بداية

رواية سيدة الحرية -18

رواية سيدة الحرية - غرام

رواية سيدة الحرية -18

تحدثت معه بأريحية مستغلة غياب عمر،واخبرني انه يريد رؤيتي قريباً..في منزل عمي
وبطبيعة الحال كنت سأزورهم..اشتقت لهم ولجنان واريد بعض حاجياتي..وحاسوبي بالأخص!
.-.
.-.
-"تأخرت صح؟"
اقترب مبتسماً..وانا أتجاهله:
-"ليش ماتصلتي "
سؤاله محرج،لكنني قلت تفادياً لذلك"
-"لازم اتصل؟"
-" لا طبعاً"
ثم قال بشيء من الضيق،لا ادري لجملة سابقة ام لتلك التالية:
-"كنت اشرف عالبيت رحت اشوف وش ناقصه وغيرنا بعض الاثاث"
رفعت نظري اليه،لا ادري لمَ كان الوجوم عليه، لكن ماشغلني تلك اللحظة هو الخبر السعيد ذاك،وماغير ذلك بمهم!
-"صدق؟"
-"اكيد"
صوته لم يكن بالحماس المتوقع،لذا قلت له بهدوء اثناء استدارته عني:
-"مشكور"
ربما لأنها خرجت منفردة،خرجت بصوت هادئ،وكانها ناقصة،وصغيرة جداً
كما اتضح لي قبل أن يقول
-"بس مشكور؟"
.-.
دخلت مبتسمة،ووضعت حقيبتي التي أصبحت اكبر بسبب كتاب أحضرته معي لايختص بمعاني الاسماء!
لدي الكثير من الكتب اتنقل بها،ولا أقرأ شيئاً، ويكون الكتاب لدي عذر انشغال!
أبتسم له مرة اخرى، ويبادلني حديث بسيط، ويحول الظلام دون رؤيتنا ونحن نيام
،
كما تروضنا الحياة نروض ملامحنا!
اذكر ان وجهي اصيب ببرمجة الابتسامة التلقائية، وأضرب في حنجرتي كل الكلام، ومر اسبوع كامل لنا في الوضع ذاته، والمكان ذاته،والابتسامة ذاتها، لكن بتفاوت كبير في رضاي عنه وسخطي، تارة اضحك وتارة اكبت الدمع،وتارة احاول الصمت اكثر كي لايجهدني الكلام
.-.
.-.
رسيل بمزاجها المتقلب تربك سير حياتي،وكأنني في كل يوم اقبل هدية عيد الميلاد!
تعلمون اني مأخوذ بها كلياً،عشقت بها حتى المفاجآت،لكن خروجنا هذا اليوم للمنزل سيبدأ احتفالاً جديداً..تبدو سعيدة جداً الآن لذا أنا افوقها سعادة!
يبدو جديداً ومختلفاً، هذا ماقالته لحظة دخولنا ...بالأعلى كانت غرفة المكتب لوالدهم كما اذكر،وتنتصف الدور العلوي، وبما أنها الاكبر فقد استبدلتها بغرفة نوم عظيمة!
وسعدت رسيل بذلك معلقة،أنها لم تكن تخص أحداً،لذا لن تطرق بها الذكريات حالما تكون فيها!
أما غرفتها التي اذكرها جيداً،كانت مستبدلة بأثاث جديد مسبقاً،وغرفة بدر كذلك
ما ان مر الوقت وهي كمن ينفض الغبار عن صندوق ذكرياته، عاودني الشعور بالضيق..لا لا اقصد الضيق فأنا مبتهج لسعادتها لكنه شعور يراودني مؤخراً ويجعلني أتساءل هل انتقالنا جيد؟
مرتني وهي تواصل الانبهار،تمرر عينيها بالمنزل مأخوذة بكل شيء،وتتحدث الى نفسها بجمل غير مفهومة، مبتورة بالأصح!
وأنا كنت انظر للمجلس بعد تجديده أيضاً،وكل زاوية بدأت تتحدث لي عن شيء ما، كأطفال خرجوا من صالة عرض أفلام!
حتى رأيت نفسي قبل سنوات افتش عن ظلالها هنا،عن حديث مرت به هنا، عن نفسي التي لم تفكر بشيء سواها!
هنا..طفولتي كانت مشدوهة بها، ومراهقتي كانت محصورة بها،وحتى هذا الوقت الذي بدوت رسمياً ملهوفاً بها!
ان نكون معاً في المنزل ذاته يجعلني اتأمل كيف أنا كنت لها!!
-هيَ التي غيرت حياتي في المرحلة الأكثر حساسية في حياتي،فعندما كان الجميع يحلم بالسيارات الفارهة،كنت احلم بها..وعندما يفكرون بشيء عابث كنت افكر بها!
فقط أغلقت عيناي منذ وقت سابق عليها،واريد أن آويها بها
.-.
.-.

وكأنني عدت للوطن!

نسيت كل خوفي من مواجهته،اشعر بأن انتمائي لهذا المنزل لازال قائماً،وامتناني لعمر يكاد يجعلني اريد التصفيق له!!
فكأنني احضر عرض "شهامة رجل" اراد إسعاد عروسته في شهر الغزل!
لقد حقق ذلك،رائع!
لكن..كم ياترى ستدوم كلمة مؤقتاً التي اخبرني بها!
الحرية أن تتصرف كما تريد،يبدو انني صرت على موعد أكيد معها، هذه الامنية التي تحققت كمفتاح باب يصلني بها،اعتقد ذلك
ولولا ان قلبي ينقبض امام كل ذكرى لكنت الأسعد على الاطلاق، لذا تركت الغرف المقفلة مقفلة ولاجرأة لي بفتحتها
فاختفيت برهة حتى سمعته يناديني
وجدته في غرفتي، له ملامح غريبة بالطبع ليست السعادة..لكنه يقول:
-"كانت غرفتك"
وددت لو ان عبارته كتبت على سطر لأرى أيصحبها استفهام!
لم يكن سؤالاً بقدر ماكان تنبيه كما أعتقد،فكانت لاوجود لها في الحاضر
أضاف خاتماً الحديث-"غرفة بدر مانحتاجها بقفلها"
لم يبق شيء في المنزل..يبدو انه أحب إقفال الأبواب.. لكن تقليص مساحة المنزل تبدو أفضل
-"وش رايك بغرفتنا"
-"ماشفتها"
.-.
.-.
-"شرايك؟"
سبقتني،وبتلك البهجة قالت-"رووعه"
ثم خرجت، لاادري.. لمَ شعرت بها تتصرف كأنه منزلها؟ محبط أن أكون كمتطفل هنا!
كنا في الصالة نريح أجسادنا على الأرائك الفاخرة، مزاجي كلما تقدم الوقت بدأ يسوء، حتى تحسن عندما قالت بكل حبور!
-"تبغى عشاء؟"
نظرت إليها بغرابة وسرور
-"طبعاً!"
.-.
ورطني بجمله الغير قابلة للنفي،فهي تأتي مثبة لاجدال فيها!
ربما اتضح أنني في مأزق لساني!
وربما للمنزل أثراً قديماً يعود بي للوراء أكثر فأكثر حتى أكاد اقفل غرفتي واخرج للمدرسة!
-"اا..(كنت انظر للمطبخ الخالي..ثم نظرت لساعة يدي مباشرة استنجد مطعماً لايزال يعمل)"
-"ههههه يعني تفكرين تسوين لي عشاء.. امم سوي باستا..(كرر بخبث) ابغى باستا"
-"مايصلح باستا بالليل"
-"الا يصلح"
نظرته الثاقبة المملوءة بالدهاء،جعلتني أقول:
-"المطبخ فاضي ومافيه اصلاً شي"
النصف الأول من الجملة كان كافِ عن الآخر،ربما لنفاد مخزون الكلام لدي، او نية مبهمة في إثبات الجمل كما يثبتها هوَ في كلمة!
-"هههههههه"
حتى ضحكته تلك أنعشت الذكريات في هذا المنزل،لو كان هذا الشخص أمامي مجرد صديق أخي، لكنت اسعد من الآن،ولكنت قلت له:-"تروح تجيب عشاء؟"
وربما قلتها فعلاً!
ليزداد ضحكاً حتى شعرت أنني غبية!لكنني ضحكت أيضاً فأنا من استحق ذلك
كنت انظر لعينيه كما اعتقد،أي ربما الخجل بالفعل قد أخذ غفوة!
-"هههه بشرط تعوظيني بعشاء بكرة"
ابتسمت موافقة،حقيقةً انني اكبت ضحكات طويلة
فأن اكون متزوجة،وزوجي يملك منزلي،ويطلب موعداً لعشاء، يجعلني اريد الضحك وحدي!
استغليت فرصة غيابه،ليحضر العشاء
وضعت مفرشاً جديداً على سريري،بالطبع غرفتي الخاصة،وعلقت ملابسي،وبعد ان وضبت كل شيء خرجت لغرفتنا المشتركة
ربما فكرت أن اعلق ملابسه أيضاً،لا لشعوري بواجب ما.. لكن لأضمن استقلاليتنا التي رضاها حتى الآن!
لكن عندما اقتربت من الحقيبة شعرت انه لايجب فعل ذلك،إنها تخص -الغير-!!
..
لمحت قرب الخزانة ثلاث حقائب إحداهن لم تكن مغلقة،ربما قد اسُتخرج منها شيء،
وما أثار فضولي ذلك العمود للرسم الذي رأيته سابقاً..إذن أين رسوماته؟
ألقيت نظرة للوراء وكسارقة تفحصت الحقيبة،إذ كان مايفسر عدم وجود أي لوحات للرسم
..،ان ذلك لم يكون سوى عمود لتثبيت آلة التصوير..لا لاحتواء لوحة!
إذن هو مصوَر لا رسام..!؟
سمعت صوت الباب بالأسفل،فذهبت إليه،وبالي منشغل بهوايته تلك،أو على الأرجح مهنته!
وبدأت مع الوقت استرجع كلام بدري عنه، حتى انتهى العشاء الذي تناولناه بشهية مفتوحة،وأحاديث لاتنتهي من قبله
بوجوده..،ظلمت مقولة أن النساء ثرثارات !
.-.
بعد منتصف الليل
ذلك الوقت الذي سارعت بتنظيف أسناني،وترتيب أفكاري،والتهدئة من توتري
دخلت الغرفة فابتسم لوجودي، وقلت له:
-"بنام بغرفتي"
ضغط على الابتسامة،حيث قال:
-"طيب تعالي"
طلبني للجلوس بجانبه،ومازادني ذلك إلا نبضاً في جسدي كله!!
-"في شي مضايقك؟"
سجدت عيناي حينها،ولم ادري بما اجيبه!
-"لا"
-"اممم المشكلة يارسيل اني حاس انك مو على طبيعتك(رفع عيناي الخاشعة!) طيب انتي ليش احسك تتجاهليني وغالباً ماتحسسني اتكلم مع نفسي"
-"توَنا"
-"اخاف انك ماتبين تتعودين علي..طيب خلينا نسافر"
-"مو الحين"
-"وان قلت بنسافر؟"
هنا رفعت عيناي من السجود،بل وانغرست في عينيه لترى أي تحدي فيهما!
-"غصب؟"
تسارعت دقات قلبي،انني حقاً عندما اكون بصحبته يتضاعف جهد داخلي فيني..لا اطيق ذلك!
انتظرت اجابته،وكل ما اخافه ان تخرج جملة مثبته!!
-"طبعاً...لا"
خرت عيناي للأرض،ربما سجود الشكر هذه المرة!
-"أي شي ماتبينه ماراح يصير قلتلك هالكلام قبل"
قلت بهدوء:
-"ما ارتاح معك"
اتبعتها:
-"ما ارتاح اكون مع احد الحين ودي تعطيني فرصة اتعود عليك"
ربما كانت تلك أطول جملة جادة قلتها متواصلة منذ ان كنت معك!
وكانت اغرب ردة فعل منك !
قبلت جبيني وتمنيت لي ليلة سعيدة!
وقبل ان اخرج قلت لي
-"يكفي انك مبسوطة معي الحين"
.-.
.-.
بالغد،انشغلنا بعدة امور تخص المنزل،وعند المغرب خرجت لقضاء بعض الأعمال،ورسيل استقبلت صديقة لها
ما ان عدت مساءً حتى رايتها تشاهد التلفاز، وأخبرتني قبل صعودي أن عمها سوف يرسل لها خادمة بالغد..مؤقتاً
شعرت ان كل شيء يبدو مؤقتاً،بكلمة"مؤقتاً"حتى حياتي! ستر الله من الانفجار
-
-
غمرني لطف دانه هذا اليوم، كعادتها دواء يرفع المعنويات في حال قصده
تعجبَت كثيراً من قدرتي على إقناعه للعودة هنا!! لم تعلم انني لم افعل شيئاً سوى البكاء!!
نزل من الأعلى وهو يمسك بجهازه الحاسوب،وجلس بالقرب
-"وين اقرب فيش؟"
بالطبع انه منزلي،وشيئاً فشيئاً شعرت بالمسؤولية أمام البيت..وليس كامرأة متزوجة!
أخبرته بمكانه،ثم خجلت وأوصلته له،وقد حفزتني رؤيته على العمل على حاسوبي أيضاً
أحضرته وقد اشتقت إليه
جعلت بيننا مسافة ليست قريبة، لكنها تسمح للرؤية
ثم بدأ البعل بالثرثرة! اخبرني أين ذهب،ومن قابل،وأخبرني انه سيعود للعمل غداً!
ثم أضاف السبب أنه سيؤجل اجازته حتى نقرر السفر
فتحت متصفحي فلم يعمل،سألته بعد تردد دام خمس دقائق
-"في تلفون؟"
كنت اقصد بذلك هل أوصلت شبكة في المنزل
-"أكيد"
كان قد رفع رأسه وهو يجيب،وقال ما ان رآني:
-"العيطموسة الي تقلد زوجها بكل شي..احبها"
ضحكت وانا ابحث عن شبكات وفي رأسي من يحيل تجمع الدم احراجاً من دعابته التي لاتبدو لي اكثر من شبكة فشل الاتصال بها!
ووجدت واحدة لاادري أهي ملك لنا أم لا، لكنها تفي بالغرض
جلست قرابة الساعة أتصفح ملهوفة،وكأنني غبت سنوات عنه
وما ان انتهيت،أخذت اتصفح اشياء لااهتم بها، وتذكرت فجأة انه سيعود للعمل،أي انني سأجد ساعات فارغة أكثر!
أردت البحث عن الحرية في هذا المحرك الا انني كتبت اسم بعلي ذاك..وسألت المحرك عن عمله باستخفاف من لايشغل وقته!
لكن لم يظهر شيء كما تعلمون فألقيت نظرة عليه،كما يفعل هو بين الفينة والاخرى،وتساءلت في داخلي
لمَ لم تحب التصوير سابقاً، انك حقاً تبدو مختلفاً جداً عن الآخر!
ما ان يزداد فضولي حتى اكرر محاولاتي في البحث!
تراه ماذا يلتقط عادةً!
اشعر بانزعاج شديد منه في كل مرة لايظهر لي البحث شيئاً!
وليست المشكلة تبدو أنني اكتشفت انه مصور لارسام، بل لأنه مصور لاكاتب!
العديد من الأشياء ربما سأعرفها لاحقاً لكن الآن اشعر انني مخدوعة به! وكأنه المسئول عن اعتقاداتي التي بنيتها استناداً لكلمة صحافة!
شيء قفز في ذاكرتي حينها..فكتبت بمحرك البحث اسم المؤسسة التي اخبرني عنها بدري، ربما يكون عمله ، كنت املك فضول عن ماهية الصور التي يحب التقاطها،وعمله بالتحديد،وأوقات دوامه
رفعت عيناي إليه مرتابة أكثر! فعندما أصبح أمر مهنته أكثر أهمية منه.. بدا كل شيء غامض!
لم أجد شيئاً بالبداية،لكني واصلت البحث
.-.
.-.
كنت أراها تعمل بصمت،حتى ان لاصوت للوحة المفاتيح، إلا أن توتراً كان يعتريها، أن ترفع رأسها مراراً يجعلني اعتقد أنها تكتب قصيدة!
أسعدتني تلك الفكرة،اتجهت لمفضلتي وضغطت اسمها المستعار،
بالحقيقة كنت أحفظ المنتدى بملفها الشخصي، لكنها لم تكن متصلة
انني لم أفارقه طويلاً،لكنني لاازور سوى صفحاتها
ربما تكون سعيدة وقد تكون كتبت شيئاً عني،أكاد أغيظ اسمي المستعار بأنني امتكلتها قبله!
لم اعتقد انها كتبت قريباً،لذا بحثت لآخر المشاركات،فوجدت انني قد قرأت معظمها عدا واحدة
كانت حديثة،ربما قبل زواجي بيومين لا أكثر كما هو التاريخ
لن أجد شيئاً عني بالطبع فهو كالروزنامة!
.-.
.-.
انه يماثلني بالفضول،والا لما كان مصوراً ! عمله حفظ أجزاء من كل شيء متلصصاً بعين زجاجية...احتقر تلك المهنة وازداد عدم راحة في كونه مصوراً، بل ان لاشيء يجعلني أتقبله حتى الآن!
بعد أن يئست من الحصول على اثر له، اتجهت لقسم يعرض الصور الفوتوغرافية الإعلانية الخاصة بهم، جميع المصورين هنا لديهم خبرة عالية، أيعقل ان عمر درس التصوير! لكن لااذكر قسماً كهذا لدينا! أيعقل انه لم يفعل.. بالطبع لابد ان يكون بهذا المستوى، لكن ربما هو يصور صوراً متحركة!
قاطعت تساؤلاتي عندما رأيت ملف باسمه تابع لهم..
أسرعت بالضغط عليه،وبدأت بتفحص الصور، ليست كثيرة لكنها جميعاً باستثناء واحدة لاتملك ألوان!
اعني انها بالأسود والأبيض وظلالهم...هل أصبحت الألوان لاتستهويه!
كنت مدهوشة وأنا ابحث في ذلك،
ان تبحث عن رجل في محركات البحث،وتتلصص في أعماله باحثاً عن أثر له، وهو على بعد خطوات من مكان وجودك،شيء...شيء مذهل!
..
كان ينظر لشيء ما بحدة..لفت انتباهي بعد أن غير من وضعية جلسته بعد أن كان مسترخياً ليصطلب،وهادئاً ليضطرب،ثم كساه وجوم رهيب وهو يلقي علي نظرة مشككة، فيعود للشاشة مرة اخرى،ثم إلي..
اخرج هاتفه،ونظر للساعة،أو ربما التاريخ،ثم عاد للشاشة، وحل به سكون رهيب
تجاهلته فحسب!
.-.
.-.
بالطبع التاريخ ذاته،قبل زواجنا بيومين،
مشاركتها تلك لايمكن الكذب فيها،انها رسيل وهذا ماكتبته..أيخبرني أحد بعكس ذلك!
:
في الاثنين من كانون الثاني ،يناير...،
قبل دقائق،أخبرتهم بموافقتي...كنت ارتدي ثوباً بارداً،نقشت به بقايا الذاكرة..،وحذاء كنت اكتفي بخدعة:
أن الحذاء أول الواصلين الذي لايمكن أن يقودنا لمكان أقل جمالاً منه..! وكنت اشتري حذاء باذخ السخرية!
-وافقت على الزواج من الرجل الذي تكرهه جل مشاعري،وستتحدد الكثير من المواعيد التي لاتهمني لاحقاً..!
بالمناسبة سأفتقدكم..دعوكم كما أنا ، وللحرية حديث آخر...،
انكسار الظل...تحية
.-.
.-.
.-.
,,..<<يتبع
لكم جميعاً...البقية في الطريق
الظرف الذي ابعدني جبراً،أعادني...كل اعتذاراتي قليلة بحقكم،كما تعلمون:00015:
فما املك سوى المواصلة، وانتظار رضاكم
. عندما لا يكون الذوق أو الرائحة أو كلاهما معاً ملائمين لتوقعات المخ، يحتمل أن يكون التفسير مضللاً وغير صحيح . فالشراب الأصفر الذي له طعم الفراولة لا يتم التعرف عليه بصورة سليمة، لأننا نتوقع أن يكون طعم الشراب الأصفر بطعم الليمون .*
فالمخ ايضاً يفسر حسب علمه بالماضي،ومباغته بأمرين مختلفين يصبح مضللاً،وكأنما لايستطيع الاستيعاب!
مالذي يحدث في دماغي بالضبط!
كلا الامرين واردين،وكلاهما لايتجانسان في عقلي،انا الرجل الذي تكرهه جل مشاعر تلك الفتاة التي يعني انها..قد تكون..تلك التي كتبت..رسيل!!
عندما يتعلق الأمر بها سأشرب الفراولة الصفراء واقول بأنها ليمون!
فقد تخطت القلب منذ فترة طويلة،واستحلت العقل منذ زمن،أكاد اشعر بها تسترخي في داخلي فلا ينبض لي عرق،أكاد أعرف احداهن..تلك التي قربي والاخرى في الورق،واكاد اموت من عشقي لهن!
كيف؟مالذي يحدث لي بالضبط؟اخبروني لمَ التذوق لايكتمل الا برائحة!ولمَ لايتجانس شيء مهما كررت الخلط،ولمَ لايذوب السكر ولو قليلاً!
ولمَ لا أستطيع تسخين الماء!!
أليست زوجتي؟ من أحببت،وأحبتني؟..استقدم هدنة من التفكير،لابل لم اعد ارغب بالتفكير مطلقاً، اغلق الجهاز واتجه للفراش.. وكأنني لم أقرأ شيئاً
.-.
أطفأت الأنوار،لأستدرج النوم
تجاهلت التنبيه الذي يقرع في رأسي كل دقيقة كجرثومة في جهازي المحمول
-يجوز ان اخدع بفتاة اخرى،كاتبة ما، ظننتها رسيل!
-يجوز ان تكون رسيل،ولايعقل انني مخدوع!
-ان كانت اخرى،فهل يعقل انني اهتممت بها اثر خطأي!
-وان كانت هي فهي لن تعني ماتقول،اقصد هي لن تعني ماتكتب! إذن لمَ كتبت ذلك!وقبل زفافنا!
لا ليست هي!
قلبي لايخطئ،محال ان تكون!.....،
.-.
.-.
أفقت كالمعتاد،اتجهت لغرفته راجية ان يكون غارقاً في النوم
لكني لم أجده، يبدوا انه استيقظ باكراً هذه المرة،ورحل للعمل، ليته اخبرني قبل خروجه،فأنا اخطط للذهاب لمنزل دانه!
توجهت للأسفل،وحقيقةً لاوجهة معينة لي فجلست مباشرة على إحدى عتبات السلم الأخيرة،وبدأت أتأمل النهار القادم الطويل
أهكذا تبدو الوحدة؟ ام انني في هذا الوقت استشعر الفراغ،كيف لكل شيء أن يكون خالياً هكذا!
من لديه حلم ما،هدف يطمح للوصول اليه،لايشتكي الفراغ ابداً،لكنه قد يشكو الوحدة!
ألأنني املك هدفاً فارغاً وحلماً وحيداً انهال على نفسي دوماً باللوم والتذمر،أكان صعباً لهذه الدرجة ان تملك حلماً لايكتفي بأربع اتجاهات؟حلم لاتدري كيف تصل اليه،حلمُ تقدم له كل شيء لثقتك انك ستحظى به،رغم انك تعي في داخلك انك قد تسعى اليه دون جدوى،
تكتفي بالايمان به،وتنتظر على عتبات سلم ما..!
.-.
.-.
التركيز..،يُطلب ذلك..،اريد العمل انتظري قليلاً حتى انجز البعض،قفي ارجوكِ
أتعتقدين انك الوحيدة هنا؟اتعتقدين ان هذا العقل ملكك وحدكَ؟
انه لي فدعيني اكمل عملي سآتي اليكِ..قفي في زاوية افكاري وحتماً...سآتي
لمَ العناد؟!
.-.
.-.
-هيَ لاتعلم انه يعرف ذلك المنتدى،ولاتعرف انه يتابع ماتكتب، لكن ماتعلمه انه لايحب الكتابة ويحب السخرية من الكتَاب
-أن تشي الأشياء حولك بك،مؤلم حد الخيانة،أن تخبرك الخطى مقاس أقدام من عبروها فاضح حد الوشاية،
لكن.. أن تخبر الناس أسرارك في المكان الذي لاتظن احداً سيلتفت إليه،أن تشي بنفسك على مرأى من الجميع
يجعلك تشعر بشيء لم يمر عليك سابقاً
.-.
.-.
.-.
عدت من العمل سريعاً لتستقبلني عينيها، أطلت النظر بحثاً عن مايكذب ظنوني، أتمنى لو كان الأمس كابوساً،لكن كيف بذلك وأنا..لم انم بعد!
لم تكن عيناي ولا جسدي بحاجة له بقدر عقلي الذي أراد أن ينام طويلاً..
خرجَت من المطبخ بعد ان القت نظرة على الساعة المستطيلة المعلقة امامي وعن يمينها
وقالت باندهاش:

-"ماعندك شي؟"

بلا لديّ.. لدي الكثير لأسألك عنه، لدي هم أطول من ظلالي،لدي ظن يكبر كلما مر الوقت، ولدي أيضاً قلب..قلب احبك بقدر ما تمنى ان يكذب قلمك دون ان يكذّبك!!
بقدر همي الثقيل وقلقي المجهد والحلم العليل! احبك اكثر مما تبكين ،ومما تقولين وتكتبين، واكبر من املي بما كتبتِ.بأنكِ تكذبين!
ياخوف قلبي لو كنتِ صادقة،لو كان صحيحاً ولاتمزحين؟ اكثر مما تتوقعين،قلبي اشقته الظنون،ذاك الجنون اني احبك تعلمين؟
اني امامكِ،معكِ، بقربكِ، ومضنيني الحنين!
أخبريني،..لمْ تكرهيني..تكذبين!
-"وشفيك ماعندك شي؟"
-"رايح انام شوي"
يثقل جسدي كلما احتجت للنوم الا هذه المرة،كنت ارجو في داخلي لو طلبتني البقاء فتزيح بعضاً من الثقل في قلبي
حتى انام،ولو ساعة
رسيل التي قالت يوماً انها لاتطيق الساعة المستديرة،لانها تشعرها بالدوران دون جدوى!
فبحثت عن مستطيلة الشكل علها تجيد اخلاف موعد ما!او العودة بشكل او آخر دون دوران،
ما ان انتهى قلبي من اللحاق بها،افاجئ بعقلي الذي تبع خطاها دون علمي!
اتركيني،منهك أنا!
.-.
غفوت حتى طُرق الباب، أطلّت تبتسم:
"صحيت؟"
بين فتحين علقت،كأنما تهاب الدخول،فأضافت:
"ماتبغى تتغدى؟"
تابعت في مكانها:
"انزل تغدى"
وغادرت بابتسامة مشرقة
صيغة الامر تلك لا أجرؤ تجاهلها،وابتسامتها..تعلمون!!
بقيت برهة في مكاني اتفقد الموقف،مالذي يتوجب علي عمله،فقد كان المكان فاقداً للصوت عدا طرقات الباب التي كانت قبل قليل تستعجل قراري!
هل أعود للنوم؟
قد تشنجت الأسئلة المنتشرة بصيغ مختلفة في رأسي،وقادتني اشراقة ابتسامتها الى الاسفل،
انه..يفقد الموازين!!
.-.
.-.
-"ساعتين وانا واقفه اطبخ"
ابتسمْت لي وانت تنظر للمائدة الاولى التي اعدها في حياتي،وربما الاخيرة!
-"مثل ماوعدتك بس مو ذنبي اذا طلعت جوعان"
-"هههه لاكل هذا ولا اتغدى"
وهم بتذوق شيء منها،وكأنني استطعمها معه،
-"وش رايك؟"
انتظر الاجابة،كمن قدم لامتحان قبول!
-"اكيد لذيذة..تسلم ايدك"
جلست في الكرسي المقابل وانا اشعر بالفخر
-"الله يسلمك وش تشرب؟"

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -