بداية

رواية احلامي المزعجة -54

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -54

محمد بطريقة جيدة واصبحت تعدنا عائلتها ، ولكني كنت اشعر انها غير سعيدة وسالتها اكثر من مرة الا انها فضلت ان تكتم عني امورها
الي ان علمت بأمر خيانتك المتكررة لها تكلمت معها لترجوني الا اتكلم معك وانها ستحل مشاكلها الزوجية بمفردها
كم اشعر بالندم اني استمعت اليها اشعر اني لو كنت تكلمت معك لكانت الان بيننا وكنت استمتع بأحفادي ، يمكن هذا عقاب لي اني لم احسن تربيتها
اغرورقت عينا معتز بالدموع ليردف السيد عبد العزيز
__ المهم الان معتز ان تكفر عن اخطائك في حق صديقك ورفيق دربك
__ هذا هو سبب قدومي اليوم
التفتا الي صوت ياسين الغاضب وهو يصيح : نعم اريد ان اعرف سبب قدومك اليوم ، فانت غير مرحب بك هنا


********************


__ لا افهم ما تقوله عمر ، هل نور بالمشفى ؟
هز راسه ايجابا لتكمل : لماذا ذهبت الي الإسكندرية ؟
قال بنفاذ صبر : سمعت ياسين وهو يتحدث مع والدته بان عمي كان السبب بموت والده ، فذهبت لتفهم الامر منه ، ليتها لم تذهب
__ لماذا لم تأتي الي هنا ؟
__ الذي فهمته من حديث ياسين ، انهما تشاجرا مشاجرة قوية قررت ان تتركك البيت بعدها
اكمل بغضب مكتوم : ابن الاصول عاملها سيئا بسبب عمي
لم يفهم ان هذا العم لم يستحق ان نتشارك معه في نفس دماء الاسرة الواحدة
سالت بتوتر : هل هذا السبب الوحيد عمر ؟
تنهد بألم : لا ، عمي اخبره ان نور ابنته ، كما اخبر والدي من قبل
نظرت له لترى الالم والقهر يطل من عينيه اسرعت الي جواره واحتضنت كفه بيدها ليضغط على اصابعها بامتنان
__ اذن هلا اخبرتني بسبب ذهاب نور الي المشفى
زم شفتيه ليضغط عليها بأسنانه بقوة ليشعر بطعم الدماء في فمه ربتت على يده بهدوء لينطق من بين اسنانه بصوت يكاد يسمع : عمي حاول ان
لم يستطع أي يكمل حديثه لتتسع عيناها رعبا لما استنتجته
__لماذا ؟ ما فهمته من حديثك انه متأكد من ابوته لها
__ ما حاول ان يخبرني به ياسين وهو يراعي شعوري ان حافظ اغتصب امي وهذا ما اصابها بالانهيار العصبي ولكني توقعت شيء كهذا من قبل ان يخبرني به ياسين
لم يستطع ان يكبح دموعه اكثر من ذلك لتنهمر بفيضان من عينيه وهو يتمتم : ما رايته ولم استطع حمايتها منه
كنت اظن انها خائنة لاكتشف اني ظلمتها كل هذا الوقت
كانت بريئة من ظني بها ، كان علي ان احميها منه
لكني غبي احمق لم استطع حمايتها ولم استطع حماية نور ايضا ، كم انا ضعيف لا اقوى على شيء
شعرت بانه سينهار لتدفن راسه بحضنها وترتب علي ظهره مهدئة : لا عمر ، لم تكن تفهم ما يحدث من حولك ، اهدئ حبيبي ، نور ستصبح على ما يرام وستكون بخير
اهدئ وحاول ان تنام قليلا ، فلن تستطيع السفر وانت منهار هكذا
مسح دموعه بكفيه : لا استطيع اريد ان اطمئن عليها ،
__ حسنا ، سأتصل بعلي واطلب منه ان يوصلنا ، او لنذهب مع ياسين
نطق بحده : لا ياسين لا ، لن اذهب مع ياسين الي أي مكان
نظرت اليه وقالت بهدوء : اذن كيف سنسافر ؟
__ سأطلب سيارة خاصة ، تذهب بنا وتظل تحت امرنا هناك ، الي ان اشتري سيارة جديدة
__ حسنا ، نل قسطا من النوم
__ لا علياء ، سنذهب حالا ، سأقوم ارتب امر السيارة


*******************


رتبت على كتفه بقوة : محمد استيقظ ، انا اشعر بتعب فظيع
انتفض جالسا : ماذا هناك ؟
تلوت من الالم : ما بك بسنت ؟
__ اشعر بألم فظيع اسفل بطني
__ لماذا ، الم تخبريني البارحة ان دورتك الشهرية انتهت
وعلى هذا الاساس اعدنا المحاولة
ابتسم بخفة وهو يقول جملته الاخيرة
نطقت بنفاذ صبر: محمد هل هذا وقته ؟ انا متعبة وانت تجري معي تحقيق ولا ضباط المباحث
قال بتوتر : لا حبيبتي لم اقصد ، اريد ان افهم ما يحدث معك لا اكثر
تأوهت مرة اخرى ، لينتفض واقفا : هيا سنذهب الي المشفى
فيبدو ان الالم شديد
نطقت بألم : لا استطيع ان أتحرك
ابتسم بحب وذهب ليأتي لها بعباءتها السوداء ليلبسها اياها ويحكم حجابها ليحملها بين يديه : لا تقلقي حبيبتي ، انا معك دائما


******************
__ هذا هو سبب قدومي اليوم
التفتا الي صوت ياسين الغاضب وهو يصيح : نعم اريد ان اعرف سبب قدومك اليوم ، فانت غير مرحب بك هنا
__ اهدئ ياسين قليلا واستمع اليه
نظر له بدهشه : انت ما تقول ذلك استاذي ، بعد ان سرق الشركة كما فعل المرة الماضية
صاح معتز : لم اسرق الشركة المرة الماضية ياسين
لقد خسرت الشركة اموالها في البورصة ، وهذا امر وارد
ضحك ساخرا : ومن طلب منك ان تزج بأموال الشركة في البورصة معتز
ومن اين لك الخبرة لتغامر بالشركة وأصولها في البورصة
ها ، ثم باقي الاموال التي اخذتها من الخزانة لتسديد ديونك يا استاذ ، كانت تحت أي بند
قال الاخر بضيق : لقد اعطيتك بدلا منها اسهم وتنازلت عن حق الادارة
اصاح ساخرا : لا والله ، الشركة حينها كانت تحتاج اموالا يا سيد لا تحتاج حق الادارة واسهمك التي تنازلت عنها
قال يوسف بهدوء : اهدئ ياسين ودعنا نستمع اليه
التفت الي اخيه بحدة ونظر له بقوة : انت يوسف من تقول هذا
رتب على كتف اخيه : اهدئ واستمع اليه
نظر الي معتز بنقمة ليذهب ويجلس على كرسي مكتبه
__ لا اريد ان استمع اليه
نظر اليه معتز ليلتفت الي يوسف : المعدات التي اخذها طارق من الموقع وباعها هذا هو حقها
مد الي يوسف بشيك ليردف : وادوات البناء موجودة بمخزن في طريق سقارة هذا هو مفتاحه ابعث عمالك ان يأخذوها
لف الي ياسين المرسوم على وجهه علامات الدهشة
__ المعذرة ياسين على ما فعلته معك الفترة الماضية ، اعلم جيدا ان من حقك الا تسامحني ، ولكني ارجو ان تستمع الي بأحد الايام لتفهم ما كنت أعانيه وتسامحني على ما فعلته معك
صافح السيد عبد العزيز : سأنصرف استاذي
لف الي يوسف : المعذرة يوسف على غضبي الذي امتد اليك انت الاخر ، اطلب منك وبرجاء شخصي ان تسمح لي بزيارة انجي لأراها واعتذر منها على ما بدر مني ثم اني اريد ان ارى نوارة هانم ايضا
__ تعال باي وقت معتز ، انها شقيقتك ولن امنعك عنها
هز راسه ليرمي ياسين بنظرة سريعة لينظر اليه الاخر بغضب ،هز راسه بتفهم وغادرهم سريعا


نطق السيد عبد العزيز بهدوء : لماذا ياسين ؟ لم اعهدك قاسي من قبل
نظر اليه بتعجب : انت الاخر استاذي ، هل نسيتما ما فعله بنا ؟
__ لقد اتى ليصحح غلطته ياسين ويعتذر عما فعله ،لماذا لم تستمع اليه
__ هل تريديني ان استمع اليه بعد كل ما فعله يوسف ؟
تنهد يوسف : عندما تستمع اليه ستفهم ما اقوله لك ياسين
هيا اذهب لتلحق بطائرتك وانا هنا مكانك لا تقلق
نظر له السيد عبد العزيز مستفهما ليهمس يوسف : سأخبرك فيما بعد استاذي
همس السيد عبد العزيز : وماذا سنفعل بعبير ؟
__سأتصرف معها ، ياسين لن يحتمل فكرة انها خانته
هز السيد عبد العزيز راسه بتفهم : حسنا
قام ياسين من مكتبه وناول السيد عبد العزيز ورقة مكتوبة بخط يده : انها تفويض مؤقت ليوسف بإدارة الشركة استاذي
لان الفترة القادمة لن استطيع ان اباشر عملي جيدا ولا اريد ان تتعطل امور الشركة
عقد السيد عبد العزيز حاجبيه ليهز راسه بتفهم
ليصافحه وشد على يد يوسف : انها امانة برقبتك يوسف
اذا احتجت أي شيء ، اتصل بي
ابتسم يوسف : لا تقلق ، ستلعنني من كثرة الاتصالات
صافح السيد عبد العزيز : ابق بجانبه استاذي وعلمه كما علمتني ، وانا سامر كل يومين لأرى سير العمل
بعد اذنكما
غادرهم سريعا وهو يدعو ان لا يمنعوه من رؤيتها هذه المرة


*************************


ابتسم باتساع والفرحة تقفز من عينيه واقترب ليجلس بجانبها
على فراشهم قبل راسها واستنشق خصلا شعرها
ليرفع راسها بأصابعه بحنان وينظر الي عينيها
ويقول بنظرة عتب : هل من الممكن ان تخبريني سبب بكاءك ؟
اجهشت بالبكاء فأحتضنها بين ذراعيه : توقفي بسنت ارجوك
واخبريني لماذا تبكين ؟
المفروض ان تكوني فرحة حبيبتي ، اليس هذا حلمنا الجميل الذي سعينا السنوات الماضية لتحقيقه ؟
هزت راسها ايجابا ليمسح دموعها : اذن لماذا تبكين ؟
قالت من بين شهقاتها : لا اعلم ولكن عندما اكدت لي الطبيبة اني حامل شعرت ان لا اتحكم بدموعي
احتضنها مطمئنا : مبروك حبيبتي ، نعم انا غير قادر على استيعاب ان تكوني حاملا والايام الماضية كنت
صاحت مزمجره ووجها احمر : محمد
ليضحك بصوت عال ويكمل : ولكن لولا اننا كنا بالمشفى لكنت رقصت فرحا بهذا الخبر
ضحكت بقوة : على اساس انك تستطيع الرقص ، لن انسى يوم زواجنا وانت واقف كالمسمار ولا تستطيع الحركة وضائق انك لا تستطيع الرقص
ضحك : لا تذكريني ، ضاع الفرح هباء بسبب اني لا استطيع الحركة حتى ، وكلما تذكرت علي وهو يرقص معك يراودني شعور بان اتخلص منه لأتخلص من شعور القهر الذي ينتابني
تعالت ضحكاتها لتصمت فجأة نظرت اليه : هل هذا حقيقا محمد ، ام انا اتخيل ؟
ابتسم ابتسامة مطمئنة : لا حبيبتي ، انه حقيقيا ، اتركي عنك القلق واتركيني اعد لك الطعام لتتمكني من اخذ الحبوب التي كتبتها لك الطبيبة ولن تتحركي اليوم من مكانك الي ان نذهب الي طبيبتك الخاصة في الليل ، وانا بجانبك اليوم لن اذهب الي عملي
ابتسمت : لن تستطيع تدبر امورك
__ بلى سأستطيع، ارتاحي بسنت من فضلك
خرج من امامها لتبتسم بهدوء وتضع يدها على بطنها وتحسسه ببطء حدثت نفسها هل بالفعل تحمل طفل بأحشائها
غمرتها السعادة لهذه الحقيقة لتغرورق عيناها بالدموع
فكرت ان تبلغ اخواتها بالأمر فنظرت الي هاتفها لترى انها بساعات الصباح الاولى ستنتظر الي ان تتأكد من طبيبتها في الليل فهي الي الان لم تقتنع ان حلمها سيصبح حقيقة اخيرا


*********************


وقفت ترتجف امامه فمن الواضح ان غضبه اعتى من غضب ياسين
قال بقوة : ها سيدة عبير هل ستخبريننا بمكان طارق ام نستدعي البوليس ؟
ارتعدت بشدة : لم افعل شيء ، ولا اعلم اين هو
ابتسم بسخرية : ولكنك شريكة بجريمة السرقة عبير
فانت اعطيته المفتاح ، اذن تعتبري شريكة في الجريمة
و من الطبيعي ان نأخذ حقنا منك
فانت خنت الامانة بل وساعدتي في سرقة الشركة
بكت بنشيج حاد وغطت وجهها بكفيها : لم استطع الرفض ولم اكن اعلم بانه سيسرق الشركة
صاح بقوة : كيف لم تستطيعي الرفض ؟
اخبريني كيف اقنعك ان تخوني ياسين وتخوني الشركة مصدر رزقك ، هل أعطاك اموالا
نظرت اليه : لا بل لم يخبرني انه سيسرق المخزن
ولكن طلب مني المفتاح لان الموقع محتاج المعدات وانا صدقته
ضحك هازئا : صدقتيه ، ما السبب القوي ان تفعلي شيء دون ان تستشيري احدا منا
__ كيف لا اصدق زوجي ؟
اعتلت الدهشة ملامحة لينظر الي السيد عبد العزيز الذي احاط به الوجوم ليسالها : هل انت زوجة طارق ؟
كيف ؟ ومتى؟ ولماذا لم تخبرينا ؟
انهمرت دموعها : نعم تزوجنا بعد خطبة ياسين بك ، لا انكر ان خطبة اخاك هي السبب في موافقتي على عرض طارق الذي عرضه على اكثر من مرة
جلس على كرسي اباه ونظر اليها : لا افهم ما علاقة خطبة ياسين بزواجك من طارق ؟
ابتسمت باستهزاء والالم ينطلق من عينيها : بل اخاك هو السبب بكل شيء
نظر اليها باستهجان لتصيح بألم : لم يلتفت لي ولا مرة
لم يشعر بي ولا مرة ، تعامل معي كأني قطعة اثاث
كنت اهيم به حبا ، اعشق جديته وكبرياؤه كنت اعلم جيدا انه لا يلتفت الي أي انثى فكنت صابرة واحيى على امل انه سيلتفت الي يوما ما
اكملت والحقد يقطر من صوتها : الي ان ظهرت هذه الصغيرة التي لا تليق به سنا ولا مقاما لتقلب حاله
يصبح ضائقا عندما لا يراها ويحيل حياتي جحيما
وعندما يراها او تبتسم له ارى انه يخر ساجدا تحت قدميها
لم اتخيل يوما اني سأرى ياسين العظيم ملهوف ومشتاق
او منتظر ، كنت اراه دائما سيد ، ملك متوج من حق التي تحبه ان تهرع اليه دونما ان يتكلم او يطلب لكن نور قلبت كل شيء
ارتني الجانب الذي لم اراه طوال خدمتي معه
ارتني ياسين العاشق الملهوف الذي ينتظرها تطل من باب مكتبي لتشق الابتسامة وجهه الي نصفين
لا انكر ان كرهت هذا الجانب من شخصيته
وكرهت ان هذا الجانب طغى علي باقي شخصيته وكرهتها لأنها كانت السبب بتغيره
ولأنسى كل شيء وافقت على عرض طارق الذي اتى بوقته
كنت اعلم انها سعادة مؤقته فطارق لا قلب لديه انه يعشق جميع النساء ، وانا قلبي مرهون بإشارة من طرف عين ياسين ، وبالفعل طارق تركني وذهب بعد ان اخذ ما كان يسعى اليه وانا الي الان اعشق ياسين واتمنى ان يعود كما كان الرجل القوي الذي يرتعد قلبي عندما اراه
نظر لها يوسف : اذن كنت ستوافقين طارق على الانتقام
صاحت بقوة : لا طبعا ، وطارق نفسه كان يعلم ذلك
ولذلك لم يخبرني فانا لن استطع خيانة ياسين ابدا
زفر بقوة : بم ان معتز اعاد الاشياء المسروقة لن اسلمك للشرطة ولكن عملك هنا انتهى عبير ، تستطيعي ان تمري على قسم الحسابات لتستلمي جميع مستحقاتك
ولكن لا تطلبي شيء اخر ، تفضلي
اشار لها بيده لتنصرف من امامه


بعد مغادرتها المكتب نظر الي السيد عبد العزيز : ما رايك استاذي ؟
تنهد عبد العزيز : انها صادقة ، فانا كنت الاحظ انها تكن لياسين بعض التقدير ولكن لم اتصور انها تحبه
ولن انكر تعجبي عندما رايتها ذات مرة تعامل نور بطريقة غير لائقة فهي رحبت بها اول مرة راتها به ترحيبا جيدا
وقف وهو يرتب على كتف يوسف : ولكنك عالجت الامر جيدا يوسف ، هنيئا لنا بك
ابتسم وهو يكمل : كم ذكرتني باباك عندما جلست على كرسيه
ضحك يوسف : لا انه مكتب ياسين سأستعمل مكتبي
فانا لن اخذ مكان اخي ابدا ، فمكانته لن يستطع احد الوصول اليها
__ بارك الله فيك بني ، سأذهب انا وليكن الله بعونك


*********************


وصل الي المشفى وهو يسرع بخطواته فهو يريد رؤيتها والاطمئنان عليها
دع الله كثيرا ان لا يمنعوه من رؤيتها فانه يكاد ان يفقد عقله بسبب قلقه عليها
و دع ايضا الا يكون عمر هناك حتى لا يقابله و يتشاجر معه ، فمهما حدث هو لا يريد ان يتشاجر مع عمر
يتفهم موقفه العدائي ولكنه مستاء من اصرار عمر على ان يطلق نور ، فهذا لن يحدث ابدا حتى لو طلبت منه نور ذلك
لا بد ان يتكلما اولا ليتفاهما
اسرع خطواته عندما اصبح بالطابق التي تقع به غرفتها
نظر حوله ليجد ان الطابق هادئ وخالي من الناس نظر الي ساعته ليتنهد وهو يتذكر هذه الليلة الخالدة في ذاكرته
نفض راسه من الذكريات وهو يحمد الله ان اتى بوقت مبكر
ليستطيع رؤيتها
دلف الي غرفتها بهدوء وجدها بمفردها ، عقد حاجبية
وهو يتساءل اين السيدة صفية ، اليس من المفترض ان تكون معها وبجوارها
نظر اليها وقلبه يقفز من ضلوعه اسرع ليجلس على ركبتيه بجانب فراشها ويملئ عينيه من ملامحها
مد يده ببطء ورقة ليلامس خصلات شعرها المتموجة
اقترب من وجهها ليستنشق زفير صدرها ليؤكد لنفسه انه بقربها يتنفس هواها ونظر اليها ليذوب قلبه عشقا بملامحها
طبع قبله رقيقة اعلى جبينها ليمسك يدها ويطبع قبلة عميقة في باطن يدها ويهمس بجانب اذنها : اسف حبيبتي
سامحيني ، اغفر لي ، غبائي وغيرتي تحكما بي
واعلم جيدا اني مهما فعلت لن استطيع تعويضك عما فعلته بك ، ولكني سأحاول ان اعوضك ، فقط عودي الي
نظر اليها ليزيح جسدها بلطف ويمد جسده بجانبها ويضمها الي صدره ، شعر انها ليست بوعيها واستنتج ان المهدئ هو ما جعلها بهذا الخمول تدحرجت راسها لتستقر على كتفه
ابتسم بحب وانحنى ليقبل راسها ويسند ذقنه على راسها ويحيط خصرها بذراعه
ولم يستطع مقاومة النوم اكثر من ذلك ، غفت عينيه وهو يشعر انه بالجنة
دلفت الي حجرة ابنة اخيها بعد وقت قليل لترى ياسين جالس على ركبتيه بجانبها ويهمس لها ، اشفقت عليه وشعرت بمدى حب هذا الرجل لنور ، فضلت الا تحرجه فابتعدت وخرجت من الغرفة ، بل وبعد قليل منعت الممرضة ان تطرده من الغرفة وخاصة بعدما راته نائما بجوارها
زمت الممرضة شفتيها وقالت لها بحدة : هذا الامر سيؤذيني سيدتي ، اذا علمت الطبيبة بانه هنا ستحيل يومي الي الجحيم فالمريضة ممنوعة من الزيارة
ونبهت بشدة ان لا يدخل اليها زوجها
رفعت حاجبيها استهجانا : لماذا ؟ خصت زوجها
هزت الممرضة كتفيها : لا اعلم ولكن الطبيبة ادرى بحالة المريضة
__ لا ارى فائدة من ان نطرده من الغرفة فنور لا زالت نائمة ، وهو لن يؤذيها
سخرت الممرضة هازئة وهي تنصرف : اذا كان يحبها هكذا ، ما السبب اذن في دخولها الي المشفى اثر الانهيار العصبي
تنهدت السيدة صفية و حدثت نفسها : ليس هو السبب بما هي فيه ولكني لا اعلم لماذا الجميع يصر على ان وجوده بجانب نور مضر
انا اراه محبا عاشقا كل ما يتمناه ان تعود حبيبته اليه


شعرت بأنفاس قوية تضرب وجنتيها فحركت راسها متململة من قوة هذه الانفاس
عادت تشعر بالهواء الساخن يضرب وجنتيها بقوة لتفكر هل عاد ليكمل ما بداه راته يقترب منها والابتسامة الساخرة الكريهة على نفسها تلمع على شفتيه : اريدك ان تستكيني بين ذراعي لتتعلمي فنون الحب واصوله ، لا تجبريني على القوة نور ، فانا لن امانع في استخدامها
صراخ امها يعلو : ابتعد عني ، اتركني
مزق قميصها بقوة لتنتفض صارخة وهو يهزا : ساريك ان لا محمد ولا حبك له سيمنعانني مما اريد
رات نفسها وهي تركض مسرعة تريد ان تختفي مما يحدث امامها تريد ان تختفي ولا تستمع الي هذه الصرخات الملتاعة
صرخات قوية تنادي على اباها تنادي بالإنقاذ والحماية
ركضت واختبأت بأبعد مكان عما يحدث بالغرفة ووضعت كفوفها الصغيرة على اذنيها لتمنع وصول هذه الاصوات الكريهة الي مسامعها
انتفضت وهي تشعر بأنفاسه ونظراته الكريهة تحاوطها
سمعت صوته وهو يهمس : اشتقت اليك نور
استكيني الي حبيبتي ، فانا اريدك بشده
لتنتفض ويرتفع صوت صراخها حاد يشق الافق


انتفض مستيقظا على صوت صراختها التي شقت الافق
ومن شدة المفاجأة وقع من الفراش ارضا
هز راسه بتعجب ونفض النوم من عينيه وهو ينظر اليها ليجدها تصرخ بشده وتشيح بيدها بعنف
اقترب منها سريعا ليهدئها لتنتفض وتزداد صرخاتها
اقتحم الغرفة عدد من الممرضات وخلفهم الطبيبة التي صاحت بوجهه : الم اقل لك ان الزيارة ممنوعة وخاصة انت
من الافضل لها ان لا تراك هذه الايام
امرته بقوة : اخرج من فضلك
اتسعت عيناه وظهر تصميمة على عدم الخروج بوجهه
لتصيح بأحد الممرضين : اخرجوه من هنا
جز على اسنانه لينفض ذراعه من الممرض وقال بخشونة
__ ابتعد عني ، سأخرج بمفردي
تحرك ليخرج من الغرفة وصرخاتها تدوي بأذنيه
ليجد عمر امامه ينظر اليه والغضب يتطاير من عينيه
تجاهل نظرات عمر واتجه الي زجاج الغرفة لينظر اليها وهو يشعر بقلبه يتمزق عليها الي ان هدأت بسبب الحقنة المخدرة التي اعطتها اليها الممرضة
وقفت الدموع بعينيه وجاهد نفسه المكسورة وقلبه المتمزق
على الا يبكي عليها
خرجت الطبيبة وهي تدق الارض بقدميها ونظرت اليه
وصاحت بوجهه : هل اعجبك ما فعلته بها ؟ هل تريد ان تزيد من تحطمها ، استمع الي جيدا من فضلك
من الافضل لها ان لا تراك هذه اليام وانت خاصة
رؤيتك ستزيد من الآمها
انصرفت الطبيبة من امامه وهو يشعر بالكرة ناحية هذه المخلوقة ليجد عمر يقف امامه مباشرا ويقول بجمود
__ اظن انك ستستمع الي اوامر الطبيبة ولن تأتي الي هنا مرة اخرى
نصيحتي لك ان تعتاد على عدم وجودها بحياتك
من فضلك لا اريد ان اراك امامي ثانية
جز على اسنانه غضبا وقبض كفيه ليتحكم بانفعاله ويكتمه بصدره
التفت الي الزجاج مرة اخرى ونظر اليها نظرة اخيرة
لتنساب دمعه وحيدة من عينه وتقف برموشه وهي تأبى
ان تسقط وتهدر كرامته معها
استنشق الهواء بقوة وهو ينظر اليها كانه يشتم رائحتها
ومسح الدمعة الحزينة المثبتة برموشه بظهر سبابته
ويغادر المكان مسرعا

القاكم الاربع القادم
باذن الله
سوري ان المواعيد بقت بعيدة
بس بجد عاوزة اوفي البارتات الاخيرة حقها
كونوا بالقرب
ولا تحرموني تفاعلكم
دمتم في حفظ الرحمن حبيباتي

مساء الخير عليكم يا صابيا
عاملين اية اتمنى تكونوا بخير
واتمنى ان البارت يلاقي استحسانكم
و يحوز على اعجابكم

البارت اهداء خاص لحبيبة قلبي
رباب فؤاد التي لولا تواجدها بجانبي الايام الماضية
لما استطعت ان انجز البارت ولا صعد الي النور اليوم
مشكورة يا قلبي على مساندتك ليا

اترككم مع البارت

الفصل السادس والثلاثون

الجزء الاول

قام من نومه على صوت مريم وهي توقظه
__ ياسر استيقظ ، استيقظ ياسين هنا
فتح عينيه ورمش بها مرتين : ها
كررت: ياسين هنا، هيا استيقظ
تثاءب ونظر الي ساعته لينتفض واقفا فوجود ياسين في مثل هذه الساعة المبكرة يخبره بوقوع امر جلل
غسل وجهه وارتدى ملابسه سريعا ليركض نازلا الي صديقه
تسمر عند باب الصالون ليرى صديقه وهو يضع راسه بين يديه المرتكزة على ركبتيه وهاله ملامح ياسين المعذبة
دخل بهدوء وهو خائف ان يتنفس فيؤلم صديقه
فيكفيه الالام التي ترتسم على وجهه
لمس كتفه بخفه ليرفع ياسين راسه له اتسعت عيناه بهلع
وهو يرى الدموع تملأ هاتين العينين الرماديتين
ولكنها تأبى السقوط سال بنبرة لم يستطع ان يخفي منها الخوف والقلق : ماذا حدث ؟
قال بصوت مخنوق : اجلس ياسر انا احتاجك بشده


*********************


جالسة بأحد المقاعد الموضوعة بردهة المشفى فالطبيبة منعتها هي وعمر بان يدخلا الي نور
استأذنت عمة عمر وانصرفت بعد وصولهم بوقت قليل
وهي جلست لتفكر فيما راته لم تكن تتخيل ان ياسين يحب نور بهذه الطريقة استاءت من موقف عمر الذي اتخذه ضد ياسين وشعرت بالغضب من تهديده له بانه لا يريد رؤيته مرة ثانية ولكن ما اشعرها بان قلبها يعتصر بشده
هو رؤية دمعة ياسين الحزينة التي تعلقت برموشه
لم تكن تتخيل ان هذا القوي سيتأثر هكذا بسبب حالة نور
وعمر ازادها عليه بكلماته المسمومة التي اخترقت قلبها هي كطلقات نارية فما بال ياسين
تنهدت بحزن على حال صديقتها المؤلم وحال ياسين المؤسف
وقفت لتنظر من زجاج غرفة نور لتراها نائمة من اثر المخدر خصلات شعرها الامامية متهدله على وجهها

يتبع ,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -