رواية احلامي المزعجة -52

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -52

دخلت الي جناحهم وهي تشعر بالترقب فإغلاقه الهاتف بوجهها انبئها بحدوث شيء كبير
ابتسمت عند رؤيته ليصيح بقوة : اين كنت يا هانم ؟
قالت بتوتر: كنت عند مريم
__لماذا لم تخبريني ؟ التفت اليها بحدة : ولماذا كذبت عندما تكلمت معك
ابتلعت ريقها بصعوبة ليصيح بها قويا : تكلمي
__ اردت رؤية معتز واذا اخبرتك برغبتي كنت سترفض
اقترب منها وصاح بحدة : فقلت لماذا لا اخدع هذا المغفل
ذهبتي لتري اخاك ، اليس كذلك اشتقت لهذا الحقير الذي كدت ان اموت بسببه وكاد ان يقتل ياسين مرتين من قبل
اشتقت لرؤية اخاك الذي سرقنا انا واخي دون ان يراعي انه سيصبح خالا لولدك القادم
عصيتني وذهبت اليه رغما عني و دون علمي
اذا اشتقت الي اخاك انجي ، اذهبي اليه فانا لا اريدك الي جواري بعد الان
نظرت اليه وهي تشعر بان الالم يزداد عليها ، دموعها تنهمر بصمت وحين نطق بجملته الأخيرة شعرت بألم شديد يجتاحها صاح بقوة : اذهبي
مسكت بطنها بقوة ورفعت راسها لتخرج من الغرفة وهي مصممة على مغادرة القصر ، اذا لم يستمع اليها الان ، ليس له الحق في الاستماع لها بعد الان
نزلت السلم ببطء شديد فهي تشعر بثقل شديد في ارجلها وهمت بالخروج من القصر لتسمع ياسين : انتظري
ذهب اليها سريعا ومسكها من ذراعها : انجي ، ما بك ؟
هاله مظهرها التعب ودموعها المنهمرة : ماذا حدث انجي ؟
نظرت اليه وقالت بصوت يكاد يسمع : ياسين اريد ان اذهب الي مريم ، هلا تأخذني اليها
صاحت نوارة هانم من وراءه : لا طبعا ، لن تخرجي من هنا
قالت بهمس : اشعر بالم فظيع امي
نظرت نواره هانم اليها لتراها ممسكة ببطنها لتقول امره
__ احملها سريعا ياسين الي غرفتي وانا سأتكلم مع الطبيب
بعد خروجها شعرت بالذنب يجتاحني كنت قاسيا معها
على الرغم من انها اخبرتني بسبب زيارتها لمريم ولكنها كذبت عليك يوسف ، كذبت ولكنها لا تستحق ان تطردها من بيتها ، الا يكفي ما اسمعتها اياه ، الا يكفي انك لم تراعي شعورها واخبرتها بما يفعله معتز ، الم تطلب من ياسين البارحة بان لا يتكلم عن امر الشركة وما يفعله معتز معكما امامها حتى لا تجرح شعورها ، لتاتي انت وتألمها بهذا الشكل ، الم تنصحك الطبيبة اكثر من مرة ان مع الانفعال
ستفقد الطفل بسهولة
انتفض فجأة وهو يعي ما فعله ليركض خارجا من الجناح ليذهب ويبحث عنها ليجد ياسين حاملا اياها امامه
نظر اليه ياسين بقوة ليتحرك من امام الباب ويفسح له مجال ان يدخل بها
وضعها ياسين على الفراش لينظر اليه بوعيد : الطبيب سياتي حالا
انصرف من امامه ليهرع يوسف ويجلس بجانبها
مسح دموعها وامسك يدها ليقبلها بلطف : اسف حبيبتي
لم اقصد ولكني غضبت لأنك كذبتي علي
اسف ، كدت ان اجن من قلقي وخوفي عليك
نثر قبلاته على يدها لتقع يدها من يده لينتفض بخوف
هزها بلطف : انجي ، انجي
صاح بقوة : انجي
انتفض ياسين من صرخته ليهرع الي الداخل وتتبعه امه
__ لا ترد امي ، انها لا تتكلم معي
__ اهدئ بني ، الطبيب قادم الان
جلست بجوارها الام : اتي لي بعطر قوي
ركض لامه بالعطر لتشممها اياه تمتمت : جوي
قفز الي الفراش وجلس بجوارها : عيونه وقلبه وعقله ، تدللي حبيبتي
نظرت اليه امه بدهشه ليكتم ياسين ضحكته ويشير الي امه براسه ان تأتي معه
خرج وتبعته امه لتغلق الباب خلفها : هل جن يوسف الي هذه الدرجة ؟
انفجر ياسين ضاحكا : الم تلاحظي جنونه من قبل امي ؟
__ كان بعقله لوقت قريب لوكن زوجته ازادت عنده الجنون الم يكن يتشاجر معها منذ قليل
__ يوسف متقلب امي دقيقة يضحك ودقيقة يغضب ،لا تشغلي راسك بهما امي انهما مجنونان هما الاثنين
امسك يدها وقبلها : ادعي لي امي
رتبت على خده : هل ستذهب الي عمر ؟
ابتسم : سأذهب الي نور امي ، وسآتي بها بإذن الله
__ يوفقك الله بني
****************
اقتربت منه بهدوء لتجلس بحضنه نظر اليها بدهشة
لتهمس : هل ما زلت غاضبا ؟
نظر لها بهيام : وهل استطيع ان اغضب منك ؟
ابتسمت بدلال يعشقه وهمت بان تنهض ليطبق يده على خصرها : الي اين ؟
ابتسمت : ساعد لك الطعام حبيبي
نظر والشوق يلمع بعينيه : لا اريد الطعام ، فاكهتي الحبيبة بين يدي ولن افرط بها
ابتسمت بخجل وقالت بدلال : عمر
ضمها الي صدره ليقبلها برقه حانية : نعم يا اميرتي
نظرت اليه لتذوب بلمعة عيناه الخضراء حثه الشوق لوصالها فهم بتقبيل ثغرها الباسم ليدق جرس الباب ويذهب رونق اللحظة
تأفف بضيق : من الغبي الذي يأتي الان ؟
ضحكت بخفه ليكمل : تضحكين ، حسنا سأصرف هذا الاحمق الذي افسد علي لحظتي واتي لك
قالت بسعادة : اكيد نور، ستتخلص من نور ايضا
ابتسم : لا طبعا ، ولكنها ستشعر بي وتنصرف من حالها
ضحكت برقة ليتنهد : لو نور سأنادي عليك ، لتنزلي الي الاسفل
تركها وهو متأفف من الشخص الذي اتي اليهم الان
فتح الباب ليجد ياسين امامه ابتسم باتساع ورحب به
__ تفضل ياسين ، مرحبا بك
دخل ياسين لينظر عمر اليه وينظر الي الخارج : اين نور ؟
امتقع وجه ياسين وشحب ليردد بدهشة : نور
الم تأتي اليك ؟
صاح عمر : نعم ، لا لم تأتي ، من يوم خروجي من المشفى
لم ارها ، اين هي ياسين ؟
ارتبك ياسين وتصاعدت ضربات قلبه قلقا : لا اعلم
ردد عمر صارخا : لا تعلم ، كيف لا تعلم مكان زوجتك ؟
تزايد ارتباكه : لقد تشاجرنا و تركت لي ورقة تخبرني بانها ستاتي اليك ،وها انا جئت لأراها واتفاهم معها
صاح عمر بقوة : متى تركت البيت ؟
__ البارحة ،
نظر له بتأنيب ولوم : وماذا فعلت لها يا بابن الاصول لتترك بهذه الطريقة ؟
زم ياسين شفتيه : ليس هذا وقته عمر ، نريد ان نعلم اين هي؟
__ سأعلم اين هي واتي بها ولكنك لن تراها مرة اخرى ، فانت لم تصن الامانة التي ائتمنتك عليها
اسرع ليتصل بها لينطق ياسين : هاتفها مغلق ، سأتصل بصديق لي بالشرطة ليبحث عنها
رن هاتف عمر فجاة لينتفضا الاثنان : مرحبا عمتي
تناهى لياسين صوت عمة عمر وهي تصرخ : انجدني عمر
انا مع نور ذهبت بها الي المشفى
تعال سريعا فأختك بحالة انهيار تامة

اعذروني على التاخير والتقصير يا صبايا
وان شاء الله نلتقي يوم السبت
على خير

صباح الخير على احلى صبايا
كيفكم عاملين اية
اخباركم
اتمنى تكونوا بخير يا حبيباتي
سوري على التاخير
بس واللهي ظروفي ملخبطة اليومين دول
البرت حيبقى حالا بين ايديكم
اتمنى ان يحوز على اعجابكم

قبل البارت عندي نجمات وصقفة لكا من توقع التوقع صح
رباب فؤاد رغم انها لم تصرح به في تعليقها ولكنها كانت عارفاه
ام رنا الغالية جابت التوقع صحيح ومية مية
وطبعا ايمو الحبيبة توقعاتها من الكنترول

كونوا بالقرب دائما ولا تحرموني من تفاعلكم

الفصل الخامس والثلاثون

الجزء الاول

فتح الباب ليجد ياسين امامه ابتسم باتساع ورحب به
__ تفضل ياسين ، مرحبا بك
دخل ياسين لينظر عمر اليه وينظر الي الخارج : اين نور ؟
امتقع وجه ياسين وشحب ليردد بدهشة : نور
الم تأتي اليك ؟
صاح عمر : نعم ، لا لم تأتي ، من يوم خروجي من المشفى
لم ارها ، اين هي ياسين ؟
ارتبك ياسين وتصاعدت ضربات قلبه قلقا : لا اعلم
ردد عمر صارخا : لا تعلم ، كيف لا تعلم مكان زوجتك ؟
تزايد ارتباكه : لقد تشاجرنا و تركت لي ورقة تخبرني بانها ستاتي اليك ،وها انا جئت لأراها واتفاهم معها
صاح عمر بقوة : متى تركت البيت ؟
__ البارحة ،
نظر له بتأنيب ولوم : وماذا فعلت لها يا بابن الاصول لتتركك بهذه الطريقة ؟
زم ياسين شفتيه : ليس هذا وقته عمر ، نريد ان نعلم اين هي؟
__ سأعلم اين هي واتي بها ولكنك لن تراها مرة اخرى ، فانت لم تصن الامانة التي ائتمنتك عليها
اسرع ليتصل بها لينطق ياسين : هاتفها مغلق ، سأتصل بصديق لي بالشرطة ليبحث عنها
رن هاتف عمر فجأة لينتفض الاثنان : مرحبا عمتي
تناهى لياسين صوت عمة عمر وهي تصرخ : انجدني عمر
انا مع نور ذهبت بها الي المشفى
تعال سريعا فأختك بحالة انهيار تامة
اتسعت عينا ياسين رعبا ، لتضييق عينا عمر بغضب شديد
اغلق الهاتف من عمته ليندفع ناحية ياسين بشراسة
وامسكه بقوة من ملابسه وهو يصيح : ماذا فعلت بها ؟
ها اخبرني كيف وصلت الي هناك ، ما الذي جعلها تذهب وتحتمي به وهو الوحيد القدر على ايذائها ، لماذا لم تصن الأمانة
دفعه بقوة : كنت اظن انك اهلا للثقة
خفض ياسين بصره لا يعلم بماذا يجيبه
نطق بألم : تشاجرنا عمر ، لم اطلب منها ان تغادر فانا لا اقوى على الابتعاد عنها ولم يتبادر الي ذهني انها ستذهب الي هناك ، لقد كتبت في رسالتها انها ستاتي اليك
نظر له بغضب وهم بالصياح مرة اخرى لتنزل عليا بسرعة
وهي تهتف بقلق : ماذا حدث ؟ لماذا تصيح هكذا ؟
اشاح بوجهه بعيدا لتلتفت الي ياسين : مرحبا يا باش مهندس
اين نور ؟
تبادلا النظرات عينان تلمعان بالغضب والعينان الاخران ترجوان التفهم
ليقول ياسين ببطء وبصره معلق بعمر : سنذهب لنأتي بها
وقف بجانب الباب ونظر الي عمر : هلا اتيت معي ؟
نظر له عمر : سأبدل ملابسي
__ سأنتظرك بالسيارة ، لا تتأخر
اندفع خارجا من الباب ليصعد الاخر السلم سريعا وتتبعه علياء وهي بحالة من الدهشة العارمة
دخلت الي الجناح : ماذا يحدث عمر ؟ لماذا كنت تتشاجر مع ياسين ؟
جز على اسنانه غضبا : ليس الان علياء ، اغلقي على نفسك الباب جيدا ، احتمال كبير ان أتأخر
هم بالخروج لتتعلق بذراعه : لا تتركني هكذا ، افهمني ما يحدث
نظر اليها و قبلها قبلة خاطفة: لا تخافي ، سأعود لا تخافي
تركها وانصرف وهي بحيرة من امرها ماذا حدث ليتشاجر مع ياسين بهذه الطريقة والاغرب ان ياسين المعتد بنفسه ذو الشخصية القوية يصمت امامه دون ان ينبس بحرف واحد بل كان يرجوه بنظراته ان يتفهم موقفه
اذا المشاجرة خاصة بنور ، ما بها نور ، ومن اين سيأتيا بها؟
وضعت يدها على قلبها وهي تتمتم : سترك يا رب


***********************


سمع طرقات على الباب ليرفع راسه وينظر من القادم ليجدها واقفه امامه بمظهرها الانيق وزينتها الكاملة كأنها ذاهبة الي حفلة ما
ابتسم بمهنية : تفضلي دكتورة
ابتسمت بدلال مفرط : جئت اسال عن احوالك
جمد وجهه وقال بعملية : انا مشغول الان ، والمشفى مكان عملنا لا مكان للسؤال عن الاحوال الشخصية
تنهدت بعتب وهي تجلس على حافة المكتب : لماذا اصبحت جافا هكذا ياسر ؟ اشتقت الي احاديثنا معا
عقد حاجبيه من طريقتها المبالغ فيها ، مالت عليه بغنج واضح وهي تنظر اليه وتعض شفتيها بعتب : الم تشتاق انت لاحاديثنا ؟
هم بالرد عليها ليرفع نظره الي من تقف على باب المكتب وتنظر اليهما بجمود وتساؤل
انتفض واقفا ووجهه محمر والارتباك مسيطر عليه
تقدم ناحيتها وانحنى يقبل وجنتيها : اهلا حبيبتي ، تعالي
ابتسمت : اهلا حبيبي ، مرحبا دكتورة سلمى
تقدمت ناحيتها ومدت يدها لتصافحها ، امتقع وجه الاخرى وردت بارتباك : مرحبا دكتورة
نظرت لها مريم بتفحص لتقول الاخرى سريعا: اراك لاحقا يا دكتور
انصرفت من بينهما لترفع بصرها اليه هم ان يبرر ما راته لتقول بهدوء : سنتكلم في البيت ياسر ، هل ستنصرف الان ؟ ام لديك عمل ستقوم به
تنهد : سآتي معك
__ حسنا سأنتظرك بالسيارة
تركته وخرجت وهي تبحث عنها بعينيها وجدتها واقفة بجوار طبيب شاب وتضحك معه بدلال لتبتسم ذهبت اليها
ونظرت اليها لتتوقف الاخرى عن الضحك وتتجه نحوها
__ هل تريدين شيء يا دكتورة مريم ؟
ابتسمت مريم بهدوء : نعم ، ابتعدي عن ياسر ومن الافضل لك ان تذهبي الي بعثتك وتفكري بمستقبلك المهني
ياسر لا يخفي عني شيء ، واعجابك به مفضوح ، ولكنه لن يراك ابدا ، انت تعلمي ذلك جيدا
لا تتسببي لنفسك بفضيحة تذهب بمستقبلك المهني
اراك على خير
تركتها وهي مصدومة من كلماتها الاخيرة ، هل بالفعل ياسر اخبرها انها تحوم حوله ، ثم ما قصدها انها ستتسبب في فضيحة تذهب بمستقبلها المهني ، كانت تهددها ام ماذا
لماذا تزجي بنفسك في كل هذا سلمى ، ما أردته منه فعله دون ان اطلبه ، اذهبي الي بعثتك دون افتعال للمشاكل


ركب السيارة وجلس الي جوارها
نظرت اليه بطرف عينها وهي تدير السيارة
__ هل تفضل ان تقود انت ؟
هز راسه نافيا : لا انا متعب ، واريد ان استرخى قليلا
لقد جئت الي المشفى بسيارة اجرة حتى ارتاح من القيادة قليلا
هزت راسها متفهمه ، ليعم الصمت السيارة لم يستطع ان يسترخى كما اخبرها فعلى الرغم من اغماضه لعينيه يشعر بكل عصب في جسده مشدود يفكر ويسال نفسه هل هذا الهدوء ما يسبق العاصفة
فهدوء مريم عجيب وهو لا يعلم ما تخفيه فنظراتها الغامضة تحيره
توقفت السيارة ليفتح عيناه ويجد انهما وصلا الي البيت
ومريم دخلت الي البيت تنهد باسى وهو يخرج من السيارة
ويجهز نفسه للمواجهة مع مريم
فما راته و ما حدث امامها لن تمرره مرور الكرام
دلف الي الفيلا ليجد الجو هادئا ولا اثر للصغار
نظر الي ساعته ليجدها الواحدة بعد منتصف الليل ومن الطبيعي ان يكون الصغار نائمين بمثل هذا الوقت
زفر بتوتر ليصعد السلم وهو يقدم رجل ويؤخر الثانية
فهو لا يعلم هذه المواجهة ستوصله الي اين مع زوجته وحبيبة قلبه
دخل الي جناحهم ليرمش بعينيه غير مصدقا لما يراه
فضوء الشموع ينير المكان والورود الحمراء متناثرة هنا وهناك ، ادار عينيه بالمكان ليجدها تمر من امامه وهي تحضر له ملابسه ، رمش بعينيه مرة اخرى ليتأكد مما يراه فمظهرها وهي ترتدي قميصها الابيض الساتاني ليظهر جسدها من تحت قماشه الشفاف بشكل مغري وفتان ، تنفس بقوة وهو لا يفهم ما يجري من حوله
تقدم اليها في هدوء وهو مبهور من جمالها الذي يعشقه
ابتسم ونظر الي عينيها : مريم ، لا تفهمي ما رايته بشكل خاطئ
ابتسمت بغموض : ماذا رأيت ؟
نظر لها بعتب : مريم ، انت تعلمي جيدا عما اتحدث
ابتسمت ابتسامة جانبية وناولته ملابسه : لا اعلم
ابتسم باتساع وامسكها من رسغها وشدها الي حضنه
ليضمها بين ذراعيه ويقول بجديه : بل تعلمي اني اقصد ما رايتي سلمى تفعله
جمد وجهها عن الابتسام وخفضت بصرها عنه وسالته بجديه بنبرة لم تستطع ان تخفي منها الالم ولا العتب
__ هل شجعتها على ما فعلته اليوم ياسر ؟
نطق سريعا : لا والله ، بل وجدتها امامي كاللهو الخفي
ضحكت بشده على تعبيره لتسال من جديد : ولا من قبل
دارت مقلتيه وصمت قليلا وزفر بهدوء : هل ستصدقينني اذا اخبرتك ان قلبي لم ينبض الي احدا غيرك ابدا
لن انكر انها لفتت نظري قليلا
امسك يدها ووضعها على قلبه : لكن هذا لم يراها اطلاقا
بل ظل يراك انت فقط حتى وانت مشغولة بأشياء اخرى غيره
ابتسمت : يكفيني هذا ياسر ،يكفيني انك لم ولن تحب احدا غيري
اقترب منها اكثر : ولن ارى احدا غيرك مريم
****************
جلس امام قبرها وهو يبكي ، دموعه تنهمر كالأنهار ، لا يستطيع ان يتوقف عن البكاء الندم يمزقه ، لا يصدق ما سمعه اليوم ، وليهدئ من نفسه التي استمرت تلومه منذ انصرافه من عند ياسر نزل سريعا الي اقرب طبيب واجرى لديه التحاليل الازمة
كانت صدمته كبيرة عندما اخبره الطبيب ان لا يوجد لديه أي سبب يمنعه من الانجاب اخبر الطبيب انه اجرى تحليل من قبل اثبت انه عقيم ليبتسم الطبيب بهدوء : لم تكن عقيما اطلاقا يا استاذ
بهت بشده وسأله بتردد : كيف ؟ اخبرني الطبيب من قبل اني عقيم ولا استطيع الانجاب
قال الطبيب ببساطة : لا بد انه خطا ما بنتائج التحاليل
وهذا امر وارد الحدوث
صاح بانهيار : وارد الحدوث ، وارد الحدوث
هذا الخطأ الوارد الحدوث كلفني اسرتي كلها
خسرني حبيبتي وزوجتي وطفلي
طفلي الذي كنت انتظره بفارغ الصبر
وحبيبتي الذي فعلت كل شيء لأفوز بها
اندفع خارجا من عيادة الطبيب ليركب سيارته ويوقد سريعا متمنيا ان يموت الان حتى يتوقف شعور الالم المميت الذي يشعر به
الي ان وصل الي قبرها ويبكي بنشيج مكتوم
__ سامحيني حنان ، اغفري لي ، غبائي وغيرتي تحكما بي
فنسيت كل شيء ، ولأني كنت اخونك كل يوم ، خيلي الي انكي ستفعلين مثلي ، لم استطع ان افهمك طوال عمري
احببتك واردتك بجنون ففعلت كل شيء لأنالك
وعندما اصبحني بين يدي عاملتك كما يعامل الصغار لعبهم
تسليت معك لأتركك وانا اعلم انكي ستنتظرينني حينما اعود
ولكن جن جنوني عندما تهيا لي انكي ستتركينني من اجل ياسين ، ياسين الذي حملته كل اخطائي ، رميت كل ما فعلته من على اكتافي وعلقته برقبته لأتخلص من شعوري بالذنب
ياسين اخي وصديقي الذي دبرت لأتخلص منه مرتين
ياسين الذي قضيت كل السنوات الماضية لاهد شركة اباه
واعذبه عن ذنب لم يرتكبه
مسح دموعه ليقول باسى : اذا كنت لن استطع ان انقذك انت
سأنقذ صديقي مما فعلته معه
لمس القبر بأنامله : سامحيني حبيبتي وادعو لي لان يسامحني ياسين ايضا
سآتي مرة ثانية حبيبتي لن انقطع عنك ابدا
ساترك كل الذنوب التي افعلها وسأغدو معتز جديد لتسامحيني وتغفري لي

**********************

جالس بجانبها على الفراش بعد ان طمئنه الطبيب عن استقرار وضعها الصحي وانصرف الطبيب وياسين ايضا
لا يعلم ماذا كان سيفعل بدون ياسين ، فبعد ان فاقت انجي اشتدت الالام عليها ليهرع يا سين وهو يأمره ان يظل بجانب زوجته ويأتي بالطبيب بدلا عنه وبعد ان اطمأنوا على وضعها الصحي وانصرف الطبيب نظر له بقوة واقترب منه وقال له بخفوت احترم نفسك وحافظ على زوجتك وولدك القادم ولا اريد ان اسمع صوتك يصدح في الافق هكذا فانت لا تعيش بمفردك معها ، اعتني بها ولا تهدر كرامتها امامنا
فان اغضبتها بينك وبينها شيء وان تغضبها على مرأى ومسمع منا شيء اخر
التفت الي انجي وابتسم بهدوء : الف سلامة عليك يا زوجة اخي ، اذا ضايقك هذا المغفل لا تتركيه وتذهبي الي أي شخص اخر غيري ، فانا استطيع ان اعلقه من اذنيه اذا اردت واتي لك بحقك منه ، واطرده من البيت اذا لزم الامر
ابتسمت انجي ليردف : ولكنك لن ترضي بان افعل به ذلك ، اليس كذلك ؟
ضحكت انجي : نعم ، لن ارضى له بهذا العقاب القاسي
ابتسم ليهز راسه بتفهم ويخرج من الغرفة : سأذهب فانا تأخرت
قال يوسف : الي اين انت ذاهب الان ؟
انها الثانية عشر
ابتسم بتوتر ليكح بإحراج وتحمر اذنيه ، ابتسم يوسف باتساع
ولمعت عينيه بالمكر : انت ذاهب الي رؤية نور
نظر اليه بحده ليضحك الاخر وهو يرتب على كتفه
بقوة : نعم يا رجل ، اذهب وعود بها راضيها فهي لا تستحق ان تغضبها ياسين ، انها تحبك ، بل تذوب بهواك
عقد حاجبيه وقال بابتسامه والغرور يلمع بعينيه : اعلم ذلك
ضحك يوسف بمرح ودفعه بلطف : ما هذا الغرور يا اخي ؟
الثقل صنعه نعم و لكن ليس لهذا الحد ، هيا اذهب الي زوجتك
فرك كفيه ببعضهما وهو يبتسم بشقاوة : ودعني اصالح زوجتي
ضحك ياسين ليتركه وينصرف ليدخل هو الي غرفة نومهم
وينظر اليها بعينيه العسليتين والحب يقفز منهما
تقدم منها وأمسك بيدها وقبلها بعمق : اعذريني جيجي ، انا اسف بحق
على ما قلته ، ولا اعلم كيف اعوضك عن حماقتي
ابتسمت : لا تعتذر يوسف ، فانا مقدره لشعورك وقلقك علي
ولكني اردت ان اقابل معتز لأتكلم معه ليتوقف عما يفعله معك انت وياسين ، كان لابد ان افهم ما يحدث من حولي
نظر لها مستفهما لتكمل : لقد علمت عن طريق الصدفة بان حادثتك مدبرة وعلمت ان معتز من كان ورائها
فقررت ان افهم سر العداوة المشتعلة بينمها
وعندما سالت مريم اجابتني بانها لا تعلم واتفقنا انا وهي على ان نعلم ما السبب وراء انقلاب معتز بهذا الشكل على ياسين
__ وهل علمتي السر المجهول الينا ؟
ابتسمت : نعم ، وسأخبرك الان

*****************
وصلا الي الاسكندرية في وقت قياسي فتقريبا ياسين كان يقود السيارة بسرعة فائقة ، فاقت كل الحدود لم يحترم قواعد المرور كعادته ولم يهتم لشيء اخر كل ما يشغل عقله
هو الوصول الي نور والاطمئنان عليها والاهم ان يعلم ماذا حدث لها
لم يتبادل الحديث مع عمر اطلاقا الا عندما بدا عمر يصف له طريق المشفى وكان الاخر لا ينطق الا بالاتجاهات
من هنا ، اتجه يمين ، يسار
الي ان وصلا ، لا يعلم الي الان كيف ركن سيارته وكيف انطلق سريعا الي الاستقبال ليسال عن نور
وصلا الي الطابق الراقدة به حبيبة قلبه ليسمع صوت صرخه حادة تحمل بطياتها الالم والرعب
اندفعا الاثنان الي اتجاه الصوت فكلا منهما ميز صوتها بسهولة ليمنعهم الممرضين من الدخول
صاح ياسين وهو يدفع الرجل من امامه : ابتعد عني ، اريد ان اقابل الطبيب وافهم ما يحدث
__ المعذرة سيدي ولكن لا يسمح لك بالدخول الان
ازداد صراخها لينفطر قلبه عليها ولكنه فوجئ بمن يدفعه الي الحائط بقوة ويطبق يديه على عنقه
تفاجا مما يحدث معه ليجد عينا عمر الخضراء تشتعل بمزيج احمر غاضب ويقول بصوت هادر : ماذا فعلت بها ؟
اخبرني ماذا فعلت بها ؟ لماذا لم تصن الامانة ؟
قبض كفيه بقوة حتى لا يفعل أي شيء يهد ما تبقى بينه وبين عمر وقال بصوت مخنوق من اثر ضغط عمر على رقبته
__ اتركني عمر ، ولنتحدث فيما بعد ، دعني اطمئن عليها
ضغط عمر على رقبته بقوة اكبر : اخبرني اولا ماذا فعلت بها
شعر بالخنقة تسيطر عليه وانه لا يستطيع التنفس ليسمع صوت عمة عمر وهي تجذب يد الاخير بقوة : اتركه عمر
اتركه
نفض عمر يديه عنه لينظر اليه بشراسه تنحنح ياسين
لتربت العمة على كتفه : المعذرة يا ولدي ، فهو لا يعلم شيء
صاح عمر وهو يضرب بقبضته الحائط : ما الذي لا اعلمه
قالت العمة وهي تسيطر على دموعها بقدر المستطاع
__ ياسين لا دخل له بحالة نور الان
سال ياسين بقلق : ماذا حدث سيدتي ؟
نظرت لهما بخوف ليحثها عمر : تكلمي عمتي ، ارجوك
ابتلعت ريقها بصعوبة : نور اتت الي البارحة وكانت تبكي بشده وسألتني هل لحافظ أي دخل بموت محمود بك
نظر لها عمر : من محمود بك هذا ؟
قال ياسين بجمود : ابي ، اذن هي استمعت الي حديثي مع امي
صاح عمر : اذن انت السبب في حالة الانهيار يا ابن الاصول ، عاملتها سيئا بسبب ان حافظ كان السبب في موت اباك ، الم اخبرك بان حافظ سبب شقاءنا وتعاستنا في هذه الدنيا ، التفت الي عمته وقال بتوتر : هل قابلت عمي ؟

يتبع ,,,

👇👇👇
تعليقات