رواية انفاس الطابق الاخير -2
لكنها قاطعتني بغضب : اسكتي وليه رح تتزوجيه 6 شهور بس مشان تطلبي بعدها الطلاق وتتنازلي عن البيت و يطلقك أصلا عار عليه وما بيجي من قلبي أوزجه شغالة لكن مضطرة
ارتجفت لي شانا عندي املاك و البيت
انا لا املك في دنياي هذه غير دفتري و أنفاس الطابق الأخير حتى نفسي لا أملكها
نهضت عمتي للهاتف و اللي بدأ يرن و رفعت السماعة ألو .. اي انا امه .. شووو ؟؟
و سقطت عمتي على الأرض مغميا عليها صرخت بأعلى صوتي : عمتيييي
نزلو سميرة و أميرة بسرعة مفزوعات ماما ماما
تحاملنا ثلاثتنا و حملناها للمستشفى اللي صرنا من زوراها الدائمين .
الفصل 4
فتحت عينيها ببطىء و تحركت في سريرها الأبيض نهضت بسرعة لسريرها و انا اقول :
عمتي بدك شي ؟
عمتي و هي تذرف دموعها : وينه وينه أمير ..؟؟؟
أمسكت يدها بحنان و دمعت عيناي العسلية و قلت : لا تشيلي هم عمو و سميرة و أميرة عندو
أغمضت عمتي عينيها و فجأة فتحتهم وهي تنظر للسقف برعب ووضعت يديها على رقبتها وهي تتحرك بعنف
و تحاول إبعاد شخص يخنقها
تراجعت للخلف بخوف و أنا أرى عيون عمتي الجاحظة و شفايفها التي أزرقت ووجهها الشاحب شحوب الموت
خرجت من الغرفة و انا أصرخ : دكتور دكتور عمتي
هرعت الممرضات بسرعة معي و دخلنا الغرفة و كانت عمتي نائمة بسكينة وسلام
فركت عيني بقوة لعلها هلوسات فما مررت به ليس بالقليل
جلست بجانبها و بعد قليل جاؤوا زوج عمتي و ابنتيه
رفعت عيني لسميرة التي حضنتني بقوة : مات ... أمير مااات
لبثت مكاني لا اتحرك من الصدمة و زوج عمتي تطفح عينه بالدموع
استيقظت عمتي : أين أمير ؟؟
جلس زوجها بجانبها و أمسك بيدها : قولي إنا لله و إنا إليه راجعون .
دخل الطبيب : يمكنكم نقلها للمنزل
شكره زوج عمتي و أميرة و سميرة يساعدن عمتي على ارتداء ثيابها و نهضت و قبل ان نخرج نظرت إلي بشر : ابتعدي عنا لا مكان لكي في بيتنا
تجمدت في مكاني ايبلغ بعمتي القسوة بأن تطردني و ترميني حيث لا معين ولا أهل لي سواها
قلت بترجي و انا اشعر بالخوف يعصف بي : الله يخليكي ياعمتي ...
لكنها قاطعتني : بعدي انتي منحوسة قتلتي اولادي ,, و خرجوا و تركوني !
انا التي لم أخرج في حياتي من المنزل قط و لم أذهب لأي مكان سوى المدرسة و لا اعرف عن العالم الخارجي شس
خرجت من المستشفى و جررت اذيال خيبتي كان الظلام قد بدأ يغطي الشوارع التي خلت من المارة و لم يعد يسمع فيها سوى صوت الرياح
احسست بالجوع يمزق احشائي وقفت بجانب مخبز اوشك على الإغلاق و شممت الروائح الزكية لكنها لم تزدني إلا جووعا
تحركت من امام المخبز وبدأت الامطار الغزيرة بالهطول تبللت ملابسي فانحزت لحارة ضيقة وجلست جلسة القرفصاء بجانب الجدار وضممت ساقاي لصدري وانا احس بالبرد
و الماء ينخر عظامي وضعت يدي على فمي انفخ فيهما لعلي احصل على بعض الدفء
نزلت دموعي الحارة على خدي و رفعت رأسي لربي برجاء و فجأة احسست بأنفاس قرب اذني , انفاس دافئة بعثت في اوصالي الدفء و الحرارة
أغمضت عيني بقوة لا اريد ان ارى شيئا و نمت في مكاني .
استيقظت الصباح و اطلقت : آي ذلك لأن كل عظمة في جسدي تصرخ بالالم وكل جزء يشكو الجوع و التعب
حاولت ان انهض لكا الالام اقعدتني ذرفت عيناي دمعا او دما و بكيت بقوة لماذا لماذا ياربي ليس لي ام او اب آآه يا الاهي اقبض وديعتك او اعطها القوة
رأيت قطة شديدة السواد تقترب مني تعجبت فالقطط لا تدور ابدا في شوارع لوس انجلوس
كانت القطة تسحب بفمها كيس , اقتربت مني ووضعته بجانبي نظرت لظل القطة المرسوم على الجدار امامي فارتعشت لأنه كان ظلا طويلا و ضخما كأنه عملاق
ارتعدت أطرافي و اغمضت عيني بقوة و فتحتهم بعد ثواني لأجد نفسي في الحارة الضيقة وحيدة فأخذت الكيس و فتحته ويا لفرحتي عندما وجدت به ما لذ و طاب من الطعام
و قارورة من الماء البارد , التهمت الطعام بسرعة و شربت الماء و احسست بقوتي تعود لي
فابتسمت بسعادة و انا أحمد ربي , نهضت و مشيت في الشوارع اتفرج على المحلات و الرائحين والغادين و اذ بي أرى صورتي معلقة في كل مكان مكتوب اسفلها ( مفقودة )
قابلني شرطي و اصطحبني لمركز الشرطة و طوال الطريق كنت احاول التذكر اين ياترى رأيته من قبل ؟؟
وصلنا المركز و نزلنا و هناك تقدم مني شاب وسيم الملامح طويل أشقر وابتسم : أنا سمير ماما طلبت مني ارجعك البيت
تأملته و انا لا افهم شيء
قال و هو يأشر على الشرطي : و الشرطي محسن هو اللي اقترح فكرة الصور عشان نلاقيكي بسرعة
اهاااا محسن اللي حقق معي يوم مقتل منير .. اصطحبني سمير لسيارته الفخمة همر سوداء تبرق
جلست على المقعد الذي يجاوره و سأتله : أنت سمير ولد عمتي ؟؟
هز رأسه و بمرح : يب وانتي ديمة بنت خالي
ابتسمت من قلبي لأول مرة منذ عشر سنوات كاملات محال ان يكون ابنها فهو رقيق رحيم
ديمة : ليش رجعت ؟
سمير : ماما اتصلت قالتلي انك هربتي و لازم اجي الاقيكي والشرطي محسن ساعدني كتير .. بابا مدير مركز الشرطة وما قدر يلاقيكي
ديمة : وليش مهتم فيني لهالدرجة ؟؟
سمير : ايش تقصدي ؟
ديمة : عمتي و زوجها ارسلولك رسايل كتير يوم جنازة منير و منيرة و امير ومارديت و كلموك ومارضيت تجي بدعوى الشغل
سمير فحط و وقف السيارة بقوة : ايييييييييييش ؟؟
مسكت بالمقعد بقوة و طالعته بدهشة : ماتعرف ؟؟
سمير بفزع : ايش صار ؟؟ تلاتتهم ؟؟ كيف ؟؟ متى ؟؟
ديمة : خلينا نوصل البيت
مشينا و السكوت يخيم علينا و انا احس بالحيرة سمعتهم كم مرة بإذني يكلموه
وصلنا و نزلنا دخلنا المنزل الكبير كانوا عمتي و زوجها و بنتيها جالسين في الصالة
اول ما شافوا سمير نهضوا بسرعة و حضنوه و نزلت دموع الشوق و الفرحة والعتاب
عمتي و هي تبكي : ليش ياسمير ؟ ليش مارديت و لا جيت تساندنا في محنتنا
بعدها سمير عنه : ماما مني فاهم شي توني بالسيارة اللي عرفت باللي صار لأخواني من ديمة
عمتي وهي تدير عيونها لي : ديمة وطالعتني بغضب و صرخت
أميرة : برررررا يا منحوسة يا ساحرة برااااا بيتنا
و اقتربت مني لكن سمير اعترض طريقها و بغضب : أميرة احترمي نفسك ما اسمح لك تكلميها بالطريقة دي
عمتي بغضب : بالطريقة دي ؟؟
دي المجرمة قتلت أخوانك ,, طالعني سمير بدهشة و هو يرى البراءة و الخوف يسكن وجهي وكل وجداني وهمس : مستحيل
و طالع عمتي : انتي كلمتيني من باريس قلتيلي اجي ارجعها
عمتي خبطت على صدرها : ينقطع لساني لو سويتها
الكل يتبادل النظرات الحائرة و اخيرا تكلمت
عمتي بحزم : يا أنا ياهي بالبيت
سمير مسك يدي بحنان : انا و ديمة حناخد شقة
و لفينا انا و سمير وجهنا للباب لكننا سمعنا صراخ عمتي و سميرة ,, التفتنا بسرعة و رأينا أميرة ساقطة على الأرض بهيئة غريبة
فقد خرج من خدها عظمة يدها ومن ظهرها عظمة ساقها و الدماء تنزف منها
اقترب سمير منها بسرعة و الأب : سمير سوي شي
سمير حمل اخته بسرعة لأقرب مشفى
الفصل 5
في المستشفى .. خرج الطبيب و بآلية اعتادوها : لقد توفيت
ألقى سمير بثقله على المقعد ووضع يده على جبينه يضغط عليها و سمع صوت بجانبه : لا تشيل هم المظلوم دايما ينتصر
رفع عيونه للشرطي محسن و فتح عينيه و كأنه يكتشف شيئا و بسرعة ذهب للمنزل و دخله كالزوبعة و هو ينادي : ديييييييييييييمة
نهضت عمتي من الكنبة و بألم : سمير ايش فيها اختك ايش صارلها ؟؟
طنشها سمير و هو يمسك بيدي بقوة آلمتني : قوليلي يا ديمة ايش بيصير
قلت بألم : ما اعرف شي وربي
غضب سمير و صرخ : قوووولي و ما ان انتهى من كلمته حتى رأيناه امام اعيننا يطير في الهواء للسقف و يسقط ارضا
نهض سمير و هو يتأوه من الألم و هرعت اليه و دمعي على خدي و بخوف : سمير
طالعني سمير و بترجي : قوليلي ياديم
هزيت راسي بعنف : مو انا وربي مو انا
سمعنا عمتي : إلا هي الـ...
صرخ سمير و اسكتها : اسكتي
و طالعني سمير وابتسم يطمني : قولي ياديم
اقتربت من اذنه و همست : يمكن اشباح
طالعني سمير بدهشة و ورجع طالع ابوه و امه : لمين هالبيت ؟؟
زوج عمتي : بيتـ ...
عمتي بسرعة قاطعته : بيتنا ,, تدخلت سميرة وهي تبكي : مو بيتنا مو بيتنا بيت خالي ابو ديمة
و طالعت سميرة في امها : لمتى يا ماما بدك تشوفي اولادك قدام عيونك بيموتوا و كله مشان البيت
عمتي بغضب : مو أي بيت هالبيت كان بيت العائلة و رح يضل هيك
و هالبنت مو مننا هي و امها مشؤومين امها قتلت اخويا و هالبنت قتلت اولادي
تدخل الزوج : لكن اخوكي وثق فيكي من بين الكل و هو ينازل اتصل عليكي وصاكي ببنته
صرخت عمتي بجنون : هي مو بنته هي مو بنته
زوج عمتي بحزم : انا رح انقل اذا بدك تجي معي اهلا وسهلا
عمتي برجا : لا انت ماتقدر تتركني انا ما اعيش بدونك
نهض زوج عمتي و توجه للباب
سمير : بابا
طالع فيه و ابتسم يطمنه : الاب قلبه دايما مع اولاده , سمير انتبه لديمة و سميرة و خرج
و عمتي تصرخ بأعلى صوتها و تهتف بإسمه
حاول سمير و حاولت سميرة تهدئتها لكنها خرت على الأرض مغشيا عليها
الفصل 6 و الأخير
الطبيب بأسى : شلل كامل
نزلت دموع سمير و هو يراقب امه اللي تحرك عيونها بخوف و بشفايفها تهتف بإسم زوجها و فجأة تنظر للسقف و تصرخ : لاااا اتركني ماسويت شي لبنتك
جاءت الممرضة ة اعطتها ابرة مهدئة
اليوم ليلة زواجي اتفقت مع زوجي و حبيبي سمير بأن نقضي شهر العسل في سوريا بلدي الأصيل و بلد امي و ابي و اصطحبنا سميرة معنا
أمسك يدي بحنان و تأمل عيوني العسلية و همس : أحبك
احسست بشعور غريب من لمساته و نبرة صوته
عشت آخر عشر سنوات بلا حنان او عطف او حتى مجرد شفقه
لكن سمير يغرقني بحبه و حنانه وضعت رأسي على صدره و اغمضت عيني وهو يداعب خصلات شعري الذهبية و يقبل جبيني بحب و رقة
أعيش الآن مع زوجي الحبيب و اخته الحنونة في البيت الكبير بعدما كتبه سمير بإسمي و عندما أحس بالحزن او الضيق من اعباء الحياة
أصعد للطابق الأخير ( أمني ) ..
تمت
بقلمي : القمر كله
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك