بداية

رواية اعدت برمجة ذاتي -11

رواية اعدت برمجة ذاتي - غرام

رواية اعدت برمجة ذاتي -11

جون ببتسامة خفيفه : و حتى أن فعلت !؟ هل تظُنين أنني سأُسارع بأخبارك عنه ؟ ( ببتسامة ساخره ) لن أقع في نفس الخطأ مرتين . . !!! . . .
فهمت نغزته وقالت : ألن تكف عن هذا ؟
جون : سأفعل ! ولكن لا تُعاودي طرح هذا السؤال علي مجدداً . . لآنه هذا جوابي الوحيد عليه , لستُ ساذجاً آمي !
كاثرين : لم أقل أنك ساذج ! أنـا فقط أشتاق لأبنتي , وأود أن أراها لا غير . . .
جون : هي لا تريد ذلك !
ديفيد : ولن تفعل !
كاثرين تسندت على الكرسي وقالت بضيق : تتعمدون دائماً تعكير صفو مزاجي !
ديفيد : لم أتعمد ذلك ! هو من فعل . . . !
كاثرين خزته بـ طرف عينها : إلم تنعت أبنتي بـلـ الأرهابية منذ قليل ؟ ( تأشر بـ أيدها وتغير من نبرة صوتها ) مطلوبه حيه إو ميـتـه !
ديفيد يحرك كتفه ببساطة : هي الحقيقة ؛ تقبليها !
دفع جون الكرسي برفق للورى و قام من المكان بكبره تاركه لهم بعـد ما قال بهدوء : عمتم مساءً !
أسـتـدار وعطاهم ظهره بدون ما ينتظر يسمع منهم الرد على جملته البسيطة
إو حتى . . . الأعتراض عليها !


الشارع هذا بذات. .الأنـارة فيه شبه خافته , لكن اليوم وبشكل أستثنائي كان جزء كبير منه مـنـــور على غير العادة ! رغم حلكة الليل . . . , والسبب يرجع للحادث المروري البشع !! اللي إودى بحياة 6 أشخاص من أصل 9 , ما نجى منهم إلا 3 و حالتهم كانت جداً . . حرجة !!!
صرخ واحد من رجال الأسعاف بـ : أحملوهم بسرعة إلى السيـــارة . . . . ( بصراخ أقوى تخلل الأزعاج اللي محاصره من جهاته الأربع سواء من المسعفين إو رجال الشرطه إو حتى رجال الأطفـاء ) بــــــــــسرعة !!!
أمتثلوا للإوامر وأرفعوا المصابين الثلاثه كل واحد منهم بـ نقــالة . . و حطوا كل واحد فـيهم بـ سيـارة أسـعـاف منفصــلــة !! بحكم أن كل سيارة تتسع لمريض واحد فقط . . .
وعلى طول باشروا بأسعافهم داخل بصورة مؤقته . . سواء من تركيب الأكسجين . . . إو من تطهير الجروح !! إو حتى بـ محاولتهم لـ وقف النزيف القوي المنبعث من الجرح العميق فـكـتـف واحد من المصابين . . . ! لين بس يوصلون للمستشفى . . وهناك بيتكفلون بهم عدل !! . . .


بينما فـ مكان الحادث !! كـانت المحاولات مازالت قايمة لأطفــاء الـنيران المشتعله علشان يقدرون يطلعون باقي الجثث من داخل السياير قبل لا تتفحم من قوة النــار ويصير التعرف عليها صعب !!!
و بعد فترة طويله أبذلوا خلالها مجهود كبير ؛ قدروا يخمدون الـنـيران . . لكن للأسف أنهم ما قدروا يمنعون بعض الجثث من التفحم !!
أرفعوا الجثث لسيارات الأسعاف الباقيه . . . و أنزلق من على راس وحده منهم حجـــاب ألتهمت النيران جزء كبير منه مثل ما ألتهمت جزء أكبر من شعر صاحبته وجزء لا يستهان بـه من فروة راســهـا بــعــد . . وحولة صورتها الجميـلـة لـ صورة مقززه تشمئز النفس البشرية من الـنــظر لــهـا . .
ما تكلف حد من المسعفين وألتقط الحجاب . . لآنه ما في مجال يقعدون يلتقطون الشغلات البسيطة اللي قاعده تتساقط من الجثث . . . . وراهم شغل آهم من هذا . . !! كملوا مشيهم بأتجاه سيارة الأسـعــاف و داسوا عليه فـ طريجهم !! وأول ما ركبوا النقالة داخل سيارة الأسـعــاف غطوا ويه الجثه بـ اللحاف دليل على . . . . موت صاحبتها !


ساعة كبيرة مترأسه الطوفه تشير لـ 9:30 م , و هدوء كبير طاغي على جو المكان . . . هدوء نهائياً مب غريب على جو المكتبه ! اللي تلزم على مرتادينها الصمت الـتــام . . أحتراماً لمكانة الكتـب !! . .
أقتربت منه مره كبيره بـ السن التجاعيد ناهشه ملامحها ونظاره طبيه سميكة مستديره بحجم معقول !!! تغطي نص ويها ويتدلى منها من الصوبين خيط أسود مستقر ورى رقبتها !
وشعرها قصير مموج لتحت إذنها عباره عن مزيج متناغم مابين درجات الرصاصي والإبيض , أما طولها ! فما أبالغ لو إقول إنها كانت توصل لـنص صدره ! مب لأنه طويل !! ألا لأنها هي قصيرة . . .
أنبعث منها صوت كأنه طالع من جوف بـئر وقالت بغضب : أنت ! يجب أن تنصرف , سأقوم بأغلاق المكتبه الآن !! . . عد فـ الصباح و أقرى ما شئت من الكتب . . .
جون اللي كان رافع الكتاب بـ مستوى مناسب لـ نظرة . . ويقرى فيه بـ تركيز بالغ ماقطع عليه ألا صوتها المبحوح !
نزل يده اللي ماسك فيها الكتاب وقال بنفاذ صبر : لقد أخبرتكِ أنني سأرحل بعد قليل ! أمهليني دقيقة فقط . . . !
العيوز : ولا حتى جزء من الثانية ! كان يجيب أن أغلق المكتبة منذ نصف سـاعة . . أنظر كم الساعه الآن ؟ هل تنوي المبيت هنا آم ماذا ؟ . . .
جون بسخرية : بالطبع لا ! ألا أذا كنت أنوي الأستماع إلى هذا النشاز طوال الليل . . . . !
العيوز بملامح أزداد أنعقادها . . وازدادت حدة تجاعيدها : أيها المتعجرف الصغير !! . . أنصرف الآن وألا سأقوم برميك خارجاً
جون : أففففففففف ! ألا تفهمين الأنجليزية ؟! قلت أنني سأنصرف بعد دقيقة . . أصبري قليلاً
العيوز تمسكه من بلوزته : و أنـا قلت أنك ستغرب عن وجهي فوراً وفي هذه الثانية آيها الوقح !
جون نفخ بصوت عالي , مد يده وخذى مجموعة من الكتب وقال وهو يتعداها بـتجاه الطاولة : حسناً . . سأخذ هذه معي !
بقتت عيونها على كبرها من تصرفه : هيييييه أنت ! لا يسمح لك بأقتناء أكثر من كتابين . . ( تلحقه ) . . هذا مخالف لقوانين المكتبه !!
جون وهو يحطهم كل أبوهم فوق الطاولة ويقول بنظرة تحدي وهو رافع واحد من حواجبه : أختاري ! تُعيريني هذه الكتب . . أم أكمل قرائتي لها هنا !!
العيوز وهي تقترب منه بخطوات باين الكبر فيها : سأعيرك كتابين فقط ! وستكمل قرائة الباقي غداً . . . .
جون : لـــــــن أفعل !
العيوز : كف عن التصرف كـ الأطفال !! لن أخالف قوانين المكتبة من أجلك !
جون : ستفعلين ! وألا فلن أرحل . . . ( خذى الكتاب اللي كان يقرى فيه من شوي وكمل قرايه )
العيوز بتنرفز : يــال هذا الصبي !
جون : لستُ صبياً !
العيوز تسحب الكتاب من يده وتقول بجدية : عُد غداً !
جون : أحتـــــاج هذه الكتب اليوم ! وفي هذه الساعه بـ التحديد , ولن آخرج من هنا إلا وهي معي . . .!
العيوز بنفاذ صبر : أفف , حسناً . . سأُعيرك هذه الكتب . . . . ولكنك ستُعيدها في الصباح الباكر . . أتفقنا ؟!
جون : حسناً !
العيوز وهي تلف حول الطاولة وتقعد على كرسيها . . وتفتح السجل العود : أعطني بياناتك !
عطاها بياناته كامله علشان تدونها . . وسجلت أسم كتابين بس داخل السجل . . . رغم أنهم خمسه !
وقبل لا تسمح له ياخذهم ويطلع . . مدت يدها وهي تقول : بطاقتك الشخصية لو سمحت !
جون عقد ملامحه بستغراب : لماذا ؟
العيوز : ضمان ! حتى تعود غداً مجبراً لأخذها . . وألا سأقوم أنا بتسليمها لمركز الشرطة وأتهمك بالسرقة !!!
جون زم شفايفه بقوة على هالمخ اللي عندها وقال : حسناً ! ( طلع بوكه من جيب بنطلونه الخلفي , ومنه طلع البطاقة وهو يقول ) لو تلفت إو أصابها خدش صغير ! سأتهمك بسرقتها ( يغمز ) نحن متعادلان الآن أليس كذلك !
عطته نظرة صاروخيه وقالت بحقد : أغرب عن وجهي !


شال الكتب اللي أستعارهم من المكتبه , وغرب عن ويها مثل ماطلبت ! حطهم بـ المقعد المجاور لــه . . وتوجه بهم للبيــت . . .
وراه سهره طويله اليوم بيقضيها على هالكـتــب !! وشكله جذي راح يسحب على الجامعة باجر , لآنه عنده اللي أهم !!!
ناوي ينشغل بـ تجهيز المجلد اللي وعد بـه المركز الأسلامي و يجمع به أكبر قدر ممكن من الأدلة اللي تدينهم !! . .
علشان يحاجج بهم أيميلا لا نوى يفتح معاها هالموضوع من يديد وهو مستند على أدلة و حجج و أثباتات كافية للأقناع . .
يربط بهم لسانها ويضعف حجتها لا نوت تجادله . . والأهم من كل هذا ؛ يضمن أن النقاش بينتهي لـ صالحه فـ الأخير !
ع الأقل بهلـ طريقة راح ينشغل بـ التفكير بشي ثاني غير خيانة آشلي ! وكلام ربعه القوي عن أخته . . اللي بحد ذاته قاعد ينرفزه كل ما طرى على بــالــه . . .
اللحين مافي مجال أنه يرجّع عجلة الحياة لورى علشان يغير فـ اللي راح ! لآنه اللي صار صار ومافي مجال لتغير . .
ربعه جافوها خلاص و كلوا فلحمها لين قالوا بس . . . و آشلي خانته مع أقرب ربعه - بسببه هو و بسبب تطنيشه لأهم موعد يجمعه فيها - وكل هذا ما عاد يقدر يغير فيه شي
لا هو اللي بيقدر يمسح الجزء الخاص بـ أيميلا من مخ ربعه ؛ ولا هو اللي بيقدر يمسح من مخه المنظر المؤلم اللي جاف بـه حبيبته مع رفيجه !
كل اللي بيده يسويه اللحين أنه يصلح كل شي قابل لتصليح حوله !! . . إمــا اللي أنكسر فـ ماله داعي يفكر بـه من الأســاس !
لآنه عمره ما يتصلح . . .


حرص أن يدس القرآن المترجم بين الكتب لما نزل من سيارته ! علشان لا ينتبهون له آمه إو أبوه . . لا أضطر يتصادف مع واحد منهم داخل !!
ولحسن حظه أنه دخل البيت فـ موعد نومهم و أجتاز أكبر عقبه ممكن تصادفه فـ طريجه لغرفته . .
إلا وهي أن يشرح لهم سبب رجوعه للبيت مع هلـ كتب اللي تتكلم عن الأسلام من منظور نصراني متعصب
لآنهم أحتمال كبير يرفضون فكرة أنه يقراهم من الأساس ؛ بحجة أنه عيونه راح تتفتح على آمور تخص الدين الأسلامي مو المفروض يتعمق بها , خاصة وهو أساسه الديني ضعيف وهش ومايعرف عن عقيدته إلا القشور ! . . . وإي تشكيك مُبطن يمر عليه فـ وحده من هالكتب . . راح يثير فـ نفسه تساؤلات أحتمال تزعزعه و تخليه يسلك طريج أخته . . . . !
لكن من وجهة نظره ؛ هذا عذر مو كافي ! لآنه أذا جينا للأساس . . فـ أساس أخته الديني كان قوي جداً . . لآنها كانت راهبة . . ومع هذا بدلت دينها وأعتنقت الأسلام و ضربت بـ الكل عرض الحائط مثل ما يقولون . . وما ساهم أساسها القوي فـ ردعها عن هالخطوة الجريئة ! بـ العكس ؛ كان يوم عن يوم يضعف . . ويضعف . . . ويضعف ! لين ماعاد يجوف له إي تأثير فـ حياتها
و بـالمقابل ؛ أساسها الأسلامي اللي كان حديث المولد كان يقوى يوم بعد يوم ويقويها معاه ! لحد ما صــارت كل المصايب المحيطه بها مولدات طاقــه بالنسبة لها . . .
تستمد من خلالهم القوة !! وتضاعف عن طريقهم حجم صبرها وتحملها . . .
وكل مازادت ؛ كل مازاد تمسكها فـ دينها اليديد ! رغم أنه من المفترض يصير العكس !! . . . لكن فـ حالة آخته ! الموضوع مختلف !
بـه سر ! ماراح يتهاون فـ الكشف عنه عما قريب .


دخل غرفته وسكر الباب بريله , حط الكتب فوق سريره . . ورجع للباب ! أدار المفتاح فيه وأقفله ! شبك أصابعه مع بعضها البعض و طرقعهم ! وعلى طول توجه صوب الكتب
قعد مجابلهم . . . و نقل نظرة بينهم !
حس أنه في شي ناقص ! . . . كتاب مهم نساه ؟ . . كتاب سقط سهواً وراح عن بــاله ! . . كان المفروض يكون إول كتـاب ينحط فوق سريره !! . . بس شنو هالـ كتاب ؟!! . . . .
دخل فـ دوامة تفكير طويلة ! أستفاق منها أخيراً بعد ما تذكره ! . . كان الكتاب المقدس ! أهم كتــاب من بين كل هالكتب الموجودة فوق سريره . . .
لآزم يكون موجود خلال تصفحه لـ قرآن المسلمين . . !!! علشان لما يجيب الأدلة منه يدعمها بـ أثباتات من الكتاب المقدس و تكون ساعتها حجته قوية ! غير قابله لتشكيك . .
قبل لا يوقف على حيله و يروح يدور على الكتاب بين أغراضه , تعالى رنين جوالــه فـ أركان الغرفة . . .
توجه ناحيته . . وجاف الرقم !
كان رقم غريب ؟ مب مسجل عنده فـ اللسته ولا حتى أرقامه مألوفه له . . . توقع تكون حركة من روبرت علشان يقدر يصيده ! فـ ضغط ع الزر الأحمر على طول وريح راســه
وهو ما يدري ! أنـه هـ الرقم . . كان جاي من المستشفى اللي لـقوا رقمه فـ قائمة ( الأرقام التي طلبت ) وكان أسمه مترأس القائمة كـ أخر شخص أتصلت بــه . . .
كانوا متصلين يزفون له خبر مؤسف يتعلق بـ أخـــتــه ! اللي ناوي يقرى كل هالكمية الكبيرة من الكتب ؛ . . . . علشانها !


غارق فـ ظلام دامس . . ومب قادر حتى يفتح عيونه , يسمع مجموعة متداخله من الأصوات بعيدة تداعب أذنه . . مب قادر لا يميزها ولا حتى يميز اللغة اللي يتكلم بها أصحابها !!!
كل اللي عارفه اللحين أنه في مجموعة أيــادي يفوق عددها الـ 2 ! مشغوله بـ رفعه لـفوق بشويش ؛ حطته برفق وخفه فوق سطح ناعم مستوي مايدري شنهو ؟! . . .
مب متذكر عدل شللي صار !!! . . ذاكرته شبه مشوشه . . . . مايدري هو من الألم . . وله من شنو بالضبط ؟!
كــان عند عمه فـ المستشفى . . . . أيه , كان عنده ! طلب منه يجيب بنت فهد . . . و . . . ! و . . . و جابها !!! كان قاعد يسولف معاها . . . يحاول يلطف الجو . . .
بس في سيارة غريبة سرعتها تعدت الحد المسموح بــه . . قطعة عليه الطريج فجأه . . وأصطدم بها بقوة . . . و لا شعورياً لـقى نفسه منقلب . . بعد ماحاول محاولة فاشله أنه يتفاداها ! . . . .
آخر شي يذكره الأصطدام القوي !!! كان قوي جداً . . . أمتزج مع صوت صراخ أيميلا اللي كان أقوى !! و . . . و . . . وبـعـدها . . . . ما يدري شللي صار ! . . . لآنه غــاب عن الوعي تماماً لما ضرب راســه بـ الســكــان بقوة فضيعه . . . . وما حس باللي صار عقب !
يا ترى شصار عليها ؟!! صراخها كان حيل قوي . . . . معقولة ماتت ! . . ما يستبعد هالشي !! والأهم من هذا . . هو ! شـصــار فيه ؟ وينه به اللحين . . . . معقولة يكون ميت هو بعد !!! . .
ميت ؟
لا مستحيل !
مستحيل يكون مات ؟!!! يعني لو هو ميت اللحين . . . لآزم يكون فـ الثلاجة . . . ثلاجة الموتى ! لين يجي حد من أهله يستلم جثته !!! . . . لحظة ؟ وليش ما يكون هالمكان اللي هو فيه اللحين ثلاجة الموتى ؟
هو حتى مب قادر يفتح عيونه !! مب قادر يحرك شي من جسمه . . . . معناته أنه فعلاً ميــت !! . . . . أأأأأأأأأأأخ . . ألم فضيع يتراكض فـ كل زوايا جسمه ! . . . ألم لو قدر يحرك شفاته فهلـ لحظة كان صرخ بـ أعلى حســـه من قوته . . . . . بس مــو . . . . . لحظة لحظة . . ألم ؟ . . . قال أنه يحس بـ ألم ؟ . . . . . الأموات مو المفروض يحسون بـ الألم ؟ . . . يعني هو مامات ؟!!!! . . . آآخ . . . . !
مايدري !!! مب عارف شللي قاعد يصير فيــه . . . . . مو المفروض يصير كل هذا !!! لآزم يكون مع عمه اللحين . . . لآزم يرجع لـ تماضر . . و لـ عبدالله ولده . . . . مايصير يتركهم ويروح !! . . .
وعد تماضر أنه يرجع . . . بتزعل لو أخلف بـ وعده ! بيخيب ظنها فيـه أكيد . . . . . . . و . . و . . و . . ولده ! ماراح يجوفه . . ؟ ماراح يلاعبه ! . . ماراح يكبر جدام عيونه !؟؟
يعني هو مو مكتوب له يسمع كلمة يبه ؟! . . . . . . آ . . آآ . . آ . . آلــ ـ ـ ـ ـدنـ ـيـ ـا قامت تدور فيه , يحس الأرض ماعادت مستويه تحته !!!! فـ . . في . . . فـ . . . . . . . . . . . . . . .
وغاب عن الوعي من يديد ! . . .


بعد مرور شهرين ونص
كانت مغمضه عيونها صحيح , لكنها قادرة وبوضوح تسمع ذاك الصوت العذب اللي يهمس فـ أذنها بكلمات متشبعه حزن . . تترجاها وتتوسل لها بكل الكلمات أنها تقوم . . . صوت يقول لها بـ صريح العبارة . .
" صغيرتي , أستيقظي ؛ وأعدكِ أنني لن أتدخل في حياتكِ من جديد . . مارسي الديانه التي ترغبين بها . . . . ولكن أرجوكِ ؛ لا ترحلي ! " . . . .
كان صوت مألوف , من زمان ما سمعت نبرته بهلـ كمية الكبيرة من الهدوء . . بهلـ كمية المفرطة من الحنان . . حنان كبير ! أفتقدته من اللحظة اللي أسلمت بها !!! كان صوت آمها . . أيه , صوت آمها
مستحيل يتشابه عليها مع صوت ثاني . . قادرة تميزه لو أنه بيـن الملايين . . . . . . حست بيدها تداعب خصلات شعرها بلطف بالغ و بـ يدها الثانية ضاغطه على قبضتها بـ حب !
وأضافة بـ نـبرة مخنوقة . . متغصصه بـ كومة دموع . . .
" أيمي , كفاكِ نوماً . . . حبيبتي ! . . ألم تسئمي من النوم بعد ؟ " . . . . .
حاولت تفتح عيونها . . تلبية لـ طلب آمها ؛ لكنها عجزت ! فـ لجأت ليدها المدفونه فـ قبضة يدها . . . و بذلـة مجهود كبير علشان تحركها ؛ . . . . وأخيراً نجحت !
تهلل صوت آمها اللي زادت فـ الضغط على يدها وقالت " آ . . أيمي ! هل تسمعيني ؟ "
ماقدرت أتكلم . . لكنها أكتفت بتحريك أصابعها ببطئ . . اللي زاد من فرحت أمها بها . . . . ما حست بعمرها إلا وهي تغوص فـ صدر آمها اللي أحتظنتها بشدة و بكت وهي تـ تمتم بـ " الشكر لـ الرب ! "
أختلطت من أنفاسها ريحة أمها المميزة ! و لثانية ؛ حست بـ رغبة كبيرة بـ أنها تحرك باقي أجزاء جسمها وتحظن أمها بقوة أكبر و تستمد منها طاقة كافيه تساعدها على التخلص من هالغيبوبة بأسرع وقت ممكن . . . لكنها هم ما قدرت . . . أكتفت بـ أنها تذرف دمعه يتيمة على خدها الأيسر . . دليل على شوقها الكبير لهلـ حظن من زمان !!
مرت دقايق طويله وهي فـ حظن آمها . . . . تتوقع أنها أمتدت لساعات . . لحد ما قدرت أخيراً . . . تفتح عيونها بـ بطئ ! وترجع تغمضها . . تفتحها ببطئ . . . وهم ترجع تغمضها !! لحد ما قدرت تفتحهم أخيراً تفتحها . . . وتستوعب كمية الضوء اللي أنحرمت منه من فترة . . تراهن أنها مب قصيرة !!!
أفتحت حلجها و تكلمت بصوت مبحوح واطي : أمي !
فزت آمها وكأنها مقروصه . . وطلت فـ ويها : آيمي ! . . ( تعدلت فـ قعدتها ) هل . . هل أستيقظتي صغيرتي ؟ . . . ( أرتجفت شفاتها و تفجرت عيونها بدفعه دموع يديده وهي تقول ) الشكر لـ الرب !
تمت تطالع أمها بتعب فضيع
اللي أقتربت منها وطبعة بوسه حنونه على يبهتها !! وتمتمت بـ : لقد أشتقت لكِ عزيزتي !
أيميلا بصوت خافت جداً : أنـا أيضاً ! . . . . ( عقدت ملامحها بالخفيف من الألم اللي تحس به وقالت ) ما الذي حدث ؟
كاثرين : لقد تعرضتي لحادث سير !! . . ودخلتي في غيبوبة طويلة . . . .
أيميلا تذكرت الحادث . . و . . . ذاك الشخص اللي كان معاها فـ السيارة . . . عقدت ملامحها بتعب وقالت : آين هو ؟
كاثرين بتسائل : من ؟!
عجزت لا تتذكر أسمه . . . فـ قالت : ذلك الرجل الذي كان معي أثناء الحادث . . . !
كاثرين : هل تقصدين خليفة ؟ ( نطقت الأسم مع تحول حرف الـ خ . . لـ . . ك )
أيميلا : اجل . . كـاااليـ ـ ـ ـ . . آه . . لا يهم ! . . . أين هو ؟
كاثرين وهي ترجع تبوس راس بنتها : لا ترهقي نفسكِ بالتفكير في هذه الإمور الآن . . أستريحي قليلاً , أنتِ مرهقة !
أيميلا بـ أصرار وبصوت بحته واضحه : أين هو آمي ؟ هل أصابه مكروه !!
كاثرين تنفي : لا . . لم يصبه مكروه ! هو بأحسن حال . . . . .
ردت عادت سؤالها للمره الألف : أين هو أذاً ؟
كاثرين تمسح على راسها بحنان : لقد عاد إلى قطر !
أنفجعت : مـ . . مــاذا ؟ . . كـ . . ـكـيف ذلك ؟
كاثرين : لقد أستفاق من الغيبوبـة قبلكِ . . . وعاد منذ أسبوع إلى قطر . .
خنقتها العبره : ولكن . . كـ . . كـيف يـ ـ ـعود ! قبل أن يـ ـ ـ ـوصـلـ ـ ـ ني إليه !
كاثرين بشفقه : تقصدين والدك ؟
سكتت . . .
كاثرين بعتب خفيف : هل كنتي تنوين مقابلته دون أخباري !! . . هل فضلته علي أيمي ؟
أيميلا : لا . . لم أفعل ! ولكنني حقاً إود لقائـه . . . . أريد أن أعرف هويته . . وهويتي !
كاثرين بغصة كبيرة خنقتها قالت وهي تريح راسها على راس أيميلا بـ لطف : أسمه عبـدالله . . . وهو قطري ! ( ببتسامة باهته حزينه قالت ) متزوج ! ولديه 3 أبـنـاء . . . سليمان . . فيصل. . الجازي ! ( بدمعه يديدة أنزلقت على خدها قالت ) هؤلاء أخوتكِ !
أيميلا عقدت ملامحها وقالت بستغراب : وما أدراكِ أنتِ بذلك ؟
كاثرين تلعب بـ شعر أيميلا ودموعها مازالت تذرف على خدها : أخبرني خليفة بذلك !!
أيميلا بنفس الأستغراب قالت : وما الذي أدراه ؟ لقد أخبرني أنه لا يعلم عن هوية والدي شي !!!!
كاثرين : هو عمه !
بغرابة قالت : ماذا ؟
كاثرين سكتت . . ماقدرت تكمل ! لآنها عارفه لو تكمل . . . . راح تصدم أيميلا بـ موقع أبوها الحالي ! اللي توارى تحت التراب
تكلمت أيميلا بأرهاق : أرغب بـ رؤيته ! . . ألن يعود كااااالـ ـ ـ ـ . . ذلك الشاب ؟ ألا يأخذني إليه !
سايرتها : لقد أخبرني أنه ما أنت تتماثلين لشفاء سيعود ! هناك أمانه . . يجب عليه أيصالها لكِ . . . .
أيميلا : أمانه ؟
كاثرين : هذا ما قاله . . . . . .
قطع عليهم جوهم الكئيب هذا . . دخول جون المفاجئ , لمحها مستلقيه على السرير وفاتحه عيونها . . . . فـ تغيرت ملامحه بشكل جذري أول ما جافها وتهللت تلقائياً : هل أستيقظتي أخيراً ؟
وجهت نظرها لعند جون الواقف قريب من الباب و همست بـ أسمه : جون !
أقترب منها وهو يقول : بلحمه وشحمه ! . . . ياااااااه . . خلتكِ ميته لا محالة !
أبتسمت بصعوبة وهي تقول : أه حقاً ؟
قعد من الصوب الثاني لـ سريرها و قال بصدق وصوت هادي عذب : سعيد بعودتكِ !!
طالعته بحنان : شكراً !
مسح على راسها بلطف وقال : هل أنتِ بخير الآن ؟!
أيميلا هزت راسها بالخفيف وقالت : أجل . .
جون تعمد يقول : الحمدالله ( قالها بـ العربيه )
أتسعت أبتسامة أيميلا على نطقه الركيك !! وتأملته بحب أخوي كبير . . . .
جون ببتسامة : لدي مفاجأه جميله . . ستسركِ بـكل تأكيد !
أيميلا تنهدت تلقائياً . . وأبتسمت بود : وما هي !
جون يطالع أمه : عذراً أمي . . هو سر !
كاثرين أبتسمت بالخفيف ! وسمحت له يقول سره . . . بدون ما تلح عليه يشاركها اياه !
أقترب من أذن أيميلا وهمس بصوت بـ الكــاد ينسمع بـ :


( لـــقـــــــــد أسلمــت ! )



فـ الجزء الشرقي للكرة الأرضية , كـان قاعد فـ الميلس وسط الريايل ! يتلقى منهم التعازي فـ عمه عبدالله اللي توفى من أسبوع . . . وآحذاه قاعد سليمان اللي يحمل فـ ويهه ملامح خاليه من الحياة
موت أبوه جـا فـ فترة أمتحانات !! وأمتحانات مهمه بعد بـ النسبة لـ طالب ثانوية عامة . . كان المفروض اللحين يدرس ويكرف علشان ينجح و يجيب المجموع اللي ياما حلم بــه ! علشان يســافر لـلخارج يكمل دراسته فـ التخصص اللي أختاره بنفسه . . و أيـده عليه أبوه الله يرحمه . .
لكنه من سمع الخبر ! وهو كاره الدنيا باللي فيــه . . عايفها وما يبي منها شي . . . ماله نفس لا يدرس ولا حتى يفتح كتاب !
اللي مات . . غالي وايد عليــه . . . . مب قطو من الشارع ! . . . .


بينما خليفة , كان قاعد بملامح جامده . . ذهنه مشغول بستميت الف شغله . . . . أهمها السر الكبير اللي طيح عمه من عينه لحظتها . . واللي كشف عنه قبل لا يتوفى بـ أسبوع . .
و الأهم بعد ؛ الوصية الضخمة اللي علقها آمانه فـ رقبته لـ يوم الديـن . . وطلب منه ينفذها لو كان فعلاً له قدر عنده . . . . و قبل حتى لا يسمعها ؛ طق الصدر و قال له تم و حاضر !
علشان ينصدم بها بعدين ؛ خاصة لما طلب منه عمه طلب غريب جداً قبل لا يقولها !!! أستغربه فـ البداية بس بعدين فـهم السبب من وراه . . .
كان يبيه يشتري كاميرة فيديو . . . ويسجل بها بـ الصوت و الصورة الكلام اللي راح يقوله , علشان يكون دليل حي على وصيته . . . .
ولما نفذ طلبه و جاب الكاميرا . . . وشغلها وأبتدى التصوير !!!
أنصعق من الكلام اللي أسمعه من عمه . . . . !
أبتدى كلامه بـ أعتذار مطول بـ اللغة الأنجليزية من بنته . . . و ألح خلاله في طلب السماح منها ! وعبر لها عن فرحته الكبيرة بـ أسلامهـــا . . و فخره الكبير بــهـا رغم أنه ما يستاهل يكون آب لوحده طاهره مثلها
و ختم كلامه بـتصريح واضح قال خلاله أنه نـــص حلاله وأملاكه لـ . . . . أيميلا ديفيد ( أسم عيلتها ) ! . .
كـ تعويض مادي لها على كل الأيـــام اللي عاشتها بعيده عــنــه !! . . .
تمنى يعوضها تعويض معنوي . . لكنه حاس أن ايام عمره قربت تنقضي !! والظاهر مو مكتوب له يشوفــهــا من الأســـاس !!!! . . . . . .
كل اللي يبيه منها اللحين ويرتجيها تمنحه أياه !
هو السماح ! . . والسماح لا غير !
و تساعده يـنـام مرتاح فـ قبره لو وصل لها خبر موته . . . .
قبل لا توصله هي . . !


-يتبع♥ -
( السبت القادم بأذن الله )

البارت التاسع



ملاحظة مهمه : إي حوار ينكتب بالفصحى فهو المفروض إنجليزي . .♥
للعلم : أحداث روايتي تحدث فالجزء الغربي للكره الإرضيـة
- - - - - - - - - - -


- الدوحة - قطر -
دخلت البيت من بعد يوم طويل متعب قضته فـ العزى ! . . أستهلكت خلاله كل طاقتها وقوتها , لدرجة أنها أوصلت لمرحلة ماعادت تبي فيها إلا الفراش ؛ ودها تـمتص منه نصيبها الكامل من الراحة !
علشان تتهيئ نفسياً و جسدياً للقومة باجر من صباح الله خير وترجع تستنزف طاقتها كلها فـ الـعـزى من يديد . . . لحد ما تنقضي أيامه !! . . . اللي ما تدري أصلاً متى بتنقضي !!
كانوا الحريم ما بين كل ساعه والثانية يهلون عليهم . . . أغلبهم كانوا توهم يسمعون بـ الخبر وجايين يقومون بـ الواجب . . . والبعض تعسرت عليهم الجيه فـ إول أيـام العزا . . فـ من سمحت لهم ظروفهم . . جوا . .
ضاقت الصالة رغم وسعها بـ الحريم ! وما جات الساعه 4 العصر إلا وهم مضطرين يفتحون الصالة الثانية لـ الدفعه اليديدة اللي جات ! ومن أعلنت الساعه 6 المغرب !!! لقوا نفسهم مضطرين يفتحون الميلس بعد علشان يقدرون يستوعبون الكيمة الكبيرة اللي قاعدة تتوافد عليهم بدون توقف . . .
ما فضى البيت ألا ع الساعه 9 م !!! بـعـد ما أبتدى يتقلص عدد الحريم تدريجياً لحد ما أنصرفوا كلهم تاركين وراهم سـهـى جسد بلا روح . . . !
فضى المكان من يديد عليها . . من بعد ما كان طول الـنـهــار مكتض بـ الحريم !!! . . .
مـا تم معاها فـ آخر اليوم حد غير أمها . . اللي أساساً ساكنه عندها . .
بـ الأضافة لـ عيالها
سلمان . . ( 18 سنه )
فيصل . . . ( 14 سنه )
و . . . اليـازي ! ؛ اللي كانت تستفسر بين كل لحظة والثانية عن سبب جمعة الحريم اليوميه هذي , ومناسبتها ؟! و ما تنفك تسأل كل ما طرى على بالها عن موعد رجوع أبوها . . .
اللي وعدها فـ آخر مكالمة لها معاه , أنه ما بيموت . . وبيرجع . . . وبيثبت للكل أن سلطان جذااااب وماعنده سالفة !
لكنها على كثر ما كانت تسأل وتلح بـ السؤال . . . على كثر ما كانت تنصدم بـ برودة الجواب اللي يطلع من بين شفايف آمها الباهته ( تو الناس ماما , تو الناس ) . . .


أطلقت تماضر تنهيده عميقه على هالمشاهد اللي أعتادت تجوفها وتسمعها خلال هـ الأسبوع اللي مر ! وهي تحاول بـ هلـ تنهيدة تزيح ولو شوي من الحزن اللي خيم على قلبها من موت عـبـدالله
ومن الحالة المؤسفه اللي وصلت لـهـا مرته !!!
ما أعتادت تجوف سهى بهلـ كمية الكبيرة من اليأس و الكأبــة والحزن ! كانت دايماً مرحة وبشوشة وضحكتها بـحد ذاتها تحسس اللي يسمعها أن الدنيا بخير !
لكن موت عبدالله المفاجئ ؛ سلبها كل هذا . . وحولها من . . إلى !
و لـ الصراحة . . ماتنلام . . اللي راح غالي وايد . . عليها هي بشكل خاص وعلى العيله كلها بشكل عام !!!
مب بـهلـ سهولة بتقدر تتجاوز هالمحنة و تتصرف و كأن ما صار شي . . ! و تتظاهر أنـهـا مازالت بخير . . . وهي لا هي بخير ولا ذاقة طعم الخير أصلا !!!
محتاجة فعلاً تاخذ وقتها لين تستوعب الصدمة ؛ وتعود نفسها على فكرة رحيل عبدالله بلا رجعه !!
ومحد حولها مفكر يضغط عليها بأي شكل من الأشكـال ! الكل مخلينها على راحتها . . وملتزمين الصمت . . .


ألتهمت بخطواتها الدري . . وهي تتمتم بصوت خافت غير مسموع ألا لها : لا حول ولا قوة إلا بـ الله , آنا لله وآنا أليه لـراجعون !
مدت يدها وفتحت باب غرفتها . . أصطدمت عيـنـهـا بـ زول خليفة إول ما حطت ريلها داخل الغرفة ! كان واقف جدام الدريشة بصمت رهيب و سرحان غامض . . . .
سكرت الباب وراها وهي تقول بصوتها العذب : حبيبي أنـا جيت !
مارد عليها , ولا حتى ألتفت لـهـا . . . إو حسسها مجرد أحساس أنه سمعها
أزفرت بـ الخفيف . . حالته يوم عن يوم تدهور أكثر وأكثر . . . من توفى عمه وهو مب مترقع !! عارفه أن معزة عمه كبيرة عنده . . بس بعد مب زين اللي قاعد يسويه بنفسه
علقت شيلتها ونقابها ع الشماعه و نفس الشي عبايتها . . رجعت قذلتها لـ ورى أذنها وتوجهت ناحيته !
حطت يدها على كتفه وقالت بـ صوت هادي بعد ما لمحت كأبـة الدنيا مرتسمه على ملامحه المشدوده : تعوذ من أبليس !!!
تنهد بعمق وبلع ريجه بدون ما يرد !!!!
مسكته من ذراعه بلطف وهي تقول : تـعـال . . تعال أرتاح لك شوي ! من الصبح و هذي وقفتك . . . مايصير !!
خليفة أنزلقت دمعه يتيمه على خده زلزلت كيانها ! وأبتسم أبتسامة أستهزاء بسيطة وهو يقول بصوت مختلفه نبرته وباينه البحه فيه : أرتـاح !؟ . . شلون أرتاح ؟؟ . . أنــا وين والراحة وين ! من وين أجيبها يـا تماضر ؟ من وين !
أرتخت ملامحها بصدمة لما لمحة دمعته ! اللي مستعده تحلف أنها مالمحتها طول الـ 4 السنين اللي عاشتها معاه . . قالت بصدمة : تصيح !؟ . . ( بصوت بان الخوف فيه وهي تمد يدها وتمسح دمعته ) لا حبيبي . . لا تصيح . . . . لا تضعف . . . ما أستحمل اجوفك جذي
غمض عينه بألم و ما علق !
بينما قالت هي بـ نبرة بان فيها الألم الكبير اللي اجتاح قلبها لـ منظرة الضعيف هذا : حبيبي لا تعور قلبي !!! . . أنت مؤمن ما يجوز اللي قاعد تسويه ! أستغفر ربك وأدعي له بـ الرحمة . . لا تسوي بعمرك جذي . . دموعك ماراح ترجعه ! راح تعذبه . . .
رجع فتح عينه وهو يقول : أنتي مب عارفه شي ! . . ( طالعها و كمل هامس ) ولا شي !!
تماضر : علمني أنزين . . خلني أعرف ! . . لا تخليني معلقه جذي مب عارفه ارضي من سماي . . .
خليفة وهو يلف عليها ويقول بضعف ولمعة غريبة لمعت فـ عينه : تماضر . . . . . أنـا خايف !
أرتخت ملامحها أكثر وقالت بـ خوف أكبر : خايف ؟
خليفة أبتعد عنها . . وقعد على أقرب كرسي : خايف من ردة فعل اللي حولي لا دروا بـ اللي عرفته !!
تمت واقفه مكانها تراقبه بـ صدمة . . .
شقاعد يقول ؟! . .
نطرته يتكلم من نفسه وما علقت على كلامه
سـنـد ظهره ع الكرسي ودخل أصابع يدينه الثنتين فـ شعره وهو يتنهد : الله يسامحك ياعمي ! . .
تماضر : خليفة شسالفة ؟ تراك خرعتني !! شصاير ؟؟
خليفة نزل يده وقال بعد صمت قصير : . . . . عـمـي . . ! . . . . . . قدوتي !! . . . ( رجع أتشح بـ الصمت لأقل من ثانية وقال بعدها ) . . . طلع عنده بــنــت ! ( بـ صعوبة نطق باقي الجمله ) بـ الحرام !
حطت يدها على صدرها بصدمة وقالت : شـ ـ ـ ـ ـنو ؟!!!
خليفة وهو يتكي بكوعه على فخذيـنـه و يمسك راسه بـ الخفيف : و وصى لها بـ نص حلاله . . . !
أتسعت فتحت عيون تــمـــاضر من الصعقة ! ومن الكلام القوي اللي قاعده تسمعه !!!!!
بينما خليفة كمل ورمى عليـهـا باقي الكلام كـ قنبلة موقوته أنفجرت أول ما لامست حروفها أذن تـمــاضــر : و . . . . . يبيني أتزوجها !
أهني أشهقت شهقه كبيرة . . . حست خلالها أنها خذت أكسجين الغرفة كله لـ رئتينها . . . فـ لحظة !
يتزوجها ؟؟؟؟!


- الجزء الغربي للكرة الأرضية -

كان واقف على يمينها . . ينتظر الممرضه تخلص شغلها علشان تطلع و ياخذ راحته هو بـ السوالف , جافها حركت المغذي وجيكت على الأجهزة و عطت آيميلا آبرة ما يدري حق وشو , وشالت عمرها وطلعت !!
على طول زفر بـ راحة إول ما تلاشى طيفها وقال : أخيراً !!
أيميلا بطيف أبتسامة مرتسمه على شفاتها بسبب التعب الكبير اللي تحس به للحين قالت : هيا , أخبرني كيف أسلمت !؟ مازلت أرغب بمعرفة التفاصيـــل . .
جون وهو يجي ويقعد على طرف السرير . . ويقول بـ لا مبالاه متصنعها : ذهبت إلى المركز الاسلامي وأسلمت !! هذا كل شيء ؟
أيميلا مدت بوزها بدلال : جووووون ! كف عن المزاح . . . .
جون أتسعت ابتسامته على منظرها وقال : حسناً سأخبركِ . . ولكن إن أقتحمت آمي الغرفة بغته ؛ سألتزم الصمت . . أتفقنا !؟ . . .
أيميلا : وإلى متى ستُخفي هذا الأمر عنها !
جون بتفكير : ممم ! ليس طويلاً , سأخبركم خلال هذه الأيــام . . ولكنني سأستعد نفسياً قبل ذلك ( يمرر يده عند رقبته وكأنها سكين ) سـ أُقتل أن علِموا بالأمر ! هههه
أيميلا بشبح أبتسامة قالت : هيا ! أخبرني . . . . كيف أسلمت ؟
جون ببساطة وهو يسرد عليها اللي صــار بـ التفصيل الممل
: كنت أنوي أعادتكِ لـ النصرانيه . . فـ توجهت مباشرة للمكتبة . . . وأخذت مجموعة كبيرة من الكتب تتكلم عن النصرانيه و تُهاجم الأسلام . . وضعت القرآن والكتاب المقدس أمام عيني . . . وبدأت أقرأ من هنا . . و هناك !! أبحث بين الصفحات عن تناقضات في القرآن أستطيع من خلالها أن أُدينكِ . . . . , كنت عندما أقرأ هجوم معين في أحدى الكتب تدين الأسلام والمسلمين . . أُسـارع بـ تدوينـهـا فـوق أقرب ورقة . . . . . و من ثمه أبحث عن مبرر لـه فـ القرآن الكريم ! . . ( أشاح بنظرة عنها وهو يتذكر ذيج اللحظات ) . . هكذا بـ الضبط بدأ الأمر . . إلى أن ( يبسط يدينه بأستسلام ) أنقلب السحر على الساحر !! و بدل أن أُعيدكِ إلى النصرانيـه . . . . أقتديت بكِ و أسلمت . . ( رجع طالعها وهو راسم أبتسامة حلوه و قال ) كانت أجوبة القرآن على كل الأتهامات الموجهه لــه منطقية و واقعيه جداً !! . . . فـ مثلاً ؛ قالوا أن الأسلام يأمر بـ القتل وسفك الدماء . . وأستشهدوا بـ آيه من القرآن الكريم ! وما أن عدت إلى القرآن الكريم وقرأت الآيه ذاتها !!! وجدت أنهم وضعوا جزء منها وتعمدوا أسقاط الجزء المتبقي ! الذي يأمر المسلمين كافه بـ عدم قتل و سفك و أرهاب من لم يقاتلهم ! إو يعتدي عليهم . . . .
أمر بعدم قتل النساء إو الأطفال إو كبار السن أو الضعاف أو من لم يقاتلهم من الرجال ! وعدم تدمير البيوت و حرق الأشجار وغيرها ! . . . . لقد أمر بقتال من قاتلهم فقط وأعتدى عليهم . . . !!! ولا أرى في ذلك عيب ؟!؟ . . . . هو دفاع عن النفس لا أكثر ولا أقل !
. . . أما عن التناقضات . . ( يأشر بطرف صبعه ) فـ لم أجد ولا حتى تناقض ضئيل بهذا الحجم أستطيع أتخاذه كـ حجة ضدكِ . . كـان كـتــاب خالي تماماً من الأخطــاء البشريــة التي قد يـقـع بــهـا بشري قام بخط هذا الكتاب كما يدعي البعض وكما كنت أؤمن سابقاً . . !!!!


يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -