بداية

رواية احلامي المزعجة -18

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -18

السيد بسام المندوب الاول الذي نتعامل معه
هزت راسها مرحبة ليطلق باسم صفارة اعجاب صغيره
__ ما أحلاك ، سعدت طبعا بمعرفتك
انتفض ياسين من تعبير صديقه ، ليبتسم بتوتر
__ اجلس يا بسام، فأمامنا عمل طويل
اصر على ان يجلس بين بسام ونور ، فهكذا يشعر بحمايتها
والاطمئنان عليها اكثر

بعد مرور عدد من الساعات

انتهى الاجتماع
قال بسام : بمناسبة انتهاء الاجتماع على خير وارضاء الطرفين
قال جملته الاخيرة وهو يغمز بخفة لنور ليجز الاخر على اسنانه
اكمل : انا ادعوكم للغداء على سفينه نيلية احب كلما اتي الى مصر ان اتناول طعامي بها ، مشاهدة ضفاف النيل من المتع الذي اعطاها لنا الله
تنحنحت لتقول : حسنا اتريد أي شيء اخر سيدي
رد بسام سريعا : ما هذا الدعوة تشملك انت الاخرى يا استاذه
فانت تعبت معنا اليوم ، وهذا اقل واجب نقدمه لكي
فلولا مرونتك معنا في العقود والتوصل لهذه الصيغة كنا ما زلنا نتناقش ونلف وندور في حلقة مفرغة ، ولكن انت بذكائك توصلت الي بند يريح الطرفين ويحفظ حقوقهما ايضا
قبض ياسين كفيه بشدة محاولا السيطرة على انفعالاته وغيرته فباسم يتغزل بها ولكن بأسلوب اخر ، ومصر على دعوة الغداء ، ولن يستطيع هو الرفض الان
نطقت بهدوء : لا استطيع فانا لازالت داخل اوقات العمل الرسمية ، ولدي عمل كثير لابد من انهاؤه
فتح باسم عيناه من الدهشة : سيعطيك صاحب الشركة بقية اليوم اجازة فانتي تستحقينها
ليلتفت الي ياسين : اليس كذلك يا ياسين ؟
تمنى ياسين الان ان يلكمه ليفقع احدى عينيه ، فكان سيطير من السعادة لاعتذار نور عن الدعوة ولكن هذا البسام مصر والواضح انه سيلبي له رغبته
قال باقتضاب والكلمات تخرج من بين اسنانه
__ بالطبع ، تستطيعي ان تأتي معنا ولا تشغلي راسك ببقية العمل


رات في عينيه الرفض ولكن اصرار بسام جعل عينيه تتحول الي الغضب والغيظ
حدثت نفسها : طبعا يريد الاستمتاع بالدعوة والنيل وهذه الجميلة ، ولا يريدني معه طبعا خوفا ان انقل أي شيء سيحدث بينهما هنا في الشركة، حسنا يا ياسين سأعكر صفو لقائك بجميلة هانم
وعندما قال جملته الأخيرة كادت ان تقع ارضا من الضحك فكان مغتاظا جدا ويخبرها بعينيه ان ترفض
لتبتسم بخبث : حسنا سيدي ، الي هنا لا استطيع الرفض
هنا تحولت مقلتيه الرماديتين الي جمر من النار فهو يعلم جيدا انها قبلت الدعوة لإغاظته فحسب
فكما تجيد هي قراءة عيناه ، هو الاخر يجيد قراءة عيناها
وعند ابتسامتها الخبيثة ، ازداد اعجابه بها فهي الان تلعب دور الانثى ببراعة
تنهد داخليا : ما احلاها من انثى
لف الي بسام وقال وهو يرسم الابتسامة
__ حسنا بسام ، اذهب انت وجميلة الي سيارتك ، وانا سآتي انا والأستاذة حالا
نهض بسام هو وجميله وانصرفا
قالت بهدوء : سأذهب لاتي بحقيبتي
قال باقتضاب وهو يخرج وراءها : عبير ، ابلغي السيد عبد العزيز ان الانسة نور معي في مهمة عمل
__ نور
التفت اليه : سأنتظرك في الجراج ، لا تتأخري
هزت راسها موافقة ،لتبتسم ابتسامة واسعة وهي تخرج من الغرفة

دخلت الي مكتبها واخذت حقيبتها لتنزل مسرعة على السلم الي ان وصلت الي الجراج
حدثت نفسها من الجيد انها لم تقابل سناء فلن تستطيع ان تشرح لها أي شيء
تقدمت ناحية سيارتها لتجده يقف امامها بسيارته عرضا ويسد عليها الطريق ،فتح الباب وقال امرا
__ اركبي
ثم قال بإصرار والغيظ يملئ صوته :اركبي ، ولا تعترضي من فضلك ،وسأرجعك هنا بعد الغداء لتأخذي سيارتك

لوت شفتيها فهي لا تريد الركوب ولكن لا تريد اغضابه اكثر من ذلك
اذعنت لأمره وركبت بجانبه

انقضى الطريق وهما الاثنان صامتين لم ينطقا بحرف واحد
هو يتميز غيظا منها ومن موافقتها على دعوة الغداء
وهي ترتدي قناع اللامبالاة وعدم الاهتمام وتريد ان تفسد عليه غداؤه مع جميلة

وصلا الي المكان لتجده فعلا من احدى الاماكن الفاخرة على النيل ، لتكتم انفاسها انبهارا بمنظر النيل وصفحته الزرقاء الصافية تسقط عليه اشعة الشمس كحبات اللؤلؤ تزينه وتجعله يبرق جمالا
هتفت بصدق : ما اجمله
ابتسم بسام : الم اقل لك ، انه من المتع الذي وهبها لنا الله
جز على اسنانه غيظا منها
ليدفعها برقة ناحية احدى المقاعد ويجلس بالمقعد الذي بجانبها ، فعل هذا حرصا على ان لا تجلس بجانب بسام




انتهوا من تناول الطعام ، لا تنكر انها استمتعت فعلا بالدعوة والغداء وبسام فهو شخصية طريفة ذو حس فكاهة عالي
ضحكت على نكاته واستمتعت بتجاذب الحديث معه والاغرب انها وجدت جميله ذات شخصية جذابه لبقة الحديث وحلوة الروح
فعلا استمتعت بالجلسة معهما ، اما ياسين فكان في غاية اللطف مع جميله طبعا كان يضحك ويمرح معها ويرد على باسم بهدوء وغيظ لا تفهم سببهما ، اما هي لم يتكلم معها اطلاقا


انتهوا من جلستهم ليفجر بسام مفاجأة في وجههما اخر الجلسة وهو يقول : ياسين الن تأتي الي لبنان قريبا
ابتسم بهدوء: لما تسال ؟
نظرا الي بعضهما هو وجميلة لتقول جميلة : لتحضر زفافنا
ضحك ياسين : حقا
اشارا الاثنين براسهما ليكمل بسعادة : الف مبروك ، ابلغني بميعاد الزفاف و سأحضر بإذن الله


بلمة من المفاجأة لدرجة انها لم تبارك لهما ، كانت تظن ان بين ياسين وجميلة علاقة من نوعا ما ، ولكن خبر الزفاف
ادهشها وجعلها فاقدة النطق
تداركت الامر عندما انتهى كلام ثلاثتهم لتنتبه على صوت ياسين وهو ينظر اليها بخبث : الن تباركي لهما نور ؟
هزت راسها : لا طبعا ، مبروك
ضحك بسام قائلا :انتي الاخرى مدعوة على حفل الزفاف
ضحكت :في لبنان ، لن استطيع ، ولكن مبروك يتمم الله عليكما بالخير
وقف : هيا سنذهب ، فطيارتنا مساء اليوم
__ انت ذاهب الي لبنان ؟
__ لا انت تعلم اني غير مقيم بلبنان ولكن لابد من اقامة الزفاف هناك وسط اهلي واهل جميلة
صافحة ياسين بحب : مبارك بسام ، اراك على خير ان شاء الله ، ابلغني بموعد الزفاف وسأحضر بإذن الله


بعد ان ودعا بسام وجميلة ، همت بالتحرك حتى ينصرفا
فوجئت بيده تمسكها من رسغها ، قال امرا
__ اجلسي
نظرت اليه في دهشه : لما ؟
__ اريد التحدث معكي
نظرت اليه مطولا وجلست مكانها كتفت ذراعيها امام صدرها وقالت بنفاذ صبر :تفضل ، اتريد مني ان اواسيك
ردد بدهشة : تواسيني
__ اه نعم ، تركتك حبيبة القلب لتتزوج
ابتسم بهدوء مغيظ : حبيبة قلبي ، لم تتركني وتذهب الي أي مكان
انتفض راسها بشدة لجملته : اذن هو بالفعل على علاقة بإحداهن
قالت بمرارة : متى الزواج بإذن الله ؟
__ قريب ، عندما تتفضل علي بالموافقة
رمشت عينيها بعصبية وعضت على شفتيها
__ كفي عن ذلك
__ ماذا ؟
__ لما انت عصبية لهذه الدرجة نور ؟
__ انا لست عصبية ، ما الامر الذي تريدني من اجله
تنهد : اريد ان اعرف السبب الرئيسي في موافقتك على دعوة الغداء
__ عادي ،لا يوجد سبب ، بسام اصر وانت وافقت وانا لم اجد مانع من الحضور
ردد بضيق : بسام اصر ، تتكلمي عن بسام كانه احد اصدقائك
__ وما الضرر في ذلك ، انه شخصية جذابة
جز على اسنانه غضبا وقال مزمجرا : نور ، لا تستفزينني اكثر من ذلك
__ وما دخلك انت بان يصبح من اصدقائي او لا
ضم يديه ليسيطر على اعصابه : نور ،انت تعلمي جيدا ما دخلي بالموضوع
ليكمل بهدوء : لا اريد لمن ستصبح زوجتي اصدقاء رجال
قالت بغباء : اخبرها بذلك
ابتسم : انا اخبرها الان
لفت راسها يمينا ويسارا : اين هي ؟
نظر لها بهدوء ليحمر وجهها: ماذا تقصد ؟
رفع حاجبه الايمين دليل على تأكيده لما قاله وفهمته هي
صمتت قليلا لتقول بهدوء : ماذا تريد مني ياسين ؟
__ انت تعلمي نور ، وانا اعلم ايضا
__لا اعلم شيء ، وماذا تعلم انت ؟
__ اعلم ان السبب الرئيسي لموافقتك على دعوة الغداء ،هي لإغاظتي وحسب ، اعلم انك ظننت ان بيني وبين جميلة علاقة ما ،وهذا الامر اثار غضبك ، اعلم ان خبر الزفاف ادهشك ، وانا اؤكد لك لا تربطني أي علاقة باي فتاه
تعجبت منه كيف عرف هذه الاشياء ألهذه الدرجة هي شفافة امامه
__كيف عرفت ؟
تنبهت انها قالت سؤالها بصوت عال لتضع يدها على فمها وتشهق
ابتسم ومد يده ليمسك بيدها الموضوعة على فمها وسحبها بهدوء ليمسكها بحنان وقال بصوت هادئ : اعلم اكثر مما تتصورين
نظرت اليه لتري عيناه تفيضان بحديث مبهم لا تفهمه ولغة غريبه عنها ، ولكن تأثير نظراته اربكها ، اخفضت عينيها
ليضع يده تحت ذقنها ويرفع راسها اليه : لا تخفضي بصرك
نور ، الي الان لا تعلمي حقا ماذا اريد ؟
هزت راسها بلا ليتنهد ببطيء : اريد ان تظلي بجانبي
اريد ان اكمل باقي عمري معك والي جانبك ، اريدك ان تصبحي زوجتي وام اطفالي ورفيقة عمري
هل علمتي الان ماذا اريد منك ؟
تنفست بقوة لتسيطر على دقات قلبها المجنون الذي يريد ان يقفز من بين ضلوعها ، لم تكن تتوقع ابدا ان هذا ما سيقوله
، ولم تكن تتوقع انه يعرض الزواج بهذه الطريقة
انتفضت واقفه : اريد ان اذهب
اغمض عيناه الما وابتسم ابتسامة باهته : حاضر
قام من مكانه والحزن يلم بحواسه لم يكن يتوقع رفضها بهذا الشكل، تمزق قلبه من نفضتها ، غبي لما تعجلت ، لا ينكر انه احس اليوم بغيرتها وغضبها من جميلة ، اذن فهي تشعر ناحيته ببعض المشاعر ، اذن لما الرفض
ركبا الي سيارته وكلا منهما غارق بتفكيره ، والصمت يخيم عليهما
هي تشعر بانها ارتكبت اكبر حماقه بطريقة ردها على عرضه
وهو يشعر انه اغبى المخلوقات باستعجاله لها


تنحنحت بعد مدة : ياسين
انتفض قلبه لصوتها الرقيق العذب وقال بهدوء : نعم
قالت بصوت منخفض : اسفة
اغمض عيناه الما تتأسف لرفضها الزواج منه
اكملت : ارتبكت ولم اتصرف جيدا
سالت بهمس والخجل يكسيها : هل تريد ان تتزوجني ؟ ام انا فهمت الامر خطئا
فرمل السيارة بقوة وركنها ، ليلتفت اليها
ارتعدت اطرافها من طريقة ايقافه للسيارة ، لتنتفض عندما التفت اليها وعيناه محمرتان من الغضب
__ لا نور لم تفهمي الامر خطا ، ما الفروض علي فعله لكي تفهمي الامر ، نعم انا اريد ان اتزوجك
ردت ببطيء : لما انت غاضب ؟
زم شفتيه و نظر اليها بحب : لأني استنفذت كل طاقتي لأستطيع ان اصل اليك ، ولم يتبقى لدي أي فكره عما تريدين مني عمله لتشعري بي
ابتلعت ريقها بصعوبة ونظرت اليه تريد الموافقة ولكن صوتها محبوس بداخلها ، تشعر بشيء اكبر منها يدفعها اليه
عقلها خائف ولكن بقية حواسها وكيانها كله يخبرها بالموافقة
نطقت بهدوء وهى تعض شفتها بتوتر : متى ستقابل عمر ؟
نظر اليها مطولا ليري الخجل يعلو ملامحها
ابتسم بسعادة : هل اعتبر هذا الرد موافقة على طلبي ؟
قالت بهمس : سأنتظر راي عمر
امسك يدها وقبلها برقة : يهمني رايك انت حبيبتي؟
عضت شفتها مرة اخرى ، ليقول بهدوء: توقفي عن هذه الحركة ، ردي علي
لم تستطع النطق ، ولكن هزت راسها موافقة
ليضحك بقوة فرحا بإجابتها ، ابتسمت على سعادته ولكن يوجد شيء بداخلها متوتر وخائف لدرجة كبيرة
وصلا الي مقر الشركة ليستوقفها قبل نزولها ، امسك يدها بهدوء ورقة : سآتي اليكم غدا ، فانا متفق مع عمر على ذلك
ابتسمت بتوتر ليكمل : لا تصعدي الي الشركة خذي بقية اليوم اجازة واذهبي الي البيت لترتاحي
هزت راسها موافقة واتجهت الي سيارتها بسرعة لتركبها وتذهب الي المنزل فهي تحتاج بالفعل الي الراحة والهدوء
والتفكير


ابتسم على سرعتها، هو متفهم ارتباكها وخجلها
ولكنه سعيد لموافقتها على فكرة الزواج، تنهد براحة
وامسك هاتفه ،واتصل بعمر رن الهاتف
رد عمر بسرعة : ياسين حمدا لله انك اتصلت فانا محتاج اليك جدا
رد بقلق : ما الامر ؟ ماذا حدث؟
__ انا بقسم الشرطة ، هل تستطيع ان تأتي الي ؟
رد بسرعة: طبعا، حالا
ادار سيارته بسرعة واتصل على مكتبه
__ عبير ، اتصلي بحسام وابلغيه ان ينتظرني بمطار النزهة
و احجزي لي تذكرة طيران حالا الي الاسكندرية
__ حاضر سيدي
قلق جدا على عمر ، ويريد ان يعرف لما هو بقسم الشرطة
لا ينكر اعجابه به من قبل ان يراه فكان يسمع عنه كثيرا من سوق العمل ، والجميع اتفق على انه شخصية مهذبه و محترمة ، وبعدما اقترب منه ازداد اعجابا به


***********************
رن هاتفها عند وصولها الي المنزل
__ وعليكم السلام ، انا بالمنزل ، علياء هل يمكنك ان تأتي الي
ردت الاخرى بمرح : طبعا ، ولكن اجهزي لنذهب الي المصممة
__ حسنا


*****************


وصل الي قسم الشرطة بعد ساعة على الاكثر
تكلم مع احد الضباط المتواجدين بالقسم ، ليجد ان عمر تشاجر مع بعض الاشخاص ، ومحتجز بالقسم لعدم وجود بطاقته الشخصية ، يحتاج لضامن فقط ليخرج
بعد قليل كان يخرج هو وعمر من القسم
ما ازعجه فعلا منظر عمر المنهك ، و التعب الواضح عليه
قال بهدوء :اشكرك ياسين، والمعذرة على
قاطعه بحزم : عمر من فضلك ، انت كيوسف ، فلا تشكرني او تعتذر مني
سأل بهدوء: ماذا حدث ؟
اغمض عينيه ليكمل ياسين : حسنا ، لا تشغل بالك ،اين سيارتك ؟
__ انها قريبه
__ حسنا اركب لنذهب اليها ، حسام هيا
وصلا الي السيارة ليرتجلا الاثنان ، امال بجسده
__ اذهب انت حسام ، وشكرا على اهتمامك
التفت اليه : اين مفاتيحك عمر؟
امد اليه المفاتيح ليشير اليه براسه : اركب ، سآخذك الي مكان رائع على البحر ، وهناك سنتكلم قليلا


*********************


هتفت بدهشة ممزوجة بالفرح : ماذا ؟ بجد نور
ابتسمت : نعم ، هل يوجد مزاح في هذه الاشياء ؟
__ وانت وافقتي
__ لا اعلم علياء لم افهم نفسي حينها
__لا يهم ، مبروك
احتضنتها بفرحة : ما رايك نقيم زفافنا معا
ضحكت نور : تمهلي قليلا ، لن اتزوج بسرعة هكذا ، اريد وقتا لأتعرف عليه ، وافهمه ويفهمني
نظرت اليها : نور ، انت تحبيه
همت بالرد لتكمل : لا تقاطعيني من فضلك ، انا وانت نعلم جيدا انك تكني له مشاعر خاصة ، هذا غير اذا كنتي لا تهتمي به كنتي رفضتي عرض الزواج ، فعلتيها كثيرا من قبل ، وكان الاخرون يهيمون بكي حبا
فلا تحاولي ان تبتعدي عنه وتسيطري على مشاعرك من اجل لا شيء ، ولو على عمر انت تعلمي انه سيوافق
فياسين عريس لا يرفض
غمزت لها بعينها : هيا لنذهب الي المصممة ، من الممكن ان تجدي فستان لكي من اجل زفافك
ابتسمت نور ولكنها لا تشعر بالحماس كعلياء ولا تعلم لما الي الان وافقت على الزواج منه
*********************
مسح وجهه بكفية كعادته عندما يريد التخلص من توتره والسيطرة على اعصابه
__ لا تبتئس عمر ، حصل خير وانا سأفعل ما بوسعي
__ اشكرك ياسين ، ولكن
قاطعه بحزم : عمر من فضلك لا تكمل حديثك هذا ،واعتبر انني شريك لك ، وسأساعدك
اكمل : ما رايك في المكان ؟
ابتسم عمر بوهن : جميل ، اختيار موفق ، فالمكان يبعث على الراحة
تراجع الي الخلف واسند ظهره على الكرسي براحة
__ صحيح ياسين ، ما الامر الذي كنت تريده مني البارحة؟
فهذا الامر شاغل تفكيري هو وموضوع دعوة ياسر
سأكون صريح معك ، فانا متعجب من امر الدعوة جدا
كح ياسين ،ليسال عمر : هل ازعجتك صراحتي ؟
__ لا يا صديقي ، وسأكون انا الاخر صريحا معك
الموضوع الذي اريدك به هو انني اريد الزواج من نور
رفع عمر حاجبيه علامة على دهشته ليكمل ياسين بهدوء
__وامر الدعوة اقترحه ياسر حتى نتعارف كلنا على بعض في جو خارج الاطار الرسمي ، وانا وافقته
ياسر اكثر من اخ وصديق ، رفيق حياتي ، ويعتبر من العائلة بالفعل
اتمنى ان لا اكون ازعجتك بصراحتي ، كنت اريد التقدم اليك رسميا غدا ، ولكنك طلبت مني توضيح
لم تتغير ملامح الدهشة المرسومة على وجه عمر
فضل ياسين الصمت ، الي ان يستوعب عمر الامر
لينطق الاخير بهدوء ورزانه : وانا لن اجد احسن منك لنور
__ عمر لا تجعل ما سأفعله معك يؤثر على قرارك في الموافقة ، فهذا شيء وهذا شيء اخر ، فالعمل لا علاقة له بالزواج والنسب
__ اسمعني جيدا ياسين ، نور اغلى شيء في حياتي وهي ما تبقي لدي من عائلتي ولن اربط بينها وبين العمل ، ولو حياتي كلها بين يديك وانت لست كفؤ لتتزوج اختي ، لن اعطيها لك ابدا وسأموت راضيا
ابتسم ياسين ليكمل الاخر : ولكني بالفعل سأطمئن عليها معك
فانت رجل شهم ، وستحافظ عليها جيدا ، وستوعدني الان انك ستحميها وتحافظ عليها عمرك كله ولن تضايقها ابدا
نطق الاخر بسعادة : اوعدك عمر
__ اذن سأنتظرك غدا ، لتتقدم الي رسميا
ابتسم ياسين وهو يشعر ان السعادة ستغمر حياته
********************
__ نور لا تكوني متزمتة هكذا ، فانتي صديقتي واخت العريس ، لن يضر ان ترتدي فستان صاخب قليلا ، والحفل اصلا في بيتكم
هزت راسها نافية لتكمل علياء : نور تعبت معك ، كل شيء
لا يعجبك ، لن ترتدي فستان اسود في زفافي انتهينا
كفى اسود ورمادي وازرق وزيتي ، هذا كثير ، قضيتي عمرك كله في هذه الالوان الا تشتاقي للألوان الاخرى
__ علياء من فضلك
قالت بحزم : بل من فضلك انت ، اسمعي كلامي هذه المرة
انتهت احزانك نور ، كفي عن الحزن ، وتمتعي بما بقي من عمرك ، انا العروس ومن ستقرر لون فستانك
واشارت بيدها قاطعة : بدون نقاش
ابتسمت نور : حسنا ، ولكن سيكون على طريقتي
ابتسمت الاخرى بخبث : لا ، انا سأقرر ايضا تصمميه
يكفيك ان ترتديه
ضحكت نور لتسال الاخرى : ما رايك في فستاني ؟
ردت بفرح : جميل علياء ، مبارك عليك ، ولكن لما اخترت درجته اقرب الي الابيض ، كانه فستان زفافك
كنت اخترت احدى درجات الروز
قالت علياء بإحباط : كنت سأفعل ، ولكن امي اصرت علي ، وحلفتني ان اختاره هكذا ، والسبب انه عقد قران
ابتسمت نور : خالتي لديها معتقداتها التي لا تتغير ابدا
ضحكت علياء بمرح : نعم ، أتصدقين ، تريد مني شراء كل شيء قبل الحفل ، ولا اعلم لماذا ، واذا تذمرت انا او بسنت غضبت مننا وتصل لدرجة المخاصمة
انا اشفق على بسنت وزوجها ، فهما من يتعبان معي
والشهادة لله محمد (زوج بسنت ) اكثر من اخ ومعزته من معزة علي بالضبط ، ويكفيني انه لا يعاتب بسنت على تأخرها معي او انشغالها بي ، بل بالعكس عندما نتأخر ليلا
يأتي الينا ليوصلنا واحيانا يلف معنا بالأسواق
انه ابن حلال ، اتمنى ان يرزقهما الله بالذرية الصالحة قريبا
ردت نور مؤكده : امين يا رب ، الا يعلما الي الان ما السبب في التأخير ؟
__ ما فهمته من بسنت ان لابد من اجراء عمليه لتستطيع الانجاب ، ولكن لا اعلم الي الان ما الذي يؤخرهما ؟
__ ربك يرزقهما قريبا ، ان شاء الله
__ ان شاء الله ، هيا لنذهب ، نور الم يتصل بك عمر اليوم؟
__ لا وانا قلقة عليه ، وهاتفه مغلق
__ ظننت انه اتصل بكي
__ لا تقلقي سياتي اليوم على خير ، هيا لنذهب فقد تأخرنا
انصرفا من عند المصممة بعد ان اتفقا معها على ميعاد التسليم الذي يكون بعد عشرة ايام
********************
اعد الحقائب ليسلمها الى العامل
التفت اليها ليحتضنها من ظهرها بهدوء
__ حبيبتي ، هيا لنذهب فأمامي طريق طويل اقضيه سائقا لفت اليه لتلف ذراعيها حول عنقه :شكرا يوسف على هذا اليوم الممتع
__ سنقضي بقية حياتنا ، معا حبيبتي وليس من المعقول ان كل يوم ستشكرينني
ضحكت ليمرر سبابته على خدها بحب : ما بك ؟ ارى كلاما بعينيك
__ كيف سنتقابل بعد الان ؟
ابتسم : ما ميعاد وصولك الذي يعرفه معتز
__ بعد عشرة ايام
__ حسنا ، هذا سؤال قبل ميعاده
__ اين سأقيم كل هذه المدة ؟
__ مع اني كنت سأفاجئك ، ولكن لا توجد مشكلة
ابتسم بسعادة وهو يكمل : سنقيم معا بمنزلنا
رددت بدهشة : منزلكم ، كيف ستدخل على عائلتك وتقول امي ، ياسين اقدم لكما زوجتي العزيزة
ضحك منها : لا حبيبتي انا قلت منزلنا ، ليس بيتي
فانا اسست لكي بيتا خاص بنا نحن الاثنين
__ حقا
__ نعم حبيبتي
صرخت فرحة واخذت تقفز بسعادة وهو يضحك عليها
سعيدا من اجلها ومن اجله ولذا سيفاتح ياسين قريبا جدا


*************************


وصلت لتجد عمر بالمنزل واقف في المطبخ
قالت بمرح : السلام عليكم حبيبي ،حمدا لله على سلامتك
تقدمت اليه لتحتضنه وتسال : لما لم تتصل بعلياء حتى تطمئنها ؟
__ الله يسلمك ، هاتفي بطاريته فرغت ،وانا اضعه بالشاحن الان وبعد قليل ، سأتصل بها
شبت على اطراف اصابعها لتنظر من فوق كتفه
__ ماذا تفعل ؟
__ لا شيء مجرد كوب من القهوة
صب القهوة ليأخذ الكوب ويحيط كتفيها بذراعه ويدفعها امامه بلطف
__ تعالي اريد ان اتحدث معك في موضوع هام
__ انا تحت امرك يا اعظم مهندسين العالم
ضحك من اخته :اجلسي
__ ما الامر ؟ لقد بدأت اشعر بالقلق
ابتسم : لا حبيبتي ، لا تقلقي
اردف بجديه: اتي الي عريسا اليوم من اجلك
بهت وجهها فجأة لتتذكر ياسين ، اكيد هذا شخص اخر
بماذا تجيب اخاها الان ؟
__ ما بك نور ؟ لما بهت وجهك هكذا ، فاللون اختفي من وجهك كأنني اقل لك انني مريض وسأموت غدا

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -