بداية

رواية احلامي المزعجة -20

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -20

انتزعت يدهها منه بسرعة ومالت عليه لتهمس : انا لا اريد الزواج
انتفضت عندما تأكدت مما قالته لترفع عيناها الي عمر فتجد الغضب يملئ عينيه
ابتلعت ريقها بصعوبة، و ارتعدت خوفا مما سيحدث
ولكن ما ادهشها حقا هو ياسين وهو يأخذ يدها بهدوء ويبتسم بهدوء ويلبسها الدبلة بهدوء
كان يفعل كل شيء بهدوء قاتل ، نظرت حولها للتأكد من الحضور وهل لاحظوا ما حدث ولكن نظراتهم الدافئة وابتساماتهم السعيدة بينت لها لم يلاحظ احد ما حدث ما عدا طبعا عمر ونهى فهما من كانا قريبين منها وسمعا ما قالته
تنهدت وخطيبها العزيز
__ نور نادتها نهى بلطف
تفضلي ناولتها الدبلة الفضية التي ستلبسها لياسين
ارتعشت يدها بعنف وحاولت السيطرة على اعصابها قليلا

مد يده اليسرى وامسك يديها بهدوء ليعطيها احساس بالأمان
فهو شعر بخوفها الذي لا يعلم سببه ، ساعدها لتلبسه دبلته وكم كان شكلها جميل وهي تزين بنصره الايمن
مدت نهى اليه علبة الشبكة ليلبسها البقية
لكنه اشار اليها براسه نافيا : اريها للحاضرين وسنكمل نحن في وقت اخر
ابتسمت نهى لتفهم اخيها لموقف نور ، فهي ارجعت موقفها وجملتها للارتباك الطبيعي المصاحب للعرائس في ليلاي كهذه
اشار لعمر بعينيه كي يقرب منه ومال عليه ليهمس بأذنه ببعض من الكلمات لم تستطع الاستماع اليها
ولكن رد اخاها كان ابتسامة هادئة وهز راسه بالموافقة
مما جعلها تعقد حاجبيها ما الذي يخطط اليه هو وعمر
وجدته يمسك يدها بهدوء ويقول امرا بصوت منخفض
__ قومي معي من فضلك
لم تستطع النطق بل اذعنت لأمره و قامت معه لم تتبين ما حولها فشعرت انها بغيبوبة عقلية ،فكل ما يحدث من حولها
لا تستوعبه
دخلا الي غرفة المكتب ليقول لعمر : من فضلك ، هلا سمحت لنا بدقائق على انفراد
هز عمر راسه ليخرج من الغرفة بهدوء
تبع عمر واغلق الباب ليلتفت اليها وينظر مطولا
لا يعلم ما يحدث، ما بها ، وما هذا الرفض غير المنطقي
من الواضح انها لا تشعر بالسعادة ، وان هذا الشعور بعيد عنها بأميال ، متوترة خائفة ، لكنها ليست سعيدة
حاول السيطرة على اعصابه وقال بهدوء
__ نور ، ارفعي وجهك وانظري الي
من وقت دخولها الي الغرفة واغلاقه للباب وهى تنتفض داخليا ، ما الذي سيقوله لها ؟ والاهم ما الذي ستقوله له
بماذا تبرر رفضها للزواج ؟
عندما امرها بالنظر اليه ، رفعت راسها ببطيء وهي تشعر بالبكاء يداهمها و جسدها كله يرتعش
نظرت اليه لتجد عينيه خاليه من أي تعبير
نظرته خاوية من الدفء ومن الغضب ايضا
تنفس بقوة : ما بك نور؟ هل انتي خائفة مني ؟
هزت راسها نافية
__ هل من الممكن اعلم ما هذا الغباء الذي تصرفت به بالخارج ، حمد لله ان لم يلاحظ احدا من الحضور شيء
والا لتعرضت انا واخاك المسكين للفضيحة
هل توجد عروسة يوم خطوبتها ترفض الزواج ، ولماذا انت رافضة ، أ لست البارحة فقط أعطيتني موافقتك ؟
هزت راسها بنعم
ليزمجر غاضبا : هل انا لعبة بين يديك نور ،البارحة موافقة واليوم لا تريدين الزواج ؟
هل وجدتي انني متيم بك فقلت لما لا أتسلي قليلا مع هذا الاحمق؟
صرخ بها : نور ردي علي ام ان القطة اكلت لسانك؟
حاولت النطق لتنفجر في البكاء بهستيرية
رفع حاجبيه دهشة مما حدث ، ما الذي دهاها ؟
لم يعهدها تبكي هكذا ، حتى عند توقف المصعد كانت تبكي بهدوء ليس كالان تبكي كأنها فقدت احدا عزيز على قلبها
اتسعت عيناه من الصدمة ، هل من الممكن ان تكون مرتبطة بأحدهم ، او كانت مرتبطة بأحدهم وهذا سر الحزن الواضح عليها
عض شفته قهرا وغضبا ليقول بلهجة جافة
__ نور توقفي عنم البكاء، و جاوبيني لما لا تريدين الزواج مني ؟
حاولت السيطرة قليلا على اعصابها
لتنظر اليه بعينين باكية ، تريد ان تفهمه انها خائفة وكانت غير مستعده لكل هذه الاشياء والمفاجئات ، وان عمر فعل كل هذا دون موافقتها ولا ابلاغها بالأمر ، كانت ممكن ان تكون في حاله احسن من تلك التي بها الان ، اذا كان الاحتفال عائلي اكثر من ذلك
ولكن ما الفائدة الان ؟ هو غاضب مما فعلته ؟ و عمر ايضا سيغضب منها ؟ وهي اضاعت فرحتها بيدها
تنفست بهدوء ونظرت اليه مطولا لعله يفهمها بدون كلام
كما فعل من قبل ولا يطالبها بتفسيرات للأمر

شعر انها هدئت قليلا ، ليقترب منها بهدوء وتعقل
ويمد يده لها ببضع من المناديل ، اخذت من المناديل لتمسح دموعها وتحاول انقاذ ما تبقى من زينتها
تنحنحت ليطلع صوتها اجش : اسفة ياسين اعذرني
لم اتحمل الضغط
ردد بدهشه : الضغط ، أي ضغط
__ ضغط الاحتفال المفاجئ ، وحضور الناس والصخب ،لم اتحمله
سال بحيره : هل هذا ما جعلك تتفوهي بهذه التفاهات عن رفضك للزواج بالخارج ؟
هزت راسها بنعم ، تنهد براحة عجيبة
ليسال بجديه : اذن انت موافقه على الزواج مني
ردت بسرعة : طبعا ولكن لابد من التروي ومعرفة بعضنا البعض ،ولنبدأها بالخطوبة اذا مرت بسلام ، لا يوجد مانع من الزواج
نظر اليها وهي تتكلم بعمليه كأنها تتكلم على احد العقود القانونية ، لا يعلم لما شعر انها تخفي مشاعرها اتجاهه
تتكلم بالية ولكن هو يستمع الي دقات قلبها المتسارعة ويشعر بما تخفيه عنه ، اذن كانت متوترة لا اكثر ولا يوجد شخص اخر ، ولكن اذا كانت تحبه فعلا كما يشعر اذن لما كل هذا التوتر والارتباك الواضحان عليها
ابتسم بهدوء : حسنا ، لا مانع لدي ، سأكتفي الان بالخطبة
عم الصمت قليلا ليظل يتأملها وهي تبدو بعينيه جميلة وجذابة جدا لمعت فكرة براسه ليقول بمكر: نور ، هل تعترضي اذا قبلتك الان ؟
انتفضت واقفة : نعم
قال بخبث وهو يجاهد الا يبتسم : بمناسبة الاتفاق
رددت بدهشة: اتفاق
تصنع الجدية : اه ، كدعوة الغداء التي داعكي اليها بسام عند امضاء العقود
ارتبكت منه: لا طبعا
ليهب واقفا فترجع الي الخلف وتصطدم بدولاب الاوراق
تقدم منها بهدوء، ليضع يديه حولها على الدولاب
ويسال بجديه : واذا صممت ، فانا من حقي ان اصر كما اصر بسام على حضورك للغدا
احمرت خجلا ، لتهز راسها بشده نافيه
لوى شفته بخيبة امل : حسنا ، من الواضح انني لست بغلاة بسام ، اه انا نسيت انه شخصية جذابة
ضحكت برقة فهو يؤنبها على ما قالته عن بسام
سالت بخبث : انت تغار
ضحك بهدوء : اخيرا فهمتي ، نعم اغار جدا ، وارجو ان لا تمدحي احدا اخر ، غيري بالطبع
ابتسمت بهدوء: هلا جلست حتى لا يأتي عمر، ويرانا هكذا
هز راسه بلا ، لتردف برقة غير مقصودة
__ ياسين ، من فضلك
تنهد بحب : انها احلى ياسين سمعتها بحياتي ، كرريها من فضلك
عضت شفتها السفلي بتوتر: من فضلك اجلس ودعني اجلس
دار بعينيه على تفاصيل وجهها بلهفة وحب ليقول برقة
__ الم اطلب منك ان تتوقفي عن هذه الحركة ؟ شفاهك الرقيقة هذه لا تحتمل ما تفعلينه بها ، فهي تستحق ان تقبل بمنتهى الرقة
مال عليها اكثر ورغبته بتقبيلها تزداد
شعرت بما سيفعله لتنحني من تحت ذراعة ، ويرتطم هو بالدولاب بقوة
ابتسمت على منظره وهو يرتطم بالخشب لتنفجر ضاحكة على الغيظ الذي يملئ عيناه عندما التفت اليها
__ اين ستذهبين ؟
__ لا مكان ، ولكنك ستتهذب حتى لا ابلغ عمر
__ تهدديني
ابتسمت : نعم
فتح الباب فجأة: ها كيف الحال يا عرسان الناس تتساءل عنكما
ابتسمت له بإغاظة ،ليرد عليها بابتسامة متوعده
ليسال عمر بجدية : نور هل كنتي تبكين ؟
نظرت الي اخاها بفتور : نعم ،ابكي فرحا من المفاجأة ، لا تشغل راسك
توتر عمر من كلماتها المقصودة ، لينظر الي ياسين
__ هيا تعالا، لتقطعا قالب الحلوى
هز ياسين راسه ،ليخرج بطاقة صغيرة من جيبه ، ويقترب منها
__ نور هذه بطاقتي ، بها ارقام تليفوناتي الشخصية وايضا ارقام الشركة ، سأنتظر اتصالك بي اليوم ، ارجو ان لا تبخلي علي به
__ سأتصل لا تقلق
ابتسم بسعادة، هيا لنخرج، مد لها ذراعه، لتمسك به
ويخرجا والابتسامة على شفتيهما

**********************

بعد انتهاء الحفل وانصراف معظم الحضور ، مال يوسف على اخاه : سأذهب انا لدي موعد هام وانا تأخرت عليه
ساترك لك السيارة وسأتصرف ، ولكنني لا استطيع ان اوصل امي ، سيتكفل عمرو بذلك ، اجلس انت مع خطيبتك كما شئت
__ لا سأنصرف انا الاخر فالوقت تأخر ، ولابد ان انال قسطا من النوم ،لأننا سنصحو باكرا في الغد من اجل الذهاب الي ياسر
__ اه ، لن استطيع المجيء ، وسأعتذر لياسر ، فانا وعدت بعضا من اصدقائي لأذهب معهم الي الاسكندرية
و سآتي في الغد ليلا، ان شاء الله
نظر اليه بريبه : لم تقل شيء من هذا عندما ابلغتك بحفلة ياسر
ابتسم بتوتر : تورطت مع الشباب ولم استطع الافلات منهم
تنهد بعمق : حسنا ، اعتذر لياسر قبل ان تذهب
__ حاضر ، هيا امي ، سيوصلك عمرو
__ اترك امي ،فانا ذاهب
رتبت على خده بحنان : لا حبيبي ، سأذهب مع عمرو ، وانت اتي على راحتك ، اين نور ؟
التفت براسه ليراها تتكلم مع نهى : انها هناك تودع نهى ، نور

اقبلت نهى عليها لتشعر بالتوتر فمن المؤكد انها غاضبة منها
ومن احراجها لأخيها ، ابتسمت نهى ابتسامة واسعة واحتضنتها بحب
__ مبروك نور، ستنورين عائلتنا
__ الله يبارك فيكي ،
قدمت اليها شنطة هدايا صغيرة : اتمنى انها تعجبك ، هذا ذوقي انا ، اما الشبكة اصر ياسين على تنقيتها بنفسه و بمفرده ، اتمنى ان الاثنان يحوزان على اعجابك
__ شكرا جزيلا ، واكيد ستحوز على اعجابي
__ اتمنى لكي التوفيق ، وارجوكم عجلوا بالزفاف ، فانا اريد زفاف خاص بعائلتنا ، فانا لم ارقص جيدا في زفاف سارة
ضحكت نور : لما ؟
__ عمرو اصر علي ان لا ارقص
__ ولما سيتركك ترقصي في زفافنا ؟
__ هل تمزحين معي ، انه زفاف ياسين ، هل يستطيع الاعتراض من الاصل ؟
ضحكت نور على حماس نهى لتنتبه على صوته يناديها
همست نهى مازحة: اذهبي اليه ، من الواضح انه لا يصبر على فراقك
تلون وجه نور بحمرة الخجل من مزاح نهى ، لتذهب اليه

__ امي تسال عنك
__ تعالي بنيتي ، اريد ان اسلم عليك قبل ان اذهب
اقتربت من الام لتحتضنها بحب ودفء ، طالما اشتاقت لهما نور لتهمس السيدة نوارة لها : مبارك حبيبتي ، الف مبروك
لا تعلمي مدى السعادة التي اشعر بها اليوم ، لقد فقدت الامل في زواج ياسين ، ولكن من الواضح انه كان ينتظرك
ابتسمت نور خجله : الله يبارك فيكي يا هانم
مدت اليها يدها بعلبة مخملية صغيرة : هذه هدية مني بمناسبة الخطوبة ، اتمنى ان تعجبك
__ هذا كثير سيدتي
ابتسمت نهى من خلفها : ما هذا بدأت حقوق التمييز عند امي
ولما لا فانت زوجة الغالي
خبطها ياسين على راسها برقة عند تلون وجه نور
__ الا تتعلمين الصمت قليلا ؟ يا لكي من شقيه
__ أي ، راسي ، اصبحت متوحشا اخي ، كل هذا من اجل نور
قال بحزم : نهى
__ حسنا ، حسنا سأذهب الي عمرو فهو من يدللني الان
فانت اصبح لديك احد اخر
قالت جملتها الاخيرة وهى تغمز له بعينها بشقاوة لتسرع من امامه
ابتسم في وجه نور بسعادة ، فهو الان لا تسعه الارض من فرط سعادته ، اه كم يشعر بالحب وهو يغتاله يتمنى ان يأخذها معه الي البيت لكي يريها قليلا مما يشعر
__ اصبر يا صديقي ، فستحقق احلامك كلها ، ولكن في العجلة الندامة
انتفض على صوت ياسر القريب منه
__ افزعتني ياسر ، ما معنى الذي تقوله ؟
ابتسم ياسر : انت تعلم جيدا ، عيناك فضحاك يا صديقي
__ لا انت الذي تحب اختراق عقلي
ضحك ياسر : لا من نبهني اصلا زوج اختك العزيز هو وعلي
احمر وجهه بسرعة : نبهاك لماذا
__ بانك تأكل الفتاه بعينيك
واكمل مقلدا لصوت عمرو : انظر اراهن انه يريد ان يأخذها معه الي البيت
ازداد توتره : هل قال هذا الكلام امام عمر
__ لا ، فعمر الاخر ، لم يسلم منهما ، تصور علي يقول ان حالك افضل من حاله كثيرا ، قدم موعد الزفاف ، وان شاء الله يتمم لك على خير
ردد بصدق : امين يا رب

اقتربت من صديقتها تبتسم بخجل
__ نور هل انت غاضبة مني؟
نظرت اليها ، تنهدت : لم اتوقع منك يا علياء ان تظلي معي اليوم بطوله دون ان تتفوهي بكلمة عما سيجبرني عليه اخي العزيز
__ نور ، استمعي الي من فضلك
عمر حلفني ان لا اخبرك ، وهو ايضا اراد مصلحتك ومن المؤكد انه سيوضح لكي اسبابه
__اذن الان اصبح عمر اقرب اليك مني ، اشكرك يا صديقتي العزيزة
انصرفت من امامها فهي بالفعل غاضبه منها ومن عمر
وغضبها من عمر اكثر بكثير من علياء ، فهي تعلم جيدا
انه اجبر علياء ان تخفي عليها الامر

انصدمت من رد فعل نور ، وعندما تنبهت كانت نور اختفت من امامها
لمحت نور وهى تصعد للأعلى ففكرت في اللحاق بها
لتتكلم معها فهي لا يهون عليها ان تظل نور غاضبة منها
همت باللحاق بها لتجد زوجة اخيها المصون امامها
قالت بسخريه : ما الامر هل العروسة غاضبة من شيء؟
ابتسمت بهدوء : اهلا ايه ، كيف حالك؟
__ بخير يا عزيزتي ، كيف حالك انت ، وكيف عمر معك؟
توترت من سؤالها : نحن بخير والحمد لله
__ الحمد لله ،علياء اريد ان اوضح لكي انني كنت قلقة عليك لا اكثر حين تكلمت معك المرة الماضية فمعرفتي بعلاقات عمر واستهتاره مع الفتيات هي ما جعلتني افعل ذلك فأرجوك لا تتخذي موقف ضدي
رددت بدهشة : استهتاره مع الفتيات
قاطعتها بارتباك : اسمعي هذا لا يهم الان ، فهو معك وانت مرتاحة معه ولذلك دعي الماضي حبيبتي واستمتعي بحاضرك

انصرفت بهدوء من امام علياء وهي تبتسم بانتصار فهي حققت ما تمنته فعلياء الان سيأكل عقلها الكثير والكثير من الاسئلة
شعرت علياء ان الارض تميد تحت قدميها ، هل فعلا كان لدية علاقات سابقة هو كان الطرف المستهتر بها ، ولم لا فجراته لا حدود لها وتعامله معها يوضح انها ليست الاولى بحياته فهو يتكلم بكل شيء دون خجل وكانه اعتاد على ذلك الامر شعرت بروحها تتمزق وانها ستقع ارضا من صدمة انها ظلت تحبه كل هذا الوقت وهو يعيث في الارض مع غيرها من الفتيات اسندت جسدها الي اول قطعة اثاث صادفتها و رفعت راسها لتحاول ان تتنفس لتقع عينيها على احدى صوره الفتوغرافية المعلقة على الحائط هو و اخيها مبتسمين دققت بالصورة وكأنها تنتظر منها اجابة عن تساؤلاتها لترى و لأول مرة ان توجد بعنقه قلادة مزينة بحرف A
ما هذا ان عقلها لا يستوعب عمر مرتدي لقلادة و هذا الحرف الذي بها ، الصورة منذ فترة طويلة وعمره بها تبينت انه لم يتجاوز العشرون
عمل عقلها سريعا ، أهذه القلادة كانت هدية من احدى صديقاته و اولى حروف اسمها هو مايزين رقبته
و بوسط تفكيرها لمحت سلسلة مفاتيحه ، لتفجع بوجود نفس الحرف بها ، اتسعت عيناها جزعا ، أيظل يحتفظ به
لما ما اهميته ليظل طوال عشر سنوات محتفظ به اقتربت اكثر و دققت النظر ثانية ، هو بالفعل نفس الحرف ، ماذا ستفعل هل دق قلبه لأخرى غيرها ، ولازال يحتفظ بذكراها
لا لن تفعل مثل المرة الماضية ، ستتأكد اولا ثم تأخذ رد فعل اتجاهه
حاولت السيطرة على اعصابها قليلا ، حتى لا يلاحظ احد عليها شيء ، واذا تأكدت من انه يبقي على ذكرى امرأة اخرى بحياته ستتركه دون رجعة

************************

دخل الي شقته فرحا وهو ينادي بصوت عال
__جي جي ، اين انت حبيبتي ؟
اتت له مسرعة من الداخل ليحتضنها بشده ويرفعها من الارض وهو يقبلها بشوق :اشتقت اليك
ابتسمت بحب : وانا الاخرى كنت ساجن اذا تأخرت اكثر من ذلك
جلس وهي بين ذراعيه ليريحها على الاريكة
قالت وهي تمرر يدها على ذقنه: مبروك حبيبي ، هيا احكي لي ،كل الذي حدث بالخطبة
ضحك بخفة : الله يبارك فيكي حبيبتي ، ماذا اقول اذا لم يسرع ياسين في الزواج سيجن ، فنور استولت على عقله بالكامل ، لو تريه اليوم وهو متوتر كأنه طالب ينتظر نتيجة الثانوية العامة
ضحكت عليه : انت تبالغ يوسف ، اليس كذلك ؟
هز راسه نافيا : لا واللهي
قالت بدهشه : يوسف انا اعرف ياسين جيدا ، فانا كنت ارتعب منه ونحن صغار ، ولا زلت لا اتخيل كيف ساقف امامه بعد ان تخبره انني زوجتك
ابتسم : لست الوحيدة التي لازالت ترتعب منه
حاوط كتفيها بذراعة وضمها اليه بحب : كلنا لا زالنا نرتعب منه ، ولكنه اصبح اهدى كثيرا الان، ثم لا تخافي وانا بجانبك
ضحكت بمرح وقالت مشاغبة : انت اساسا ترتعب منه
رفع حاجبيه : يا سلام
__ انت الذي قلت منذ قليل
__ كنت اطمئنك لا اكثر
ضحكت ونظرت اليه بحب و سالت بتوجس: يوسف ، ستخبره اليس كذلك؟
تنهد : اكيد ، لا تقلقي
ابتسم ابتسامة واسعة : سأبات هنا الليلة ، والغد سأمضيه اليوم بطوله معك
صفقت يديها بسعادة : انه خبر مفرح ، حسنا ما خططك للغد
الي اين سنذهب ، انا اريد الذهاب للأهرامات
__ الاهرامات في هذا الحر، لا طبعا
مطت شفتيها بزعل : الي اين سنذهب اذن؟
اقترب منها ليقل بخبث : لن نذهب ، سنمضي طوال اليوم بالبيت
ردت مستنكرة : نعم
هز راسه بثقة : نعم ، انا اريد ان امضي اليوم بطوله في الفراش عزيزتي
صاحب مقولته وهو يضمها بشدة بين ذراعيه
ضحكت بصخب وهي تحاول الافلات من بين قبضتيه القويتين : انت مجنون ، انا اريد الخروج
قال بدهشة : مجنون ، أ تجرأت على قولها هكذا في وجهي؟
ضحكت وقالت بدلال : يوسف اريد الخروج في الغد
__ اذن في الليل حبيبتي سنذهب الي السينما او المسرح او الي احد المقاهي ، ولكن الصباح اريد ان امضيه بالبيت
قال بقهر: في الفراش الذي لم انم عليه الي الان
ضحكت عليه ليردف : اضحكي ، سنرى من سيضحك في الاخر
**************************
سلم على علي وهو يتفق معه على الغد بعد ان اكد ياسر على علي الدعوة التي سبق ان اوصلها اليه عمرو
كح بهدوء ليقل علي بمرح : هل اصبت بالبرد ام تريدني ان افسح لك المجال لتتكلم مع علياء على راحتك ؟
ابتسم عمر : انت ذكي جدا ، ما شاء الله عليك
ضحك علي : حسنا ، بسرعة، فانا اريد الذهاب
دفعه بقوة مازحا : يا رجل اذهب وانا سأوصلها ، لم متعلق بها هكذا ؟
ضحك علي والتفت الي اخته : سأنتظر بالسيارة ، لا تتأخري
توترت بشده وشعرت ان جسدها مشدود كالوتر الرفيع
اقترب منها والابتسامة تزين شفتيه
__ ها حبيبتي ، من المؤكد انكي متعبه اليوم ، ارهقتك معي
شكرا لكي على كل ما فعلتيه من اجلي
ردت بسرعة : ليس من اجلك ، بل هو من اجل نور
عقد حاجبيه بدهشة من ردها : نعم يا ليت تستوعب الامر
ماذا قالت لكي ؟
__ لا شيء انها غاضبة جدا
__ ستفهم صدقيني
صدح صوت بوق سيارة علي ، لينظر اليه عمر بغضب
__ سأذهب انا
__ حسنا ، سأتصل بكي بعد قليل
__ لا ، انا متعبة واريد النوم
نظر اليها بتعجب : علياء ، ما بكي ؟ هل غاضبة مني لان نور غاضبة ام ماذا ؟
قالت بتوتر : لا عمر ، ولكني بالفعل متعبة
لم يسترح من ردها فهو يشعر بان بها شيء
__ حسنا ، اراكي في الغد

*******************
جالسة بوسط فراشها وممسكة البطاقة بين يديها
وهي تفكر هل تتصل ام لا ، هتف قلبها انت وعدتيه
لتفكر قليلا لن يحدث شيء اذا لم اتصل به ؟
ولما لا ؟ انت معجبة به وخطيبته الان ولن يحدث شيء اذا اتصلت به
ولكني لم اقل لعمر ، عند تذكرها لآخاها عقدت حاجبيها ولمعت عيناها غضبا ، لن اقول له اليس هذا ما يريده
سأفعله كما يحلو لي
امسكت هاتفها بسرعة قبل ان تتراجع عن موقفها واتصلت به
***********************
دخل الي غرفته وهو يشعر بسعادة عارمة ،خلع سترته ورماها على الاريكة ليلقي بجسده على الفراش بإهمال
ممسك الهاتف بين يديه ويقلب به بعبث منتظر ان تتصل به
هو متأكد انها ستفي بوعدها له
رن الهاتف ليقفز من مكانه وهو يرى الارقام تزين شاشته
هتف قلبه : اكيد هي
رد بهدوء : السلام عليكم
ظلت صامته بعد ان اثار صوته الهادئ حواسها وذاكرتها لما اراد ان يفعله في السابق
سال بهدوء: ا ستظلين صامته طوال الليل ؟
ابتسمت وهو يكمل : ليس لدي ادنى مشكلة فانا سأنتظرك
قالت بسخرية : انت واثق اني سأظل اكلمك طوال الليل
ابتسم بسعادة لأنها نطقت وقال بغرور : نعم ومتأكد ايضا
ضحكت على غروره: الغرور صفة غير مستحبة سيدي
__ انها ثقة بالنفس ، ولا تنسي اتفاقنا من فضلك
قالت بمكر: لم اتفق معك على شيء
__ اه فانتي لم تريديني ان اوقع العقد حتى تتذكريه دائما
ابتسمت بخجل وفهمت ما رمى اليه : انت جرئ زياده عن اللزوم
__ طوال عمري هادئ وقليل الكلام ليس مثل يوسف او ياسر فالاثنان مرحيين جدا ، ولكن انت من يظهر الوجه الاخر لي
__ هل اعتبر هذا مدح ام ذم ؟
__ كيفما يحلو لك ، فانا قصدي واضح جدا
استمرا بالكلام لتفاجئ باذان الفجر يصدح من حولها
قالت بخجل : الوقت تأخر ياسين ، اسفة اني سهرتك معي
__ افعلي ما يحلو لك فانا كلي لك ، وانا سعيد جدا لأنك سهرتيني معك ، نور اريد ان امرك غدا لتذهبي معي
__ حسنا كما تحب
تنهد بحب : حسنا حبيبتي خذي قسطا من النوم فاليوم غدا طويل ،ولكن ان شاء الله سيكون ممتع
__ تصبح على خير
__ وانت من اهل الخير حبيبتي
وهى تغلق الهاتف فوجئت بطرق خفيف على الباب ، ليدلف عمر بهدوء الي الداخل : انت مستيقظة الي الان ، مع من كنتي تتحدثين ؟
ردت باقتضاب وغضب : مع ياسين
ابتسم بهدوء : اليس هذا من احرجته امامي وامام اخته
وقلتي انكي لا تريدين الزواج به
__لم اكن اقصد اني لا اريد الزواج منه كنت اتكلم عن التوقيت فانا لا اريد الزواج الان ، ولكني اطبق نصيحتك لا اكثر
__ نور ستتزوجين ياسين حتى لو غصبا عنك ، وفى اسرع وقت ايضا
بهتت من لهجة اخاها الحادة : ستجبرني على الزواج عمر
__ لا لن اجبرك ولكنك ستفعلين ما اقوله ، من الواضح انني افسدتك بالدلال الزائد ، لتحرجيني اليوم هكذا
صاحت بغضب : بل انت من احرجتني اليوم ، هل انا صغيرة لتجبرني على الخطوبة هكذا وبدون علمي
__ بل اخبرتك ، وانت وافقتي ، لم اعلم ان عقلك سيخيل اليك انني سأتركك تتعرفين عليه خارج رباط رسمي
ولتجهزي يا عزيزتي ، فسيكون زفافك بعد شهرين على الاكثر
قال جملته بغضب شديد وهو يخرج من الغرفة
اتسعت عيناها رعبا فلهجة عمر لا تبشر بالتراجع
ولكن صدمتها الحقيقة ، لما كل هذا ؟ فهي ليست مقتنعة ان جملتها الغبية هي السبب
اندفعت وراءه : عمر هل انت جاد
__ وهل توجد في هذه الامور مزاح نور ؟
__ لما ، اخبرني عن السبب ، ولا تقل انه من اجل جملتي الغبية التي قلتها وانا خائفة ومتوترة

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -