رواية قلوب محرمة على النسيان -9
مرتبك متوتر .. " تعوذي من الشيطان يابنت الحلال ومهو بانا قليل الأصل اللى يدعر بيوت العرب بدون خبر .." رد عليها وهو يصّر على ضروسه .. ما قدرت سارة ترفع عينها اللى كانت غايمة ورا دمع غضب ودمع خيبة ودمع فضيحة .. " سارة .." التفتت وهى منزلة راسها لا شعوريا .. سمعت صوت مها تناديها من داخل البيت " اطلع الله لا يبارك فيك .. " تكلمت سارة بمرارة وعيونها على باب المجلس اللى وراه .. وتتصور وش بيكون موقف ابوها لو دخل عليها ذلحين .. وش بيكون موقفها هي قدام أبوها لو شافها بالمنظر هذا كاشفة قدام واحد غريب ووين .. في مجلس ابوها !!!..
" بأطلع يا بنت خالد .. لكن ذا الشنب مهوب على رجال ان ما ربيتس .. " كان في صوته غضب مكتوم .. " تخسي .. متربية قبل اشوف وجهك .. " قرب الرجال منها و وجهه مظلم .. " وحق من رفع سبع لواللى قايلها رجال .. لادفنه مكانه .. لكن مردودة ماكون أحمد بن خالد أن ما أدبتس .. " قرّب الرجال منها .. وبردت عظام سارة وهى مكانها .. لكنه دنق ياخذ جوال جنب المسند ما شافته سارة وطلع ما التفت عليها ..
دخلت مها وشافت شكل اختها المتجمد .. " السوري شبلاس .. " قربت منها وتروعت يوم شافت الدلال متكسرة عند رجيلها والفناجيل صايرة كسر .. " احترقتى .. " صاحت وهى تدنق تشوف رجيلها اللى غرقها الشاهي والقهوة .. " لا .. " ردت سارة بصوت ميت .. " لا تحركين يدخل القزاز فى رجيلس اصبري شوي .." وطلعت مها تركض للمطبخ ورجعت جايبه لسارة نعال تلبسها وقعدت تنظف القزاز اللى على رجلها .. " وش اللى جاس .. " سألتها مها بتركيز وهي تشيل القطع المكسورة من رجيلها .. " حسيت بدوخة وطاحت منى الصينية .." ردت سارة بدون شعور .. " زين روحي داخل خلينى انظف المكان .. شفتي ابوي .." نشدتها مها وهي تجمع باقي القزاز المكسور .. " لأ .. " ردت سارة وهى تطلع من المجلس وتقول في قلبها الحمدلله انى ما شفته ولا شافني .. دخلت حجرتها تغسل وجهها .. وتصب ماء بارد على رجيلها مكان ما احرقتها القهوة يوم انتثرت عليها .. وكلام الرجّال يرن في راسها .. انا شلون كلمته كذا .. بيقول ما تربت .. ولا على راسها ولي .. يا الفضيحة .. وش بيقول أبوي لو درى .. حسبي الله عليك وش اللى جابك فى طريقي .. حطت ايديها على وجهها ودنقت تبكي .. وصوت الماء الجار يغطي على صوتها المكتوم ..
::
::
::
فتحت مها عيونها مصدومة .. وهي تسمع من أختها تفاصيل الموقف اللى جمعها مع أحمد ذيك الليلة .. " والباقي تعرفينه .. " تنهدت سارة وهى تخلص كلامها .. " ايه اذكره .. عقبه بكم يوم طاح ابوي من الجلطه .. جعلها ماتسقا ذيك الأيام .. وجا أحمد وأهله يخطبونس .. وابوي وافق وأنتي عييتي .. " كانت مها تتذكر اللى صار .. مسحت سارة دمعه من طرف عينها بصمت .. " ليه ماعلمتيني ..؟" سألتها مها وهى تشوفها بتدقيق .. " وش أعلمس به .. ولو علمتس وش بتسوين ..؟" ردت عليها سارة وهى ترسم بعود حطب خطوط على الرمل .. " مادري بس أكيد بأسوي شي .. " قالت مها وهى تحط يدها على خدها وهي متربعه جنب أختها .. " يوم جات امى تعلمنى .. وعييت .. تفاجأت يوم وافق ابوي .." تكلمت سارة وهى تمسح خشمها ..
" اذكر خذيتي لس مده زعلانه وضايقه .. " ردت مها وهى تحرك الحطب في الضو .. " بس تدرين .. ترى مثل ماقلت لس .. نصيبس وجا وماحد قدر يوقفه حتى أنتي .. وماتدرين وين الخيرة فيه .." حاولت مها تهدي من احساس أختها المؤلم .. " تفتكرين عقب كلامه لي بيكون فيها خيرة .." ردت سارة وهى سرحانه تحاول تتذكر تقاطيع وجه أحمد اللى ما تتذكر منها الا الفضيحة والخوف وسواد الوجه .. " تعوذي من الشيطان .. كل أمر المؤمن خير يابنت الحلال .. وصدقينى القسمة والنصيب هي اللى جابته لس .. والا على علمي أنه يدرس برا وكان معيي يتزوج .. " كانت مها تكلم أختها وعيونها مركزة تشوف الجمر شلون يتوهج وسط الضو .. تنهدت سارة .." ايه على حظي انفكت عقدته .. " تكلمت سارة بصوت مهو مسموع ..
" لكن الغريب انه طلع يقرب لبيت عمي .." تذكرت مها كلام ماجد .. " مهوب بيت عمي .. عم أبوي .. " صححت لها سارة .. " ادرى بيت عم ابوي .. بس حنا طول عمرنا نقول له عمي .. ما اختلف الوضع اللحين .. بس الغريب ان أمي ماكانت تدري .. " كانت مها تفكر .. " زين من أمي تدري عن جيرانها اللى جنب بيتها بس .. " علقت سارة .. " وجع .. عشانها مهي براعية سوالف ولا مسايير .. امى مرة(ن) تستحي .. تسوي الواجب اللى عليها وبس .. مهي براعية حكي ونقل سوالف .. فديتها بس .." دافعت مها عن أمها الطيبة اللى فعلا كانت مثل ماقالت .. لاهي براعية نميمة ولا نقل كلام .. همها الأول والأخير بيتها وبناتها ..
" واللحين وش السواة ؟؟.." نشدتها سارة .. " في وش .." ردت مها مستغربة .. " في ذا اللى بيهدف عقب كم يوم .." برطمت سارة وهي تذكر جية أحمد .. " وأنتي شعليس منه .. رجّال ومع الرجاجيل .. اللى يسمعس يقول بيجي ياخذس ذلحين .. " ردت مها وهي تلعب بعيدان الحطب المجّمرة .. " خذاه العزيز القوي .. " دعت عليه سارة بقهر .. " حرام عليس .. خافي ربس .. له عجوز وشيبة يرجون عينه .. استغفر الله بس .." رفعت مها راسها بضيق لأختها وهي ترد عليها .. " استغفرك وأتوب اليك يارب .." استغفرت ساره ولو انها ماندمت على كلامها في قلبها .. رجعت مها تتذكر كلام اختها للرجال .. وضحكت .. " بس تعالي .. أنتي ليش كلمتيه كذا صحيح .." شكل طولة اللسان وراثة في ذي العائلة فكرت مها فى نفسها .. " والله مادرى يا مهوي .. غير ان لساني كان طويل .. الظاهر من الفشيلة .." التفتت لها سارة تبتسم بحزن .. " لا عز الله ماقصرتي فيه .. ومثل ماخبصت قدام ماجد هذا انتي خبصتي قدام أحمد .." ابتسمت مها لعيون أختها اللى تذكرت موقفها الأخير قدامه اليوم قبل المغرب .. " أما تخبيصس اليوم غير شكل يابنت .. والله موقف ما ينسى .. " وضحكت سارة .." ذكرتيني .. " التفتت مها تشوف امها الراقده " شلون تطلعين وتخليني معه لحالي .. " قرصت عيونها في أختها .. " وش تبيني اسوي يعني .. قلت اطلع احسن مايحط حرته فيني .. بس شكلس بدون نقاب و وجهس احمر وخشمس منتفخ يساوي مليييون ريال .." .. لمست مها خشمها الدقيق " وجع خشمي مهوب منتفخ .." ارتاحت مها من تغير مزاج أختها وماحبت ترجع للموضوع تنكد عليها ..
" اسمعي .. متى تبينا نقول لابوي يودينا الخبر ..؟؟" نشدت سارة وهى تضم ايدينها على ركبها لصدرها .. " شدراني .. متى تبين أنتي .." ردت سارة وهى تطالعها .. " والله مادري بكره بنقول لأمي وبنشوف .." سمعن صوت حركة برا الخيمة .. " من .. " صاحت مها وهى توقف عند الباب .. " انا أنا لاتروعين .. " كانت موضي جايتهم .. " حياس الله .. ادخلي .. " دخلت موضي وعلى راسها شال صوف وفي ايدها غوري حليب حار بخاره يفتح النفس .. وفي اليد الثانية بيالات " سويت حليب للعيال وقلت بأشوف كانكن واعيات باجيب لكن منه " ابتسمت موضي وهى تشوف مها وسارة .." ماتقصرين .. ذا الليل برد .. " ردت مها عليها " حياس الله يام عبد العزيز.. " تحفتها سارة .. دخلت موضي وقعدت جنب مها وحطت الغوري على الضو والبيالات جنبها " الله يحييس يابعدي .. ذا الليل مهوب برد وبس الا جليد .. " التفتت موضي تشوف اغراضهن في الخيمة .. " عندكم دفا كفاية ..؟ " سألت مها .. " ايه عندنا كفاية .. تبون أنتو .. " ابتسمت مها وهي ترد عليها .. " ترى الملاحف عندنا واجد .. والحلال واحد .." ردت موضي .. شافت ام ناصر راقدة " امى منيرة رقدت .." .. " اى والله تعبانه والجوري رقدت معها .. " التفتت مها تشوف بنتها وأمها في ظلام الخيمة اللى ما يكسره الا وهج الضو من بعيد .. " عساه منام العافية .. " صبت موضي الحليب لمها وسارة وصبت لها بياله .. وقعدت تسولف عندهن لين قربت الساعه 11 وطلعت منهن ..
::
::
::
كان ماجد وتركي قاعدين عند الضو .. الشيبان راحوا لخيمتهم يرقدون من بدري .. والشباب قعدوا يتقهوون حليب .. " والله خوش حليب .. " قال تركي .. ضحك ماجد " أكيد خوش حليب دام ام عبد العزيز هي اللى مسويته .." ابتسم وهو يرفع عيونه لتركي اللى ضم شفايفه .. " يالله جارك من الحسد .. ياخي قل لمرتك تسوي لك .. " رد عليه تركي .. رفع ماجد عيونه وكأنه مندهش من كلمة مرتك .. " وش بلاك .. شكلك نسيت انك معرس .." ضحك عليه تركي .. " اى والله مرات أنسى .. " رد ماجد وهو مدنق يحرك الحطب في الضو .. " هاه وش عندك من جديد .." سأل تركي .. " وش جديده .." رفع ماجد راسه لتركي مستغرب .. " لنا وقت ما سمعنا قصيدك .." ابتسم ماجد واتكى تركي وراه على المسند وبيالته في ايده .. وقعد يراقب تعابير رفيقه اللى سرح في عالم ثاني ..
تنهد ماجد .. وسرى صوته في هدأة الليل عذب صافي ..
قريت الشوق ف اعيونك وفي ونّة تراتيلك
أثاري الحبّ يا عمري توسّد وسط أوصالك !
هقيتك ما تعبّرني ولا تكشف تفاصيلك
ولكنّ الهوى فضّاح وطيبه عطّر أقوالك
تلاقيني بدمع الشوق اذا ما جيت اببكيلك
وامد يمنى ومن خوفن تصافحني بها اشمالك !
حروف القاف لا شافتك من فرحه تغنّيلك
تهلّي بك وتنشد عنك يا قلبي: وش احوالك ؟
عساك دّوم بوصالي ولا تقطع مراسيلك
ولو دهري يطاوعني أقضّي عمري اقبالك
على همس الهوى والشوق راح اضوي قناديلك
واخلّي الوقت بالأفراح والبسمات يصفا لك
مع النجمات والدلّه أبسهر في تعاليلك
أناظر وجهك البدري وخمر الشوق فنجالك
تعال اقرب هنا عندي وسمّعني مواويلك
وخلّ الحلم يسرح بي ويمسي بجنة اظلالك
انا ادري العين ما تشبع تناظر في تهاويلك
ولا القيفان لا هلّت تفارق مفرق اقذالك ..*
تنهد ماجد وسكت .. " صح لسانك يا ولد .. لا هنت " رد تركي بإعجاب .. " صح بدنك .. ولا تهون " رد ماجد بهدوء .. " وش اللى متعبك يا ماجد .. " كان تركي يقرأ ماجد مثل الكتاب المفتوح .. عِشرة سنين بينهم .. خلت تركي يفهم خويه وخال عياله من نظرة .. كان يدري بين ضلوعه همّ مشقيه .. وحزن ماكل كبده .. مهما حاول يخفي هالشي .. يبان بعيونه .. وفي لحظات يقلبه من ماجد الحبيّب اللى يعرفه لشخص ثاني داخله سواد .. يبطش بأقرب الناس له كأنه يعوض ألمه فيهم ويعاقب نفسه بألمهم ..
ما رد ماجد على تركي .. كان يهوجس أن تكلم فضيحة .. وإن سكت قهر .. وهو ضايع بين اللى شافه بعيونه وسمعه بآذانه وبين الكلام اللى قالته له موضي .. من يصدق .. وشو الصحيح .. من الظالم ومن المظلوم ..؟؟ .. يصدق نفسه والا يصدق أخته .. وأخوه .. اللى راح .. واللى ما يقدر يرد ويدافع عن نفسه .. وخايف يظلمه لو سمع فيه .. ضغط على عيونه بابهامه والسبابة ..
لما تجف الأحلام وتطيح على أرض الواقع مثل الطيور الميتة .. ولما تضيق فينا حتى أنفاسنا ومانلقى مفر ..
نتذكر أن فيه ربّ اسمه الرحمن الرحيم .. ما ربطهم في أسمه سبحانه عبث .. الا عشان نعرف أنه أقرب لنا من قلوبنا اللى تنبض بصدورنا ..
::؛::
النفس الطاهرة .. هي أكثر نفس تتحمل و تشيل بصمت .. وتلوم ذاتها ولا تلوم الغير ولو كانوا السبب .. سعادة أقرب الناس لها أهم .. ولو كانت هالسعادة على حسابها هي .. يبقى الماضي يدور ويرجع في كلمة .. أو همسة أو حتى بقايا سؤال ..
كلنا .. صورة من الماضي .. تتشكل فى الحاضر .. عشان تقدر ترسم لها طريق في المستقبل .. ومرات هالطريق ينحرف .. لكن بالنهاية .. النفوس الطيبة تلاقى المقابل الطيب ..
الجزء الحادي عشر
كان ماجد وتركي قاعدين عند الضو في ليلة باردة هادية .. والكل كان راقد الا هم سهرانين .. وكان حال ماجد مهوب معجب خويه اللى نشده وش اللى متعبه وكان عنده أمل أن خال عياله يشكي له همّه مثل ماكان يسوي قبل سنين .. لكن ..
" والله يابو عبدالعزيز مابه شي متعبني .. لكن همّ العرب شاغلني بس .." كان رد ماجد على تركي يعني شي واحد .. خاصه لناداه ابو عبدالعزيز .. معناه حاجز بينه وبين ماجد .. معناه لا تسأل أكثر .. لكن تركي هالمره ماسكت .. " ماجد .." ناداه تركي .. رفع ماجد راسه لخوي عمره .. " لا تاكل بعمرك .. ترى الدنيا تمشي .. بكيفنا والا غصب عنا .. والمرحوم تحت رحمة ربه .. اللى ارحم منك ومني .. ماكان بيدك تسوي شي .. ولا بيدك اللحين تسوي شي .. غير انك ترضى بحكم ربك وأنت انسان مؤمن .. " اظلمت عيون ماجد .. وتنهد من اقصى ضلوعه .. " يابن الحلال مانقدر نرد عن عمارنا والا عن عيالنا .. وأنت من توفى المرحوم شي فيك مات .. واندفن معه .. وذا وانا اخوك اعتراض على حكم ربك وماهقيتك كذا .. وكنك مجبور على بنت عمك تذكر انك تضم لحم اخوك .. تضم لك يتيم وانت عارف قول الرسول عليه السلام عن اللى يحسن لليتيم ويكرمه .. " ابتسم ماجد بمرارة يوم ذكر تركي الجوري بنت منصور .. " اللهم صلي وسلم عليه .. يابن الحلال الواحد يكبر ويتعلم من دنياه .. وماحد يبقى على حاله .. وكل اللى قلته تحصيل حاصل .. أنت نسيت انى قربت الثلاثين .. وماعادني بالصغير اللى يسرح ويمرح بدون هم .. في رقبتي شيبة وعجوز عسى ربي يكرمنى بطاعتهم .. غير البنات وفهد .. والشغل لحاله همّ .. والشركة فوقه .. " رفع ماجد راسه لتركي وهو يبتسم .. " خلّ عنك أفكار الأفلام والمسلسلات اللى تشوفها يا ولد .. مافيني الا العافية .."
سكت تركي شوي وهو يشوف وجه خويه " الله يطول لك بعمر شيبانك ويعطيك العافية .. وأنت قدها وقدود .. بس أبيك ترجع ماجد اللى أعرفه .. الجبل اللى ما يهزه شي .. والبحر اللى ما يغرقه هم .." شدّ ماجد على ايد تركي اللى يعتبره مثل أخوه من زمان .. حتى قبل ياخذ أخته .. بس فيه اشياء ما نقدر نشارك حتى الأخوان فيها .. " مانت بقايم ترقد .." سأله تركي اللى حط غترته على كتفه وقام .. " بأرقد هنا .. عندى السليب باق حقي يكفيني .." رد ماجد .. " تبيني أرقد عندك .." سأله تركي .. " لا واللي يرحم والديك .. أنا طاق منك ومن شخيرك .. الله يعين مويضي عليك .." ابتسم ماجد وهو يشوف تركي .. " بسم الله عليك أنت .. من تحط راسك تدق سايلنت .." رد عليه تركي .. " اذكر ربك .." ضحك ماجد .. " لا اله الا الله .. بكيفك ارقد وين ماتبي .. يالله تصبح على خير .." صد وراه تركي .. " والساري على خير .." طلع تركي وترك ماجد مع أفكار.. وذكريات عمر كامل .. تلتهب بحناياه مثل الضو اللى قدامه .. صحاها تركي بكلامه وهو مايدري ..!!!
::
::
::
رجع ماجد دنق يزيد الضو حطب عشان ما تموت .. والضو اللى في جوفه تاكله ما ترمّد ابد .. وهو شي واحد اللى مات فيه مع منصور .. أشياء كثيرة ماتت قبله ومعه وبعده .. وماعاد فيه شي يخاف عليه الا الجوري .. هى العوض عن كل شي .. وعن كل انسان ..
.. الجوري هي البسمة الوحيدة فى دنياه ذلحين .. اللى معها ينسى كل شي وأى شي .. ويرجع ماجد الطفل .. يلاعب اخوه منصور اللى اصغر منه .. يشوف فيها كل مراحل حياتهم سوا .. يومهم بالمدرسة الأبتدائية بزران .. وكان منصور يشوف اخوه شي كبير .. يشوفه السند والظهر .. مع انه كان أكبر منه بسنتين بس .. وكان داخله طفل خايف مثل منصور بالضبط.. وشقاوة الأعدادية يوم يجيه منصور يبكي ويشتكي من العيال اللى يضربونه ويضربه ماجد كفّ " ما تقدر تاخذ حقك بيدك لا تبكي .. ما تبكي الا البنت .." .. ومع ذلك فزع له وفي الوقت اللى كان منصور يبكى في حضن امه .. راح ماجد وضرب العيال وضربوه .. وضربه ابوه عشان هالمشكله لكن كل شي يهون دامه خذا حق أخوه ..
تذكر يوم يطلعون القايلة يلعبون كورة ولمن رجعوا العصر مروا الدكان عشان يشترون عسكريم فراولة .. واذا ماكفت فلوسه شرى لمنصور بس .. اللى كان ينشده لمن شافه ما شرى الا واحد " وأنت ماتبي .." يرد عليه ماجد " لا مابي .. حلقي يعورني " يكذب عشان ما يشارك أخوه فى حاجه يشتهيها .. منصور اللى شافه يكبر قدام عينه .. شقيق روحه اللى ضربه عشان يكمل الثانوية ويدخل الجامعه .. واللى تخلى عن حلمه عشانه .. حلم كان ممكن يخلي الجوري بنته هو .. بنت ماجد ..
::
::
::
رجع به الوقت لأربع سنين قبل .. كان أول ايام عيد الفطر .. وكان الجوّ حار .. دخل ماجد عشان يتسبح قبل الغدا .. وانتبه ان فيه نسوان فى الصالة الداخلية .. صد ودخل بسرعه يرقى فوق لغرفته .. شاف باب حجرة نوف مفتوح وسمع صوتها داخل تدور شي .. مرّ عليها عشان يقول لها تخلي الخدامه تسوي له فحم عشان يتدخن عقب ما يتسبح لأنه مستعجل .. قرّب يبي يدق الباب المفتوح شوي .. سمع ضحكة غريبة .. وصوت نوف كنه من داخل الحمام ..
" شوفيه عندس في الدرج الأول .. " وشافها ..
كانت تدور في الدرج عن شي .. مايدري وش هو .. وسمعها ..
" مافيه شي في الدرج .. يمكنه عند روضة .. تبينى أروح انشدها .. " البنت سألت نوف .. " أكيد عندها الخبل .. روحي هاتيه بسرعة قبل يجون العرب خل نخلص .." كانت تتحرك بسرعة ورقة تفتح الادراج وتسكرها .. ماجد تجمّد .. اللى ماعمره ناظر له مره مهي من محارمه .. هالمره ما قدر يتحرك .. ولا قدر يفكر .. بس كان نبضه يقول له انها حلم قدامه .. مستحيل يكون بشر حقيقي .. سحره هالطيف اللى قدامه ..
التفتت تبي تطلع مسرعة تدّور روضه .. سكرت الدرج ولفت .. رفعت راسها تبي تطلع .. وكان هو هناك ..
كانت لابسة فستان صيني حرير .. لونه خمري .. ومشجر .. اكمامه قصيرة .. وايدها .. عليها رسمة حنا طويلة .. شعرها اسود .. ملفوف وفيه وردة جورية على جنب .. ملامح ناعمة .. خشم دقيق .. عيون أتعبت الرمش سهر .. وشفايف سبحان من رسمها .. تجمدت مكانها وهى تشوفه .. صدت تدور مكان تهرب من عيونه ..
لاتصد هناك ياعمري دقيقه ..
العمر محسوب.. بحساب الدقايق
في بحر عينك .. تبينت الحقيقه ..
كل موجه.. تنقل لعيني حقايق ...
الهوى.. دلتني عيونك .. طريقه ...
ثم سوت وسط قلبي .. لك طرايق ...
كم نفس .. في هوى عينك ..غريقه ..
واشهد اني رحت .. من ضمن الغرايق.. .
كل مافرجت .. يامحبوب ضيقه ..
غبت عني .. واصبح الخفاق ضايق ...
التفت يمي .. ترى عمري دقيقه ...
ليتي احيا .. في سماء عينك .. دقايق ...
كان يهمس لاشعوريا بصوت خافت .. صوت فكر أنه ما تجاوز قلبه .. لكنه وصل لها .. يمكن أرواح وتناجت .. دمعت عيونها وهى محتارة واقفه قدامه وتحس ان الصمت ثقيل وأنها لازم تهرب .. " مهووووي .. وينس .." صرخة نوف من داخل الحمام ردته للواقع .. ونبهت البنت اللى انتفضت قدامه وركضت تسكر الباب في وجهه .. واختفى الحلم ..
كانت لحظات بس من عمر الزمن .. لحظات بس عاشها كأنها عمر كامل .. كيف وشلون وليش مايدري .. بس لحظات انحفرت في روحه وذاكرته وشم عيا الزمن للحين يمحيه ..
سمع صوت موضي تحت ناداها .. " من اللى عندكم تحت .. " سألها بتوتر .. " ماعندنا أحد بس بيت عمي خالد .. وبيت خالتي بيجون على الغدا " ردت عليه موضي بدهشة .. " بناته معه ..؟؟ " رجع ماجد يسألها بألحاح .. " ايه معه .. " جاوبت موضي .. " وش اساميهن .." نشدها ماجد يبي يتأكد حلمه حقيقي والا خيال .. " وش تبي في اساميهن .. " استغربت موضي سؤاله .. " مويضي اخلصي علي .. " تنرفز ماجد .. " مها وسارة تنشد كنك ماتعرفهن .." ردت موضي عليه " ليه تنشد .. " حسّت أن في الموضوع شي .. مهوب من عادة ماجد ينشد عن النسوان اللى يجونهم .. " سمعت صوت غريب و وحده تنادي مهوي وماعرفت منهي .. " حاول ماجد يبرر أسئلته قدام أخته اللى عيونها كلها استغراب وأسئلة .. " هذي مها في حجرة نوف تسوي لها شعرها قبل يجون بيت خالتي .. " وضحت له موضي بهدوء اللى سمعه وعيونها تقول له انها مهي مصدقه كلامه اللى قاله .. " زين قولي للخدامه تسوي لى فحم .. وتحطه عند الباب .. باتسبح وبأطلع .." صد عنها ومشى لغرفته .. " ان شاء الله .. !! " حطت موضي ايديها على خصرها مستغربة منه ومن اسئلته .. التفتت تشوف باب حجرة نوف اللى مسكر .. وباب حجرة ماجد المقفول ..
::
::
::
دخل ماجد غرفته وسكر الباب ..
غمض عيونه يسترجع الحلم اللى شافه .. يالله معقوله هذي بشر .. وبنت عمي .. يعني حلالي .. حلم ما انكتب له يعيش الا ايام في خيال ماجد .. اللى بنى وتمنى يكون له الملاك اللى شافه خاصه وهو يدرى أنه أولى به من اى احد ثاني .. ويقدر يوقف في وجه اللى يحاول بس مجرد محاولة انه ياخذه منه .. لكن اللى ماحسب حسابه أن اقرب الناس يكسر حلمه ويوقف بوجهه .. وعشان من !!!! ..
كان الحلم اللى مات وداسه عشان ابوه وأخوه " المره بدلها مره وأنا كلمت عمك من قبل عشان نخطبها لمنصور .. تبي سارة خطبتها لك .." هذا كان كلام أبوه يوم شاوره يبيها .. المره بدلها مره .. والقلب ..؟؟ بداله قلب بعد ..!!
غصب سكت وكتم حزنه وقهره.. وغصب تغير على الكل .. وانطوى على نفسه .. وهو يشوف فرحة أخوه وعلى قد مايقدر حاول ما يبين له شي وما يتغير عليه .. وصار يجهز لعرسه كأنه عرسه هو .. رضى بالقسمة والنصيب .. وعضّ على جرحه عشان ما ينزف .. وابوه فسّر هدوءه انه رضى بالواقع .. وعلم منيرة يوم نشدته عن تغير ماجد انه كان خاطره فى وحده وهو عيا عليه .. وماعلمهم منهي الوحدة ذي .. وانتشر الخبر ان ماجد يحب وان ابوه رفض اللى يبيها .. وصار الكل يحط سوالف ويزيد ويفسر على كيفه .. وماجد ساكت .. التفت لشغله وذبح عمره فيه بس عشان ينسى .. وداس قلبه عشان حلاله اللى حلم فيه صار محرّم عليه .. وللأبد ..
خرّت دمعة ألم من عين ماجد .. كان الليل والوحدة والضو الشاهد عليها بس .. تهَدج صوته وهو يروي قصة أحزانه شعر .. وانسكاب جروحه حروف ..
فمـان الله سافـر للنصيـب وديـرة المقسـوم
فمـان الله سافـر للحنيـن وحلـل أشـواقـي
فمان دموع عينـي والغـرام وحبـك المرسـوم
مثل نقش الحجر في وسط قلبي لـه أثـر باقـي
فمان الله فاتت شرهـة الخافـق ووقـت اللـوم
لك الله ما بقت غير الدمـوع تباغـت أحداقـي
ولا باقي سوى جسم(ن) نحيل وناظر(ن) محروم
يراقب شمس(ن) أقفت من سماي وشالت اشفاقي
زمن عدى على ذاك الفراق اللي تقـول اليـوم
وأنا أرشف من يمين الجرح نزفي وأشكر الساقي
نبت للحلم ريش وقلت أهده فـي سمـاك يحـوم
ولكن خانت فجـوج الوسـاع وضاقـت آفاقـي
رحلت وكل حرف ما لبس مـن هالكـلام هـدوم
تذكـر يـوم أصافـح غيبتـك وأمـد خفاقـي ؟
أنا للحين مدري هـو أنـا الظالـم أو المظلـوم
أنا مدري وإذا تـدري تعـال وفتـش أعماقـي
أعرف إني سقيت الليل دمع ولاظهـر بـه نـوم
عقب ما مرني فصل السهـاد وحتـت أوراقـي..*
تنهّد ماجد .. ودنق يضغط باصابعه على عيونه .. وما انتبه ان فيه عيون تراقبه من بعيد .. وقلب محروق على قلبه .. سمع شكواه وبثه لحزنه في القصيد .. لكنه صد عنه واختفى في الظلام ..
::؛::
الليل ولو طال يتبعه شروق .. والألم وان زاد له يوم وينتهي .. وكل شي مقدر .. مثل ما الفرح مقدر .. الحزن كذلك .. والأيام بينهم وبيننا تدور ..
::؛::
ونعيش الحياة .. شبكة علاقات بينا وبين الآخرين .. وعن طريق تأثرنا وتأثيرنا فيهم نرسم مسارات حياتنا مثل مانساهم في رسم مسارات حياتهم .. كل كلمة لها تأثير .. وكل تصرف مهما كان بسيط حط فى بالك أنه راح يأثر على شخص واحد غيرك على الأقل .. إن ما كان أكثر ..
يبقى العمل الطيب الذكرى الوحيدة اللي تستاهل الواحد يتعب عشانها .. ولو ماكان في الدنيا خير .. احتسب أجرك عند ملك عادل سبحانه ما يضيع عنده شي مهما كان صغير ..
الفصل الثاني عشر
فتحت مها عيونها على فجرٍ خجول .. ونسمة هوا باردة حنونة من طرف باب الخيمة المفتوح .. ضمّت بنتها لصدرها تبي الدفا ..التفتت تشوف مرقد أمها فاضي .. وسارة للحين راقدة .. مدت يدها تحت مخدتها وطلعّت ساعتها .. كانت الساعه 6:33 .. رجعت حطت راسها على المخدة .. طافتها صلاة الفجر .. والمرقد دافي وماودها تقوم منه .. تعوذت من الشيطان .. لحّفت الجوري عدل وقامت .. طلعت وهى ضامة ايدها على صدرها من لفحة هوا الصبح .. وهى تتنفس هوا نقي تحسه حتى على بشرتها .. شافت خيمة المطبخ مفتوحه .. وصوت في خيمة عمها .. لبست جلالها وراحت للمطبخ تجيب لها ما دافي عشان تغسل وتتوضأ ..
كان الرمل تحت اقدامها بارد .. مركزة على الأرض مانتبهت للرجل اللى بغت تصدمه وهو طالع من المطبخ .. " بسم الله .. " مسكها من كتوفها .. رفعت راسها منصدمة .. " شكلس تمشين وأنتي راقدة .." ابتسم ماجد وهو يشوف عيونها ترمش مصدومه .. " لأ .. " ردت ببلاهة وهى مهى مستوعبة .. " لأ وش .. " سألها .. " واعيه مانا براقدة .. " فكها ماجد بقوة .. كأن لمسه لها يحرق كفوفه " معناه فتحيّ عيونس .. المكان مليان هنود لا تصدمين فيهم .. " .. ارتجفت مها مكانها يوم فكها .. " ماعلي منهم .. علي نقابي وجلالي .. وما اظن منهم خطر يدخلون الخيام مثل غيرهم .. " ردت عليه بتهور .. قرّص ماجد عيونه فيها وهو فاهم وش قصدها .. " ماشفتى خطر للحين .. الوعد قدام .. " غمز عينه لها ومشى للمجلس .. انتفض عرق في ظهر مها وصدت عنه تنادى فاطمة من داخل المطبخ تجيب لها ماي حار ورجعت لخيمتها بسرعة ..
توضت وخلت فاطمة توقف حولها بالجلال عشان ماحد يكشفها .. خلصت ودخلت صلت وغيرت ثيابها .. وقعدت ترتب شنطتها عشان تضيع الوقت .. شوي ودخلت عليها فاطمة تقول لها ان موضي تقول لها تعالى للخيمة عشان القهوة .. قالت لها زين جايه ..
::
::
::
اصبحنا واصبح الملك لله .. اللهم انى أسألك خير هذا اليوم وخير مافيه وأعوذ بك من شره وشر مافيه .. دعت مها فى قلبها قبل تطلع .. ونادت فاطمة تقعد عند الجوري الراقده .. وهي تقرب من خيمة عمها شمت ريحة الضو .. وسمعت صوت الراديو يشتغل وابو نورة يغنى ..
يا نسيم الصباح سلم على باهي الخد
نبهه من منامه
قول له أني على وعده أسيرا مقيد
حتى يوم القيامه
قلت يا عاذلي مالي ولك ليش تحسد
خلي عنك النمامه
انت يا من ترى في جمالك مزيد
شيء علينا ملامه
غير في نظرة الخد الاسيل المورد
من روابي تهامه
ريقها الشهد واحلى من الشهد وابرد
والحلا في كلامه
من رأى غرته هلل.. وكبر ... وشهد
بدر ليل التمامه
ابتسمت مها وهى تقرب منهم .. ودخلت وسلمت .. دنقت على راس امها تصبحها بالخير .. ودنقت على مرة عمها .. و سلمت على موضي اللى وقفت لها .. وصبحت على ماجد .. " صبحك الله بالخير يابو عبد الله .." رفع ماجد راسه ونزل بيالته " صبحس الله بالنور والسرور .. وين الجوري .." سألها .. قعدت في ابعد مكان ورا موضي .. " عدها راقده .. " ردت بهدوء .. " مرقد العافية .. يالله اسمحو لي .." وطلع منهم .. " يمه نورة شلونس .. " .. " بخير الحمدلله .." ردت مرة عمها .. " شأخبارس .. كيف أمسيتي .." نشدتها موضي وهي تمّد عليها بيالة حليب .. " الحمدلله .. الجو يجنن .." ردت مها وهى تلتفت برا . .. " ايه اللهم لك الحمد .. " وقعدن يسولفن لين جاب لهم الهندي الفطور .. قامت موضي ومها حطن القدوع قرص وبلاليط عشان يتفاولن ام ناصر وام محمد .. وشوي ودخلت عليهن سارة وسلمت عليهم وقعدت تفطر مع البنات ..
" أقول مهووي .. "
قربت سارة تشاور اختها .. " نعم .." ردت عليها مها بصوت واطي .. " قلتي لأمي ؟؟.." نشدتها ساره .. " وشو عنه .." استغربت مها .. " السوق يالخبل .. ماقلنا بنقول لأمي اليوم .." .. " ماقلت لها .. اصبري شوي .." غمزت لها مها .. تحلطمت ساره مكانها .. شوي وقامت نورة للمجلس .. وطلعت موضي تشوف عيالها .. " يالله قولي لها اللحين .." تكلمت سارة وهى تطالع مها .." وش تقول لي ..؟؟" نشدت منيرة وهى تنقل عيونها بين بناتها .. طالعت مها اختها بغضب .. " ولا شي يمه .. بس بغيناس تقولين لأبوي ان حنا نبي السوق وبناخذ كم يوم عشان يسوي حسابه .." كانت مها تشوف أمها بهدوء لأنها متوقعه رفضها .. " اصبرن شوي تو حنا جايين البارحة .. " ردت أمها اللى فعلاً شكل الموضوع ماعجبها .. " ماقلنا اليوم يمه .. بس عشان يسوي حسابه بعد كم يوم " ردت عليها سارة .. " تو الناس والعطله طويلة .. بعدين تراني ماني برايحه معكن .. تعبت من لف اسواق الدوحه عشان الف أسواق الخبر .. ماطلعت من بيتى عشان اعود اسكن لى بجحر .. " ردت أمها وهى تنزل فنجال قهوتها .. " وشلون يعنى .. بنروح لحالنا يا يمه .. " ردت مها .. " يروح معكن أبوكن أنا مالي حاجه فى السوق .. ولا تروحن ذلحين اصبرن شوي لاحقات على المراح .." ردت أمها بحزم .. تنهدت سارة وهى تطالع مها ..
" وين بيروحن .." سألت موضي اللى دخلت على آخر كلام ام ناصر .. " ابدا(ن) يبن يروحن السوق .. وقلت لهن مهوب ذلحين .." ردت أم ناصر.. " حنا بنروح السوق عقب بكره .. حياكن معنا .. " ردت موضي وهى تلف على مها وسارة بابتسامه .. طالعت مها أختها وكنها تقول لها زين كذا يا الملقوفة .. التفتت مها لأمها بنظرة عتاب .." أكيد كلنا واحد ياموضي بس والله ماودنا نعطلكم .. وحنا إن رحنا يمكن نتأخر يبي لنا أغراض واجد .. " ردت مها بصوت واطي .. " ابدا(ن) كلنا واحد .. اصلاً حتى لو ماتبن السوق خذيتكن معي .. بعدين الخبر اسواقها تجنن ويبي لها ثلاث اربع ايام عشان تلفينها .. تونا نتكلم البارحه في الموضوع أنا والبنات .. وعزمنا نروح أخر الأسبوع وناخذكم معنا .. وأمى بتقعد مع أمى منيرة لأنها ماتبي السوق بعد .." ردت موضي وهى تصب بيالة حليب وتمدها على أم ناصر .. " والله مادرى يا موضي .. لازم اخذ شور ابوي .." كانت مها فى اللحظة هذي تمنى أن ابوها يعيي .. " ماعليس .. ابوي خالد أنا بأكلمه خليه علي .." التفتت مها على سارة وحالها يقول حسبي الله عليس .. زين كذا .. كانت نظرة سارة تقول وأنا وش ذنبي .. " قلنا بنمشي الخميس الصبح عشان بيت خالتى بيجون الأثنين .. وبكذا نقدر نقعد الخميس والجمعه والسبت ونعوّد الأحد .. أربع ايام فى الخبر نعمة .. " شرحت موضي لمها وهى تشوفها بفرح .. " خالتس بتجي هى وبناتها .." سألتها أم ناصر .. " ايه يمه بناتها عليهن دوام للخميس .. وفهد ولد خالتى ماقدر ياخذ اجازه الا من يوم الأثنين .. " ردت عليها موضي .. " هو ما أعرس للحين .." نشدتها منيرة .. " لا والله يا يمه .. خطب مها ذيك السنه وأنتى خابره يوم رده عمي وعقبه ما سمعنا عندهم طاري خطبة .." كانت موضي تسولف عليهم وهى سرحانه .. " الله يوفقه .. الواحد ما ياخذ الا نصيبه يا بنتى .. " ردت منيرة .. " صادقة يمه .. الله يكتب له اللى فيه الخير .. " رفعت موضي راسها وابتسمت .. كانت مها تفكر في المشكلة اللى طاحوا فيها .. من صاح من شي مانجا منه .. كانوا يبونها فرصه يرتاحون بعيد منهم صارت اللحين انهن بيروحن معهم .. وقفت مها " السموحة منكم شوي .. سارة تعالي أبيس .. " نادت أختها وراحن لخيمتهن وعيون موضي تتبعهن بتفكير ..
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك