بداية

رواية احلامي المزعجة -36

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -36

سمع صوت ارتطام قوي بدورة المياه ليشعر بالقلق
دق الباب بقوة : نور ردي علي ، هل انت بخير
لم تجاوبه ليفتح الباب وحمد الله انها لم تغلقه من الداخل وجدها ساقطه على الأرضية الرخام ليسرع بحملها الي الفراش
اتى بعطر قوي له وقربه منها تأوهت ليضرب خدها بخفه
__ نور ، نور افيقي حبيبتي
فتحت عيناها ببطيء راسها يؤلمها بقوة ، تأوهت مرة اخرى
لينظر لها بقلق : نور
قالت بهمس وبطئ : انا بخير الان
__ استريحي حتى اطلب الطعام ، من الواضح انه سبب الاغماء انكي لم تتناولين الفطور وخاصة انك البارحة مثلت انك تؤكلين
ابتسمت : اريد النوم ياسين ، اتركني انام
وضع راسها على الوسادة ودثرها بالغطاء وذهب ليطلب الطعام

استيقظت بعد وقت ليس بكثير على شيء ناعم يلف حول وجهها لتجده يطل بوجهها بابتسامته الرائعة وبيده ورده حمراء ناعمة : صباح الورد حبيبتي
ابتسمت بتلقائية ليكمل هو ويضع الوردة بشعرها : هيا قومي لنتناول الطعام فانا جوعان
نظرت اليه بشعره المبلول وقطرات المياه تقطر منه
قام من جانبها وهو يقول بشقاوة : ارتدي ملابسك وتعالي
خرج واغلق الباب خلفه لتعقد حاجبيها تعجبا لتتذكر انها
خلعت ملابسها نظرت الي نفسها تتأكد من ذاكرتها لتجد انها ترتدي ملابسها الداخلية فقط
احمر وجهها فمن المؤكد انه راها هكذا لا تعلم كيف ستجلس معه بعد ان راها هكذا
قامت وقررت الاستحمام لتسيطر على توترها قليلا
شعر بالقلق من تأخرها فذهب لينظر ما بها ، قلق من ان يكون اصابها الأغماء مرة اخرى
دخل الي الغرفة ليجدها فارغة لتخرج هي مرتديه روب الاستحمام احمر وجهها خجلا عندما راته واقف بمنتصف الغرفة ارتبكت ليبتسم : الاكل سيبرد ، لا تتأخري
خرج واغلق الباب وراءه لتبتسم على تفهمه لخجلها
قررت ان تختزل الخوف الذي يسيطر عليها وترتدي شيء اكثر تحررا
وقع اختيارها على فستان صيفي كتان ابيض بورود لونها احمر ووردي قصير فوق الركبة ضيق الي الخصر ومنفوش قليلا من الاسفل حملاته رفيعة تربط على الرقبة
وصدره عار ويكشف عن نصف ظهرها
نظرت الي نفسها بالمرآه لتحمر وجنتيها بعد ان وضعت قليل من الزينة بوجهها ،وثبتت الوردة بخصلات شعرها الجانبية نظرت الي نفسها ثانية وهي تشعر انها لن تستطيع الخروج هكذا
قررت ان تبدل الفستان ليفتح باب الغرفة ويطل براسه
__ هيا نور انا مت جوعا
انتفضت من صوته لتنظر اليه من خلال المرآه وتهز راسها ايجابا
خرج سريعا من الغرفة وهو يتنفس بقوة
مظهرها بهذا الفستان العار يقفز امام عيناه ويسيطر على تفكيره ، لماذا هي فائقة الجمال هكذا ، كيف سيتحمل ان تكون قربه بعد قليل و المفروض انه يحترم خجلها
زفر فهي لا تعطيه فرصة ليقترب ، ولكن اليس ارتدائها لفستان كهذا معناه علامة له بالقرب
ابتسم وهو يمني نفسه بان يكون استنتاجه سليم
خرجت لتقترب بتوتر وتجلس بجانبه
ابتسم بوجهها : تناولي الطعام ولا تخجلي مني ، حتى لا يصيبك الاغماء مرة ثانية
*****************
زفر بضيق وهو يسمع بكائها : نور من فضلك توقفي عن البكاء
ازداد نحيبها وقالت من بينه : لا استطيع التوقف
مرر يده بين خصلات شعره بعصبيه ، لا يعلم سر خوفها بهذه الطريقة ،نعم هو ازاد هذه المرة ولكنها ازداد بكائها عن كل مرة ، شعر في اول الامر انها تكبت رغبة البكاء لديها وتحاول ان تسيطر على الخوف الذي ينتابها
ولكنه عندما ازادها عليها انفجرت بنحيب حاد
وسوس له عقله هل تعرضت لحادثه هي ما تجعلها ترتجف هكذا ، شحب وجهه وشعر بالغضب يسيطر عليه
امن الممكن انها تعرضت للتحرش او الاعتداء ولذلك الخوف يتملكها هكذا عندما يقترب منها
التفت اليها ونظر لها مطولا ليقترب منها بهدوء واحتضنها بين ذراعيه : كفى نور ، كفى بكاء حبيبتي
اخبريني لماذا تخافين مني هكذا ، هل فعلت شيئا اخافك مني
هزت راسها بلا ،لتقول بصوت مبحوح من كثرة البكاء
__ امهلني بعض الوقت ياسين حتى اعتاد عليك
هز راسه موافقا واحتضنها مهدئا وهو يشعر بانه يتمزق الي نصفين ، نصف متمزق عليها وشعوره بالحنان نحوها والحزن ان تكون تعرضت للشيء الذي يتوقعه
ونصفه غاضب بشده لا يتخيل مجرد التخيل انه يوجد احد اقترب منها او اذاها
زفر بضيق : استغفر الله العظيم ، انتظر ياسين اكيد انه خجل مجرد خجل
*********************
اليوم عائدين الي القصر اليوم الماضي بأكمله كان رائعا فنور رفقتها رائعة وخصوصا انه لم يقترب منها
بعد اخر مرة ، سيطر على مشاعره قليلا فهو وعدها
بان لا يقترب منها وها هو ينفذ وعده ، لا ينكر ان خوفها تضائل قليلا عندما يقبلها لم تعد تنتفض كسابق عهدها
ابتسم عندما راها ببدله رائعة من اللون الابيض في الفضي
مظهرها الرقيق يذهب بعقله : جاهزة حبيبتي
اقتربت منه واحاطت عنقه بذراعيها و تقف على مقدمة حذائها لتطول راسه قبلت وجنته بخفه : نعم ، هيا بنا
احاط خصرها بذراعيه : الن تستطيعي الوصول الي راسي دون ان تقفي على مقدمة قدميك
ابتسمت وهي تشير الي كعب حذائها : لا ، انظر ان طوله سبع سنتيمترات وايضا اقف على مقدمة الحذاء لأستطيع ان اقترب من عنقك
ضحك وهو ينحني اليها ويحتضنها : انزل انا حبيبتي
ابتسمت : هيا حتى لا نتأخر
__ هيا
تشعر بأريحية الان بالتعامل معه ، وخصوصا ان رعبها منه توقف عندما توقف هو عن الاقتراب منها ، تعلم جيدا ان ذلك لن يدوم ولكنها تعتاد مع الوقت تجبر نفسها على الاقتراب منه وتقبيله على وجنتيه والجلوس بحضنه في اوقات
تفعل كل هذا وهي ترتجف خوفا ولكنها بعد قليل تشعر بالهدوء والامان يسيطر عليها
وتحدث نفسها انها مع الوقت ستعتاد عليه
سال وهو يقود السيارة : كيف حال عمر ؟
ابتسمت : انه بخير ، وعلياء سعيدة كثيرا بالرحلة
__ ان شاء الله نسافر بعد اخر الاسبوع فأمي مصرة على اقامة الحفل وخصوصا انها تريد اسعاد نادين قبل سفرها
__ لم اتعرف جيدا عليها ، فانا رايتها فقط في حفل الزفاف
هل هي كنهى ؟
تنحنح : لا اطلاقا لا تقترب منها فهي منطوية ليست مرحة وشخصيتها منغلقة ، ولا تستائي منها اذا تعاملت معك ببرود فهي تتعامل معنا جميعا بهذا الشكل
هزت راسها وهي تشعر بالتعجب من ياسين من الواضح انه انتهز الفرصة ليبرر تصرفات ستفعلها اخته ولكنها ممتنه انه راعي مشاعرها حتى من قبل ان تضايقها اخته الاخرى

وصلا ليجدا نواره هانم في استقبالهما
استقبلتهم بحفاوة وحب بالغيين احتضنتها بحنان ودفء اشتاقت اليهم نور فمن بعد وفاة جدتها لم يضمها احد بهذا الحنان الامومي الا الخالة عائشة التي توفاها الله هي الاخرى
من الواضح ان الله عوضها بهذه الام البديلة
__ مبروك حبيبتي ، اذا ضايقك ياسين بشيء اخبريني وانا سأعلمه كيف يعامل الرقيقات فابني الغالي يكون جلفا في بعض الاوقات
ابتسم ياسين ليحتضن امه : لن اضايقها امي استريحي ولا تملئي عقلها ضدي من فضلك
احتضنت امه حب: لا املئ عقلها اوضح لها ان لها سند بها البيت ضدك حتى لا تستقوى عليها
ضحك ياسين بقوة : استقوى على نور ، انت طيبه امي
لا تستخفي بها انها قوية لا يغرك ان حجمها ضئيل
احمر وجهها من مقولته لتربت الام على ظهرها بحنان
__ وانا اشجعها على ان تظل قوية
ضحك : اذن انا خارج من بينكما
ابتسمت الام : نعم اذهب وخذ زوجتك واصعدا الي جناحكم
ادار عيناه : اين بقية العائلة الكريمة ؟
__ نهى انصرفت هي وزوجها الي بيتهم ،واحمد اخذ الاولاد وخرجوا ولكن نادين رفضت الخروج
يوسف لا زال بالشركة وزوجته اعتقد انها نائمة
كح بهدوء : انجي امي ، هل كانت جالسة معك ؟
نطقت بهدوء : رايتها منذ قليل كانت بالحديقة سلمت علي وصعدت الي غرفتها
ابتسم : اطلبي شركة الديكور ليجهزوا الجناح ليوسف امي و
و ابلغيها ان ترتب الجناح بما تريده واطلبي من الشركة ان تجهز لهم غرفة للطفل
ابتسمت امه : اذن انت راضي الان
__ نعم امي ، سأذهب لأستريح قليلا ، سناتي على موعد العشاء
__ لا ، خذوا راحتكم والطعام سياتي به اليكم احد العاملين بالقصر
__ هيا نور
قامت لتصعد معه الي الاعلى وعند اعلى السلم التفت اليها مبتسما ليحملها بسرعة
همست : ياسين انزلني ، لا اريد احدا ان يرانا هكذا
__ لا لن انزلك فانا قلت لك من قبل اني سأحملك و نحن داخلين الي بيتنا
توقف امام باب الجناح : ها هو بيتنا حبيبتي ، سمي الله
تمتمت : بسم الله الرحمن الرحيم
دخل برجله اليمين ليقول لها هامسا وهو ينزلها : اخبريني برايك
تنفست بسعادة : الله ، جميل ياسين ، رائع
الالوان والتنسيق وكل شيء جميل
لفت اليه لتحتضنه : شكرا حبيبي
احتضنها بين ذراعيه ليهمس : الن تحني علي نور ؟
لا اريد ان اتعجلك ولكني لن احتمل اكثر من ذلك
ابتلعت ريقها بصعوبة لتقول بارتباك : كل شيء بوقته حلو
__ وانا انتظر الوقت المناسب

بعد وقت شعرت بالملل فياسين نائم وهي لم تستطع النوم لتغيير الفراش ارتدت شيء لائق وخرجت وهي تمني نفسها
برؤية انجي والجلوس معها بدلا من الجلوس بمفردها
شعرت بحركة بغرفة المعيشة التي تقع بجانب السلم
اتجهت وهي تفكر انها من الممكن ان تكون انجي
ابتسمت بتلقائية وهي تدخل الي الغرفة لتجدها نادين
احتفظت بابتسامتها لتتقدم الي الداخل : مرحبا
نظرت اليها ببرود : اهلا
توترت من الاستقبال : كيف حالك؟
نظرت لها مطولا : بخير
صمتت نور وهي تشعر بالتعجب منها ومن مقابلتها وتذكرت
كلام ياسين لتشعر بانها متطفلة عليها فقررت انها ستتركها بمفردها همت بالحركة
لتقول الاخرى بلهجة ساخرة : عجيب ، انت لا تشبهينها اطلاقا
التفت اليها بتعجب : اشبه من ؟
__ حبيبة ياسين القديمة ، كنت اظن انك تشبهينها فياسين لم يدق قلبه الا لها وعندما اخبرني احمد انه يحب زوجته
ظننت انك تشبهينها حتى لو من بعيد ، ولكن انت مختلفة بشده
اكملت بسخرية شديدة : هي كانت اجمل بكثير
نظرت لها نور بعصبيه وقالت بنبرة قوية اخفت بها ضيقها
__ شكرا ،من الافضل اني لا اشبهها فهذا يجعل ياسين يحبني لشخصي وليس على اثر شخص اخر ، بعد اذنك
انصرفت وهي تشعر بغضب شديد من وقاحة كلماتها
وشعرت بالغيرة تؤكلها ايضا من ذكرى حبيبة جميلة
بل اجمل منها على حسب كلام نادين هانم
لم يخبرني عنها قط ، كيف سيخبرك نور ؟ أيخبرك بانه احب من قبل ، ثم اين عقلك طبيعي ان يكون حب من قبل ان عمره تجاوز الخمسة والثلاثين عاما
زفرت بضيق لتنتبه على صوت انجي المرح
__ ما بك نور ؟ ناديت عليك مرتين ولم تردي ثم زفرتي بضيق ، أحدث شيء ضايقك ؟
ابتسمت بوجهها : لا ،كنت ابحث عنك ولم اجدك وسرحت بتفكيري ولذا لم اسمعك
__ هيا نجلس سويا فيوسف لم يعد الي الان واذا جلست لوحدي اكثر من لك ساجن فانا اشعر فالقلق يداهمني بسبب تأخره ، اين ياسين ؟
__ لا ان شاء الله يعود سالما ، نائم ولذا انا الاخرى كنت ابحث عنك لأجلس معك
__ تعالي نجلس بغرفة المعيشة
ارتبكت نور : لا ، تعالي ننزل الي الحديقة
همت لتسالها لماذا ؟
لتفاجئا بخروج نادين من الغرفة نظرت لهما ببرود وابتسمت ابتسامة متكلفة لنور ورمت انجي بنظرة كراهية لتنصرف من امامهما بغرور وتعالي
همست انجي : الان عرفت سبب رفضك للدخول هناك
تنحنحت بإحراج : لا اعلم ما بها ، ولكن ياسين اخبرني انها متقلبة المزاج وانطوائية قليلا
دخلا الي الغرفة وانجي تقول : اذا كانت متقلبه معك فهي تكرهني
نظرت لها نور بتعجب لتردف: نعم ، ولكني لا اشغل عقلي بمن يحبني ومن يكرهني كل ما يهمني يوسف ،يوسف فقط
ابتسمت : اخبريني كيف تزوجتما ؟
__ لا مرة اخرى يكون يوسف موجود ، لأني احب ان اسمعك القصة منه ، يقولها بأسلوبه المرح الذي اعشقه
ضحكت نور : من الواضح انكي تحبيه
صرحت بتلقائية مرحة : بل اعشقه ، اهيم به حبا منذ صغرنا
انصدمت نور من تلقائيتها لتكمل هي سائله : وانت اخبريني كيف التقيت بياسين ؟ يوسف اخبرني انه يحبك جدا
احمر وجهها بشده وخفضت بصرها بخجل
لتفاجئ بصوته الرخيم : يوسف مخطئ ، انا اعشقها
التفت اليه والاحمرار يسيطر على وجهها والوهج من كلمته
اشعل السخونة بجسدها لتنتبه على صوت ضحكة انجي
__ اخجلتها يا سين ، تفضل
دلف الي الغرفة ليجلس ملتصقا بها ونظر اليها قليلا لينقل بصره الي انجي : كيف حالك اليوم ؟ وحال ابن اخي ؟
__ انا بخير ، ممكن ان تصبح ابنة اخاك
__ لا يهم ، المهم ان يصل بالسلامة
__ اريده ولدا لنزوجه من بنتكم فهي ستاتي فائقة الجمال كوالدتها
ابتسم ياسين : لن ازوج ابنتي لابن يوسف هل جننت
اكيد سياتي مجنون مثل ابوه
__ احلى مجنون بالعالم ،واحبه بجنونه
رفعت حاجبيها بصدمة من مقولتها ،المرة الاولى ظنت انها صرحت بمشاعرها لانهما لوحدهما ولكن عندما رددت مقولتها امام ياسين شعرت بتعجب من هذه الفتاه التي لا تخجل من مشاعرها
ضحك ياسين على مقولتها ليرد بمزح : الجنون صفة مشتركة اذن
قهقهت انجي ضاحك : نعم
رن هاتفه لينظر بتعجب سالته : من ؟
__ لا اعلم رقم غريب ، انتظري
خرج ليرد على الهاتف لتلتفت الي انجي ولفت نظرها وجهها الشاحب وتعجبت من تغييرها المفاجئ: ما بك جيجي ؟
__ لا شيء ، اشعر اني لا استطيع ان اتنفس ،قلبي مقبوض
اقتربت منها ورتبت على ظهرها بحنان : تنفسي جيجي ، اهدئي وحاولي ان تتنفسي ، تعالي اغسلي وجهك بماء بارد
وحاولي الهدوء فالاضطراب مضر لك
خرجا الاثنتين من الغرفة نور تسير بجانبها ليتناهى اليهما ياسين يقول : باي مستشفى ، هل هو بخير ؟
من فضلك اخبرني ؟
تقدمت انجي بسرعة الي جانبه وتعلقت بذراعه و
سالت بإلحاح : ما به يوسف ؟ اجبني ياسين ؟
تنفس بقوة ليقول : انه بالمشفى لقد تعرض لحادث سيارة

اتمنى ان البارت يحوز على اعجابكم
لا تبخلوا عليا بردودكم وتفاعلكم وتوقعاتكم
اذا قدرت انزل البارتات زي الاسبوع ده حعمل كده
وخصوصا اننا سنتوقف في شهر رمضان
رمضان كريم عليكم يا شباب
مستنيية ارائكم
ان شاء الله نلتقي السبت القادم
في حفظ الرحمن

صباحكم نادي يا ال ******
سوري واللهي على التاخير النص ساعة دي
وعلى اني نسيت اقولكم ان موعدنا الساعة تلاته بتوقيت ام الدنيا مصر
عاذروني كنت مستعجلة
واتمنى ان البارت يكون عند حسن ظنكم ويشفعلي التاخير
اسيبكم مع البارت
وباذن الله يعجبكم
اتفضلوا

الفصل السابع والعشرون

خرج ليرد على هاتفه وهو يشعر بترقب من المكالمة
لا يعلم لماذا، ولكن قلبه يخبره ان هذه المكالمة تحمل اخبار سيئة رد بهدوء بصوته الرخيم : السلام عليكم
صوت عملي : وعليكم السلام ، معي الاستاذ ياسين محمود شوكت
__ نعم ، أي خدمة
__ اخاك يوسف تعرض لحادث سيارة
شعر بالرجفة تسيطر عليه : باي مشفى ؟ هل هو بخير ؟ من فضلك اخبرني
ابلغه باسم المشفى ليغلق الخط
شعر بانجي وهي تتعلق بذراعه وسالته بإلحاح
__ ما به يوسف ؟ اجبني ياسين
تنفس بقوة ليسيطر على رجفته : انه بالمشفى لقد تعرض لحادث سيارة
ترنحت وقفتها ليمسك بها حتى لا تقع ارضا
انحنى ظهرها قليلا لتلمع القوة بعينيها وتنتصب واقفه
قالت بقوة واصرار عجيبين : خذني اليه اريد ان اراه
ولا ترفض ، فمعك او بدونك سأذهب
نظر الي نور بتعجب من قوتها التي لا يتخيل ان تمتلكها
لتهز الاخرى راسها بتعجب وعدم معرفة بهذا التغيير العجيب بشخصيتها المرحة
__ حسنا ، ولكن لا اريد ان تعلم امي بالخبر حتى نطمئن على يوسف
تنحنحت نور : عندي فكرة ، اخبرها اننا سنلتقي بيوسف ونخرج جميعا
رد بهدوء : فكرة جيدة ، ارتدي ملابسك نور وانت الاخرى انجي ، واسرعا
تحركت نور لتتعجب من عدم حركتها
واقفة تتذكر جميع مواقفهما معا كانه شريط سينما يعرض امامها ، منذ ان كانا صغار الي الان
وهما بالمدرسة معا ،وعندما كان يأتي لها بلندن ويوم زواجهم ، وشهر العسل الذي قضياه بالريف الاوروبي شهرا كاملا ثلاثون يوما يتنقلان معا من مدينة الي بلده الي بلد اخرى بالقطار ،ويوم مشاجرته مع معتز وغضب ياسين
يوم تلقيه لخبر حملها والذي اصر انه سيحتفل به مهما حدث اجفلت من فكرة ان من الممكن ان يتركها لتدمع عيناها
رتبت نور على ظهرها : انجي ارتدي ملابسك حتى نذهب
رات نور الدمع بعينيها لتكمل : لا تقلقي سيكون بخير
ردت وهي تجاهد ان لا تنهمر دموعها : غصبا عنه ، ليس برضاه ، سيكون بخير وسيبقى معي كما وعدني الاف المرات
توترت نور من ردها ليشعر ياسين انها مجنونة بالفعل
رد بهدوء : حسنا ، هيا اجهزها حتى لا نتأخر
******************
وصلوا الي المشفى الراقد بها يوسف ونور تشعر بالتعجب من انجي فهي لم تصمت عن الثرثرة
ارتسمت على وجهها علامة تعجب كبيرة منها ، فهي تكلمت معها بكل شيء حتى الطبيخ ، نظرت الي ياسين بعد نزول انجي من السيارة وهما يسيران بجانب بعضهما بتعجب منها ليقول بهدوئه المعتاد
__ لا تتعجبي نور ، انها تسيطر على توترها ، اذا صمتت ستجن من الافكار التي ستداهمها عن وضع يوسف الصحي
فتثرثر حتى تشغل عقلها وينتبه الي اشياء اخرى غير الحدث التي لا تريد ان تفكر به
نظرت اليه وشعرت بالغيرة من تحليله للموقف
__ هل تعرفها لهذه الدرجة ، انت فاهم تصرفها جيدا
نظر اليها : انت تشعرين بالغيرة ،اليس كذلك ؟
عموما لا انا قرات عن حاله كهذه من قبل و عندما بدأت انجي بالثرثرة علمت انها تقوم بتمويه لعقلها ، اين هي ؟
__ لا اعلم اعتقد انها تقدمت علينا ،هناك تسال بالاستقبال
مشى سريعا لتقول بسرعة وبارتياح : انه بالدور العاشر وبغرفه عادية
زفر ياسين بقوة : الحمد لله
ركضت من امامه ليصيح : انتظري
نطقت وهي تدلف الي المصعد : تعالا على راحتكما
تمتمت نور بتعجب: انها بالفعل مجنونة ياسين
لم يستطيع كبح ضحكته فوجه نور كان معبرا عن حاله شديدة من الاندهاش والتعجب ولكن ما اضحكه فعلا ان اخاه سليم ردد مرة اخرى : الحمد لله ، هيا نور لنصعد الي يوسف اريد رؤيته حتى يطمئن قلبي اكثر
__ لا تقلق حبيبي سيكون بخير
صعدت الي الغرفة لتطرق الباب وتدخل فورا
تنهدت بارتياح وهي تراه جالس على الفراش لتركض اليه
وتجلس بجانبه :انت بخير ، اليس كذاك؟
ابتسم بوجهها : نعم ، لا تقلقي ،
تفحصته ليقول : كسر بذراعي الايمن ورجلي اليسرى
والتواء بسيط برقبتي ،وقال بحزن شديد ولكن السيارة رحمها الله
نبرته الحزينة جعلتها تتأهب لمصيبة ليبلغها عن السيارة
لتقذفه بحقيبتها بوجهه فيقهقه ضاحكا ويسحبها من يدها التي تضرب صدره بها ويضمها اليه وينثر قبلاته المرحة على راسها: انا بخير يا قلبي لا تقلقي
دمعت عيناها ودفنت راسها بصدره اكثر : كدت ان اموت قلقلا عليك ، وانت تقول السيارة ، في الف داهية مائة سيارة فداك حبيبي
ابتسم بحب لتقترب منه وتقبله بحب شديد : لا تفعل ذلك ثانية
استمتع بالقبلة ليقول بنبرة عاشقه : لا تقلقي انا بسبعة ارواح

وصلا الي الغرفة ليروا من الزجاج المعركة الدائرة بين انجي ويوسف رفع ياسين حاجبيه من هذه المجنونة التي تحاول ان تضرب زوجها ومن اخاه الاكثر جنونا الذي يضحك منها وفجأة تحول المشهد امامه الي حب وغرام
واضح بين الاثنين لينتهي بقبلتها التي لم يكن يتوقعها
تماما احمر وجهه خجلا لينظر الي نور التي اعطت ظهرها للمشهد بأكمله
تفكر بما راته امامها عقلها يحدثها بان هذه الفتاه غير طبيعية
تتذكر تقبيلها ليوسف وتندهش الا تخجل ان تقبله هكذا ، نعم انه زوجها ولكنها بمكان عام ومن الممكن ان يدخل عليهم أي احد ، دون سابق انذار انتبهت الي صوت ياسين
__ نور ، الن تأتي معي ؟
رفعت عيناها لترى الاحمرار الذي على وجهه لتبتسم وهي تفكر ان ياسين نفسه خجل من الموقف
تمتمت بهدوء : عجيبة
ابتسم ياسين عندما رأى وجهها بلونه الاحمر القاني وحدث نفسه عندما سمع تمتمتها طبعا نور ، انت خجول للغاية وهي تحيى كالأوربيات ، لا يهمها احد غير يوسف وانت تقدمين الناس جميعا على مشاعرك
طرق الباب بهدوء ليدخل وهو يبتسم : انت بخير ؟
ابتسم بسعادة : نعم ، انا بخير لا تقلق
مجرد كسور بسيطة ، الطبيب اخبرني اني نجوت بمعجزة
__ الحمد لله
ابتسمت : حمدا لله على سلامتك يوسف
__ الله يسلمك ،انت التي ستتحملين نتيجة الحادث فانا لن استطيع الذهاب الي العمل هكذا و انت و زوجك من ستذهبان الي الشركة
نطق ياسين بهدوء قاطع : انا سأذهب ،سأضطر الي الغاء السفر في الوقت الحالي حتى تتحسن وتفك ذراعك ولكن نور ستكمل اجازتها
نظرت له بتعجب ولم تشأ ان تتناقش الان معه
طرق الباب ليدلف الطبيب : السلام عليكم ، كيف حالك الان
ابتسم يوسف : الحمد لله
نظر الطبيب الي ملفه ليقول : انت بخير وتستطيع الانصراف الان ، اهتم بحركتك ، وانصحك بالراحة الفترة القادمة حتى لا تتأثر رجلك ، فكسر رجلك شديد
__ ان شاء الله
خرج الطبيب ليسال ياسين بهدوء : ماذا حدث ؟
نظر له يوسف وقال بمرح : لا شيء ، ان حوادث السيارات الان كثيرة
نظر له بتفحص : قص لي الحادثة
قال بارتباك : خلاص ياسين ، المهم اني بخير
قال بقوة : اذن هي مدبرة ، ليست قضاء وقدر
نظر له برجاء لينقل نظره الي انجي ليصمت ياسين على مضض قالت بدهشة : ما معنى هذا ؟
صمت يوسف ونظر الي ياسين الذي زفر بضيق
اكملت : رد يوسف ، هل الحادثة مدبرة فعلا ؟
اشاح ياسين بوجهه ليقول يوسف بحزم : خلاص انجي
لا اريد ان نتكلم بهذا الموضوع لا الان ولا فيما بعد


شعرت بالدهشة مما يحدث حولها ، لا تصدق ما تسمعه
حادث مدبر ليوسف ، لماذا ؟
ماذا فعل يوسف لينتقم منه احد ويفتعل له حادث قد يودي في معظم الاحوال بحياته
تنظر لهم بتعجب تريد ان تفهم لماذا ولكنها لا تستطيع ان تسال فنبرة يوسف الحازمة التي لم تعتدها من قبل اجبرتها على الصمت
وقف ياسين : سأذهب لأنهي اجراءات خروجك
وقفت بدورها : خذني معك
انصرفت برفقة زوجها تنحنحت ليسال ياسين بهدوء
__ ما الامر ؟
__ هل ما سمعته صحيح ؟
نظر لها بتساؤل : حادث يوسف مدبر
تنفس بقوة وعمق : اعتقد ، سأتابع الشرطة لأعلم هل بالفعل الحادث مدبر ام انه حادث عادي ؟
سالت بصوت يقطر دهشه : من الذي يحاول اذية يوسف انه شخصية مرحة ولطيفة ولا اتخيل ان له عداوة مع احد ؟
شعر بغضب فعلي من وصفها لآخوه باللطف والمرح ليتذكر انه السبب بأذية يوسف ، لا ينكر احساسه بالذنب اتجاه اخاه
فهو السبب الرئيسي لأذيته ، ولولا العداوة القائمة بينه وبين معتز لكان يوسف ينعم بحياة طبيعية ، كان تزوج ممن احبها واستقر معها ، لم يكن ليتزوج بهذه الطريقة دون علمهم
ردد عقله انت السبب ياسين لا تنكر ، تحمل نتيجة افعالك ولكني لم افعل شيء والي الان لا اعلم سبب العداوة التي بيني وبين معتز ، تذكر اول مرة قابل بها معتز بعد وفاة حنان ،كان ذاهب ليعزي السيد عبد العزيز وراه هناك
تقدم منه بهدوء وهو يربت على كتفه : البقاء لله معتز ،
اعلم ان مصابك غال ولكنه قضاء الله وقدره
رفع عينيه اليه لا ينكر دهشته من نظرة معتز التي تملئها الكره ليجز الاخر على اسنانه ويقفز واقفا ويلكم وجهه بعنف

يتبع ,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -