رواية احلامي المزعجة -17

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -17

زفرت بضيق لتنظر الي نور ، الشاهدة على الموقف من اوله الي اخره
لترفع الاخرى كتفيها علامة على انها لا تستطيع فعل شيء
ولا تريد التدخل ايضا فهي لا تريد ان تخسر اخاها ولا صديقتها
امسكت علياء هاتفها واتصلت به

صعد الي غرفته وهو ممزق من كلمتها فهل هو مصدر احراج لها ، ما الذي حدث ، انها مجرد قبله على خدها
زفر بضيق ليرن هاتفه بنغمتها المميزة
فضل عدم الرد ، والنزول الي الاسفل فهي ببيته ولن يتعامل معها بقلة ذوق مهما حدث

نزل في صمت ليجلس على راس المائدة دون ان يلتفت لها
او يتكلم مع نور
اقتربت منها نور وقالت بهمس: اذهبي وتكلمي معه
حتى نستطيع تناول الطعام ،وارحموني انتما الاثنان فانا سأموت جوعا ،اذهبي
ذهبت وجلست على كرسي بجانبه لتراه مائل للأمام بجسده مستندا بذراعيه علي المائدة ومشبك كفاه ببعض
اقتربت منه لتهمس بجانب اذنه : حبيبي
انتفضت مشاعره بقوة من كلمتها فلأول مرة تقولها وهي امامه ،معه بنفس المكان
لف بوجهه اليها ليرى وجهها قريب جدا منه
لتعلو انفاسه ويدق قلبه بقوة ، سيطر على مشاعره
ليخرج صوته اجش :نعم
__ اعذرني حبيبي ، لم اقصد انك احرجتني ، فانا خجلت مما فعلته ، وخصوصا في وجود اخرين غيرنا فغضبت وشعرت بالإحراج من الموقف وليس منك
ابتسم وقال بخبث : اذن لو كنا بمفردنا ، لن تخجلي
ردت على الفور: لا بالطبع سأخجل ولكني لن اغضب او اشعر بالإحراج
ضحك بهدوء: حسنا ، ولكن تذكري كلامك جيدا
اتت نور بالطعام ووضعته على المائدة وهي فرحة بان سوء التفاهم بينهما زال
__ هيا نتناول الطعام ، قبل ان يأتي مهندس الديكور

******************

غادر من امام منزلهم ومظهرها الطفولي البريء يجتاح كيانه ، كان يريد ان يتكلم مع عمر في الامر ولكنه لن يستطيع ان يقول له في الشارع فهو يريد ان يكسب عمر في صفه حتى يضغط عليها من هذه الناحية ايضا
فلو عمر وافق عليه ستوافق عليه هي ايضا ، رؤيته لعمر وهو يقبل علياء بهدوء وراحة لا ينكر دهشته من الموقف
فلم يكن متصور ان عمر سيفعل ذلك ، نعم هو ادار ظهره لهما حتى يرحب عمر بخطيبته كيفما يشاء ، ولكنه لم يستطيع ان يوقف تخيلاته هو والموقف يحدث بينه وبين نور
لن يستطيع حينه ان يكتفي ببعض القبل على وجنتيها
سيمطرها بقبلاته على وجنتيها وراسها وشعرها وشفاهها التي تجذبه ، تنفس بانفعال وقلبه يدق بعنف من مجرد تخيله لها وهي بين ذراعيه ويقبلها
لينتبه على صوت يصيح به بغضب : يا اعمى
اوقف سيارته وهو يضحك بشده على حالة فمن المؤكد اذا استمر في تفكيره بها وهي بعيده عنه هكذا سيحدث له احد الامرين سيفقد عقله او يتسبب في حادث لنفسه
زفر بضيق متى سياتي الخميس ؟

*************************

بعد انتهاؤهم من الغداء و وصول مهندس الديكور
والاتفاق معه على ما يريده عمر و علياء في الغرف
واستقرارهم على المواصفات التي يريدونها
انصرف اشرف مهندس الديكور و اوصله عمر الي الباب
وهو يتفق معه على ان يبدا العمل الصعب يوم الجمعة
فلن يتواجد احد بالفيلا ، ويعملوا كل يوم من الثامنة الى الرابعة ، ويسرع على قدر المستطاع ولا يهتم بالتكاليف
فهو اختار هذه المواعيد حتى لا تتواجد نور بالمنزل
صعد اليهما مرة اخرى فهما متواجدتان في غرفته تركهما تتناقشان في الالوان ووضع الاثاث
__ نور، سيأتون العمال كل يوم من الثامنة الي الرابعة
اذا حدث وجئت من عملك ويوجد احد بالمنزل لا تتدخلين الي ان اتي ، مفهوم
هزت راسها :حاضر ، لا تقلق
انتبهت علياء على المغلف الابيض الموضوع لتسال في اهتمام : ما هذا عمر ؟ دعوة عرس
ضحك وقال بمزاح: نعم، دعوة عرس ياسين
انتفضت بشده من الجملة لدرجت انها سكبت الشاي على نفسها
انتفضت واقفة وعلياء تقول :لا حول ولا قوة الا بالله
هل حدث لكي شيء؟
نفضت ملابسها : لا الحمد لله ، الشاي كان باردا
تعجب عمر وسال باهتمام : هل ما زلتي متعبة نور؟
__ لا عمر ، انا بخير ، سأذهب لأبدل ملابسي
__ ومتى العرس ؟ان شاء الله سالت علياء
__ أي عرس
__ ماذا بك عمر ؟ عرس المهندس ياسين
ضحك بشدة : لا يوجد عرس ، انها حفلة يقيمها صديقه ياسر
بمناسبة انه رزق بطفل جديد ، ونحن مدعوين عليها ، وطبعا ستاتي فانت اصبحت من عائلتي الان
ضحكت : لا ليس بعد
__ لا تتحديني علياء
ابتسمت : لن استطيع ان اترك امي
__ سأستأذنها انا
جلس بجانبها على الاريكة ومد يده خلف ظهرها ليشدها اليه
ويطبع قبله سريعة عل خدها
هتفت وهي تبتعد عنه : ماذا تفعل عمر ؟
__ اعبر عن مشاعري فاني سأشتاق اليك
ابتسمت : توقف ارجوك
__ لما ؟انت قلتي انكي لن تغضبي اذا كنا بمفردنا
ونحن بمفردنا
تنبهت لخروج نور من الغرفة ليحمر وجهها بشده وتنتفض واقفه
وقف امامها :علياء لما كل هذا الخجل حبيبتي ، فانتي زوجتي
__ ليس بعد
__لا حبيبتي ، امسك يدها اليمنى المتزينة بخاتمه ورفعها
ليقبلها بلطف : منذ وضعي لهذا الخاتم بأصبعك اعتبرتك زوجتي ، ولا ضرر ان اعبر عن مشاعري اليك ونحن بمفردنا
اخجلها رده اكثر لتذوب خجلا عندما احتضنها بين ذراعيه
وهمس بأذنها : احبك علياء

*******************
تناهى الي مسامعها وهى تخرج من الغرفة الحوار الذي دار بين علياء وعمر لتنتفض غضبا من اخيها الاحمق ومزاحه
لتسال نفسها : وما علاقتك انت بالأمر؟ يتزوج يخطب ليس لكي علاقة بالأمر
تذكرت صوته وهو يناديها بعفويه حبيبتي
كم ان الكلمة رائعة اشعلت حواسها ، هل كان يقصدها بالفعل
ام هي كلمة اعتاد ان يقولها لكل الفتيات
شعرت بالغيرة تحرقها هل توجد اخريات في حياته
لما هي مهتمة من الاصل ، فما هو بالنسبة اليها لتهتم هل له علاقة بفتيات ، خلعت ملابسها لتقذفها ارضا بغضب شديد
وهي تهتف بغيظ :تبا له


****************


بعد ان احتضنها لفترة بين ذراعيه لم يقدم على شيء بها
بل ظل واقف ساكنا وصامتا ايضا ، يستمتع بوجودها بين ذراعيه ، اجلسها الي الاريكة وهو يحاوطها بذراعيه
كأنه خائف ان تركها تهرب منه وتضيع حلاوة العناق
الذي يشعر به
قال هامسا : ها حبيبتي ، ستاتي معنا اليس كذلك ؟
ابتسمت في خجل : نعم ، ولكن اقنع امي وعلي بذلك
__ من عيوني ، انا مسافر غدا
__ الي اين ؟
__ الي الاسكندرية ، سأذهب لأرى الارض التي ستقام عليها الشاليهات ، وامر على عمي لأبلغه بموعد الزواج
لاحظت التوتر الذى سيطر على ملامحة عند ذكره لعمه
لتمرر كفها على خده برقة : ترجع بألف سلامة حبيبي
لا تنسى ان تطمئني عليك
__ لا تخافي ، لن انسي ، هل استطيع ان انسى روحي
انت روحي عليا
ابتسمت بسعادة ورقة : لابد لي من الذهاب فانا تأخرت
__ حاضر سأوصلك الي البيت
قامت من مكانها لتخرج من الغرفة ويتبعها هو
ليقابلا نور في الردهة : الي اين ؟
__ سأذهب ، فالوقت تأخر وعمر مسافر غدا ، ولابد ان يستريح ويأخذ كفايته من النوم
احتضنت صديقتها وقبلتها : تعالي معي غدا ، فانا ذاهبة لمصممة الفستان ، واريد ان اخذ رايك
__ حسنا نتقابل بعد موعد خروجي من العمل
__ حسنا اراكي غدا ، الى اللقاء
__ سأوصلها نور ، لا تفتحي الباب لاحد
ضحكت نور من اهتمام اخاها المرضي
__ من سياتي الان عمر ، استرح واغلق الباب خلفك بالمفتاح ، فانا سأخلد الي النوم
__ حسنا ، قبلها على جبينها تصبحين على خير
بعد ان غادرا وسمعت صوت المفتاح ، ابتسمت وهي سعيدة
باهتمام اخيها لتدخل الي غرفتها وتندس في فراشها وتستعد للنوم
********************
يقود سيارته وهو يشعر بانه طائر يحلق بجناحيه في السماء البعيدة ، فالطريق الي شرم الشيخ مدته من سبع الى ثمان ساعات وهو اختصره الي خمس ساعات من فرط شوقه اليها ها هي حبيبته اتيه بعد طول انتظار وايام قضاها في مرارة البعد وليالي طويله لم يذق بها طعم النوم ، فكيف ينام وهي بعيدة عنه
وقف في بوابة دخول المحافظة ليمر منها سريعا
يشعر بان الهواء يحمل رائحتها الزكية ، و عبيرها الفتان
نظر في ساعته ليجد باقي على وصول الطائرة فيما يقارب الساعة
توجه الي احد المنتجعات السياحية وحجز جناحا لهما
واشترى بعض من الملابس له ، فلم يتسن له العودة الي البيت لإحضار ملابسه
اتجه الي محل فخم لبيع الاشاء النسائية ، واشترى لها هديه فخمة
توجه الي المطار ليكون في انتظارها ،وما اصعب الانتظار على عاشق مثله ، يتنفس حبها ، فهي تعيش بداخله و تجري بعروقه ، حب الطفولة والشباب ورفيقة العمر


اعلنت الميكروفونات الخاصة بالمطار عن عودة الطائرة الأتية من لندن ،وهبوطها في ارض المطار
ليتأهب هو للقاء حبه المشتاق لها
واقف ينتظر على احر من الجمر، لتقع عيناه على حبيبته ويتأملها بعشق واضح ، لم تتغير كثيرا منذ اخر مرة كان معها
اشار اليها بيده لتنتبه الي مكان وجوده ، لتشير اليه بحب وحماس ، وتهرع اليه راكضه لتقفز الي حضنه وتلف ذراعيها حول عنقه ورجليها حول خصره وتمطره بقبلات عديده على وجهه
اثار المنظر الناس المارين بجانبهم ، لكنهم لم يهتموا كثيرا
ظنا منهم انها احدى الاجنبيات وتسلم على صديقها المصري فشعرها الاصفر وعينيها الزرقاوان وملابسها المتحررة اخبرتهم بانها غير عربيه ، وكان سيختلف رد فعلهم كثيرا اذا كان مظهرها يدل على انها عربيه واحتضنها زوجها امام الناس ، لنظروا اليهما بنظرات استهجان وغضب حقيقي
ضمها بحب شديد اليه لينزلها ارضا
__ اشتقت اليك كثيرا حبيبتي
__ وانا ايضا يوسف ، لن اغادر ثانية حتى لو انقلبت الدنيا راسا على عقب
ضحك في وجهها : حسنا ، هيا بنا لنذهب الي الفندق
ركبت بجانبه وهي تثرثر بسرعة عن كل ما فعلته من اخر مرة كان عندها بلندن
__ اشتقت اليك يوسف ، كم سنبقى في شرم الشيخ
__ سأعود غدا ، واعدك اننا سناتي قريبا لنأخذ اجازة من العالم كله ، فقط لوحدنا
مطت شفتيها بزعل : ولماذا ستعود سريعا هكذا
__ لم استطع ان اقنع ياسين بمدة اكثر من ذلك ، وخصوصا انني في بداية استلام عملي
ابتسمت برقه : حسنا حبيبي ، لا توجد مشكلة ، سأعود معك
نظر اليها بوله : اشتقت اليك كثيرا


وصلا الي الفندق ليأخذ احد العاملين السيارة ليصفها
ويأخذ واحد اخر الحقائب ليدخل يوسف الي الاستقبال
ويأخذ مفتاح الجناح ليصعدا الي الاعلى
دخلا الي الجناح و ادخل العمل الحقائب لينصرف ويغلق خلفه يوسف الباب
اتجه اليها في الشرفة ، وهي واقفة تنظر الي البحر وشعرها يتطاير حولها ليحتضنها بين ذراعيه ويقبل راسها بعشق
ويريح ذقنه على راسها
__ كم اشتقت الي مصر يوسف ، وكم اشعر بالعذاب لأني رجعت و لن اكون بقربك
تنهد : ستكونين بقربي دائما ، لن اتركك ابدا ، حبيبتي
لفت اليه : حقا يوسف ، ستخبرهم
__ نعم ، سأتكلم مع ياسين اولا ، قبل ان اقول لأمي
نظرت الي الارض لتقل بارتباك : ومعتز
قال بنبرة قوية: يضرب راسه في الحائط ، لن اتخلى عنك من اجل كراهيته لياسين غير المبررة ، والصراع الدائر بينهما
فانتي زوجتي لن اتخلى عنك من اجل اوهام
احتضنها في حب وهمس في اذنها : اشتقت اليك كثيرا
ضمته الي حضنها اكثر : وانا ايضا اشتقت اليك كثيرا
ليغرقها في قبلاته النهمة وهو يردد على اذنيها مدى حبه لها واشتياقه لها

الفصل التاسع عشر

الجزء الثاني



دخل الي قصرهم
ليجد امه جالسة في مكانها المعتاد والانزعاج والقلق واضح عليها ، سلم عليها وقبل راسها
__ ما بك امي ؟
__ قلقه على اخاك فلم يأتي الي الان
__ الم يخبرك ، لقد سافر الي شرم الشيخ وسيعود غدا
__ لماذا سافر ؟
__ توجد لي بعض الاعمال هناك ، سافر لأنهائها
__ هل تطمئنت عليه ياسين ؟
__ لا أمي ، سأتصل به الان
أقرن قوله بان اخرج هاتفه واتصل بأخيه ليرن الهاتف دون مجيب ، اتصل مرة اخرى


رن هاتفه لينقطع ثم عاود الرنين من جديد
دفعته بلطف : يوسف هاتفك يرن
قال بضيق : اعرف، تجاهليه
ردت برقه: لابد انه شيء هام
نظر لها ثم ابتسم: حسنا
اعتدل وقام واقفا ، ليبحث عن هاتفه ليجد اسم ياسين
__ انه ياسين، التزمي الصمت قليلا
هزت راسها موافقه
__ اهلا ياسين ، كيف حالك؟
__يوسف ، لما لا ترد على الهاتف ، ولماذا لم تمر على البيت حتى تطمئن امي؟
__ لم يكن عندي وقت لأمر على المنزل ، طمئن امي
انا بخير
__ اين انت الان ؟
__ حجزت غرفة في فندق لأبيت بها ، وسآتي غدا ان شاء الله ، لا تقلق مثلما اتفقنا
__ حسنا، تعود بألف سلامة، لا تسرع في الطريق، سلام
__ حاضر، سلام
اغلق الهاتف ليراها جالسة تنظر اليه وواضح عليها الضيق
اقترب وجلس الي جوارها واحاطها بذراعه : ما بك ؟
لم الضيق ظاهر عليك ؟
__ لا شيء
تنهد: لكن واضح عليك الضيق
__ الم تقل منذ قليل انك ستخبره ؟
ابتسم: نعم بالتأكيد سأخبره ولكن في الوقت المناسب
اكمل بجدية : لابد ان اكسب ياسين في صفي ، حتى يؤازرني امام أخاك المبجل
هزت راسها بالموافقة
اتسعت ابتسامته اكثر : ما رايك ان نخرج لنتعشى ، ونتجول قليلا
ابتسمت بسعادة: موافقة طبعا
قفزت واقفه : سأجهز حالا
ابتسم على مرحها وحماسها لتختفي من امام نظره ويغرق هو في تفكيره لن يستطيع ان يبتعد عنها بعد الان ، ويعرف تماما ان معتز عندما يراها سينسج حولها شرنقته وبالكاد سيستطيع رؤيتها ، لابد من اخبار ياسين فهو الوحيد الذي سيقف امام معتز وهو من يصلح ندا للأخير
ولكن ما يجهله فعلا موقف ياسين حيال الوضع بأكمله
هل سيسانده ، ام سيغضب ويحيل حياته جحيما
تنبه على صوتها : يوسف ألم ترتدي ملابسك بعد ، انا جاهزة
__ المعذرة حبيبتي، خمس دقائق ونكون بالخارج
اتجه لارتداء ملابسه وهو يقرر انه سيتكلم مع ياسين عندما يعود


**************************


__ هل ارتحت الان امي ، سيعود يوسف غدا ان شاء الله
__ انشاء الله حبيبي ، ماذا فعلت بموضوع زواجك
__ اخذت ميعاد من عمر سأتكلم معه حينها
__ موفق بإذن الله حبيبي
__ اسمحي لي امي سأذهب للنوم
تصبحي على خير
__ وانت من اهله حبيبي
اتجه ليذهب الي النوم وهو يفكر لا يعرف لما كذب عل امه حيال يوسف ، لما لم يخبرها بانه ذاهب ليستقبل احد اصدقائه كما قال يوسف له ، ربما اراد ان يطمئنها هز كتفيه بحيرة فهو متوقع ان اخاه يخفي مصيبه ولكنه سينتظر الى ان يكتشفها او يخبره بها يوسف
***********************
في صباح اليوم التالي عند الساعة التاسعة والنصف جهزت اوراقها ومرت على مكتب السيد عبد العزيز اعطته المذكرة الذي طلبها منها ، وتبلغه بأمر الاجتماع الذي ستحضره بدلا من يوسف
صعدت الى الاعلى وهي تبث في روحها القوة وانها ستتعامل معه كالأخرين ، تذكرت البارحة ونظراته اليها وابتسامته الشقية التي لمعت بها عيناه وهو يراها في ملابسها الطفولية ، لا تنكر ان السبب في ارقها الليلة الفائتة كثرة تفكيرها به و انشغالها بأمره ، وكم شعرت بالضيق عند تذكرها مزحة اخاها وكلماته عن الزواج الي سيحدث قريبا
زفرت بضيق وهى تقول لنفسها : كوني قوية نور


وصلت الي مكتبه لتستقبلها السيدة عبير : اهلا يا استاذه
كيف حالك الان ؟
__ بخير الحمد لله ، كيف حالك ؟
__ انا بخير ، اكيد اتية لحضور الاجتماع ، تفضلي السيد ياسين بالداخل ، والاخرون على وصول
قالت السيدة عبير كلماتها وهي تفتح باب غرفة الاجتماعات لنور ، وتشير اليها بالدخول
تقدمت نور للداخل وهي تشعر بان اعصابها مشدودة كأوتار الآلات الموسيقية ، وقعت عيناها عليه جالس على راس الطاولة ينظر الى الاوراق التي امامه ، رفع بصره ليرى من
الاتي ، ليبتسم بهدوء ، شعرت انها لن تستطيع الوقوف اكثر من ذلك فيبدو اليوم وسيما ، وعيناه تلمعان بكلمات لا تعلم معناها ، تحرك من مكانه ليرحب بها


عند سماعه لصوت الباب وكلمات السيدة عبير رفع عينيه ليرى من القادم ليجد نور حياته ، ابتسم بسعادة وهو يقول انها جميلة في كل الاشكال سواء الطفولي او الانثوي
فالبدلة الرسمية التي ترتديها اليوم تظهرها كامرأة جميلة
تحرك من مكانه وهو يحدث نفسه بان يتماسك ويتروى حتى لا يصيبها بالذعر كالمرة الفائتة
__ اهلا يا استاذه ، كيف حالك ؟
جملته جعلت توترها يزيد والغضب يتصاعد بداخلها
فمناداته لها بهذه المهنية جعلتها تشعر انها بعيده عنه بأميال
وتفتقد الاحساس الجميل الذي ينتابها كلما تذكرت نبرة صوته
وهو يقول: حبيبتي
نظرت حولها لتتأكد اذا كانت عبير معهما وهي السبب في رسمية التعامل بينهما ، والمفاجأة انهما كانا بمفردهما
نظرت اليه وقالت بتوتر : انا بخير ، سيدي
والمفاجأة الاخرى انه لم يغضب منها وطلب ان تستعمل اسمه الاول كما يفعل
ابتسم بهدوء : اجلسي ، وانظري للملف الذي اعده يوسف
ولو لكي بعض الملاحظات اخبريني بها
نظرت اليه في ضيق : حاضر سيدي
قالتها هذه المرة متعمده ضائقة به وبأسلوبه المتذبذب معها
كتمت غيظها بداخلها ، وانشغلت بالملف الذي امامها
ابتسم على ضيقها منه ، كان سيؤنبها على مناداته بسيدي ولكنه لم يشأ الاعتراض هذه المرة ، فمن الواضح انها تريد وضع حدود بينهما ، وايضا لأنه لا يريد استعجالها فتشعر بانها مدفوعة ناحيته ويدب الذعر في عقلها وتبتعد عنه بدلا من الاقتراب
ظل يراقبها بدت فعلا مشغولة بما تراه امامها ولكنه لا يستطيع ان يرفع عينه من عليها


شغلت نفسها بالورق الموضوع امامها ولكنها شعرت بعينيه تراقبها كالعادة رفعت عيناها بحذر وخفة حتى تراه وهولا يلاحظ انها تنظر له ، لتجده كما توقعت عيناه مثبته عليها
سيطرت على نفسها فكادت الضحكة ان تنفلت من بين شفتيها
ولكنها ابتسمت بانتصار انه يوهمها انه لا يبالي، ولكنه مهتم
فعلا مهتم حدثت نفسها بتحدي: لنرى من منا الفائز يا سيدي
تعجب من ابتسامة الانتصار التي زينت محياها وهم ان يسالها لماذا تبتسم لكنه أجبر نفسه على التراجع
حدث نفسه اذا سالتها يا غبي ستعلم انك تراقبها ، التزم الصمت من فضلك
قطع تأملاتهما صوت انثوي غنج : هاي ، كيفك ياسين ،عن جد اشتقتلك
وسعت عيناه من الصدمة فلم يكن متوقع مجيئها
التفت هي بحده لتري مصدر الصوت
وياليتها لم تلتفت ، وجدت صاروخ انثوي لبناني واقف عند الباب ويهدد بالانطلاق
لفت اليه في حده لتري تعابير وجهه وتساله بعينيها : من هذه؟
لتجده يبتسم براحة عجيبة كانه وجد ضالته المنشودة لتهب
بها نيران الغيرة وتأكلها اكل
كان يبتسم فرحا فعينان نور اعطته ما يريد ورد فعلها اكد له ما شعر به من ناحيتها كان يريد دليل واحد على اهتمامها لأمره وها هو الدليل متجسد امامه واتى له على طبق من الفضة ، ولأول مرة يريد ان يشكرها على حضورها ورؤيته لها والاهم رؤية نور لها
تقدمت الي الداخل في غنج ودلال : ما بك حبيبي ، لماذا لا تجيبني
استقام واقفا وهو يقول بهدوء : اهلا بكي جميلة ، لم اكن متوقع رؤيتك اليوم .
ابتسمت : انها مفاجأة من اجلك ، اتمنى ان تكون مفاجأة سارة
__ بالطبع هي سارة، قال مجاملا: هل يوجد احد يراك ولا يشعر بالسرور
الى هنا كانت تريد ان تقف وتكسر غرفة الاجتماعات على راسه ، نعتته بجميع الشتائم التي تعرفها والتي لا تعرفها
اذن ليس محترم كما يدعي بل هو كطارق افندي ، يعشق النساء ويجري ورائهن ويفعل ما بوسعه لينجذبن اليه
لا ياسين لن اكون نعجة في قطيع الخراف
فانا اختلف عن الاخريات ، وسنرى من منا سيربح
نظر اليها ليرى الغضب واضح على وجهها ومعالمه
ليرتبك اكيد فهمت ترحيبه بهذه الضيفة غير المتوقعة على انه غزل
تنحنح : نور ، انها الاستاذة نور عضو عندنا بالشئون القانونية
الانسة جميلة مندوبة شركة استيراد مواد البناء
نظرت اليه في حده لتقول بلباقة : اهلا بها سعيدة بالتعرف عليك يا انسة
ردت جميلة بابتسامة رقيقة : وانا ايضا
سال بجدية : اين بسام ؟ لماذا لم يأتي معك ؟
__ آها ، انت تفتقد صديقك ، وكنت لا تريد رؤيتي
نظرت اليه لترى بما سيرد عليها
ليشعر انه واقع في مازق :لا ابدا ولكن هو من اتعامل معه منذ فترة طويلة وهو يدري عن العقود الاخيرة اكثر منك
ضحكت بدلال : لا تخف انه يصف السيارة ، فانا اتيت لأراك فقط واسلم عليك فانا اشتقت اليك جدا ، ثم لا تنسى انا السبب الرئيسي لصداقتك لباسم وتعاملك مع الشركة
احمر وجهه هو يعلم بان جميلة تمزح معه ولكن هذه النور يشعر انها تغلي من الغضب والغيظ ، ثم انه لا يريدها ان تفسر العلاقة بينه وبين جميلة خطا
تشعر بان الدم يغلي ويفور في راسها وهذا الصاروخ الانثوي الجميل تصف اشتياقها له وتتغزل به امامها
العجيب انها حاولت التقليل منها او من جمالها فلم تستطيع فكل ما بها جميل وصدق من سماها جميلة فهي اسم على مسمى ، ثم انها تتمتع بكل مقومات الانثى من السحر والدلال والرقة والغنج ليزيدوها جمالا ،
هتفت داخلها : هذا ليس عدلا ، فهذه الجميلة استولت على كل الصفات الانثوية لها لوحدها
وزادت عليهم باتباعها لأحدث صيحات الموضة في ملابسها وزينتها ، ولما لا فهي لبنانية ، وهذه بلد الجمال


فاقت من تأملاتها على صوت طرقات هادئة على الباب
لتفاجئ بشاب مثل القمر اشقر قال بابتسامة جميلة : السلام عليكم
كيفك ياسين ، اشتقتلك كثيرا
قام ياسين وصافحة بمودة : انا ايضا يا صديقي
ضحك الاخر : ما رايك في المفاجأة ؟
ابتسم ياسين: جميلة
قال الاخر مازحا : هل هذا رايك ؟ ام انك تنادي عليها
ضحك ياسين : الاثنين ، تعال اعرفك على اكفئ المحاميات التي انضمت الى الشركة حديثا الأستاذة نور
السيد بسام المندوب الاول الذي نتعامل معه
هزت راسها مرحبة ليطلق باسم صفارة اعجاب صغيره
__ ما أحلاك ، سعدت طبعا بمعرفتك
انتفض ياسين من تعبير صديقه ، ليبتسم بتوتر
__ اجلس يا بسام، فأمامنا عمل طويل
اصر على ان يجلس بين بسام ونور ، فهكذا يشعر بحمايتها
والاطمئنان عليها اكثر


يتبع ,,,

👇👇👇


تعليقات