بارت من

رواية ملامح الحزن العتيق -21

رواية ملامح الحزن العتيق - غرام

رواية ملامح الحزن العتيق -21

معقول تكون عشاني ولا عشان جدتي .. !
رجع يكمل وهو يشوف اشياء قد سمع فيها وبعضها اول مرة يسمع فيها ..
حس باطمئنان وهو يتذكر انها هناك ..
مكانه ..
والأهم ان جدته ماصار يحاتيها مثل اول ..
متطمن انها في البيت وتراعيها وتجلس معها وتداريها .
قرب الورقه من فمه وانفه وهو يفكر من يجيب له الاغراض خاصه ان ماله خلق يطلع .
ووراه مية شغله ومعاملات لابد يراجعها ويوقع عليها ..
وضروري يرجع للشركه بعد ساعه يقابل فايز ويكمل معاه الشغل ..
اخترقه ريحة عطرها اللي لزق في الورقه من يدينها ولمساتها وآثارها ..
ورجع نظره للورقه الأنيقه ..
ارتعش جسمه وحس بقشعريره وهو يشوف مكتوب في آخر الطلبات بخط صغير وكأنه خجلان ويبي يداري نفسه بين الحروف ..
( تأخرت علينا كثير .. ان شاء الله انك بخير )
قراها اكثر من عشر مرات ..
هذي وش بتسوي فيني
ناوية لها على نية بس الله يستر منها ..!
لبس ملابسه وخرج من الشقه وهو يكلم فايز مدير الشركه ويحمله المسؤوليه في غيابه .
***
له اسبوع ونص غايب
ماهمها غيابه كثر ماهمها زعل جدتها ..
تذكرت الورقه اللي كتبتها له ووش بتكون ردة فعله اذا شاف كثرة الأغراض
ولا الكلمه اللي كتبتها له
عورها بطنها وهي تتخيله يقراها .
وقامت من فوق الكرسي حق التسريحه ..
حاولت تنشغل بأي شي غير التفكير فيه ..
بدلت ملابسها ولبست بيجامه الوانها مابين الموف والزهري ..
بأكمام طويلة وبنطلون واسع وطويل ..
اخذت شباصتها في يدها وطلعت من غرفتها .
تعودت ماتنام الا عندها مويه ..
والمطبخ اللي فوق فارغ حتى ثلاجته وجودها زي عدمه ..
نزلت مع الدرج وسمعت الباب ينفتح
فزت بمكانها خوف ورعب وطاحت الشباصه من يدها واحدثت صوت وهي تتدحرج مع الدرج درجه درجه ..
خاصة ان البيت خالي من الأصوات وجدتها والشغاله نايمين ..
طالع فيها وفي يده اكياس كثيرة وعند الباب كراتين وكأنه جايب بقالة كاملة .
عضت على شفتها السفلى منحرجه من نفسها اكثر مما هي منحرجه منه ..
كل هذي طلبات ..؟
صدق اني هبله ..
تذكرت كلام جدتها عن حياتهم في رمضان وطقوسهم والتمست لنفسها العذر ..
متردد وش يقول وهو يشوفها تطالع بالأغراض وتاكل بشفتها بحرج ..
قال : جبنا لتس طلباتس ياطويلة العمر .. اللي تقدرينه شيليه واللي ماتقدرينه خليه للشغاله ولا بكره اشيله انا .
نزلت بحرج قالت وهي ترسم على ملامحها ابتسامه بالغصب : الحمد لله على سلامتك . وماعليه خلّ الناس اذا افطروا عندنا يقولون احلى فطور فطور عماد اهله .
مد عليها الجريده وشماغه وعقاله في يده قال وهو يتحاشى النظر فيها ويتجاهل جملتها الثانية
: الله يسلمتس .. خذي حطي هذي في الصالة اقراها شوي ولا بكرة .. وسوي لي شاهي وثقليه .
اخذتها من يده ولمست اطراف اصابعها اصابعه ..
وخرت يدها بسرعه وطاحت الجريده من يدها ..
قالت : اووه سوري ... اخذتها بسرعه وكملت بارتباك : أ أ طيب .. تعشيت ..؟
اجمل لحظات يستمتع فيها لمن يشوفها ترتبك خجل اوتعلو جبينها وخدودها حمرة خجل ..
ابتسم نصف ابتسامه قال : لا ماتعشيت .. وش بتعشيني ..؟
بلعت ريقها وحست الدم يعلو لوجهها اكثر قالت : ها ..؟ اللي تبغاه .. بحط لك من عشانا .. مسوين صينية خضار بالدجاج . ولا ماتعجبك ..؟
حس انها مرتبكه وماتدري وش تقول قال بهدوء : زين جهزي لي أي شي وجيبيه لغرفتي فوق . مالي خلق انتظر تحت .
عدت من عنده وراحت للمطبخ ..
وهو دخل غرفة جدته طل عليها وخرج توجه للدرج ومنه لغرفته ..
رمت الجريده على الطاوله وسوت له شاهي وسخنت له العشا
وقعدت تحضر وهي منقهره من طريقته وكلامه لها ..
حتى سلام ماسلم زي الخلق والناس
ولا كيفك ماقالها ولا سأل عن جدتي .
وكل كلامه يامسخرة وياجد في جد .
انسان جامد وماعنده احساس ..
خرجت الصينيه البايروكس من الميكرويف وهي تتمتم بـ ماعليه ياشادن تحملي وش وراك . . وبالصبر بتنالين اللي تبينه .
طلعت فوق وهي تشيل الصينيه الكبيرة اللي رتبت فيها العشا والشاهي
..
كان لابس قميص اسود بكم طويل ويمشط شعره قدام التسريحه ..
شافها في المرايه ورمى الفرشه من يده قال : كان رتبتي غرفتي يوم ماقفلتها .
رمته بنظره وهي تحط الصينيه على الارض قالت : ماابغى اتدخل في خصوصياتك .
ابتسم غصب عنه وهي تعقد حواجبها وتتكلم بضيق ..
قال : زين ياللي ماتبين تتدخلين فيني وش اللي تأخرت عليكم .. ها .
اجلسي تعشي معي تراني مااحب آكل لوحدي ..
انحرجت من كلامه وطريقته
واهتمامه وتجاهله ..
اليوم هذا مو صاحي ..
قالت : لا شكراً تعشيت.. اذا خلصت اكل خرج الصينيه برا وانا اجي ارجعها ..
اعطته ظهرها بتخرج قال : تعالي تعالي ماتبين تعرفين علوم امتس ونايف .
رجعت بسرعه قالت بلهفه : الا والله ابغى اعرف .. مريت امي ..؟ اش اخبارها وكيف نايف ..؟
قال وهو ياكل ويرشف من بيالة الشاهي : قدمت لامتس على شغاله وقلت لنايف ان انتي اللي دفعتي الفلوس ..
عضت على شفتها السفى برقة قالت : كم دفعت ؟.
: مالك شغل .
: الا لي شغل وراح ارجع لك فلوسك ان شاء الله بس اروح جده عشان اسحب راتبي .
رفع نظره لها يبي يشوف ردة فعلها قال : انتي وش دخلتس .. انا رجال ابي اقدم لعمتي خدمه .
وبنطرة مليانه اسئلة تبيه يفسر ويترجم ويوضح قالت : عمتك ؟.
بلع لقمته وهو يطالع في الأكل قدامه ويواري نظره عن نظراتها المستغربه قال : ايه عمتي ولا عندتس شك ..؟
نظراتها ماقدر يفسرها ..
هل هي عتب ..؟
ولا لوم ..؟

ولا ليه تستخف فيني بكلامك هذا ..؟

قالت وهي عاقده حواجبها من تناقضه وحركاته السخيفه بنظرها
: المهم هي كيفها وكيف صحتها ..
: طيبة وتسلم عليك ونايف بعد يسلم عليك .
همست وهي مخنوقه : الله يسلمهم .
نفسها تسأله كيف جاهم ومتى ووش قالت له امها بالتفصيل الممل وكل كلام نايف بس ماتبي تحرج نفسها معاه وتدري انه ماراح يبرد لها قلبها .
فترت ملامحه وهو يشوف لونها بهت والذكريات والحنين خنقتها وقربت العَبْرَة ..
قال بهدوء : اذا بين تروحين لهم بوديك أي وقت ماعندي أي اشكال لوتبين بكرة .
هزت راسها قالت : لا مشكور .. صعب اروح ايام الدراسه وبكرة السبت .
طلعت من عنده ودخلت غرفتها ..
حاولت انها تتماسك وتصبر
بس كانت الدموع اقوى من صبرها
وتفجرت حنين وشوق
سالت أسى وقهر على فراقهم وبعدهم
اشتاقت لامها وتحس انها ماشافتها سنين ..
واشتاقت لضحكة نايف من زمااان عنها .
ضمت مخدتها وهي مغمضة بقوة .. ورموشها مبللة بالدمع ..
فتح عليها الباب ودخل قال : كنت عارف انك تبكين .. والله لودريت ماجبت لك سيرتهم ..!
سحبت لها منديل وابتسمت وهي تمسح عيونها وخشمها قالت : عادي انا اصلاً بكاية ... خلصت عشا ..؟
وقفت وهو يطالعها بدون مايتكلم
الحمرة اللي اكتست جفونها وخدودها وخشمها واذانيها مشكله منها فتنة .
مهما كان هو رجل وعنده احساس
او انها بأنوثتها ووجودها احيت احساسه بعد ماقتله ..
مشاعره اليوم اقوى منه
وشادن سطوتها عليه مو مخليته يتحكم لابكلام ولا بشعور ..
مسك يدها وهي جمدت بمكانها
كانت تحس انه متغير من اول مادخل ..
بس تغييره لحظي او لوقت .. وبسرعه يرجع زي اول
يعني مو مقتنع انه يتغير .
غمضت عيونها وهو يقرب يدها لشفايفه ويطبع عليها قبله لأول مرة .
رجعت خصلة تمردت على جبنها ورى اذنها قالت : بروح اشيل الصينيه وارتب لك غرفتك كلها غبار .
حس عماد بارتعاشة يدها وضم عليها بقوة قال بحنان مايدري ليه سيطر عليه : بكرة الصباح بوديك لاهلك .
اختلف صوتها وهي تشوفه يطالع فيها بتأمل لأول مرة ..
ومن هالقرب ..!
وبكل هالأحاسيس ..
ارتباك وخوف وخجل كلها امتزجت وشكلت منها كتله حمرا ومتجمده ..
ماقدرت تنطق الا : بكرة صعب .
رفع راسها اللي منزلته للأرض وتهمس له قال : ارفعي راسك ياشادن طالعيني وانتي تكلميني ..
رفعت عيونها لوجهه بحرج ..
وذاب كل الجليد ..
..
انا انسان
وقربك ايقض
الوجدان ..
ينام بداخلي
احساس ..
وتصحى بقلبي
الاحزان ..
ولو تدري ..
هنا بصدري ..!
سكاكين الوجع
والآه
وتسكن فيني
المأساة
تعالي وارتمي فيها
عسى قربك يشافيها
المسي
جرحي خفا
واغمري
بردي دفا ..
تعالي
وايقظي فرحي .
وادملي جرحي ..
تعالي
واضحكي فيني
والعبي فيني
واسكني فيني
انا انسان
وقربك ايقظ الوجدان .
(اقدار )
امتدت يده لها وضمها على صدره ..
وهي مابين حلم دافي وحقيقه حالمة ..
تصدق ولا تكذب
رغم الرهبه والخوف
الا ان الاطمئنان كان مخليها تستلم له بكل هواده وهدوء ..
نست خوفها من مصيرها اللي حكم به عماد عليها ..
واطمئنت لبداية نجاح خطواتها بقربه منها ..
مرت دقايق قليله وهو حاضنها
وهي مغمضه وترسم بقية الحلم
ضحكته
كلامه معاها بانطلاق
فرحته بشوفتها ولهفته
قبوله وتقبله لها بكل مكان وبكل وقت .
وكأن الحلم مستكثر عليها ..
لمن وخرها عن صدره وهو يطالع بالارض ويتحاشى وجهها ..
صعب يمني نفسه بالحياه
وهو ميت ..
صعب انه يغير القدر
ولا انه يحلم ويكسر في شادن الآمال بعد سنوات قصيرة ..
رحمه ربي بعلب الأدوية اللي اخذتها من غرفته
وكأنها المنقذ الوحيد بعد الله وتكون وسيله كي يخرج من اللحظات العصيبه بنظره . .
احكم قبضة يده على يدها
قال بصوت باهت وهادي ومعاتب وحاني بنفس الوقت : هذي وش تبين فيها ليه جايبتها لغرفتك ..؟
رفعت وجهها اللي كانت منزلته للأرض بخجل وطاحت عينها على الأدوية ..
من وين تجيب الكلام ..؟
وين العذر ..؟
دخلت غرفتك وفتشتها ..؟
ولا حاولت ادور على خيط يدخلني لأسرارك ويكشف لي غموضك ..؟
ارحمني يارب .
اخذت نفس عميق قال بجرأة انطلقت من شفاهه من دون مايحسب لها او يفكر في عواقبها وكأنه تسوقه على الكلام او بمعنى اصح تجبره على الفضفضه
: تبين تعرفين هذي ليه ..؟
هزت راسها بلا قالت : ها .. ؟ عماد ماقصدي شي بس امي عندها القولون ..
حط وجهه قدام وجها ولفحتها انفاسه وهو يقول بهمس : وانا ماعندي قولون ياشادن .. فهمتي .. ماعندي قولون .
انتفضت بمكانها ..
وعلا صدرها وهبط وكأن قلبها بيخرج من مكانه خشية الصدمة والخوف من اللي بيقوله ..
تهاوت على السرير جالسه وانفلتت يدها من يده ..
قالت بشفايف ترتجف وصوت مخنوق وهي تحط يدها على فمها بأسى
: عمااد .
قاطعها بضحكه خافته لأول مرة تسمعها وهو يشوف الهلع باين على وجهها وتترجمه رعشة يدينها وشفايفها ..
جلس قدامها على ركبه قال : لاتخافين هذي فيتامينات .. انا مافيني الا العافيه .
هزت راسها بلا واصرار انه يكذب .
مسك ذقنها من تحت وشد عليه بسبابته وابهامه زي مايسوي مع شهد دايماً اذا عاتبها ولا زعلت منه وجا يراضيها
قال بهمس : ليه ماتبين تصدقين .
حطت يدينها على وجهها وضمت عليه بقوة وهي مغمضه ..
ماعندها كلام
ولا تقدر عليه ..
الأحاسيس بداخلها كثيرة بس كيف تظهرها وهي بموقف مثل هذا ..
والصوت يخذلها والكلام يخونها ..
وقف وهو يطالع في الباب ..
لابد يبعد عنها ..
يهرب لأقصى مكان

حتى ماتكشفه ويفضح امره قدامها وبين اياديها ..

مسح على راسها وطبع على جبينها قبله اجبرته على فعلها وطلع ..
تركها مابين ندب وقهر
تصدق عيونها والواقع ولا تصدق كلامه ..
مو قولون ..؟
ومستحيل تكون فيتامينات ..
معقول ما فيه شي ..
اجل ليه حياتهم كذا ..؟
بس وشلون تعرف ..؟
هو هرب منها خلاص ..
وماتدري له رجعه ولا راح يحرِّمها للأبد ..!
ابتسمت وهي تتذكر يدينه اللي حوطتها بقوة وهو يضمها .
نفسها تروح له وترمي نفسها في حضنه مرة ثانيه وتعيش نفس الاحساس ..
تلخبطت مشاعرها مابين ارتياح وطمأنينة وخوف من باكر ..
تذكرت الصينيه واكيد انها عنده او برا غرفته ..
وقفت وشافته يشيلها بنفسه قال بلهجة جافه : ارجعي نامي انا اللي ارجعها .
ردت باصرار وهي تتسلح بالقوة واللامبالاة من تغيراته المفاجئة
: اصلاً انا لازم انزل عشان ادخل الاغراض اللي جبتها ..
: خليها بكرة ترجعها الشغاله ..
ردت بابتسامه اغتصبتها من بين افكارها الموجوعه : فيه اشياء مايصير تبقى برا بحطها في الثلاجه ..
: زين اجل خذي مني دام انك رايحه رايحه بغيت اخدمك وانزلها .
بلعت ريقها وقالت : تسلم ماتقصر .
تنهد من العمق بدون كلام ..
واخذت الصينيه منه ورجع لغرفته سكر الباب بينه وبينها ..
وهي راحت في طريقها ..
وطريقها الليلة مابين الحلم والألم واليأس وبوادر امل تشوح لها من بعيد وبكرة يثبت لها ياتستقبلها ياتودعها ..
***
وهل الشهر الفضيل
القرية الصغيرة تحولت الى جماعات
نص بيوتها تخلو من قبل المغرب والنص الثاني تستقبل
مافيه بيت يفطورن اهله لوحدهم
وهذي حلاة رمضان فيها
اذن العصر وشادن في المطبخ تشتغل بهمه مع الشغاله ..
اليوم الفطور عند ام ناصر وعيالها وبناتها مجتمعين عندها ..
ماناقصهم الا نورة اللي عايشه في الرياض وماتجي الا في المناسبات والاجازات ..
واحمد اللي متوظف في السفارة السعودية في عمان ..
دخلت فوزية ومعاها صينيتين حلا وبيتزا قالت شادن وهي تحرك قدر الشوربه الكبير : عمتي دايماً اول يوم تتجمعون عند جدتي .
ردت فوزية وهي تدخل الصواني بالفرن : ايوه بس دايما حريم اخواني وبنات ناصر يتجمعون من بدري ويساعدون الشغاله .. اليوم ماجوا شكلهم معتمدين عليك ولا مستحين منك .
: يارب تساعدني .. ياليت امي عندي هي اللي اتكل عليها بعد الله في مواقف مثل هذي .
قربت فوزية من القدر وشمت الريحه وغمضت قالت : قدها يابنت خالد .. ريحة طبخك لوحدها تشبع ..
ضحكت شادن قالت : بعدي بعدي لاتفطرك الريحه .
: هههههههههههههه شكلي شبعت .
دخلت شهد تجري قالت : شادن عماد يقول خليها تسوي لي عصير مثل اللي سوته على السحور وتبرده .
قالت : عماد فين عند جدتي ..؟
قالت شهد : ايوه بسس ... امممم ... شادن لاتزعلين مني ..
زمت شادن شفايفها قالت : علمتيه ها ..؟
ضحكت شهد ببراءة قالت : وعماد ضحك كثير ..
طالعتهم فوزية مستغربه قالت : وش صاير ..؟ تتكلمون الغاز اليوم .. شهد وش قلتي لعماد .
طالعت شهد في شادن اللي تعض على شفايفها مقهورة قالت : شادن اقول لماما .. ماما ماتضحك زي عماد صح ياماما .
ردت فوزية بضيق : ايه صح بس قولي .
حطت سبابتها قدام امها وفتحت عيونها ورفعت حواجبها قالت : وعد ماتضحكين .
: وعد يالله قولي .
فتحت شادن الثلاجه وطلعت الفاكهه تبي تسوي لعماد عصير وهي ساكته وتتمنى لو تشوفه يضحك كثير .. ماتتخيله يضحك الا ابتسامه وآخر مرة ضحك لمن قال مافيني شي حست ان ضحكته بوجع .
قالت شهد : البنات في المدرسة يقولون شادن خافت من العقرب اللي دخلت في شنطة مستورة وطلعتها برا عند بوابه المدرسة . وخالة مزون طلعت كتب مستورة وضربتها ضربتها ضربتها الييييين ماتت .
قالت فوزية باستغراب : طلعتي شنطة البنت برا وخليتيها .
تكلمت شادن بعصبيه : اجل اخليها تلدغ البنات ولا اش اسوي .. تعالي شهد من اللي قالت لك ان الخالة هي اللي موتتها ..؟
: العنود علمتني تقول الخالة علمت نوف ..
شهقت شادن قالت : الحين بتسوي لي سالفه .. استغفر الله اللهم اني صايمه .
دخل عماد وهو يضحك ويعض على شفته اللي تحت حتى يوقف ضحك قال : ذكريني آخذك للمزرعه واعلمتس وشلون تذبحين العقارب .
وبردة فعل سريعه قالت : بسم الله عليّ مالقيت تعلمني الا ذبح العقارب .
قالت فوزية : ماادري كيف بيطلعون عيالك ياعماد اذا امهم تخاف من الحشرات .. تدري انها تخاف من شي اسمه جراده ..
كانت جملتها الأولى كفيله انها تجمد كل حركاته وضحكته ونظرته ..
بهت لون شادن وطاحت من يدها تفاحه كانت تقشرها ..
دق الجرس وانسحب عماد بدون مايرد او يعلق او حتى ينتظر أي تعقيب ..
بعد دقايق كانت منال وحنان بنات ناصر معاهم في المطبخ ...
وامهم حلفت عليها شادن ماتدخل المطبخ وتروح تجلس مع جدتها لحد مايأذن المغرب ..
وصلت حليمه زوجة فواز وراحت تكمل الجلسه مع ام ناصر وام فهد بأمر من شادن ورجاء ..
***
بعد اسبوع اول من شهر الخير ..
كان جالس في المستشفى مع نايف اللي ماتركه ولا يوم ويفطر معاه الايام اللي راحت كلها ..
قال فهد بصوت هادي ويده على صدره : نايف تراني ماني راجع للديرة الايام هذي وانا كتب لي الدكتور على خروج .
فهم نايف مصقد فهد وتهلل وجهه لأن ولد عمه يطلب منه انه يجي عنده ويحسسه بقربه منه وحاجته له ..
قال : الله يحييك في بيتك وبيت اخوك يافهد ..
حط يده على يد نايف قال : بيض الله وجهك يابو خالد اشهد بالله انك رجال وماقصرت معي .. ويعلم الله ان معزتك من معزة بندر وخالد .
دخل عماد عليهم وهو يبتسم وقطع كلامهم وهو يقول : فاتني فطورعمتي .. عز الله اني جاي مستعجل عشان الحقه .
ضحك نايف وهو يوقف ويسلم على عماد قال : مافاتك الا الشر ياابو مشعل .. فهد مااكل الا شي خفيف وامي الله يخليها لي حاسبة حساب مرضى الجناح كلهم .
ضحك عماد وسلم على فهد وشده بيده قال : يالله قوم خل عنك الدلع .. ترى الدكتور كتب لك خروج .. تبينا نمشي للديرة ولا نجلس الليله في شقتي وبكرة نمشي .
طالعوا فهد ونايف في بعض قال عماد : وش السالفه ..؟
رد نايف : فهد بيطلع عندي كم يوم ..
فهم عماد ان فهد مايقدر يرجع للديرة وجرحه للحين مااندمل والذكريات بتنزفه ويحتاج فترة نقاهه بعيد عنها ..
قال باقتناع : على خير ان شاء الله .. بس امك وخواتك ابلشونا كل شوي بندر جاي يقول باخذهم اوديهم له وانا اقول اصبر فهد يجي بنفسه ويطمنهم .
رد فهد بهدوء : خل بندر يجيبهم يوم واحد ويرجعهم .
فك عماد شماغه ونسفه من جديد قال : زين يالله توكلوا على الله .. انا دفعت الفواتير وماعليك يافهد الا توقع على خروجك وتروح مع ولد عمك .
قال نايف : وانت بتروح معاي للبيت والليلة بتتسحر عندي .
: لا والله اعذرني انا جاي لفهد ووراي اشغال في الديرة لكن مثل ماوصيتك لاتنسى الشغاله تراها توصل بعد اسبوعين ..
رد نايف : ان شاء الله ماانسى .. ترى امي تسلم عليك وتقول اشكره واعطه الفلوس حقتها بس انت الله يهديك ياابو مشعل ..
قاطعه عماد قال : وليش تعطيني انا الفلوس ؟.. اذا بتعطون عطوا بنتكم هي اللي جابتها بفلوسها .. سلم لي بالله على عمتي وانا بإذن الله راح امرها قريب ..
: يوصل ان شاء الله .
قاله نايف وهو يجمع اغراض فهد اللي دخل يبدل ملابس المستشفى بملابس جديده جابها نايف له .
طلع عماد متوجه للشركه قبل يمشي للديرة ..
وخرج فهد مع نايف بعده بمده قصيرة ..
الدنيا جديده عليه ..!
وهو جديد عليها ..!

عمره ماكان ضعيف بالشكل هذا ..!

ووحيد بالشكل هذا ..!
ويائس وحزين بالشكل هذا ..!
تذكر ان آخر عهد له بالضحكه مع سعود ..!
وان الفرح مات مع سعود ..!
وان الطريق كئيب بدون سعود..!
وحزين مثله الليلة .
حط يده على صدره حتى لايفر قلبه من الحزن والوجع ..!
وضم عليه يبي يهدي روعه بفقد سعود اللي كل يوم يثبت له ويتأكد منه .
وكمل طريقه الجديد ..
بثوبه الجديد
وروحه الجديده
وأحاسيسه المبعثرة والغريبة ..
***
نزلت من فوق بعد ماصلت المغرب وبدلت ملابسها ..
وعيونها كلها نوم ..!
الدوام في رمضان متعب ..
والمشوار يهد الحيل ..
صحيح انها تطلع بعد ماتصلي الفجر مو نص الليل زي اول بس برضو كونها ماتقدر تشرب مويه وهي عطشانه اسمه هلاك ..
قال مشاري وهو يشوف عيونها تحيطها هالات سودا : سارة اذا الدوام بيسوي فيك كذا بلاش منه مو محتاجه الوظيفه انتي .
قالت : اسكت بس يامشاري اليوم حسبتني اموت من العطش بس الحمد لله ان المغرب اذن علينا في الطريق وشربت قارورة كاملة قبل ماآكل شي .
تكلمت امها وهي تمد عليها كوب العصير : سارة يمه مهما كان اصبري واتبعي السنه كلي لك لو حبة تمرة بعدين اشربي مويه .
رشفت من عصيرها قالت : يمه اقول لك حسبتني اموت من العطش ...
سكتت وهي تشوف مشاري يأشر لابوه والثاني يتمتم له قالت بعفوية : اش عندكم . ترى مافيه الا انا وامي .. اذا عندكم اسرار لاتقولونها لبعض قدامنا وتقهرونا .
قالت امها : بتروحين تصلين التراويح معاي في المسجد ولا بتصلينها هنا .
تثاوبت وهي تتمطط قالت : يمه مافيني اروح للمسجد .. بصليها هنا وانام .
قال مشاري : هذي سنَّه اذا قدرتي تصلينها بتؤجرين واذا ماقدرتي ماراح يحاسبك ربي .
ردت ام مشاري بعصبيه : وانت ماعندك غير هالكلام .. ماتقدر تقول صليها واستفيدي من الشهر هذا لايضيع عليك بالنوم ..
ضحك مشاري من ردة فعل امه قال : والله اني كنت حاس انك بتقولين هالكلام .. انا مقتنع بكلامك وشوفيني ماقد تركت التراويح من فضل ربي بس اذا هي ماتقدر و تعبانه تروح ترتاح وتنام والدين يسر ..
قالت سارة : لا تقعد تضيع السالفه اش عندك انت وابوي .. طالعت في ابوها اللي مو معاهم قالت : ابوي شكله مو عاجبني .. فيه شي ..؟
رد ابوها : مافيه الا كل خير امور تخص الشغل شاغلتني .. انتي بس روحي نامي لك ساعتين واصحي اسهري معانا .
: لا ان رحت انام بركه اذا صحيت الفجر ..
قال مشاري وهو يقوم يبي يتوضأ لصلاة العشا : بكرة خميس روحي حطي راسك وطلعي نوم الاسبوع كله . عاد نوم سارة اللي اعرفه لو البيت ينفجر ماصحت .
قامت وهي تقول : اذا قدرت اصحى بتسحر معاكم واذا ماقدرت يمه لاتنسين تصحيني اشرب مويه اهم شي .. اخاف اموت من العطش بعد اللي مر عليّ اليوم .
طلعت فوق قال ابوها : الحين وشلون اقول لها على طلاقها .
ردت ام مشاري بهدوء : انا لومكانك قلت لها .. سارة تغيرت وكبرت عن اول ياابو مشاري . وبتفرح بفراق خالد الله يهديه .
: الله يرزقها باللي يسعدها .. اللي مريحني ان ماعليها عدة .
: لاتنسى تروح تلغي طلب نقلها للرياض .
: كلمت عماد رجال شادن بنت خالد والغاه .. ووعدني انه ينقلها عندنا في جده .
: صدق .. الله يبشرك بالخير ويجزاه خير .. ليه ماقلت لها وفرحتها .
: اصبري لين نخلص من موضوعها ثم نبشرها باللي يسرها ..
صبت له كاسة عصير وهي تقول : ترى العشا اذن قوم توضأ على بال ماالبس عشان توديني بطريقك .
شرب ابو مشاري كاسة العصير دفعه وحده ووقف قال : يالله .. انا متوضي بس ابي اغسل فمي عن العصير ازهمي مشاري لا يتأخر ..
رد مشاري : انا ماشي يبه ووراي مشوار لنايف .. ولد عمه عنده ومعشيه .. الحقنا هناك لاتنسى تراه يقول خله يجي معاك ودق عليك جوالك مقفل .
: روح تعشى انت وانا بعدين امر اسلم عليه وسلم لي عليهم واعتذر عني .
طلع مشاري من البيت ونيته وخطوته لبيت الله يطلب رضاه وعفوه ..
***
رمضان في القرية بالذات تواصل واتصال ..
الأهل بيوتهم وحده وجمعاتهم مستمرة ويومية ..
ايامه تجمعهم على طاعة ربي وصلة رحمه ..
بعد اسبوع من ايامه الفضيله
عايشة احلى ايامها من يوم جات للديرة .. او لقرية الاجواد ..
من بدايته وهي منطلقه بين بيوت عمانها وماترجع الا الساعه عشرة
او اذا الفطور عندها يجونها بنات عمها ناصر ومايطلعون الا متأخرين وتدخل تنام على طول .
حتى السحور ماتصحى عليه الا قبل الاذان على طول وتاكل شي خفيف وتصلي وتكمل نومها ..
ماعاد عماد يشغل تفكيرها مثل اول
او انها تعودت على بعده وتحاشيها وصارت هي تتجنب احراجه ..
المهم انه مايشوفها الا بكامل اناقتها وابتسامتها على وجهها ..
وتلبي له كل اللي يامر به وتحاول تظهر قدام عمانها واهلهم انها الزوجة المحبة والمتفانية لارضاء زوجها ..
اما عماد فكان يقضي اغلب وقته مابين المزرعه وخواله .
وجدته يتسحر معاها بدري وينام ..
ماعاد يشوفها الا لمحات وهي داخله ولا طالعه ..
رغم انه مرتاح لبعدها عنه وبعده عنه الا انه يسرق النظره لها ،
والكلمه منها..
اليوم الفطور عند بيت خاله ناصر ..
ومن يوم رجع من المزرعه ماشافها ..
نزل بعد مابدل ملابسه وراح لبيت خاله من بدري حتى يطمنه على فهد ويجلس معاه لين يأذن المغرب ..
.
استقبله خالد ولد خاله ناصر ودخل معاه للمجلس ..
كانت جالسة بضيق وضيقه ومسنده بظهرها على المسنده وراها
هي كانت تشك في وضعهم لكن من يوم دخل رمضان وشافتهم مايكلمون بعض وانه يحاول يتهرب منها ويبعد وهي تبعد وتدور اللي يشغلها ويجمعها بالناس حتى ماتقابله وتضايقه ..
تأكدت شكوكها وصارت تراقب وتشوف ..
قالت ام ناصر بكلمة قصيرة وصوت واطي ماوصل الا لعماد اللي جلس بجنبها : شفت مرتك من يوم جيت ..؟
طالع في جدته قال : لاوالله جيت مالقيت احد في البيت .
: شفتها نايمه ..؟
: ها .. صاير شي ..؟
رددت كلمته بينه وبينها باستهزاء قالت : صاير شي ..؟ مرتك في بيتها مريضه . وماظهرت من حجرتها ..!
عقد حواجبه قال : مريضه ..؟
: قوم روح لها وهرجها وشوفها محتاجة شي .. تبي شي .. خاف ربي في المسيكينه اللي من يوم اخذتها وهي صابرتن عليك وعلى اهمالك وغيابك .
اخذ شماغه وطلع قال ناصر : انتي علامتس عليه الله يخليتس لي .
: خله يروح يشوف مرته ويهتم فيها مثل مايهتم بعيال الناس .
سكت ناصر وهو يشوف خالد ولده يدخل ويقول : يبه بندر يقول بودي امي والبنات لفهد في جده .
رد ناصر وهو يهز راسه : انا قايل له . خل امك تروح تطمن عليه وترتاح مالها جدوى الا دمعتها عليه .
تنهدت ام ناصر الأم الثكلى واللي تعرف فقد الضنى ومجربته : الله يطمن قليبها على ضناها وتقر عينها فيه .


***
دخل البيت وطلع فوق على طول ..
شافها متكومه على نفسها في سريرها ومتغطيه باللحاف مو باين منها شي ..
وبجنبها كوب كبير فيه شاهي او عصير لونه بني فاتح ..
مد يده ولمسه وحسه دافي ومشروب منه النص تقريباً ..

يتبع ,,,

👇👇👇


تعليقات