بداية

رواية جروح من عبق الماضي -49

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -49

هيثم : طيب حبيبتي أنتبهي على نفسك .. وراما تسلم عليك كثير وتقول ودها تشوفك
ليان : انا بعد أشتقت لها كثير .. بس إيش اسوي غصبا علي خذيت إجازة اضطرارية بس كلها كم يوم وارجع أداوم
هيثم : طيب اللي يريحك سوية .. بينا اتصال .. ديري بالك على نفسك
بقي يحيى بالقرب من ريما طوال وجودها بالمشفى .. حاول كثيرا ان يفهم ما داخلها ولكن دون جدوى
يحيى ابتسم وتمتم بهدوء : ريما لين متى بتمي على ذي الحال .. إنتي الحالة الوحيده اللي ما قدرت عليها
ريما كانت تتجاهل كل ما يتفوه به وتكتفي بالنظر إلى ما حولها بصمت
يحيى : انا قلت لما أمنع أهلك من الزيارة هـ الشيء راح يخليك ترتاحين .. بس اللي شفته عكس كذا
ريما إذا فيه شيء مضايقك تكفين علميني .. إنتي تعرفين أنا شكثر أعزك وأغليك .. من يوم ما عرفتك أصريت على عدم نقلي من المشفى مع أني كنت بنفسي مقدم على النقل عشان أكون قريب من أختي واولادها بس لما شفتك كل شيء تغير في حياتي .. أنا أعرفك من سنين وانتي عارفة شكثر أنا أحبك وأعزك ..
ريما بمجرد أن تفوه بهذه الكلمات ارتسمت دمعه على خدها
يحيى مسح سريعا دمعتها وتمتم بحب : يعني راح تظلي تكابري وتغلبيني معاك .. بس ترى انا أعند منك حطيها فبالك
ريما ابتسمت ابتسامه صغيره .. واكتفت بأن تنظر إليه بصمت
يحيى تمتم لا شعوريا : ريما تتزوجيني ؟!!
ريما وعيناها تتسع لم تصدق ما سمعته منذ لحظات .. أحمراء لون خديها فطأطأت راسها خجلا
يحيى تناول دفترا صغيرا ثم مده إلى ريما وتمتم بحب : يلا اشوف أكتبي إذا موافقة أو لا
ريما وهي تعقد حاجبيها وتزداد خجلا .. أشاحت بوجهها عنه سريعا
يحيى وهو يهز رأسه : طيب يا ريما خلي عناد ينفعك .. اللي عرفته أنك جامعية معقولة يعني ما تعرفي تكتبي
ريما عاودت الابتسام مجدد !!
يحيى : إيه أضحكي علي .. صار لي اردد العبارة أكثر من سبع سنين وما شيء فايدة
ليان قاطعتهم : ممكن أدخل
يحيى تمتم بصوت منخفض : وش جابها هذي الحين
ليان دخلت سريعا ثم توجهت إلى عمتها ريما وطبعت قبلة على جبينها : كيفها عموتي الحلوه
يحيى : بعدها عنيده .. بس انا متأكد انه وجودها في المستشفى هـ الكم يوم نفعها .. وراح تعرف طريقها عن قريب
قاطعهم صوت جواله .. فابتسم بمجرد أن شاهد الرقم وتمتم بحب : كيفها حبيبة قلبي .. زمان عنك يا مشعوذة
........ وهي تبكي بحرقة : خالي أنت وينك .. محتاجة لك كثير .. حاسة نفسي ضايعه .. ومو قادرة أفكر
نهض سريعا من على كرسية وتمتم بخوف : وش اللي صاير ؟ أمك فيها شيء
....: عمي تعال البيت وساعتها راح تفهم كل شيء .. كلنا محتاجين لك
يحيى : بس أنا عندي شغل وما أقدر ..................................
قاطعته سريعا : يعني شغلك أهم من أهلك ؟!
يحيى وهو يهز رأسه : طيب طيب .. ما يصير خاطرك إلا طيب .. بس أنتي بطلي بكى
أغلق الهاتف وتمتم بخوف : فيه مشكلة ببيت اختي ولازم اسافر .. ليان وجود ريما ما راح يكون له فايدة دام انا بسافر
راح أوقع على أوراق خروجها وبعدها تقدري تاخذيها البيت .. استأذن انا
ليان : الله يكون بعونه .. الظاهر في مشكلة كبيرة صاير عندهم .. يلا راح أجهز أغراضك وبعدها نرجع البيت طيب

/::\

سلطنــــــــــــــــــــــــــــــــــة عمان


//
\\

وتحديدا في المستشفى .. تلقى الدكتور صالح أتصال يخبروه فيها عن حالة حمدان التي بدت بالتدهور
صالح أحزنه ما سمعه في الهاتف وضل يفكر في جود كيف تستطيع أن تتلقى هذه الصدمات الواحده تلو الأخرى
قاطعه الدكتور عمران : أنت هنا .! صار لي ساعة جالس أدور عليك
صالح وهو يضع راسه على الطاولة تمتم بحزن كبير : ليش مهنتنا تطلب علينا نوقف فمواقف تهزنا
عمران قاطعه بحزن : لا يكون للحين تفكر في موضوع جود
صالح وهو يطلق زفرة طويلة : آآآآآآآآه بس ليت الموضوع وقف على جود .. حمدان نسبة أنه يعيش ضئيلة
عمران : بصراحة أخوي أتصل فيني من كم يوم وعلمني وانا ما قدرت أفاتحك بالموضوع .. بروحه موضوع جود شاغل بالك .. عشان كذا أقترحت عليه يقولك بنفسة ..
صالح : جود ما راح تتحمل هـ الشيء .. هذا من غير موضوع مرضها .. علمني كيف بقدر اقولها كل هذا
عمران قاطعه بألم : صالح جود راح تتعب أكثر وأكثر .. شوف بالأول نعلمها عن موضوعها ونأجل موضوع حمدان
صالح نهض من على كرسية وتمتم بغضب : وافرض حمدان توفى .. ساعتها جود أيش راح يكون موقفها مني
عمران اللي ما تعرفه أنه جود حطت كل ثقتها فيني وكل يوم تتصل تطمن على حمدان وتتوسلني أعطيها رقم المستشفى بس انا ما أرضى .. ليش أني خايف تعرف حالة حمدان وتتعب نفسيتها
عمران : إيه اذكر انك قلت لي مره كذا وكان السبب خوفك هـ الأمور تأثر على مستواها الدراسي .. بس جود صار لها كذا يوم مخلصة أختباراتها .. وحان الوقت أنك تفاتحها بموضوع مرضها
صالح : يعني خلاص دقة ساعة الصفر
عمران : إذا مو قادر أنت تعلمها خلاص أنا راح اقول لها كل شيء
صالح قاطعه سريعا : لا تكفى .. جود لما تسمع الخبر هذا ودها تكون مع واحد قريب منها .. خل الموضوع علي
عمران : صالح عندك بس هـ الكم يوم .. حالة جود كانت تحت أشرافي .. ولازم ابداء في العلاج
صالح : طيب .. ممكن تخلني لحالي الحين .. اللي فيني مكفيني
عمران وهو يناوله هاتفه تمتم بثقة : أمسك التلفون وأتصل فيها
صالح ويداه ترتعش تمتم بخوف : عمران قتلك مو وقته ..!!
عمران : صالح أي تأخير مو من صالح جود .. ولو ما عارف أنه جود تهمك كثير كان أنا خليتك على راحتك
صالح : خلاص هات التلفون راح أتصل وأعلمها بكل شيء .. جود لازم تعرف حقيقة مرضها

/::\

جود تلقت أتصال من إياد اخبرها بضرورة أن يراها .. وافقت على طلبه .. واخبرته عن المطعم الذي اعتادت أن تذهب إليه يوميا فالتقيا هناك .. وأخبرها كل ما حدث من مستجدات في موضوع خلود واماني .. وهذا الموضوع اسعد جود من جهة وأحزنها من جهة أخرى .. إياد أراد ان يستغل موضوع خلود واماني من أجل أن يراها ويسمع رائيها
جود وهي تحتسي كوب الشاي : أفهم من كلامك أنه خلود واماني راح يشاركوا في حفلة التخرج
إياد : ايه الأدارة تكفلت بكل الإجراءات اللازمة وعبير وشجون راح ينظر لـ موضوعهم من زاوية ثانية
جود ونبرة من الحزن بدت في صوتها : اكيد خلود واماني فرحانات كثير
إياد : دام أنك مشتاقه لهم كثير وش له ما تنسي اللي صار وتصالحيهم
جود : ما تعرف شكثر مشتاقة لهم .. بس اللي سووه فيني جرحني .. لو ما هـ السالفة الله العالم إيش كان راح يصير .. يمكن أكون أنانية بس أنا رافضة فكرة وجود أنسانة فحياة بابا غير ماما .. يمكن لاني اشوف ماما فيني انا
إياد : بس إنتي بكرة تتزوجي ويضل ابوك لحاله
جود : إيه أدري .. بس انا ما راح أتركه لحالة .. ودام أنفتح هـ الموضوع خلنا نتناقش فيه
إياد : جود لا يكون ودك نعيش انا وأنتي في بيت ابوك ؟!
جود : إيه وش فيها يعني .. البيت كبير وراح ناخذ راحتنا فيه اكيد
إياد : جود انا جيت هنا بس للفترة مؤقتة وراح أرجع الرياض من أخلص على طول .. مستحيل اضل هنا
جود : طيب أنت قلت لي أنك عايش مع عمك بعد ما توفوا أهلك .. وانا ما راح أكون مرتاحه هناك
إياد : ومن قال لك لا تزوجنا اني بجلس عندي عمي .. حطيها في بالك لا وافق ابوك راح نسكن أنا وانتي فشقه
جود : بس أنا ما راح أقدر ابتعد عن بابا .. إياد تكفى فكر شوي وبعدها قرر
إياد قاطعها بجدية : جود انا أحبك أيه .. ومستعد أنفذ أي طلب تطلبيه مني .. بس الطلب هذا مستحيل فاهمه
جود وهي تشد شعرها للوراء وتطلق زفره طويلة : خلاص طيب لا تعصب .. كانت وجهة نظر وقلتها
إياد : جود لا تزعلين مني تكفين .. بس وجودي في بيت ابوك ما راح يخليني أكون مرتاح .. وانا راح أعوضك
جود وابتسامه رسمت على شفتيها : طيب نخلي بابا بالأول يوافق
إياد : له حق يسأل عني .. وانا قلت له لا ضيعت عنوان بيت عمي علمني .. ما ودي أخسرك بعد ما لقيتك
جود قاطعته بخجل : مو كأنا تأخرنا .. الحين ماما نورة بينشغل بالها علي. . يلا انا راح أروح
إياد : طيب ديري بالك على نفسك ..
قاطعها صوت جوالها فتمتمت بابتسامه : هذا بابا شكلة وصل .. هلا بابا
تركي : هلا حبيبتي .. انا وصلت ومن شوي كنت طالع من بيت أهل إياد بصراحة ناس طيبين وفيهم خير
جود : طيب شو أفهم من كلامك بابا
تركي : راح احاول ارجع بكرة .. أصلا أهله طلبوك مني رسمي وانا عطيتهم الموافقه
جود تمتمت بخجل : طيب بابا دام هذا اللي يناسبك توكل
تركي ": لا هذا اللي يناسبك أنتي .. يلا حبيبتي ما ودي اتأخر عليك راح أخلص كم شغله وأرجع
إياد : وش قال
جود تمتمت بخجل : قال تقدر تزورنا بكره البيت عشان نحدد كل شيء
إياد تمتم بصوت مرتفع : من جدك ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
جود وهي ترى الناس ينظرون إليهم تمتمت بخجل : وطي صوتك فضحتنا .. إيه من جدي أخليك الحين
إياد اخرجه هاتفه سريعا واتصل على صديقه خالد وتمتم وسعادة تغمره : وافق يا خالد جود راح تصير زوجتي
فتمتم وأنظارة تتبع جود
القلب انتي ياربيعي وجــــــــــنتي
محلا الخدود الي ابخجــلها ورّدت
الله على حسنك آيا محبوبتي
كن المزايا في وجهك انتي تواعدت
لا تفخري بشعري وبرومنسيتي
انتي الرومانسية عليك تأكدت
جود هي الاخرى بمجرد أن سمعت قرار والدها شعرت بسعادة كبيرة تغمرها وكأنها ملكت كل شيء ..
كان ترى أن زواجها من إياد مستحيل بسبب الفوارق الكبيرة بينهم .. ولكنها أيقنت اخيرا أن المستحيل يمكن ان يصبح حقيقها وفجأة ابتسمت تذكرت خوفها بأن يرفض والدها زواجها من إياد بسبب فارق العمر ولكن ألاجمل من ذلك عندما أخبرها بانه تزوج والدتها وكان يكبرها بعدة أعوام .. اغمضت عينيها بهدوء ثم ظلت تردد اسم اياد بين شفتيها
قاطعها صوت الهاتف وبمجرد أن شاهدت الرقم تمتمت بسعادة : عمي صالح هذا أنته أكيد فيه أخبار عن حمدان
صالح وهو يغمض عينيه تمتم بألم : إيه أيه .. هو بخير لا تشغلي بالك عليه .. المهم أنتي طمنيني عنك
جود : انا بخير .. لا وعندي خبر راح يفرحك كثير ..
صالح قاطعها بحزن : هو بقى بعد فيه شيء يفرح .؟!
جود : عمي قلت شيء
صالح وهو يبتلع ريقة : جود تقدري تمري على المستشفى بغيتك في موضوع ..
جود : إيه انا قريبه .. كلها ربع ساعة بالكثير وبكون عندك .. بس ترى أنت كذا خوفتني كثير .. حمدان فيه شيء
صالح قاطعها سريعا : لا الموضوع يخصك أنتي ..انتظرك .. تمتم بهذه الكلمات ثم أغلق الهاتف سريها وانخرط بالبكاء
جود وهي تنظر إلى شاشة الهاتف تمتمت بحيرة : وش فيه عمي صالح .. لا أكيد حمدان فيه شيء ..

/::\

نهض سعد بصعوبة وأحس بدوار فضيع .. قلب عينه يمنه ويسرى ولم يجد نور وقرر الخروج للبحث عنها
كاد ينفجر غضبا مما سمعه .. شعر أن قلبه اصبح يعتصر الما ولم يتحمل ما الم به من مصائب
أم سعد وابا سعد ظلا يبحثا عن سعد ولكن دون جدوى وقررا أن ينتظراه بالخارج
أم سعد وهي تتكأ على ابا سعد تمتمت بحزن كبير : بو سعد حاسة بغضه هنا .. ووضعت يدها على صدرها
بو سعد : سلامة قلبك يا الغالية .. هذا كلة بسبة ضغطك اللي صار له كم يوم مرتفع
أم سعد وهي تضغط على يدة بقوة تمتمت بحزن : الحلم اللي حلمته مخلني مو مرتاحه .. الأفعى الكبيرة والأفاعي اللي حولها .. والجبل اللي كنا واقفين فيه انا وأنت وجالسين نصارخ ونطلب مساعدة ونحن عارفين أنه راح نموت
ابو سعد وهو يضع يده على شفتيه تمتم بغضب : أم سعد قلت لك تعوذي من بليس !! هذي كلها من عمايل الشيطان
قاطعهم صوت سعد وهو يضع يده على رأسه : يمه يبه أنتوا هنا .. كنت جالس أدور عليكم
بو سعد : زين جيت يا وليدي الحرارة تضر أمك .. إلا وين اختفيت .. وشو هذا الدم اللي على راسك
سعد وهو يضع يده على رأسه ويحاول إخفاء أصابته تمتم بتوتر : لا بس ضربت فحيط بدون ما أنتبه .. ما شفتوا نور
ذكر اسمها وهو يحاول جاهدا ان يخفي الغضب الذي تملكه
ام سعد : لا والله يا وليدي ما شفناها .. مو على أساس رايح تشوفها
سعد قاطعها سريعا : أيه أيه .. بس سألت عنها وعلموني أنها طلعت .. ثم تمتم بصوت منخفض . وين راح تروحي يا نور .. الحين راح أخليك تعرفين سعد على حقيقته .. راح أخليك تدفعين ثمن أستغلالك لي غالي .. انا أوريك
بو سعد وهو يقطع حبل أفكاره : يلا يا سعد خنا نروح تأخرنا
نور كانت تراقب سعد من بعيد وبمجرد أن شاهدته يصعد إلى السيارة شعرت بالكثير من الراحة ..
سعد وهو يقلب عينيه يمنه ويسرى باحثا عنها : وين رحتي يا نور ... ومن هذا اللي فضلتيه علي .. انا لازم اعرفه
بو سعد : سعد وش فيك يا وليدي طول الوقت سرحان ومو على بعضك .. يلا تحرك أمك لازم ترتاح
ام سعد : لا خله على راحته البيت مش من بعده كلها خمس دقايق ونوصل
بو سعد : لا إنتي لازم ترتاحين والحرارة مب زينه لك
سعد وهو يحاول أن يخفي غضبة ومشاعر أخرى كثيرة تملكته : طيب يبه ثواني واتحرك
/::\


ميساء وهي ترتدي عباءتها : يلا لوومي خلينا نروح .. ودي أرجع بدري .. عندي كذا شغله مع ريا ولازم أخلصها
لمياء : طيب بس حطيها في بالك .. انا ما راح أنزل معاك عند ريا .. أفكاركم أحسها بعيده عن أفكاري
ميساء : طيب يا حلوه بس يلا خلصينا عاد .. ريا لو تأخرت عليها راح تذبحني
لمياء وهي تتناول حقيبتها : طيب بالأول حلينا نتصل على ماما ونطمن عليها .. وبعدها نروح على طول اوك
ميساء : إيه حلو يلا أتصلي فيها .. هالكم يوم ما عاجبني حالها ..
لمياء تمتمت بسعادة وهي تستمع إلى صوت والدتها : ماما حبيبتي كيفك وشو قالو لك .. عسى ما فيه شيء مو زين ؟!
أم سعد قاطعتها بحب : لا يا بنيتي ما علي إلا كل خير .. بس الضغط شوي مرتفع .. الحين قريب البيت راجعين
لمياء : الله يهديك يمه قلنا لك لا تفكري كثير .. أنتي بروحك مريضه وحالتك حالة .. طيب نستناكم ولا نروح مع جود
أم سعد فجأة تجمدت في مكانها لم تستطع التفوه بأي شيء وأكتفت بالنظر إلى الأمام وهي مصدومة مما تراه
لمياء وهي تسمع أصوات غريبة : يمه وينك ؟! وش فيك سكتي فجأة
سعد ما هي إلا لحظات وأحس وكأن ثقلا كبير وضع فوق رأسه .. حاول أن يفتح عينيه قدر المستطاع ولكن دون جدوى فتمتم بذهول والكثير من الخوف تملكه : إيش اللي صاير ؟!! حاس نفسي دايخ ومو قادر أركز .. آخخخخ راسي
بو سعد قاطعه سريعا : سعد طيب وطي السرعة .. وأنزل خلني أنا اسوق بدالك
سعد لم يستمع لم تفوه به والده فأحس نفسه في عالم غريب ولم يعد يشعر بأي شيء فغاب عن الوعي سريعا ..
ضرب رأسه على المقعد بقوة .. ووضع كل حملة في قدمة التي جعلت ضخ السرعة يرتفع
أم سعد وهي تصرخ بصوت مرتفع : بو سعد وش فيه ولدي .. بو سعد ولدي أيش صار عليه
بو سعد وهو يحتضنها تمتم بصوت مؤلم وهو مغمض عينيه : يا الله سترك .. اللهم ارحمنا .. يا رب فرجها علينا
لمياء بدأت تسمع الأصوات الغريبة تزداد .. فجأة شعرت غصة بصدرها فخارت قواها فسقطت على ركبتيها وظلت تبكي
ميساء والخوف بدأ يتسلل بداخلها : لمياء وش اللي صار .. ماما وش فيها
لمياء وهي تسمع صوت ارتطام بالقرب من الشارع الذي يبعد عن منزلهم عدة مترات .. نهضت سريعا وتمتمت وهي تبكي بحرقة : ماما .. بابا .. سعد .. لا مستحيــل .. تمتمت بهذه الكلمات ثم توجهت راكضة نحو الخارج
ميساء لم تدرك بعد ما الذي حدث .. ولكنها لحقت بشقيقتها .. وصوت الارتطام اخافها ..
لمياء بدأت تركض بأسرع ما عندها وهي تصرخ وتنادي عائلتها .. وتخشى ان يكون كل ما تفكر به حقيقه
بدأت تقترب أكثر فأكثر .. صوت الارتطام بداء يزداد .. الناس بدأت بالتجمع . لمحة سيارة سوداء فسقطت على ركبتيها
ميساء وهي تجلس بجانبها وتلهث قاطعتها بخوف : لمياء وش اللي صار .. تكلمي .. امي وابوي وش فيهم
لمياء وهي تنظر إلى السيارة من بعيد .. وكل شيء فيها قد تحول إلى فتات تمتمت بألم وهي تحاول جاهدة ان تكون جمله تفهمها ميساء : ميساء السيارة سوداء اللي هناك
ميساء أدارت برأسها حتى رأت السيارة .. كانت شبيهه بسيارة شقيقها سعد .. هنا هي الأخرى انهارت .. وكأن هناك شيء ما أخرسها .. حاولت النهوض ولم تستطع فدخلت في نوبة هلوسة وهي تردد : لا مستحييييل تكون سيارة سعد
لمياء وهي تبكي بحرقة : معقولة يكونوا ... شاهدت دخان بداء يتصاعد فنهضت سريعا وتوجهت إلى هناك دون وعي أو ادراك منها .. ميساء لحقتها وهي تشعر وكأنها عاجزة .. وتتمنى أن يكون كل ما حدث مجرد تشابه لا أكثر
لمياء بدأت تقترب أكثر فأكثر .. بدأت تميز السيارة جيدا .. شاهدت النيران بدأت تتصاعد منها ولا يوجد أحد يمد لهم المساعدة .. نضرت إلى رقم السيارة .. وعندما نظرت إليه دخلت في حالة من الجنون وبدأت تصرخ لا شعوريا وهي تبكي بحرقة : وش فيكم أنتوا .. ليش واقفين كذا .. اللي هنا أهلي .. تكفون ابوس ايدكم تصرفوا .. طفوا النار
الموضوع كان حرج جدا .. وكان يبدوا على السيارة بأنها قد تنفجر في أي لحظة .. لهذا قرر الكل اخذ الحيطة
لمياء وهي تصرخ في وجههم : أنتو أيش من البشر .. لم تعرهم أي أهتمام وبدأت تقترب من السيارة أكثر
فامتدت يد منعتها من التقدم خطوة فقاطعها بغضب : وش فيك إنتي .. السيارة يمكن تحترق في أي لحظة
لمياء وهي تحاول أن تبعد يداه الصلبتين عنها تمتمت بحرقة : هذولا أهلي .. كيف تباني أخليهم .. خلني في حالي
ميساء هي الأخرى قاطعته بغضب : إذا مو قادرين تسووا شيء .. خلونا نحن ننقذهم
لمياء أستطاعت أن تبعد يداه وأقتربت من السيارة .. كانت تحترق .. حاولت ألنظر من بقي في داخلها ولكن من شدة الدخان لم تستطع .. سمعت صوت أنين .. صوت يردد الشهادتين ... لمياء استطاعت أن تميز بأنه صوت والدتها
فصرخت : يمه إنتي وين ,, مسكت مقبض الباب فشعرت أن يديها بدأت تذوب .. ولكنها سرعان ما تناست ذلك الشعور . حاولت فتح الباب بأقوى قوة عندها ولكن دون جدوى .. ميساء كانت تنظر إلى ما حولها وهي تشعر وكأنها تحلم
هنا أمتدت يد ضخمة وأبعدت لمياء عن الباب ..
بعد أن شاهدت والدتها تحترق وهي في حضن والدها بدأت تنهار أكثر وهي تصرخ وتنادي : يمــــــــــه تكفين ردي علي .. يمـــــه يبه لا تخلونا .. نحن من لنا غيركم تكفون ردوا علينا
سعد وينك .. سعد تكفى لا تخلاهم يموتوا .. تكفى يا سعد نحن مالنا غيركم .. يمه يبه ..
ميساء وهي تحضن شقيقتها من الخلف : لمياء تكفين لا تخليهم يتركونا .. ما راح أقدر أعيش لحظة وحده من غيرهم
ليتنا رحنا معهم .. ما ودي أعيش .. ودي أموت .. لمياء إذا ما رجعتي امي وابوي وسعد راح أموت .. تكفين لمياء
قاطعهم بصوته الأجش : يا بنيتي ما يصير إللي تسوينه بنفسك .. إيدك أحترقت وأنتي مو حاسة .. إدعي لهم بالرحمة
لمياء ابعدت يديها التي أصبحت ملطخة بالدماء تمتمت بغضب : أنته شو ما تحس .. محد مات فيهم تفهم.. محد مات
ميساء والدخان حال بينها وبين رؤية أهلها صرخت صرخة جعلت رعشة غريبة تسري في جسد الحاضرين فسقطت مغشيا عليها .. لمياء أبعدت يديها عن الرجل وذهبت لتضم شقيقتها في صدرها تمتمت بألم : لا تخافي يا ميساء .. الحين يجوون رجال الشرطة وكل شيء بيكون بخير .. كل شيء بيكون بخير .. وفجأة أحست بظلام دامس أحاط بها فسقطت مغشيا عليها وأرتطم رأسها بالأرضية .. جاءت الاسعاف وتم نقلهما إلى المشفى

/::\

جود كانت قريبة من موقع الحادث .. من شدة الازدحام لم تستطع التمييز من هو صاحب السيارة ..
أسندت رأسها إلى الخلف وظلت تفكر في حال حمدان .. الذي بداء يقلقها غيابة .. ورفض الدكتور صالح بأن يجعلها أن تتحدث معه .. واتصاله الأن بداء يقلقها أكثر.. سمعت صوت الاسعاف .. فشعرت بحزن كبير يتملكها .. فتمتمت بألم
الله يكون بعونهم .. وش هـ الحادث الفظيع !! يا الله يا رب تلطف فيهم .. الحوادث دمرت بيوت

/::\

ممـــــــــــــلكة البحــرين

//
\\


كانت تجلس أمام شاشة التلفاز ولكن فكرها وعقلها في مكان آخر .. شوقها لأبنتها راما بدأ يزداد أكثر فأكثر
ووجودها في منزل خالتها أثقلها كثيرا .. فهي تشعر بالخجل منهم .. وكل ما شاهدت مصطفى يسري ألم غريب بجسدها .. تمنت لو تستطيع منح نفسها فرصة أخرى .. ولكن قلبها كان أسيرا لـ هيثم .. ولم تفتحه لأحد سواه
قاطعها صوت ناعم : حور حبيبتي وش فيك سرحانة ..
حور وهي تتظاهر بأنها طبيعية تمتمت بثقة : كنت جالسة اتابع برنامج .. أمري خالتي بغيتي شيء
ام مصطفى وهي تجلس بجانبها وتمسح على رأسها بحب : بعدك تفكرين في بنتك صح
حور وهي ترتبك من سؤال خالتها تمتمت بحزن : في أحد ما يزعل على فراق ضناه ؟!! بس وش له سؤالك
ام مصطفى : حور حبيبتي من لما كنتي صغيرة تمنيتك تكوني لمصطفى .. بس أنتي أخترتي وشوفي النتيجة
حور وهي تعتدل في جلستها : ما فهمت خالتي .. ممكن توضحي أكثر ؟!!
ام مصطفى : حور لما تخلى الكل عنك من اللي وقف جنبك هاه .. من اللي خلا سنين كثيرة من عمره تضيع عشانك
حور قاطعتها بحزن : تأكدي يا خالتي اني ما رح أنسى وقفة مصطفى معاي .. وراح يتم هذا دين في رقبتي
ام مصطفى تمتمت بابتسامة : بس جاء الوقت المناسب عشان تسددي الدين هذا
حور وهي مرتبكة أكثر قاطعتها بخوف : خالتي حاسة نفسي أني بديت أجهلك .. ولا قادرة أفهمك
أم مصطفى : مصطفى البارح قالي أفاتحك في الموضوع مره ثانية .. وبيني وبينك ترى الناس بدت تتكلم ..!!
حور : تتكلم في إيش !!
أم مصطفى : صدقيني انا ما علي من كلام الناس .. بس خايفة عليك
حور قاطعتها بألم : وخوفك علي يجبرني أني أتزوج مصطفى
ام مصطفى : صدقيني مصطفى صار يتضايق من التلميحات .. ربعه صاروا يضغطوا عليه كثير
حور : خالتي مصطفى عاقل .. وتلميحات ناس تافهة صدقيني ما راح تهمه .. إنتي بس أطلعي من الموضوع
ام مصطفى : بس أنا تضايقني ..!!
حور قاطعتها بحزن : يعني وجودنا في البيت صار يضايقكم ..!
ام مصطفى قاطعتها بجدية : انا مش متضايقة من وجودكم في البيت .. بس صار لي سنين أشوف ولدي مكسور
حور ودمعه رسمت على خدها : خالتي أصبري علي هـ الشهر وصدقيني راح أترك البيت
ام مصطفى : تتركين البيت ؟!! شوفي يا حور راح تتزوجين مصطفى وغصبا عليك .. ولا راح أرميك بالشارع
حور وهي غير مصدقة لما تسمعه : خالتي إنتي من جدك ..
ام مصطفى : كنت أتعاطف معاك كثير .. بس إنتي زودتيها ... اليوم أبا أسمع موافقتك .. ولا !! إنتي عارفه الباقي
حور قاطعتها بألم : تبيني أدوس على قلبي ومشاعري عشان ولدك يكون مرتاح بس .. هذي تسمى أنانية
أم مصطفى قاطعتها بغيض : واللي تسويه إنتي قمة في الانانية .. بس عاد صار الوقت المناسب عشان نوقف فوجهك
حور وهي تبتلع ريقها : يعني يرضيك مصطفى يعيش مع أنسانة قلبها مع واحد ثاني
أم مصطفى تمتمت بقة : بكرة راح ينسيك هيثم وراما .. انا أعرف ولدي زين .. وما راح يقصر معاك في شيء
حور : بس............!!

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -