مجنون لن يردعه شيء عما يريده
انا متأكدة انها ليست ابنته ، ولكنها ورثت لون شعره الغريب وطابع الحسن الذي لا اعلم من اين اتت به
اذا استمع محمد لهذه الادلة لن يفكر بسؤالي ولا الاستماع الي ، بل سيصدق اخاه فورا

لا اعلم ماذا افعل مع هذا الحقير فهو لا ينفك ان يضايقني اليوم اخبرني بكل جبروت انه سيحصل علي وقتما يريد
واني لن استطيع منعه او رفضه
اشعر بالاختناق حينما اراه ولكن كل ما اريده الان ان ابتعد عن هذا القصر الذي حمل سنين عذابي
اخبرني محمد انه عندما يأتي من السفر سننتقل فورا الي القاهرة
كنت اريد ان اذهب الي والدي بم انه مسافر ولكن عمر لدية امتحان غدا ، لينتهي منه ونسافر على الفور

يتبع ,,,,

👇👇👇

تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -