بداية

رواية احلامي المزعجة -53

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -53

ابتلعت ريقها بصعوبة : نور اتت الي البارحة وكانت تبكي بشده وسألتني هل لحافظ أي دخل بموت محمود بك
نظر لها عمر : من محمود بك هذا ؟
قال ياسين بجمود : ابي ، اذن هي استمعت الي حديثي مع امي
صاح عمر : اذن انت السبب في حالة الانهيار يا ابن الاصول ، عاملتها سيئا بسبب ان حافظ كان السبب في موت اباك ، الم اخبرك بان حافظ سبب شقاءنا وتعاستنا في هذه الدنيا ، التفت الي عمته وقال بتوتر : هل قابلت عمي ؟
زفر ياسين لتتكلم صفيه : اصبر عمر ، ولثاني مرة اخبرك بان ياسين لا دخل له بحالة الانهيار التي اصابت نور
صاح بقوة : اذن اخبريني من السبب ؟
قالت بتوتر: عدني اولا انك ستكون حكيما و لن تندفع فيما ستفعله
صاح بقلة تهذيب ك عمتي انا على وشك الانفجار وانت تطلبين وعدي على امر لا افهمه
قالت بإصرار : عدني اولا
قال بنفاذ صبر : اعدك
نظرت اليه والخوف يلمع بعينيها : قضت لدي الليلة وكانت تريد ان تعود اليك عمر ، ولكني صممت على بقائها معي عدة ايام وكنت سأتصل بك واخبرك في الصباح وخاصة ان حافظ مسافر ولن يعود هذه الايام
سال ياسين ليحثها على المواصلة : وبعد سيدتي ماذا حدث ؟
نقلت نظرها بينهما الاثنان وانفرجت شفتاها ببطء

*********************
تاوه وهو يرفع راسه من على ارضية الغرفة الرخام
يشعر بالبلل يغطي ملابسه ورقبته
لمس طرف عنقه لينظر الي يديه فيجد سائلا احمرا يلون يديه
تمتم وهو لا يقوى على النهوض : ماذا حدث ؟
تذكر انه ذهب الي القاهرة ليعلم اخبار هذا الاحمق
ابن اخيه الاحمق الذي ينجو من الموت ببراعة
ثم اجل سفره من اجل ان يفكر له بشيء اخر ، يخلصه منه
قضى يومه وهو يعد له الحفرة القادمة ، لم تكن حفرة بل كانت تربه يدفنه بها ويتخلص منه
ولكن ما ازعجه حقا انه قبل ان يركب الطائرة اتصل به
الفرد المسئول عن مشروع الشاليهات ليخبره انهم لم يتمكنوا من الاقتراب منه ، فياسين بك استاجر افرادا لحماية المشروع
استشاط غضبا ليعود الي الاسكندرية ليرى ماذا يستطيع فعله ليهدم هذا المشروع ويدق اخر مسمار في نعش عمر
ليكون جاهزا على الدفن
عاد الي القصر وهو يغلي من الغيظ فهو لم يكن ينقصه الا هذا الياسين ، لماذا يساعد عمر الي الان
الم يخبره ان نور ابنته ، كان من المفترض ان يتركها بعد هذه الحقيقة المؤسفة من وجهة نظر هذا الياسين
اعد له كاسا من الشراب وهو يخطط كيف يقوم بإبعاد هذا الياسين عن الطريق فوجوده مع عمر يقوي جبهة عمر
وهذا لا يريده ، انتبه بعد قليل من الوقت ان زجاجة الشراب فرغت ليقوم وهو يترنح ويأخذ زجاجة اخرى ويصعد الي الاعلى ، وكروتين يومي مر بغرفتها اولا
الابتسامة تداعب شفتاه والذكريات تندفع الي عقله
كم كانت رائعة ، اسكرته النشوى التي تملكته وهو يتذكرها
على الرغم من جبروته وقوته معها الا انه استمتع بكل لحظة قضها معها هذه الليلة
دلف الي غرفتها بهدوء وهو يحاول ان يتخيلها ملامحها الجميلة ، ضحكتها المغرية
اتسعت عيناه بدهشة وهو يهمس : نور
حدث نفسه : عادت من اجلك حافظ
وضع اصبعه على شفتيه وهمس : هششششش ، حتى لا تستيقظ
بحث بعينه عن مصدر للضوء خفيف فهو يريد رؤيتها ولا يريد ان يوقظها نظر هنا وهناك
ليجد شمعدان الشموع اسرع اليه وسارع الي اشعال الشموع
بهذه الشمعدانات المتناثرة بالغرفة
امسك احدهم وهو يقترب منها ووضعه على طاولة صغيرة قريبه من الفراش لينظر اليها والحب والرغبة تقفز من عينيه
__ اشتقت اليك حبيبتي ، مر وقت طويل على اخر مرة كنا معا ، قرب وجهه منها ليهمس ك هل اشتقت الي انت الاخرى
ابتسم بجزل ونفخ بهدوء في خصلات شعرها لتتطاير من على وجهها لينحني ويطبع قبله خفيفة على وجنتها
مرر اطراف انامله على جسدها وهو يتحسسه برغبه قوية ليطبع قبلة اخرى عميقة على شفتيها
انتفضت على اثرها وقامت مفزوعة من نومها
نظر اليها بحب : حبيبتي ، اشتقت اليك
صاحت بوجهه وعينيها متسعتان خوفا ورعبا : ابتعد عني
امسك يديها بقوة : لماذا ، الم تشتاقي الي نور ؟
تنفست بقوة وصاحت باكيه : انه انت ، انت من اراه بأحلامي ، انت من
لتنفجر باكية صاح بقلة صبر : ليس كل مرة نور
البكاء معي لا يفيد ، سأحصل على ما اريد ولو بالقوة
وانت جربتي من قبل قوتي
استكيني الي هذه المرة ، فانا لا اريد ان استخدم معك قوتي
كان ردها صفعة قوية على وجهه ليحمر وجهه بغضب اعمى ويشدها اليه بقوة : مجبرا اياها على ما يريد
ازداد صراخها وبكائها وصياحها بان يبتعد عنها ويتركها
ليقول بقوة وجبروت : لقد قلت لكي نور ، لن اهدئ الي ان احصل على ما اريده
اظلمت الدنيا بعينه ولا يعلم ماذا حدث بعدها الي ان استيقظ الان ، لا يعلم ما مصدر هذا الدم ولا يعلم ما هذا السائل الذي يبلل ملابسه
نفض راسه ورفعها مرة واحده لتصطدم بشدة بالطاولة فيصرخ بشتيمة غير لائقة ولكن المفاجأة هو وقوع شمعدان الشموع بجانبه ، انتفض واقفا وهو يرى النيران تشتعل من حوله ولكن انها ليست من حوله انها مشتعلة بملابسة
جرى سريعا ليطفا النيران الممسكة به ليصطدم بطاولة اخرى فيقع شمعدان اخر على الارض ويمسك بالسجادة الحريرية التفت يمينا ويسارا وهو يركز نظره على مخرج من هذا الجحيم المشتعل ركض باتجاه اخر ليترنح ويسقط طاولة اخرى وتقع الشموع وتزيد النيران ترنح ولم يستطع التنفس ليركض باتجاه النافذة وهو يصرخ من النيران المشتعلة من حوله لتمسك النيران بالستائر الحريرية
سقط ارضا وسط النيران فلم يعد يستطيع المقاومة
صرخاته تزداد ليراها كأخر مرة راها بها وهي مرتديه قميصها الحريري الابيض متمسكة بذراع اخيه
همست بنبرتها القوية : احترق حافظ ، احترق هذا هو عقابك
على ما فعلته بنا
صرخ صرخة مدوية ليسقط اكثر بين النيران التي تلتهم كل شيء من حوله

********************
__ استيقظت على صوت صراخها الذي يدوي بالقصر
كانت تقوم من نومها مفزوعة ولكنها لم تكن تصرخ بهذا الشكل كانت تصرخ برعب وهي تقول اتركني ابتعد عني قال ياسين على الفور : هل عاد اليها هذا الحلم ؟
نظرت اليه لتكمل بتوتر وهي تتمسك بذراع عمر باستماته
__ ذهبت اليها لأوقظها من النوم ، لأجد حافظ هناك ويحاول
صاح عمر بنفاذ صبر : ها عمتي ، اكملي
نظرت اليه وزمت شفتيها ليسالها ياسين وعيناه تضيق من الغضب :هل حاول ان يعتدي عليها ؟
انهمرت الدموع من عينيها ليقفز الشر من عينيه ليعقد عمر حاجبيه ونظر الي عمته : تكلمي عمتي
هل حاول عمي ان يعتدي على صغيرتي ؟
صاحت بسرعة : ولكني انقذتها منه ضربته على راسه بقوة بزجاجة وجدتها هناك
هزت راسها ايجابا لينطق ياسين بفحيح : الحقير القذر ، لقد خيل اليه انها والدتها
لف له عمر بحده : نعم ، لا افهم ، ما العلاقة بين ذاك وتلك
لا افهم لماذا يحاول ان يعتدي عليها ، انها ابنته
ثم ما العلاقة بين اعتداؤه على نور وامي
اتسعت عيناه وكانه استنتج العلاقة فجأة ليركض من امامهم
صاحت العمة : الحق به ياسين ، ولا تدعه يفعل شيء متهورا
نظر لها بجود : مثل ان يقتل اخاك العزيز مثلا
لمع التصميم بعينيه وهو يندفع وراء عمر : اذا لم يفعل سأفعل انا

**********************

__ اخاك هذا مجنون
ما الذي جعله يفكر بمثل هذه الافكار الحمقاء
تنهدت : لا اعلم يوسف ، لا اعلم ما السر وراء افكاره ولكن سببه قوي للعداوة
تخيل انت تعلم عن علاقاتي بشخص اخر الن تقتلني وتقتله ايضا
انتفض واقفا من مقولتها : ما هذا التشبيه الاحمق النجي ؟
هل انت غبية الي هذه الدرجة ؟
صاحت باستنكار : يوسف
اشاح بيده في وجهها : لا تصيحي مستنكرة هكذا ، هل سمعت من قبل عن زوجة تقول الي زوجها ان يتخيل انها على علاقة مع شخص اخر
انفجرت ضاحكة بقوة : انه مثل حبيبي ، اعطي لك مثالا
لتفهم ما اقصده
__ ليس بمثل هذه الطريقة ، انتقي امثلتك
ابتسمت : حاضر ولكن هل فهمت ما اقصده؟
نظر لها غاضبا : نعم ، طبعا سأتخذ منه موقفا عدائيا
نظرت اليه : اذن معتز لم يكن مخطئا فيما فعله
__ لست انا من يقرر هل هو مخطئ ام لا
واذا تخافين من علاقاتي بأخيك ، اقترب وجلس بجانبها
وحاوطها بذراعه : لا تقلقي من اجلك سأفعل أي شيء


*********************
وصلا الي القصر ليجدا جمهور من الناس حوله
نزلا من السيارة لينظرا ماذا يحدث ولماذا الناس مجتمعه حول القصر
ليجدا سيارة اسعاف متواجدة بالمكان
التفت ياسين الي احد الحاضرين : ماذا هناك ؟
__ لقد اشتعل الجزء الشرقي من القصر
سال عمر : هل توفى احد من ساكني القصر ؟
هز الرجل راسه باسى : نعم سيد القصر اصاباته خطيرة ونقلوه الي المشفى
سال ياسين سريعا : اين هو ؟
__ لقد غادر في سيارة الاسعاف للتو
نظرا الي بعضهما ليتنهد ياسين : تعال عمر ، لنعود الي نور
وبالطريق سأخبرك بكل ما لدي وما حدث بيني وبين نور ؟


*******************
وصلا امام المشفى وصمت عمر يمزقه ، مضت نصف ساعو وهما واقفان امام المشفى ابلغه ياسين بكل شئ ما عاد الليلة العنيفة التي حدثت بينهما ، ومن حينها وهو يلتزم الصمت تنحنح اخيرا ليلتفت اليه ياسين
__ انت لست مخطئا ياسين ، بل انا المخطئ
ظننت بان زواجك من شقيقتي سيحميها من حافظ
ولكني لم افكر مطلقا بماذا سيفعله زوجها اذا علم بكذبة حافظ
انتهى الامر ياسين ، وشكرا لك لقد ازعجتك معي حقا
اتسعت عينا ياسين : هل جننت عمر ؟ نور زوجتي
نظر اليه عمر والتصميم يلمع بعينيه : لذا اطلب منك ان تطلقها
صاح بقوة : نعم ، لا لن يحدث ، ثم لست انت من يقرر ذلك
انا ونور فقط من لنا الحق بذلك ، والي ان تطلب مني نور ذلك واقرره معها ، ليس لك الحق ان تكلمني بهذا الامر ثانية
نظر له عمر والغضب يلمع بعينيه : اذن لن تطلقها
نظر الاخر متحديا : نعم
لمع التحدي بعيون عمر : لن تراها اذن
__ ساراها وقتما احب عمر ، لن تستطيع ان تمنعني عن رؤيتها
نزلا الاثنين من السيارة ليدلفا الي الداخل كل منهما يسير بمحاذاة الاخر ولكنهما ليس معا


وصلا الي غرفة نور ليقف عمر بوجهه وينظر اليه غاضبا
صاح بقوة : ابتعد عني ، ساراها
قال صوت هادئ بجانبهما : لا انت ولا هو
نظرا الاثنين الي مصدر الصوت ليجدا فتاه رقيقة الملامح صغيرة الحجم لتكمل الطبيبة هي لن تقابل احدا الفترة القادمة ، الصدمة عنيفة عليها وامامنا فترة طويلة الي ان تصبح بخير
من فضلكما اذهبا الي بيوتكما ، فالسيدة صفيه ستقيم معها الفترة القادمة
سال ياسين بتهكم : ومن انت ؟
ابتسمت بهدوء : انا الطبيبة المسئولة عن حالة السيدة نور
سالت بجدية : من منكما ياسين ؟
__ انا ، من اين علمتي باسمي ؟
__ ان المريضة تهذي به كثيرا
نظر الي عمر بقوة لتكمل الطبيبة : وتأتي بسيرة عمر ايضا وانها تريد رؤيته
نظر له عمر بقوة ليقول بهدوء : انه انا
__ ولكن غير مسموح لكما برؤيتها الا عندما تستقر حالتها
هيا عودا الي بيوتكم
نظر الاثنين الي بعضهما لينصرفا
وصلا الي الاسفل ليقف ياسين امام سيارته : هل ستاتي ؟
نظر له عمر بغضب : تعال عمر سنعود غدا
طمئن زوجتك وانا سأرتب امور الشركة ونعود غدا ثانية
اشاح عمر بوجهه ليكمل ياسين : لا تصبح عنيدا هكذا
هيا
ركب عمر السيارة على مضض وعادا الاثنين
كما اتيا لا يتبادلان الحديث
كل منهما يسير بمحاذاة الاخر ولكنهما ليسا معا


************************
دخلت الي مكتبها في الصباح لتفاجئ بوجوده امامها
ابتسمت : اهلا سيدي
__ هل اتيت اخيرا ؟ هل كنتي تحضرين اوراقك للسفر ؟
ابتسمت بتوتر ليردف : ستذهبين اليه اذن
ضحك ساخرا : هل تظني انه سيلتفت اليك وهو يرى الشقراوات حوله من كل جانب
انت مخطئه اذن ، خيانتك لهذه الشركة ذهبت سدى
ومن بعت مصدر رزقك من اجله ارخص من أرخص رخيص


اتمنى ان يحوز على اعجابكم
موعدنا الاربعاء القادم
باذن الله
القاكم على خير


صباح الخيرات على احلى بنات
سوري سوري سوري
على التاخير
بجد اسفة جدا
طلعلي مشوار من تحت الارض ولسة داخلة حالا من بره
البارت حينزل حالا
اتمنى يعجبكم
ويكون يستحق انتظاركم


شكر خاص لاحلام 2 و همسة حزينة
لقد قرات ردودكم بس للاسف اتحزفت
نورتوا روايتي بردودكم الحلوة
اسيبكم مع البارت


الفصل الخامس والثلاثون

الجزء الثاني

دخلت الي مكتبها في الصباح لتفاجئ بوجوده امامها
ابتسمت : اهلا سيدي
__ هل اتيت اخيرا ؟ هل كنتي تحضرين اوراقك للسفر ؟
ابتسمت بتوتر ليردف : ستذهبين اليه اذن
ضحك ساخرا : هل تظني انه سيلتفت اليك وهو يرى الشقراوات حوله من كل جانب ؟
انت مخطئه اذن ، خيانتك لهذه الشركة ذهبت سدى
ومن بعت مصدر رزقك من اجله ارخص من أرخص رخيص
توترت وجلست متمسكة بمكتبها: لا اعلم عما تتحدث، سيدي
__بلي تعلمين ، ولكن ما لا افهمه ، كيف استطاع اقناعك بالا تخبريني ، وان تسلميه مفتاح المخزن
اصفر وجهها بشده وتكلمت لتخرج الكلمات بصوت مهزوز خائف : لا اعلم عما تتحدث سيدي
نظر لها بقوة : بلى تعلمين ، فالمخزن فتح بواسطة المفتاح الاصلي الذي تركته معك واوصيتك ان تحافظي عليه حتى تعطيه لياسين باليوم التالي
لم اشك بك للحظة واحدة ، ولكن طارق كان له مفعول السحر
اجهشت بالبكاء واخفت وجهها بيديها : لم استطع ان ارفض
ولكني لم اعلم بانه سيسرق الادوات
لقد اخبرني ان الموقع يحتاج معدات وادوات للبناء ولا فائدة من الانتظار بم اني املك المفتاح
نظرت اليه والندم يملئ عينيها : لم يخطر ببالي انه سيسرق المخزن
سال بقوة : هل تعرفين مكانه ؟
هزت راسها نافية : لا ، صدقني سيدي ، لم اكن اعلم ما يخطط له
نظر لها باشمئزاز ليأتيه صوت من الخلف : انها صادقة استاذي
جمد وجهه عند رؤيته وتنهد بضيق : مرحبا معتز
ابتسم معتز : مرحبا استاذي ، هل وصل ياسين ؟
زم السيد عبد العزيز شفتيه : لا لم يأتي بعد، ماذا تريد معتز؟
__اريد ان اتكلم معه
صاح بضيق : معتز ياسين لديه ما يكفيه ، لا تأتي اليوم وتكمل عليه بسبب غبائك الذي لا تريد الاعتراف به
خفض معتز بصره : بل اعترف اني كنت غبيا لوقت طويل
والان جئت لأصحح ما فعلته السنوات الماضية
التفت اليه السيد عبد العزيز والحذر يطل من عينيه
ليبتسم معتز له مطمئنا : لا تقلق استاذي ، انا صادق
نظر له مطولا وزفر بقوة: تعال معتز ، لنتحدث قليلا


************************
وصل الي القصر عند بزوغ ضوء الشمس ليتنهد بحرقة الغصة تسيطر عليه والهموم تثقل كاهله
كان يريد ان يطل عليها ، ينظر لها نظرة واحده تهدئ من نفسه وتسكت دقات قلبه المجنونة
دخل الي الجناح ليشعر بان قلبه مقبوض وانه لا يستطيع التنفس ، كأن الهواء انتهى برحيلها عنه
استحم وبدل ملابسه وذهب ليدق الباب على يوسف فهو يحتاجه اليوم كثيرا
فتح يوسف الباب واثار النوم تطل من عينيه
__ صباح الخير يوسف
عقد يوسف حاجبيه : صباح النور ياسين ،ماذا هناك ؟
__ ارتدي ملابسك وهيا اريدك ان تأتي معي
نظر الي ساعته : الان
تنهد : نعم
هز يوسف راسه موافقا : سأنتظرك بالمكتب
__ حاضر
نزل الي الاسفل لينتظر شقيقه ، وبدلا من ان يدخل الي المكتب ذهب الي الحديقة ونظر الي مكان جلوسها عندما راها وهي تضحك مع يوسف ابتسم ووضع يده اعلى ظهر الكرسي وكانه سيشعر بجسدها موجود تحت كف يده
تنهد بألم سيذهب ليراها مهما حدث
هب الهواء ليضرب وجنتيه بالنسمات الصباحية الباردة
استنشق الهواء وهو يشعر برائحتها محمولة اليه في نسمات الهواء الباردة
انتفض عندما وضع يوسف يده على كتفه ليساله الاخر بقلق
__ ما بك ياسين ؟ اشعر انك متعب
هز راسه ايجابا وقال بدون تفكير : بل اكاد اموت من التعب
اتسعت عينا يوسف ليقترب منه وهو ينظر اليه : بعد الشر عليك ياسين ، ماذا حدث ؟ اخبرني
تردد قليلا : هل رفضت نور ان تعود معك ؟ ولذلك انت بهذه الحالة السيئة
هز راسه برفض : لا انها بالمشفى
صاح يوسف : ماذا ، ماذا اصابها ؟
اغمض عينيه بألم : ليس الان يوسف فانا لا اريد ان اتحدث
تنفس ببطء ليردف : انا احتاج وجودك بالشركة هذه الايام فانا سأكون بجانب نور الايام القادمة
واحتمال كبير ان لا اتي الي الشركة بالأيام ، خذ حذرك وحاول ان يتم بناء المجمع بمواعيده يوسف
__ ان شاء الله ياسين
__ اسمع باقي المعدات ستاتي بعد غد وادوات البناء ستصل اليوم ، بسام فعل معي ما لا يفعله الاشقاء مع بعضهما البعض
__ نعم ، ان يعطي لك مواد البناء دون ان يحصل على دفعه مقدمة ويقسط باقي حقها على اشهر ، صراحتا لم اتوقع ان يفعل شيء كهذا
ولكن ياسين ادوات البناء هذه لن تكفي البناء
__ اعلم يوسف ولكنها ستنهي المرحلة الاولى ، حينها استطيع ان اطلب دفعة جديدة من مستحقاتنا لاتي بأدوات بناء نكمل بها البقية
__ هذا المشروع سيقضي على السيولة التي لدينا
__ تفاءل يوسف ستكون الامور جيدة ، هيا بنا لنذهب الي الشركة وبعد ذلك سأذهب الي المطار
عقد يوسف حاجبيه : المطار ، لماذا الم تقل انك ستكون بجانب نور
__ نعم انها بالإسكندرية وانا لن استطيع قيادة السيارة وانا لم انم من البارحة
هم بالسؤال ليشير اليه بيده : لا مزيد من الاسئلة يوسف ، ارجوك
هز يوسف راسه موافقا لينتبه انهما سيركبان مع السائق
رتب على كتف ياسين : لا تبتئس ستكون على ما يرام
تمتم : اتمنى ذلك ادعو الله ان تمر هذه الازمة على خير


**********************
تنظر اليه وهي تعد الحقائب تشعر بالقلق والخوف يحاوطها
فهو منذ ان اتي في الفجر لم ينم ، والغضب يقفز من عينيه
فعيناه الخضراء تحول بياضهما الي اللون الاحمر ليصبح شكلها مرعبا ، ثم انها تشعر بانه يؤنب نفسه على شيء هي لا تفهمه ولا تعلم ماهيته
تنحنحت : عمر ، لقد جهزت كل شيء ، ولكن هل نحن ننتقل من الفيلا ام ماذا ؟
قال بدون ان ينظر اليها : لا عليا ولكني اريد ان اكون بالقرب من المشروع ولن استطيع ان اباشره وانا هنا بالقاهرة
نظرت اليه وقالت بتردد : هل تخفي عني شيء ؟
التفت اليها : تعالي عليا ، اريد ان اتكلم معك
نظرت له بتوجس لتذهب وتجلس بجانبه


******************


تبعه بهدوء ليدخلا الي مكتب ياسين ، جلس السيد عبد العزيز
وقال بهدوء : تعال معتز اجلس
نظر اليه بامتنان وجلس بجانبه
__ معنى كلامك بالخارج انك تأكدت ان الافكار التي كانت بعقلك مجرد اوهام لا اساس لها من الصحة
هز راسه موافقا ليكمل السيد عبد العزيز بألم وعتب
__ والاتهام السخيف الذي اتهمت به صديقك وزوجتك تأكدت من عدم صحته
__ انا اسف استاذي ، اعذرني كنت غبيا و اخترت ان احمل ياسين اخطائي كلها ، دون ان اشعر بالذنب
__اسمع معتز ، انا لا احملك ذنب موت حنان ، فالموت بيد الله ثم انه قدر لا مفر منه
ثم ان حنان كانت تشعر من قبلها ، عندما اتت لتخبرنا بحملها اوصتني بك خيرا وبطفلها ايضا ، لن انكر قلقي وقلق زوجتي عليها ولكن عندما علمت بخبر موتها ، سلمت امري لله
هز راسه بألم واكمل : حنان لم تكن نعم الابنة فهي عاشت طوال عمرها تشعر انها اقل منكم جميعا لم اكن بغافل عما تفعله ولكني لم استطع ان اقسو عليها بسبب ظروف موت والديها وعلى الرغم من اعتناء زوجتي بها ومعاملتها لها كابنتها ، الا انها كانت تعلم دائما اني خالها وانها زوجتي
لم تنادينا قط بابي وامي ، كانت تشعر بالغيرة من نادين وتصر على اخذ ما بيديها ، اعتناء عائلة ياسين بها كانت تزيدها غيرة وحقدا عليهم ، اصرار محمود بك انها تنال نفس النمط التعليمي ، اشعرها بانها اقل منكم فكانت تفرغ هذا الشعور بان تشعر بانجذابكم لها ، ياسين كان يعلم ظروفها جيدا فكان يتعامل معها برعاية وحنان فائق الحد
وياسر ايضا ولكن ياسر لم يكن برقة وحنان ياسين ، اختلاف الشخصية البشرية ومشاعره نحو مريم كانت واضحة وضوح الشمس ، فأخرجته من المنافسة الوهمية التي كانت مشتعلة بعقلها هي فقط ، بقى انت واحمد ، انت تركض وراءها وتلهث ايضا خائف من ان يفوز بها ياسين الذي لم يلتفت الي ما يدور بأذهانكم ، واحمد المرح بطبيعته فهو يتكلم عن كل شيء بمرح وخفه لا يأخذ امرا بطريقة جدية
فكان يسمعها الكلام المعسول باعتياد ، هذه هي طبيعته مجامل ولبق ليس معها هي فقط بل مع كل البشر
ولكنها فهمت جيدا بانه يحب نادين فمعاملته لها تختلف عن معاملته مع سائر الفتيات فهي الوحيدة التي لم يسمعها كلامه المعسول بل كانت عيناه من تنطق بحبه وهيامه
محمود بك انتبه ايضا الي ما يعتمل داخل صدر ابن اخيه ورحب بهذا النسب وقبل موته اوصى ياسين اذا احمد طلب يد نادين للزواج ان يوافق حتى دون ان يسالها عن رايها
وهذا السبب الرئيسي الذي جعل ياسين يجبر نادين على الزواج من احمد
كنت اراقب كل هذا وانا لا اريد تصديق ان تربيتي لابنة اختي جعلتها سيئة هكذا ،بل انها ازدادت سوءا عندما حملت زوجتي واتى محمد اصبحت اكثر بشاعة واكثر حقدا ، عندما كنت ارى نظرة الكره تلمع بعيونها عند رؤيتها لمريم كنت اشعر بالخوف يشلني
فمريم من وجهة نظرها تتمتع بكل شيء ، اهتمامك بها انت وياسين وحب ياسر الذي لم يعيرها اهتمامه وايضا اعجاب احمد بقوة شخصيتها ، ولكنها لم تستطع اذية مريم فقوة شخصية مريم وثقتها بنفسها كانا يقفان لها بالمرصاد فمريم لم تستمع اليها ولم تبتعد عن احدا منكم ، كما فعلت نادين ، مع الاسف نادين كانت ضعيفة الشخصية نشأتها مع اخ كياسين وام قويه كنوارة هانم جعلتها ذات شخصية منطوية ضعيفة وحنان استغلت هذا الامر مع استغلالها ان نادين كانت ذات جمال عادي فأشعرتها بانها ليست لها اهمية وان عائلتها لا تحبها كما يحبونها هي
ولكن عند سفر ياسين الي الدراسة بدأت ان تكون طبيعة قليلا
اقتربت منك اكثر لم اكن استسيغ فكرة اقترابها منك ولكنها لم تكن تبالي براي احدا اخر غيرها ، الي ان تزوجتما هدأت كثيرا وتغيرت بعد فترة الي الافضل ، اصبحت تعامل محمد بطريقة جيدة واصبحت تعدنا عائلتها ، ولكني كنت اشعر انها غير سعيدة وسالتها اكثر من مرة الا انها فضلت ان تكتم عني امورها
الي ان علمت بأمر خيانتك المتكررة لها تكلمت معها لترجوني الا اتكلم معك وانها ستحل مشاكلها الزوجية بمفردها
كم اشعر بالندم اني استمعت اليها اشعر اني لو كنت تكلمت معك لكانت الان بيننا وكنت استمتع بأحفادي ، يمكن هذا عقاب لي اني لم احسن تربيتها
اغرورقت عينا معتز بالدموع ليردف السيد عبد العزيز
__ المهم الان معتز ان تكفر عن اخطائك في حق صديقك ورفيق دربك
__ هذا هو سبب قدومي اليوم
التفتا الي صوت ياسين الغاضب وهو يصيح : نعم اريد ان اعرف سبب قدومك اليوم ، فانت غير مرحب بك هنا

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -