رواية احلامي المزعجة -6
ركب سيارته وهو يفكر فيما قاله اخاه اذن هي صديقته من الجامعة تذكر وصفه لها بانها رائعة ليوافق يوسف على رايه
فهي بالفعل رائعة وتذكر السيد عبد العزيز و تحمسه لها واختياره لها للعمل و دفاعه عنها امامه فالسيد عبد العزيز لا يتحمس لاحد هكذا من العدم اذن فهي بالفعل تمتلك اشياء اخرى غير جمالها ، انها بالنسبة اليه كلغز كبير محير
لابد من اكتشافه
وصل الى منزل صديقه ليستقبله الاخر بسعادة وفرحة شديدة ويعلن عن وصوله لزوجته واولاده
نبذة عن عائلة ياسر
ياسر في ال36 من العمر صديق لياسين منذ طفولتهما ويعتبر عائلة ياسين عائلته فهو يتيم الابوين من اكثر من عشرون عام يعمل طبيب حصل على شهادته من امريكا فهو كان رفيق لياسين هناك متزوج من 13 عام
مريم في 34 من العمر زوجة ياسر وقريبة ياسين فأباها وابو ياسين اولاد عم حاصلة على دكتوراه في علم النفس وتعمل مدرسة بالجامعة الامريكية رفيقة دراسة لياسر وياسين قلبها دق لياسر لتنشئ قصة حب جميلة بينهما
لتنتهي بالزواج وانشاء عائلة صغيرة جميلة
لديهم 3 ابناء ياسين عمره 11 سنه اصر ياسر على تسميته على اسم صديقة الوحيد
مها عمرها 5 سنوات ملامحها تشبه امها لحد كبير وهى دلوعة العائلة بما انها الابنة الوحيدة
عبد الرحمن رضيع عمره شهر واحد فقط
*************************
ذهبت الى غرفته لتجد الباب مفتوح وملابسة منثورة على الفراش وهو غير موجود بالغرفة
سالت باندهاش :عمر اين انت؟
__ انا هنا خرج من دورة المياه
ضحكت عليه : ماذا تفعل ولم قالب الغرفة راسا على عقب هكذا ؟
__ لم استطع شراء بدله جديدة لضيق الوقت واريد انتقاء شيء مميز لليوم ، ومن الجيد انكى أتيتي لتساعديني
__ وانا تحت امرك ، ماذا تريد بالضبط ؟
__ ساعديني في اختيار بدلة وقميص مناسب لها من هذه المجموعة فهي جديدة والازمة الحقيقية عندي رابطة العنق
فانت تعلمي جيدا ملابسي ليست رسميه لأنى اعمل بموقع البناء وحياتي كلها قضيتها في الجينز
ابتسمت على شكل اخاها فالتوتر ظاهر عليه وذهبت لتساعده لينتهوا الى ما احظى على اعجاب عمر اخيرا
__ هذه البدلة الكحلي على هذا القميص مع رابطة العنق سيكونون رائعين عليك عمر
انتبهت الى الساعة لتجدها الخامسة : اتريد منى شيء اخر ؟ فأنها الخامسة الان ؟
__ شكرا عزيزتي ، اذهبى لتجهزي انتى الاخرى
عند السابعة والنصف خرجت على دقة عمر على الباب لتقول: واو عمر شكلك يأخذ العقل
ابتسم بصدق :شكرا حبيبتي ، وانت الاخرى جميلة جدا ، هيا بنا حتى لا نتأخر
***********************
جالس مع صديقه يشربان القهوة ويثرثران
__ ياسين اشعر ان بك شيء ما ، ولا تريد ان تقوله
ابتسم بسخريه : وبما انك تعلم اننى لا اريد ان اقله لك لم تسال
ضحك: فضول، ماذا افعل ؟
__ ربى يرحمني من فضولك، ماذا تريد؟
__ ما بك لم الشرود المسيطر عليك، قص لي حكايتك فانا صديقك الصدوق كما تقول
__ حسنا كنت سأتكلم معك بالفعل ، فلا احد اخر أمامي غيرك
ابتلع ريقه بصعوبة ليردف : اتذكر الفتاه التي اصطدمت بها في المطعم ؟
نظر اليه بطرف عينيه : ما بها؟
سال بضيق : اتذكرها ام لا؟
__ نعم بالطبع اتذكرها فهي من الفتيات التي لا يمكنك نسيانها
اردف بخبث لاستفزازه اكثر : فهي جميله جدا ورقيقة لدرجة تجبرك على تذكرها مدى حياتك
تجهم وجهه فجأة واحمر من شدة الغضب بينما اندهش الاخر من ردة فعل صديقه المبالغ فيها وغضبه الواضح عليه
__ ما بك يا رجل ؟ انى امزح معك ، حسنا اعذرني كمل وانا لن اقاطعك
سيطر على اعصابه قليلا : انت تتذكر انها كانت قدمت على وظيفة في الشركة
__ نعم وانت رفضتها ثم رايتها في المطعم ورأيت ما حدث بينكما ، ما الجديد اذن؟
__لقد رايتها البارحة في الشركة واكتشفت انها توظفت لدينا بالشئون القانونية ويدربها الاستاذ عبد العزيز مع يوسف
رفع حاجبيه اندهاشا : يوسف اخاك
هز راسة بنعم ليقص له ما حدث البارحة بالمصعد وانه راها تسلم على اخية
__ عند رؤيتها وهى تسلم عليه وتبتسم وتتكلم معه شعرت بالغضب يزحف الى جسمي كله ويتملكني لدرجة انى تصرفت بتهور وكدت ان امر السيد بد العزيز بان يقيلها من الوظيفة
واليوم عندما تكلم معي يوسف عنها غضبت بشدة ايضا
اكمل له : وعندما تكلمت عنها انا كدت ان تقتلني
نظر اليه بتساؤل: لم الغضب يمتلكني هكذا عند رؤيتها او سماع سيرتها لقد فكرت كثيرا ولم اصل لسبب معين اقتنع به
__ من الممكن انك غاضب من الموقف الذى حدث بينكما اول مرة ، ولا تنسى يا صديقي انها اول امرأة تقف وتصرخ في وجهك هكذا فالرجال تهابك فما بالك بالنساء ، هذا رد فعل طبيعي لغضبك منها
بان على ياسين عدم الاقتناع فكيف يقتنع اذا كان ياسر نفسه لم يقتنع بهذه الفكرة ولكنه خائف من ان يخبره بحقيقة مشاعره
فالغضب الواضح عليه منذ قليل لا يدل على غضب منها بل هي غيرة قاتله عليها
فضل ان يخفف عليه : ما رايك ياسين ، تعال لنلعب مع ياسين الصغير ، من الممكن ان تستطيع هزيمته في البلاي ستيشن
فانا لا استطيع هزيمته اطلاقا
ضحك مندهش : و انت تلعب معه
__ طبعا وأمنيتي ان ارى احد يهزمه ، فخاله نفسة لا يستطيع هزيمته بالرغم من انه بارع للغاية في هذه اللعبة
ضحك يا سين على قهر صديقه من ابنه : ادعى له ان يكون متفوق هكذا في دراسته
رن جرس الباب لتسرع جنى الى فتح الباب :بابا عمو عمر جاء
اسرع علي الى الباب لاستقباله :ما هذا لم ارك مرتدى البدلة الرسمية منذ يوم حفلة تخرجك ، تفضل
دخل الى الشقة وهو يقول :السلام عليكم
لتأتى نور من بعده و تصافح على : كيف حالك علي ؟
صافحها وهو يطلق صفيرا صغيرا كما يفعل معها دائما ويمسك يدها ليلفها بهدوء
__ كبرتي بسرعة نور وأصبحت عروس جميله
ضحكت بخجل منه : شكرا على ن ولكنى اعرفك جيدا فانت تبالغ
__ لا واللهي ، فانت جميلة فعلا ولو عندي اخ اخر لكنت خطبتك له
ابتسمت لتلتقط عينان تنظران لها بغضب شديد واضح
ذهبت لتسلم على خالتها ووفاء والاولاد لتحتضنها خالتها بحب وتدعى لها بان الله يرزقها بالزوج الصالح وتفرح بها
وتحتضنها وفاء وتسال عن اخبارها لتأتى الى الاخيرة التي ليست على وفاق معها دائما فنظرتها تنم عن غضب واضح منها : كيف حالك اية ؟
ردت بتعجرف واستياء واضح: بخير الحمد لله
التفت الى خالتها : بعد اذنك خالتي سأدخل للعروس
__ تفضلي حبيبتي البيت بيتك
دلفت الى الداخل فهي تعرف البيت جيدا ولا تريد احدا ان يدلها
دقت الباب ليأتي لها صوت من الداخل : تفضل
دخلت واقفلت الباب خلفها : ما اخبار عروستنا الحبيبة ؟
ابتسمت لها علياء بتوتر ليأتي لها صوت بسنت من الخلف: نور كيف حالك ،اخيرا أتيتي فانا لم استطع السيطرة على توترها
احتضنتها : اشتقت اليكى كثيرا بسنت ،لتلفت الى علياء لم التوتر حبيبتي ؟
نظرت اليها علياء لتفكر في كلام اية الذى لا يزال يرن بأذنيها
__ نور اريد ان اسالك عن امر ما
تنحنحت بسنت : حسنا سأذهب لأساعد امى واسلم على عريسنا الغالي
خرجت بسنت لتنظر لها نور: ما بكى علياء لم التوتر ظاهر عليك هكذا ، وما الامر الذى تريدي معرفته
الفصل الحادي عشر
بعدما اتخذت قرارها في سؤال نور عن ما يدور بخلدها تراجعت عنه فلا الوقت ولا المكان مناسبين الان
نظرت الى نور وهى تردد : ماذا تريدين حبيبتي؟
تنفست بعمق لتهدا قليلا : اريد ان اعرف رايك بصراحة في شكلي
ضحكت نور بهدوء : انتى تمزحين ، اليس كذلك؟
انت قمر في ليلة اكتماله ، بدر منور يا زوجة اخى
احمرت بشدة و ترقرقت الدموع بعيونها لتسرع نور قائلة :لا دموع اليوم فدموعك ستفسد زينتك ، افرحى علياء ها هو حلم صباك يتحقق
دخلت وفاء الى الغرفة : استعدى فعلي يريدك بالخارج
نهضت من مكانها لتخرج توترت بشدة لدرجة ان سرت الرعشة في اطرافها وارتعدت لتمسك نور بيدها
__ اسم الله عليك ، هدئ من روعك حبيبتي ، انه عمر لن يؤكلك فلا تخافي
سمى الله وتوكلي على الله
رددت نصيحة صديقتها ومسكت يدها لتخرج اليهم
*****************
جالس على الاريكة المتصدرة الصالون رجلة تهتز بتوتر ينتظر خروجها بفارغ الصبر
لا يشعر بمن معه في المجلس فعلي وازواج أخوته يتحدثون معه ولكن باله مشغول وتوتره يتضاعف تناهى الى مسامعه ضحكاتهم ثم علي يردف: ها قد جاءت عروسنا
رفع نظرة سريعا ليرى فاتنته تخرج وهى خافضة بصرها ليتأملها من راسها الى اخمص قدميها
فستانها الستان بلون البنفسجي الفاتح يلتف على جسدها ليظهر روعته ورشاقتها وقوامها الملفوف بكم قصير من الشيفون مزموم من تحت الصدر وفتحة صدر ضيقة مطرزة بلآلئ صغيرة بيضاء تزيد من روعته ليرفع نظرة الى وجهها ليتيه في حسنها
وجمال عينيها المظللتين ورموشها السوداء كصفين من الحراس لحماية البندقتين الامعتين القابعتين بداخلهما حتى جاء الى شعرها بموجاته التي زادت من فتنة وجهها واظهرت رقتها
انتبه الى يد علي تضربه بخفه على كتفه : اخفض عيونك ، واظهر بعض الاحترام لى
احمر وجهه سريعا من كلام صديقة وقف ليسلم عليها بهدوء بالكاد تلامست اصابعها بكف يده اجلستها امها على الأريكة بجانبه وسلمت عليه وهى تدعو لهما بالتوفيق
جلس عمر وبدا بالكلام وتفاصيل الزواج وانه سيبذل كل ما يستطيع ليجعلها سعيدة ،وبعد الاتفاق على امور الزواج والشبكة والمهر ارتفعت الأيادي لقراءة الفاتحة وبعد الانتهاء انطلقت زغرودة طويلة من وفاء مباركة لهم
اخرج من جيبه العلبة المخملية الحمراء الانيقة ليفتحها ويظهر الخاتم الابيض بها لامعا تحت الاضواء
امسك يدها اليمنى ليلبسها اياه ثم قبل اصابعها برقة شديدة : مبروك
ارتفعت صيحات الاعجاب والفرح بما حدث
لتقول الخالة عائشة: لم كلفت نفسك يا ولدى؟
__ لا شيء في الدنيا بغلاة علياء خالتي وهذا لا قيمه له امام قيمة علياء عندي
احمرت بشدة من كلماته الرقيقة ولم تستطع التنفس فكلماته قتلت الشك بداخلها فو يغليها
توافد الموجودين ليقدموا لهم التهاني والمباركة الى ان جاءت زوجة اخيها لتقول ببرود
__ مبروك عمر ، ربنا يتم عليكما بالخير
مبروك علياء ، وبنبرة ذات مغزى قالت لعلياء هامسه: اتمنى لكى التوفيق في اختيارك
انحنى علي وقبل راس اخته : مبروك عزيزتي ثم صافح صديقه : مبارك عليك درتنا عمر ضعها بعينيك
__ الله يبارك فيك ، انشاء الله هي في عيوني دائما ، شكرا على مساعدتك لي
همس: لا تقل ذلك ، سنترككما قليلا لتتكلما على راحتكما سننتظر بالخارج
هز راسة بسعادة فصديقة وفر عليه الكثير فقد كان خجلان ان يطلب منه هذا الامر
همس علي لامه ، لتقوم بهدوء خلفة ثم انصرف الموجودين واحد تلو الاخر وبقيت نور
همست باذون صديقتها : اتركى عنك الخجل والتوتر وتكلمي معه قليلا
احتضنت اخاها بحب شديد : مبروك حبيبي ، سأذهب لأجلس مع خالتي
دارت بعينيها لتجد الصالون فارغا الا منهما ، جالس بجانبها وينظر اليها وعيناه تلمعان بشدة
خفضت عينيها ودارت براسها سريعا
ابتسم بهدوء واقترب منها ليمسك ذقنها بأنامله : لم تخفضين بصرك ، الا تريدين رؤيتي
هزت راسها بنعم ليرفع حاجباه بدهشة : حقا لا تريدين رؤيتي
اجابت سريعا : لا تلعثمت ولم تستطع الكلام
ضحك ضحكة قصيرة وقدر حياؤها : انا عمر لم اتغير ولن اؤكلك
تنهد عندما لم يسمع منها أي اجابة
__ حسنا ما رايك بالخاتم ؟
نظرت الى الخاتم الذى يزين بنصرها الايمن
وردت هامسه : جميل جدا
__ حقا ، أعجبك فعلا ؟ كنت خائف الا يعجبك اذا تريدين شيء اخر نذهب لنستبدله بما يرضيك
ردت بسرعة : لا يكفيني انك من اشتريته لي
انتبهت لما قالته ووضعت يدها على فمها عند سماعها لضحكته
اقترب منها اكثر ليهمس بأذنها : وتكفيني هذه الكلمات منك اليوم لتشعرني بالسعادة
احمرت بشدة على غلطتها وزادت احمرارا عند التقاطه لكفيها الباردتين ليحتضنهما بيديه
__ ا تشعرين بالبرد؟
هزت راسها نافيه فكيف تشعر بالبرد والحرارة تسرى بأوصالها لقربه منها
__ اريد رقم هاتفك لاتصل بكى
__ لا اعلم ما رأى علي
بترت جملتها عند سماع صوت اخيها : سمعت اسمى
لتنتفض وتنتزع كفيها منه وتجلس باخر الاريكة ، ابتسم على وهو ينظر الى عينين صديقة الذى يتوعده بالشر
ليجلس في المنتصف بينهما ليلكزه عمر بكوعه ويهمس: لم اتيت الان ؟لقد بدأت بالكلام معي للتو
ابتسم على ومزح معه وهو يقلد الرد الإلكتروني للهواتف: انتهى الوقت لمدة اخرى ضع عملة اخرى في الصندوق
ضحك عمر ساخرا :مزحة ثقيلة مثلك يا ثقيل الظل
قامت من مكانها واستأذنت بكلمات قليله مبهمة لتخرج بسرعة من الصالون
رتب على ركبة عمر: لم انت مقهور يا صديقي ، لقد قلت لك قليلا ، بعد الخطبة اجلس معها براحتك
ليردف سائلا : اتصدق نسينا نحدد ميعاد الخطبة ، حسنا الديك موعد ؟
__ نعم لنجعلها اول جمعه في الشهر المقبل
__ حسنا ، وقت كافي لنجهز
قال عمر بجديه : على أريده عقد قران ، لأكون من محارمها فلابد من اننى سآتي لزيارتها كثيرا وليس من المعقول ان تترك اعمالك وبيتك كل مرة سآتي بها لتأتى الى هنا وحتى لا يثرثر الناس فالخطيب غير الزوج
ابتسم علي براحة : عين العقل عمر انا موافق ، ولكن يتبقى رأى عروستنا
ما رايك ان تتكلم انت معها فالموضوع يخصكما انتما الاثنين فقط ،خذ رقم تليفونها من نور وتكلم معها
__ انا ممتن لك كثيرا يا صديقي
*********************
جالس في فراشه لتدخل زوجته حامله الرضيع بين ايديها
__ هل نام الاولاد ؟
__ نعم باقي صغيرنا
احتضن منها الصغير وقبله ليناولها اياه لتضعه في مهده بجانبهما ، جلست بجانبه ليحتضنها بين ذراعيه ويضع ذقنه على راسها لتسال : ما بك؟ اشعر ان فكرك مشغول
__ لا شيء ، ولكن ياسين اليوم اخبرني بشيء يعجز عقلي عن استيعابه
عقدت حاجبيها لتلتفت اليه وعيناها تستفسران منه وتحثه على الكلام ، قص عليها ما اخبره ياسين لتعلو الدهشة على وجهها ليسالها : ما رايك ؟ لقد شعرت بانها غيرة اكثر من غضب
سالته : أ رأيتها ياسر؟
__ نعم انها جميلة ولكن انت تعلمي ان ياسين لا يهتم بهذه الاشياء
__ انه معجب بها ، من الممكن ان وقوفها بوجه هو ما جعله يلتفت اليها ويهتم لإمرها
__ ولكن ياسين قوى ولا يهزه شيء وانت اعلم ببرود مشاعره لقد قضينا اكثر من سبع سنوات بأمريكا لم يلتفت الى شيء اخر غير الدراسة
ابتسمت بوجهه :لان لم يحدث شيء يجبره على الالتفات حبيبي
ياسين اجبرته هذه الحسناء على رؤيتها عندما سخرت منه وقللت من شانه حسب وجهة نظرة ، فهي لم تخف منه كما يفعل الاخرون بل بالعكس صرخت في وجهه وتعاملت معه بعصبيه غريبه عليه ، فاعتبرها اهانته وعلى الرغم من ذلك
فهو وقع في فخ الاعجاب بهذه الشخصية المجهولة التي استطاعت ان تفعل ما لا يستطيع ان يفعله الرجال
ولذلك معها لا يستطع السيطرة على تفكيره ومشاعره
اندهش مما قالته ليسالها: ما العمل الان؟
__ ماذا تريد ان تفعل ؟ لا تخبره حتى لا يأخذ منها موقف عدائي ويجبرها على ترك العمل حتى يستريح منها ومن لخبطته حيالها
__ مريم انها تعمل مع يوسف ، وانت ادرى بيوسف انه يدير عقول الفتيات ، برغم من انه لا يمتلك نصف جمال ياسين
الا ان اسلوبه وخفة ظله تجعل الفتيات يقعن في غرامه وتتعلق به حتى لو لم يشغل باله بهن
__ ما الذى ترمى اليه ؟آها انت تخاف من انها تتعلق بيوسف
__ نعم اتدرى ماذا سيحدث وقتها ؟سينكسر قلب ياسين ورغم من قوته الا انه لن يحتمل كسرة قلبه
هزت راسها موافقه نعم رغم ان ياسين قوى لا يحتمل الصدمات العاطفية لقد انغلق اكثر من قبل بعد وفاة ابيه وحرمانه منه ، فكرت قليلا وردت وهى تنغمس بداخل الأغطية : لدى فكرة لابد من اقتراب الحسناء من ياسين ، فشخصية ياسين اسرة عند التعرف عليها من قرب ، ومن الممكن ان تغرم به عند التعرف علية من قرب
ابتسم بغيرة : لا واللهي شخصية ياسين اسرة
ضحكت واجابت براسها نعم واردفت لتزيد من غيرته الواضحة عليه : و من تتعرف عليه تغرم به بسهوله
لف راسه الى الامام وعقد ذراعيه اما صدرة ومثل الغضب لتقترب منه بهدوء وتطبع قبله رقيق على خده
__ ياسر لا داعى للغيرة غير المبررة ، انت تعلم جيدا ياسين اخى الذى لم تلده امى
احاطها بذراعه ليضمها في حضنه بتملك شديد ويتنهد بحب : اعلم حبيبتي ، ولكنى اغار فانا اغار عليك من أبنائي
ابتسمت بحب وهى تتحس ذقنه وهمست :احبك
__ وانا اموت فيك حبيبتي ، فانتي حياتي كلها
********************
قلب هاتفه بين يدية اسمها منور شاشة الهاتف وهو محتار بين ان يتم الاتصال ام يؤجله لوقت اخر
هو يريد بشدة الاتصال بها مشتاق لسماع صوتها وخائف من صدها له او حياؤها يمنعها من التحدث معه
اخذ قراره واتصل بها ليرن الهاتف الى ان ينقطع اتصل مرة ثانية
سمعت هاتفها يرن لا تعلم اين هو اخذت تبحث عنه حتى وجدته خلف احدى الوسادات انقطع رنين هاتفها لتمسك به وجدت رقم لا تعرفه ليرن مرة اخرى وهو في يدها
__ السلام عليكم
تنهد براحة لسماعه صوتها : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شهقت لسماعها صوته لقد تعرفت عليه على الفور
اردف : علياء انا عمر ، انتى معي ؟
اجابت هامسه والخجل يسيطر عليها : نعم معك
تنهد بحب : اشتقت اليك كثيرا
اضطربت لتضع يدها على قلبها لتهدئ من دقاته الجنونية
اغمض عينيه ليستمع الى صوت انفاسها ليتغلل الى روحة لدرجة شعر منها انها بقربه وانفاسها تضرب خديه برقة
طال الصمت بينهما هو مستمتع بأنفاسها وهى مرتبكه من هدوءه
تنحنحت : عمر اتريد شيء ؟
قال بهدوء : ا تريدين اغلاق الهاتف ؟
__ لا ولكنك صامت لا تتكلم
__نعم فانا استمتع بصوت انفاسك وقربك منى
ذابت خجلا من كلماته وهى تتلفت حولها لتتأكد ان لا يوجد بجوارها احد
اردف بجديه : علياء اريد ان نعقد قراننا بدلا من الخطبة
__ ماذا ، لم؟
اعاد عليها اسبابه الذى اوضحها لعلي واكمل :سأكون مرتاحا اكثر لعقد القران عن الخطبة
ارتبكت لا تعلم بما تجيبه سألها : أ تريدين مهلة للتفكير ؟
__ لابد من ان اعرف رأى علي وأمي
__ علي موافق ، انا اريد رايك انتى لا رأى احد اخر
__ اجابت مرتبكه بصوت يكاد ان يسمع : انا موافقه
لا تعلم لما وافقت في ظل انها مشوشة بين افعاله وكلمات زوجة اخيها ولكنها تشعر بالراحة معه
__ سأتركك لتنامى حبيبتي
اخجلتها كلمة حبيبتي ولكنها فرحت بها بشدة لطالما تمنت ان تسمعها منه
__ الن تردى على بكلمه واحدة ، كلمه واحدة علياء لأروى بها ظمأى
__ تصبح على خير
__ حسنا سأتركك على راحتك ، سلام
اغلق الهاتف وهو يشعر بسعادة عارمه تلم بجسده كله لدرجة انها خدرته ليضع راسه على الوسادة ويغرق في احلامه السعيدة
اغلقت هاتفها وقلبها يدق بعنف لا تنكر سعادتها الكبيرة بمكالمته وكلماته القليلة التي اطرب مسامعها بها ورقته معها وصبره عليها ، لا تعلم لم الجمت لسانها ولم تنطق بحرف واحد ولا تعلم ايضا لما وافقت على عقد القران
حدثت نفسها اهى خائفة ؟ نعم فكلام زوجة اخيها يتردد بذهنها ويجعل الخوف يتملكها ولكنها شعرت بصدق كلماته
ولكنها لا تستطيع التفكير في ان هناك احتمال انه كان مرتبط بأخريات غيرها ، لم تستطع سؤال نور ولن تستطع سؤال علي ،فما المبرر لسؤالهم عن امر هكذا دون قص عليهم ما حدث بينها وبين ايه
تنهدت فلا تعلم ماذا تفعل ، لا تستطيع نسيان كلام ايه ولا تستطيع ان تتعامل معه بطبيعتها
فكرت قليلا في كلمة حبيبتي منه كم هي ناعمة ورقيقة وصادقة، وكم كانت ستطير بها فرحا من قبل
ولكنها اليوم وجدت جدار نفسى ضخم بينها وبينه انشاته زوجة اخيها بكلماتها القليلة
انها منهكة للغاية وتتمنى النوم ولكن من اين يأتي النوم لفكر مشغول فالأفكار تتردد على ذهنها
تقلبت في فراشها سط افكارها الكثيرة الى ان غفت على جملة واحدة تتردد بأذنها :سأتركك لتنامى حبيبتي
******************
بعد اسبوع
__امى اليوم حفل زفاف صديقتي سارة وسأذهب اليه ان شاء الله
__ نعم اعلم لقد قلتي لي من قبل ، ماذا تريدين الان ؟
__ نور اقترحت على ان اذهب معها ومع عمر بدلا من اشغال علي معي
ابتسمت امها : لا مانع حبيبتي فهو في القريب سيصبح زوجك غير ان نور ستكون معكما ، ولكن اتصلى بأخيك لتقولي له ، حتى لا يتفرغ لا جل ان يوصلك
هزت راسها بنعم وذهبت لتكلم اخاها اتصلت على هاتفه الشخصي ليرد بسرعه : علياء انتم بخير
ضحكت: ما بالك ؟ لما منزعج بهذه الطريقة ؟ نحن بخير الحمد لله
__ لم تتصلى على هاتفي اذن
تلعثمت انها لا تريد الاتصال على هاتف البيت حتى لا تتكلم مع ايه
__ لم اعلم انك بالمنزل، فتوقعت انك بالخارج
__ حسنا، ماذا تريدي؟
__ لا شيء ، سأذهب مع نور الى الزفاف ، فلا تتعب نفسك بالمجيء وتنشغل معي
__ استذهان بمفردكما ؟
اجابت هامسه : سيوصلنا عمر ويحضر معنا العرس
قال بخبث واضح في صوته : آها عمر اتضحت الرؤية ستتخلين عنى من اجل زوج المستقبل
__ لا طبعا لن اتخلى عنك ابدا ، ولكنى فكرت ان اريحك هكذا
__ حسنا حبيبتي ، بالفعل انا ممتن لسي عمر ، لأنى سأكون مطمئن انه معك ، ولأنى سأستطيع ان اخذ جنى الى الملاهي ، فهي كانت مستاءة من عدم ذهابنا
__ قبلها بالنيابة عنى واتمنى لكم وقتت ممتع وسعيد في الملاهي
اغلقت الهاتف من اخيها ليرن في يدها معلنة شاشته اسم نور
__ السلام عليكم ، كنت سأتصل بكى حالا
__ وعليكم السلام القلوب عند بعضها ، ما الاخبار ؟ امر عليك مع عمر ، ام ستذهبين مع علي؟
__لا سأنتظرك لتمري على ، متى ستأتي ؟
ضحكت بخفه :حسنا سامرك الساعة السابعة والنصف ، علياء لن تتأخري اليس كذلك؟
__ لا نور سأكون جاهزة عند الموعد ، نور اين انتى ؟اسمع ضوضاء حولك
تنهدت بضيق :انا بالسيارة والطريق مغلق والازدحام المرورى يخنق، انا عالقة هنا منذ نصف ساعة والسيارة لا تتحرك بمقدار انش واحد
__ انت عائدة من الشركة
__ نعم اليوم اخر يوم في التدريب ومن السبت سأستلم عملي رسمي
__ مبروك حبيبتي ، اذن لم الضيق يملئ صوتك؟
__الازدحام المرورى يخنقني ويوترني ، اه اخيرا الاشارة فتحت سأذهب الان و أرجوك لا تتأخري
__ لا تقلقي نور ، سلام
اغلقت مع نور وذهبت لتجهز حالها حتى لا تتأخر فهي تعلم ان نور لا تطيق الانتظار ، وايضا لأنها تريد الاهتمام بمظهرها اليوم جيدا فاليوم لأول مرة ستخرج برفقة عمر وهو خطيبها
**********************
دخل من باب القصر وهو يطلق صفيرا كعادته ويدندن بإحدى الاغنيات الأجنبية المفضلة دار بعينيه اندهاشا فامه غير موجودة في مكانها المعتاد ، صعد السلم برشاقة وهو يقفز وهو مستمر بالصفير والغناء بصوت عالي ليفاجئ بنهى واقفه امام غرفة المعيشة لتقول : واضح عليك الفرح
ابتسم بصدق : نهى كيف حالك انحنى يقبل وجنتيها ويحتضنها
ليردف: نعم انا سعيد بالفعل ، فاليوم انتهيت من التدريب ومن السبت سأبدأ عملي الله يعينني على اخى العزيز
فهو مدير صارم جدا وجميع العاملين بالشركة يخافونه
ضحكت وهى تتأبط ذراعه: ومن لا يخافه ، اتذكر انى لوقت قريب قبل زواجي كنت اخافه جدا واتحاشى ان افعل أي شيء يغضبه
ضحك بصوت عالي : اتذكر ونحن صغار عندما كنت اتسبب في المشاكل كنت اؤكد على امى ان لا تخبر ياسين حتى لا يغضب منى ، فكانت تخيفيني عندما تقل لي سأخبر اخاك بما تفعله
ضحكت معه ليجلسا بجانب بعضهما على الأريكة في الغرفة
__هيا احكى لي اخر اخبارك
__ لا جديد ولكنى متحمس بشده لابدا العمل واؤنب نفسى على الوقت الذى فاتني فالعمل متعة كبيرة كنت اتخلى عنها
أتعلم بالرغم من انى سعيد ببدء عملي من السبت الا انى سأفتقد نور جدا
رفعت حاجبيها بدهشه ونم وجهها عن السؤال الذى يدور بخاطرها
ليردف وهو يبتسم : انها زميلة لي بالعمل وكانت تتدرب معي وانا اعرفها من الجامعة فهي تصغرني بعام واحد
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك