بداية

رواية احلامي المزعجة -58

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -58

نظرت اليها بدهشة لتكمل علياء : هل تريدي ان يخبر يوسف اخاه بانك حزينة وتنتظري منه مكالمة تليفون لتعودي اليه
نظرت اليها بغضب لتبتسم : هل ضايقك كلامي نور ؟
انكري اذا استطعت ، انا صديقتك واكثر من شقيقتك فلا تكذبي علي
قالت بتردد : كنت سأتصل به اليوم ، ولكني مترددة ولا اعلم ردة فعل عمر
ربتت على كتفها : عمر يريد صالحك نور ، واذا اردت العودة الي ياسين لن يرفض ابدا ، هيا اذهبي حتى لا يفوتك موعد الزيارة الصباحية
انصرفت من امامها لتبتسم عليا وهي تتذكر يوم ما دخلت غرفة نور بالصباح الباكر لتطمئن عليها ووجدته نائم الي جوارها كطفل صغير ، كادت ان تشهق بقوة لولا انها وضعت كلتا يديها على فمها لتمنع شهقتها من الخروج حتى لا يستيقظ احدا منهم ، وقفت جامدة بمكانها وهي بحيرة من امرها ماذا تفعل الان ، فلا تعلم ماذا سيكون ردة فعل عمر اذا وجد ياسين هنا
ذهبت سريعا الي غرفتها وارتدت اسدال الصلاة وعادت الي الغرفة ونادته بهدوء واخبرته ان ينصرف قبل ان يستيقظ عمر وتحدث مشكلة بينهما
كانت تعلم ان نور لم تشعر به بسبب المنوم الذي تأخذه لتنام
فهي لا تستطيع النوم اطلاقا
والبارحة عندما كانت برفقة عمر ليباركوا ليوسف وانجي مولودها تناهى الي مسامعها ويوسف يخبر انجي ان ياسين سياتي غدا في الزيارة الصباحية ليبارك لها واكد عليه ان يكون الطفل مستيقظا فهو يريد ان يراه هذه المرة
حينها قررت انها ستضغط على نور حتى تذهب بنفس الوقت
ولن تخبر عمر حتى لا يخرب مخططها فتأخير نور كل هذا بسببه هو ، فهو يشعر نور انه لا يحبذ فكرة رجوعها لياسين
ولذلك هي مترددة وتنتظر ان يأتي ياسين اليها

*********************

ينظر الي هذا الطفل الجميل وهو مبهورا بجماله ورقته الاخاذة ،ليقول يوسف بمرح :الحمد لله انه يشبه انجي
نظر اليه : نعم ، فالعالم لا يحتمل اثنين منك جو
عاد الي الصغير ليقول يوسف بحماس : احمله ياسين لا تقلق
هز راسه نافيا : لا احبذ ان احمل الاطفال وهم بهذا الحجم
فانا اخاف ان اؤذيهم
وضع مظروفا صغيرا بجانب الصغير ليهتف يوسف : ياسين
قال بمرح: اخرس ، لا اريد ان اسمع صوتك اطلاقا
ولا تتدخل بيني وبين ابن اخي
ابتسمت انجي : شكرا ياسين ،
نظر اليها : علام جيجي ، ارجوكما ان تصمتا
نظر الي اخيه وقال بسخرية : لا يوجد للرجال اجازة للوضع يوسف ، اليوم اخر يوم لأنجي بالمشفى وارجو ان يكون اخر يوم بإجازتك انت ايضا
ابتسم : ان شاء الله سأذهب الي الشركة غدا لا تقلق ، ثم ان معتز مستلم الامور بدلا مني ، ولا تقلق فهو لم يعد متهورا كما كان
قطع حديثهم صوت طرقات رقيقة لتطل براسها الجميل من الباب وتقول وهي تبتسم : السلام عليكم
تأنقت كما طلبت منها علياء ووضعت قليلا من الزينة التي تظهر جمال عينيها ووجهها واخذت معها باقة من الورود وهدية من الذهب للمولود الجديد وذهبت الي المشفى
لم تسال عن الغرفة فعلياء اعطتها كل التفاصيل عن المشفى والغرفة بل وصفت لها المشفى من الداخل
طرقت الباب بهدوء وطلت وهي تبتسم : السلام عليكم
جمدت الابتسامة على شفتيها عندما راته امامها وكادت ان تتراجع وتخرج من الغرفة ولكنها ثبتت بمكانها ولكنها لم تستطيع ان تنظر اليه فخفضت بصرها على الفور
نهض يوسف مرحبا وهو ينظر الي شقيقة بطرف عينه
ابتسم باتساع : مرحبا نور ، كيف حالك ؟ تفضلي
ابتسمت بتوتر : الحمد لله ، مبروك ولي العهد يوسف
ضحك يوسف بسعادة حقيقية : الله يبارك فيكي
تقدمت باتجاه انجي وانحنت لتسلم عليها وتقبل وجنتيها
وقالت بسعادة حقيقية : مبروك جيجي ، اسفة لأني تأخرت عليك ولكني لم اكن على علم انك وضعت يوم راس السنة
ابتسمت انجي : لا تعتذري نور ، المهم عندي انك جئت لتباركي لي
تنحنح مقاطعا الجو الحميمي الذي نشا بينها وبين اخيه وزوجته : سأنصرف يوسف ، فانا تأخرت
جلست بهدوء على المقعد بجانب انجي وخفضت بصرها
نظر اليه يوسف بغضب وهو يقف خلف نور واشار له براسه ان يسلم عليها
لينظر اليه ياسين بقوة ويرفع له حاجبه الايمن وقال بجمود
__مبروك انجي ، اذا احتجت الي أي شيء فلتؤمري به
فانا بالخدمة ، سلام
خرج من الغرفة ليتبعه يوسف ويمسكه من ذراعه : هل جننت ياسين ؟
نفض ذراعه من يد اخاه بقوة وقال بجمود : يوسف احترم نفسك ولا تنسى ابدا اني اخاك الكبير
زفر بضيق : لم انسى ابدا ياسين ، ولكنك تعاملت مع زوجتك (شدد على كلمة زوجتك بقوة ) بقلة تهذيب وذوق
هدر بصوت منخفض : يوسف ، لقد طلبت منك من قبل الا تتدخل ، من فضلك لا تتدخل
تركه وذهب ليهز يوسف راسه بقلة حيلة وتمتم : لا افهمك ياسين ، ولن افهمك مهما حييت
دخل الي الغرفة ثانية ليجد نور تحمل الطفل بين ذراعيها
وتبتسم له : جميل انجي ما شاء الله تبارك الله ، ربنا يحميه ويحفظه ، ماذا اسميته ؟
رد يوسف بفخر : محمود
اتبعت انجي : على اسم جده فهو اول حفيد من الذكور ، اليس كذلك يوسف ؟
ضحك يوسف : اشعر انك ضائقة من اسمه
هزت راسها : لا اطلاقا
ضحكت نور ليقول يوسف بغيظ : الا يعجبك اسم والدي ؟
ردت سريعا : لا حبيبي ولكني كنت اريد له اسما مختلفا
صراحتا كنت سأسميه نور
صمتت نور عن الضحك ونظرت لها بدهشة لتتبع الاخرى
__ نعم كنت سأسميه نور الدين ، فاسمك يروق لي كثيرا
ردت نور بهدوء : لا اسم محمود افضل بكثير
هتف يوسف : أسمعتِ اتمنى ان تكوني اقتنعت ولو قليلا
ضحكت بمرح : انا اقتنعت من المرة الاولى ولكني احب ان اتشاجر معك
اقترب منها وجلس بجوارها : ستذهبين بما تبقى من عقلي جيجي
ابتسمت نور : الله يحفظك لها وتظل تتشاجر معك الي الابد
وضعت الطفل بين ذراعي انجي : مبروك انجي
وضعت العلبة المخملية بلفة الطفل الزرقاء
ليصيح يوسف : لا هذا كثير ، ما بالك انت وزوجك كل منكما يأتي بهدية للطفل
لكزته انجي بكوعها لينتبه الي ما قاله ونظر الي نور التي شحب وجهها فجأة : المعذرة نور لم اقصد
ابتسمت بمجاملة : لا يوسف لا عليك ، سأنصرف انا حتى لا أتأخر
نظرت اليها انجي وهي تسلم عليها : سأنتظرك بحفل السبوع نور
هزت راسها : ان شاء الله ، الي اللقاء يوسف

خرجت من الغرفة وهي تشعر بقلبها يئن الما ، الي هذا الحد ياسين اصبحت لا اهمية لي ، الي هذا الحد لم تشتاق لي ولا مرة ، تتساءل مرارا وتكرارا لماذا لم يأتي اليها ولا مرة بعد خروجها من المشفى تجمعت الدموع بعينها وبغمرة انفعالاتها
لم تنتبه الي الطريق فوقفت لترى الي اين المفروض ان تذهب لتشعر بيد قويه تسحبها معها الي داخل المصعد الذي كانت واقفة على مقربة منه

لا تحرموني من تفاعلكم وردودكم
ان شاء الله موعدنا السبت القادم
سوري والله مش بايدي بس عندي دور برد ومش قادرة اركز
القاكم على خير

مساء النور والسرور عليكم ياصبايا
الحمد الله انا بقيت تمام
ولذلك قلت ملهاش لازمة نقعد لغاية السبت
ارجو ان البارت يكون عند حسن ظنكم
لا تحرموني من ارائكم
اراكم على خير
ان شاء الله
اترككم مع البارت

الجزء السابع والثلاثون

انصرف من امام اخاه وهو يشعر ان الغل يتصاعد بداخله فعندما سمع الطرقات كذب اذنيه وهو يؤكد لنفسه انها ليست جنيته ، لا لن تأتي لتبارك لآخاه على مولده ولكنها طلت بابتسامتها الأخاذة ليتيه وينسى نفسه بها ،وعندما تكلمت شعر انه يستمع الي احلى سيمفونية بالوجود ، لم يفته ارتباكها وخجلها من وجوده ولكنه شعر بالدم يقفز الي عقله بجنون عندما باركت ليوسف بسعادة على الطفل وشعر بقلبه يتمزق عندما انحنت تقبل انجي وتبارك لها بل وتعتذر ايضا على تأخيرها عليه ، جز على اسنانه وجمد وجهه وهو يفكر ، وهو الا يستحق الاعتذار عن كل الليالي الماضية التي لم تأت بها ، الا يستحق الاعتذار عن كل الدقائق الذي جلس يفكر بها ويشتاق اليها ، حدث نفسه : انصرف قبل ان تفقد اعصابك وتتشاجر معها امامهم ، او تندفع اليها وتأخذها بين احضانك وتخبرها بشوقك اليها ، لا لن يسمح لنفسه بان يظهر ضعفه امام الموجودين ، دعا الله ان لا تتكلم معه وقبل ان تلتفت اليه تكلم ليستأذن منهم وينصرف ويأخذ القليل من حقه منها
ثم غادر مسرعا قبل ان يتشاجر مع اخوه وينفث فيه النيران التي تعتمل بصدره ، وصل الي سيارته ليجلس امام المقود وهو يشعر بالغضب يتزايد ويتزايد بداخله ليخرج منها مسرعا وهو يفكر بانه لابد ان يتحدث معها ، وجدها خارجة من الغرفة ليتبعها بعينيه شعر بانها ضائقة فتقدم اليها تعجب انها لم تنظر ناحيته ووقفت مرة واحدة لتنظر بعينيها يمينا وشمالا نظر لها ليرى دموعها المتجمعة فمسكها من ذراعها بقوة ودخل بها الي المصعد الذي لحسن حظه كان فارغا
شهقت بقوة لترفع راسها وترى من الذي تجرأ ومسكها هكذا
لتراه ينظر اليها بمقلتيه الرماديتين ويهمس : مرحبا يا زوجتي العزيزة
تصلبت من قربه منها ليترك ذراعها ويبتعد عنها ويقف باخر المصعد ، وقفت لثواني بحالة من الذهول لتتنفس بقوة وتجبر دموعها على التراجع وتصيح بوجهه : ماذا تريد ؟
اندهش من صياحها بهذه القوة لتسال بصوت اعلى ونبرة اقوى : اخبرني ماذا تريد ؟ ومن سمح لك بان تمسكني هكذا؟
نظر لها وعقد حاجبيه ، ضغط زر التوقف بالمصعد
لتصيح مرة اخرى : انت ايها الجامد تكلم معي واخبرني بماذا تريد ، الم تعاملني منذ دقائق وكأني لم اكون موجودة قط ، عاملتني بإهمال ولا مبالاة ، ليس منذ دقائق بل منذ خروجي من المشفى ، اخبرني ماذا تريد الان ؟
صرخت : ماذا تريد ؟ اخبرني عن الاشياء التي تكتمها بصدرك ، اخبرني عما يجول بعقلك ، لا تقف كالجماد و تتصنع التسلط ، فبداخلك اشياء حية كثيرة ولكنك تتعمد ان تتجاهلها
صمتت وهي تتنفس بقوة، ليمط شفتيه ويقول بهدوء: انتهيت
نظرت اليه بغضب : لا لم انتهي
هز راسه وابتسم بهدوء : توقعت ذلك
ولكن بم اننا بمكان لا يصلح لمثل هذه الاحاديث ولا يمكننا تعطيل المصعد اكثر من ذلك ، فسنذهب الي مكان اخر لنتكلم فيه بهدوء وتعقل وصوت منخفض
نظرت اليه بتحدي : سأتكلم مثلما يحلو لي
ابتسم : تذكرت الان فتاه رقيقه اول مرة وقع نظري عليها كانت تلمع عيناها بهذا التحدي ، خطفتني من اول نظره
اشاحت بعينيها بعيدا عنه واخفت ابتسامتها ليقترب منها بهدوء : أتتذكرين جنيتي الحبيبة اخر مرة لنا بالمصعد ؟
دنا منها اكتر ليضع يديه على خصرها ويشدها اليه ويهمس وهو يجبرها ان تنظر الي عينيه : هل تذكرين حبيبتي ؟
نظرت اليه مطولا و فردت كف يدها على قلبه لتحافظ على ان لا تدنو اليه اكثر من ذلك : نعم ياسين اذكر ولكني لا اريد ان اذكر فهذا الياسين مختلف عمن تزوجته ومختلف عمن اغضبني
ابتسم بألم : لا انا واحد نور ولكنك لا تفهمين
هيا لنذهب ونتناول الغداء معا ونتكلم ولكن بهدوء نور
حبيبتي ليه تعاتبيني ؟
وقولتي الحب حريه وشيفاني يا نور عيني
في كل دقيقه شخصيه
وبتوتر وانا زعلان وبتنطط وانا فرحان
وطفل جميل بيضحك لك وتاخدي الضحكه بالاحضان
انا حنين وعرفاني .. وبالغيرة واحد تاني
باخد موقف وبتهور .. وبستسلم لاحزاني
بداوي الجرح مش عارف ف نور الصبح مش شايف
لاكن شايفك وانا مغمض ومش خايف اقول أسف

وصلا الي السيارة ليسالها بهدوء : اين سيارتك ؟
__ اتيت بسيارة اجرة
فتح الباب لها : هيا اركبي
دخلت الي السيارة وهي تشعر بان قوتها كلها ذهبت ، فعطره الرجولي المحبب الي قلبها يملئ السيارة ، ويدلف الي خلايا جسدها ليشعرها بانها عادت الي ملكيته ، نفضت راسها من هذه الافكار التي ستسيطر عليها ولن تجعلها تستطيع ان تتفوه معه بحرف واحد ، جلس بجانبها لتبتعد عنه تلقائيا نظر اليها بطرف عينه وتنهد بحزن فهو لم يفته حركتها ، امسك المقود وادار السيارة وقبل ان ينطلق بها
سال بصوت حيادي : هل ما زلت خائفة مني نور ؟
هزت راسها نافيه : لا ياسين ، لم اعد اشعر بالخوف
صرخ قلبها: كاذبة ، ليتحدث عقلها : لا لم اكذب هو يسالني عن الخوف ، وانا لم اعد اشعر بالخوف الذي يقصده ، بل انا خائفة منك انت . ان تخذلني وتركع عند قدميه بطواعية قبل ان اؤخذ حقي منه ، او على الاقل ان افهم ما يشعر به هذا المتسلط .
تنبهت على صوته بعد قليل : نور لقد وصلنا
نظرت الي المكان الذي اتى اليه لتفاجئ بمطعمها الحبيب
ابتسمت بتلقائية ولفت اليه : هذا ليس عدلا ، انت تغش ياسين
ابتسم ابتسامة صافية : كل شيء مباح نور ، في الحب والحرب
نظرت اليه وقالت بسخرية : والذي يدور بيننا اهو حب ام حرب ؟
نظر اليها وهو يحاول ان يدخل الي راسها ليفهم ماذا تريد من كلماتها لتبتسم بوجهه فأشار لها بالنزول : تفضلي
دخلا الي المطعم ليسرع احد العاملين فيقول ياسين
بهدوء : اريد طاولة هادئة بركن المدخنين
التفت اليه بحده : ركن المدخنين ، لماذا ؟
رفعت حاجبها وسالته بقوة : هل اصبحت من المدخنين الان؟ وانا من كذبت انفي عندما شممت رائحتك بالمصعد
ادار عينيه باستياء ، لتقول بنبره اقوى : اذا تريد ان تدخن فمن الافضل ان تتناول طعامك لوحدك وسأنصرف انا
مسك رسغها بهدوء : لا سأتنازل عن التدخين من اجلك ، فبقائك معي اهم من أي شيء اخر
نظرت اليه وقالت بغموض : اذن اعتاد على ان تتخلى عن تدخينك بقية العمر
تركته وهي تتبع النادل ليرشدها الي طاولة ما تقع ببقعه هادئة من المطعم ليقف هو متجمد للحظات وهو يحاول ان يفهم ما عنته بجملتها الاخيرة سال نفسه : هل حقا تعني انها ستعود اليه ؟
تبعها بصمت وجلس امامها ليبتسم : ماذا ستشربين ؟
قبل ان تتكلم ، التفت الي النادل : اثنين من القهوة
رفعت حاجبها متعجبة والتفت الي النادل : اريد عصيرا طازجا لو سمحت
انصرف النادل لتنظر اليه ، جز على اسنانه وسحب نفسا عميقا وابتسم : المعذرة فانت كنت تطلبين القهوة دائما
__ كلا منا تغير ياسين ، انت تدخن الان وانا اقلعت عن تناول القهوة
سال بهدوء : لماذا ؟
ردت بتلقائية : لأستطيع النوم فانا لم اعد اؤخذ كفايتي من النوم
ابتسم : وما الشيء الذي يؤرقك نور ؟
نظرت اليه بقوة : هو نفس الشيء الذي جعلك تدخن ياسين
قهقه ضاحكا لينظر اليها ويقول بهدوء : لن انكر نور ، غيابك اثر بشده في شخصيتي وانعكس على طباعي وافعالي ، فأصبحت لا اعرف من انا حقا ، هل انا المتسلط الجامد كما قلتي لي منذ قليل ، ام انا الحنون العطوف الغيور الذي تحدثت عنه ايضا
نظرت اليه قليلا لتحول نظرها عنه وتنظر من النافذة الي الخارج : ماذا تريد ياسين ؟
قال بهدوء : الا تعلمين حقا نور ؟
صمتت ليكمل : اريدك ان تعودي معي الي بيتنا ، فانا تعبت من الانتظار .
عضت شفتها السفلى بتوتر : وانا الاخرى اريد العودة الي بيتنا .
تهلل وجهه بالسعادة لتكمل : ولكن لا بد لنا من التحدث ياسين ، لابد ان افهم ماذا حدث لتتبدل بهذا الشكل وتعاملني سيئا .
تنحنح وعندما هم بالتحدث اقترب النادل ليضع القهوة والعصير شكره بلطف وعند انصرافه قال بهدوء وهو يدور بسبابته على كوب القهوة : اولا اريد ان اعتذر عن الليلة السخيفة التي ادت الي كل ما اتى بعدها لم اكن اقصد بالفعل ان اقسو عليك نور ، نظر الي عينيها : انا اسف سامحيني
شعرت بان الهواء سحب من رئتيها عند رؤية الاسف الحقيقي في لمعة عينية الرمادية ، بث بعينيه كلام اخر غير الاسف لتخفض بصرها بعيدا عنه فيبتسم على تورد وجنتيها
كح بهدوء ليكمل : ثانيا سأقص لكي ما حدث لتفهمي ما كنت اشعر به فعلا
قص عليها بهدوء ما فعله حافظ معه وكيف كان نادما عما فعله معها وانب نفسه كثيرا وانه توصل من قبل ان تتركه بانه لا يستطيع الاستغناء عنها
نظرت اليه بحزن : ثم ماذا حدث ياسين لماذا عاملتني بهذا الشكل ، شككت بأخلاقي لأنك رأيتني اتحدث مع يوسف واضحك معه ولم ترى انجي وهي برفقتنا ، فتشاجرت معي وعاملتني كما تعامل الجواري
ظهر الامتعاض على وجهه من التشبيه وقال باستياء : لا طبعا ، لم اقصد هذا المعنى قط من تصرفي ،ثم اني لم اشك بأخلاقك لحظة
رفعت حاجبها : اذا ، ما تفسير الموقف لديك ياسين ؟
بلل شفتيه وزفر ما بصدرة من هواء : كانت تنهشني الغيرة
اتسعت عيناها دهشتا : نعم ، الغيرة ؟!
ابتسم واذناه تحمر بشده : نعم انا غيور نور ، الم تلاحظي ذلك ؟ كنت انتفض من غيرتي كلما رأيت احدا يقترب منك
او تتكلمين مع احد ، واشعر ان الغضب يتصاعد الي راسي عندما تبتسمين والمح ان شخصا اخر يرى ابتسامتك الجميلة
نظرت اليه بدهشه لتساله بتعجب : واذا كنت غيور هكذا ، لماذا لم تطلب مني ارتداء الحجاب مثلا ؟
عقد حاجبية بتفكير وقال مرددا : ارتداء الحجاب ، هذه الفكرة لم تأتي الي ذهني اطلاقا ، فانا اعجبت باحتشامك واخلاقك ولم افكر ان اطلب منك ذلك ، من الممكن لأني نشأت بعائلة نساءها لا ترتدي الحجاب ، فأمي من وقت قريب ارتدته ، لم تكن ترتديه من قبل ، ثم انا لا ارى علاقة بين ذاك وتلك ، هل تخيلت انك اذا ارتديت الحجاب سأتوقف انا عن الغيرة . ضحك : لا طبعا ، الغيرة لا ترتبط بنوع ملابسك نور ، غيرتي ترتبط باقترابك من الاخرين، انا لا اريد ان افرض عليك شيء معينا ولكني طبعا ارحب بالفكرة ترحيبا جاما ، واذا كنت تريدين ارتداء الحجاب سآخذك الان ونشتري ملابس جديدة تليق بالحجاب الملتزم
ابتسمت : من الواضح اني اوحيت اليك بشيء لم يأتي على ذهنك وانت تنتهز الفرص
__لا نور ، ليس الامر هكذا ، لم اكن اريد ان اضغط عليك
حتى لا تنفري مني وتشعري اني جئت لأفرض عليك ارائي واوامري فتبتعدي عني بدلا من الاقتراب ، ولكنه امر سماوي ولابد ان تلتزمين به .
ابتسمت : هل هذا احد اوامرك ؟
ابتسم ابتسامته الجانبية لتشعر باضطراب في قلبها : لا انه طلب وبرجاء شخصي مني
لم تستطع اخفاء ابتسامتها ، شعر بقلبه يقفز كطفل صغير بشر بقدوم العيد فامسك يدها الموضوعة على الطاولة امامه
و فرك اصابعها بحميمية : اشتقت اليك نور ، بل ذبت شوقا
هل تعلمين قضيت شهر رمضان كله بالصلاة والدعاء ان تصبحي بخير وتعودي الي ، كنت اتى كل يومين لأطمئن عليك واراك فاصلي التراويح بالمسجد القريب من المشفى وبعد ذلك اقف لأرى خيالك من النافذة وانت تنظري الي ولا اراك ثم اصعد بعد نومك لأنظر اليك من وراء الزجاج لأمتع عينياي برؤيتك الي ان يؤذن الفجر ، اذهب لأصلي الفجر واعود الي القاهرة ، ابتسم وهو يكمل : امام المسجد سألني لماذا لا اتي كل يوم ، فهو يجدني كل يومين امامه ، كان رجلا ظريف وبشوش الوجه احببته ودخل الي قلبي واصر علي ذات مرة ان اتسحر معه
سالت بهدوء : لماذا لم تأت ولا مرة بعد خروجي ياسين ؟
نفخ بضيق : ولماذا هربتِ انتِ عند خروجك نور ؟
كنت انتظر ان اراك امامي وكنت متأكدا من عودتك معي ، كنت اريدك ان تثبتي لي و لآخاك انك تريدين العودة الي
عمر كان يعاملني بطريقة سيئة نور ، نعم هو معه حق ولكني كنت انتظر مؤازرتك لي ولكن رجفتك التي رايتها ودخولك الي سيارته سريعا لتحتمي به مني ، قهرتني
نطقت سريعا : بعد الشر عليك من القهر
ابتسم وضغط على اناملها بحب : ثم الم يخبرك اخاك العزيز اني كنت اتصل مرتين اسبوعيا لأطلب مقابلتك وهو يقول لي انك لست مستعدة بعد ؟
رددت : مرتين اسبوعيا ، بل ابلغني بعد ان عودتنا من الاسكندرية انك تريد مقابلتي وانا ابلغته اني سأتصل بك عندما اريد ذلك ، حتى لا اجعل بيننا وسيط ، وكنت بالفعل سأتصل بك اليوم او باكر لأتكلم معك .
__ ما الذي اخركم هكذا في الاسكندرية ؟
__ اولا عمر كان يتابع مشروع الشاليهات ، ثانيا كنا ننجز امور التركة التي تركها ، اغمضت عينيها وقالت بألم: عمي
شد على يدها مطمئنا لتكمل : لقد كتب كل أملاكه باسمي
رفع حاجبية تعجبا لتكمل بحزن : وانا لا اريدها ، فكنت انقل حق الإدارة لعمر
__ أتعلمين لي صديق بالشرطة ابلغني انهم قبضوا على احد القناصين المأجورين ووجدوا معه معلومات عن عمر وعنك وعن علياء وانه كان هدفه القادم وعندما ضغطوا عليه ابلغهم ان حافظ هو من استأجره لقتل عمر ، صديقي تعرف على عمر حينما راه وتأكد انه نسيبي فاتصل يبلغني
اتسعت عيناها رعبا : حمدا لله على انهم قبضوا عليه
لا افهم الي الان لما كان يكرهه بهذه الطريقة
رد بهدوء : كان يريد استعادتك وكان يعلم جيدا انه حتى لو ابلغك بكذبته لن تتركي عمر مهما حدث ، وهو لا يطيق ان يخسر امام عمر
قالت بصدق : الله يغفر له ويرحمه ، فذنوبه كثيرة لا اعلم كيف سيتحمل حساب الآخرة
رد بهدوء : الله كريم
ها نور ، ماذا ستفعلين الان ؟
اعتدلت واسندت ظهرها الي الخلف وقالت بقوة : لدي عدة شروط لأعود ياسين
رفع حاجبه وقال وهو يضع عينه بعينيها : حقا ؟
ابتسمت : اشم رائحة السخرية في كلمتك يا باش مهندس
ضحك واشار بيديه : لا اطلاقا ، تفضلي اريد سماع شروطك
ابتسمت بتلاعب : اولا ان تتوقف عن التدخين وتعدني انك لن تدخن مهما حدث ، فانا لا اريد رؤيتك هكذا ياسين فانت قوي دائما ، ابتسمت لتكمل : جامد ومتسلط
كح بإحراج وهز براسه موافقا: من الاساس لم اقضي فترة طويلة في التدخين ولم يصل الي مرحلة اني لا استطيع الاستغناء عنه ، ثم من اجلك افعل اي شيء.
اخرج علبه السجائر من جيبه ومزقها الي قطع صغيره بقوة
وهو يقول لها : حتى وانا ادخن لم اشعر بالراحة ، لم اكن استطيع النوم الا بعد اذان الفجر ، اصلي لأنام قليلا واستيقظ بعد ساعتين ليبدا يومي الطويل والممل بدونك
ابتسمت وشدت على يده ، لتكمل : ثانيا لا احبذ فكرة انك تخبئ افكارك وهمومك عني ياسين ،اريدك ان تتحدث معي وتخبرني عما يوجد بداخلك سواء حسنا او سيئا ، فنحن شركاء ياسين ومن الافضل ان نتشارك في افكارنا لا ان يبني كل منا جدارا عازلا حول نفسه ،ولذلك اطلب منك ان تتكلم معي باستمرار عما يشغل عقلك وفكرك
ابتسم : هذا امر صعب نور ، ولكني سأحاول ، ها وثالثا
__لا تلجا الي الصراخ او السخرية الباردة كرد فعل لغيرتك التي تتكلم عنها ، بل ابلغني بهدوء ان تصرفي لم يعجبك او ضايقك وانا سأخذ حذري ايضا ، صمتت ونظرت اليه لتتكلم بعد قليل : اذن معاملتك السيئة كلها قبل ان تعترف بحبك لي كانت من اجل امر الغيرة هذا
ابتسم باتساع وهز راسه ايجابا لتضحك بخفه : رابعا وهذه نقطة مهمة جدا ان تطلب لنا طعاما شهيا لأني اشعر بالجوع ولتسترد انت قليلا من صحتك ، فوجهك الجميل اصبح شاحبا وهذا يشعرني بالذنب
ابتسم باتساع : وانا اوافق على كل شروطك نور وخاصة هذا الاخير ، فانا ايضا شعرت بالجوع
نادى النادل ليطلب منه انواع الطعام المختلفة ، التفت اليها
ونظر يتأمل ملامحها وهي تنظر الي قائمة الطعام و ذهب معها الي عالم وردي اللون بلون شفاها ، رفعت عيناها لتجده ينظر اليها ، تخضب وجهها بحمرة الخجل وابتلعت لعابها فنظرته لن تخطئ فهمها ابدا ، ادارت عيناها بعيدا عنه لترى النادل ينظر اليهم وظاهر على وجهه الاستمتاع ، تنحنحت بقوة
ليقل بهدوء وابتسامة : ماذا ؟ الا يحق لي ان اروي ظمأي قليلا نور ؟
بعد جملته ، تحول وجهها الي الاحمر القاتم واشارت اليه بعينيها الي وجود احدا اخر يستمع اليهم ، ليبتسم على احراجها ، نظر اليه وطلب الطعام لينصرف النادل من امامه
نهض واقفا من مكانه ليذهب ويجلس بجوارها : ابتعدت قليلا لتفسح له مجالا يجلس الي جوارها ، اشاحت بوجهها بعيدا عنه ليشدها من يدها برفق : انظري الي
نظرت اليه وقالت بقوة : نعم ، ماذا تريد ؟
__ اريد ان ارى عيني حبيبتي الجميلة
__ حبيبتك غاضبة بسبب انك احرجتها هكذا امام الناس
ازاح خصلة شعرها المتمردة من على عينيها : لم استطع ان اتحكم بقلبي نور ، ستاتين معي الان ، اليس كذلك ؟
شحب وجهها : لا طبعا ، سأعود غدا
ظهر الغضب على وجهه جليا وابتعد عنها : لماذا ؟
تنهدت ومررت يدها بشعرها بتوتر : لابد ان اتكلم مع عمر واخبره ياسين
انقلب وجهه لتكمل : اذا تريد الا تأتي او لا تريد مقابلته فسآتي انا اليك ولا تكلف خاطرك بالمجيئ
نظر اليها بقوة : لا طبعا سآتي لآخذك من هناك حتى لو لم يعجب هذا الباش مهندس عمر .
__ انه يريد صالحي ياسين ، لا اكثر .
نظر اليها مرة اخرى : ولماذا ليس اليوم نور ؟
عضت شفتها السفلى بتوتر : انتظرت كل هذا الوقت ياسين ، الا تستطيع الانتظار يوما اخرا ؟
هز راسه بهدوء : سأنتظر نور ، سأنتظر
نظر اليها بحب لتحمر وجنتيها وهمست بغضب : ياسين
ضحك بقوة على خجلها وهمس بأذنها : اشتقت اليك نور
نظرت اليه ولم تستطع النطق ليكمل هامسا : عيناك ابلغتني نور ، هذا الان يكفيني فلا اضمن رد فعلي اذا نطقت باي حرف مما تخبرني به عيناك

انا بدايتك وانا نهايتك وروحي بشوفها ف مرايتك
انا مجنون لاكن عاشق وبعشق حتي تكشيرتك
لمستي مشاعري م جوه انا هو ومش هو
و حتغير عشان خاطرك وحبك يديني القوة
انا حنين وعرفاني .. وبالغيرة واحد تاني
باخد موقف وبتهور .. وبستسلم لاحزاني
بداوي الجرح مش عارف ف نور الصبح مش شايف
لاكن شايفك وانا مغمض ومش خايف اقول أسف
كلمات د . نبيل خلف
**************************
صاح بضيق من اعلى السلم : اين نور ؟
نظرت الي زوجها بابتسامة هادئة : خرجت
نزل سريعا ليقف من خارج طاولة المطبخ : نعم ارى هذا ، الي اين ؟
ردت بهدوء : الي انجي ، لتبارك لها على مولودها الجديد
لماذا لم تخبرها عمر ؟
جز على اسنانه غضبا : وطبعا انت من وراء هذا الاقتراح العبقري ؟
هزت كتفيها ببساطة : اخبرتها ان تذهب لتبارك لهم فيوسف وانجي اصدقائها
نظر لها بغضب لتساله بهدوء : لماذا غاضب عمر ؟ هل لأنها ذهبت اليهم ،ام لأنك خائف من عودتها الي زوجها

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -