رواية قلوب تتراقص على انغام الالم -4
انتبهت لها و ابتسمت:خير؟!
جنى مع غمزة:اللي مأخذ عقلك يتهنى به؟!
وقفت و بكل برود:محد .. أنا رايحة لصديقات أكيد فقدوني ..- بكل غرور:فديتني ...
لمى و هي تناظرها بنص عين:لا يا شيخة .. توكلي الله يستر عليك.
ضحكت ريناد عليها و مشت بعيد عنهم ..
و محد قدر يخفي ابتسامته من شكل ريناد ..
.._.._.._.._.._..
ناظر في ساعته للمرة الثلاثين و يمكن أكثر ...!!
من الساعة ثنتين في تالي الليل و لحد الساعة 11الصبح وهو واقف على رجله رغم أن بسام ما يعني له شيء بس ما يدري من وين طلع له .. إحساس الخوف على أخوه ..
..
قرب منه و حط يده على كتفه:سطام أجلس ارتاح على الأقل ... من أمس و أنت واقف على رجلك ..!
سطام وجه أصفر .. و بصوت كله تعب:مرتاح كذا ..!
تركي و هو يشد على كتفه:و بعدين معك كذا الأهل بيشكون أنه في شيء ...؟
قرب سلطان منهم:ها بشروا؟!
تركي و هو يتنهد و يسند ظهرها على الجدار:من أمس و هو في غرفة العمليات للحين ما طلعوه ؟!
سلطان وعيونه على سطام:أنت للحين هنا ليش ما رحت ترتاح؟!
تركي بكل يأس:تعبت وأنا أتكلم معه ... بدر كان هنا من أمس لحد الساعة 7 و ما قدر يتحمل لأنه كان مصدوم .. أنت تدري وش بسام بالنسبة له ..!
تنهد سلطان .. :سطام و أنا أخوك وقفتك ما راح تشفي أخوك أنت أرجع للبيت و أنا و تركي هنا لحد ما يطلع بسام ..!
...
مشاعر فـ داخل سطام متخربطة و متناقضه .. و كثييرة تشتته أكثر و أكثر ..
فرحته بزواجه تلاشت.. خايف من فراق سارة بس خوفه بـ فقد بسام أكبر ...
ما يتخيل نفسه يوم يصحى من غير لا يشوف تعقيدة حواجب بسام و لا يتخيل نفسه يأكل من غير ما يشوف تكشيرت بسام ع الأكل .. و لا يتخيل نفسه يجلس مع أهله و لا يسمع نبرة المعارضة من بسام .. يكرهه .. يتمني يبعد عنه .. يعيش فـ مكان ما يكون فيه بس ما يموت .. الموت صعب .. حتى لو كان عدوك .. صععععععععب ..
..
و اخيرا طلع الدكتور من غرفة العمليات .. مشوا لعنده ركض .. ما عاد سطام اللي يفرق عنهم بكم خطوة .. رجلها ما عادت تتحمل بس هو كله إصرار يكون موجود لحد ما يطمن عليه ..
تركي بكل لهفة:بشر يا دكتور؟!
نزل الكمامة عن وجه و طلع نفس قوي:و الله مدري وش أقول لكم ..!!
سلطان بصوت مرتجف .. من ثواني بس حس بصعوبة الموقف:صار له شيء؟!
الدكتور بنبرة هادية يحاول يطمنهم:إحنا بذلنا أقصى جهدنا و مثل ما أنتوا شايفين من أمس و إحنا معه في غرفة العمليات .._طلع نفس:ما أخبي عليكم حالته صعبة ووضعة حرج جدا و غير مستقر ..!
سلطان .. ما لقى بكلام الدكتور جواب يريحه:طيب وش بيصير ألحين يا دكتور؟!
الدكتور:لما وصل لهنا كان شبه ميت .. جسمه فيه أكثر من ثمان كسور غير الدم للي كان ينزف منه .. كل هذا قدرنا عليه لكنه أصيب بنزيف داخلي و هذا اللي أخرنا معه ..
همس سطام:نننننـ .. نزيف .. د...ا ...خلـ ..ـي ..!؟
كمل ببرود أعصاب متعود على هالحالات .. :قدرنا نسيطر عليه لكن يمكن هالنزيف يسبب له عاهات في المستقبل هذا غير الزجاج دخل و أثر على أعصاب العين و حسب تقديراتنا أنه راح يفقد بصره .. لكن هالشيء ما راح نقدر نثبته إلا بعد ما يصحى و الحين راح ننقله للعناية المركزة .. أنتوا شدوا حليكم و ادعوا له ..
تركي و الصدمة بعيونه .. :يعطيك العافية ...
الدكتور و هو يبعد:الله يعافيك ...
سند جسمه للجدار و حاس برجوله مو قادرة تشيله أكثر ... قرب منه سلطان .. من دقايق حس بصعوبة الموقف و ما قدر يتحمل وشلون بيكون إحساس سطام و هو من أمس على هالحال .. حط يده على كتفه:شد حيلك يا أخوك هذا قضى ربك ..
تركي رغم الصدمة .. لكنه حب يخليهم يتفائلون:الثنين اللي كانوا في الحادث معه كلهم توفوا .. و بسام فـ نعمة .. _طلع نفس قوي ...
سلطان .. :الموضوع هذا لازم يبقى سر بيننا الأهل ما راح يسون له شيء إذ عرفوا ...
تركي و هي يرفع جواله .. :لازم ننبه بدر لا يغلط قدامهم .. - مسك كتف سطام:يالله خلنا نرجع للبيت أكيد ألحين قلقانين عليك ...
طلع و كل واحد منهم يجر رجوله .. رجال طول بعرض موب قادرين يتحملون اللي صار و شلون أهلهم إذا عرفو ..!
في وقت الظهرية وقت الخروج من الدوامات .. يعني وقت الزحمة و وقت الذروة ..
... دخلت غرفتها و قفلت الباب أكثر من قفلتين ...
حاس بحيلها مهدود بس موب قد معنوياتها المتحطمة غمضت عيونها و هي تسترجع الثواني اللي مرت فيه قبل شوي ..
... قدمتها بكل فخر:هاذي بنتي الكبيرة . . ليان ..
همست وحدة من الجالسات:هاذي بنتها العانس ..
همست اللي جنبها:يقولون الخطاب على بابها مثل السيل بس هي اللي رافضة ..
رجعت تهمس الأولى:في النهاية عانس..
..
انحرجت أمها من كلامهم رغم أنهم يتهامسون بس صوتهم كان واضح مع الهدوء اللي خيم على المكان فـ دخلت ليان .."
..
رجعت تفتح عيونها .. رمت أغرضها على السرير و رمت نفسها جنبهم ..
"يا برود أعصابك يا يمة ولدك أمس ما نام في البيت و الثاني من طلع الفجر ما عاد له حس و أنت و مسوية عزيمة .. آآخ يا ليت عندي برود الدم اللي عندك .. " ..
..
سحبت جوالها و فتحته سطام جواله مقفل .. و أكثر من خمس مرات دقت على بدر لكنه ما يرد .. حست أنها مفتشلة منه ..
تردد تجرب الرقم الثاني اللي ممكن يساعدها و بمجرد تفكير .. حست بدقات قلبها تتسارع ..
"المفروض ما أدق عليه .. بس لازم أتطمن على بسام"
... دقت الرقم ما كانت محتاجة تخزنه في الجهاز لأنها حافظته في عقلها .. دقت عليه رن ثنتين و قلبها يدق معه في الرنة الخامسة رن و الربكة واضحة بصوته:ألو ..
ابتسمت بألم:ألو أهلين ..
كلمها ببرود:خير وش بغيتي؟!
ليان و الدموع متجمعة بعيونها .. بتردد:بس بغيت أسألك عن بسام إذا شفته أو كلمك ..
لف تركي على سلطان اللي جالس بجنبه في السيارة .. بنبرة كلها قسوة خلت ليان تعض أصابعها ندم لأنها فكرت فيه .. :و أنا وش يدريني عن بسام؟!
ليان بنبرة إحراج .. وجرح يتوسع بـ قلبها:مشكور و آسفه على الإزعاج ..
تركي بعد ما طلع نفس:العفو ...
قفلت الخط وضمت الجوال لصدرها"الله يسامحك يا بسام حطيتني في موقف محرج" ..
ما قدرت تمسك دموعها .. قسوته و بروده صدموها .. و حطموها ..
و شلون و هي فـ موقف مثل كذا غياب أخوها .. موترها و مخليه تتأثر بأدنى شيء و شلون لما يصرخ عليها أحد و يعاملها بجفاء .. وهو أقرب لها من الوريد ..
.. مرت الذكرى اللي مستحيل تغيب عن بالها .. ضغطت على رأسها بيدها الثنتين .."ابداااا مو وقتها"
..
قبل أربع سنين بالضبط ..
طلعت من جامعتها و هي تناظرها بكل اشتياق .. اليوم آخر يوم لها .. خلاص بتتخرج منها و بتكمل أحلامها اللي قاعدة تخطط لها من 4 سنين .. و أول خطوة من هالحلم .. التخرج من الكلية ..
تلفتت يمين و يسار تدور على سواقهم .. ناظرت فـ ساعتها .. همست:هذا و أنا موصيته ..!!
لمحته من بعيد .. استغربت من وجوده هنا .. هزت رأسها تبعد صورته من خيالها .. "مستحيل تركي يكون هنا .. وش يجيبه أصلا ..؟!" ..
قرب منها أكثر و كل ما قرب صدمتها من أنه واقع تزيد ..
قرب:السلام عليكم .. عسى ما تأخرت عليك ..!!!
ناظرته و هي للحين مصدومة:تركي وش تسوي هنا ..؟!
ناظرها بكل لوم:هذا سؤال تسأله وحدة لزوجها ..؟!
ناظرته ليان بصدمة أكبر:زوجها ..!!!
ناظر فـ ساعته:بعد ساعة من الحين بتصيرين زوجتي ..
ارتبكت و زاد توترها .. فوق ما هي متفاجأة من وجودة .. بعد قاعد يقول لها كلام مو مفهوم ..!!!
ابتسم لها:امشي يا الله .. بتقعدين طول يومك فـ الشارع و الا تبين تضيعين علينا الوقت ..
نطقت بكل خوف:تركي أنت لازم تمشي من هنا لو جااا كومار و شافك بيعلم أبوي و أبوي ..
قاطعها:لا تخافين كومار أنا صرفته .. الشركة للحين ما وصلوا السواقين الخاصين بها .. يعني من ناحية كومار فـ أمان .. بس عشان تصيرين فـ أمان من أبوك لازم تجين معي و نروح لأقرب مستشفى ..
ارتجفت يدها من طاري المستشفى و بكل خوف:ليه .. وش معنى المستشفى ..؟!
طلعت ضحكة عفووية منه:هههههههههههههه .. وش فيك ليونتي .. بس سمعتي طاري المستشفى .. خفتي ..؟!
ليان بكل خوف وقلة صبر:تركي حرام عليك بتموتني من الخوف ..
ابتسم بكل راحة:عدوينك إن شاء الله ..
ليان:طيب وش بتسوي فـ المستشفى ..؟!
تركي ناظرها و هو شبه مصدوم:للحين ما فهمتي .. بنروح نسوي تحاليل زواج .. خلاص يا عمري الشهادة و إن شاء الله بتضمنينها و لو أنها ما راح تنفعك لأني بجلسك فـ البيت ..!!!
ليان و دقات قلبها تزيد من الخوف:و كذا من نفسك .. تعالي نروح نسوي تحاليل الزواج ..؟!
تركي بكل طفش:وش فيك ليان .. أنا و أنتي كبار و مو محتاجين أحد يعلمنا أو يوجهنا بنسوي التحاليل أقلها لو جيت و خطبتك أكون واثق و بعدين أنا أبي أمخمخ على التخطيط لزواجنا و سفرنا .. و ما أبي التحاليل تشغلني ..!!
حست بخدودها تولع نار من الحياء .. هو باس قال تحاليل حست أنها بتموت من الحياء وشلون بعد ما جاب طاري الزواج و السفر ..!!
تركي و بعيونه نظرة تساؤل:يا الله مشينا ..
..
.
..
أكثر من ساعة و هم جالسين ينتظرون النتيجة بالعادة تطلع بعد كم يوم ..
لكن فلوس تركي خلتها تطلع بنفس اليوم .. بس بعد كم ساعة ..
ناظرت ليان فـ ساعتها و همست بكل حياء:تركي أنا لازم أرجع للبيت .. بيفقدوني ..؟!
ارتسمت الف إجابة و إجابة بعيونه .. بس ابتسم:لا تخافين أمك و أبوك مشغولين .. و بسام فـ الشركة تركت الشغل فوق رأسه .. أما سطام و لوجين صغار ما منهم خوف ..
ابتسمت براحة .. "عامل حساب لكل شيء" .. ناظرت فـ ساعتها كملت الثلاث ساعات و طلعت النتيجة .. و ياليتها ما طلعت ..
..
بعد ما اعتبرتها البداية لهم و بنت وراها أحلام و آمآل .. للاسف صارت نهايتهم ..
همس الدكتور:للأسف ما تناسبون بعض .. جيناتكم الوراثية متطابقة و ممكن تسبب مشاكل مستقبلا لأطفالكم .. القرار بيدكم .. لأن حاليا التحاليل قبل الزواج ما تؤخذ بشكل رسمي .. لكن فكروا بالمستقبل و التعاسة اللي راح تبنونها لأطفالكم عشان سعادتكم ..!!! ...
ناظروا بعض بكل ألم و لمعة الدموع بانت فـ عيونهم ..
كل واحد صد عن الثاني .. فاهمين إحساس بعض .. لأنهم يعيشونه مع بعض ..
..
انسدحت و ضمت مخدتها و هي تحاول تصارع عبارتها و تحارب دموعها ..
سنين مرت و هي تحاول تنساه أو تتناسه أشياء كثيرة تذكرها و كأن القدر يرفض فراقهم
رجعت تجلس وهي تبلع ريقها مو وقت الانهيار .. سحبت لاب توبها حتى تلهي فكرها عنه .. و تشغل بـ أوراق العمل ..
დ
يؤلمني النآبض بيَن أضلُعي.
لكني لآأريد ان أفُكر باتساع هذآ الألم او ضيقه ..
ولآ لمحاولة رتَقِ مآجرحته ..
هل تعلم ؟
آنآ سعيده لأني أتالم ، ولآ اهتم كثيراً
أنا سعيده لأن عوآمة المشآغل اليوميه بآتت تبتلع همومي بعدك ، وتبتلعَني
يخيلَ إلي آحيآناً بأنني ان تفرغت كلياً لـ قلبي لن آجد سوى آثآر نزف
ؤسآفجعُ بمقدآر مآخلفتُه ولم آنتبه ولم آكن آهتم !
.._.._.._.._.._..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قدام بوابة مدرسة بنات .. و ثانوية .. أنواع العجايب و الغرائب ..
قعد يتفرج بكل حيرة .. المشي المايع للبنت اللي تمر قدامه و يسمع ضحكات بنات متجمعين قريب من سيارته ..
وسب وحدة لسواقها اللي تأخر عليها .. حط يده على رأس حس بالصداع .. "ما كان ناقصني الا كذا" ..
ركبت السيارة أخيرا .. مل من الانتظار و تعب من الإزعاج .. تكلم و هو بقمة العصبية:بدري يا آنسه ..!
أروى و هي ترمي الشنطة وراء:أنا قلت لك تجي الساعة ثنتين ونص يعني ثنتين و نص ليش جاي بدري .؟!
عامر بعصبية وهو يحرك السيارة:لا يا شيخة ألحين أنا الجامعي أطلع قبلك ..!! و بعدين الباب صار له نص ساعة مفتوح ... أصلا ما عاد بقي شيء على صلاة العصر ..!!!!!
أروى بنبرة كلها غرور:أنا أجلس فوق أخلص باقي شغلي .. يا حبيبي أنا علمي ووقتي من ذهب .. عشان كذا عطيتك موعد متأخر ...!
وقف عند الإشارة .. حاس بالسيارة تضيق عليه من قلقها:طيب لا تعيدينها و إلا علومك هاذي بتكون عند تركي ..!
طنشته وهي تلف على السيارات اللي حولهم "تركي و تركي عشان مستقوي علي الكل يهددني به .. الله يخلي لي أبوي بس ..".. بعد لحظة صمت قصيرة .. رجعت تتكلم:أقول عامر بسام وش صار عليه ..؟!
مرخي رأسه على ظهر الكرسي .. و رافع رأسه للإشارة اللي مقابلته على طول:ليش بسام وش فيه أصلا؟!
أروى بحماس:ليش ما دريت؟!
عامر بخوف:و شو؟!
أروى:بسام أمس ما نام في البيت ..؟!
البنات تافهات .. و إذا خلصت السوالف عنهم أنشغلوا بفلان و علان .. طلع نفس:مع وجهك .. أنا على بالي عندك سالفة .. وش فيها إذا نام برا البيت ..!! و بعدين بسام متعود ينام برا السعودية من غير محد يدري ..!!
أروى بنبرة حزن:بلاك ما شفت ليان أمس بغت تموت من الحسرة على أخوها كل العايلة درت ..!
ناظرها بطرف عين:بسام موب بزر و أعتقد أن ليان كبيرة كفاية عشان تفهم هالشيء ..؟!
أروى تتصنع الحزن و تحاول تستفزه:آفآ بس آفآ طلعت من غير إحساس ..!
عامر و هو يحرك:لا و أنتي الصادقة عندي عقل ..
حست بقهر ما قدرت تسحب منه و لا خبر صغير .. "موب مشكلة أصلا أنا غلطانة يوم فتحت السالفة معك .. أنت أصلا وش دراك عن الدنيا ..؟!" .. تنهدت و هي تتلفت على الشوارع .. ما تحب يفوتها شيء و تستانس بالأخبار اللي تجيها و هي طازجة .. و شلون بالأخبار اللي تخص بسام ..!!!
.._.._.._.._.._..
دخل بكل هدوء حتى ما يزعج بدر أخوه .. لكنه ما قدر يمنع نفسه من رمي الكتب على المكتب بطريقته المزعجة ..
طرااااااااااااخ .. فتح بدر عيونه و رفع رأسه على صوت الكتب .. أول ما رفع عينه على ريان .. عقد حواجبه من الضيق و رجع ينزل رأسه ..
ريان و نبرة الخوف بصوته:دخلت بشويش بس نسيت و رميت الكتب ..
انقلب على ظهره .. بصوت مبحوح كله عصبية:كم الساعة ..؟!
ريان و عيونها بـ ساعته:ثنتين و نص ..
زفر بكل ضيق:اففف ..
ريان .. فلها .. جلس و هو يرمي بثقل جسمه على السرير .. نزل جزمته و رماها بكل قوته بعيد .. و رمى المفاتيح و الساعة على الكامدينة من بعيد ..
لف عليه بكل ضيق ..
تجمد فـ مكانه للحظة ..
رجع بدر ينزل عيونه .. و هو مغمض:محد سأل عني ..؟!
ريان بكل استهزاء:سكريتيرتك و أنا مدري ..؟!
بدر بنبرة حادة و هو ما زال مغمض عيونه ..:ريااا ..
قطعه صوت الباب ينطق بسرعة و ينفتح .. – ريتاج بكل سرعة:الغداء يا شباب ..
فتح بدر عيونه .. – سكرت الباب لكنها رجعت تفتحه ..
..:أوه بدر صاحي .. أبوي يبيك .. سأل عنك الصبح و قالوله نايم و الحين يسأل عنك بعد قال إذا صاحي خله ينزل .. – رجعت تسكر الباب ..
مشت بخطوات بطيئة لجهة الدرج .. "أف يا ربي متى بفتك من بدر و قرفة كل يوم طاقه مشوار لفوق أناديه .. عمي ما يحب الشغالات يطلعون لـ فوق .. ! ..
أنا مدري وش تحب فيه .. لوجينوه و لا مصدقتها و مشتغله لها مراقبة له ..- حطت رجلها على الدرج الأولى بتنزل ..
استوقفها صراخ ريناد اللي جاي من تحت ..:رتوووح .. شوفي الدبة جنى .. كانها صاحية ناديها تتغدا معنا ..!
زفرت بكل ضيق:افففففف .. – همست بكل ضيق:لو يموتون ثنينهم متأكدة محد بيستانس مثلي ..
و توجهت لغرفة جنى .. غصبن عنها ..
..
وقف ريان:بتروش بسرعة و اطلع .. اذا سأل عني أبوي قل له شوي و ينزل .. – سحب فوطته ودخل الحمام ..
أما بدر مفتح عيونه .. لكن فكره بمكان ثاني .. تنهد بكل ضيق .. "وش بقول لهم الحين وشلون بفتح الموضوع معـ .. – قطع حبل أفكاره .. صوت الجوال يرن ..
سحبه و رد من غير ما يشوف من المتصل:هلا ..
سلطان من وراء السماعة:زين توك صاحي .. يعني ما بعد شفت الأهل ..!
بدر و الضيقة بصوته:وش بغيت ..؟!
سلطان و هو يقفل سيارته بعد ما نزل منها ..:يسلم عليك تركي و يقولك لا تعلم أحد عن موضوع بسام ..
جلس بدر:موب قايلين لأحد ..؟!
سلطان:لا ما نبي نفجع أحد موب ناقصين يصيرون اثنين .. أنت فاهم قصدي ..
زفر بكل راحة .. كان شايل هم توصيل الخبر ..:طيب .. خلاص ..
سلطان و هو يدخل:سلاام ..
نزل بدر جواله .. "ليان داقة علي ..؟! .. هالبنت إحساسها قوي ..!!"
.._.._.._.._.._..
ناظرت في ساعتها ..
"أدق عليه و إلا .. أكيد مشغول لو فاضي كان جاء .. بس هذا أول يوم أكيد ما يدري .. معقولة ما يعرف .. لالا لـ ..
قطع تفكيرها صوت جنى:الحمد لله أنك ما طلعتي ...
لفت عليها .. رغم القلق .. الخوف .. التوتر .. ابتسمت:أهلين ...
قربت لمى من جوري .. و بعيونها نظرة ترجي:أرجووووك وافقي .. وافقي ...
ناظرت فيها مستغربة:على ايش؟!
جنى و ابتسامتها تتسع .. :بمناسبة أن اليوم أول يوم لك في الجامعة و الرياض كلها أنا عازمتك على الغداء إذا ما تبين براحتك ...
ابتسمت جوري:لا و الله ماله داعي تكلفين على عمرك ..!
لمى بكل اندفاع .. :لا كلافة و لا شيء كلها كم ريال بتدفعهم ..!
جنى و بعيونها نظرة تفكير:نطلع نتغدا في أي مطعم ..؟!
جوري .. بعد لحظات تفكير .. :عادي .. بس .. بس لازم أستأذن بالأول ..؟!
هزت رأسها بالموافقة .. لمى:خذي راحتك ..
..
فتحت جوالها و بعدت عنهم .. دقت عليه رن ثنتين ثلاث و عطاها مشغول .. "حتى لما يكون عند زوجته و أدق يرد على طول وشلون و هو محد جنبه ..! " ..رجع تدق مرة ثانية وثالثة و في الرابعة "معقولة يكون مشغول و الناس بنهاية الدوامات .. و إلا بعيد أو متقصد ما يرد عـ ...-
قطعها صوت نواف المتقطع من التعب ..:هـ ـلا و الـــ.....ـله ..
رجعت تبتسم بعد ما كانت معقدة حواجبها من العصبية:يعطيك العافية حبيبي ..
طلع نفس و هو يجلس .. بعد ما وصل ركض للجوال:الله يعافيك .._كلمها بتردد:خلصتي حياتي ..؟!
جوري بتردد أكبر منه:ايه تقريبا الجامعة قربت تفضى ..
نواف بحماس:تأخرت عليك ..؟!
جوري:لا عادي بس أنا ما دقيت عليك عشان كذا ...
نواف .. حس بالخوف يتسرب له .. :خير صار معك شيء ..؟!
رجعت تبتسم:لا .. لا يروح فكرك لبعيد .. اليوم تعرفت على بنات و عازميني على الغدا ..؟!
.. كان الموضوع بالنسبة له صدمة .. نبرة صوتها ما بينت فيها الراحة .. بنبرة أقرب للعصبية:و ليش متصلة ..؟!
رفعت حواجبها متعجبة:دقيت أستأذن ..!
نواف .. و هو يأخذ نفس يهدي نفسه:سوي اللي يريحك ..
جوري .. و نظرة التفكير بعيونها:على كذا راح أتأخر في الرجعة للبيت و يمكن أنت ما تتغدا ...؟!
نواف و هو يقلب بالأوراق اللي على مكتبه .. :ما عليك بدبر نفسي ..
جوري بالها ما للحين مشغول:أكل المطاعم ما تحبة و شلون بتدبر نفسك ..؟!
نواف ابتسم و بصوت مزوح ما خلا من الغرور .. حتى يريحها .. :ليه على بالك أنتي الوحيدة اللي تعرفتي على ناس جدد ..!
ضحكت:طيب حبيبي أشوفك في البيت ..؟
نواف و الابتسامة تتلاشى من على وجهه .. :على خير إن شاء الله ..
..
قفل الخط .. "دوامك ما ينتهي إلا ثنتين ونص و أنت عندك زوجة و مسؤوليات و صعبة تستأذن من أولها .!! .. اليوم الله ستر و طلعت مع بنات بكرة و شلون بتدبر عمرك؟! .. و سرح بفكرة في همه الجديد ..
كان من جد مشغله و حس به يخرب عليه فرحته .. لكن مجرد أنه ما يذكر أنه مشغول بـ جوري .. ينشرح صدره .. و يتناسى كل الهموم ..
.._.._.._.._.._..
تمشي بين الحواري الضيقة ..
تبي تلمح باب بيتهم بس حتى تنسدح عنده .. اليوم كان متعب و طويل .. و زاد عليها الباص اللي كل يوم يقطها بأول الشارع .. ما يقدر يدخل بوسط الحواري ..
إذا هي بالموت تمر بينهم وشلون باص .. ضحكت على نفسه تسلي نفسها بنفسها ..
و اخيرا جا الفرج و لقت نفسها قدام البيت .. دخلت للبيت هلكانة موووت .. رمت شنطتها و جلست قريب من الباب ..
..
ناظرتها أمها اللي جالسة بـ فراشها قبال باب الشارع ..
بيتهم قد الغرفة لكنه مقسم بمساحات صغيرة مطبخ و حمام و غرفة نوم على جنب و الصالة هي اللي نصيبها الأكبر فـ الحجم ..
أم جمان .. و بكل خوف:جمان بسم الله عليتس يمة وش فيتس ..؟!
رجعت توقف رغم التعب .. بس ما حبت تشغل أمها:ما فيني شيء يمة .. كله تعب الطريق ..
أم جمان أمنيات تتكرر بداخلها .. ودها كل يوم تقوم و تستقبل بنتها بالأحضان .. بس رجولها ما تشيلها حتى ..:ليه ما ركبتي مع الباص اليوم ..؟؟!!
جمان و هي تنزل عبايتها:إلا .. بس تعرفين زحمة و حر ..
ناظرتها بكل أسى:ما عليه يا يمة اجر طلب العلم ..
ابتسمت و هي تدخل لغرفتها:ما تشكيت بس أطمنك علي .. يالله ربع ساعة و الغدا جاهز ...
ابتسمت بكل حزن .. :ارتاحي شوي يمة توك راجعة من المدرسة ..
اتسعت ابتسامتها و هي تطلع من الشبه غرفة .. :بس أنتي ما كليتي شيء من عقب الفطور ..!!!
أم جمان و هي تريح ظهرها:بس القهوة تسد الجوع ..
قربت منها و بكل قلق:تجوعين الصبح .. ليش ما قلتي لي على الأقل أصلح لك شيء خفيف يسد جوعك ..
ابتسمت بألم .. "وش تصلحين من كثر المقاضي فـ مطبخنا مافيه الا رز و خبز أمس" ..:لا يايمة وش يجوعني و أنا نص الوقت نايمة بس أقول لو كنت جوعانه بـ أشرب لي كم فنجال قهوة يسد جوعي .. بس أنتي ارتاحي شوي وعقبها سوي الغدا ..
ابتسمت بتعب .. كانت تتمنى هالشيء بس ما حبت تجوع أمها و طمنتها أمها بكلامها .. سندت ظهرها على الجدار:إن شاء الله يمة ..- غمضت عيونها براحة أكيد بترتاح يكفيها أنها تحت رجول أمها ..
.._.._.._.._.._..
سحبت كرسيها وهي تجر فيه لداخل الطاولة .. بعد ما جلست .. بكل ضيق:موب فـ غرفتها ..
أم ريان .. مصدومة:وين راحت البنت ..؟!
ريتاج بكل برود:تراها كبيرة موب بزر ..!!
لف أبو ريان على ريناد .. اللي ماسكة ملعقتها و تحوس بها فـ الصحن مع أنه فاضي ..
..
ريناد فـ عالم ثاني .. عالم انولدت فيه و عاشت فيه ... طفولتها و مراهقتها و حتى شبابها ..
عالم ضحكها .. و في نفس الوقت بكاها .. على قد ما دخل الفرح لـ قلبها .. تركها تنزف جروح ما لها حصر .. تنهدت و بالها مشغول معه .."يا ترا وين بتكون .. كنت معتمدة على ليان تطمني عليك دوم .. بس صارت هي اللي تخوفني عليك الحين .. يا ترا مجبور تغيب أو متعمد تختفي يا بسام .. بـ ..
قطع تفكيرها صوت أبوها يناديها للمرة الثالثة ..أبو ريان بصوته الجهوري:رينااااااااااااد ..
رفعت رأسها و نظرات الشرود بعيونها:سمّ ..!
أم ريان و هي تغرف الأكل:وين رحتي ..؟!
ريتاج و عيونها على الأكل:اللي مأخذ عقلك يتهنى به ..
ابو ريان بكل ضيق:اتركو عنكم الحكي الماصخ .. الحين جنى موب معك فـ نفس الجامعة ..
ريناد:الا ..!!
أبو ريان و هو يعقد حواجبه:يوم أنها ما طلعت معك ما شفتيها تروح مع أحد ..
ريناد بدت تستوعب الموضوع:طلعت ما شفتها .. توقعت أنها سبقتني لأنها خلصت قبلي .. – وقفت:بس بدق عليها أشوف ..!
انسحبت ريناد من جهة و انضم بدر من جهة ثانية ..
أبو ريان ..:وين أخوك ..؟!
بدر و هو يراقب ريناد و هي تبعد:شوي و ينزل ..
..
رفعت بلوزتها الصفراء الطويلة و طلعت الجوال من جيب البنطلون الجينز ...
ضغطت على الاختصار و على طول دق رقم جنى ..
حطت السماعة على أذنها و مسكت أطراف شعرها العنابي الرطب .. تلعب فيه بكل توتر ..
سرحانها قبل شوي وترها .. و خاصتن بعد كلمة ريتاج .."اللي مأخذ عقلك يتهني به" ..
تنهدت بكل ضيق و هي تسمع رنات الجوال .. اللي ما تعرف عددهم بسبب توترها ..
ردت و الضحكه تسبقها:ههههههههه اهلين رنوو ..
ريناد بكل ضيق ..هنا الكل قلقان عليها و هي مستانسة برا ..:حيا الله العمة ..
جنى و ضحكها مستمر:هههههههههههههه .. لا لا ما تقولين عمه إلا إذا صرتي معصبة ..
ريناد و هي تهمس بعصبية:وينك يا الشينة .. الكل يسأل عنك ..؟!
جنى بكل فرحة:تسأل عنهم العافية .. أنا طلعت من لمو و جوري نتغداء برا ..
رفعت حاجب:نعم ..؟!
ضحكت بصوت أعلى:ههههههههههههههههه .. نحتفل بجوجو ..
زفرت بكل ضيق:يا الخونة ما تعزمون ..؟!
جنى:دورتك بس ما لقيتك و بعدين كلنا جوعانات .. طلعنا قبل لا نموت ..
قاطعتها:طيب .. طيب .. خلاص .. أنا بعد ميتة جوع يا الله بااااي ..-سكرت من غير ما تسمع رد ..
رجعت تنضم لـ أهلها .. بدر يناظرها بكل ترقب .. لكنه ما قدر يسأل .. شيء بداخله يمنعه ..
يتبع ,,,
👇👇👇

اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك