بداية

رواية سجير الانتقام -11

رواية سجير الانتقام - غرام

رواية سجير الانتقام -11

اتـركـنـي!!
وتنفجر بكى شاهقة باسم ساندي لحظة ما وصلت الغرفة الهتكون غرفتها وهي مناها تكون مع بنتها ومع الرجال الما كان حالو أحسن من حالها لإنو ما لقى أي معلومة بتأكد إنها ولدت وصارت أم...
فينعصر من هادي الفكرة وهو حاسس وجعو وجعين وصدمتو صدمتين... فدمعت عيونو حاسس ببريتو إنها انظلمت كتير وعم تشوف الويل فتضاعف وجعو الهَتك روحو الما صدقت تصل البرازيل ليمر ع أقرب مستشفى ليلّحق حالو قبل ما قلبو يوقّف وشقيقتو تدبحو بشكل ما بقدر يتخيلو... فيطالع حواليه وهو عم ينتقل ع سرير المستشفى مطالع بأبرة الكيلو الموصول فيها المخدر في المستشفى الخاص الما بتفرق خدمتو عن المستشفى الحكومي الممكن يكون أحسن كمان في هالبلاد من المستشفيات الخاصة... لكن من عدم قدرتو ليستنى هو الحل الأمثل ليتلقى العلاج فيه وهو وحيد لا عم لا جد ولا أهل ولا حتى وقت يتمسك فيه من حرارة روحو ع فكرة موت الطفل الكانت بريتو "البرية" تفكرو بنت بينما هو مفكرو ولد...
فيكظم وجع نفسو فوق وجع جسمو غير شاعر بعمو كنعان الرح ينجلط عشانو ع وضعو وع اللي عم بصير فيه من ورا سكوت المسؤول عنهم واللي بكون هو أبوه شامخ المصر يضل يصدم فيه من سنين طويلة عاجز ينساها كرمال بهالوقت يجي أبوه يكمّل عليه بالصدمات الجديدة المخليتو يعجز يرد للبيت من بعد ما صلى في الجامع صلاة الفجر... لكنو هو مجبر ليردلو "للبيت" دامو رجل وعليه "بمعنى الواجب" مش بس يسود بالشكل إلا بالفعل فرد بعد ما قرأ ما تيسرلو من القرآن وحصن حالو غير متمني يسمع أي خبر ولا يفكّر باللي صدمو ولا حتى يقلق بالمهام يلي عليه يتمها اليوم... فصف سيارتو متحاشي يطالع شباك الصالون كرمال ما يلمح أبوه كيف رح يناظرو ولا هو كيف رح يناظر أبوه بعيونو المو حابب تتطاول عليه بالنظرات لإنو بالنهاية ببقى أبوه وقلة احترام منو يرد يتمرد عليه بحجة إنو هو بحب المكشوف والوضوح... لكن أبوه بفضّل المستور تارك وراه غموض رهيب مخليه يستفز منو وينقهر لإنو سنين عم تمرق وأبوه مستمر ع هالأسلوب وهو عارفو هو شخص مش سهل يسامح ولّا بتهاون ببعض المواضيع... والأهم ما بنسى... وإذا قسي بصير جبار وقلبو غليظ وبتقفل والعشرة عندو بتصير أقرب من المظهر...
فليه يبقى حضرتو "قصده أبوه" مصر يخليه ينغلق ع نفسو ويخليه شخص قاسي وما برحم لا نفسو ولا المقربين لإلو وكأنو بهالتصرف بطبّق العدالة بظلمو للجميع كرمال ما حد يكون أحسن من حد بعيلتو...
والظاهر والمنغّص فيه خبايا أبوه ما رح تنتهي... لكنها هتنهي فيه الجزء الرحيم والإنساني الباقي فيه...
فتنهد نازل من سيارتو ومكمّل دغري لجوا البيت وهو سامع صوت أختو وفاء وهي عم تحاكي أبوه ع وجه الصبح: شفت يابا!!
فنطق مصبّح عليهم بعجلة كفرض عليه يأديه معهم: صباح الخير!
وقبل ما يسمع رد أختو وفاء المسرور عليه كان طالع مشمئز من نفسو ع الضعف والوهن الحاسس فيه اتجاه أبوه... لإنو عندو العيلة شي مهم وكبير وما لازم تنزل "تنحط" من عينو... لكنها وللأسف الشديد نزلت أول مرة من عيونو باعتبارهم قتل ضرغام من عيلة دهب سدة بردة للي عملوه ببيت دهب من قبل...
بس هلأ شو يساوي... دام الشي تكرر مرتين مؤشر على إنو الحبل جرار عند أبوه... وهالشي مش مبشر إلا ندير شؤم لإلو عندهم... فعبر لغرفة نومو ناسي زواجو من بيت دهب وناسي ولادو التوأم وكأنهم شي ما صار ومستمر لحد هاللحظة من الغل ومن الصدمة الحاسس فيهم... فعبر من باب الغرفة الكان شبه مطبوق وبهت بس لمح جنرال قاعد بحضن النانا حليمة المغطية شعرها وهو عم يرضّع عنها جابر بإيدو هو من قنينة الحليب... فلف وجهو غير مفكر باللي عم يستناه ناحية مكتبو الخاص فيه واللي مفصول عن جناحو مع مرتو وولادو لخصوصية الشغل وضرورة الهدوء فيه... وذهل بس لمح إميرال واقفة ع الشباك وهي معطيتو ضهرها... فلف طابق الباب وراه محاكيها بانفعال وهو عم يعطيها وجهو دامو عارف كل وقفاتها ومدلولهم عندها: أيوة ما هي خربانة خربانة المشاكل بتلحق بعض عند رجال الخيّال... بقي البحصة يلي عندك ع بساط أحمدي أشوف...
إميرال لفت عليه مطالعتو ببرود ممزوج بنكران داخلي عم تمر فيه من عجزها لتطبق يلي كانت تفكر فيه...
هي جنت شي لترد هي تقرب منو بعد ما جبرها تقالب ببيت أهلو لحالها غير سائل فيها وبحملها وبأوجاعها لما ترجتو رجا يبقى عندها خايفة تولد لحالها لكنو هو كعادتو بس يستوحش... مشاعر اللطف والرحمة بتغيب عن قلبو وعقلو وبصير عملي والقانون قانون وما فيه رجعة... والإنسانية واللطف والمسايرة عار كبير لازم نبذو... لهيك ما لازم يسايرها ويقسى عليها حالو حال خواتو ومرت أخوه كوثر وهو عم يقلها: وينك ووين الولادة لسا أول امبارح كنا عند الدكتور وقال وجع طبيعي بس مع قلة النوم والقلق والاستفراغ عندك... الجسم بكون هزيل فما ضل شي ما جبناه ووفرناه لإلك... فشديلي ع حالك وكلي منيح... أما تكوني مرتاحة بهيك وقت عنا صعب دامك بدك تكوني مرتي وع اسمي تلقي...
وسكت قبل ما يكمّل عليها بلسانو الحاد من جلطتو الكادت تصيبو من قبل شهرين ونص من معرفتو هي حامل بتوأم ليقالب هلأ بأوجاعها هادا الكان ناقصو يقالب فيها كل شوي وعندهم إشياء أهم منها... فتجاوزها وهو مش طايق حالو طالع من البيت لعند ابن أخوه ضرغام تاركها تبهت بردو الخلاها تحس هي وحيدة مالها مسند ولا حامي من آخر كلمة قالها...
شو تتلقى ما تتلقى!!!
هدا انتقام ولا رد اعتبار؟ ولا الانفعالية منو؟ ولا هو حقو؟!
ولا شو بالزبط؟
مش حضرتو هو كان يقلها عن صفات الرجل المؤمن يلي عرّفها عليهم... وهو وينو منهم... وهو وينو عن تطبيقهم...
فتضغط ع حالها لتتحمل لكنها تبكي وهي عم تئن من الوجع خايفة تخبّر خواتو وتشوف نظرات الغل بعيونهم فتكبت وجعها جواتها زايدة الوجع أضعاف مضاعفة وهي كاتمة حرتها ولحظة ما حست الوجع أضناها ما عاد يهمها مين يتشمّت فيها... دام غريزة البقاء والنجاة من الوجع المميت هي الإساس... هي الأولوية القصوى هلأ عندها أما الكرامة وأخواتها غير مخطورة ع البال بهالوقت الحرج دام رفاهية الوقت صارت محدودة عندها...
فصرخت بحرة مرتين وهي عم تنادي ع أمها الكانت بئس الحامي والمساند لإلها وهي غير مفكرة فيها لكن اعتياد لسانها من طفولة ع أخ ويما كتعبير ع الوجع الما خانها بأحلك لحظاتها السمحت لخواتو وفاء وأمل يكونوا حواليها غير عارفين شو يساووا معها... وهما عم يحاولوا يهونوا عنها ناسين قساوة قلبهم معها واللي كانت من بين مجموعة الضغوطات الخلتها تتوجع أطنان فوق أوجاعها الجسمانية مع تطور الحمل: اهدي يا بنتي من وين عم تتوجعي؟
:بسرعة يا علا هاتي تليفوني نرن ع كنعان!
:لأ دقي ع الطوارئ يجوا ياخدوها!!!
إلا بجية العمة كوثر الما قدرت تدخل لعندهم من قهرها ع زوجها عاجزة تنطق لو بحرف ومكتفية بوقفتها قريب الباب من جانبو عم تراقب شاللي عم بصير مع بنت جاثم الكانت رافضة تنطق ولا ترد عليهم كعقاب لإلهم ع كيف كانوا عم يتجبروا فيها وساعة الكسر صاروا هما يلي رح يجبروا فيها بئس العشير والنصير...
فتبكي وتشد ع نفسها وهي عم تسمع أمل عم تسألها: إميرال سامعتنا...
لـك رد ـي عـلـيـنـا!!
مـن شـو عـم تـشـكـي!!!!
ما كان فيها ترد حاسة الروح يلي فيها انطفت وما عاد فيها تنطق شاعرة بينها وبين الموت لحظات... لكن انقلبت الموازين معها لحظة ما أمل مسكت بإيدها مخليتها تنهار بكى بشكل مخيف قدام عيونهم...
هلأ عرفوا ينطقوا باسمها ولا يقلقوا فيها غير لما ساعة الجد والخطر دق بابهم وعبر مقفّل الباب عليهم... فنطقت أمل بريبة محاولة تخفف من خطورة الموقف والمصيبة الباينتها جاية عليهم: إميرال ما تخوفيني جاوبينا مالك شي!
إميرال ما ترد كلام إلا ترد عليهم بارتجاف جسمها وارتفاع صدرها من قوة بكاها فبسرعة أمل ضمتها وهي عم تبكي معها سامعة تعليق أختها وفاء المنفعلة: كلهم من رجالنا ورجالكم يلي حسبي الله عليهم خلونا نكون هيك مع بعض... وصرخت بصوت عالي ع فجأة: عــلـا شــو صـار مـعــك؟
وقامت ركض لعندها وهي عم تحاكي حالها بحرقة مذكرة إميرال بالنهاية هما من ذات الجنس اللطيف يلي جبروتو ما بتقارن بجبروة الرجال واللي ورا المكان الواقعين فيه هلأ مع بعضهم... جابرينهم هما يلي منهم وفيهم يتجبروا متلهم ليوصلوا لهالشكل هدا....
كرمال شو؟
كرمال الانتقام والعداء والنصرة... وأي شي ما بدعم هادي الافكار والمشاعر مالو داعي وأهمية من بينهم مشاعر أهلهم ومشاعر أهل بيت الغريم...
فبكت من كل قلبها لدرجة حست فيها انفصلت عن الحواليها... فغمضت عيونها من حم الوجع الما عادت حاسة فيه وهي عم تسمع صريخ أمل وهي عم تنادي ع كل حد بالبيت: أوووووولــي يا وفــاء البــنـت راحــت فــيـهـا...
وتصرخ أكتر منفعلة طالبة حد يوقف جنبها: يـا عـــلـا!!!
يـــا كــوثـر!!!!!!
لـحـقـوا مـعـاي الـبـنـت لـتـمـوت وخـطـيـتـهـا تـعْـلـق بـرقـبـتـنـا....
وتلف ع إميرال تطالعها من بين دموعها وهي عم تصرخ عليها: بـنـت لـك ردـي عـلـيييي!!!! وتهز فيها راجيتها...
إمـيـراااال!!!!!!!
يـا قـلـبـي حـقـك عـلـي...
وترد تهز فيها لتجيبها بس إميرال بين الوجود واللا وجود... وصمتها خلا أمل تهز فيها بعنف أكتر خايفة ع اللي ببطنها مش بكفيها هي فقدت الطفل الكانت حابه ينولد لينور حياتها لكنو ما شاف النور من الهموم المرت عليهم... فتطالع رجليها خايفة لتكون البنت نازفة بس ما فيه شي... فتطالع بكوثر لتقرّب منهم لكن كوثر ما قدرت... ولا استرجت تلف عليها...
هي كيف تستوعب هادي دخلت بالشهور الأولى من بعد وفاة زوجها لبيت حماها بدون خجل ولا حتى جبر خواطر ومشانات لابنهم وإلها... فلفت عنهم نازلة الدرج سامعة صريخ أمل ورجاها: كـوثـر ويـن رايـحـة تـاركـتـيـنـي لـحالـي مـعـهـا!!!!!!!
وتبكي بخوف لتتركها لحالها مرتمية ع الأرض... فتنادي بانفعالية باين فيه الخوف والقلق والخيبة: يـا وفـاء أبـوس إيـدك تـعـالـي!
لكن وين وفاء تيجي عندها دامها عم ترن ع رجالهم الما حد فيهم فاضي ليرد عليهم كعادتهم...
ما ليش يردوا هدا هو الفالحين فيه رجالهم... فبسرعة رجعت لعندها وهي عم تحاول تصحصح بأميرال بين صريخ وهز ورجا...
إمـيـر ~~صـحـصـحي ~~ ال~~~~~

فـتحـي عـيـونـك!!

وللأسف الشديد كل محاولاتهم وصريخهم معهم باءت بالفشل المخليهم يحسوا الموت محدق عليهم.... لكن وصول صوت سيارة الاسعاف لعندهم غير الحالة الحسية عندهم ومعطيهم الشعور بالأمان الفقدوه من عدم رد رجالهم عليهم... وبسرعة نطقت أمل مذكرة أختها وفاء: جيبي شي نغطي فيه شعرها...
فبسرعة وفاء قامت تدورلها ع شال تغطي فيه شعرها وهي شو حاسة يومهم غير موفق لا أمينة وبنتها هون لإنهم راحوا يشوفوا ابنهم في حين نداء وسهر ببيتهم أما كوثر صنم مشاعر لا تعاطف... لا مساعدة... على عكس الخدامة علا ورولا العينهم ع الطبيخ من العزيمة المش عارفين من وين طلعلهم فيها أبوهم... فلفت بسرعة لامحة أواعي الصلاة فسحبت شيشية "غطفة الصلاة" مغطية فيه شعرها... بالوقت يلي أمل فيه دخلت تتخبى جوا الحمام لإنها بدون حجاب ع شعرها قبل ما يدخلوا المسعفين ع غرفة أخوهم كنعان بمساعدة من الخدامة علا... ليتفحصوا حالتها ويستجوبهم شاللي صار معهم... وقبل ما أمل تفكر شو تجاوب ع أسئلتهم وهي متخبية ورا الباب: من شو كانت تشتكي؟ وهل من جديد ولا كان في مؤشرات؟ بتعاني من شي؟
كانت أختها وفاء الساترة شعرها كعادتها بس تكون ببيت أبوها تجاوب عنها وبشكل مفصل: البنت ما كنا نسمع منها شي لكن مرات كان ببين إنها موجوعة وجع طبيعي كل ست حامل بتمر فيه... فما كان فيه خوف لكن بينها وبين حالها تتمسخر... أي المنيح يلي صبر حملها لهلأ... وتكمّل معهم... فهي ما عندها تسمم ولا سكري حمل... وع فجأة سمعنا صريخها... وانفعلت منتظرة فيهم بسرعة ينقلوها... فيلا بسرعة خدوها قبل ما يصير شي عليها وع اللي ببطنها...
المسعف الأول طالع المسعف التاني العم يطالع مؤشرات الضغط والسكري عندها... وبسرعة أعطي مؤشر نقلها للمستشفى... غير مصغي لبقية كلام وفاء... وبسرعة تساعدوا حاملينها ع الحمالة ماخدينها معهم بمرافقة وفاء ع المستشفى مع بنت دهب الحاسة بشكل بسيط بحملها وتنزيلها وهي عم تسمع بعض الأصوات الكانت تسمعهم بس تصحصح من لحظة نقلها للمستشفى لغرفة الطوارئ ليعاين الدكتور حالتها ناطق: ولادة مبكرة...
ولحظة ما سمعت كلامو وهي مش عارفة شو مالها صحيح موجوعة لكن كم موجوعة مش قادرة تحدد!!!
هل بخير أو بين الحياة والموت... ما عندها منطق يحددلها ويعطيها جواب يهدّيها... لكن نفسها كانت موجوعة من شي واحد عدم وجود كنعان حولها وهو الوحيد اللازم يكون هلأ عنهم جنبها... فشو كان مناها تقاتلهم وتقلهم "استنوا ليجي كنعان"... بس ليش تقاتل فيهم وتأخر شغلهم وهي مضنية من التعب اللي كان سببوا عمايل أهلها وهو يلي محسوبة عليه وع أهلو الما قصرو معها بالخير والوجع... فسلمت أمرها لله... وهي نفسها يكون معها بغرفة الولادة لكن هيهات هيهات يكون معها وقت ولادتها... شاعرة بسخرية القدر عليها لإنها وحيدة بمكان أول مرة بتدخلو وهي مو عارفة شو نهايتها فيه هتكون النجاة ولا الموت من الوجع المتفك فيها... ولحظة ما فقدت الأمل من جيتو إلا بصوتو بدو يدخل عندها دافعها ترغب لتخلص المهمة يلي عليها لترتاح من كلشي عليها... لكن ما كان في شي طور سيطرتها والحياة ما لبت رغبتها لتتنصل منو من قهرها من السواه فيها... ووقت ما لمحت إيدو عم تحاول تمسك بإيدها وهو عم يسأل الدكتورة العم تطلب منها تدفع كأنها نكرة: طمنيني عنها؟
فتجاهلت إيدو رافضة قربها منو وكارهة تطالعو ولا تحاكيه هو ولا أختو وفاء يلي اختفت ع فجأة من قدامهم... فتتجاهلو وهي عارفة هو ما رح يلاحق مشاعرو متلها لإنو مش وقت يجادلها هلأ وهي عم تولد وقدام الدكتورة والقابلة والممرضة يلي معهم بذات الغرفة وهما شاهدين ومراقبين لقوة تحملها بتكابرها واستعلاءها لتصرخ ولا لتعبر عن حم الطلق الحاسة فيه واللي انهكها لحد ما حست الروحين يلي جواتها عم تغادرها... ارتاحت ثواني معدودة قبل ما تدرك شاللي رح يستناها ما بعد الولادة ثانية ما شافتهم ماخدينهم بعيد عنها ناحية الحاضنة بدل ما تضمهم لصدرها متل ما كانت تقرأ وتحضر وتسمع...
فلا إرادياً دورت ع إيدو الكانت نافرة منها ومنو وتمسكت فيها بقوة طالبة منو يطالعها ولحظة ما لف وجهو عليها وهو حاسس بصدمة لإنو ما صدّقها لما خبرتو حاسة حالها رح تولد وطلع من عندها غير مفكر بجدية وجعها ورغبتها ليكون عندها... فناظرها عاجز بفصاحة لسانو ليرد عليها ولا ليعتذرلها ع اللي سواه فيها لإنو التعاطف عندو وإدراك المشاعر مستحيل يتفاعلوا جواتو طول ما هو مصدوم... فنطقت بعيونها قبل ما تقلو بلسانها الجلدوه ع تقيل ساعتها: رفقًا بالقوارير...
وكتمت عبرتها غايرة بجواتها بعد ما دفعتو يستذكر أحد حواراتهم بإحدى قعداتهم الكانت شيقة حول عقلية الرجل والمرأة وقوامة الرجل للمرأة ومين بسماح وبغفر ومين عايش فيهم أكتر بالتوقع والمشاعر ومين بهمو الفعل أكتر... فكان أجمل شي سمعتو منو وخلاها تحبو وتحس هادا يلي لمس قلبها وخايف عليه أكتر من أي حد موجود بهالدنيا لحظة ما قلها: الرجل إذا أنهان وانقهر ضعف المجتمع بس المرأة لو أهانت انهار المجتمع هي الأساس في الاستمرارية والرفعة والتنشئة الصالحة والمتابعة... هي الروح يلي بتكون حوالينا معطينا دفى وريحة وطعم زاكي للحياة... فتخيلي لو انهانت ولا انذلت ولا انظلمت هالروح شو رح يصير فيها... فهي حد حنون كلمة بترفع فيها وكلمة بتهدمها وحتى النظرة والشعور لحالو ممكن يهدم فيها عمر... والرسول عليه السلام شبههم بالقوارير وطلب منا نرفق فيهم ونحميهم من الكسر ولا الضياع... وقال عنهم صل الله عليهم وسلم في حديث شريف: إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم"~~~
وطار بقية الكلام من سمعها من انبهارها من يلي عم تسمعو
ومن ثقتها العم تكبر اتجاهو أكتر
ومن حبها لإلو العم يتغلغل بعقلها أكتر من قلبها مدركة هي مع الشخص الصح الراح يرفق فيها بكرمو وعطفو... رغم تصرفاتو الباردة من تفهمها وضعو والغربة الرابي فيها بعيد عن أهلو والمنطق المادي المسيطر عليه في الشغل الماخد منو غالب وقتو الحارمها منو... فتلمع عيونها رضى وغنى باللي عم تملكو وكأنها مخلوقة المميزة والوحيدة بهالعالم عم تمر بهيك شي...
بس أي تميز والحقائق كانت بارزة مرأى العين لكن المشاعر سادت وعمت البصيرة عندها... ومن حبها لتشوف كلشي كامل... عيونها لا إراديًا جمّلت كلشي ناقص فيه وضافت عليه أشياء من مبرراتها وقناعتها هو هيك من الكلام الكان يقولو فاصله الفعل عنو بالمشاعر...
وساعة الجد والفصل عن الهزل أدركت وقعتها وقعة ما كانت أحسن من وقعتها عند أهلها من ناحية الوجع والظلم لكنها أهون من ناحية الفساد الكانت رح توقع فيه والمتاجرة الكانت رح تصير بحقها من ورا أهلها وعمها جاسر الما بخاف الله فيها...
ورغم هالشي في أوجاع بكون نفسك ما تجربها ولا تفكر فيها خاصة لما تكون منذرة بسنوات عجاف عم تعيشها هي من هلأ معو من لحظة ما عرف هي بنت مين... فدارت بعيونها بعيد عنو لكنها كانت محتاجة تحس بالحضن والتقدير بعد التعب يلي تعبتو من لما وعت ع هالحياة لحد هاللحظة لإنو روح الطفولة يلي كبرت فيها حستها فارقتها مع مفارقتها لولادها الما كانت قادرة تحس فيهم من البرود والاستنزاف واللخبطة المشاعرية الحاسة فيهم... وبس شعرت فيه حامي حالو ضاممها لإلو وهو عم يقلها: أنا لئيم بعترف لما كون مضغوط... والغاصصني ما بقدر قلك رح أكرمك فيه... والحل عارفة شو هو لترتاحي مني لكن مستحيل لإنو بعدها ما فيه راحة عند أهلك "قصدو الفراق"... وما بقدر أعطيكي أي وعد غير إنو الأساسيات وفرلك إياها...
فتطالعو وهي ما بدها شي غير يحاكيها... يشاركها بمشاعرو حتى ولو كانت رح تبكْيها المهم ما يقصيها ولا يهمش فيها...
التعبير عندها وجود...
الصمت عندها نكران لإلها ولوجودها وأهميتها...
دامها عارفة الكلام عندو شي... والفعل عندو شي تاني بس ينآذى ولا يتوجع ولا ينهان...
فركت راسها عليه منتظرة تنتقل للغرفة التانية وتنام وترتاح... لكن الراحة وين واللي متخيلتو وين لحظة ما شافت هي وين وولادها وين وما فيها بأي وقت تشوفهم ولا تضمهم لإنهم خداج وكان صعب ع كنعان يوديها ويجيبها بشكل يومي من الخطر الواقعين فيه... فكان أهون لإلو وأفضل لإلها وإلو تبقى بالمستشفى بنهاية الشتوية لحد ما تنزل هي والاولاد اللي سلمت أمر تسميتهم لإلو لا مجبرة ولا مخيرة إلا تنازلت لتمشّي الحياة بشكل مقبول بينهم...
لكن لحد متى رح تتماشى وتيجي ع حالها... لتخسر كيانها ووجودها وكلشي رح يسعدها للأبد... كرمال هيك بس سمعت صوت سيارتو تعمّدت تترك النانا حليمة بغرفتهم مع ولادها وجنرال اللطيف الحبوب كرمال تنزوي فيه ومعو بغرفة مكتبو بعيد عن سمع الولاد... فبلعت ريقها كاسرة حاجز الكر والفر بينهم ناهية فترة الحرب الباردة بينهم من استنزافها بكترة التفكير الفكرت فيه بعلاقتهم من لما كشف أمرها معلنة بكل جرأة ع مسمعو: أنا ما بدي أكمل معك بهيك شكل!!
فورًا ضحك بذهول لإنو هدا الكان ناقص يسمعو هلأ رغم معرفتو وتيقنو هيجي يوم وتقلو هالشي لإنو مدرك قوتها وتمردها وعنادتها الرح يظهروا بأي وقت... ورفع إيدو الرجفت بخوف من فقدانها ماسح ع وجهو عاجز يردلها لو بحرف واحد من ضعفو معها وهو بهالموقف من الضغط الحاسس فيه من ورا تصرفات أبوه العم تخليه يشوف حالو شخص وضيع... ودار حالو رافض يقابلها من الضعف البان ع عيونو لإنو هو محتاجها بس ما فيه يشاطرها وجع أهلو لإنو مو ضامن تبقى معهم وعندهم...
فنطقت محاولة تحافظ ع قوة وبرود صوتها البصعوبة طلع منها قبل لحظات بسيطة منها وهي غير حاسة لا فيه ولا في ضعفو لإنها أسيرة مشاعرها وذكرياتها معو ومع أهلو: متل ما سمعت و~ بلعت غصتها باكية بحرة وهي عم تخبرو... كنعان بطلت بدي أجي ع نفسي لإنو أيامنا رح تطول وإنتا إنتا... أنا عارفة حياتنا خرابة ومحاولتنا لنفتح الحقيقة بيننا هي الرح تحمينا... احنا يلي عم نعملوا بس عم نماطل والنهاية وحدة لكن بدل ما نسلك الطريق القصير رحنا للطويل... وانفجرت بكى... أنا عارفة كنت رخي*ة بس رحتلك... أنا قلتلك غلطت متل ما إنتا غلطت وإن كانت نواياك منيحة...
كنعان لف عليه مطالعها بغل سائلها: شو بدك أفهم من كلامك هدا كلو الطلاق هو الحل...
إميرال رجفت رافضة تقلو "آه"... رغم إنها كانت عم تلمح عليه كأحد الحلول المطروحة ببالها... فقرب منها ناطق: لك نفسي بس مش قادر... لك أنا رغم إنو عندي القرار قرار إلا عندك... مش قادر وكرامتي دست عليها لإنك لامستي جانب فيي كنا احنا الولاد البطة السودة في العيلتين... كنا احنا يلي بدنا نطلع من المكان يلي احنا فيه... بس بتعرفي لو بدي طلقك شو نهايتك غير القتل سواء ع إيد أهلك ولا ع إيد الرجال يلي رح تورطي معهم بفضل أهلك... إنتي والخطر بينكم التقاء غريب أنا بخاف منو من تهورك...
وبلع ريقو منتظر فيها ترد من عجزو ليضيف شي ع سيل كلماتو وردودو الما عادت تفيدو بشي دام كلو ملعوب بهالعيلة من ورا لورا... إلا برفعت كتافها لإلو بضعف رادة: هادي أنا...
فرد عليها فورًا بالمثل: هادا هو الجواب أنا هيك كمان... وما وعدتك بشي وأخلفتلك...
إميرال ردت عليه بحرة: ما هادي المشكلة... ما أخلفت لكنك خليتني شوف العالم بشكل أأمن "آمن" واتخيلك من الرجال الكنت تخبرني عنهم...
كنعان ضحك باستهتار مجاوبها: احنا بنحكي على ماذا الرجل يجب عليه أن يكون وليس ما هو كائن وعليه يعتبر ويتعظ من هالكلام بس إنتي باين يلي بدك إياه رجل آلي مبرمج وفق كيف بدك... بدك قلك شي لو كنتي مرتي بشكل الطبيعي وأنا مش ابن هالظروف كان كنت حد ما رح تتطلعي فيه من الظروف الصعبة الما رح تخليكي ترضي إلا بحد معقد ولا إلو سوابق أو محفوف بالخطر متلي... لك إنتي شو مفكرة حالك ~~
إميرال ردت عليه بغصة باين فيها صدق مشاعرها معو: ما فكرت حالي شي... بس يلي فرق بدي حياة أحسن ما بدي فوضى المشاعر ولا بدي ضبابية الأيام الجاية... بدي أعرف رح كون ولا ما رح كون... بدي شوف قدامي الطريق بدي حس بالأمان اللي إنتا مفكرني محيطة فيه وإنتا كنت أول من خرقو معرضني لأكبر مخاوف ما عمري حتى فكرت فيها... لك إنتا خليتني حس كأني ~~ وردت انفجرت بكى لكنها فورًا رفعت دقنها ماسحة دموعها مخبرتو بمقولة قرأتها بأحدى الكتب الكانت تاخدها من مكتبة الجد شامخ لجبران خليل جبران: لكنك ارتضيت لي الأذى. وأنا الذي كنت أحسبك أرق على قلبي مني.
كنعان رد عليها وهو حاسس بخيبة من عدم تقديرها لكل يلي عم يعملو كرمالها: بتعرفيني يا إميرال حاير فيكي أنا... بعد كل يلي عملتيه إنتي وأهلك مستصغرين ردة فعلي أنا وأهلي... لكل فعل ردة فعل... واللي قاهرني إنتي شايفتيتي شي كبير لكن بقربي منك سودتي وجهي ووجه أهلي... وجيت وقلت قبلت ورح أتحمل... بس هلأ صرتي ما بدك تتحملي... خليني أصدمك وقلك شي إنتي قوية ورح تصلي لوين بدك أيام وبتعدي... ومتل ما بقولوا وإذا الحبيب أتى بذنبٍ واحدٍ... جاءت محاسنه بألف شفيع... وضحك بسخرية ع حالهم معقب... ودامنا قبلنا السواد ما يحلى عالم الألوان بعيوننا... تذكري هالكلام منيح تحملي عواقب الأمور وما تنسحبي منها... وخلي ورقة الطلاق مش لهلأ... لسا المشاكل الحقيقية ما بانت....
إميرال ضحكت ع كلامو ساندة حالها ع طرف الطاولة ناطقة: فعلًا ما جت المشاكل الحقيقية... وخبت ورقة الطلاق للزمن مبشرتو... أنا رح صير أطلع من البيت ويصيرلي اسمي بالسوق وقبل ما يطالعها بنظرات اعتراض ضافت ع كلامها... بعلمك "بإذنك/ من بعد إذنك ومشورتك"... ما تفكر من يوم وطالع ما رح فاوض ع كياني...
كنعان مسح ع وجهو متعجب منها: والله قطتي أظافرها يلي عندها صاروا يخرمشوا... ايه بسيطة بدون تفاوض صار... لإنو ما بحب كون متل السجان... الحالة الطارئة الكنا فيها خفت مع أهلك... لكن بحدود وخيالك الكبير هلأ خليه لوقتو يكبر بس هلأ ارضي بشو ممكن يتوفر ومتاح...
إميرال ردت بكل ثقة دام هو اعطاها دفعة قوية بكلامو معها واللي دايمًا بعرف كيف يتلاعب معها فيه بدون ما يقصد... ممكن لإنو كبر بين دبلوماسية أبوه وخباثة عمتو ديدي المتمردة ع قوانين وتقاليد عيلتهم: وكمان حابه نروح ع سان مارينو...
كنعان ردلها بكل هدوء: أه بصير لكن لما تخبريني كيف كنتي تتواصلي مع أهلك... تذكريني منيح يا أم ضرغام أنا ما بنسى شي بقي عندي عليه علامة استفهام....
إميرال فورًا صدتو بنفس لغة ردو: وأنا ما بقبل تتركني هيك بدون توضيح حتى لو كارهني انا ما بحب كون بالوسط تتذكر القصيدة الكنت اسمعها معك
ما فائدة أن تخاف علي ولكن لا تحميني
تحبني كثيرًا ولكن لا تفهمني
تفتقدني ولا تبحث عني
ما فائدة أن أكون ضمن أشيائك ولا أكون
أتوقع يا كنعان بدك تكمّل معاي حتى لو مسايرة ما رح تقدر تمنعني من قربك وتصدني وتحسسني إني وحيدة لو بالتمثيل عشان عقلك هدا ما يتطاول عليي بالحقيقة ولا بالخداع...
كنعان رد عليها فورًا بدون تفكير: اطلبي شي ممكن... إلا القرب وارحمي عزيز قوم قد ذل بعمايل أهلك...
ولف وجهو عنها طالع من الغرفة... وهو مناه يفهم هادي ليه هالقد عم تشوفو حد مميز مخليه يكره حالو فيه بشكل مبالغ فيه... وفجأة ضحك عليها من كمية الانفصام العم تحسسو فيه... لإنها حرفيًا خلتو يستتفه المواضيع الكانت رح تجلطو من ليلة امبارح حتى الفجر... ونزل الدرج مقرر ينام بغرفة الضيوف إلا بصوت الجد شامخ وهو عم يلاعب حفيدو جنرال المل لحالو صاحي بدون ما يساوي شي... وع فجأة لف ماشي لعندهم شاعر بدفى المكان... وابتسم بوجه أبوه القعد بجنبو وهو عم يسمعو عم يعلق عليه: فكرتك رح تطير لبرا ولا لحضن الست ديدي بس تعرف!
كنعان ضحك بشكل معجّز أبوه يفهمو: بتعرف يابا بشك حالنا واحد لكن يلي فرق أنا اخترت غلط لكن إنتا أقرب الناس لإلك هو الاختار "هو يلي اختار" غلط... وأتوقع لولا مصيبتي كان ما فكرت صح... لهيك اترك الموضوع وخلي حفيدك وهو يلي يتعامل معهم... الجد عثمان مات ووصيتو ما حد ملزم فيها... فإن كان نصيب لإلو فيها رح ترجعلو وإن لا بلاها بس ما تكون ع إيدك... وجوهنا اسودت وخلص فضلّت ع هاي يابا...
الجد شامخ ضحك ع تعليقو مكمّل لعبو مع جنرال دغدغة مخبرو: هههههه صاير يابا تفكر زيي...
كنعان رد عليه: شو قصدك باقي قبل فكر متل مين؟!
الجد شامخ جاوبو بكل وضوح: يلي ببالك "قصدو أختو ديدي" وأبوي الله يرحمو همهم مشاعرهم ونفسهم وطز باللي جاي... وقبل ما يرد عليه كنعان بحرف... نطق... روح نام واضح مانك نايم من امبارح المهم عشان تعرف اليوم عزا المرحومة الحجة مريم عند أهل كوثر فلازم نكون واقفين معهم...
كنعان هز راسو موقف ع رجليه: صار ومد إيدو ع كتف أبوه شادد عليه: الله يفرجها يابا... ولف قارص خد جنرال ناطق: يسعدلي إياه الرايق يا ناس...
جنرال ضحكلو بسعادة كبيرة ولف وجهو مكمّل لعب مع الجد بالوقت المشي فيه كنعان ناحية غرفة الضيوف وع فجأة توقف لحظة ما تذكر الأخ عاصي الكان غارق في النوم بملحق بيتو من نفورو ليدخل ع البيت وجنرال مش فيه... فسحب بسرعة تليفونو كاتبلو ع الرسايل الخاصة بينهم "أخ عاصي شو وضعك حاسك يا رجل مضغوط وشكلو الموضوع يلي ببالي" وأرسلها عابر غرفة الضيوف شالح يلي برجلو وهو عم يتمدد ع السرير ولف حالو تارك التليفون ع الكوميدينة المجانبة للسرير وفورًا سلم حالو للنوم بمجرد ما حط راسو ع المخدة الباردة نام بدون تفكير من الراحة الحاسس فيها مع كلامو مع بنت دهب الردت لجناحهم والبسمة مرسومة ع وجهها من مشاركتو أوجاعها ومخاوفها بدون تجميل... وقربت من ولادها وهي نفسها تضلها تبوّس فيهم وتركض لعند النانا حليمة الردت لغرفتها بعد ما تطمنت ع الولاد نايمين ع تقيل ومش محتاجين غيار ولا رضعة حليب... لتقلها إنها مرتاحة ومبسوطة لكن هتخلي هالقعدة سر بس بينهم... فضمتهم لكتاكيتها الصغار وهي عم تشكر ربها ع الهدوء الحاسة فيه بعد ما كانت شايفة العالم سواد وما في طريق قدامها رح يخفف عنها...
لكن سبحان من غير الأحوال من حال لحال... وخلاها بعتمة يأسها ترتاح وكأنو ما في هم عم ياكل من يومها على عكس حال محبوبة جدها عثمان المرحوم من جور كاظم المفاجئ لإلها بتعديه عليها وحرمها من طفلتها الاعتادت تكون معها بكل غرفة بتروح عليها ولا بتبقى فيها... لكن هو شو ساوى فيها هلأ غير خلاها تفقد عقلها مستلذ بتعذيبها بتركها تبكي وتصرخ بلا يأس من الصبح لحد الضهر رافضة الأكل والشرب ومصرة ترجعلها بنتها... لكن بلا فايدة...
مين بصدق هادي الكانت زعلانة لإنها رح تغادر ريو وهلأ رح تبكي عشان ردتلها عند هالمريض البغيض شرشبيل... فتخبط ع الباب بدون ملل بين الحين والتاني بس تحس نفسها عم تستشرس من الذل العم يذلها إياه كاظم اللعين بدون سبب منطقي يفهّمها ليش... فتبكي منادية من جواتها على عبد العزيز... ليجي ينقذها متل ما أنقذها من قبل من عند أهلها...
فتخبي وجهها مش عارفة وين نهايتها وهي بدون بنتها... فتبكي وجع وقهر...
هي إلها مش إلو....
هي ما سمحت لابن الخيّال يفكر يحرمها منها من بعد ما خبرتها جوري أختو بأول يوم إلها بالشمال من بعد ما أخدها من بيت أهلها عازلها هناك كحماية لإلها من أهلها وكتخفيف ضغط من أهلو عليها: عيلتك مع السلامة بس إنتي واللي ببطنك شو وضعكم لقدام... بدك رجال العيلة ياخدوه منك ويردوكي لأهلك ولا~~~
وهي بكل براءة بس شافتو راجع لعندهم طلبت منو وهي عم ترفعلو دقنها مواجهة عيونو بضعف ممزوج بعجز وقهر: مـا تـاخـد بـنـتـي مــنـي....
فتنهد منها وهي مو حاسة فيه ولا فاهمة مالو وشاللي بفكر فيه لحظة ما سمع طلبها مجاوبها: سيبك من هالكلام وروحي ارتاحي...
فزمت شفايفها ع فجأة ناطقة بعبس بعد ما سمعت كلامو بشي مالو علاقة بخوفها من فقدها لبنتها: لازم روح عند الدكتورة عم حس جنابي عم يوجعوني كتير وخايفة ليصير شي لبنتي...
ما بتعرف ليه تبسم بوجهها لإنها جاهلة باندهاشو من تشعب أفكارها ومشاعرها ع فجأة قدامو معلق: ضلك أشربي مي وفجأة حرّك إيدو لعند بطنها موصيها... وديري بالك عليها... مكمّل بفيلمها الراسمتو كأنو حقيقة.... لهالساندي بلاش يصير عليها شي... وإذا مو قادرة فورًا رح أخدك لإنو من الطبيعي تتوجعي مع الحمل كل ما يتمدد رحمك... بعدين شو صليتي العصر؟
فتبكي لإنها ما صلت لا فجر ولا حتى ظهر الأكد دخل وقتو من اشعة الشمس ساطعة... والأهم ما في حد قلقان ياخدها ع الدكتور لتعاين جسمها التضرر بالجر على حصى مدخل البيت وع تربة موقف السيارات محل ما توقفت سيارتهم... فتعض ع إيدها محرورة من كل الجوانب... لكن يلي بحرها أكتر شوقها وخوفها ع ساندي فتضرب بكفة إيدها المخدوشة من كتر دقها ع الباب ومن شدة جر كاظم المفصوم لإلها بعنف... فتحس روحها عم تنصهر بدون أي رد... محاكية حالها: ماما سانـ~~ـدي... إنتي إلي وووو وبس... إلـ~~ ـي ووو وبس... وتشهق ناطقة بحروقة... مـا حـد رح ياخـ ~ـدك مـنـ ~ـني..."ماما ساندي... إنتي إلي وبس... إلي وبس... ما حد رح ياخدك مني"...
فتضرب رجليها ع الأرض بطفولة متحرقصة من شوقها ورعبتها عليها من المجنون رادة داقة ع الباب وهي عم تصرخ وتسب وتلعن فيهم بالألماني والبرتغالي وبالعربية الفصحى وبالعامية: ذئاب مـتـوحـشـة!!!
:أنذال!!!
: Você é um mentiroso desgraçado !!!
"كاذب ابن ****"
: Merda...canalha
"قذر...حثالة"
: Mist...
"اللعنة"

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -