رواية احلامي المزعجة -21
قال جملته بغضب شديد وهو يخرج من الغرفة
اتسعت عيناها رعبا فلهجة عمر لا تبشر بالتراجع
ولكن صدمتها الحقيقة ، لما كل هذا ؟ فهي ليست مقتنعة ان جملتها الغبية هي السبب
اندفعت وراءه : عمر هل انت جاد
__ وهل توجد في هذه الامور مزاح نور ؟
__ لما ، اخبرني عن السبب ، ولا تقل انه من اجل جملتي الغبية التي قلتها وانا خائفة ومتوترة
اعطها ظهره ليبتعد عن نظرات عيناها المصدومة المتسائلة
فهو لن يستطيع ان يخبرها بالسبب الحقيقي وراء اصراره على اتمام الزواج بهذه السرعة
تذكر اتفاقه مع ياسين قبل ان ينصرف الاخير
__ ها ياسين ، متى تريد الزفاف ؟
__انا اريده في الغد ، ولكن نور تريد وقتا لتتعرف علي جيدا
__ هل شهرين مده كفاية لك لتستعد ؟
__ طبعا واقل ايضا ، ولكن نور
__ ستعتاد الامر ، وانا اثق بوعدك لي ، ام انك ستخلفه في احد الايام
رد ياسين سريعا : لا طبعا ، ستظل نور داخل عيناي وسأفعل كل ما بوسعي لإرضائها
__ حسنا ، استعد بعد شهرين
كانت سعادة ياسين كبيرة ولاحظها هو بسهولة ، يريد الاطمئنان عليها باي شكل حتى لو اجبرها على الزواج
وسعادة ياسين بموعد الزواج طمأنته واشعرته انه الانسان المناسب الذي سيطمئن عليها معه
__ عمر اجبني من فضلك ، لما تجبرني على شيء كهذا وانت لم تجبرني يوما على فعل أي شيء
انتبه على سؤالها من دوامة الافكار التي تعبث به
__ نور من فضلك احترمي قرارتي قليلا ، فانا اخاك الكبير
واريد مصلحتك ، ولا يوجد لدي ردا اخر
انصرف من امامها بهدوء ودخل الي غرفته واغلق الباب خلفه ،ركن ظهره على الباب واغمض عينيه
اسف يا نور ولكني خائف عليك الي حد كبير واريد الاطمئنان عليك وانت بعيده عني ، فعمي يريدك انت ، ولن يتركك ، الا اذا ابتعدت عني وعن حياتي وجودك في عصمة رجل اخر سيشل تفكيره ولن يجعل لكي صلة قريبه منه
وياسين من افضل الرجال وانا اعلم انه سيتصدى له
فهو ند قوي ، لن يقوى عليه لا عمي ولا احد اخر
************************
انصدمت من رده لتشعر بالقهر ، لا يوجد عندها اعتراض على ياسين بل هي لا تنكر انها معجبه به وبشخصيته
و مع الوقت ستعتاد عليه وعلى مزاجية افعاله ولكن هكذا لا لا تريد ان تتزوجه مجبورة وبدون اسباب ، لن تستطيع فعل ذلك ، ولكنها ايضا لن تستطيع تصغير عمر ورفض قراره
اه لو يعطيني سبب واحد لكنت وافقت بدون أي تردد
اتجهت الي غرفتها وتوضأت وصلت الفجر لتدعي ربها ان يرشدها الي الطريق الصحيح
********************
في الصباح كان يدق بوق السيارة بمرح وصخب
ليظهر عمر من الباب مبتسم : كف عن ازعاج الجيران ياسين ، ما الذي اتي بك اصلا ، الم نتفق اننا سنتقابل بالطريق ؟
__ صباح الخير ايها النسيب العزيز ، أهذه طريقة لمقابلتي في الصباح ، اتيت لاصطحب خطيبتي معي
__ ومن قال لك اني سأسمح لك بذلك
__ عمر لا تصير هكذا ، يخيل لي انك تطبق علي ما يفعله علي معك
ضحك عمر بمرح : لا واللهي فانا سأصطحب علياء وامي معي ، فعلي معه عائلته
__ انظر وانت الاخر معك عائلتك ، اترك لي عائلتي
__ لم تصبح الي الان عائلتك
__ باعتبار ما سيكون ، ان شاء الله
سال بجدية : اين نوارة هانم ؟
قال بحب خالص : امي ، ذهبت مع عمرو
ابتسم وهو يتذكر امه وهي تبتسم في وجهه عندما ابلغها انه سيمر ليصطحب نور وتقول سأذهب مع عمرو لتأخذا راحتكما حبيبي ، حاول معها ولكنها لم تتراجع عن قرارها
__ هاي ، الي اين ذهبت ؟
__ لا مكان ، اين نور ؟
__ ستاتي الان
انهى جملته لتظهر نور من الباب ، ليشعر الاخر بوجودها الذي يخطف انفاسه و رائحتها التي تملئ صدره
شعر بقلبه يقفز في مكانه ويدق بشده ، كانت اجمل مما سبق ، حلاوتها بعينيه زادت وهي خطيبته ، تنفس بعمق ليسيطر على اعصابه وهو يتأملها بملابسها الغير رسمية
بنطلون من الجينز فاتح اللون و قميص ابيض طويل يصل الى منتصف الفخذ بدون اكمام مزين من عند الخصر بحزام رفيع من الجلد بني اللون ، مرتديه نظارة شمسية تخفي عيناها
شعرها القصير متناثر بشكل فوضوي على وجهها
اكد لنفسه انها جذابه ومغرية بشكل كبير اليوم ،
اه لو تزيل هذه النظارة التي تخفي عينيها الجميلتين
اقترب عمر منه بهدوء : هلا تخفض نظرك لو سمحت
ابتسم ياسين بأحراج : اذهب لتاتي بزوجتك واتركني بحالي لو سمحت
ضحك عمر ليلتفت اليها ويقول بجدية : هل اغلقتي غرفتك جيدا ، فالعمال ستاتي اليوم
هزت راسها بنعم ليكمل : حسنا ، اركبي مع خطيبك
اغلق باب الفيلا ليذهب الي سيارته
__ عمر سنتقابل كما اتفقنا
هز راسه له بالموافقة ليدخل الي سيارته وينصرف
ابتسم بوجهها : صباح الخير حبيبتي
فتح باب السيارة لها لتركب وهي ترد بهدوء: صباح الخير
لف ودخل الي سيارته ، لينطلق بها وهو لا تسعه الارض من الفرحة ، ليست اول مرة تركب بجانبه ولكن شعوره اليوم مختلف ، سعيد جدا
بعد وقت قليل دام صمتها ، ليتعجب هو فهي منذ ركوبها وهما يتبادلان الاحاديث في كل شيء يتناقشوا ويتحاوروا ويمزحوا ايضا
ناداها بلطف : نور ، نور
كرر نداؤه مرة اخرى ، ليتعجب من عدم ردها
ركن السيارة لينظر ما بها ، فيجدها نائمة ، ابتسم بسعادة
وعدل راسها بهدوء حتى لا يتضرر عنقها ، وادار السيارة مرة اخرى وينطلق بها
ابتسمت بوجهه عندما راته مقبلا عليها ونظرة عيناه الدافئة تجول بوجهها كعادته
لا تعلم اين هما ، ولكن الجو رائع والسماء صافية
جلس بجانبها واحاطها بذراعه وهمس في اذنها بكلمات دافئة غامضة ، لم تتضح معانيها لها
اراحت راسها على كتفه في استمتاع ورائحة عطره تزداد بأنفها ، تجعل اعصابها ترتخي وجسدها يرتاح موضعه
فتحت عينيها براحة لتجد نظرة عيناه الدافئة تختفي بهدوء وابتسامته الساخرة تزين شفتيه ، وعيناه تلمع بالانتصار
وقال بفحيح ساخر ولهجة باردة
__ أترين عزيزتي انا احصل على ما اريده دائما
نظرت حولها لتجد نفسها وحيده لينقلب الجو من حولها فجأة الي الاحمرار وضحكته الساخرة تملئ مسامعها
حولت ان تناديه لتعلم ماذا يقصد ، لكن صوتها لم يخرج منها
انتبهت الي فراشة جميلة اللون تحترق امام عينيها فجأة لتسقط هذه المرة على جسدها لتكتشف انها عاريه ويهوي قلبها ساقطا وهي تنتبه انها هي من حصل عليه وبسهولة
صرخت صرخة مدوية
انتفض من صرختها مرعوبا ، فهو كان سعيدا جدا عندما مالت وهي نائمة لتركن راسها علي كتفه ، كان يريد ان يحاوطها بذراعه ولكنه عدل عن الفكرة ،حتى لا تستيقظ وتجد نفسها نائمة بين ذراعيه ويلتبس عليها الامر وتفهم مقصده بشكل خاطئ اتسعت ابتسامته اكثر وهو يتذكر انها بعد شهرين ستصبح زوجته
أوقف السيارة بسرعة ليلتفت اليها ويهزها
__ نور ، نور ما بكي ؟
ربت على خدها برقة : نور
استنتج انها كانت تحلم ، هتف بصوت عال : نور ، افيقي
فتحت عيناها لتجد وجهه امامها فتدفعه بقوة بعيدا عنها
وتحاول الهروب من بين ذراعيه، لتصطدم بشده في باب السيارة
تفاجئ من دفعتها اليه و نظرات عينيها المرعوبة والهلع الذي يرتسم على وجهها
لا يعلم ما بها ، ولكنه تأكد انه حلم سيئ للغاية
نظر اليها لفترة قصيرة وقال برقة : ما بك نور ؟ ماذا حدث؟
اكنتي تحلمين ؟
نظرت حولها بسرعة عند انتهاء اسئلته ، لترى انها بالسيارة
مكانها ومرتدية ملابسها ، ولم يحدث أي شيء؟
تنفست براحة انها كانت تحلم ، ونظرت اليه ،لتنفجر باكية من اثر وطأة الحلم عليها ، لا تزال خائفة منه ولكن عقلها يردد انه حلم نور مجرد حلم مزعج من احلامك
ولكنه ظهر به وبوضوح ونظرة عينيه أقشعر لها بدني
طبيعي يظهر بالحلم فهو اخر شخص غفت عليه عينيك
لا تشغلي راسك بالأفكار السوداوية هذه و سيطري على اعصابك قليلا
مظهرها الباكي يمزق قلبه ، يريد ان يحتضنها ليهدئ من روعها قليلا ولكنه خائف ان يرعبها زيادة
اراد ان يربت على ظهرها بهدوء
ليفاجئ بها وهي ترمي نفسها بين ذراعيه وتبكي بشدة
احتضنها بحب وحنان ليطمئنها : نور ،من فضلك كفي عن البكاء
فانا لا اتحمل بكاءك
اكمل برجاء : نور ، انظري الي
لا تعلم ما الذي دفعها لترمي بنفسها في حضنه ولكنها تبحث عن الامان من ما راته
كلماته القليلة المهدئة جعلتها تشعر بالأمان وذراعيه الدافئتين
حاوطها بحب مس قلبها
نظرت اليه مستجيبة لطلبه
ليبتسم في وجهها : اهدئي حبيبتي ، فانا معك
كفت عن البكاء ورجعت الي مكانها ولكنه ظل يمسك بيدها
محاولا ان يشعرها بالأمان
حاول بعد قليل ان يغير جو الكآبة الذي سيطر عليهما ، فسالها بمرح
__ اليس هذا البنطلون الذي كنتي ترتديه عندما وقع كوب اللبن من بين يديك؟
غمز بعينيه مازحا ، لتحمر خجلا منه ومن قوة ملاحظته
ولتذكرها انه راها بهذا الشكل الغير محتشم
سحبت يدها من يده ليسال بدهشة : لما حبيبتي؟
قالت بصوت هامس خجول : تهذب قليلا
ابتسم على خجلها : لم تردي على سؤالي ، هو ام لا
هزت راسها بنعم وهى تخفض عينيها عنه
ليضحك بمرح ويردف وهو يمسك يدها: احببته اكثر على القميص الاسود القصير ، كان جميل
غمز بعينه لها لتسحب يدها من يده : ياسين تهذب قليلا
__ لم افعل شيء ، ابدي اعجابي بملابسك
__ اذن لا تعجبك ملابسي اليوم ، كنت تريديني ان ارتدي القميص الاخر
قال بحده : لا طبعا فهذا قميص حصري لي ، وأياك ان ترتديه حتى امام عمر
سالت بتعجب : كيف تتذكر هذه الاشياء بهذه الدقة
احتضن كفها بحب كبير ورفعه ليقبله قبله عميقة
__ لن انسى هذا اليوم مهما حدث ، فهو اجمل ايام حياتي
__ لما ؟
__ لأني احببت القميص الاسود للغاية
ضحك بقوة على وجهها المحمر خجلا وامسك كفها بقوة حتى لا تنتزع يدها منه
اكمل : لا تغضبي ، انا امزح معك ، ولكنك طماعة جدا
تردين معرفة كل شيء عني ، ولا تروي ظماي بالقليل عنك
هيا اخبريني بأشياء عنك
__ ماذا تريد ان تعرف ؟
__ كل شيء ، ما تفضليه ، ما الذي لا تفضليه ؟
اشياء من هذا القبيل
**********************
الجلسة في سيارته مملة جدا فعلياء لا تتكلم معه مطلقا
ولم ترد ان تركب بجانبه من الاصل ، الا عندما اصرت عليها الخالة عائشة
لا يعلم ما بها ، من البارحة وهو شعر بتغييرها المفاجئ
فحتى خلال حفل الخطوبة، كانت تتعامل برقة وحب
ولكن في شيء حدث لا يعلمه هو ادى الي نفورها منه
كانت لا تريد الجلوس بجانبه ، ولكن امها اصرت عليها
ما بكي علياء ؟ أستصدقين اشياء اخترعها خيالك ؟
الم تتفقي مع بسنت على التأكد مما تقوله لكي اية
ابحثي جيدا حول موضوع الحرف هذا واذا كان لايزال يحتفظ به من ذكرى قديمة ،حينها اتركيه
لا تنكرين انك تحبيه بقوة بل عاشقه له لا تنهي سعادتك معه من اجل خيالات
تنحنحت وقالت بهدوء : عمر ، الا تريد ان تؤكل شيء ؟
رفع حاجبه من الدهشة ، أتكلمت معه فعلا ام انه يخيل له؟
رد ببرود : اخيرا تفضلت علي وتكلمت ، لا اريد شيئا شكر لك ( قال جملته الاخيرة بحدة )
__ المعذرة عمر ولكني متوترة قليلا ، وموقف نور وترني زيادة
__ لا تشغلي راسك بنور فستسامحك لا تقلقي
ولا تأخذيها حجة لتغضبي مني ، فانتي كنت تعلمين جيدا انها ستغضب ولكن الواضح انكي تريدين الغضب لا اكثر
كانت ستنفجر في وجهه لولا انها تذكرت امها الجالسة في الخلف
قالت بضيق : عمر ، انت تريد افتعال المشاكل ، ولا تنسى ان امي معنا
ردد بغضب : انا اريد افتعال المشاكل ، وانت لم تنسي ان والدتك معنا وانت تحرجيني امامها ولا تريدي الركوب بجانبي ، و كأني غير اهل للثقة
عقدت حاجبيها من تفكيره العجيب : لا طبعا هذا غير صحيح
انا كنت محرجة لا اكثر
__ دائما محرجة من وجودي وافعالي ومني شخصيا
__ عمر ، لا تتوهم اشياء من العدم
اشاح وجهه بعيدا عنها في ضيق ، لتصمت هي في ضيق
والحرف يلمع في سلسلة مفاتيحه الموضوعة لتزيد ضيقتها وتشتعل الغيرة بصدرها ، لمن هذا الحرف الذي يحتفظ به لأكثر من عشرة سنوات
اخذت تفكر كيف تعلم لمن هو الحرف ، ستسال نور
ولكن نور غاضبة منها ،لما لا تساله
ضحكت داخليا في سخريه سيكذب بالطبع ، اضاء فكرها
اكيد ان اية تعرف لمن هذا الحرف فبما انها تعلم عن علاقاته السابقة ، ولكن من الممكن انها تكذب عليها ولكن لما تكذب الان فسبب اية الرئيسي لرفض زواجها من عمر كانت نور و اقترابها من علي والسبب الان زال بزواج نور
اذن لن تكذب عليها فهي البارحة لم ترد ان تخبرها عن شيء كانت تبين موقفها لا اكثر
ولكن الي ان تتكلم مع اية ستحاول بقدر المستطاع ان تتعامل مع عمر كما اعتاد ،حتى تتأكد انه باقي على اطلاله القديمة
مضى اليوم جميل وممتع، فجو المزرعة الريفي
ساعدهم على الاسترخاء والشعور بالسعادة تناولوا الطعام والاحاديث
نور تعرفت على ياسين وعائلته اكثر من قبل
ارتاحت جدا لنوارة هانم وشعرت بمدى حبها واهتمامها بأولادها ، وخصوصا ياسين فهو الغالي كما تقول نهى
اما نهى فالصديقة الجديدة شخصية جذابة ومرحة جدا
تنشر في الجو مرحا وسعادة
اما هو فكان اليوم سعيدا وفرحا وهو يراها تقترب من عائلته وتندمج معهم كواحدة من العائلة ، ازدادت فرحته عندما اقتربت امه منه وهي تبتسم وتهمس له
__اختيار موفق حبيبي ،متى سيكون الزفاف ؟
ابتسم : بعد شهرين امي
احتضنته بحب : مبروك حبيبي ، سأكلم مهندس الديكور من الغد ليأتي ويقوم بعمل تصميمات جديدة لجناحك الخاص
ظل يراقبها والابتسامة لم تفارقه ليقترب منه ياسر بهدوء
__ ما سر هذه البسمة التي تزين وجهك يا صديقي ؟
__ انت تعلم ياسر ، فلا تتذاكى من فضلك
ضحك ياسر : احب ان امازحك ياسين ، وانت تعلم
__ اعلم يا صديقي
__ متي ستبدأ حفلتك ؟
__ بعد قليل ، فباقي المدعون على الوصول
__ لما صممت على ان نأتي باكرا اذن ؟
__ لتمضوا اليوم معي ياسين انت تعلم انتم عائلتي ، وايضا لاحتفل بك فلست كل يوم تخطب ، فهمت
هز راسه موافقا وهو يبتسم لتموت الابتسامة على شفتيه
عند رؤيته للسيارة التي يعرفها عن ظهر قلب
التفت الي ياسر بحدة : أ دعوته ياسر ؟
كح ياسر : ياسين انت تعلم انه صديقي مثلك بالضبط ، لا تهتم لوجوده
نظرة الغضب التي تلمع بعينيه جعلت ياسر يقترب منه، ويربت على ظهره
__ ياسين ان معتز يحتاج مساعدتك الان ، لا تهتم بالعبث الذي يقوله ، انت تعلم ان قلبه طيب وسينسى حتما ويعود كسابق عهده
اشاح بوجهه غاضبا ، ليقبل الاخر عليه وهو يبتسم بسخرية
__ اهلا بك ياسين ، كيف حالك؟
نظر اليه بغضب : بخير ، الحمد لله
__ اه صحيح ، سمعت عن خطوبتك ،قال ببرود : مبروك
__ الله يبارك فيك
قال ياسر بهدوء : اهلا معتز ، كيف حالك الان؟
رد بفظاظة : بخير الان ، ومن قبل لم ولن يحدث لي شيء
سأظل بخير حتى احرق قلب احدهم كما فعل معي
وقف ياسين غاضبا وانصرف
ليهتف ياسر : معتز ، من فضلك احترم انك متواجد في بيتي ، واحترامك لضيوفي من احترامك لي ، واذا كنت اتي لتفتعل المشاكل ، فاذهب من فضلك
رد بهدوء : لم اقصد اغضابك ياسر ، وانت تعلم ذلك
__ولا تغضب احدا اخر ، اذا كنت لا تريد اغضابي
معتز انت تحمل ياسين شيء لا علاقة له به ، وانت تعلم ذلك جيدا
__ ياسر من فضلك كف عن ذلك ، فانت تدافع عنه بطريقة تستفزني
رد ياسر بحدة : هو ليس متهم لأدافع عنه ، لا علاقة له بالأمر اصلا
وضع يديه على اذنه : ياسر من فضلك انت تؤذيني هكذا
تنهد بعمق : انت من تؤذي نفسك معتز ، وتؤذي اقرب الناس اليك
انتفض واقفا : لا تنطق بهذا مرة ثانية ، لم يعد اقرب الناس الي ، هو عدوي فهمت ،سأنصرف
__ الي اين ؟
انتبها هما الاثنان الي صوت مريم
عادت سؤالها مرة اخرى : الي اين يا ابن خالي العزيز؟
ابتسم في وجهها بمودة ليقترب منها ويحتضنها بأخوة واضحة :كيف حالك مريم ؟ اشتقت اليك جدا
ضحكت : وانا ايضا ، كيف حالك انت؟
__ بخير الحمد لله
سالت وهي تنظر الي زوجها بعتب : لما كنتما تتشاجران؟
ردا الاثنين معا : لا شيء
نظرت اليهما لتبتسم : كاذبان
ضحكا الاثنان بتوتر لتسال هي : اين ياسين ، ياسر الم يكن معك ؟
ارتبك ياسر ، لتظهر نظرة الكره والغضب على وجه معتز
لتنظر اليهما متفحصة : معتز ، ألا زلت مصرا على الخرافات التي تملئ عقلك؟
اشاح بوجهه بعيدا عنها ، لتقول : معتز اسمعني
ياسر: لا يريد سماع شيء، ولذا كان يريد الانصراف
هزت راسها بخيبة امل : معتز انت تتخيل الاشياء
رد بحدة: من فضلك مريم ، انا لست مريضا نفسيا لتقولي لي اني اتخيل الاشياء ، اسبابي احب ان احتفظ بها لنفسي
و سأبتعد عنه طوال وجودي هنا حتى لا اضايقكم
من اجلكم فقط ، ولكني لن افرط في ثأري منه
همت برد عليه ليشير اليها ياسر براسه نافيا وعيناه تقول لها لا تحاولي فهو لن يستمع اليك
***********************
واقف بجانبها صامت لم ينطق بكلمة واحدة
جاء منذ قليل وهي جالسة مع الفتيات ليشير اليها براسه دون ان يتكلم ، فاستأذنت منهن وقامت اليه
اكتشفت انه اعد سيارته ، فتح لها الباب ، لتركب بجانبه بهدوء وقلق ، فوجهه يحمل حزن وضيق
جاء الي هنا ، منطقة بعيدة الى حد ما عن المكان الي يقع به البيت ، فرحت بشدة لرؤيتها له انه اسطبل للأحصنة
ابتسمت بحب لرؤية الاحصنة ، فهي تحبهم جدا
احترمت صمته وهو جالس على مقدمة السيارة جلست بجانبه بعدما راقبت الاحصنة قليلا
تنحنحت بعد فترة وهمست : ياسين ، ما بك؟
تنهد بتعب : لا شيء حبيبتي
__ اذن لماذا صامت ولا تتكلم معي ؟
__كنت استمتع بالجو من حولي ، وانت بجانبي
رفع يده ليحاوط اكتافها لتقفز واقفة برعب
سال باهتمام : ما بك نور؟ انت خائفة مني
قالت بتلعثم : لا ابدا
نظر لها بتفحص ، يعلم جيدا انها خائفة فهو يستطيع رؤية ما بداخلها فهي شفافة و صافية امامه
اراد الهائها عن خوفها غير المبرر بالنسبة الية
__ أتريدين ركوب احد الاحصنة ؟
__طبعا ، ولكني لم اتعلم ركوب الخيل
ابتسم : ستركبين معي
ابتسمت بحرج ، لينادي هو على السائس ويطلب منه ان يحضر عنتر
__ من عنتر
__ انه الحصان الذي اعتدت ركوبه
جاء السائس بفرس عربي اصيل بني اللون جسده يلمع وعيناه عسلية نقية وصافية
هتفت : انه جميل
اقتربت منه وحسست بيدها على رقبة الحصان بحب
تأملها للحظات ليشعر ان قلبه يدق بعنف
وقف خلفها وقال برقة : لهذه الدرجة تحبين الاحصنة
اغرورقت عيناها بالدموع : نعم ، كان ابي رحمة الله عليه
يقول لي دائما عندما تكبرين سآتي لكي بحصان جميل مثلك
رد بهمس رقيق : وانا سأفعل يا صغيرتي ، سآتي لكي بفرسة جميلة مثلك ، فانا لا اطيق اقتراب أي شيء ذكوري منك حتى لو كان حصانا
ابتسمت بخجل من كلامته الرقيقة
لفت جسدها له ، لتفاجئ بمدى قربه منها ، كانت تعلم انه ورائها ولكن لم تكن تتوقع انه قريب لهذه الدرجة
تراجعت خطوة واحدة لتصطدم بالحصان ، بلعت ريقها بصعوبة ، فهي لا تستطيع ان تسيطر على دقات قلبها المجنونة
نظراته الدافئة تحوم على وجهها بتفحص لذيذ
لثاني مرة شعر بخوفها منه ، تنهد داخليا اه منك يا نور
تستنفذين كل طاقتي وانا بقربك نظر اليها متفحصا
متأملا ملامحها الرقيقة التي تزيد روحة لوعة وعشقا
قال بصوت اجش : لا تخافي مني نور ، لن اؤذيك
ليقترب منها بهدوء ويحتضنها بين ذراعيه بهدوء وحنان
يريد ان يحبسها داخل جسده ، لتجري في اوردته مع خلايا دمه لتستقر في جوانبه وروحه ، فيشعر بها حتى ان كانت بعيده
استمتعت بحلاوة عناقه وحنانه الفياض الذي بثه لروحها
لتداهمها تفاصيل الحلم المزعج ، فيقشعر بدنها وتتصلب عضلاتها ،ويتشنج جسدها بين يديه ، معلنا عن رفضها له
عقد حاجبية تعجبا من شعوره بتصلبها بين يديه ، فكان يستمتع باستجابتها له وشعر بها تذوب بين يديه
لتتصلب فجأة ويتشنج جسدها ، حدث نفسه لابد انها خجلت منك ياسين لذلك تصلبت هكذا، ولكن لا ينكر سعادته فهي لم تدفعه بعيدا عنها اوضحت رفضها لاستمرار العناق بطريقة مهذبه لائقة
ابعدها بهدوء عنه لينظر الي وجهها : هيا ، فعنتر ينتظر
ابتسمت بتوتر وخجل ، لتتوتر اكثر عندما وضع يديه على خصرها ليحملها
ابتعدت عنه : ماذا تفعل ؟
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك