بداية

رواية احلامي المزعجة -16

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -16

اندهش طارق من طريقة ياسين معه وتجمد من كلماته ، ليفكر انها ليست المرة الاولى التي يلاحق بها فتاه تعمل بالشركة
فصولاته وجولاته كثيرة ، أينعم كان في كل مرة يحذره ياسين من المشاكل ، ويقول له افعل ما تشاء خارج اطار الشركة والعمل ،لا اريد أيا من الشكاوى طارق والا سيكون لي تصرف اخر معك
ولكن هذه المرة مختلفة في كل شيء ، فالفتاه مختلفة عن الاخريات، وهو يشعر بانها مميزة عن باقي الفتيات ، ومعاملة ياسين معه ايضا مختلفة ، فها هو يوجه له انذار شديد اللهجة بالابتعاد عنها ، خصها هي ليس الشركة كسائر المرات الماضية
هز كتفيه بلامبالاة، ليضغط على الزر الذي يوجد به مكتبه
ليتوجه الى عمله
**********************

دخلت الي مكتبها بسرعة لتجلس على اول كرسي يقابلها
فأعصاب جسدها كله تنتفض مما حدث منذ قليل
من اول رؤيتها له في المصعد الى اخر كلمة قالها
لا تصدق ما يحدث ، عقلها غير قادر على استيعاب كمية الافكار المتزاحمة براسها
تنفست بقوة لتسيطر على اعصابها
__ صباح الفل والورد والياسمين على عيناك الحلوين يا نور
دخول سناء الصاخب جعلها تركن عقلها الي الهدوء قليلا
وترد بابتسامة : صباح الخير سناء
كيف حالك؟ وحال الاولاد ؟
__ نحن بخير الحمد لله ، كيف حالك انت اليوم؟
__ بخير الحمد لله
قامت من مكانها لتجلس على مكتبها لتبدا عملها وتحاول ان تنشغل به عما يدور براسها

**********************

دخل الي مكتبه في غضب عاصف كأيامه الاخيرة
رفعت السيدة عبير حاجبيها، وقالت بصوت منخفض: كالعادة
ليأتيها صوت يوسف الضاحك
__ كعادة ماذا؟
__ صباح الخير استاذ يوسف
__ صباح النور سيدتي، كيف حالك اليوم؟
__ بخير الحمد لله
__ لم تردي على سؤالي، كعادة ماذا؟
تنحنحت واشارت الي باب مكتبه المغلق
__ كعادة الايام الاخيرة يدخل غاضبا وفى عاصفة
ولا اعلم السبب ، انه مختلف هذه الايام حتى في العمل
لا يستطيع التركيز، وعصبي للغاية، هل توجد مشكله عائلية؟
ابتسم يوسف وقال بداخله : هذا هو تأثير حب نور عليه
__ لا تقلقي عبير
عقد حاجبيه :اهو غاضب اليوم ايضا ؟
__ نعم
اندهش لما الغضب اليوم من المفترض ان يكون سعيد
هز راسه : هل من الممكن ان ادخل اليه ؟
__ تفضل
توجه الي الباب ليطرقه ويدلف الي الداخل سريعا


عند دخوله الى مكتبه رمي حقيبته الجلدية بغضب
واخذ يزرع المكتب ذهابا ايابا ليفرغ شحنة التوتر التي تملئ جسده
فبداية اليوم كارثية من اول احتضانه لها الي تلفظه بكلمة حبيبتي رمى نفسه على الاريكة
يريدها ان تأتي اليه بطواعية وليس مدفوعة منه
يريدها ان تحبه مثلما يحبها ، لا تحبه لأنه يحبها
سمع طرقات على الباب ليهم بالإجابة ، ليجد اخاه متوسط الغرفة
قال باقتضاب: ماذا تريد يوسف؟
ابتسم يوسف : ماذا بك اليوم اخي ؟ من المفترض انك تشعر بالسعادة ، هل حدث شيء ؟
نظر الي اخيه : لا لم يحدث شيء
هز يوسف راسه بياس : حسنا ، احببت ان اطمئن عليك
لف ليغادر المكتب، ليتوقف فجأة: متى ستقابل عمر ؟
رفع عينيه اليه : لا اعرف
رجع الي اخيه مرة اخرى :ياسين اذا تريد ان تبلغ عمر
ابلغه ، واترك موافقة نور خارج اطار علاقتك بعمر
نظر اليه مستفهما ليكمل : ابلغه انك تريد الزواج منها ولكنك تريدها ان تتعرف عليك اكثر خارج الرسميات وخارج أي قيود تخنقكما من اجل راحتها
ومن ناحيتك تقرب انت لنور لتقنعها بالزواج ، فللأسف
نور لا تفكر في هذا الموضوع اطلاقا
نفض راسه ليستوعب ما يقوله يوسف
__ ماذا؟ لا افهم، اجلس
جلس يوسف: ما الذي لا تفهمه؟
__ كيف لا تفكر في الزواج ؟
__ اه هذا الامر ، انها لا تريد ان تتزوج حتى تحقق ذاتها
رد بغباء :نعم
ضحك يوسف : انها فريدة من نوعها ، فعندما كنا بالجامعة كانت الفتيات تصادق الشباب وتربط بينهم علاقات غرامية
و جميعهن يحلمن بيوم الزفاف والفستان الابيض ، الا هي
كانت تضع حدودا بينها وبين الشباب حدودا قويه تتعامل مع الكل في حدود الادب والاحترام ولا يجرؤ احدهم على التقرب منها ولا القاء كلمة غزل واحدة حتى لو في حدود المزاح
رفع حاجبيه اعجابا بها وبشخصيتها المميزة
ليكمل يوسف : ولكن كانت دائما تتكلم عن الوظيفة والعمل وتحقيق الذات وانها تريد ان تصبح فردا عاملا بالمجتمع يفيد الناس والوطن ، لقد كانت تنافسني على اتحاد الطلبة وهذا سر معرفتي بها والتقارب بيننا
عقد حاجبيه من الجملة الأخيرة
ليضحك يوسف : التقارب بيننا وصداقتنا اخي
ليضحك مرة اخرى : تخلص من الشعور بالغيرة هذا فسيؤثر عليك بالسلب
غضب ياسين وقال محذرا: يوسف
ليبتسم الاخر : حسنا ، فهمت الان ما اقصده
نظر اليه : نعم
قام من مكانه ليساله ياسين : الي اين ؟ اكمل كلامك
ابتسم يوسف : لا يوجد شيء اخر ياسين
ثم نحن بالشركة عندما نعود الي المنزل سأقص لك كل ما اعرفه عنها ، اما الان امامك يوم طويل من العمل محتاج لكل دقيقة منك
هز راسه موافقا : حسنا ابلغ السيدة عبير ان تأتي لي بالبريد
__ حاضر، سلام
****************
مر اليوم عليهما سريعا فكلا منهما انهك نفسه في العمل حتى لا يتطرق راسه الى الافكار
هي لا تريد ان تقتنع بما سمعته ولا بما حدث بينهما
وهو لا يريد ان ينشغل بها ويصيبه الياس فكلمات يوسف اوضحت له انها لن ترضخ لفكرة الزواج بسهوله


حدثتها سناء : نور الساعة الان الرابعة والنصف الن تنصرفي؟
__ نعم بالطبع ، ولكني اريد الانتهاء من هذا الملف
طرق الباب السيد عبدالعزيز
__ كيف احوالكم يا فتيات ؟
رد ا الاثنتين: بخير الحمد لله
__ هيا موعد الانصراف قد حان
هم بالخروج : نور يوجد ملف لدى السيدة عبير اريدك ان تكتبي مذكرة بشأنه ، المعذرة بنيتي فانا احتاجه غدا
من حقك ان ترفضي على فكرة
ابتسمت في وجهه : لا استطيع الرفض استاذي ، سآخذه منها قبل انصرافي
__ شكرا لكي بنيتي، ولكن هيا لا تتأخري وانصرفي الان
__ حاضر استاذي ، ولكني سأنتظر ان تأتي السيدة عبير حتى اخذ منها الملف
__ اصعدي اليها نور ، خذي الملف وعودي الي منزلك ولا تتأخري بعد ميعاد الانصراف
ابتلعت ريقها بصعوبة ، لا تريد ان تصعد اليه ولا تحتك به اليوم مرة اخرى فهي حاولت مرارا اليوم الا تفكر فيه ولا في كلماته التي تخدر حواسها وتشل تفكيرها
لم تشأ على الاعتراض ولفت انتباه السيد عبد العزيز انها لا تريد ان تصعد للأعلى
حدثت نفسها : كوني قوية وضعي مشاعرك جانبا فانتي موظفة بالشركة ولابد ان تتعاملي مع جميع العاملين سواء
هزت راسها بشجاعة بعد ان هيأت نفسها للتعامل معه كأي فرد اخر
******************
طرق الباب بسرعة ليدلف الي الداخل
__ ياسين هذه هي عقود اتفاقيتنا مع عمر، وهذه الملفات
التي ستحتاجها غدا، في اتفاقيتنا مع شركة استيراد مواد البناء
ينظر الي اخاه الذي يتكلم بسرعة وهو مستعجب منه
__ يوسف هل انهيت كل هذه الملفات اليوم؟
عقد حاجبيه استغرابا: نعم
هز راسه معجبا بأخيه : انت ممتاز يوسف ، يمكنني بالفعل ان اعتمد عليك
__ نحن على اتفقنا انا لن اتي غدا
ثم رسم ابتسامة واسعة على شفتيه: يمكنك الاستعانة بالأستاذة نور بدلا مني غدا
ابتسم ياسين : نعم يمكنني
غمز بعينه اليمني: استطيع ان اخذ بقية الاسبوع اجازة ، حتى تستطيع الاستعانة بالأستاذة نور كما يحلو لك
ضحك ياسين : لا كفى يوم واحدا ثم انا استطيع ان استعين بها وانت موجود بعملك ، ثم انني استطيع ايضا ان استغنى عن خدماتك من اجلها
رفع حاجبيه : تبيع اخاك ياسين من اجلها
مثل الجدية: نعم
لينفجر ضاحكا على تعبيرات يوسف والدهشة المرتسمة على وجهه
__ امزح معك يا اخي، فانا لا استطيع ان استغنى عنك ابدا
ابتسم يوسف : حسنا ساراك بعد غد
__ نعم ، نحن نتقابل في المنزل
ارتبك يوسف ليتنحنح : ان صديقي سياتي على مطار شرم الشيخ ولذا سأسافر الان بعد قليل حتى استطيع ان استقبله
نظر اليه مطولا : من هو صديقك هذا ؟ ولماذا سياتي على مطار شرم الشيخ ؟
ابتسم بتوتر : شخص لا تعرفة ، لم يجد حجز على مطار القاهرة
اردف بسرعة :سأنصرف الان حتى لا أتأخر
غادر مسرعا ، ليتنهد ياسين بضيق
ما الامر الذي يجعلك تكذب يوسف؟ لم اعهدك تكذب يوما
ومن هي تلك الفتاه التي لا تريدني ان اعرف هوايتها ؟
وما مدى علاقتك بها لتذهب بنفسك الي المطار لاستقبلها ؟
اين اهلها لتذهب انت لتستقبلها ، اه منك يوسف ، ما المفاجأة التي ستفجرها في وجهي
صعدت الى الطابق الذي يقبع فيه مكتبه مستخدمه الدرج حتى تستطيع افراغ بعضا من شحنة التوتر التي تسيطر عليها
وقفت امام مدخل المكتب عند باب السيدة عبير وشبكت اصابع يديها معا ، ثم كتفت ساعديها امام صدرها
سحبت نفس عميق لتخرجه ببطيء وهدوء حتى تساعد اعصابها على الاسترخاء ولو قليلا
طرقت الباب بهدوء لتدلف الي الداخل ، لتقف مكانها دون حركة فالمكتب فارغ من وجود السيدة عبير
لوت شفتيها في عصبيه وعضتهما قهرا ماذا ستفعل الان
لتفاجئ بصوته خلفها : عبير هذا الملف


سكت بدهشة فلم يكن متوقع وجودها هنا
كان خارجا من مكتبه ليبلغ عبير بعضا من التعليمات الخاصة باجتماع الغد مع مندوبي شركة استيراد مواد البناء
ويعطيها ملف خاص لتسلمه الي السيد عبد العزيز
لم ينتبه ان يوجد احد بالمكتب فكان يقرا الملف بتركيز شديد
نظرت اليه لتجده دون جاكيت بدلته الازرق ، ورابطة عنقه مفكوكة قليلا ، مرتدي قميص ابيض رسمي ملتصق بجسده ليظهر عضلات صدره القوية ، مشمر اكمام القميص عن ساعديه الى بعد الكوع مما اظهر عضلات يديه المفتولة و عرض منكبيه
مرتدي نظارات طبيه استنتجت انها للقراءة فقط
فهي لأول مرة تراه مرتدي اياها
ابتسم في وجهها : اهلا نور ، أتريدي شيء؟
حاولت التحدث لكن الكلمات لم تخرج من بين شفتيها
كحت لتخرج صوتها وهى تردد بداخلها كوني قوية نور
__ اين السيدة عبير ؟ فانا اريد الملف الذي سيستلمه السيد عبد العزيز ، انا سآخذه
هز راسه موافقا ليدخل الي مكتبه
عندما لف ليعطيها ظهره ابتسم بشقاوة فهي تتعمد تجاهل ما حدث بينهما وكانه لم يحدث
حدث نفسه : حسنا نور سنرى ، ما مدى تحملك لهذه اللعبة التي تلعبينها معي ، واذا كنتي لا تريدي تذكر ما حدث ولا كلمتي التي نطقتها عفويا ، فانا الاخر لم افعل شيء ، ولم انطق بشيء
نظرت بغباء لقد تركها ودخل ، مما اغضبها
ولكن ما زاد اشتعال فتيل الغضب عندها لم تجد نظرة عينيه الدافئة ولا ابتسامته المحببة اليها ، بل ابتسم ابتسامة حمقاء
بارده لم تصل الي عينيه
جزت على اسنانها غضبا منه ، لتدخل وراءه المكتب بعصبيه وتضع يديها بخصرها وقالت صائحة : لماذا تركتني ولم تهتم بالرد علي؟
لف اليها متعجبا من عصابيتها غير المبررة بالنسبة اليه
وهو عاقد حاجبيه ليرد بلا مبالاة تعمدها
__ ارد علي ماذا؟
قالت بنفاذ صبر : اين السيدة عبير ؟
لوى شفتيه ليرد ساخرا: بالطبع لا اعرف، فانا هنا المدير
وعبير سكرتيرتي ، ليس العكس يا استاذه
شد على كلمته الاخيرة ، وكانه يعطي لشياطينها الاذن بان تخرج الان
لتصيح بغضب وصوت حاد : و ماذا افعل انا الان ، اريد الملف لانصرف الي منزلي
اندهش من عصابيتها ، ليغضب من صياحها بوجهه كانه طفل صغير ، ليزمجر بوجهها : اخفضي صوتك
انتفضت من صرخته بوجهها، لتتنبه بما فعلته وكم هي حمقاء لصراخها في وجهه، لتضع يدها على فمها مرعوبة من نظرته الغاضبة
لف ليجلس الي مكتبه ورمى الملف على المكتب بإهمال
وقال بضيق: ها هو الملف الذي تبحثي عنه
تفضلي ، هيا لتذهبي الي بيتك
عضت شفتها ندما لما فعلته نطقت بصوت منخفض: ياسين
نظر اليها بحدة لتكمل : لم اقصد ان اصرخ بوجهك هكذا
لتكمل بصوت يكاد ان لا يسمع : اسفة


وقفتها امامه كطفلة صغيرة جعلت غضبه يذهب ادراج الرياح ويقول بهدوء : خلاص نور ، لم يحدث شيء
اذهبي حتى لا تتأخري على العودة الي المنزل
__ حسنا، سلام
__ نور نادها بصوته الرخيم
كيف سترجعين الي البيت ، هل ستستقلين تاكسي ،ام تحتاجين الي توصيلة
ابتسمت في وجهه: لا شكرا، لقد استرددت سيارتي
__ بصراحة كنت اتمنى ان اخدمك
__ شكرا على خدماتك العظيمة سيدي
نظر اليها ورفع حاجبه ، لتردد : شكرا ياسين
استوقفها مرة اخرى : نور ، صحيح اريد منك حضور اجتماعنا غدا مع شركة الاستيراد ، فيوسف غائب غدا
كشرت: غائب ونحن ببداية العمل، هل يستغل صلة القرابة بينكما
قال متهكما: نعم ، للأسف
اتسعت ابتسامتها لتشرق وجهها : حسنا ، انا في الخدمة وقتما تريد
__ الاجتماع في العاشرة ارجو ان لا تتأخري
__ حاضر سيدي
قالت جملتها ضاحكة ، لتغادر المكتب لتجعل قلبه يريد ان يخرج من صدره ليتبعها
تنهد بحب لهذه الجميلة التي فتنته ويصمم انه سيقنعها بالزواج منه مهما حدث
*******************
وصلت الي منزلها لتجد عمر بالمطبخ
__ السلام عليكم ، ماذا تفعل عمر؟
التفت اليها وهو مرتدي مريول الطبخ : وعليكم السلام
لا شيء ، أتسلي واصنع طبخة جديدة
ابتسمت : وما المناسبة ، ان شاء الله ، ولا تقل ان وقفتك هذه من اجلي ، فعيناك تخبرني بكل شيء
ضحك لها بسرور : لم اخطئ عندما اسميتك المحقق كونان
بصراحة نعم انها ليس من اجلك
اردف بهيام : انها من اجل علياء ، اقنعتها اخيرا ان تتناول الغداء معنا
ابتسمت : هل ستاتي لوحدها ؟
رفع كتفية : لا اعرف ، ولكن لتاتي بمن تريد ، المهم ان تأتي
ضحكت على مظهر اخاها وقالت وهي تؤشر عليه بيدها
__ وهل ستقابل عروسك هكذا ؟
__ لا سأعد الطعام، واصعد لأبدل ملابسي
__ حسنا ، اصعد الان وانا سأعد كل شيء
دفعته بأصابعها في كتفه : هيا ، اذهب قبل ان اغير رأيي
ابتسم بسعادة لها وذهب الي السلم ، ليرجع ثانية
ويحتضنها بمودة ويقبل راسها : شكرا
نظرت اليه مؤبنه : ماذا تقول عمر ؟ لم افعل شيء لتشكرني
واذا على الشكر فانا مدينة لك بالكثير يجعلني اشكرك ما تبقى من عمري
دفعته بخفة : هيا اذهب ، وارتدي ابهى ما لديك لتبهر علياء الغالية
ابتسم ليصعد مسرعا ، وهي اشرفت على انتهاء الطعام ، لتصعد بعد ذلك لتبدل ملابسها
وبما ان الغداء سيكون مع اخيها وصديقتها قررت ان لا ترتدي شيء غير رسمي بالمرة
فارتدت بنطالون كتان واسع زيتي اللون جيوبه كبيرة على الجنبين وتي شيرت بربع كم ابيض اللون مرسوم عليه من الامام تنين اخضر ضيق ، وحذاء رياضي ابيض .
لتربط شعرها القصير كذيل الحصان وترفع قصتها بدبوس شعر زيتي الي الوراء ووجها الابيض خالي من الزينة
اتجهت الي غرفة عمر ، وطرقت الباب بهدوء
__ ادخل
__ ما هذا عمر الساعة قاربت على السابعة ، سنتعشى هكذا
هل ستذهب لتاتي بها؟ فانا جوعانة جدا
ضحك عليها : لا ستاتي بمفردها ، رفضت ان اذهب اليها
سأتصل بها الان ، لأعرف لما تأخرت؟
امسك هاتفه ، ليرن جرس الباب
هتفت نور : ها قد جاءت ، استعد انت وانا سأنزل افتح الباب
نزلت بسرعة لتفتح الباب وهي تبتسم : كل هذا تأخير علياء؟
لقد مت من الجوع
لتفاجئ بوجهه مبتسم بدفء : بعد الشر عليك من الموت ليكمل بابتسامة شقية : السلام عليكم نور
اندهشت من وجوده لتنظر الي ملابسها وتقول بارتباك
__ وعليكم السلام ، تفضل
تحركت من امام الباب لتفسح له مجال ليدخل
وقف عند الباب ولم يتحرك : هل عمر موجود ، فانا اريده
__ نعم، تفضل ادخل
تريده يدخل حتى تستطيع ان تذهب بعيدا عنه ، تنادي اخاها وتختفي من امامه بزيها الطفولي هذا
وهو لا يريد التحرك ، لأنه يعلم اذا تحرك داخلا ستهرب منه
يريد التمتع بالنظر اليها في هذه الملابس الطفولية ومظهرها الغير رسمي الجميل
نادت بصوت مرتفع : عمر ، عمر المهندس ياسين هنا
ضحك بهدوء على مناداتها لعمر بهذه الطريقة
ليسالها بهدوء : هل تنتظري احدا ؟
__ اه ، نعم انها علياء المفروض ان تأتي لتتناول الطعام معنا
اكملت جملتها واذا بصوت بجانبه : ها انا جئت
__ ما هذه السرعة ؟ كان الافضل ان تتأخري اكثر من ذلك
ضحكت علياء وهي تعلم ان نور مغتاظة لتأخرها
__ المعذرة ، ولكن ما اخرني هو هذا ، تفضلي
ناولتها باقة ورود لتقول نور : على اساس انها المرة الاولى التي تأتين الي بيتنا
ضحكت علياء ثانية لتلتفت الي ياسين وتقول باحترام جم
__ اهلا يا باش مهندس ، كيف حالك؟
__ اهلا بك يا انسة ، الحمد لله بخير
جذبتها نور من يدها : تعالي نعد المائدة ، فانا جوعانة
دخلت علياء ضاحكة لتراه واقفا امامها بهدوئه المعتاد ونظرات الحب التي تلمع بعينيه
ليقترب منها ويقبل وجنتاها بشوق : اهلا بك حبيبتي
البيت نور بقدومك
احمرت وجنتاها بخجل وشرقت من الهوي لتسعل بشده
فهذه المرة الخجل اغرقها ،خصوصا انها تعلم بوجود ياسين وهو غريب عنهم تماما ولا يعرفهم جيدا
ربتت نور على ظهرها بخفة : لا حول ولا قوة الا بالله
نظرت الي اخيها بعتاب لتقول لعلياء : تعالي اشربي كاس من الماء
شدتها من يدها لتلتفت الي عمر وتقول بلوم
__ ما الذي فعلته ؟ المهندس ياسين ينتظرك بالخارج ولم يشأ الدخول
__ لماذا لم تخبريني ؟
__ لقد ناديتك من اكثر من خمس دقائق ، اذهب اليه حتى لا ينتظر اكثر من ذلك
اسرع عمر الي باب المنزل : اهلا ياسين ، تفضل
صافحة ياسين ثم اشار بيده : لا ، من الواضح انك مشغول
الان ،انا مخطئ اني لم اتصل بك ، ولكني كنت قريب من هنا وقلت ان اوصلك لك هذه
ناوله مغلف ابيض صغير
اخذه عمر من يده والاسئلة تقفز من عينيه
ليكمل ياسين : انها دعوة لحفلة سيقيمها ياسر في مزرعته
بمناسبة انه رزق بمولود جديد
اندهش عمر من هذه الدعوة فهو بالكاد يعرف ياسر هذا
فهو تعرف عليه في حفل الزفاف وتبادلا قليل من الكلمات
وكأن ياسين عرف ما بخاطره
__ اريدك ان تحضر عمر ، من اجلي انا
اندهش عمر اكثر الان ليردف ياسين : بصراحة كنت اريد اكلمك في موضوع هام بالنسبة الي ولكن الوقت الان غير مناسبا ، لنجعلها وقت اخر ، سأنصرف انا
امسك عمر يده : ادخل ياسين ، فلا يصح ان تأتي وتمشي هكذا دون الدخول والقيام معك بواجب الضيافة
__ مرة اخرى ، ان شاء الله
__ حسنا لنتقابل يوم الخميس ، فانا غدا ذاهب الي الإسكندرية
__ حسنا ، اراك الخميس ، بإذن الله
صافحة ياسين وانصرف بهدوء ، ليترك عمر في حيرة من امر هذه الدعوة غير المتوقعة
******************
اغلق الباب ليلتفت ويراهما الاثنتان في المطبخ نور تعد الطعام في الاطباق وعلياء تتحدث معها عن امور الجهاز وكيف تعبت من كثرة اللف على المحلات والمجمعات التجارية
ابتسم بسعادة ، فهذا المشهد كان يراه في احلامه فقط
لا ينكر انها ليست المرة الاولى التي يراها في بيتهم تساعد اخته في شيء او تثرثر معها ، ولكنها المرة الاولى التي يشعر بانها اصبحت من عائلته فهي الان زوجته ، نعم لم يحدث عقد القران بعد ، ولكنه من يوم قراءة الفاتحة وهو تعهد امام الله انها زوجته لن يفرق بينهما شيء

توجه اليهما ونظر اليها بحب والابتسامة مرتسمه على شفتيه
__ ها ، سنؤكل ام ماذا ؟
اشاحت بوجهها عنه في غضب يتخلله الخجل
لترد نور مبتسمة : حالا ، ضع الاطباق على المائدة
__ يا سلام ،الم يكفي انني طهوت الطعام ، اضع الاطباق على المائدة ايضا ، هذا كثير ، ولن افعله
التفتت الي اخاها ونظرت اليه فهي تعلم انه يريد خروجها من المطبخ حتى يستطيع التحدث مع علياء بمفردهما فهو الذي يعد المائدة كل يوم تقريبا
__ حسنا عمر ، ساعدها انا
لتقول علياء بسرعة : لا نور اعطيني الاطباق سأضعها انا على المائدة
لم تستجب نور اليها ، واخذت الاطباق لتذهب بها ، فأرادت علياء ان تتبعها لولا انه سد عليها الطريق بوقفته
ابتسم في وجهها : هل الجميل غاضب مني ؟
نظرت اليه وعينها مملوءة باللوم : نعم
مرر سبابته على خدها بحنان ورقه : لما ؟
ردت بغيظ : من اجل ما فعلته امام نور ، وامام الرجل الغريب الذي لا يعرفني ، بالله عليك ماذا سيقول الان
راني بمنزلك وانت تقبلني سيظن بي السوء
هتف بدهشه : اقبلك ، الذي يسمع هذه الكلمة يقول اني قبلتك فعلا
نظرت اليه في تعجب ليكمل : انها مجرد قبله على وجنتك الجميلة ، ثم انه يعلم انكي خطيبتي ، ونور كانت واقفة
لم تأتي الي المنزل وانا بمفردي مثلا
ثم هتف غاضبا : وهل يهمك ياسين الى هذا الحد حتى تتساءلي عن ما الذي سيقوله عنك
ردت بهدوء : لا يهمني احد عمر ، ولكني اتكلم في الموقف المحرج الذى وضعتني به
ردد بصوت منخفض مصدوم : موقف محرج
عندما اقبلك لأنني سعيد انكي حضرتي و مشتاق لكي
يصبح موقف محرجا ، وانني احرجتك امام الناس
اكمل بغضب حقيقي هذه المرة وهو يصر على اسنانه
__ المعذرة علياء لن احرجك مرة اخرى
صعد الي الاعلى في غضب شديد
عضت شفتيها ندما لأنها اغضبته : كانت تريد ان تخبره بانها هي الاخرى اشتاقت اليه ولكنها شعرت بخجل شديد عندما قبلها امام نور وياسين
ولا تنكر انها سعدت بقبلته وشعرت بمدى اشتياقه لها
زفرت بضيق لتنظر الي نور ، الشاهدة على الموقف من اوله الي اخره
لترفع الاخرى كتفيها علامة على انها لا تستطيع فعل شيء
ولا تريد التدخل ايضا فهي لا تريد ان تخسر اخاها ولا صديقتها
امسكت علياء هاتفها واتصلت به

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -