رواية قلوب تتراقص على انغام الالم -3
ناظرت في الساعة للمرة الـ20 رجعت تفتح جوالها و دقت على رقمه يعطيها*الرقم المطلوب غير موجود في الخدمة* ....
"اف منك يا بسام هذا وقتك" .. تقدمت للمرايا اللي مغطية جدار يمين الصالة عدلت بيجامتها الفوشية و رفعت الخصل الذهبية اللي كانت نازلة على وجهها .. و دخلتهم تحت الشباصة بإحكام ..
خذت لها لفة على الصالة بخطوات هادية و حاسة بالتوتر يلعب فـ أعصابها ..
بعد نص ساعة دوران في الصالة حست بتعب و رمت نفسها على الكنبة سندت رأسه على ظهر الكنبة و غمضت عيونها ..
..
آخر مرة شافت بسام على الفطور الصبح .. بعدها طلعت لبيت عمها أبو بدر .. لحد العصر .. رجعت و ما عطت له بال توقعت أنه طالع مع ربعه و أكيد هالشيء حاصل .. بس تأخر تأخر كثير .. حتى لما يسهر برا .. متعود يطمنها عليه .. أو أقلها يرسل لها رسالة .. يعرف وش قد ليان ينشغل بالها عليه ..؟!
دقايق و تسمع صوت الباب ينفتح .. فتت عيونها و لفت ..
وقفت على طول لما شافته:سطام ؟! ..
..
هموم الدنيا تتضاعف على رأسه .. كل ما نفذ لها طلب طلبت عشرة .. همس فـ خاطره و هو يرمي نفسه على اقرب كرسي للباب .."و بعدين معك يا سارة شكلك ناوية تطولينها" ..
رفع عيونه اللي جت بعيونها على طول .. استغرب وجودها تحت في هالوقت .. ناظر في ساعته و رجع يرفع عيونها و نظرة الاستغراب واضحة فيها:ليان وش مجلسك لهالحزة؟!
قربت منه و بنبرة كلها خوف و قلق:بسام يا سطام ...!
انقبض قلبه .. "لا يكون بتسويها فيني يا بسام مثل المرة الماضية" .. كلمها بخوف:وش فيه بسام؟!
ليان و بتوتر واضح بصوتها:رجعت العصر و من جيت للحين ما رجع ..؟!
طلع نفس .. يهدي أعصابه المشدودة:و إذا؟!
ليان:موب من عادته يطلع من غير ما يعطيني خبر...!!
تذكر مكالمة بسام مع خووية .. و بكل برود .. :بسام طالع البر مع ربعه ..
ليان و علامة استفهام مرسومة على ملامح وجهها:و أنت وش دراك ...؟!
سطام و هو يحط رجل على رجل:هو قال لي ..
جلست على طرف الكنبة:و من متى يقول لك وين رايح و وين جاي؟!
سطام و هو يناظرها بنص عين .."وكأني طايح من عينك" .. :كنت جنبه في الوقت اللي دقوا عليه ربعه و قالوا له عن الكشته ..
ليان للحين متفاجأه:طيب ما قال لك متى يرجع؟!
سطام:لاء .. و لا أفكر أسأله ...!
ليان رجعت نبرة الخوف بصوتها:بس ... مدري قلبي موب مطمن عليه ..!
ابتسم باستهزاء:لا يكون أمه و أنا ما أدري ..!!
ليان بترجي:سطام الله يخليك دق عليه ..؟!
سطام:و ليش ما تدقين عليه أنتي ..؟!!
ليان بقلة حيلة:دقيت بس ما رد ..
وقف:ما رد عليك عشان يرد علي ...!!
قربت منه:هو موب ما رد هو يعطيني مقفل ...
سطام بكل يأس:في النهاية محد بيقدر يكلمه ..!
ليان و نظرة التساؤل بعيونها:معقولة ما عندك و لا رقم لواحد من ربعه ..؟!
ناظرها بطفش:خلاص بكرة أدق و أشوف ..
ليان باندفاع كله خوف:لاء الله يخليك ألحين دق ..
سطام بنبرة قريبة للعصبية:معقولة أدق الساعة 2 بالليل وش يقولون عني؟!
ليان بترجي أكبر:أنا بحياتي ما طلبت منك شيء بس هالمرة نفذ لي طلب ..!
ناظر فيها باستسلامية .. طلع نفس و هو يجلس:يدق و أمري لله.._فتح الجوال طلع الرقم ... دق ... رنة .. ثنتين .. ثلاثة ..
واقفه جنبه تناظره بكل تدقيق و تركيز ..
رد بصوت تعبان:هلا والله ...
سطام:هلااا سلووم .. أخبارك و أخبار الشباب؟!
طلع نفس بكل إرهاق:الحمد لله .. أنت شـ علومك؟!
سطام:الحمد لله تمام .._بتردد:سالم بغيت أسألك عن بسام .. الأهل قلقانين عليه؟!
تنهد بضيق:سطام الله يخليك لا تقول للأهل شيء ..
قاطعه:ليش وش صاير؟!
سالم بنبرة كله لوم:قلت لك لا تبين لهم شيء .. أنا أبيك ألحين تجيني في مستشفى .... ؟!
سطام يمثل البرود:طيب دقايق و أكون عندك.._قفل الخط و وقف ..
مشت معه و بلهفة:وش قال لك؟!
نظرها بلوم:قلت لك ما فيه إلا العافية ...
ليان:طيب ليش ما يرد ..؟!
سطام:لأن المنطقة اللي هم فيها ما فيها إرسال ..؟!
ليان بكل حيرة:و شلون رد عليك طيب ..؟!
طلع نفس:اففف منك .. هو ألحين في وسط الرياض جاي يأخذ أغراض ناقصتهم و أنا رايح أساعده ... -بكل ضيق ..:خلص التحقيق ..؟!
ليان:طيب أول ما تطلع من المكان اللي هم فيه دق علي و طمني ..!
سطام بقمة الطفش:إن شاء الله عمتي أي أوامر ثانية؟!
ناظرته بكل حزن:لا مشكوور.
طلع من البيت و قدر يمثل البرود عليها و يألف قصة في ثواني .. ابتسم لـ نفسه بغرور .."و الله و تعرف تمثل يا سطام" .. باله مشغول مع نفسه ما همة أخوه أو حتى يروح يشوف من اللي فـ المستشفى بس راح لأنه مضطر ..
..
.. طلعت لغرفتها تجر رجولها جر .. مع أنها حاضرة المكالمة .. بس ما ارتاح لها لا بال و لا خاطر ..
غرق القمر فـ بحار السماء و لاحت أشرعة الشمس .. حتى تعلن بداية يوم جديد ..
..
صاحية من وقت أول ما صلت الفجر لبست ملابس الجامعة اللي جهزتها الليلة الماضية ..
..
تنورة سوداء و قميص أبيض اللبس المعتاد لكن جنى تحب تطلعه غير بلمساتها الرايقة فـ الكسسوارات .. و موديل القميص المكسر ..
حطت مكياج خفيف و نزلت طيران لتحت و الفرحة ماليتاها ليش ما تدري ..؟! .. وصلت لنهاية الدرج طلع لها في وجهها وقفت فجأة .. "يالله صباح خير" ..
ناظرها و على وجهه ابتسامة استخفاف ما اخفت التعب:صباح الخير ..!
من غير نفس و عيونها للجهة الثانية:صباح النور ..!
كلمها بنبرة قريبة للعصبية .. تعبان و حيلة مهدودة و تقابله بهالطريقة:مدري من فينا المفروض يخاف يصبح بوجه الثاني ..؟!
جنى بعصبية:بدر أنا ما غلط عليك عشان تكلمني كذا ..!
بدر شياطين الدنيا تتناقز قدام عيونها وشلون تطلع له جنى بعد:قلة احترامك و ذوقك تخليني أتكلم معك كذا ..؟
همست:اللهم طولك يا روح ..
رأسه مزحوم بأشياء كثير بس مستحيل ينسى موضوعها .. :زرتي المستشفى اللي .._مع نبرة استهزاء:انولدتي فيها؟!
رفعت عيونها للسقف و بكل غرور:هذا شيء ما يخصك .. و خرافاتك اللي جالسة تزن به مصيره يجي اليوم و تنثبت أنها كذب ...
بدر بصوت كله ثقة:و أنتي الصادقة مصيرة اللي بيجي يوم اللي أثبت فيه خرافاتي ...
..
.. طفشت منه و من كلامه و بدت تطفش من حياتيها .. مو معقول هالانسان .. ست سنين و هو يردد هالكلام و محد سامعه .. نفسه طويل و ما يمل .. أو حتى ييأس ..
...
بكل ضيق:لما تحج البقرة على قرونها إن شاء الله ..
بدر و بعيونه التعب:ما عليه .. نشوف من اللي يضحك بالآخر ..!
مشت عنه و هي تدفه بـ كتفها .. كملت طريقها لغرفة أمها و ثقة النفس ماليتها من رأسها لرجولها ..
و كل واحد يناظر الثاني بشفقة ..
..
بدر .. حس نفسه بداء يكرهها حقيقي .. بس يتمنى ما يوصل لـ هالشيء ..
نزلت من فوق و كعادتها بكل رجاجة ضربته على كتفه على خفيف:يا صباح السكر ..
.. لف عليها و هو معقد حواجبه .. بس رجع يبتسم لما شاف ابتسامتها:صباح النور ...
ريناد مع غمزة:وش عندهم الحبايب واقفين عند الدرج؟!
بدر و هو يميل رقبته يمين .. يسار:و لا شيء كنت طالع ...
ريناد بنظرة شك:آهآآ ومن اللي مأخذ عقلك في الصالة ..؟!
بدر بـ ابتسامة باردة:و لا شيء فكرة جت في بالي و سرحت المهم .. جاهزة ..؟!
ريناد:شوفت عينك .._خذت لفة:وش رايك..؟!
ابتسم:و أختك وينها ..؟!
ارتسمت ملامح الحزن على وجهها:فوق جالسة تتكشخ ..
..:و ليش قلبتي وجهك كذا؟!
ريناد مدت بوزها تتصنع الزعل:ما تشوف نفسك .. أسألك عن لبسي تسألني عن الآنسة ريتاج؟!
ضربها على رأسها على خفيف:كبرتي و صرتي بالجامعة و حركات المبزرة ما بطلتيها ..
ابتسمت:علشان رحت الجامعة كبرت ..- تتصنع الحسرة بصوتها:أنا توني في عمر الزهور ..
بدر حس بأخلاقه خلاااص .. :طيب يا اللي في عمر الزهور ابعدي عن طريقي بروح أخمد ..
ناظرته بكل تعجب:توك تقول بوديكم ..!!
بدر بـملامح إحراج ما أخفت ملامح التعب اللي على وجهه:تحمست .. بس الحين ما أشوف قدامي .. من أمس ما نمت ..
ريناد بكل اهتمام:ليش وش صاير؟!
تنهد و هو يتسند على الدرابزين:و لا شيء ..
ريناد:موب من عوايدك السهر و بعدين وراك دوام ...!
بدر يدور أي حجة:طفشت و حبيت أكسر الروتين .. و بعدين الشركة شركة أبوي موب محسوب علي ..
ريناد بكل خبث:طيب إذا استلمت راتبك كامل قابلني ..
بدر ناظرها بغرور و ثقة ... طلع فوق من غير ما يقول شيء .. لأن كلمة زيادة بينوم فـ الدرج ..
ريناد و هي تنزل:طيب تمسي على خير ..
.._.._.._.._.._..
رن الجرس .. سدت أذنها و هي حاسة بطبلة أذنها راح تنفجر أخيرا وقف ... صرخت:خلاص درينا أن الحصة انتهت ...!!
وقفت جمان و هي مبتسمة:أنا رايحة لأبلة رنا دقايق و جايتكم ..
أروى:طيب لا تتأخرين ..- بنبرة استهزاء:يا الدافورة ..
جمان مع ابتسامة عريضة .. وهي تأشر على عيونها:من عيوني ..
لفت على غزل اللي جالسة على يسارها:يالله قومي نطلع ..
غزل و عيونها على الدفتر:لاء .. أنا رايحة عند لوجين و ريتاج بعد ما أخلص من الواجب ..
عقدت حواجبها:على فكرها من بدت السنة ما جلستي معنا إلا مرتين..!
غزل و هي مندمجة بالكتابة ..:ما مليتي مني كل خميس تشوفيني هذا غير الزيارات اللي في نص الأسبوع ..!
أروى بكل حالمية:لو كل يوم أشوفك ما مليت منك ... يعني مسوية ما تعرفين؟!
وقفت مع ابتسامة:عندي موضوع مهم ...._طلعت بعد ما مرت من وراء ظهرها ..
أروى:طيب لا تتأخرين عندنا منيرة بعد الفسحة ...
صرخت من بعيد:أوكيــة ...
تنهدت أروى و هي تسند خدها على كف يدها .. و ارتسمت ملامح حزن على وجهها ..
..
في الفترة الأخيرة غزل بنت عمتها .. تغيرت كثير ..
من بداية السنة .. كلامها صار قليل جلساتها مع ريتاج و لوجين صارت تكثر يوم عن يوم ..
و الأهم من هذا .. أروى صارت تفقدها كثير حتى و هي جالس جنبها .. عكس أول ..
بعد ما كانت تشاركها كل أسرارها و تتقاسم وياها الهبال و المقالب .. يأكلون ..
يشربون و أحيانا ينومون مع بعض .. كانت تحس أنها أقرب من روحها لها ..
..
حست بالدموع تتجمع فـ عيونها .. رمشت أكثر من مرة تضيعها .."ما عاد إلا هي تبكين و لا فـ المدرسة قدام البنات ..؟!" ..
..
غزل ما كانت أحسن منها حال .. تمشي و الضيقة ما ليتها و عيونها تسبقها ع البنات ..
رغم أنها مدرسة حكومية .. لكنها اشتهرت بالبنات اللي يسجلون فيه .. بنات العز و الهاي كلاس ..
البنات اللي ما يقدرون يفرضون سيطرتهم ووجودهم فـ المدارس الأهلية لأنهم و بكل اختصار في الأقوى منهم ..
جاين هنا حتى يستقوون على بنات المتوسطين أو اللي على قد حالهم .. أكيد يحسون بالقوة و يستمتعون بها .. لكنهم أكيد ما يحسون بإحساس البنات اللي حولهم .. بنات أمثال غزل ..
تنهدت بضيق أكبر .."مها أبوها غير لها سيارتها مع أنها ما تسوقها بس هي اللي توصلها للمدرسة ..
سمر فـ ظرف يومين سافرت لباريس عشان تحضر عرض لمصممها المفضل و ترجع و محد يقدر يحاسبها من المدرسات ... – لفت وجهها للجهة الثانية .."سديم مستانسة بالحفلات اللي تسويها كل أسبوع و محد قادر يرفض طلب لها ..
نزلت عيونها للأرض"و أنتي يا غزل وش خذيتي من هالدنيا .. بيت فقر ما يشرف لجمعة بنات حتى .. مصروفك بالشهر كله وحدة من اللي حولك تصرفه فـ يوم .." .. انفضت رأسها تبي تبعد هالأفكار اللي مشغلتها و قاعدة تزيد تعبها يوم عن يوم ..
..
في نفس المدرسة و في مكان ثاني .. جالسين في زاوية الفصل ..
طفشت ريتاج من كثر ما تسولف لها لكن لوجين ابدا ما تمل ..
لوجين .. مسنده رأسها للجدار و عيونها لقدام .. و نفس الحماس بصوتها و هي تسأل هالسؤال كل يوم:ما صار شيء بينهم؟!
ريتاج و هي تبعد مزاز العصير عن فمها:يوم الخميس الصبح تهاوشوا ويوم الجمعة ابدا ما لهم حس ...؟!!
لوجين لفت بكل تركيز:وش عنده ساكت عنها؟!
ريتاج بدت تطفش من حياتها لوجين مشغلتها ببـ بدر .. و الحين طلعت سالفة جديدة .. ما عاد بدر لحاله صاروا بدر و جنى .. لو يموتون بدر وجنى بيكون يوم سعد عندها .. :مدري عنه .. بس اليوم الصبح ما شفته ..
لوجين بكل عصبية أجوبة ريتاج ما تشفي لها الغل اللي بصدرها و لا تريح لها بال:ترجعين للبيت و تجبين لي خبره ..
زفرت بكل ضيق:وش بيصير غير كذا ؟! ..
لوجين بهمس:طيب سكري هالسيرة غزولة جت ..
ابتسمو لها نفاق .. و هم يشوفونها تقرب لهم .. ريتاج .. ما تحس بأي تودد لـ غزل .. لكن تجاملها عشان لوجين ..
لوجين .. هدفها من علاقتها الاجتماعية المصلحة و بس و غزل بالنسبة لها أداة تبي تستفيد منها .. لو فـ المستقبل البعيد ..
حتى ريتاج أقرب المقربات لها قاعدة تستغلها .. بتعبير أصح .. تبيها جاسوسة لها تعلمها بأخبار أخوها بدر ..
بدر اللي لفت انتباهها بعد ما طلعوا مع بعض قبل خمس سنين .. فـ طلعة عائلية و جذبها بوسامتها و تعامله الذوق مع الكل .. من يومها صار بالنسبة لها الهدف الأول اللي عايشة عشانه ..
عشان كذا تبي تعرف كل شيء عن حياته حتى لما يرمش .. تبي تعرف بهالشيء .. !!
..
غزل .. ما كانت تطيق الجلسة مع لوجين و ريتاج .. لأنهم مغرورات .. و راسهم فاضي أكبر همهم المحافظة على البرستيج مثل أغلب البنات بهالمدرسة و آخر همهم يكونوا صداقات حقيقة ..
تحب جلسة أروى و جمان .. لكنها مضطرة تسايرهم .. لأنها صارت تكره حياتها اللي الكل يصبرها عليها .. تبي تجدد تبي تتغير تبي تصير مثل الكل .. و ريتاج و لوجين بالنسبة لها مجرد وسيلة ..
يعني مصلحة متبادلة ..!!
..
>>> المصالح .. حتى بين بنات العم و الخالة ..؟!!
.._.._.._.._.._..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقف عند الباب لحد ما تأكد أنها تثبتت و كل أوراقها خلصت و الفضل يرجع بعد الله لشركة اللي يشتغل فيها و واسطتهم ..
صاحب الشركة كريم و متمسك بـ نواف .. مع أنه عنده عشرات غيره لكنه من النوع اللي يقدر الطاقات .. ابتسم براحة و هو يحرك من قدام بوابة الجامعة ..
..
دخلت للجامعة و حست بغرابة بس موب أكثر من إحساسها بالإزعاج من كلام الإداريات و المراقبات و أسألتهم الروتينية .. و نبرة صوتهم اللي واضح عليها الضيق .. بيوم و ليلة تتثبت أوراقها و تداوم عادي ..
و يوم ما صار عندها أهل يضايقونها بوقت فرحتها صاروا الأغراب يضايقونها ..!
..
توجهت لقسمها حست بالهدوء يعم المكان .. بهالوقت الكل بقاعته يأخذ المحاضرة اللي عليه ..
خذت جولة تفقدية و أخيرا وصلت لغرفة المراقبة دخلت تسألها عن محاضرتها و جدولها شافتها واقفة تكلم في الجوال أشرت لها تصبر .. دقايق قفلت الجوال :خير؟!
جوري و هي مبتسمة:أنا طالبة جديدة انتقلت اليوم لهنا...
قاطعتها بكل ضيق:وش المطلوب مني؟!
جوري بكل :حبيت أعرف المحاضرات اللي علي اليوم ..
قاطعتها:شوفي الورقة اللي هناك فيها جدولكم .. شوفي وش اللي عليك .._ طلعت و رجعت تفتح جوالها ...
توجهت لمكان الورقة اللي أِرت عليه المراقبة .. شافت الرموز و خرابيط كثيرة ما تعودت عليها .. حست بدوخة و طاحت على كرسي المراقبة اللي كان وراها .. فقدت الوعي لثواني و رجعت تصحى بس حاسة أنها فاقدة توازنها .. للحظة ..
..
يتمشون بين القاعات و ضحكاتهم تتعالى ..:و الله العظيم حسيت بقلبي بيوقف و أنا أتفرج عليها ...
جنى تكمل بحماس أكبر:على أني استانست به بس أكيد معك بيكون أحلى ...
لمى بكل غرور:احم احم .. عارفة هالشيء يا قلبي ..
ناظرتها بطرف عينها .. لف وجهها لقدام و همست:شوفي ليلى جالسة على الكرسي و لافته لمكتبها اللي على يسارها .. موب من عادتها ...
لمى:ايه و الله لا تكون تعبانة ...
- بنبرة كره:والله هاذي تهد بيوت ما تنهد ..
ضحكت:ههههههههههههههه... الله خلقها بربارة "ثرثارة" .. و راعية حكي .. إنا جايين نتحرش .. هاذي أحلى فرصة.._ تقدموا ثنتينهم و لفوا لجهتها ..
وقفت مصدومة جنى:مراقبة جديدة ..؟!!
حطت يدها على رأسها و هي تشوفهم ثنتينهم أربع .. همست بتعب:لاء .. موب مراقبة ...
لمى خافت عليها .. تكلمت بـ نبرة كلها حنان:خير فيك شيء .. تعبانة ؟!
وقفت جوري و هي تحس بنفسها تترنح:لاء .. ما يحتاج .. دوخة دايما تجيني ...
جنى .. مسكت يدها:ارتاحي شكلك تعبانة ..؟!
لمى بلوم:إذا تعبانة وش جابك اليوم؟!
ساعدتها على الجلوس على الكنبة .. جوري بدت تسترد عافيتها:أنا جديدة هنا ما حبيت أغيب من أول يوم ..
جنى باهتمام:مستجدة؟!
هزت رأسها:ايه ..
لمى:من وين جاية؟!
قطعت كلامهم و هي داخلة عليهم و بعصبية:أنتي وياها هنا و أنا تعبانة و منحاشة من المحاضرة عشانكم يا الدوبيتين ..
جنى ببرود:يووهـ نسيناك ..
فجر بعصبية أكبر:لا يا شيخة ...؟!
وقفت جوري:أنا رايحة للكافتيريا أشرب شيء يمكن أصير أحسن ..
لمى بحماس:يالله خلونا نروح كلنا ...
رفعت فجر حواجبها متعجبة:من هاذي؟!
مشت لمى لعندها:مستجدة .. يالله خلينا نسبقهم للكافتيريا .._ مسكت يد فجر و سحبتها وراها و مشت بسرعة هي و اياها ..لـ جهة الكافتيريا ..
ابتسمت جنى:نروح و إلا ..!
جوري مع ابتسامة باهتة ..:مشينا ...
جنى هي ماشية مع جوري:من أي جامعة جاية؟!
جوري:جامعة الملك فيصل ..
جنى و هي مستغربة:وين هاذي؟!
ابتسمت:بالدمام ..
جنى متفاجأة:جاية من الشرقية؟
جوري:آهآآ .. و توني واصلة أمس ..
جنى:أووف ما كأنه تعب عليك ...
قطع كلامها صوت لمى من بعيد:يالله يا سلااااااااااااااااحف ...
ابتسموا و مشوا بسرعة أكبر لناحيتهم ..
جنى و هي تجلس:فضحتينا في الجامعة ..؟!
لمى تعدل جلستها ..:وش أسوي فيكم بطيئات ...
فجر وهي تحط رجل على رجل:يالله عزموني على أي شيء .. عشان ما أحس أن طلعتي من المحاضرة مالها داعي ...
جنى و هي رافعة حاجب:غريبة بعض الناس ما شافوك .؟!
فجر بحزن:و الله حاسة بالذنب .. بس عارفتها ما راح تعطيني محاضرة ...
لمى بكل إهتمام:ليه وش غيرها؟!
فجر:من انتقلت للمستوى الرابع و أي شيء غلط أسويه ما تعاتبني عليه صارت علاقتنا أقل من الصداقة ..!
جنى بكل طفش:من قال أنكم صديقات .. هي حبت توجهك في أول أيامك في الجامعة سوت اللي عليها و خلاص ...
جوري و هي ضايعة بينهم:من هاذي؟!
ابتسمت لمى:تخيلي مراقبة لكنها تشتغل مصلحة اجتماعية تقريبا ..!
جوري:و شلون؟!
فجر و نظرات الحزن بعيونها:تحب تصادق البنات و الله ياما بنات الله هداهم على يدها ...
جنى:مجرد دور تتقمصه عشان تصلح البنات قبل لا يغلطون بس فجر تعلقت فيها كصديقة و .._ سكتت ..
جوري:و ايش؟!
وقت جنى:و لاشيء .. يالله أنا اللي عازمتكم وش تحبون تشربون؟!
لمى بكل حماس:كابتشينو من الأربعاء و أنا مشتهيته حق الجامعة غير ..
فجر و ملامح الحزن واضحه على وجهها كلام جنى عن صديقتها جا بخاطرها:و أنا بعد.
لفت جنى على جوري:و أنتي؟!
ابتسمت:مثلكم ..
بعدت جنى عنهم مرت دقايق و الصمت سيد المكان رجعت مع أكواب الكابتشينو ..
جلست:ها فجورهـ .. شخبار خالي و عبد العزيز؟!
فجر مع ابتسامة نورت وجهها .. من تسمع طاري أبوها أو أخوها تحس بالدنيا تضحك لها .. ليش لاء و هم السند و العزوة لها:الحمد لله بخير.
جوري و هي تأخذ الكوب من يد جنى:تقربون لبعض؟!
ابتسمت جنى و هي تمد كوب لمى لها:بنت أختي ..
جوري:بصدمة:نعم؟!
ضحك الكل .. ههههههههههههههههههههههههههه .. و جوري ارتسمت عليها ملامح إحراج ..
ضحك جنى:وش أسوي في أبوي لآخر لحظة يبي عيال جيت و عيال أخواني سابقيني ....
دخلت عرض عليهم:هآآآآآآآآآآي شباب صباحكم عسل و قشطة ...
.... بصوت واحد:صباح الخير ..
جلست معهم:ها شخباركم .._لفت على فجر:شخبارك ؟! و سلامات على خالي ؟!
فجر و هي ترفع الكوب:الله يسلمك هو الحين بخير ..
ريناد مع ابتسامة عريضة:ما يشوف شر ..
بعدت كوب الكافي:الشر ما يجيك ...
لفت على لمى .. ريناد:و أنتي يا لموو كيفك؟!
لمى:بخير و لله الحمد ...
جنى:و أنا لي الله ...
لفت عليها ناظرتها بنص عين .. بس ما قالت لها شيء .. لأنها لفت نظرها شيء غريب و علا صوتها فجأة:بنت جديدة ..؟!
ابتسمت جوري:أهلين ..
ريناد:سوري ما انتبهت لك ..
همست جنى:من الحماس الزايد ..!
ريناد:من وين جاية؟!
جوري:من الشرقية .. جامعة الملك فيصل.
لمى بحماس:قولي الله .._ابتسمت جوري .._:بنات خالي هناك على طول يمدحونها حلمي حياتي أروح هناك ..
جنى بعيونها نظرة زعل:يعني ناوية تروحين و تخليني يا الدبة..
قطعت كلامهم:صباح الخير ..
جنى مع ابتسامة عريضة:صباح الحب يا قلبي.
لمى تمثل الزعل:طبعا الكلام الحلو لها و إنا الله يرزقنا.
ليان:ها أخباركم يا بنات؟!
بأصوت متفرقة:الحمد لله تمام .. بخير .. تمام.
جوري:و هاذي وش تقرب لك بعد؟!..
ضحك الكل ... ههههههههههههههههههههه
جنى و هي تضحك:هاذي بنت أخوي ... – و اشرت على ريناد:و الدبة ذي بنت أخوي بس ثاني ..
ابتسمت:ما شاء الله ..
ليان:ها كيف الجامعة معك يا جوري؟!
ناظرتها بتعجب:تعرفيني؟!
ليان مع غمزة:جايتني توصية عليك ..
جنى:بنت أخوي إدارية هنا ..
جوري:مشكورة يا قلبي على الاهتمام ..
ليان:العفو ما سويت إلا الواجب .. يالله يا بنات كل وحدة تشوف محاضرتها و اتركوا اللعب عنكم .. يالله سلام.._مشت بعيد عنهم .. و هي تفتح جوالها .. و تدق على بدر للمرة الثالثة .. و طبعا ما يرد ..
..
ضحكت ريناد من كل قلبها:ما درت عنك يا فجر كان طحتي من عينها ...
ضربتها فجر على كتفها على خفيف ..
دخل عليهم عرض صوت من بعيد:فجــــــــــر ...
غمضت عيونها:يا رب موب هي ... يارب يكون حلم .. يارب.
ضحكت ريناد من كل قلبها عليها:ههههههههههههههههه .. قومي .. قومي أحسن لك ...
وقفت فجر:ادعوا لي.
جنى باللهجة مصرية:ربنا معاك يا بنتي ...
جوري بفضول:هاذي اللي تتكلمون عنها مغير ..
جنى:ايه .. الجازي مغير ...
لمى و نظرة تأمل بعيونها:شوفي شكلها و لا كأنه أم عيال ..!؟
جوري:كم عمرها؟! .. – و هي تراقب ملامح وجه الجازي .. واضح عليها أنها فـ نهاية العشرينات و ملامح وجهها بقمة البراءة .. ما تبين عليه أنه مصلحجية أو متصنعة ..
لمى و هي تفكر:يعني في الثلاثينيات ..
جوري:والله .. مبين عليها عشرينية ..!!!
جوري و حست بملامحها تذكرها بشيء بس موب قادرة تربطها به:طيب هي ..
جنى مع ابتسامة باردة:خلاص اتركوا الحش للأيام الجاية.._رنووودة؟!.._
ريناد سرحانة في عالم ثاني .. _علت جنى صوتها:رينااد؟!
انتبهت لها و ابتسمت:خير؟!
جنى مع غمزة:اللي مأخذ عقلك يتهنى به؟!
وقفت و بكل برود:محد .. أنا رايحة لصديقات أكيد فقدوني ..- بكل غرور:فديتني ...
لمى و هي تناظرها بنص عين:لا يا شيخة .. توكلي الله يستر عليك.
ضحكت ريناد عليها و مشت بعيد عنهم ..
و محد قدر يخفي ابتسامته من شكل ريناد ..
.._.._.._.._.._..
يتبع ,,,
👇👇👇

اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك