بداية

رواية احلامي المزعجة -22

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -22

استمتعت بحلاوة عناقه وحنانه الفياض الذي بثه لروحها
لتداهمها تفاصيل الحلم المزعج ، فيقشعر بدنها وتتصلب عضلاتها ،ويتشنج جسدها بين يديه ، معلنا عن رفضها له
عقد حاجبية تعجبا من شعوره بتصلبها بين يديه ، فكان يستمتع باستجابتها له وشعر بها تذوب بين يديه
لتتصلب فجأة ويتشنج جسدها ، حدث نفسه لابد انها خجلت منك ياسين لذلك تصلبت هكذا، ولكن لا ينكر سعادته فهي لم تدفعه بعيدا عنها اوضحت رفضها لاستمرار العناق بطريقة مهذبه لائقة
ابعدها بهدوء عنه لينظر الي وجهها : هيا ، فعنتر ينتظر
ابتسمت بتوتر وخجل ، لتتوتر اكثر عندما وضع يديه على خصرها ليحملها
ابتعدت عنه : ماذا تفعل ؟
ضحك بهدوء : الا تريدي ركوب عنتر ، اذن سأحملك
__ لا سأركب لوحدي
ابتعد عنها وهو يقول: حسنا ، انت من قلتي انكي لم تتعلمي ركوب الخيل
وقفت مرتبكة لا تعلم ماذا تفعل ، لا تريده ان يحملها
ولا تعلم كيف ستمتطي هذا الحصان الطويل فقصر قامتها لا يسمح لها بذلك ،ما هذا المأزق الذي وضعتي نفسك به نور
كادت ان تبكي فهي تريد الركوب بشدة ، ولا تريد مساعدته بشدة ايضا

كاد ان ينفجر ضاحكا عليها ، فهو يعلم انها لن تستطع الركوب بمفردها دون مساعدته ، شعر بان الحزن يخيم عليها ، وانها ستنفجر في البكاء الان
ليقترب منها دون مناقشه ويحملها كطفلة صغيرة بين ذراعيه ويضعها على عنتر بهدوء

في وسط يأسها وانها لن تتمكن من ركوب الحصان
شعرت به يقترب منها بسرعة ويحملها ليضعها على الحصان بهدوء وسرعة
امتطى الحصان بخفة والية كانه اعتاد هذا الامر منذ نعومة اظافره ليستقر خلفها مباشرة وتلفح أنفاسه عنقها بحرارة فتشعر بانها تحرق جسدها كله
توترت وتصلبت ايضا ليشعر بها ويهمس في اذنها برقة
__ لا تخافي نور ، لن اؤكلك
طبع قبله سريعة على اذنها بعد انهاؤه لجملته
جعلها تشعر بان عظامها تذوب خجلا منه ومن اقترابه لها بهذا الشكل
شعرت بالهواء يداعب شعرها بهدوء، ويلفح وجهها بنسيمه البارد ، لتشعر بأنفاسه الحارقة لها بجانب اذنها وهو يهمس
__ ارفعي راسك نور ،لتستمعي بالجو جيدا
استجابت له ورفعت راسها لتشعر بالهواء العليل يتخلل شعرها و يبعثره ، زادت سرعة الحصان عما كانت لتستمتع بالهواء وهو يضرب خديها بقوة اكبر ويتطاير شعرها الي الخلف
همس ثانية : افردي ذراعيك حتي تشعري انكي تطيري بالسماء
فعلت ما امرها به فورا ، لتشعر بانها تطير فعلا وتحلق بالسماء ،شعرت بسعادة عارمة تجتاحها لتفلت ضحكتها غصب عنها وتنتشر في المكان مجلجلة
شعر بقلبه يقفز من السعادة عندما سمع ضحكتها الجميلة تصدح حوله وابتسم بسعادة لسعادتها، افلت اللجام من يده اليسرى ليلفها حول خصرها بهدوء ويحضنها بحب ولهفة
اوقف الحصان بعد قليل لتظل هي بحضنه وقربه دونما تدري، فالسعادة تخدر مشاعرها وتشعرها بحب كبير له
نعم هي تشعر وتستمتع بدفئه وقربه منها و تحبه
اجفلت من الحقيقة التي باتت واضحة ، ليعود راسها للعمل من جديد ، وتنتبه الي موقعها بين يديه ،فتكح خجلا
ابتعدت عنه قليلا لتنطق بصوت يكاد الا يسمع
__ اريد النزول

كان مستمتع بالجلسة في هدوء ،

 اقترابها منه ويده الملتفة حول خصرها ورائحة شعرها الزكية تملئ انفه
لا يريد شيء اخر من العالم حوله ، يكفيه انها بقربة
شعر بها وهي تبتعد ليتنهد بحرقة ، لا يعلم كيف يستطيع الصبر كل هذه المدة ، كان يخيل الية ان الشهرين سيمران سريعا ، لكن من الواضح انها ستكون صعبة وطويلة ولن يتحملها
سمعها تهمس ليبتسم ويمسك يدها بهدوء ويقبل باطن يدها
بشوق ولهفة ويهمس لها : لما حبيبتي؟
انا اريدك تظلي بجانبي
__ ياسين ، من فضلك
__ حاضر
قفز ارضا ليمد يديه اليها لينزلها ارضا
حاوط خصرها بقوة لتشعر انها تحترق من لمسته
انزلها بهدوء لتستقر على الارض ، اقترب منها ووضع اصابعه تحت ذقنها ليرفع راسها بهدوء وينظر الي عينيها
__ نور ، اريد ان نعقد قراننا في اقرب وقت
صمت ليعطيها مجال للتفكير فهو يشعر انها ستهرب منه اذا اتاحت لها الفرصة وهو لا يريدها ان تهرب
وبعد قرار عمر بتعجيل الزواج لا يوجد ما يمنع من عقد القران حتى تصبح زوجته فعليا

تشعر بانها مبعثرة لا تستطيع ان تفكر جيدا ، لمسته وقربه منها ونظرة عيناه تجعل حواسها مخدرة كليا
هزت راسها موافقة ، ليبتسم بسعادة واشراق ويحاوطها بذراعيه ، ويحتضنها بلهفة وحب
__ سأفعل ما بوسعي لإسعادك حبيبتي

لا تعلم لما وافقت ، هل لأنها تحبه ام ارضاء لعمر ،ام خوفا من تهديد عمر لها بان لا ترفض
تشعر انها غير قادرة على التفكير ، ولكنها تشعر بان سعادته انتقلت اليها
هتف بسعادة : سأبلغ عمر ومن الممكن ان نعقد قراننا معه
ردت بسرعة : لا اتركهم يستمتعا بمفردهما
اقترب منها اكثر : متى اذن حبيبتي ؟
تفجر العند بداخلها ، اذا كان هذا ما يريده عمر ستجبره هي على الوقت والميعاد
__ اريده عقد قران عادي ياسين في أي جامع ، في المنزل بدون احتفال ، ولندع الاحتفال الي يوم الزفاف
__ موافق ، سأتفق مع عمر على أي يوم واتي بالمأذون
ولكني سأقيم لك حفل زفاف اسطوري ، فانتي اغلي شيء في حياتي
ابتسمت في وجهه بسعادة : اذن أيمكننا ان نرجع الان ؟
__ بالطبع


***************************
اقترب منها مرغما فهو يريد معرفة اين اخته العزيزة
فهي منذ نصف ساعة مختفية
__ علياء ، اين نور؟
ابتسمت بوجهه دون ارادتها فهي لا تستطيع ان تنكر انه بداخلها يجري بعروقها قررت اليوم وبعد ان صفت ذهنها انها لن تبحث في هذا الموضوع واذا كان قلبه دق من قبل الي اخرى غيرها فهو الان يدق لها لن تنكر انها تشعر بحبه لها و مشاعرة الفياضة التي تغرقها في بحر حبه الهادئ ، اذن لتكن ذكية و لا تبعده عنها بسبب اشياء كانت بالماضي
__ مع ياسين
قال باقتضاب : نعم ، كيف؟
اقتربت منه ،فمن الواضح انه لازال غاضبا منها
__ اتي منذ قليل ، وذهبت معه
وجدت نظرات الغيرة بعينيه والضيق مرتسم على وجهه لتبتسم وتقول مازحة: انت تغار على نور
ابتسم منها ومن فهمها له : اكيد ، انها اختي وابنتي وصديقتي ومن تبقى لي في هذه الدنيا
__ وانا
__ انت تعلمي من انت بالنسبة الي علياء
قالت بدلال وهي تقترب منه: لا اعلم ، واريدك ان تخبرني
ابتسم ليقترب منها اكثر ويحتضن يديها بكفيه
__ انت زوجتي عليا ، هل تعلمي معنى كلمة زوجتي
ليكمل بخبث : ام تريدي درس عملي ؟
ضحكت بخجل لتدفعه في كتفه بخفة وتقول بخجل
__ عمر نحن في وسط الناس ، وعلي موجود لا تحرجني ارجوك
قال بمكر : اذن لا ترفضين الدرس ، بل ترفضين المكان والزمان
احمرت وجنتاها لتهتف بغضب خجول : عمر
__ حسنا سأصمت ، هل تعلمين اين ذهبا ؟
__ لا طبعا ، ها هم اتيا ، اطمئن
نظر ليرى سيارة ياسين وهي تقف وتنزل نور منها وهو يتبعها


اقترب منها وقال بهدوء : اين كنتي ؟
قالت ببرود مستفز : مع خطيبي
سيطر على غضبه : لما لم تبلغيني ؟
قالت بسخرية : ولما اخبرك فانا ذهبت مع من تجبرني على الزواج منه ، ولم افكر في انك ستغضب ، فانا اسمع كلامك واقترب ممن سأتزوجه بعد شهرين بناء على رغبة سيادتك
رد بحدة : نور ،لا تستفزيني
قطع جملته اقتراب ياسين منهما ويخبط كتفه بخفه
__ ايها النسيب ، كيف حالك ؟
نظر له غاضبا ، ليسال ياسين بجدية : ما بك عمر ؟ لما انت غاضب ؟
قال بضيق : لا شيء ، قلقت على نور
ردد بدهشة : قلقت على نور ، كانت معي عمر ، ولا شيء يستدع قلقك
التففت اليها ياسين : نور ممكن ان تحضري لي كوب من القهوة
هزت راسها بالموافقة لتنصرف ليلتفت الي عمر ويقول بضيق : عمر، هل انا شخص غير مؤتمن بالنسبة اليك
رد بجزع : لا طبعا لما تقول ذلك
__نظرة الغضب التي ملئت عيناك وقلقك على نور وهي معي ، جعلاني اشعر بذلك ، سأحمي نور بروحي اذا اضطرت عمر ، تذكر ذلك جيدا
__ اعذرني ياسين ، انا اهتم بنور منذ صغرها ولم اعتد الي الان انها تبتعد عني
وقفا صامتين قليلا لينطق ياسين بهدوء
__ عمر اريد ان اعقد قراني على نور قريبا
نظر اليه مستفهما ، ليكمل : انا تكلمت مع نور وهي موافقة
ولكنها تريده ان يكون عائلي ، وانا موافقها ، و منتظر موافقتك


لا يعلم هل يحتضنه لما يقوله ، هو سعيد جدا بهذا القرار
عندما ابلغه ياسين بانه يريد الزواج من نور شعر انه حل ساقه القدر اليه ،ولكنه ظل خائف من عمه و رغبته في ان يستعيد نور لتعيش معه ، ولذا اقام الخطبة ليجد شخص اخر
يقف بجانبه امام عمه ، فهو لا يأتمنه على نور ، فكر انه يطلب من ياسين ان يقيما عقد قران بدلا من الخطبة ولكنه تراجع فلا يريد ان يستعجل ياسين ولم يكن يعرف ردة فعل نور و موقفها من هذا القرار والان اتى ياسين ليخبره بانه اتفق مع نور على عقد القران ، اخيرا ستظل اخته بجانبه وفي عصمة رجل يستطيع ان يقف في وجه عمه
__ هاي ، عمر ، هل انت موافق
ابتسم بسعادة : نعم بالطبع ، طالما هي وافقت فانا موافق


**************************


اقتربت منها وتنحنحت لتلتفت اليها مبتسمة
__ اخيرا ، هل ما زلتي غاضبة مني ؟
__ لا طبعا ، ولذا اتيت لأخبرك باني سأعقد قراني قريبا
اتسعت عيناها دهشة وفرحا : حقا
هزت راسها بنعم لتحتضنها علياء بفرح : مبروك ، ايتها الخائنة، متى هذه التطورات ؟ اليس هذا الذي لا تريدي ان تتزوجيه
قالت جملتها بمزاح ، لتضحك نور بخجل وتهمس : احبه علياء
قالت علياء بصخب : يا عيني ، من الواضح انه ليس بهين هذا الياسين
نهرتها بخفة : علياء
ضحكتا لتسال علياء : متى ؟
__ قريبا ، ولكن لم نحدد الوقت بالضبط، اكيد ستعلمين


*************************
__يوسف ، يوسف قم انا مللت واريد الخروج وها هي الساعة قاربت على السابعة
ابتسم وهو مغمض عينيه : بالله عليك هل هذه طريقة لأصحو بها ، اين قم يا حبيبي ؟ و تمطريني بالقبلات كما كنتي تفعلين بلندن
ابتسمت : كنت بلندن نشيط ، ولا اعرف لما انت كسول
اليوم ، فانا منذ نصف ساعة احاول معك
فتح احدى عينيه والابتسامة مرسومة على شفتيه
__ لم تحاولي بالطريقة السحرية الخاصة بك ، لذلك استمريت في النوم
__ اذن كنت طوال هذا الوقت مستيقظ
اتسعت ابتسامته : طبعا حبيبتي ، ولكني كنت اريد ان استمتع
بكل هذا الدلال
رفع وجهه قليلا واقترب منها بخده :هيا اريني الطريقة السحرية التي تجعلني اهب واقفا
نظرت له بخبث : من عيوني حبيبي
اقتربت منه بدلال مقصود لتقبله كما يريد وهو مبتسم
لتعضه عضه قوية في خده يصرخ على اثارها بقوة
وتقفز هي وتدخل الي دورة المياه وتغلقها عليها من الداخل
قفز واقفا من الفراش ليضرب الباب بقبضته بقوة ويقول بصوت حاد : انجي ، اخرجي من عندك الان ، ولا تثيري غضبي اكثر من ذلك ، اخرجي بالذوق احسن لك
ضحكت وهى تضع يدها على فمها حتى لا يسمعها ،وقالت بنبرة يعشقها هو
__ يوسف ،سأخرج بعد ان استحم واجهز للخروج
استعد حبيبي انت الاخر فانت وعدتني بان نذهب الي السينما
رد بغضب : لن نذهب الي أي مكان واخرجي الان
سمع صوت المياه ينساب بالداخل ، ليركن جبهته على الباب
كان يعلم انها لن تخرج ، فهي عنيدة ولا ينفع معها اسلوب القوة ، تنهد ليتحسس خده بهدوء ويذهب ليرى وجهه في المرآة ، لا يوجد أي اثر لمكان عضتها ابتسم فهي دائما منذ كانا صغارا تعضه ولا تترك اثر ، كأن جسده يأبى ان يترك اثر لها يعاتبها عليه او يغضب منها لأجله
فوجئ بها بعد قليل تحتضنه من ظهره ليبتعد عنها غاضبا
ويجلس بعيدا عنها ، ابتسمت لتذهب وتجلس على رجليه
وتحاوط عنقه بذراعها : حبيبي غاضب
رد بقوة : نعم ، لم نعد صغار لتفعلي هذه الاشياء انجي
__ انت تعلم اني امزح معك ، والمزاح لا يتوقف على اننا كبار او صغار
تنهد : لا افهم كيف تعضيني هكذا وانا زوجك ، الا تحترميني قليلا
عقدت حاجبيها بتعجب : لا افهم ما علاقة اني احترمك ،بان امزح معك باي طريقة احبها
يوسف انت تعلم اني احترمك كثيرا ، واني كنت امزح ، من حقك ان تغضب اذا كنت اقصد اهانتك
هز راسة موافقا لتكمل هي بحب وتمسك وجهه وتقرب من مكان عضتها لتقبله بهدوء ورقة : لا تغضب حبيبي ، لم اقصد ان اغضبك
ابتسم ليحضنها بين ذراعيه و يشدها اليه اكثر : ألن استطع مرة طوال حياتي ان اغضب منك
__ لا لن اسمح لك هيا قم لأني اريد الذهاب الي السينما
قام واقفا ونظر اليها قبل ان يدخل الي دورة المياه
__ حسنا ، ولكن تذكري انت بالقاهرة ليس بلندن ، لا اريد ان اخرج واجدك مرتدية شيء لا يعجبني ، واضطر ان اجلس انتظر ساعة بعد الاخرى حتى ترتدي شيء يليق
من الاول اقل لكي ارتدي شيء محتشم من فضلك
نظرت اليه بدهشة ولوت شفتيها بعدم اقتناع لأول مرة يعترض على ملابسها ،من الواضح انه اصبح متطلبا اكثر من اللزوم

***************************
__ لا اصدق انني تركتك تنزلين هكذا
تأففت هذه المرة بضيق فهذه رابع مرة يكرر جملته
نزلت من السيارة : لا اعلم ما بك يوسف ، اني ارتدي ملابس عادية ومعظم الفتيات في مصر يرتدونها
نظر بغضب الي فستانها بألوانه الصيفية الصاخبة بدون اكمام ضيق الي حد ما ويصل الي منتصف الفخذ
لتكمل هي : وعلى الرغم من حرارة الجو والا اني ارتديت ليجنز اسود عند اعتراضك على ساقاي العاريتين
جز على اسنانه : انه يصل الي تحت الركبة انجى ويكشف باقي ساقيك
هتفت بدهشه : هل كنت تريد ان ارتدي بنطلون كامل ام ماذا
يوسف من فضلك اغلق الموضوع
صعدا السلالم الكهربائية للمجمع التجاري الشهير سيتي ستارز
ليسال بغضب : لماذا ، ان شاء الله ، لابد ان تفكري بجدية في تغيير نمط ملابسك انجي
تنهدت حتي تسيطر على اعصابها قليلا
__ يوسف ، كنت ارتدي بلندن شورتات قصيرة و فساتين اقصر من ذلك ولم تعترض ، لما الان الاعتراض وبهذه القوة
__ كنتي بلندن كالأجنبيات بالضبط ، لا تفرقي عنهم ، ولم تكوني زوجتي حينها ، ولتتذكري عندما تزوجنا طلبت منك الالتزام قليلا ، وانت وافقتي ، ثم نحن الان بمصر ،والناس هنا لديها عادات وتقاليد مختلفة عما اعتدتي عليه
همت بالرد عليه لتفاجئ بصوت خلفها
__ انجي ،انت هنا ، متى جئت من لندن؟


*************************
في الاسكندرية بمنطقة زيزينيا قصر فخم على الطراز الفيكتوري يظهر بوضوح لمن يراه انه من ايام الحكم الملكي
جالس على مكتبه الفخم وينظر الي صورة باطار فضي
لشابة جميلة بعينين خضراوين صافية
ويحدث نفسة وهو يمرر انامله على الصورة وتحسسها
لما تركتني وذهبت كنت اريدك ان تظلي بجانبي ما حييت حتى وانا اعلم انكي تحبين شخص اخر
اه يا نور احتاجك بشدة
دخلت الي المكتب سيدة في منتصف الخمسينات من العمر
وقالت بغضب : حافظ ، هل عمر كان هنا ؟
تنهد بتعب : نعم صفية ، من الذي اخبرك
قالت وصوتها يعلو : لا علاقة لك بمن اخبرني ، ماذا فعلت معه ؟
تنفس بضيق : اكيد سرور هو من اخبرك هذا الرجل ان لم يكف عن افعاله سأدق عظامه ، انا ارحم شيبته
ابتسمت بسخرية : نعم وانا اعرفك جيدا ، فانت رحيم جدا
قالت جملتها بسخرية شديدة، ليرد عليها بغضب
__ صفية ، ماذا تريدين الان؟
__ ماذا فعلت مع الولد حافظ ؟ولماذا لم تبلغني انه موجود ، وانت تعلم جيدا اني مشتاقة اليه جدا فهو من تبقى لي من محمد
__ اصمتي ارجوك ، لا اريد سماع اسمه ،و انتي تعلمي ذلك جيدا ، واذا تريدين رؤيته ، انظري الي احدى الصور التي تحتفظي بها لآخاك العزيز
قال بكراهية شديدة : انه اصبح نسخة منه ، فعندما رايته هذه المرة تخيلت انه بعث من قبره
قالت هامسة :استغفر الله العظيم ،لتردف بصوت عال
__ الن تتخلص من شعورك هذا ، الن تكرم ابن اخيك الميت يوما ، اذا لا تريد اكرامه من اجل اخيك ، اكرمه من اجلها هي
صاح بغضب ناهر ايها : صفية ، اصمتي واذهبي بعيدا عني
تنهدت لتساله بضيق: حسنا اخبرني ، لما اتى عمر على غير العادة ؟
__ اتى ليخبرني انه سيتزوج ويدعوني لحفل عقد قرانه
تهلل وجهها بالسعادة : حقا متى؟
__ لا اذكر الموعد بالضبط
قالت بضيق : حافظ لا تلف وتدور ، متى موعد العرس اذا لا تريد الحضور ، سأذهب انا بمفردي
اشاح لها بيده بمعنى افعلي ما يحلو لك ،لتسال بتوتر : هل طالبك بورثه من ابيه ؟
ابتسم بسخرية : لا لم يفعل ، واذا طالبني لن اعطيه شيئا
وانتى تعلمي ذلك جيدا
زفرت بضيق : لما حافظ ؟ افعل لآخرتك فانت كبرت الان قرب الولد منك ولا تنبذه مثل ابيه .
نظر اليها بعينين مشتعلتان غضبا : صفية اذهبي من وجهى الان ولا ترددي ذلك مرة اخرى على مسامعي
واذا تريدين الذهاب الي العرس ، اذهبي لن امنعك فهو يقيمه بفيلا جده اعتقد بعد عشرة ايام
هزت راسها بقلة حيلة وهي تذهب بعيدا عنه
ويعود هو لتأمل صورتها الموضوعة على مكتبه


************************

لفت الي مكان الصوت لترى احدى صديقاتها القدامى
__ اهلا ماجي ، كيف حالك
اقتربت الاخرى منها لتحتضنها : بخير الحمد لله ، انت كيف حالك ؟ ومتى عدتي ؟لم تخبرينا بعودتك
ابتسمت بتوتر : عدت من يومين فقط ، وانشغلت قليلا لذلك لم اخبرك
ادارت راسها للواقف بجانب صديقتها لتسالها بعينيها عنه
ابتلعت رقها بصعوبة ليتقدم هو الي صديقتها ويقول بأدب وذوق جام : اهلا بك يا انسة ، انا يوسف زوج انجي
اتسعت عيناها بدهشة : زوجك ، الف مبروك ، متى تزوجت؟
ردت بتوتر : من قريب ، عندما كنت في لندن ، ولم اقيم حفل الزفاف ، لذا لا تعلمين
رددت ماجي وهي تحتضنها : مبروك ، جميع اصدقائنا سيسعدون بالخبر ، حسنا سأتركك واكلمك لاحقا لنتقابل
بعد ان غادرت صديقتها المكان ظلت واقفة مكانها مبهوتة مما حدث واعلان يوسف لخبر زواجهم
فهذه الصديقة ستبدأ بالثرثرة ونشر الخبر على جميع الاصدقاء والناس الذين تعرفهم
مال عليها : انجي هيا لندخل الي السينما فالفيلم سيبدأ بعد قليل
نظرت الية بغضب : اريد ان اذهب الي البيت الان من فضلك
تنهد بضيق : لما ، ماذا حدث ؟
ردت بغضب : يوسف من فضلك
زفر بضيق : حسنا تفضلي امامي
************************

بعد انتهاء الحفلة 

وصخبها تشعر بصداع يمزق راسها
فهي لم تنم البارحة جيدا ، و تعب اليوم حل الان ليجعلها تريد النوم بشدة
اقترب منها بهدوء : انت متعبة اليس كذلك ؟
ردت وهى تحرك رقبتها يمينا ويسارا بتعب: نعم ، جدا لهذه الدرجة واضح علي التعب
ابتسم : لا حبيبتي بل انا شعرت بك ، هيا نودعهم لننصرف
فلابد ان ترتاحي ، من الممكن ان تأخذي غدا اجازة
عند اتمامه لجملته ، تذكرت الشركة وماذا ستقول لزملائها عن الخطبة السريعة والمفاجئة
لتساله بتوتر : ماذا سنقول لهم بالشركة ؟
سال بدهشة : نقول لمن ماذا؟
__ الي الموظفين ، عن الخطبة
نظر لها بدهشة: سيعلمون بالطبع عن خطبتنا، ما الضرر في ذلك
__لا شيء ، ولكن هذا حدث سريعا ،ولا اريد لأي شخص يرسم اشياء من خياله
قال بحزم : نور ، لم نفعل شيء خاطئ، حتى يحاسبنا الناس
ومن فضلك لا اريد سماع أي كلمة اخرى عن هذا الموضوع
شعرت بانها اغضبته ، ولكنها محرجة بالفعل من الامر
فكيف ستواجه زملائها وهي الان خطيبة المدير
تنهدت بتعب، لتتبعه بهدوء وتودع الموجودين لتنصرف

***********************

دخلت الي الشقة وهي تشعر ان الغضب يعصف بها
اسرعت الي غرفة النوم وصفقت الباب بشدة ورائها

دخل وراءها وهو يتنهد بضيق لا يعلم ما سبب غضبها
منذ ركوبهم السيارة وهي صامتة ،احترم صمتها وصمت هو الاخر وهو يفكر انه عندما يصلا الي البيت سيفهم ما بها
اغلق باب الشقة وجلس قليلا حتى يهدا فأسلوبها معه كان جافا ولم يعجبه

تقدم بهدوء لغرفة النوم وفتح الباب ليرى الغرفة غارقة في الظلام وهي نائمة
لوى شفتيه ضيقا وظل واقف لمدة دقائق يفكر فيما فعله اغضبها لهذه الدرجة فهي عندما تغضب او تنفعل او تشعر بالضيق تلجئ الي النوم كوسيلة للهروب
زفر بضيق ليقرر ان يذهب بالرغم انه كان قرر قضاء ليلته هنا ، ولكن بم انها غاضبة سيتركها تغضب كما تشاء
وعندما تريد ان تخبره بسبب غضبها تتصل به
خرج من الشقة واغلق الباب بقوة

قفزت من الفراش عند سماعها صوت اغلاق الباب لتهرول باحثة عنه بأرجاء البيت ، فلم تجده انهارت باكية فوق الاريكة لم تستوعب انه تركها وذهب وحيدة ، انتبهت انها لأول مرة ستنام لوحدها فحتى عندما كانت بلندن كانت تتشارك مع زميلات لها بالجامعة في السكن
و منذ ان اتت من لندن لم يتركها ولا ليلة لوحدها قبل ان تذهب في النوم ويطمئن عليها
ظلت تبكي حتى غفت وهي مستلقية على الاريكة

***********************

دخل الي القصر ليجد امه بالبهو في مكانها المعتاد وبجانبها ياسين الذى ابتسم بهدوء
__ حمد لله على سلامتك يوسف ، هل يومك كان ممتعا
تقدم ليسلم على امه ويقبل راسها ليرد بتعب : كان مرهقا
سالته امه بحنان زائد : ما بك بني ؟ الارهاق واضح عليك ووجهك شاحب
__ لا شيء امي ، مجرد ارهاق وانا اريد النوم
التفت الي اخية : ما اخبار عريسنا ؟ وعروستنا الحلوة
قال ياسين بحزم : يوسف
ابتسم ابتسامة واسعة : الم اقل لك من قبل تخلص من شعور الغيرة هذا حتى لا يؤثر عليك بالسلب ؟
ثم انا اسال عن زوجة اخي الا يحق لي ؟
ضحك يوسف بقوة على غيرة اخاه ليجبر ياسين انه يبتسم وهو يقول: بمناسبة زوجة اخيك ، سنعقد قراننا بعد يومين
فتح عينيه فرحا : حقا ، مبروك اخي ، الف مبروك
__ الله يبارك فيك ، عقبالك
غام وجهه فجأة وهو يتذكرها ويتذكر غضبها غير المبرر
تنبه ياسين لوجه اخاه ليساله بصوت منخفض حتى لا تسمعه امه : اين كنت البارحة ، فانت لم تنم بالبيت ، ذهبت لأتفقدك عند الفجر فلم اجدك ووجدت فراشك كما هو
كح بارتباك : لا شيء ، انا ابلغتك اني ذاهب للإسكندرية مع الشباب ، لم ننتظر الي الصباح فسفرنا ليلا
هز راسة بعدم اقتناع فنبرة صوته ابلغت ياسين انه يخفي شيء ما
صعدا الاثنان الي غرفهم ليتركه ياسين وهو يقول
__ حسنا اذهب لتأخذ قسطا كافيا من النوم فأمامنا يوم طويل غدا ، ولا تنسى موعد عقد قراني فانا اريدك بجانبي
__ ان شاء الله تصبح على خير
دلف الي غرفته وهو يشعر بتعب شديد وارهاق
نفسي ليس جسديا ، كان يريد ان يعرف سبب غضبها ويتفاهم معها لا يتركها هكذا وحيدة
تنبه عقله لأنه تركها وحيدة بالبيت وهي لم تعتد اطلاقا ان
تبقى وحيدة ، بعد ان خلع قميصه ،ارتداه مرة ثانية ليهرول الي تحت ويركب سيارته ويطير عائدا اليها

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -