بداية

رواية احلامي المزعجة -23

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -23

دلف الي غرفته وهو يشعر بتعب شديد وارهاق
نفسي ليس جسديا ، كان يريد ان يعرف سبب غضبها ويتفاهم معها لا يتركها هكذا وحيدة
تنبه عقله لأنه تركها وحيدة بالبيت وهي لم تعتد اطلاقا ان
تبقى وحيدة ، بعد ان خلع قميصه ،ارتداه مرة ثانية ليهرول الي تحت ويركب سيارته ويطير عائدا اليها

عقد ياسين حاجبيه وهو يقف بالشرفة كان يتكلم مع نور ويهم بإغلاق المكالمة ليتركها تنام هي الاخرى فهو كان يطمئن عليها و يتمنى لها ليلة سعيدة
اغلق الهاتف سريعا واتصل به
__ اين انت ذاهب يوسف في هذا الوقت ؟

رن هاتفه ليجده ياسين بلع ريقة بصعوبة وهو يفكر ماذا سيقول له الان
رد بارتباك ليجد ياسين يساله اين هو ذاهب
ويكمل : هل حدث شيء ؟ نهى حدث لها شيء؟
__ لا ياسين واحد من اصدقائي سيارته تعطلت ويريدني ان اذهب اليه ، لا تقلق
__ ما بال اصدقاءك اصبحوا كثيرين ويحتاجون مساعدتك
صمت يوسف ليسال ياسين بهدوء: هل اعرفه ؟
__ لا ياسين ، لا تعرفه
__ حسنا لا تتأخر ، حتى تستطيع النوم جيدا
__ حاضر لن أتأخر ان شاء الله
اغلق الهاتف وهو يعلم جيدا ان كذبته لن تمر على ياسين
وان الاخر سيعلم ان عاجلا او اجلا بموضوع زواجه
يريد ان يخبره ولكنه ينتظر ان تستقر احواله مع نور
سيخبره بعد عقد القران ان شاء الله


اغلق الهاتف وهو يزفر بضيق فهو يعلم جيدا ان اخاه يكذب
وهي ليست اول مرة فهو لم يسترح الي تصرفاته منذ ان اتى من شرم الشيخ ، والعجيب ان امه هي الاخرى لاحظت غيابه واخبرت ياسين انه نادرا ما يأتي لتناول الغداء معها
و في الايام الماضية لم يبت ولا ليلة بالمنزل يأتي بعد الفجر
لينام قليلا ويستيقظ باكرا ليذهب الي العمل
اه ماذا تخفي يوسف


***********************
دخل الي الشقة مهرولا وهو يلعن غباؤه الذي جعله ينصرف ويتركها لوحدها
ليتوقف عن التنفس مأخوذا بها وهي مستلقية على الاريكة بوضع مؤذي لعنقها
اذن هي لم تكن نائمة كانت تتدلل عليه لا اكثر
ابتسم بحب و لهفة الي حوريته النائمة ليقترب منها بهدوء
ويجلس على ركبتيه بالقرب منها تأمل وجهها ليرى اثار دموعها واضحة على خدودها البيضاء
حرك أنامله برقة شديدة ليمسح هذه الاثار وهو يلوم نفسه انه السبب في بكائها ، ونومها بهذه الطريقة المؤذية
طبع قبلة رقيقة على خدها لتفتح عينيها بصدمة
قال هامسا وهو يمرر انامله برقة على خدها : اششش ، لا تخافي انه انا ، اسف حبيبتي ،لم اقصد مضايقتك
__ انا اسفة كنت غاضبة قليلا
وضع سبابته على شفتيها : اشش ، لا اريد ان اعرف شيئا
احتضنها بحب ليحملها بين ذراعيه ويدلف بها الي الداخل

موعدنا القادم يوم السبت ان شاء الله

مساء الخير يا صبايا
كيكم وكيف احوالكم
عسى ان تكونوا بخير
اترككم مع البارت واتمنى يحوز على اعجابكن
اتفضلوا

الفصل الواحد وعشرون

بعد عشرة ايام


تنهدت وهي تنظر لنفسها بالمرآه وجهها شاحب فهي لم تنم مطلقا منذ يومين فتجهيزها للحفل يشغل تفكيرها كلما وضعت راسها لتنام تتذكر بعض الاشياء التي عليها فعلها
فتهب واقفة ، امها ايضا لا تنفك ان تطلب منها شراء احتياجاتها الخاصة من ملابس لدرجة انها شعرت بتوتر انها ستصبح عروس في هذا اليوم وليس مجرد عقد قران
ولا تنسي يوم انفجارها في وجه امها وتخبرها بانها لا تعلم لما هي تتعجلها بشراء كل هذه الاشياء ولديها مدة لا تقل عن ثلاث شهور بعد عقد القران تجهز بها
حينها غضبت امها منها وخاصمتها واعتصمت بغرفتها
واتى علي و انبها بشدة و عمل مجهودا خرافيا لترضى امها عليها
لا تتذكر متى اخر مرة تكلمت مع عمر دون ان تتشاجر معه فهو الاخر يشكل ضغطا من نوع اخر فيريد رايها بكل شيء يقوم به بجانحهم في الفيلا واخر مرة كلمها من اربعة ايام كان يريدها ان تأتي معه لشراء الاثاث فتشاجرت معه بقوة واخبرته بانها مشغولة ومتعبه وان الوقت غير مناسب
غضب منها بشدة و لم يتصل بها مرة اخرى
رن جرس الباب لتنتبه من تفكيرها وتذهب لتفتح
فوجئت بها واقفة بغرورها الاعتيادي
ابتسمت ابتسامتها المتعالية وهى تدخل من الباب
__ صباح الخير علياء ،كيف حالك ؟ وحال خالتي ؟
ردت علياء بهدوء : وعليك السلام ، نحن بخير تفضلي
__ المعذرة اني اتيه باكرا هكذا ولكن علي اصر ان اتي اليك لأشتري هدية زفافك على ذوقك فهو وصاني ان اخذك معي لتنتقي ما تريدينه
__ ولما كل هذا فعلي اشترى لي اشياء كثيرة ؟
ابتسمت : لن تتزوجي كل يوم حبيبتي ؟
__ انه مجرد عقد قران
__ حسنا انه زواج ، اليس الزواج عقد قران ؟
لفت برقبتها وهي تسال : اين خالتي لأسلم عليها ؟
__ انها نائمة
__ حسنا ، اجهزي للنزول الي السوق فانا مرتبطة بموعد عودة جني من المدرسة
مطت شفتيها بتعجب ، غير مرتاحة لهذه الزيارة وكم المودة التي تتكلم معها اية به ، ولكنها لن تستطيع الرفض فهي متأكدة من تكليف علي لزوجته بشراء هدية لها
ايقظت امها لتقول لها وتخبرها انها لن تتأخر


*********************


جالسة بمكتبها وهي تشعر بكأبة فظيعة ، وشوق جارف له
فمنذ اسبوع وتحديدا من يوم عقد قرانها عليه لم تراه
تشعر بروحها ممزقة شوقا ولهفة له ولرؤيته
نعم يتكلم معها كل يوم صباحا ومساءا ولكنها تشعر بالشوق
يغمرها ، ولكن ايضا العند يملأها
فهي اصرت يوم عقد القران الذي تم بمنزلهم الا تنزل لتراه بعدها رغم غضب عمر من موقفها ولكنها عندت اكثر
ومنها تأتي الي العمل ولا تتحرك من مكانها ، تعتصم بمكتبها ولا تذهب حتى لتتناول الطعام ، تظل جالسة الي ان يأتي ميعاد الانصراف فتنصرف على عجل وهي تحرص على عدم ركوبها للمصعد حتى لا تقابله ولو بالصدفة
طبعا خبر ارتباطها به ملئ الشركة وجميع زملائها باركوا لها ، لن تنكر فرحة سناء بها وهي تبارك لها بمودة وحب
، وايضا لن تنسى نظرة السيد عبد العزيز الحانية وهو يبارك لها ويوصيها بياسين خيرا و يقول انه من اخير الرجال
تتساءل بدهشة لما لا يأتي لها ليراها هو
و كيف استطاع الانتظار كل هذه المدة دون ان يراها
تعلم جيدا انه غضب عندما اخبره عمر انها لا تريد النزول يوم عقد القران واعلن عن غضبه لها هاتفيا
و امضى يومين كاملين لا يتصل بها وهي الاخرى لم تتصل به ، لتفاجئ به يتصل بها وهو يبلغها بانه اشتاق اليها
ولم يستطع الصبر اكثر من ذلك
والي الان يكلمها كل يوم صباحا فهي تستيقظ على صوته
وتغفى على صوته ، تحترق شوقا اليه ولكنها تذوب خوفا منه
فحلمها المزعج لا ينفك ان يداهم نومها ويبقيها خائفة لساعات طويلة ، لا تعلم ما اساس هذا الحلم ولكن ياسين يظهر به بوضوح ولذا هي تعتصم ولا تريد ان تراه
حتى لا يقرا الخوف في عينيها ، مكالمته تأخذها لعالم بعيد عن احلامها وعن واقع انها زوجته ، فهو لا يذكر لها هذا الامر اطلاقا
فعندما تتذكر هذا يملئها الغضب تشعر انها غصبت على الزواج منه بطريقة مهينة لها ولشخصيتها ولكرامتها
فهو وعمر لم يتيحا لها اختيار اخر ، حددا موعد الخطبة اولا ثم موعد الزواج دون علمها بل ابلغها عمر كأنها غير معنيه بالأمر ، ثم حددا ايضا موعد عقد القران ليتصل بها ياسين ويقول بمرح انه سياتي بالمأذون الساعة الخامسة
فهو اتفق مع عمر ، وهذا السبب الرئيسي لرفضها لرؤيته
تفجر الغضب بداخلها وكادت ان ترفض ان تعقد قرانها لكن نظرة عمر الغاضبة الحازمة جعلتها توقع العقد وتبصم ايضا عليه دون نقاش
__ كيف احوال زوجة اخي ؟
رفعت راسها بهدوء لتبتسم بوجهه : بخير ،كيف حالك يوسف؟ اين انت لم تظهر منذ يومين ؟
ابتسم باتساع : ماذا افعل مع زوجك ، فهو ينفث عن غيظه منك ومن عدم رؤيتك بي فأوامره اصبحت لا تنتهي وهو يتكلم معنا من انفه ويصيح علي انا وعبير
انا متفهم حالته ولكن المسكينة عبير اشعر انها ستقتله بيوم من الايام
احتقن وجهها احمرارا لصراحة يوسف ولخجلها منه
لتسال بخفوت : هل هو من اخبرك ؟
نظر لها معاتبا : لا نور ، ولكنه اخي وانا افهمه جيدا
وغيابك عنه يؤثر به كثيرا
ردت مدافعة : ولكني اتكلم معه يوميا
نظر لها مطولا : اخبريني نور ، اذا انت تشعرين بالعطش
هل سترتوين اذا اتيت لكي بكوب من الماء لتشاهديه
هزت راسها بتعجب :لا افهم ما العلاقة بين هذا وذاك
__ جاوبيني من فضلك
__ لا طبعا ، فما يرويني هو ان اشربه كله
ابتسم ابتسامة جانبية : ها انت جاوبت بنفسك
صمتت قليلا لتفهم ما يقصده يوسف ليحمر وجهها اكثر
ونطقت كأنها تحدث نفسها
__ ولكنه لم يطلب رؤيتي ولا يوم في الايام الماضية
__ نور يوم عقد القران شعرت ان ياسين مجروح جدا منك
ومن عدم نزولك له لتفرحا معا
فما فهمته انه كان حاجز بمكان فخم لتتناولا العشاء معا وتحتفلا ولكنك خربتي ترتيبه لكي
أتعلمين انه لم يبلغ امي بالموعد سحبني معه وانا لا اعلم ماذا يريد مني لأفاجئ انه يأتي بالمأذون وانه سيعقد قرانه اليوم
وعندما عتابته امي قال لها ان عقد القران للرجال فقط ولا يهم حضور النساء وانه سيقيم حفل زفاف اسطوري وقتها تستطيع ان تفرح به كما تريد
وانا تكلمت معه بعد ذلك واوضحت له انكي خجله منه ولذلك لم تنزلي الينا ولكنه كان غاضب بحق
نور ياسين من الرجال الاقوياء وغضبه يعادل قوته وقوة شخصيته ، ولكنه يتعامل معك بطريقة مختلفة
اربكتني انا شخصيا وتعجبت منها كثيرا ، وكان الجواب واضحا انه يحبك كثيرا
ولكن ما اغضبني منك انكي لا تقدرين ذلك
وتستمري في إيلامه، لما لم تصعدي لتريه ولو مرة واحدة
منذ عقد قرانكم ؟
اجابت بارتباك : انت قلت لياسين السبب يوسف
__ نور ما اجبرني على الكلام معك اليوم ان حالة ياسين اصبحت صعبة للغاية ، فلم اره من قبل غاضب كاليوم
ومشتت الذهن ايضا ، لا تزيدها عليه فيكفيه ارهاق العمل
__ حسنا، سأدعوه بمنزلنا اليوم ليتعشى معنا
__ لا نور ، لم اطلب منك ان تفعلي شيئا اكراما لي
ولا اريدك ايضا ان تخسري جزء من كبريائك الانثوي العتيد
فهو لابد ان يطلب رؤيتك ، ولكن ما اريده ان توافقي ولا تجرحيه مرة اخرى
ابتسمت بوجهه : حسنا يوسف ، ولكن اريدك ان تفهم اني لم اقصد اغضابه ابدا
ابتسم بعمق : اعلم عزيزتي ، فكما ارى انه يحبك ، ارى ايضا انكي مغرمة به
احمرت خجلا وهي تقول بغضب : يوسف
ضحك بمرح : حسنا ، حسنا سأذهب والله يعييني على زوجك
*************************
صاح بغضب : عبير اين يوسف ؟
اجابت بتلعثم من المفاجأة فهي كانت جالسة بأمان تنهي عملها لتفاجئ به فوق راسها ويصيح كعادته مؤخرا
__ لا اعلم ، انصرف منذ قليل
زم شفتيه بغضب : حسنا ، عندما يرجع ابلغيه اني اريده
دخل الي مكتبه وصفق الباب بشدة ينفث بها عن غضبه
ورمى بجسده على كرسيه بتعب
تنهد وهو يؤنب نفسه على غضبه الدائم وضيق اخلاقه فهو اصبح متضايقا دائما وما يغضبه اكثر قلة تحكمه في انفعالاته و سيطرته على اعصابه اصبحت معدومة
لم يعد متزن كما كان ، ويعلم جيدا السبب
ولكنه لا يستطيع ان يفرض نفسه عليها اكثر من ذلك
يريد ان يراها ولكنه لن يطلب منها ذلك
فهو مجروح منها من يوم عقد القران ورفضها ان تنزل ليبارك لها ويراها واحراجها له امام عمر ويوسف
شعر بالغضب منها ومن عندها وابتعد عنها ولكنه لم يستطع ان يتركها اكثر من يومين وهذا ما جرحه واغضبه بالفعل
انه لا يقدر على بعدها بينما هي تستطيع الابتعاد عنه
انتظر ولو مرة واحدة تصعد اليه ولو بالخطأ ولكنها التزمت بمكتبها وهو الاخر التزم بمكتبه وبمكانته
اصمد ياسين لن تصبح على اخر الزمان يتحكم بك قلبك
وتهين نفسك اكثر من ذلك
فاذا كانت هي تستطيع الابتعاد فانت الاخر تستطيع الابتعاد
نعم احبها ولكنها لن تتحكم بي ردد عقله هذه الجملة كثيرا حتى بات يحفظها عن ظهر قلب ويتعامل على اساسها
وقف واتجه الي النافذة الزجاجية وشرد وهو يتذكر اخر مرة لهما معا وكم كانت جميلة ورقيقة ودافئة
ابتسم وهو يتذكر ضحكتها التي ملئت جوانب جسده وسكنت حنايا روحه وشعور السعادة التي امتلكه لأنه نجح في اسعادها للحظات ، نجح في انتزاع ضحكتها ليسمعها
و يستمتع بها ، لم يكن يعلم انها ستسكن روحه وتتردد في أذنيه كلما جلس بمفرده
تنبه الي يد تهزه بلطف : ياسين
التفت بحدة ليجد يوسف واقف امامه
نطق بغضب : الم تتعلم ان تطرق الباب ؟
ابتسم يوسف بهدوء : لقد طرقته اكثر من مرة ، ولكن من الواضح انك لم تسمعني
اتسعت ابتسامته وهو يردف بخبث : من الجميل الذي شاغل عقلك ؟
توتر ياسين ليكمل هو :ولكن هذا سؤال اجابته معروفة
صاح بغضب : يوسف ، ماذا تريد ؟
جلس يوسف باسترخاء : انا لا اريد شيء ، عبير ابلغتني انك سالت عني ، ماذا تريد مني يا اخي العزيز ؟
نظر ياسين اليه مطولا :لا شيء ، كنت اسال عنك فقط
جلس الي مكتبه واتكئ بمرفقيه و مثل عدم الاهتمام
وانه مشغول بالأوراق التي امامه ونظر له بطرف عينه
__ اين ذهبت ؟
اخفى يوسف ضحكته حتى لا يشعره بالإحراج وتحكم بصوته: ذهبت الي ادارة الشئون القانونية ،فبعض الامور احتجت ان اسال عنها السيد عبد العزيز
لم يسمع البقية توقف عند احتمال رؤية يوسف لها
نطق بسرعة ودون تفكير : هل رأيت نور ؟
لم يستطع ان يكتم ضحكته هذه المرة فانفلتت منه غصبا
نظر اليه ياسين بغضب ليصمت : اسف ، نعم رايتها
احتقن وجهه وشعر انه سينفجر من الغضب
ورد بنبرة مميته : حسنا يوسف اذهب الي مكتبك
زم يوسف شفتيه بضيق : لمتى ياسين ستبقى على هذا الحال؟
عقد حاجبيه واشاح بوجهه بعيدا عن اخاه
ليكمل يوسف : اذا كنت مشتاق لها لما لا تراها ؟
ضم كفيه غضبا ونطق من بين اسنانه : لأنها لا تريد ان تراني
__ بل تريد يا اخي ، ولكنها لن تطلب منك ذلك
اسمع معي دعوتين لافتتاح احدى البواخر النيلية المتحركة
ادعوها لتذهب معك
__ سترفض الخروج معي
__ بالله عليك هل دعوتها منذ عقد قرانكما للخروج ؟
عقد حاجبيه مفكرا : لا ، فانا غاضب مما فعلته يومها
__ ومنتظر انت ان تأتي اليك وتبلغك باشتياقها وانها تريد ان تراك ام ماذا ؟
نظر الي اخيه وهو يقيم كلامه ليجده محقا به
ناوله الدعوات :اسمع كلامي هذه المرة ، ولن تندم
اخذ منه الدعوات وهو يساله بحذر : ولماذا لم تذهب انت و صديقك الاتي من الخارج فهو اكيد مشتاق لرؤية النيل
بهت وجه يوسف وقال بارتباك : لقد اتيت بالدعوات خصيصا لك ، سأنصرف
انهى جملته ليغادر المكتب بسرعة
اتبعه ياسين بنظراته ثم زفر بضيق فها هو اتاح له فرصة ليتكلم معه ويخبره بأسراره ولكن اخاه فضل الصمت
سأنتظرك يوسف فانت ستاتي بمفردك لتخبرني
نظر الي الدعوات ليتنهد ويشعر ان امامه مهمة عويصة لابد من انجازها

**********************
جلس على كرسيه وهو في قمة الارتباك فسؤال ياسين باغته
فلم يستطع الرد عليه تنهد بضيق من الفرصة التي اضاعها بيده
وازداد ضيقه عندما تذكر انها ستذهب اليوم الي اخيها
وسيصبح من الصعب علية ان يراها كما يريد
فهذا المعتز مريض سيحبسها بالمنزل او سيؤجر لها حارسا خاصا لمرافقتها وحمايتها
يشعر انه مكبل الايدي ومربوط الارجل لا يستطيع فعل أي شيء
تنهد بقهر ولعن غباؤه الذي وقف في طريق ان يبلغ اخيه بسره
فكان الان سينعم بها الي جواره للابد
تحت حماية ياسين
لا تضحك على نفسك يوسف فانت خائف ان يطردك ياسين من حياته وتخسر كل شيء
ماذا سأفعل ؟ لابد من ايجاد حل يجعل ياسين بصفي وبالتالي استطيع الوقوف بوجه معتز

*****************

يتحرك مع العمال بغضب مكتوم سببه هي وتغيرها المفاجئ
الذي لا يعلم سببه ، يسئل نفسه ماذا حدث ؟ ماذا فعل ؟
عصر تفكيره هل من الممكن انه فعل شيء اغضبها بدون قصد فكر قليلا ليجد انها تغيرت فجأة بعد خطبة نور
ومهما فعلت لتبين له انها طبيعية يشعر بان هناك فاصل ضخم بينهما ، زفر بضيق
__ عمر ، يا باش مهندس
التفت الي اشرف صديقه وزميله : نعم
__ ما بك ؟ انا اتكلم معك وانت لا ترد
هز راسه نافيا : لا شيء
__ حسنا ، العمل انتهى باقي وضع الاثاث
اتريد شيئا اخر ؟
نظر الي الجناح برضى : لا العمل جيد اشرف ، وانت بذلت مجهودا خرافيا ، اشكرك
__ تشكرني على ماذا انه عملي عمر ، متى تريد ان ارسل لك الاثاث ؟
__ لا ، ليس الان ،فموعد الزواج بعد ثلاثة اشهر من الان
__ حسنا وقتما تريده ، ابلغني
صافح صديقه وانصرف الاخر واخذ هو يدور ويلف في الجناح لعله يجد سبب يشغله عن التفكير بسبب غضبها
رن جرس الباب ليتعجب فموعد وصول نور ليس الان
اكيد ان اشرف نسى شيئا
توجه الي الباب ليفتحه وتتسع عينيه من الصدمة
*****************
رن جرس الهاتف لترد بسرعة : اهلا بسنت ، انا بالسوق
لا طبعا لست وحيدة
ابتعدت قليلا عن رفيقتها: مع اية
جاءت وقالت ان علي اوصاها على شراء هدية لي بمناسبة زفافي
نعم انا بمحل خاص للأشياء النسائية
لا طبعا لم انسى اليوم موعد المصممة
ستاتين معي ، ونور ايضا ستستلم فستانها اليوم
حسنا لن أتأخر ، سلام
رجعت اليها وهي تبتسم : انها بسنت تأكد علي موعد المصممة
ابتسمت ببرود : مبروك عليك
__ الله يبارك فيك
تنحنحت علياء وسالتها وهي تشغل نفسها بالبحث في الاشياء التي امامها لتسيطر على توترها
__اية ، هل تعلمين الفتيات التي كان يعرفهم عمر
ابتسمت اية بخبث فهي وصلت لما تبغاه
__ لا طبعا ، فهن كثيرات
لتردف ببرود متعمد : لما تشغلين راسك ؟ انسي علياء فهو الان خطيبك انت ، انا كنت خائفة عليك لا اكثر بسبب ما فعله عمر معي
عقدت حاجبيها وسالت بتوجس : ماذا فعل معك ؟
__ لا تشغلي راسك ، كان هذا في الماضي
ان علي يقول انه يحبك كثيرا ، و لذلك طلبك للزواج
ناولتها احد قمصان النوم الستانية وهي تقول
__ هذا مناسب علياء ، محتشم وانيق ويليق لليلتك الاولى
نظرت علياء اليها بنظرات زائغة وهزت راسها موافقة
لتذهب الاخرى وتشتريه
عادت اليها : هيا علياء ، حتى لا أتأخر عن جنى وانتي تذهبين للمصممة
مشيت علياء معها بالية ولكنها بالفعل لا تشعر بما يدور حولها
عقلها متوقف عن العمل الا لشيء واحد وهو ما الذي فعله عمر مع اية ؟

*******************
فتح الباب وهو مقتنع انه سيجد اشرف امامه ليجد اخر شخص يتوقع رؤيته
ابتسمت بحنان : مرحبا حبيبي ، الا تقل لي تفضلي ؟
ابتسم ابتسامة واسعة وتقدم منها وهو يحتضنها بحب
__ تفضلي نورتي وشرفتي ، اشتقت اليك عمتي
احتضنته بحب وحنان خالص وهي تشم رائحة اخاها به
دخلا ليجلسا على الاريكة ،لتدمع عيناها وهي تربت على خده بلطف : وانا الاخرى حبيبي ، كبرت عمر واصبحت عريسا
ضحك بمرح ووقف مستقيما وهو يقول بغرور : اه ، نعم
ما رايك بي ؟ هل اصبحت وسيما كابي ؟
عند ذكره لأبيه اجهشت بالبكاء ليتنهد هو بضيق : عمتي كفي عن البكاء من فضلك
قالت وهي تغالب دموعها : رحمة الله عليه ، انت نسخة منه
كأني ارى محمد امامي لتغيم نبرتها حزنا و استياء
لكن لون عيناك ورثته من امك
فمحمد لم يكن اخضر العينين لتشع نبرتها بحب : كانت عيناه سوداوان
ضحك وهو يجلس بجانبها مرة اخرى
اذن لون عيناي سيئا لأنه ملون ، انه ميزة عمتي
تنهدت وهي تكتم ما بداخلها : لا حبيبي بل جميل عليك يزيد وسامة وجمال ، الحفل اليوم اليس كذلك ؟
عقد حاجبية تعجبا : لا ، بعد ثلاث ايام ، يوم الجمعة
شعرت بالضيق : حافظ ابلغني انه اليوم
ابتسم بسعادة : هذا جيد ، اجلسي معنا هذه الفترة الي حفل الزفاف لتشرفي بنفسك على التجهيزات و تعاوني نور
لأني اشعر ان المسئولية الملقاة على عاتقها كبيرة
قالت بتوتر : ولكن حافظ
قاطعها بصرامة : عمتي ، لا تستفزيني عمي لن يقلق عليك
ولن يسال عنك ، وانت تعلمي ذلك جيدا ، ومن حقي عليك ان تكوني بجانبي هذه الايام
ابتسمت فعندما تكلم بصرامة هكذا ذكرها بأخيها فعلى الرغم من انه اصغرهم الا انه كان شخصية قيادية وصارم في كل الاحوال كان الاقرب الي ابيها وشخصيته
__ اتعلم ، عمر انا مشتاقة لرؤية نور جدا ، فمنذ ان كانت بالثالثة عشر وانا لم اراها
قال والحب يشع من صوته : كبرت عمتي واصبحت انثي جميلة تدير عقول الرجال ، ولكنها تزوجت الحمد لله
شهقت فزعا : تزوجت ، دون ان تخبرنا عمر
ابتسم : انه مجرد عقد قران عمتي ، ستحضرين حفل الزفاف ان شاء الله
__ كان لابد من ان تخبرنا عمر ، وزوجها هذا من اصل طيب
__ انه من اخير الرجال عمتي ، ويحبها وسيحافظ عليها
ويرعاها ،وانا مطمئن له
هزت راسها بحب لتقترب منه وتبتسم : اخبرني عن زوجتك
صفها لي
ابتسم بحب وعيناه لمعت من السعادة
__ قمر عمتي ، جميلة بنظري وانا اشعر معها باني احلق بسماء السعادة
ابتسمت وهي تتذكر مقولة اخيها عندما سالته عن نور
رد بنفس الكلمات تذكرت كم شعرت بالسعادة من اجله كما تشعر بالسعادة من اجل عمر اليوم
ولكن عندما تعرفت على نور تيقنت انها ليست النمط الذي سيستريح مع محمد فشخصيتها غير متفقة مع شخصيته
هي صغيرة ، مدللة ، متحررة ، اعتادت ان تلقي بالأوامر فتجاب فورا ، ومحمد يريد من تتعامل معه بالعقل والحكمة وهي بعيدة عنهما تماما
كانت تتعجب من ان هذه الفتاه تربت على يد اللواء اسماعيل الذي طالما حكى والدها عن صرامته وقوته
تنبهت من افكارها على يد عمر تهزها بلطف : عمتي ، اين شردت ؟ انا اتكلم معك
ابتسمت بضعف من الذكريات : معك حبيبي
__ حسنا ، هيا معي لتبدلي ملابسك وتستريحي من عناء السفر

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -