رواية بقراري ضيعت نفسي واحبابي -15
تقدم أبوه وجلس بطرف السرير: شلونكـ
فيصل: كويس
أبوه: ما قلت لي متى ناوي تبدا العلاج الطبيعي
ناظره فيصل بصدمه: ايش
أبوه: فيصل ليه ما قلت لي أنكـ ما تقدر تمشي بسبب الحادث... أنا قريب برجع الدمام... تبي الناس تقول إني مقصر عليكـ
فيصل ساكت....
أبوه: وأمكـ تدري
فيصل: إيوه أنا قلت لها
أبوه: وليه ما قلت لي... أنا مو أبوكـ مالي حق عليكـ... ولا تبيني أدري من الناس
أخذ فيصل نفس عميق وقال: يبه تمنيت أنكـ بنفسكـ تسأل الدكتور عني... ودي أشوف اهتمامكـ فيني، أنت تركتني عند أمي وما تدري عني... أهم شي عندكـ أنكـ تحول لي فلوس بالبنكـ... يبه أنا ما أبغى فلوسكـ، أبيكـ أنت أبي الناس تعرف إني ولدكـ... لأني كلما رحت لمدير أو مسؤل يقرا أسمي ويقول من متى تركي عنده ولد... أحسكـ يا يبه متفشل مني لأن أمي فقيرة... وما تناسب عايله العالي
أبو فيصل: فيصل أول شي أمكـ هي بنت خالتي طيب
تفاجئ فيصل: جد!!
أبوه: ايوه فلا تقول عن أهلها كلام مو زين... لو مين كانوا أهلها
فيصل: أنا ما قلت شي عنهم... بس أنا أفسر اللي أشوفه
أبوه: لا تفسر من كيفكـ... وترا أمكـ مو فقيره غير خالكـ اللي أكل حلالها
فيصل: عارف
أبوه: وبعدين أنا تركتكـ عند أمكـ لأني فقدت أمي من قبل وعارف قيمة وجودها... ما بغيتكـ تعيش تعيس مثلي
فيصل: كيف تعيس
أبوه: عشت تعيس لأني فقدت أمي وأنا صغير... وما لقيت من يسمعني وينصحني إلا أصحاب السوء... بس الحمد لله بفضل الله ثم أمكـ تركت الطريق اللي كنت ماشي فيه... وعلى ها الأساس أنا تركتكـ عند أمكـ... بس كلامكـ صحيح أنا مقصر بوجودي معكـ... والدنيا اشغلتني عنكـ... وهذا مو معناه إني ما أسأل بسام عنكـ... يعني أخباركـ توصل لي بشكل مستمر... أنا يا فيصل تركتكـ عند أمكـ بس حرمت فاتن منها
فيصل: وش فيها فاتن
أبوه: أنا خفت أنكـ تعيش مثلي ونسيت فاتن... صارت هي التعيسه... أنت عارف أن البنت تتبع أمها بس فاتن ما لقت من يسمعها... عشان كذا دورت ها الشي بره البيت... وللأسف بطريقه خطأ
فيصل: يعني تبيني أسامحها
أبوه: ياليت يا فيصل
فيصل: نجوم السماء أقرب لها
أبوه: وش السبب
فيصل: يبه لا تظن إني أعرف بنات أو أكلمهن... أنا ما سويت ها الشي إلا لما اقنعوني ربعي وقالوا أنها تسليه... وللأسف ما طحت إلا على أختي
أبو فيصل: لا حول ولا قوة إلا بالله
فيصل: يبه تعرف معنى رجال يكلم بنت... معناه بتكون البنت حديث المجلس... ذاك يقول كيكه وهذا يقول مستعمله وغيركـ شبعان فيها... منيب مصدق إني سمعت ها الوصف عن أختي... اللي سوته فاتن جريمه وجريمه تستاهل عليها القتل
أبو فيصل: عارف يا فيصل... بس أبيكـ تعذرها لأني حرمتها من أمها ولهيت عنها
فيصل: مدري ليه أحسكـ تدور لها عذر... صحيح وجود الأم مهم بس فاتن عارفه أن اللي تسويه غلط... ومع كذا مستمره وما همها أحد.... والله العالم وش مسويه دانة
أبو فيصل: فيصل منيب عارف كيف أشرح لكـ... بس لما كنت أسوي الغلط كنت عارف إني غلطان بس ما همني... ليه أهتم بالصح والغلط دام ما فيه أحد يسأل عني ويخاف علي... ولا تتهم دانة بشي لأنها ما تطلع من البيت إلا وهي معي ولبيت جدتها
فيصل: وليه ما صارت فاتن مثلها
أبوه: دانة عندها خالتها تحبها وتسأل عنها... غير الزيارات والإتصالات فيها... وأنت ما تدري يمكن ثقب القلب اللي فيها معنها تكون مثل أختها
فيصل: دانة معها ثقب بالقلب !!
أبوه: ايوه عشان كذا هي هادية وحساسه... وقليلة طلعاتها لأنها تتعب ولازم أكون أنا معها
فيصل: الله يشفيها
أبوه: آمين... وش قلت على فاتن
فيصل: منيب مكلمها ولا أبغى أناظر خشتها
أبوه: تبيني أترجا فيكـ يا فيصل
فيصل: حشا ما بغيتكـ تترجاني بس..
قاطعه أبوه: لا تبسبس ولا شي... أنت عطها فرصة وأن شفت شي أو شكيت بشي... عاقبها بالشي اللي تبيه
فيصل: طيب يا يبه يصير خير
وقف أبو فيصل: عموما أنا كلمت أخصائي عظام... ودكتور مختص للعلاج الطبيعي... وبكره هم عندكـ عشان يقرورون كيف يبدا علاجكـ
فيصل: الله يخليكـ لي يا يبه ولا يخليني منكـ... ـ شاف أبوه ابتسم له وقال: يبه وين رايح
أبو فيصل: بمشي خواتكـ لحالهم بالبيت... وبكرة بيجيبهم لكـ وياليت تستقبلهم عدل
فيصل: طيب يا يبه
بنفس الوقت....
ببيت أبو راكان....
رياض اتصل بمهند وطلب منه يجي له....
رياض: مهند أبي أعرف ليه سألتني عن البندري ذاكـ اليوم
توهق مهند: ولا شي... بس قلت لكـ إني سامع عنها
رياض: مهندووه بلا هبال... إذا تعرف بيتها خذني لها
مهند: ليه
رياض: لأنها عمتي
مهند: من قالكـ
رياض: خالتي قالت لي... تعرف بيتها
مهند: ايه
رياض: جد!! خذني لها
مهند: ليه وش تبي منها
رياض: هذي عمتي وياليت ما تتدخل
عصب مهند: وإذا قلت لكـ أنها أمي وش بتقول
تفاجئ رياض: أمكـ؟؟
مهند: ايه أمي... وأنا عارف أنكـ ولد خالي... وعارف أن أبوكـ أخذ حلالها
رياض مصدوم أن مهند عارف كل شي: وكيف عرفت
مهند: من أمي... أنا لما عرفتكـ لاحظت تشابه الأسماء بينكـ وبينها... ولما سألتها قالت لي كل شي
رياض: وليه ما قلت لي
مهند: إذا أبوكـ ما قال لكم ليه أنا أقول
رياض: طيب ممكن تاخذني لها... أبغى أقابلها
مهند: بس يا رياض... إذا عرف أبوكـ بيسوي مشاكل مع أمي
رياض: لا تخاف أنا مدبر كل شي... وأنا ما عرفت أنها عمتي إلا من خالتي
ناظر رياض بيت عمته العادي.... طبيعي بيكون كذا لأن أبوه أكل فلوسهم....
رياض: هذا بيتها
مهند: ايوه... ليه متوقع احسن من كذا
سكت رياض دقايق وبعدها قال: مهند رجعني للسيارة ما أبغى أقابلها
مهند: ليه
رياض: مالي وجه أناظرها وأنا عارف اللي سواه أبوي فيها
مهند: طيب... بس ع الأقل سلم عليها ومو شرط تقولها أنكـ عرفت بالسالفة... وبعدين ترا أمي طيووبه يعني لو يجي خالي ويعتذر منها... بتسامحه بدون ما تاخذ فلوسها
رياض: خلاص دام إني وصلت بدخل
دخلوا للبيت وللمجلس.... مهند: دقيقة أناديها
دخل مهند وشافها جالسه بالصالة لوحدها.... مهند: يمه
أم فيصل: تعال مهند أجلس
تقدم مهند: يمه رياض ولد خالي هنا
أم فيصل: هنا
مهند: ايه بالمجلس
وقفت أم فيصل وراحت مع ولدها المجلس.... أنفطر قلبها لما شافت ولد أخوها جالس ع الكرسي المتحركـ.... وشكله معاق بشكل تام....
رياض ما كان منتبه كان يناظر يده اللي بحضنه ومرتبكـ.... يفكر وش يقول إذا قابل عمته....
رفع نظره لما سمع حرمه تقول: رياض
قربت أم فيصل منه ونزلت لمستواه.... مسحت شعره وقالت بخوف: رياض وش فيكـ... وش صار لكـ، اللي أعرفه أن عيال أخوي سليمين... صار لكـ حادث ولا أنت مريض
طار الكلام اللي بيقوله رياض لعمته.... حس بخجل منها لأنها خافت عليه وتسأله عن سبب عجزه.... وأبوه مأذيها وسرق حلالها.... نزلت دموعه وقال بصوت باكي: مهند خذني للبيت طلعني من هنا
قرب مهند وقالت أم فيصل: ليه يا رياض... وأنا اللي كنت أتمنى أشوفكـ أنت وراكان بس منيب عارفه كيف... والحين تبي تطلع
ناظرها رياض ودموعه بخده: كيف تبيني أجلس معتس وأنا عارف اللي سواه أبوي فيتس وبعمتي... مالي وجه صراحه
مسحت أم فيصل دموعه وابتسمت: وأنت مالكـ ذنب يا رياض... وبالآخر سعد هو أبوكـ وربي يهديه... بس قلي الحين وش صار لكـ... من وين ها الإعاقة من حادث ولا ايش
رياض هدا شوي: مدري يا عمه... من شهر تقريبا صحيت من النوم وأنا أحس بجبل على صدري ويمنعني أتحركـ... كم دوله سافرت لها وكم دكتور رحت له... بس كل التحاليل تثبت إني سليم وما فيني شي... تعبت من المستشفيات والأطباء وسلمت أمري لربي... بس الحين عرفت أن ربي يعاقب أبوي فيني... لأن اللي سواه بأهله مو بسيط
أم فيصل: الله يهديه
باليوم الثاني....
وصلت فاتن لغرفة أخوها.... رفعت يدها وطقت الباب بتردد.... سمعت صوته يقولها تدخل.... فتحت الباب وطلت براسها لأنها خايفه أنه يطردها....
شافها فيصل وابتسم: تعالي يا فاتن أدخلي
دخلت فاتن وركضت لسريره.... حطت راسها عند يده وبكت وهي تقول: سامحني يا فيصل... الله يخليكـ سامحني
ناظرها فيصل وتذكر كلامه مع أبوه عشانها.... مسح شعرها وقال: فاتن أرفعي راستس
ناظرته فاتن ودموعها بخدها....
فيصل: لا تعتذرين مني يا فاتن... أنتي غلطتي بحقتس وبحق أمتس وأبوتس... مدري وين تفكيرتس وأنتي تكلمين الشباب من واحد لثاني
فاتن تبكي: مو قصدي بس أنا كنت...
قاطعها فيصل: لا تقولين لي أعذارتس بس أسمعيني شوي... البنت لما تلبس عباية مطرزة وكنها فستان سهره... وريحة عطرها تشمينها على بعد 10 أمتار... وتستعرض بمشيتها، هذي تقول للشباب الحقوني... تلبس وتكشخ ولما يطيح الفاس بالراس تقولوا الغلط من الشباب... مو هذا اللي تبيه البنت من البدايه... فاتن الرجال لما يشوف بنت متستره وما يبان منها غير يدها وعيونها... وعبايتها ما فيها أي زينه... صدقيني مستحيل يلحقها لو مجرد تفكير... لأنها تفرض عليه يحترمها
فاتن كانت تناظر بعيونه وتفكر بكلامه.... سمعت ها الكلام من قبل وتوها تفهمه....
أخذ فيصل حبة شوكولاته: ناظري يا فاتن... ـ فتح الشوكولاته ولحسها ومدها لها: خذي ذوقيها
انقرفت فاتن وعبست بوجهها: ييعع
ابتسم فيصل: شفتي كيف... البنت مثل الشوكولاته حلوه... بس محد ياخذ شوكولاته مفتوحه أو حد لمسها... ـ حط يده بكتفها وقال: يا أختي يا بنت أمي وأبوي... أنتي غالية مثل الألماسة... نحبتس ونخاف عليتس وما نعطيتس إلا لواحد يستاهلتس
ابتسمت فاتن وهي تمسح دموعها: منيب عارفه وش أقول... سمعت ها الكلام كثير من قبل... بس ما أثر فيني مثل الحين
فيصل بجديه: فاتن لو علي أنا ما حكيت معتس ولا ناظرتس... بس أبوي طلب مني أنسى اللي راح وأفتح صفحة جديده معتس... وهذا اللي سويته... بس إن شفت أو شكيت بشي... صدقيني ما يريحتس مني إلا الموت
فاتن: والله منيب راجعه لذاكـ الطريق
ناظر بعيونها وقال: وعد يا فاتن
فاتن: وعد
فيصل: وأن صار العكس
فاتن: دمي حلال عليكـ
فيصل: طيب وأعرفي أن هذا لمصلحتس
فاتن: عارفه
التفتوا لما فتح الباب ودخلت أم فيصل.... شافتها فاتن ووقفت وركضت لها ضمتها أم فيصل وبكت معها....
أم ديمه وأبوها، ونواف واخوانه كانوا ساكتين وهم يناظرونهم.... وبعد الدموع والأسئلة....
ناظرت أم فيصل ولدها وقالت: وش أخباركـ يا فيصل
الكل ضحكـ عليها.... فيصل: تو تذكرتيني يا يمه
أم فيصل وهي تقرب منه: فصيل عن الهرج الزايد
فيصل: شكل فاتن خذتس مني يمه... صح خالي
أبو ديمه: لا غلطان خل فاتن تتهنى بأمها
فيصل: أختكـ طبيعي بتكون بصفها
أم فيصل مبسوطة بشوفت بنتها: فاتن
فاتن: نعم يمه
أم فيصل: خليني أعرفتس على أهل أمتس... هذي أختي مشاعل
سلمت عليها فاتن: هلا خالتي مشاعل كيفكـ
ضمتها أم ديمة: هلا فيتس يا قلبي... وش أخبارتس
فاتن: كويسه
أم فيصل: وهذا بسام... زوج خالتتس وأخوي بالرضاعة
مدت فاتن يدها له: كيف حالكـ يا خالي
ضمها أبو ديمة: الحمد لله...ـ بعدها عنه وقال: كبرتي يا فتوونه وصرتي بنوو الصغيرة
فاتن: من بنوو
أم ديمة: دلع أمتس
سجى: وااااو يمه يدلعونتس بنوو
أم فيصل استحت: لا يكثر بس... فاتن هذول اخوانتس نواف ومهند
تقدمت منهم وقالت: كيف حالكم
نواف: الحمد لله
مهند: تمام... ـ ناظر أخوه وقال: صار عندنا أخت كبيره يمكن يعقلون البرزاين اللي جنبكـ
ندى: تكفى يا العاقل الكبير
ناظرتهم فاتن: وهذول خواتي صح
مهند: ايوه سجى وندى
قربت سجى من فيصل وقالت: فيصل خلني أقولكـ وش صار أمس
قاطعتها ندى: اسكتي أنا بقوله
سجى: لا أنا
وكالعادة سجى وندى يتناقرون وكل وحده تبي تقول السالفة....
مهند: على شنوو المناقر... على موقف تافه
ندى: مالت عليكـ... أنت ما فهمت اللي صار عشان كذا تقول تافه... فيصل أمس خالتي راحت....
قطعت كلمتها لأن سجى حطت يدها بفم أختها حتى تسكتها....
ابتسمت فاتن على رجة أخواتها....
سند فيصل ظهره لقاعدة السرير وقال: نواف واللي يرحم والديكـ طلع خواتكـ بره
توه بينطق رن جواله.... رد وسكر وقال: أعفيني يخوي أنا مواعد الشباب
طلع نواف وقال أبو ديمه: ها يا فيصل وش سويت مع العلاج
فيصل: ما قلت لكـ يا خالي... أمس أبوي جا لي وعرف إني ما أمشي وتكفل بكل شي
أم فيصل: جد!!
فيصل: ايوه... هو زعل لأني ما قلت له... بس الدكتور والأخصائي كانوا هنا اليوم الصباح... وإن شاء الله يبدأ علاجي من الأربعاء
أم ديمه: طمنتا يا فيصل... ـ ناظرت زوجها وقالت: يللا يا بسام
أبو ديمه: يللا
أم فيصل: وين
أبو ديمة: ديمة لحالها بالبيت تحترينا... لأنها تبي كم غرض من السوق
أم فيصل: خذوني معكم
طلعوا سوا.... دق جوال مهند وسكر وقال: يللا سجو وندوش مشينا
سجى: بدري
ندى: تونا
مهند: عمي يبيني وش أسوي
سجى: نبي نجلس شوي
مهند: لا والله ومن يرجعكم البيت
ناظرت ندى بفاتن وقالت: فاتن... عادي أبوكـ يوصلنا
ابتسمت فاتن: أكيد
سجى: تمام احنا بنرجع مع تركي أبو فيصل
فاتن: ههههههههه
تكتف فيصل: بعد تركي... تمونين أنتي وخشتس
مهند: سجى ندى قدااامي
طلعوا بعد ما سلموا....
فاتن مبسوطة بشوفة أهلها: ها التوأم شي والله
فيصل: صادقه... مسويات جو بالبيت
فتح الباب ودخلت أم فيصل....
فيصل: يمه وش فيتس رجعتي
أم فيصل: بجلس شوي مع فتوونه... تعالي يا يمه أجلسي جنبي
جلست فاتن جنب أمها.... رفعت العقد اللي لابسته وقالت: شوفي يمه
أم فيصل: هذا عقدي
فاتن: ايوه أنتي عطيتيني اياه وأنا حافظت عليه... كم مره قلت لأبوي يجيبني هنا ويقول منيب فاضي
أم فيصل: الله يسامحه... فاتن كيف كانت تعاملتس زوجة أبوتس
فاتن: كانت تحبني كثير يمه... لأن أبوي قال أنها جابت اخوان اثنين وتوفوا
فيصل: عندي اخوان توفوا... من متى
فاتن: توفوا وهم صغار... أخونا سلمان توفى بحادث وعمره سنة ونص... وأخونا عبد العزيز غرق بالبحر وعمره 4 سنوات
أم فيصل استغربت أنه سمى ولده عبد العزيز.... نفس أسم أبوها" أكيد صدفه.. مو حاجة ثانية "....
فيصل: الله يرحمهم
أم فيصل: ودانة كيف حالها
فاتن: كويسه
طق الباب ودخلت دانة: مرحبا
فاتن وفيصل: مرحبتين
فاتن: تعالي دنوون سلمي على أمي
قربت دانة ومدت يدها: كيفكـ يا خاله
أم فيصل: الحمد لله... وش أخبارتس أنتي
دانة: كويسه
قربت من فيصل وقالت: الحمد لله على سلامتكـ يا فيصل
فيصل: الله يسلمتس... أنتي قمر والله صدق من سماتس دانة
ابتسمت دانة وانفطر قلبها: وش ينفع جمالي إذا قلت لكـ إني مريضة
فيصل: وش فيتس
دانة: معي ثقب بالقلب يخوي
أم فيصل: قولي الحمد لله يا بنتي... ولا تناظرين الناس الصاحية... ناظري الناس المريضة وما عندهم قيمة العلاج
فيصل: أنا أعرف واحد كان يدرس معي بابتدائي ومتوسط... وكان معه ثقب بالقلب والحين شفته صاير عادي وما به حاجة... ولما سألته قال أن الثقب اللي بقلبه صغر
فاتن: يعني لا تخافين بإذن الله بيصغر الثقب... إلا ما قلت لي وين أبوي
دانة: نزلني وقال رايح مشوار وراجع
دق جوال أم فيصل وسكرت: يللا أنا طالعه
فيصل: مع من بتروحين
أمه: مع خالكـ... أنا قلت له يمر علي إذا خلص
فتحت الدرج وطلعت ملابس فيصل وقالت: أنا باخذ هذول معي
فيصل: وأنا وش البس ما عندي غيرهم
أمه: وهذول أنت لابسهم قبل... ما عليكـ بارسلكـ غيرهم مع نواف... ـ قربت منه وحطت يدها على كتفه: إذا بغيت شي اتصل فينا
فيصل: اوكي
راحت لفاتن وضمتها: انتبهي لنفستس يمه
دمعت عيون فاتن: طيب
بعدت أمها عنها وقالت: خذي رقمي من فيصل... وكل يوم حاكيني
فاتن: إن شا الله يمه
سلمت على دانة وبوستها: لا تنسين تدعي ربتس يا بنتي... ترا الشفاء بيد الله
دانة استغربت من اهتمامها: إن شاء الله
لبست أم فيصل البرقع وطق الباب وقال فيصل: تفضل
فتح أبو فيصل الباب: في أحد
فاتن: لا يبه حياكـ
دخل أبو فيصل وجت عينه بعين أم فيصل وهو يفكر بردة فعلها إذا عرفت باللي دار بينه وبين أبو ديمه.... ناظروا بعضهم لثواني والكل يراقبهم.... كسرت أم فيصل نظرتها وقالت: فمان الله
أبو فيصل وهو يتقدم لولده: شلونكـ يا فيصل
فيصل: كويس
دخل الشركة وعيونه تدور على راكان.... سأل عنه وراح لمكتبه.... طق الباب ودخل: السلام عليكم
استغرب راكان من ذا الرجال.... لأن ذقنه فيه شوية شعر ووجهه شاحب والسواد تحت عيونه.... وزياده أنه نحيف مررره.... قال راكان: وعليكم السلام نعم
ريان: أخ راكان العاصي
راكان: أيوه وش بغيت
ريان: بغيتكـ بموضوع أنت والوالد... وياليت أقولكم عنه الحين
راكان: ليه وش موضوعه
ريان: موضوع يخص أخوكـ رياض... تكفى يا راكان خلني أقابل أبوكـ ضروري أكلمكم
حس راكان أن الموضوع خطير وقال: دقيقة
وكلها دقايق وجلسوا بمكتب أبو راكان....
راكان: نعم يا ريان وش بغيت
ناظر ريان أبو راكان: أنا ريان بن محمد الخاني يبو راكان... محمد الخاني اللي سرقت منه شركته... واللي جته جلطة بسببكـ
أبو راكان ببرود: ايوه عرفتكـ وش تبي
ريان: أنت حرقت قلب أبوي يبو راكان وأنا قررت أنتقم منكـ بعيالكـ... وأولهم راكان
راكان: ايش!!
ريان: ايوه انتقمت منكـ بمايا
أبو راكان بصدمة: مايا
ريان: ايوه... عطيتها فلوس عشان تغريكـ يا راكان وصار اللي بغيته وخليتكـ تتزوجها... بس للأسف ما قدرت تاخذ منكـ المؤسسة
مسكه راكان من جيبه: ايا المـ.##..
ناظره ريان وقال بصوت مخنوق: أسمعني للآخر يا راكان... ولا تلومني اللي سواه أبوكـ لأبوي مو سهل
تركه راكان: كمل
ريان: لما قالت لي مايا أنكـ تزوجتها... التفت لأختكـ شوق
أبو راكان: شوق!!
ريان: ايوه صحيح تعبت معها بس إني قدرت عليها... وصارت أذكى مني وقالت لاخوانها
ابتسم راكان بشماته: أتوقع الدرس اللي أخذته من الهيئه كان كافي
ريان: الحمد لله... بو راكان أنا انتقمت منكـ بعيالكـ راكان وشوق... بس رياض ما قدرت عليه لأنه ما يهتم بالبنات بشكل عام... عشان كذا فكرت وما لقيت أحسن من السحر
راكان وأبوه بنفس الوقت: سحر!!
ريان: ايوه... عطيت خدامتكم فلوس عشان تجيب لي شعر رياض... ومنه عملت سحر من عند ساحره... ـ دخل يده بجيبه وطلع حجاب أبيض وحطه ع الطاوله وقال: ها الحجاب عطيته خدامتكم عشان تدفنه ببيتكم بتراب... وهذا اللي خلا رياض عاجز والأطباء ما عرفوا له علاج
ناظر راكان الحجاب وهو مصدوم.... كل شي توقعه برياض إلا أنه يكون مسحور....
كمل ريان كلامه: ومن اسبوع أبوي توفى... وصرت أشوفه بالنوم يتعذب وعرفت أن السحر هو السبب... لأني ما سويته إلا عشان انتقم لأبوي... دفعت دم قلبي لخدامتكم عشان ترجع الحجاب لي... وهذا أنا أسلمه لكم... ـ وقف وقال وهو يناظر أبو راكان: ما أبغى منكـ شي يبو راكان... كل اللي أبيه أنكـ تتقي الله بحقوق الناس... وترجع لهم فلوسهم... فمان الله
طلع ريان وهو مرتاح.... طلع وتركـ راكان وأبوه مصدومين....
راكان مذهول: سحر يا يبه... رياض مسحور
أبو راكان ساكت ويفكر بكلام ريان " كل اللي أبيه أنكـ تتقي الله بحقوق الناس... وترجع لهم فلوسهم "....
وقف راكان وقال: يبه باخذ الحجاب لشيخ يعرف يفكـ السحر
هز أبو راكان راسه وما يدري وش قال ولده....
بنفس الوقت ببيت أبو راكان....
رياض كان جالس بكرسيه المتحركـ ويفكر بعماته.... انتبه لما سمع أمه تناديه....
أم راكان: رياض وين رحت فيه
رياض: كنت أفكر
أمه: بايش
رياض متضايق من عمايل أمه: ولا شي... ولا شي
أمه: وش فيكـ
رياض بطفش: يمه قلت لتس ما فيني شي آآف
سكتت أمه وهي مستغربه منه....
نزلت شوق وقالت: هاااي ايفري بوودي
محد رد.... شوق: السلام لله
رياض: وأنتي ما سلمتي
جلست شوق جنبه وقالت: لا يكثر بس... تبي عصير
ابتسم رياض لأن شوق متغيره 180 درجة: ايوه
قربت الماصة من فم أخوها وهو يشرب....
شوق: بس
رياض: وأنا قلت لا... خليني آخذ نفسي
شوق: خلني أقولكـ ذيكـ السالفه
بدت شوق تقرر على راسه بسوالفها بالمدرسة مع المدرسات والطالبات.... ضحكوا سوا وسكتوا....
فجأة انشدت أعصاب رياض وغمض عيونه.... انتبهت شوق وقالت: رياض وش فيكـ
التفتت أمها وخافت لما شاف ولدها كأنه يتألم.... قالت بخوف: رياض وش فيكـ يمه... رد علي رياض
فتح رياض عيونه وصدره يطلع وينزل من اللي شافه.... وجهه أحمر وجسمه معرق بس فيه شي تغير.... الثقل اللي كان يحس به يضغط على صدره أختفى.... حركـ يده وشوي وقف وهو مصدوم....
أم راكان تهلل وتكبر وشوق معها.... رياض يناظر رجلينه مو مصدق أنه واقف.... يحركـ يدينه وهو مصدوم أنه قدر يحركهم....
دخل راكان وانبسط لما شاف رياض واقف وأمه تزغرط.... وقال: رياض
رفع رياض راسه وناظره.... قرب راكان من أخوه وضمه ودمعت عيونه.... وهو يقول: سحر يا رياض... كان معمول لكـ سحر
رياض كأنه بحلم: سحر!!
راكان: ايوه أسمع.......
حكى له كل شي قاله ريان.... وقف رياض وهو مقهور من أبوه.... دخل أبو راكان وانبسط لما شاف رياض واقف.... ضمه وهو يقول: ألف الحمد لله لكـ يا رب
ناظر رياض أبوه ببرود وقال: يبه وش سويت مع ولد الخاني
أبو راكان: من بكره بينزل له مبلغ محترم بأسم أبوه
رياض: وعماتي
أمه وأبوه تفاجاو....
راكان: ايش
شوق: أي عمات
رياض: يبه ما تشوف اللي صار لي ولاخواني عقوبه من الله... بسبب اللي سويته بعماتي
راكان: ومن قال أن عندنا عمات
رياض بقهر: عندنا عمات يا راكان مشاعل والبندري... بس أبوي أنكرهن بسبب الطمع... حنا عايشين مرفهين على حساب غيرنا... ها البيت حرام علينا، أكلنا وشربنا ولبسنا بفلوس حرام... لأنها فلوس عماتي اللي أبوي أخذها منهن
شوق: وش تخربط
رياض: شوق تذكرين الفراشة اللي ضربتس بالمدرسة
شوق: ايوه
رياض: هذي عمتتس البندري... هي عارفه أنتس بنت أخوها عشان تسذا ما هتمت فيتس وضربتس قدام الكل
شهقت شوق وقال راكان: كيف عمتي فراشة
رياض: قلت لكـ أبوي أخذ حلال عماتي... ما رضى يزوجهن إلا بعد ما تنازلن عن نصيبهن من أملاكـ جدي... أخذ فلوسهن بالغصب وتركهن على بساط الفقر... عشان تسذا عمتي البندري عزت نفسها واشتغلت فراشة حتى ما تمد يدها للناس
أبو راكان وأمه الصدمة الجمتهم....
رياض: ارتحتي يا يمه من بعد ما بعدتي أبوي عن عماتي... وهو الأخ الوحيد لهن وما لهن غيره... ـ ناظر أبوه: تدري يا يبه من كم يوم زرت بيت عمتي البندري
أبوه: وش قلت
يتبع ,,,,
👇👇👇

اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك