بارت من

رواية كثر ما قلتلك اكرهك كثر ما انا اهواك -23

رواية كثر ما قلتلك اكرهك كثر ما انا اهواك - غرام

رواية كثر ما قلتلك اكرهك كثر ما انا اهواك -23

خالد : أسمعوا .. روحوا جهزوا الشنط بنرد للسعودية ..
ريمان : ليش قالوا بنجلس لأسبوعين في الصيفية ..
خالد : ولد عمكم تركي في المستشفى في الملاحظه جايه انهيار ..
جمانه : لاااا قول والله عمي بس من وشو جاه ..
ناظرتهم لا يحسبون الحين عشان ريمان .. تركي أعرفه أقوى من أنه يطيح عشان بنية ..
خالد : رفيقه إلياس مات في حادث .. روحوا بس جهزوا عمركم أقرب رحلة بنروح بها ..
و مشيت عنهم و أنا شايل همه ..
************************************************** **********
.. (( السعـ السـ 3:00 الظهر ـاعة ـودية )) ..
فتحت عيني بثقل .. ناظرت حولي و أنا احس ان راسي حار و ثقيل و يألمني بقوة ..
شفت واحد واقف و يكلم الممرضة عقب هي طلعت .. جاه قرب لي و لما عرفته همست بصعوبة ..
تركي : خـالـ ـد ..
التفت لي و قرب مسك يدي و انحنى و حب جبهتي ..
خالد : تركي الحمد لله على سلامتك ..
تركي : خـالـد إليـاس ويــنـه فيـه / كـذب اللّـي يقولونـه صح يـا عـمـي ..
سكت خالد و غمض عيونه و أنا عرفت الاجابة غمضت عيوني بألم ..
آآآآه يا إلياس ليش رحت تدري اني ما أستحمل بعادك .. دخل الدكتور بعد دقائق فحصني ..
و قال ان يمديني أطلع الليل باذن الله ناظرت خالد ..
تركي : دفـ ـنـ ـوه .. ؟؟!!
خالد : لا اليوم بيدفنونه العصر ..
تركي : نادي لي الدكتور ..
جاه الدكتور و بعد مهاوشات رضي يطلعني و وقعت اني أتحمل مسؤولية تصرفي .. طلعت و رحت على البيت ..
قابلتني أمي سلمت علي و أنا بسرعة سلمت .. حسيت اني ثقيل اني متخدر و للحين منيب مصدق .. رقيت الدرج ..
و بدلت ملابسي لبست ثوب أسود و شماغ أبيض و طلعت بسرعة .. ركبت سيارتي رحت المغسلة ..
لقيت الاسعاف واقفة .. قربت و أنا أحس برجولي ترتجف أول ما وصلت عند الباب ..
شفت ياسر واقف و شكله تعبان حـيـل و لما شافني انصدم و جاه لي ..
ياسر : تركي .. شجابك .. الدكتور قال لازم تجلس في المسـ ..
تركي : مو أنا اللي أجلس في المستشفى و ما أدفن رفيقي بيدي ..
ضمني عقب دخلنا على المغسلة .. قاموا و سلموا علي و عزوني .. أكثرهم اعرفهم بما فيهم خالد ولد خالته ..
ياسر : أجي معك يوم تدخل تسلم عليه و لآخر مرة ..
قالها بصعوبة وهو يهمس .. ناظرته بألم و هزيت راسي بمعنى أنا اللي بدخل و لوحدي / مشيت و دخلت ..
شفته على الطاولة و مغطينه و جزء من صدره باين .. قربت له حطيت يدي على كتفه ..
حبيت جبهته و خده عقب رفعت نفسي .. ابتسمت بـ ألم ..
تذكرت كل الأوقات اللّي نطلع فيها مع بعض و يكون نايم .. الحين هو هادي و مغمض عيونه باريحية كأنه نايم
عكس يوم كان يتألم .. حطيت يدي على كتفه ..
تركي : مرتاح هالحين يا ابو فزعه أكــيد مرتـاح الخـبيث مـا تـحس به .. ما تـحس بفتـكه لـك مـثــل قـبـل ..
مرتـاح أكـيد .. ارتـحت من دنيا الهـ ـمـ ـوم .. مرتـاح .. ؟! مـ ـا أجـبـرك تـ ـجاوبني لـكــن أبـي أبــشـرك
أول طـفـل لـي بيـحمل اسمك يا بـعــد هلـي ..
آنحنيت عليه و جلست أنتحب كان بارد .. بارد حيل مثل برودة قلبي .. بعده فقدت الدفى اللي كنت أحس به معه ..
و الحين قلبي حـيـل بارد و مشاعري حيل حـيـل باردة ..
ياسر : خلاص تركي .. ترحم عليه ..
ناظرت ياسر عقب ناظرت إلياس تركته و جلست أناظره لفترة .. منيب مصدق ان هذه آخر مرة أشوفه ..
عقب جاه المغسل و كفنوه عشان يشيلونه للمسجد .. مشينا على المسجد .. صلينا صلاة العصر و كنت متلطم طوال
الوقت و لابس النظارة الشمسية .. كانت دموعي تسري طول ما كنت أصلي خلصنا صلاة العصر ..
و لما سلمت انتبهت لهيثم في الصف الثالث كنت في الصف الأول .. رديت عيني لـ إلياس يوم جابوه ..
رفعت عيني له .. آآآه منيب مصدق للحين منيب مصدق جلست أنتحب بس بدون صوت حسيت شوي بيد خالد تطوق كتفي ..
ناظرته ..
خالد : ترحم عليه يا تركي ..
تركي : مـنـيــب مـ ـصـ ـدق يـا عـمــي .. للحـيــن مـتـصور انــه نــايــم و بيـ ـصحـى ..
سكت خالد و هو يشد على كتفي و أنا جلست انتحب ..
.. " الصلاة على الرجل يرحمكم الله " ..
قمت و بدينا نصلي .. دعيت له من كل قلبي عقب سلمنا وقفت أناظره هالحين آخر مرة أشوفه فيها ..
لفيت على ورى يوم سمعت أبوي يسأل عمي خالد ..
ابو ماجد : وينه فيه تركي .. قلت لي انه جاه ..
طبعا محد بـــينتبه لي دامني متلطم و لابس النظارة الشمسية .. رحت لأبوي و نزلت نظارتي ..
تركي : هنـ ـا يـبـ ـه ..
لفّ علي و حضني .. كان يصبرني بكلمات عظيمة لكني جلست أنتحب على كتفه .. شوي جاني بندر ..
سلمت عليه عقب مشينا على المقبرة بعد ما لبست النظارة .. أول ما طاحت عيني على القبور تجمدت ..
آآآه يا إلياس ما جاه في بالنا لو يوم هذا الموقف ما اقول غير الله يرحمك يا ابو فزعة ..
ياسر : يالله يا تركي .. أنا و انت بننزل ندفنه ..
ناظرته بمرارة و مشيت معه نزلت في قبره معي ياسر .. حملته على كتوفي .. ميين يصدق عاد أنا أدفن هالحين
روحي معه فتحت عنه رباط الكفن و شلته عن وجهه .. جلست أناظره قبل لا أقلبه لجهة اليمين ..
تمنيت يقول لي تركي تمنيت وقتها أسمع لدغة الراء .. تمنيت اسمع يا ابو هوشه تمنيت و ليت الأماني تتحقق
متى ما نطلبها .. كان نايم ايه غافي بأريحية لكن نومه مؤبد .. ربت على كتفي ياسر و أنا قلبته لجهة القبلة ..
رصّينا الحجر و سويت اللحد ايييييه بيديني قتلت النور عنه بيديني طلعت عقب أنا و ياسر .. بدينا نهل التراب ..
و دموعي والله ما وقفت كل ما أهل التراب تهل دموعي عقب رشينا المويه على قبره و وقفت عقب أناظر قبره ..
و في بالي أبيات إلياس كان يقول لي ان معناها حلو و قوي و واقعي ..
ودي أمـوت اليـوم و أعيش باكـر * * و أشوف منهو بـعـد موتـي فقدني
و منهو حمـلني لين ذيك المقابــر * * و اشـكـر كـل من كرمني و دفنـي
و شخص تعنى لـي رغم انه مسافر * * و شخص قريـب للأسف مـا ذكرني
و منهو يرتـب غرفتي و الدفاتــر * * و ان شاف صـورة لي صاح و تذكرني
كتمت شهقة كانت بـ تطلع مني .. بدوا الناس هالحين يعزون سمعت هيثم يسأل بندر ..
هيثم : وينه تركي .. ما أجوفه ..
شفت بندر يأشّر عليّ و أنا أسلم على واحد عزاني عقب حسيت بيد أحد على كتفي لفيت شفته هيثم ..
مد يده و سلمت عليه ..
هيثم : عظم الله أجرك .. تصبر يا تركي ..
تركي : أجرنا و أجركم .. تسلم ..
شوي بدوا الناس يطلعون من المقبرة و الكل سار ما بقي غيري أنا مع ياسر وعمي خالد ..
ياسر : يالله يا تركي و أنا أخوك ..
تركي : روحوا و أنا بلحقكم ..
راح هو و عمي خالد و أنا جلست واقف أناظر القبر .. قبر أعز الناس على روحي و أكثر بعد ..
جلست و أنا أربت على التراب بيدي عقب ناظرت القبر و وقفت و بديت أتكلم ..
تركي : أكيد انك تسمعني هالحين يا أخوك و اكيد سمعتهم يوم ساروا ابي منك السموحة يا أخوك ..
و لا واحد فينا جاه بباله اني أنا اللي بقتل النور و أعزلك عن ها الدنيا .. سامحني يا أخوي ..
و تأكد ببقى أنير قبرك بدعائي و أفعالي .. تدري خاطري أقول لك أشوفك بكره ..
لكن أشوفك في الجنة باذن المولى .. أشوفك هناك و عسى ربي يعوض شبابك .. الوداع يا اخوي اللي ما ولدته أمي ..
مشيت عنه بعد ما ودعته الوداع الأخير / الوداع الوحيد اللي ما قلت له بعده .. " أشوفك بكره " .. وصلت للسيارة
شفت خالد واقف هو و ياسر ودعت ياسر و ركبت جنب خالد هو اللي يسوق و أنا جنبه .. نزلت النظارة ..
و رميت الشماغ على كتفي و جلست ساند رأسي على الدريشة و أناظر السيارات و الشوارع .. ابتسمت ..
آخر من لفيت به الشوارع هو إلياس .. كانت الرياض منورة على قوله لكن الحين لا .. أحسها رمادية ..
تذكرت ذاك اليوم يوم سألته فيك شي .. و قال لي لا ..
و قال " اذا فقدتني اذكرني بالخير " .. انحنيت و أنا أغطي وجهي و أنتحب ..
ما قدرت أبد أمسك نفسي تبيني أذكرك بالخير .. انت قول لي بس في شيء شين سويته لي ؟
من يوم عرفتك شفت الخير في حياتي .. قول لي اشلون تبيني أذكرك بالخير و انت كل الخير ..
خالد : خلاص يا تركي لا تعذب نفسك ..
حسيت ان خاطري أتكلم .. تساندت على الدريشة و غمضت عيوني ودموعي تسري ..
تركي : تخيل تخيل يا خالد قبل شهرين قال لي " اذا فقدتني اذكرني بالخير " .. سألته وقتها شصاير .. ؟
فيك شي .. ؟ تــعـبـان .. ؟؟!! قال لي لا ... انـ ـا ودي أعـ ـرف هالحيـ ـن شيقصد بكـ ـلمـ ـته اذكرنـ ـي
بالخـ ـير .. هو كل الخـ ـير يا خالـ ـد فاشلون أذكره بالخير بس ..
خالد بتعب : تركي ..
جلست أنتحب و هو مسك يدي وشد عليها وصلني للبيت دخلت غرفتي فصخت الثوب ورميت نفسي على السرير ..
و من التععب و من دوخة المستشفى ما حسّيت بنفسي إلا و أنا نايم !


*******************************
ما هقيت الليلة اللي جابت الفرقا طويلة * * لين صارت ليلة أمس بعيني أطول من شهرها
و العذاب اللي يذوب بعين من يفقد خليله * * عندي أكبر من عذاب العين لو تفقد نظرها
*******************************
رحت على البيت الله يكون في عونك يا تركي .. دخلت البيت و شفت بندر في وجهي ..
بندر : اشلونه هالحين ..
خالد : ادعي له .. حاله ما يسر لا عدو ولا صديق ..
بندر : بعذره والله ما تدري انت اشكثر يعز إلياس .. تخيل أكثر مني يعزه ..
تنهدت و مشيت دخلت الصالة .. شفت هيثم جالس مع جده و أبوه و أعمامه و جدي و أخواني ..
رحت وجلست جنب خليفة و أنا أتنهد .. ناظرني خليفة ..
خليفة : خالد اللي عرفته من بندر و نايف .. انك انته أقرب واحد له بعد إلياس ..
خالد : أيــه ..
خليفة : خلاص عيل ماشي غيرك .. سانده و تم ويّاه لين يتعود لا تحسسه أبد انه فاقد رفيجه ..
خالد : ان شاء الله .. الله يقدرني بس و الله كل ما أسمع نحيبه أتألم .. ما عمره تركي صاح والله ما عمره
نزلت دموعه لكن الحين مات إحساسه من كذا سبب .. الله يكون في عونه ..
خليفة : الله يسمع منك ..
تنهدت للمرّه الـ ... مدرري / قمت و انسدحت على الصوفا و أنا أمسك المصحف و أقرأ منه ...
و بالي كلّه يتسائل بـ أقدر أنّسيه إلياس / مستححيل ..
************************************************** ****
يتبعع الباارت الثامن و العشرين . .
***************************************

.. (( ثــآني أيّآم العزاااء * * تركي )) ..

كنت جالس ما بين عمي خالد و ياسر متلطم كـ العاده .. الفرق الوحيد اني مو لابس نظاره كنت شاد بـ قبضة يدي
على الكنب خلاااص منيب قاادر أتحمل .. كلن داخل يعزيني و يقالك يصبروني و هم يزيدووون الطييين بلّه ..
معقوووووله لـ الحيين منيب مصدق انهم يعزووني في رفيق دربي .. يعزوووني فيييك يا إلياااس وييينك فيه ..
تعاااال و أنفي كلااااامهم اللي يقووول انك رحت .. حطيت يدي على عيني و أنا أنزل رأسي
و أعض شفتي أبي أمنع دموعي لكنها تسري غصب عني .. سمعت همس خالد و هو يكلم واحد من جيراان الحاره ..
خالد : أجرنا و أجركم ..
ناظرت و قمت له ..
الرجال : عظم الله أجرك يا تركي .. تصبر ..
تركي : الله يجزاك بـ الخير اجرنا و اجركم ..
جلست بـ تثاقل ناظرت ابو ياسر كان ماسك منديل و يمسح دموعه .. منظره فطّر لي قلبي مصيبتهم فيه كبيره ..
بس ما ظنتي تكون مثلي هم عندهم ياااسر عندهم يووسف بس أنا ما لي إلياس غييره .. هو في العاااالم كله ما في
بصفاااته الا هو إليااس ما غييييييييره .. قمت بـ سرعه بره المجلس لييش لييييش يا المووت ما لقييييييت الا إلياس ..
تساندت على جدار الحوش من جهة بعيييده عن المجلس و أنا أنتحب و أغطي وجهي ..
منييييب قااااااادر أستووووعب يا نااااااس .. ناظرت في الفله و ناظرت لـ الدور الثاني و طاحت عيني على دريشة غرفته ...
مشيييت لـ البيت بسرعه أبي أروووح لـ غرفته أكيييد أبـ ألقاااه ناااااايم ..!!
انتبهت على واحد يشد ذراعي ناظرته كان ياسر ..
ياسر بـ تعب : تركي على ويييييين .. الحرييم داااخل ..
تمسكت بيدينه .. أترجااااااااه و كانت اللطمه طاحت من شدّه ..
تركي : ياااااسر طااااالبك أبروح لـ غرفته ..... يمكن ألقاااه فيها نايم أدريبه يعشق النووم ..
زم شفته بـ ألم و هو يشدني له و يضمني / جلست أصيح عليه من كل قلبي ..
يا ليتني في قبره اليوم موجود * * و هو على الدنيا الوسيعه بدالي
لا شك حكم الرب ما عنه مردود * * آمنت به ربي ... عليه إتكالي
*******************************
.. (( هــيــثــم )) ..
منظره و ياسر ضامه و هو يصيح من قلبه حز في خاطري ... حسيته بـ طفل مفجوووع فااااقد له أمه ..
دخلت الميلس بسرعه هب رااايم أجوفه تركي مبين دوووووم عليييه انه قوي .. ريّااال ثابت لكن رمسته لـ ياسر صدمتني ..
مهوب راضي يستوعب ان إلياس مات رغم انه دفنه بـ يده .. يلست حذال فارس و أنا أفكر عقب شويه ..
دخل و ياسر ماسكه جان توه هدي .. يلس في مكانه و أنا شليت عيني عـ الأرض شقول غير الله يقويه ..
*************************************************
نهآيةة البارت الثآمن و العشرين ..
و سوري إدا نكدّت عليكم ><"
آلبارت التاسع و العشرين ..
*************************************************
.. (( بعد أسبوعيــن * * ياسر * * )) ..
كنت جالس في غرفة أخوي إلياس .. أشوف وش بقي فيها ما نزلته .. .
كنت قبل يومين أشوف الأشياء اللي أرميها و اللي أتصدق بها .. ما غير اللاب توب و الجوال ..
حطيتهم على جنب ودي أعطيها تركي لأن بهم أشياء تخصهم اثنينهم و أنا أفتح مكتبته .. شفت كذا مجلات و كتب ..
نزلتهم كلهم و لما جيت بقفل الدرج .. لمحت دفتر بآخر الدرج .. لونه أسود و كان غلافه خيش ..
أخذته بس لما جيت بفتحه ترددت بس بالأخير فتحت أول صفحة .. لقيت اللي مكتوب ..
" لـ تركي ! " .. بس ذي الكلمة و ذا الحرف .. ترددّت ثوآني و أنا أتأمّل الصفحه بس في النهايه قفلته على طول ..
مو من حقي أفتحه رغم اني خاطري أشوف وش به .. حطيته مع اللاب توب و الجوال ..
كملت الباقي و يوم تعبت قمت و شلت اللاب توب و الأشياء الباقية و نزلت بس قبل مريت على أمي أتطمن عليها ..
لأنها حـيـل تعبت من فارقنا إليــااااس .. شفتها نايمة .. قفلت الباب بهدوء و نزلت الصالة ..
شفت أبوي جالس و وجهه مكتئب و كان ماسك القرآن و يقرأ .. رحت له بعد ما أتنهدت سلمت على رأسه ..
ابو ياسر : على ويــن يا ولدي ..
ياسر : رايح .. أودي أشياء لقيتها عند إلياس و تخص تركي ..
نزل رأسه و هو يتنهد ..
ابو ياسر : الله يعينه و الله ما كنت أسأل إلياس .. وينك و ليش تأخرت لأني أدرري انه مع تركي و تركي هو الوحيد
اللي وثقت فيه مع ولدي ..
ياسر : الله يصبره يا يبه و الله ثالث أيام العزاء لمّا رد البيت يقول لي ماجد انه انهار عليهم ..
و شالوه على المستشفى يقول لي مهوب راضي يواجه فكرة ان إلياس مات .. رغم انه دفنه ..
ابو ياسر : كلنا والله يا وليدي كلنا مو مصدقين .. " تنهد " .. عموما رح يا ولدي وديها لتركي ..
و أجلس عنده واسيه تراه يرتاح اذا شافك لأنك تشيل ريحه إلياس ..
ياسر : ان شاء الله يبه و لا يهمك ..
ابو ياسر : و لا تسرع يا وليدي ..
ياسر : ان شاء الله ..
طلعت من البيت ركبت سيارتي و مشيت على بيت تركي .. اللي مثل ما يقول عمه ما صار يطلع منه ..
***************************
.. (( السـ 8:20 الليل ـاعة * * تركي * * )) ..
كنت أدور في الشوارع بلا هدف .. كل اللي أعرفه اني اشتقت لـ إلياس .. كنت أتذكر دوم كلامه و ضحكه /
تذكرت يوم فحطت به ما كان يحب التفحيط و دوم كان يقول لي لا تفحط و في ذاك اليوم سويت نذالة و فحطت به ..
و هو تمسك فيني .. كان عمرنا 23 سنه .. تذكرت كلامه ..
إلياس : تكفى يا تركي أعطيك أللي تبي بس وقف ..
تركي : ههههههههههههههههههههه يا الجبان .. صدق منت رجال ..
إلياس : أبيع الرجولة بس وقف ..
ابتسمت أذكر اني مت ضحك يوم سمعت كلمته ذي و صرت أذكره بها حتى بعد سنين ..
بس الحين وينك يا ابو فزعة وينك .. وقفت على جنب الشارع و حطيت رأسي على الطارة و أنا أسمع أغنية ..
( فقدتك ) و ما حسيت الا و دموعي تسيل ..
فقدتك يا اعز الناس .. فقدت الحب و الطيبة و أنا من لي في ها الدنيا .. سواك و ان طالت الغيبة
رحلت و من بقي ويّاي .. يحس بضحكتي و ابكاي .. حتى الجرح في بعدك .. يغزيني و أهلي به
و أنا من لي في ها الدنيا .. سواك و ان طالت الغيبة
تصدق كل ما حنيت .. أشوفك في زوايا البيت .. و أسولف معك عن حزني .. وأحس ان انت تدري به
و أنا مـــن لــي فــي هــا الدنـيـا ســواك و ان طــالت الغـيـبـة
ضربت الطارة بعصبية ليش ليش إلياس .. ها الكثر أنا مسوي ذنب كبير .. أتعاقب به الحين ..
استغفرت ربي و أنا امسح وجهي .. رفعت رأسي يوم رن جوالي ..
تركي : ايه هلا ياسر ..
ياسر : هلا تركي شخبارك ..
تركي : بخير و انت شخبارك ..
ياسر : الحمد لله .. تركي منت في البيت صح ..
تركي : ايييييه ليش ..
ياسر : انت في شارع .. " .. " ..
تركي : ايه نعم ..
ياسر : زين خلك مكانك أنا قريب منك .. توي شايفك ..
لفيت أناظر شفت سيارة ياسر في الجهة الثانية أشر لي و أنا ابتسمت له و قفلت الجوال .. جلست أحتريه ..
لين جاه و وقف وراي .. نزلت و هو نزل و سلم علي ..
ياسر : و الله كنت رايح لبيتكم بس زين اني شفتك ..

تركي : ليش في شيء ..

ياسر : ايه ابي أعطيك .. أشياء عند إلياس الله يرحمه و بها أشياء تخصكم .. قلت أنت أولى بها ..
راح و جاب لي جوال إلياس و اللاب توب بعد .. عطاني اللاب توب .. أما الجوال نزل الميموري حقه ..
و أعطاني اياه جلست أناظره عقب حطيت اللاب توب في السيارة و الميموري في محفظتي ..
ناظرته شفته جاي و معه دفتر متوسط حجمه و مده لي .. ناظرت الدفتر عقب ناظرته باستفسار ..
ياسر : لقيته في درجه .. هذا يخصك انت بس ..
مديت يدي و خذيته و من يوم خذيته حسيت بـ ريحة إلياس به ريحة عوده و عطره بلعت ريقي ..
ما ابي أنهار مرة ثانية .. ربت على كتفي ياسر ..
ياسر : الحين لازم أخليك .. تحمل على روحك يا تركي و مثل ما وصاك إلياس لا تنسى دواك ..
و تعال زورنا تراك عزيز و غالي عندنا و عند أبوي و امي بالذات .. عزيز من معزة إلياس ..
و بدي صوته يتهدج .. وقتها نزلت عيني ..
ياسر : عزيز من معزة إلياس الله يرحمه .. يالله في حفظ الله ..
ودعني و مشي بسيارته .. ظلّيت واقف عقب دخلت سيارتي و فتحت الدفتر .. شفت بأول صفحة ..
.. " لـ تركي " .. ترددت اقلب الصفحات بس بالأخير قلبت على الصفحة اللي بعدها ..
.. " تركي .. أبيك تعذرني .. تعذرني على كل شي جاه مني و ضايقك و أبيك تعذرني على تغيري في الأيام الأخيرة ..
أدرري اني كنت أضايقك بتغيري .. لكن ما راح تلومني بعد ما عرفت وش فيني .. صدقني يا تركي ما قلت لك اني فيني
الخبيث .. الا لأني أعرفك تحملت كثير و ما ابيك تشيل هم أكثر من اللي شلته .. أبيك تعرف شي واحد بس ..
طول عمري معك .. طول الـ 17 سنه اللي عشتها معك .. ما شفت منك شي مضايقني ..
يمكن أنا اللي كنت مثقل عليك .. و صيتي لك تترك التفحيط كان تعزني يا تركي .. قسم بالله طول ما كنت تطلع تفحط ..
و أنا حاط يدي على قلبي .. أعرفك منت جاهل بعواقب التفحيط .. وصيتي لك تتركه .. كان تعزني يا ابو هوشه ..
و أقسم لك باللي خلقني اني اكتب ها الكلام و أنا داري اني بفارقك بعد كمـ[نـ] يوم أو شهر ..
و لا أوصيك على دواك تكفى انتبه له .. بالذات في أيام الشتاء و يوم تبذل مجهود خله في جيبك و لا تهمل نفسك ..
و آخر شي أبيه منك تذكرني بالخير يا أخوك .... إلياس " ..
كان التاريخ المدون فيها يوم سافرت لـ الامارات .. قبل يومه بيومين .. حطيت الدفتر في حجري و جلست انتحب آآه
يا إلياس قسم بالله انك تعذبني كذه .. ليت يومي كان قبل يومك .. ليت يومي كان قبل يومك ليت .. ليتك خذيتني معك
خذيتني و ريحتني / مسحت دموعي نزلت قلمي من جيبي و كتبت تحت كلامه ...
.. " كثير حـيـل .. من نصحوني و من عنفوني في سالفة تفحيطي و منهم اللي قالوا عسى الموت يجيك بدري
ما كان ولا واحد فيهم يهمني .. لكن انت انت يا إلياس الوحيد اللي كنت أهتم لرأيه لشوره .. تقول انك كنت مثقل علي ..
أفـــااا عليك والله انك كنت ونيسي و شمعة دربي اللي انطفت .. أوعدك وعد رجال قدها و قدود ..
الطارة ما راح امسكها في ذاك الهبل .. و أدرري الا متأكد انك ما راح تقرأ ها الكلام ..
لكني متأكد .. انك تسمعني .. انك تحس بي و انك بتفرح اذا دريت .. سامحني .. ما خليتك تفرح ..
و انت حي .. لكن أوعدك راح أحيي قبرك بحبي و معزتي لك و دعائي .... تركي .... " ..
ضربت الطارة و حطيت رأسي عليها و أنا أحاول أكتم نحيبي .. خلاص والله تعبت تعبت . .
منيب متعود أشيل بداخلي و لا اشكي غير لـ إلياس ..
************************************
فـيـنـي ألـم غـربـه مـع فـرقـا أعـز الـنـاس * * { سـفـيـنـه تـايـه } تـبـحـث عـن مـوانـيـهـا
ذكـرتـك يـوم ودعـتـك و ضـاقـت فـيـنـي الأنـفـاس * * بـكـتـ عـيـنـي عـلـى فـرقـاك لـكـن مـن يـواسـيـهـا
حـرام أشـوف أفـراحـي بـأقـدام الألـم تـنـداس * * أداري دمـعـةٍ هـلـت و مـا لـي غـيـر أداريـهـا
*******************************
.. (( بعد 3 أشهر على وفاة إلياس .. أقدر أقول عن تركي انه بدي يتعود على عدم وجوده حوله ..
لكن مستحيل أقول انه نساه مستحيل بالذات اذا كان كل مكان حوله يذكره به و بـ ريحته و طيفه ..
لكن الشي اللي لازم نعرفه .. ان شخصية تركي تغيرت .. صار عصبي , عصبي حـيـل ..
يعني اذا قال لك جيب كذه أو سألك سؤال و بديت تماطل ..
أقول لك الله يعينك على اللسان الشين اللي راح يمطرك به .. بس الشي الحلو انه ترك التفحيط ..
و للحين عايش حياته .. )) ...
*******************************
.. (( السـ7:20 الليل ـاعة .. في بيت الجد محمد ** نايف ** )) ..
بندر : طيب طـيب آسف بس لا تعصب .. يووووه خلاص تركي قلت لك آسف .. يالله ..
قفل و صار يتكلم و هو يناظر الجوال ..
بندر : اووووووهووووو يا هو صاير عصبي ..
ناظرت بندر ..
نايف : ما راح يجي ..
بندر : الا بـــيجي ان شاء الله أحسن له يغيّر جو ..
خالد : انتم عاد لا تعلقون على عصبيته .. كافيه اللي فيه ..
نزلت رأسي .. و الله ان أكثر واحد أعزه من أولاد أعمامي هو تركي ..
راكان : الله يعينه عاد .. للحين ما نسى ..
نواف : شوف الثاني شيقول .. للحين ما نسى .. و الله اللي يكون مخلص ما ينسى لو بعد سنوات ..
سلمان : ايه صدقك .. بس خبرك أخوي ما عنده قلب جماد أعوذ بالله ..
راكان : لا والله .. ما غيرك ابو صخر ..
خالد : لا غلطان ابو صخر بندر مهوب سلمان ..
بندر : لا والله انت و وجهك هالحين ليش حاقد علي ..
خالد : خبرك عني ما أطيق أشوف وجهك ..
بندر : تكفى انت ياللي ميت عليك .. لا تجرحني كذه ..
كنت اناظرهم و أنا ساكت و كل واحد قام يرمي على الثاني سواء جوال و لاّ مخدات الكنب ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات