رواية قلوب محرمة على النسيان -8
مها باستغراب .. " نقابس .." ردت سارة وهى خانقتها الضحكه على شكل مها .. اللى انصدمت انها كانت تكلم ماجد بدون نقاب .. وشلون .. تجمدت ايدها يوم وعت على عمرها .. صدت عنه بسرعه تلبس نقابها .. سارة طلعت منها وهى تضحك ما استحملت منظر اختها اللى يفشل ..
" مره ثانيه قبل ما تدخل خيمة نسوان مهوب محرم لك أستأذن .." لف عليها ماجد يشوفها بنص عين .. " مانتي بصاحية .. اخليكن تحترقن وانا برا استأذن .." كان يقرص عيونه فيها وده يخنقها .. " ما به حريق ولا غيره .. كنا نشب ضو وماحنا ببزران نلعب .." ردت عليه مها ببرود متعمد .. " اللي يبي يشب ضو يشبها برا .. ولمن جمّرت يدخلها داخل الخيمه.. مهوب يحشر العرب ويشبها عندهم .." رد عليها بدون حتى ما يلتفت صوبها .. " خلصت الله لا يهينك .. ما قصرت .. خلنا بنسنع خيمتنا لحالنا .. " تركت اللى في ايدها و وقفت تشوفه .. خلص اللى في ايده .. والتفت صوبها " وش ناوية تسوين فيها بعد .. تشبين فيها قاز .." شبك ايديه على صدره ورد عليها يتمقت .." انت وش تبي ذلحين ممكن أعرف .." صاحت فيه مها بدون شعور .." ابيس تعدلين نقابس ذا المقلوب .." .. كانت ترمش عقب ماسمعته لجزء من الثانية ما فهمت مها وش يقصد .. رفعت نقابها من طرف وعرفت انه صادق .. " شي ما يخصك .. ولو سمحت اطلع .." كانت مها متوتره على الاخر من الموقف كله .. " باطلع يابنت خالد .. بس ان جاني علم انس شابه ضو كسرت ايدس .. الضو انا باجي اشبها والا بيشبها الهندي .. وصوتس ذا لا عاد يرتفع وأنا موجود .. سمعتيني عدل والا اعيد كلامي .." وكانت اللطمه للحين على وجهه .. ومهو مبين منه الا عيونه اللى كانت تطالع مها بنظرات حادة .. سكتت مها وماردت عليها وكانت تطالعه بتحدى .. قرب منها ماجد بهدوء .. " سمعتيني والا اعيد .. " كانت عيونه مظلمة ..
" سمعتك يابن الحلال سمعتك .." كان مركز نظرته على مها حتى عقب ما سمع الصوت الغريب .. التفت شوي شوي ونظرته ما فارقت مها الا في اللحظة الأخيره على موضي يوم دخلت عليهم .. " سلامات .. من اللى بغى يحترق .." كانت تبتسم ومن الواضح ان الجو متوتر على الآخر .. " لاحد يشب ضو في الخيام .. الضو انا اللى أشبها بس سمعتن .." وجه الكلام لهن بعد ما رجع يطالع مها بتحدي .. " ان شاء الله .. بس انت فك ذا اللطمة وانت غادي كنك راعي .." قربت منه موضي " امي مستبردة .. وماحد شب الضو عندها .." التفت ماجد على مها وطلع بدون ما يتكلم ..
" أنتي ناوية تجننين أخوي .." ضحكت موضي وهى تشوف مها .. " هو اللي مجنن عمره بعمره .." ردت مها وهى تفك نقابها المقلوب .. " جاتني سارة وهى ميته من الضحك .. تقول الحقي على اختي بيذبحها اخوس .. " طالعتها موضي وهي تبتسم .. " شغلها عندي بعدين .. " تحلفت مها في أختها اللى طلعت وخلتها لحالها .. " وسعي صدرس يا مهوي .. بغيتي تحرقين العرب .. الحمدلله على السلامه بس " ردت عليها موضي وهى تطلع باقي الحطب برا الخيمة وتدفن مكان الضو .. كانت مها توها تحس بالروع من اللى كان يصير .. " العام احترقت خيمة المطبخ ولولا الله والعيال كانوا سهرانين كان احترقنا كلنا .. عشان كذا ماجد كان متروع ويمكن قسى عليس بالكلام .." كانت موضي تسولف عليها وهى تنفض ايديها من الرمل .. " حياس تقهوي معنا وخلى الضو بيشبها الهندي فى المشب وبيدخلها بعدين .. " قالت لها موضي وهى تشوف وجه مها المصدوم .. " زين بأغسل وجهي وبألحقس .. " ردت عليها مها وهى تلمس راس اصبعها المحروق .. " مها .." نادتها موضي بهدوء .. رفعت مها وجهها لها .. " ترى ماجد غير المرحوم .. حطي هالشي في بالس .. ولا تاخذين احد بذنب أحد يا بنت عمي .." وطلعت عنها بهدوء مثل مادخلت بهدوء ..
غامت عيون مها بالدموع لكنها مسحتها بسرعه .. أخذه بذنب اخوه ..؟؟ وأنا ..؟؟ الكل ظلمنى وأولهم أنتي يا موضي وأنتي تدرين .. خذيتوني بذنب غيري وسكت .. قلت عيب .. لازم اتحمل .. وحملتونى ذنب(ن) جديد وسكت .. قلت ماعاد ينفع الكلام .. من زمان وماجد محملنى الذنب وساكته لكن انه كل مره يرجع واشوف في عينه الكره والظلم والحقد ..؟؟ لا يا ماجد لأ .. ماراح اسمح لك اكثر من كذا .. ولا راح اسمح لأي أحد .. يكفي ظلم ويكفي لوم وانا ساكته .. غسلت وجهها بماي بارد ونشفته وغيرت جلالها ونقابها وطلعت بقلب جامد ..
::
::
::
رجع ماجد للمجلس وكان يدور في الخيمة زي المحبوس في قفص .. متوتر وضايق .. هذي وش ناوية عليه .. الى متى .. تبي تحرق العالم كلهم .. ما كفاها منصور .. ماكفاها منصور ..؟؟ .. ضغط بيديه على راسه بقوة .. بدا يرجع له الصداع وهو ماصدق انه فكّه .. حسبي الله عليس يا مها .. كنس ساس البلا من عرفتس .. ضغط باصابعه على عيونه .. بس هي ضعيفه .. لا تظلمها .. مهي بضعيفه .. الا شيطان .. بس شيطان قدرت تغرز اظافرك في جلده الرقيق .. قدرت تلمح الحاجه في عيونه الدامعه .. الحاجه للامان .. لا .. هى ماقدرت النعمه اللى في يديها يوم خذت منصور .. واللحين لازم تدفع الثمن على كل لحظه مرت بدون اخوي .. كل شي مقدر ومكتوب .. وماحد ياخذ اكثر من المكتوب له .. وهذا كان نصيب اخوك .. زين والا شين .. مالك الا ترضى به .. مثل ما رضت به هي .. طيب والا غصب .. الله سبحانه يسامح .. وأنت يا البشر العاجر ماتقدر تسامح .. لا ما اقدر .. ما اقدر ..
" ماجد .." التفت ماجد بسرعه على الصوت .. " عسى ماشر وش فيك .." دخل عليه تركي وتروع من منظره ومن وجهه الأسود .. " مافينى شي .." .. تركي كان يعرفه عدل " رجع لك وجع راسك .." قرّب منه يشوفه .. " ايه .." رد ماجد بكلمة وحده كلها ألم .. استغفر تركي .. " وش اللى زعلك لين عورك راسك .." سأله وهو يعدل اكمام ثوبه عشان يصلي صلاة العصر اللى ماصلاها .. " قالوا لك بزر ازعل .." رفع ماجد عيونه لتركي .. " ايه بزر .. وجع راسك مايجيك الا لمن توترت .. يومنا في الدوحة قلت يمكن من الشغل .. ذلحين لا شغل ولا مكتب وش اللى ضايقك ؟؟ .." نشده تركي .. " ولا شي .. يمكن عشان السواقه وانى ماقيلت عدل .." تهرب ماجد من السؤال .. تنهد تركي اللى يعرفه عدل وعرف انه ما يبي يجاوبه .. " خير ان شاء الله .. خلنى اصلي العصر ونطلع نتمقنص على راي القصبي .. عشان يستاسع صدرك .." وما انتظر يسمع رد ماجد .. صد وراه وكبّر ..
::
::
دخلت مها خيمة عمها لقتهم قاعدين كلهم .. " مساكم الله بالخير .." دنقت على امها وحبت راسها .. وسلمت على عمتها .. وقعدت .. كانت موضي تقهوي امها ومرت عمها .. " وش عندس بغيتي تحرقين الخيام يا مها .." سألتها مرة عمها وهى ما التفتت صوبها .. " ابد يمه .. وش حريقته ترانى عند الضو .. بس طلع الحطب اخضر ما يشب بسرعه ودخّن .." ردت مها عليها بهدوء .. " الضو بيشبها الهندي .. ولا تحطينها في الخيمة عشان بنتس .." .. " خير ان شاء الله يا يمه .. ولو حطيتها حطيتها وانا واعيه .. وقبل ارقد طلعتها برا .." التفتت لها عمتها بهدوء وصدت ما قالت شي .. " الضو مهي بمشكله لقد الواحد واعي .. الخطر لرقد وخلاها عنده .." ردت موضي وهى تقهوي مها .. " الله يكفينا الشر.. كم من نفس(ن) راحت والسبب الضو في الخيمه والا في البيت .. الواحد يتحذر .." ردت منيرة ..
" السلام عليكم .." دخلت نوف .. ردوا السلام وقعدت جنب امها .. " وين اختس .." نشدتها امها .. " في خيمة موضي مع ساره والجوري .." ردت على أمها .. " تبين قهوة .." نشدتها موضي .. " لا صبي لي شاهي .." صبت لها موضي بيالة شاهي ومدتها لها .. " اسمع سالفة حريق .. من اللى بغى يحترق .." سألت وعيونها تطالع القاعدين واحد واحد لين وصلت لمها .. رفعت بيالتها تشربها .. " من اللى قال لس ان به حريق .." ردت عليها موضي .." ماحد قال لي .. صوتكم كان واضح .." .. " سلامتس يا نوف .. قطعة خشب شبيتها وكانت خضرا ما شبت وطلعت دخان يحسبون انه حريق .." ردت عليها مها وهى تطالعها ببرود .. " أنتي اللى شبيتها .. مهوب غريب .." .. " وش قصدس يا نوف .." ردت مها وهى تنزل فنجانها وتاخذ نفس بهدوء .. " سلامتس ماقصد شي .." ردت نوف وهي تصد منها .. " اشوى .." ردت مها بابتسامه بارده .. " ماعليس منها يا مهوي .." ردت موضي .. " وش معليس منها يا مهوي .. شايفتنى بزر عندس والا خبل .." عصبت نوف .. " شكلس تدورين المناقر .. وسعى صدرس ترى العالم جايه تستانس .." ردت عليها موضي وعطتها نظره حادة .. " خلصنا .." تكلمت نوره وهي مهوب عاجبها وضع بناتها اللى يتهادن قدام العرب .. شوي وسمعن صوت قصيد .. كان الفيصل ..
ايوه
ايوه قلبى عليك التاع
مايحتمل غيبتك ليله
عساه عساه مايرتاع
عليك يانافل ٍ جيله
غنيت يابو عيون وساع
من غيرك اقصد واغنى له
معذور لو صرت بك طماع
من حبكم مالنا حيله
القلب من يمكم نزاع
لوحاولو صعب تحويله
مانيب من عاذلى سماع
والله ماقطع مواصيله
من لام راعى الهوى خداع
سيور الايام تبدى له
ماضاع عمرى معك لو ضاع
ماضيه والا مقابيله
سلمت لك خافق ٍ جزاع
عساك يازين تاوي له
دق قلب مها يوم تذكرت جيتهم في السيارة مع ماجد .. وشلون كان مختلف عن ماجد اللى تعرفه .. وشلون تغير فجأة .. وشلون مسكها من ذراعها يوم دخل عليها .. ونظراته لها .. ماكانت كره ولا حقد .. كانت .. وش كانت يا مها .. ماجد لايمكن يشيل لس في قلبه الا الكره والحقد .. نسيتي يوم مات منصور وش قال لس .. نسيتي قبله وش قال ..؟؟ ماجد مثل اخوه .. نفس الطبع ونفس الغدر .. وهذا الشك ماليه من صوبس يعنى لا توهمين روحس باشياء مهي بموجوده .. والدليل شوفي ذراعس .. مكان اصابعه اللى انغرزت في ايدس ولا همه .. جرح ورا جرح ماعادت تفرق .. المهم انه يقدر يكسر خشمس اللى يشوف انس رافعته عليه .. ما يصير .. اللى شفته مهوب كره .. يمكن فيه مكان لشي ثاني .. يمكن لمن عرف الحقيقه يختلف كل شي .. غبية وبتظلين طول عمرس غبية .. تهقين بيكذب اخوه لحمه ودمه وبيصدقس .. بيكذب اللى شافته عيونه وبيصدق كلامس ..
" قومي يا موضي شوفي اخوس وين بيروح .." تكلمت منيرة .. " ان شاء الله يمه .." قامت موضي وطلعت برا الخيمة .. قامت مها وقعدت مكانها تقهوي امها ومرت عمها .. شوي ودخل عليهم ماجد .. ماعرف من اللى معطته ظهرها وقاعده ولابسه جلال ازرق تقهوي امه ومرت عمه .. " السلام عليكم .." سلم وهو برا .. " حياك ياولدي ماهنا غريب .." نادته امه .. دخل ماجد ومساهم بالخير .. وسلم على مرة عمه وقوّم نوف عشان يقعد مكانها جنب امه .. عرف مها من عينها .. مدت له مها فنجال قهوة بدون ما تشوفه .. " وين الجوري .." نشدها بصوت جاف .. " مع خالتها في خيمة موضي .. " ردت عليه وهى تسكر الدلة .. " وراكم يا يمه ماشبيتوا الضو للحين .." سأل أمه وهو يشرب فنجاله .." شبها الهندي عنده ولمن خلصت بيحطها فى الدوّة وبيجيبها .." ردت عليه أمه وهى تشوفه بحنان .. " زين .. اكرمكم الله .." قام ماجد .. " وشفيك مستعجل يا ولدي .. " .. مافينى شي بأطلع مع تركي قبل الليل كود نصيد شي من الطيور .. " رد عليها وهو يتلطم .. " تحرصوا على عماركم .. " .. " ان شاء الله .. فى امان الله .." قالها وهو طالع .. خذت مها فنجاله وحطته فى الماء تغسله بهدوء ..
::؛::
لكل فعل رد فعل .. مساوي له فى المقدار .. ومضاد له فى الأتجاه .. قاعده فيزيائية بسيطه .. تنطبق وبشكل كبير على حال البشر .. ياترى .. متى بتكون المواجهه الحقيقية ..!!!
::؛::
نعيش لحظات بحكم الزمن كأنها سنين .. ونعيش سنين تمر بلحظة .. وبين هذي وذيك نتغير .. مثل مياه النهر الجارية .. تمر وتاخذ وتعطي وهي ماشية .. ايامنا كذلك .. مثل ماتعطينا تاخذ مننا .. لكن طبع البشر بخيل يحب ياخذ ونادرا ما يعطي ..
لكن توجد فيه أرواح طيبة وبذرة خير في كل نفس .. فيك وفيني وفيهم .. بس تبي لها رعاية وحنان عشان تنبت أفضل الغرس .. خلك دايماً اليد الممدوة بالحب مو بالغدر .. القلب اللى يدعي بالخير حتى ولو انظلم .. لانه ما يضيع شي عند العزيز الحكيم ..
الجزء العاشر
بدا أول يوم ينتهي .. وبدت الشمس تغيب .. وطلعت مها وسارة يتمشن قريب من المخيم .. شوي وشافن سيارة ابوهن جايه من بعيد فعودن للخيام .. كان ابوهن يقرب سيارته عند خيمة المطبخ .. وفتح الدبه ونزل منها اربع خرفان .. " وعععععععع ابوى مركب خرفان في الجي .. يا حسافة على الكراسي بس .. " قالت سارة بقهر .. ضحكت مها " وين تبينه يركبها يعني .. " ردت عليها وهى تشوف سيارة أبوها من بعيد وكان الهندي يساعده يمسك الخرفان ويدخلها حوش الغنم .. " يااختي اي مكان بس مهو بالجي .. هذا موتر حشيمة مهوب عراوي .." ضحكت مها عليها لين قالت بس ..
قربن من ابوهن يمسينه بالخير .. " مرحبا ومسهلا .." سلمت مها على ابوها وحبت خشمه .. " حي الله المها .. هلا وغلا يا السوري .. شلونس .." حبت ساره خشم ابوها .. " بخير فديتك .. أنت وشلونك .." ردت مها على أبوها .. " بخير عساس بخير .." والتفت ابوناصر على الهندي يكلمه .. " يبه وش انت جايب .." سألت سارة وعينها على الأغراض اللى ينزلها الهندي .. " كل خير يابنتي .. زاد للمطبخ وماء لكم .. خلى فاطمة تاخذ لكم كرتونين ماء لخيمتكن وقبل يخلص علمني .. والباقى وزعوه على خيام الجماعه .." أشر لها أبوها على الأغراض .. " جعل خيرك واجد يا يبه .." قالت له مها وهى تشوف ان ابوها ماخلا شي .. عوايده مايحب يثقل على احد ولا يحب يحس انه ضيف .. " عمى عبد الله مهو معك .." نشدت ابوها .." بلى معى ونزل .. الظاهر أنه عند اهله .. " التفت ابوناصرعلى الخيام وهو يأشر على خيمة مرت عمهن .. " زين فديتك حياك تقهوى .. بتروح خيمة عمي والا اجيب القهوة لخيمتنا .." سألته مها .. " لا باشوف وين عمس وباروح عنده .. يمكنه فى المجلس .." خلوا الطباخ ينزل باقي الأغراض عقب ما قالت له مها يفصل كراتين الماء ويودي حق بيت عمها لهم بعدين وخلت لهم كرتونين على جنب .. وكرتونين لخيمة العيال .. راحوا يمشون ويسولفون لين وصلوا خيمة ام محمد وكان ابو محمد هناك وبناته وام ناصر كلهم ..
دخلوا الخيمة ابو ناصر وبناته سلمن البنات على عمهن اللى صار لهن منه فترة .. صحيح عمهن ما قطع بيت ابوناصر .. لكن كانت جياته من فترة لفترة .. يبارك برمضان والا بالعيد .. لكن ماعمره نشد عن الجوري الا رفع عتب .. ولا طلب يشوفها .. ومها ما حبت تربطها بجد والا بأهل ابو ما يبونها ولا يبون أمها .. لكن اللحين .. وهى تشوفها تلعب بين جدانها ويلاعبونها .. أشياء كثيرة تغيرت .. وعالم الجوري صار أكبر من مجرد أم تخاف عليها من النسمة الطايرة .. وخالة تدللها وجد وجده يحبونها عشانها بنت بنتهم .. نشد ابو محمد من العيال وقالت له نورة انهم طلعوا يصيدون من عصر .. ضحك ابو محمد وقال " عسى يجبون لنا اللى يعشينا ذا الليل .." .. " بيجيبون ان شاء الله .. ماجد هبّ ريح .. مايعود وايديه فاضية .." رد ابوناصر وهو يتفاول من التمر ..
::
::
::
غابت الشمس .. وكان المنظر خيالي .. والهدوء مريح .. برد الجو وجاب الهندي الدوّة والضو فيها تشتعل .. اذن ابو محمد لصلاة المغرب وقام الجميع يصلي .. كانت النفوس هاديه وكأن الجو والفضا اثر عليها .. نورة ومنيرة ماغير ضحك وسوالف على الجوري اللى تلعب جنبهن .. وروضة تسولف مع سارة عن الجامعه والمقررات وتشتكى لها من الدكاترة .. والثانية ترد عليها " لا تشتكى لى أبكي لك .. حسبي الله عليهم ما يبونا نتخرج .." وكملن سوالفهن لحالهن .. قامت نوف وطلعت منهن ..
كانت موضي تراقب مها .. اللى كانت هادية بشكل كبير وسرحانه .. " وش بلاس .. يوجعس شي .." سألتها بصوت واطي .. رفعت مها راسها " لا سلامتس .. ليه .." نشدتها مها .. " مادري .. بس اشوفس ساكتة .." ابتسمت مها من تحت النقاب " وش تبيني اقول .." ردت عليها مها .. " اللى في خاطرس .. " كانت نظرة موضي كأنها تقول لها تكلمي قبل تنفجرين .. سكتت مها شوي .. وعقبه صدت تشوف الظلام برا .. " تهقين يفيد الكلام ذلحين يا موضي .." ورجعت تشوفها بعين لوم .. نزلت موضي راسها وتنهدت .. " سامحي يا مها .. ترى اللوم ياكل فى النفس قبل ياكل الغير .. انشديني أنا .." رفعت راسها لمها وعيونها تلمع بدموع ما سمحت لها تنزل .. ارمشت بسرعه عشان ماحد ينتبه .. ضغطت مها على ايد موضي بدون ما تتكلم ..
::
::
::
بعد شوي سمعوا صوت هرن الجي حق ماجد .. فزت الجوري تبي تطلع .. قامت مها وراها بسرعه عشان تلحقها لان الظلام برا شديد ويمكن ما يشوفونها .. وصلت لها وشلتها بسرعه .. بكت الجوري تبي تطلع برا عند ماجد .. " فكيها فكيها .. " صاح ماجد من بعيد وهو مشغل ليتات الموتر عشان يشوف الجوري .. شافت تركي نزل وراح للمجلس .. عدلت نقابها وجلالها عليها ومشت معها وهي شايلتها لعمها عند السيارة .. " مرحبا ومسهلا .. " كان ماجد واقف عند باب السواق مد ايده وشل الجوري من أمها .. ضمها لصدره وحب خشمها وقعدها على الكرسي .. شافت مها هالموقف وحست انها مالها مكان بينهم .. ضاق صدرها .. واحرقتها عيونها صدت وراها تبي تمشي ..
التفت ماجد لمها اللى صدت عشان تروح .. " مها .. " وقفت مكانها وقلبها يدق بجنون .. التفتت صوبه وهي ساكته .." وشلونس .." سألها .. " بخير .." ردت بصوت واطي .. " شبيتوا ضو .." قال لها وهو يبتسم .. نزلت عيونها وهي ترمش بسرعة " شبها الهندي وجابها .." ردت بسرعة وهي تذكر الموقف اللى صار بينهم .. " زين .. اخذي هالطيور الله لا يهينس وعطيها الهندي ينظفها ويملحها ويلفها بقصدير ويجيبها لى للمجلس .." ومد ايده لها بالطيور .. كانت صغار اكبر من كف اليد .. يمكن سته او سبعه .. حط ايده تحت كفوفها وهى فاتحتها وحط الطيور فيها .. شافتهم بنظرة فزع .. كانت روسها مقطعه .. وبعضها للحين جسمه دافي ودمه يسيل بشويش .. " لاتروعين .. تراها حلال .. " لمس ايدها بايده .. كانت لمسته شرارة .. مها ماقدرت ترفع عيونها " ان شاء الله .. بأوديهم له .. انتبه للجوري " ضمت الطيور بيدينها وصدت وراها للمطبخ .. عطت الطباخ الطيور وعلمته وش يسوي فيهن وطلعت من عنده .. شافت روضة تدخل خيمة موضي .. فكرت يمكن سارة سبقتها بتروح لهن .. يوم قربت سمعت صوت صياح عالي .." اكرهها ماتفهمين وش يعنى اكرههاا .. " كان صراخ نوف واضح .. " زين قصري صوتس مالازم يسمعونس العرب كلهم .. " كان صوت موضي واضح .. " اسمعي يا نوّوييف .. جنبي مها أحسن لس .. والا شغلس بيكون عندي .. سمعتي " كان تهديد موضي لاختها واضح .. يالله باصير انا سبب خلاف جديد بين موضي ونوف .. وليه بس .. تضايقت مها وراحت لخيمتها بدون ماتحسس احد باللى سمعته ..
::
::
::
اتساع الشوف وامتداد المدى .. يعطى الروح حرية كانت تفتقدها في البيوت المسّورة والمدى المنكسر على جدار او بيت او حتى شارع مزفلت .. هنا الواحد يحس نفسه والسما وحده واحده .. كيان كان بالاصل واحد وبيوم انفصل .. حنين الفرع للأصل .. والجزء للكل .. في هالمكان يحس همومه مهما كبرت صغيرة فى هالكون الشاسع .. هالمكان برغم انه فاضي .. الا انه مليان بكل شي نفتقده فى حياتنا .. التنفس بعمق براحه .. حرية الروح بلا موانع .. السكون اللى صار سلعه نشتريها فى المدن ..
كانت مها قاعده برا على الرمل قدام خيمتها .. في الظلام .. كانت الافكار تدور فى بالها .. حطت لها شال صوف على كتوفها وقعدت تدفن رجيلها فى الرمل اللى مازال دافي من حرارة شمس غابت من فترة .. جاتها سارة " وش عندس يا فاتن حمامه .." التفتت لها مها وهى تبتسم " وش فيس .." سألتها مها وهي ترجع تشوف الافق الاسود .. تربعت سارة جنب أختها " انا اللى فيني والا أنتي اللى سرحانه .. وياليت فيه شي مبين عشان تسرحين فيه .." كانت سارة تلفت تشوف الظلام اللى حولها .. " وهنا المضمون .. انس تتخيلين اي شي تبينه وتشوفينه قدامس .." ردت عليها مها وهى تتنهد .. " يا سلام .. طيب وش تخيلتي .. " التفتت سارة تشوف وجه اختها اللى مو مبين منه الا ملامح بسيطة في الظلام .. " ولا شي .. كنت افكر كيف ان الانسان مهما كبر ومهما تزايدت همومه مايجي نقطه في بحر رحمة الله .." سكتت ساره شوي تفكر في كلام اختها " والله كلامس خطير يا مهوي .. يبي له قعده ومخمخه .." فصخت سارة نعالها وتربعت جنب أختها .. " مخمخى براحتس باروح اشوف بنتي .." نفضت مها ايديها من الرمل عشان تقوم .. " بنتس ماعليها شر عند جداتها جابها ماجد لهم من شوي .. وناديت فاطمه عندهم عشان تراقبها .." التفتت مها صوب خيمة عمها شوي .. ورجعت تعدل قعدتها جنب اختها .. وكل وحده سرحت فى عالم .. شوي وسمعن صوت غريب يشق هدوء الليل .. لحظات وكان النور واشتغلت الكهربا .. " لااااااااااااااااااااااااا .. " صاحت سارة بحسرة وهى ترفع راسها وتغمض عيونها ..
" وجع وشبلاس .." تروعت مها .. " كهرباااااااااااا .. ليتنى جبت اللاب توب معي .. مادريت ان فيه كهربا .." .. ضحكت مها على أختها " مالت عليس يا الخبل ومن وين بتشبكين من الشمَعة ؟؟ " طالعتها مها وهي تبتسم .. " موب مهم من وين .. حتى لو أكتب مذكراتي عن هذي الرحله الغريبه .. ليتنى جبته بس .. " برطمت ساره وهي تشوف المخيم والع بشكل حلو بس ضجيج الماطور اللى كانت تحمله نسمة الليل هو الصوت الوحيد اللى كدّر هدوء المسا .. " كان مارجع فيه شي صاحي من ذا الرمله .. قومي بس نروح نشوف العرب .." كانت مها تبي تقوم بس ايد اختها اللى مسكت ذراعها وقفتها .. " لحظه بس .. " قالت سارة باضطراب ..
رجعت مها قعدت جنبها " وش فيس .. " سألتها بقلق .. " ابي اروح قريب وخايفه اروح لحالى .. حياس معى مهوي تكفين .." للحظات بسيطة ما استوعبت مها وش تبي منها أختها بالضبط لكن من فهمت قصدها طاحت على جنبها تضحك .. " ذالحين وش الداعي للضحك ذا كله .." استغربت سارة .. " ولا شي بس تقولين خايفة .. " كملت مها ضحك .. كانت متوقعه أختها بتكلمها فى موضوع خطير .." احلفي .. والله أشك انكم بشر .. ياختى ماتبون تقضون حاجاتكم الطبيعية .. " كان وجه ساره مبوز .. مها ماردت عليها كانت غافلة تضحك .. " خلاص عاد .. ياختى وش اسوي مافيه الله يعزس حمامات وهذا اشين شي في البر .. والا والله ما قطيت وجهي عندس .. يالله عاد مهوي والله انى متورطه " ترجتها ساره .. " زين زين .. قومي هاتى لى بجلي من شنطتي وحياس بسرعه .." كانت عيون مها تدمع من الضحك على اختها اللى قامت بسرعه وراحت تجيب اللى يحتاجونه .. وتغطن عدل ومشن فى الظلام بعيد عن الخيام ..
::
::
::
أذن ماجد لصلاة العشا .. كان صوته يسري في الظلام يوّحد الخالق سبحانه .. فقدت منيرة بناتها .. ارسلت فاطمة تشوفهن .. راحت الخيمة ولقتها فاضيه .. رجعت علمت ام ناصر .. قالت جربي خيمة موضي والا المطبخ .. طلعت الشغاله ومثل ما طلعت رجعت .. استغربت منيرة غياب بناتها بس سكتت .. قالت يمكن راحن قريب .. صلوا العرب العشاء وامر ابو محمد يحطون عشاهم .. قامت موضي تنكب العشا ..
كانت مها وسارة يمشن على نور البجلي معودات للمخيم .. " تشوفين نوف شلون صايرة .. كن احد لاطمها على خشمها .." نشدت سارة اختها .. " عادي هذي هي من يوم ما ربي خلقها .." ردت مها وعينها على الارض تتبع النور على الأرض .. " عز الله خلق وفرق .. اللى يشوفها ويشوف روضه مايصدق انهن خوات .." ردت سارة وهى ترفه راسها تحس بنسمة الليل الباردة .. " حتى روضه تراها مو بعيد(ن) منها .. لمن طاشت قامت تقط خيط وخيط .." ردت مها اللى تعرف بنات عمها عدل .. " ولو .. روضه الطف شوي .. هذيك اعوذ بالله تنسد نفس الواحد لشافها .." تكلمت سارة وهى تمد الشوف للمخيم .. " ماعليس منها .. اسفهيها .." نصحتها مها اللى تعرف نوعية نوف بنت عمها .. " على رايس .. " استجابت سارة لاختها ..
يوم قربوا من المخيم طفت مها الليت .. ومرن خيمتهن حطن الاغراض وفصخن عباياتهن ومشن لخيمة عمهن .. دخلن وسلمن على العرب .. انتبهت مها لنظرة أمها لها وجات وقعدت جنبها .. " عسى ماشر يمه .. " همست لها بصوت واطي .." انشغل بال مها يوم شافت نظرة أمها .. " وينكن من عقب المغرب .. " ردت أمها بهدوء وهى عاضة على ضروسها .. " رحنا قريّب يمه .. وهذا حنا جينا ما تأخرنا .." ردت مها .. " لاعاد تروحن بلحالكن .. خطر عليكن .." جاوبتها أمها بدون ماتلتفت لها .. " يعني من ناخذ معنا يا يمه الله يرضى عليس .. ابوي والا من ..؟؟ " نشدتها مها مستغربة من ضيق أمها عليهن وهن رايحات في شي ضروري .. " أنا باروح معكن .. والحديث قصير .. " صدت منيرة عن بنتها .. سكتت مها يوم شافت أمها معصبة .. التفتت حولها وماشافت الجوري " يمه وين الجوري .." سألتها بخوف .. " مع ماجد .." شوي الا صوت ماجد برا ..
دخل عليهن ماجد يشل الجوري بيد وفي اليد الثانية صحن فيه الطيور اللى صادها بقصديرها .. " مساكم الله بالخير .. هذا عشاكم شوته لكم الجوري .. " كانت مها تشوف وجه بنتها شلون تعابير السعادة مرسومه عليه .. سعادة من نوع ثاني .. ماتوفرها الالعاب ولا الملابس الجديده .. نزلها ماجد وعطاها الصحن ومشت به لامها .. خذتها مها وحطتها في حضنها .. " ابشروا بالعوض بكره .. " قال لهم وهو يوقف وينفض ايديه .. " عسى مانعتاض فيك يا ولدي .." ردت امه .. " عسى عمرك طويل ياولدي جعل خيرك واجد .." ردت عليه منيرة .. التفت ماجد لامه " يمه ترى فهد يسلم عليس .. كلمته يسرس حاله .." .. " الله يسلمك واياه من الشر .. وش أخباره .. " نشدته أمه .. " ابد في الزام واموره زينه .. " رد عليها ماجد وعيونه على الجوري اللى تفك القصدير عن الطير اللى في ايدها .. " ياقلبي قلبه .. كان وده يطلع معنا بس ما حصل له .. " ابتسم ماجد وهو يتذكر ليه يبي يطلع معهم فهد .. دخلت موضي بالعشا .. " أنت هنا .. عشاكم راح للمجلس .. " كانت تكلم ماجد .. " يالله طالع .. " ..
طلع منهم ماجد .. فزت مها تفرش السماط مع موضي .. " مادريت انس تحطين العشا والا كان جيت عاونتس .." همست مها بصوت واطي .. " ماتقصرين .. الشغالات معي وماهنا تعب .." حطوا عشاهم وكانت نوف غايبه .. " نوف وينها .." نشدت نورة .. " في خيمتي ماتبي عشا .." ردت موضي وهي تصب اللبن .. " عيالس تعشوا .. " نشدتها أمها .. " ايه يمه العيال مع ابوهم ونجول عند خالتها تعشيها الشغاله .." سكتوا و تعشوا الباقيين بهدوء .. وكل (ن) سرى لخيمته يرقد ..
::
::
::
رقدت الجوري ولحفتها امها عدل .. وقامت تقعد عند الضو مع سارة .. " طلعن الضو قبل ترقدن .. لاتنسنها .." قالت منيرة لبناتها وهى معطيه البنات ظهرها .. ومتوسده يمينها عشان ترقد .. " ابشري يمه .. تصبحين على خير .. " ردت عليها مها وهى تشوفها منسدحه فى طرف الخيمة اللى بعيد عن نور الليت .. " وانتن منه أخير .." ردت منيرة بصوت نعسان .. سرحت مها في الضو اللى قدامها وكانت ساره تقرا لها روايه ومندمجه فيها .. شوي وغاب النور .. وسكت صوت ماطور الكهربا اللى كان يزعج الليل ..
" افااااااا .. طيب عطونا انذار قبل تفصلون .. " تكلمت سارة بغيظ .. ابتسمت مها لاختها .. " زين طفوه .. كان صوته مزعج .. " ردت عليها مها وهي تسمع طقطقة الحطب في جوف الضو حطت سارة علامه على الصفحة اللى كانت تقراها وسكرت الرواية وحطتها جنبها .. التفتت مها على امها اللى رقدت ويدل صوت تنفسها الهادي والعميق أنها في سابع نومه .. ورجعت تطالع وجه اختها في نور الضو .. " السوري .. " نادتها بصوت واطي .. رفعت سارة وجهها لاختها وكانت عيونها تعكس وهج النار .. " ابي اكلمس في موضوع شاغلني .. " تكلمت مها بهدوء .. " وش موضوعه .. لا تكونين بتروحين قريب مثلي .." ابتسمت سارة لمها اللى ردت ابتسامتها انها دققت في وجه أختها بهدوء " وش الموضوع يا مهوي تراس شغلتني .. "سألتها سارة وهى مستغربة .. " انتى اللى قولي لي وش موضوعه .." مالت سارة راسها يمين باستغراب .. " سالفة عرسس اللى ما تبينه .. وبكاس اليوم اللى اكبر من مجرد رفض لواحد صار بحكم الزوج لس .." ارمشت ساره بعيونها كم مره ولفت بوجهها تشوف الضو بعيد عن عيون مها اللى كلها اسئلة كانت سارة عاجزة في اللحظة هذي أنها ترد عليها ..
" السوري .. أنا اختس وموضع سرس .. واللى يهمها امرس مهما كان الوضع .. ولو ماقدرت اساعدس باكون على الاقل الصدر اللى تشكين له لضاقت دنياس ..وتبكين عليه لضدس الزمن .." حارت الدمعه في عيون سارة وبالأخير انتهت على رموش عيونها .. ترفض تنزل .. ترفض تعترف .. قربت مها من سارة .. وعلى حرارة وهج النار والاحساس بانك انسان تهم شخص ثاني بدون اى غرض خلا سارة تتنهد من أقصى جوفها .. وتنفجر تبكي بصوت مكتوم فى حضن أختها .. مسحت مها على راس اختها .. وتركتها تاخذ كل وقتها اللى تحتاجه .. عشان تزيح الهمّ اللى كاتم على نفسها بروحها .. ما اشتكت ولا بينت ولا غثت خاطر أحد .. ياما سمعت لمها .. واللحين جا دور مها تسمع لسارة ..
::
::
::
قبل اربع شهور .. ليلة الثالث من رمضان .. كانت سارة قاعده عند أمها تسولف .. ومها فى حجرتها تصلي .. دخلن نسوان على ام ناصر عقب صلاة التراويح .. دخلن النسوان فجأة .. سلمت عليهن سارة ودخلت تجيب القهوة والقدوع .. كانت فاطمه تعشي الجوري .. " فاطمة وين القهوة .. " سألتها سارة مستعجلة .. " في مجلس عند بابا رجّال .. " ردت فاطمة .. " ماطلعوا للحين .. " التفتت بحيرة .. " مادرى ماما .. " ردت الشغاله " تبين اروح اشوف ؟؟ " سألت ساره .. " لا لا عشي الجوري أنا بأروح " .. مشت ساره على أطراف أصابعها للمجلس تسّمع .. ما سمعت صوت .. طلت براسها شوي كان المجلس فاضي .. والباب الخارجي مفتوح .. شكلهم راحوا .. وابوها قال بيطلع لبيت عمها يسلم عليهم .. " خلاص هذي القهوة جاهزة وش له اسوي جديدة .." دخلت سارة عشان تشل الصينية وهى مستعجلة .. دنقت تجمع الطفايات المستعملة .. ابوي مايدخن وش هالزقاير كلها .. وقفت سارة على حيلها وفي ايديها الصينية .. لكن ..
شافت أطراف ثوب ابيض واقف قدامها وجوتي اسود .. مهوب ابوها .. شمت ريحة عطر رجالي قوي غريب .. ماقدرت ترفع عينها .. ضربتها نفاضة .. حست ركبها ما تشيلها .. ايديها ذابت .. وطاحت الصينية باللى فيها على رجيلها ..
" سلامات عسى ما تعورتي .. " تكلم الرجال اللى عند الباب وهو يقرب شوي .. " الله لا يسلم فيك عظم .. وقف مكانك .." ردت سارة بغضب مكتوم .. انصدم الرجال من ردها ووقف .. " شلون تدخل البيت بدون ما تستأذن يا قليل الأصل .." كان صوت سارة حاد مرتبك متوتر .. " تعوذي من الشيطان يابنت الحلال ومهو بانا قليل الأصل اللى يدعر بيوت العرب بدون خبر .." رد عليها وهو يصّر على ضروسه .. ما قدرت سارة ترفع عينها اللى كانت غايمة ورا دمع غضب ودمع خيبة ودمع فضيحة .. " سارة .." التفتت وهى منزلة راسها لا شعوريا .. سمعت صوت مها تناديها من داخل البيت " اطلع الله لا يبارك فيك .. " تكلمت سارة بمرارة وعيونها على باب المجلس اللى وراه .. وتتصور وش بيكون موقف ابوها لو دخل عليها ذلحين .. وش بيكون موقفها هي قدام أبوها لو شافها بالمنظر هذا كاشفة قدام واحد غريب ووين .. في مجلس ابوها !!!..
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك