بداية

رواية احلامي المزعجة -42

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -42

دخل الي المنزل المقام بمزرعته ليتنفس بضيق
لم يكن يريد ان يعلن عن غضبه منها علنيا ولكنه لا يستطيع ان يكتم بداخله اكثر من ذلك ، يعلم ان مسئولياتها كثيرة
وانها لم تستطع ان تأخذ اجازة من عملها هذا الفصل الصيفي ليصبح ضغط العمل والاولاد كثيرا عليها وخاصة انها تجنبه أي شيء خاص بأولادهم ، فهي تفرغه للاهتمام بعمله فقط
لف بعينيه في المنزل وابتسم لذكرياتهم معا هنا ، اندفعت الذكريات بعقله مرة واحدة
ليتذكر عندما اتيا من امريكا ليتمما زواجهما قضيا شهر عسلهما هنا
كانا اسبوعان من اسعد ايام حياتهما
وعندما عادا بعد اكمال دراستهم اول مكان طلبت ان تذهب اليه هو هنا ، كان بمثابة الجنة لهما يتركان كل شيء خلفهم
ويستجمان معا
ادار عينيه بالمكان ليبتسم عندما وقعت عيناه على البوم للصور من الواضح انها كانت تنظر به اخر مرة كانا هنا
جلس امام الالبوم ليبتسم باتساع عندما وقعت عيناه على صورتها وهي حامل بياسين كانت تشبه عليه كرة القدم حينها
قلب بالصور ليجد صورة اخرى لهما وهما بأمريكا وكان في ذلك الوقت اعترف لها بحبه وتكلم مع ياسين بانه يريد ان يتزوجها الصورة تضمهما هما الاثنان فقط وواحده من صديقاتها الامريكيات من صورتهم كان يجلس بجوارها في حديقة الجامعة ويتكلم معها و يضع راسه براسها ، طبعا ياسين عندما رأى الصورة لم يقصر وانبه كثيرا عليها وعمل بينهما حائط بشري ليجبره على اتمام الزواج بأسرع وقت ،
وجد صورة اخرى كانت بهذا الوقت مازالت حبيبته الذي يخفي حبها بقلبه الصورة تضمهم جميعا
هي جالسة بارض حديقة عمها بين ياسين ومعتز وهو واقف مستند على الشجرة وينظر اليها بغيرة من جلستها بينهما
وبجانبه احمد وحنان التي تنظر الي مريم نظرة مرعبة
انتفض من رؤيته للصورة ، لأول مرة يلاحظ نظرة حنان هذه ، كانت دائما تتعامل بلباقة ودماثة اخلاق معهما
سال نفسه من صور هذه الصورة اكيد نادين ، فهي التي لا تظهر بالصورة
صورة اخرى في صورة اخرى ليشعر بالحزن يجثم على قلبه مما وصلا اليه ، يحبها بل يعشقها بجنون
ولكنها لا تهتم بي ،انبه ضميره مرة اخرى انت ايضا لا تزيح عن كاهلها بعضا من مسئولياتها بل تتعامل معها كطفل صغير ، فياسين نفسه يرتب اشياؤه وانت لا تفعل ذلك بل تسالها كطفل في الرابعة عن اشيائك وأوراقك وملابسك
واليوم كان كارثة بحق الله ، ماذا فعلت كيف سمحت لنفسك ان تجرحها هكذا ، وكيف سمحت لنفسك بخيانتها وانجذابك لمرأة اخرى لا تقارن بمحبوبتك ، انت ايضا مخطئ ياسر لا تنكر ، ولا تنسى انك من صممت على طفلكما الاخير ، فهي كانت لا تحبذ هذه الفكرة ، الم توعدها بانك ستتحمل مسئوليته معها الم تخبرها انك ستقسم وقتك بين عملك وبين اولادك
وعلى الرغم من وعودك الفارغة تركت كل شيء على عاتقها
وذهبت لتنشغل بامرأة اخرى غيرها تشعرك باهتمامها وتغدق عليك من مشاعرها بأسلوب رخيص ، لم تعتده انت لدرجة ان العاملين بالمشفى يتهامسون عليكما ، ماذا ستفعل ان علمت مريم والاهم ماذا ستفعل هي ؟
انتفض من فكرة ان يصل لمريم أي من هذه الاحاديث
ولكني لم افعل شيء ، لم اصرح حتى بإعجابي لها ، لم اخنك قط مريم
تخيل مظهر مريم وهي تتكلم معه بهدوئها في مثل هذه المواقف : لم تخني ماذا تسميه اذن يا دكتور اتفاقك معها على مواعيد المناوبات ،ماذا تسمي جلوسك معها بالساعات وعدم رجوعك الي المنزل لتطمئن علي وعلى اولادك
اخبرني ياسر ، ما هذا ؟ ما اسمه ؟
نظر حوله ليتأكد من عدم وجودها حوله فان صوتها اخترق اذنيه
رسم عقله الصورة سريعا ليتأكد من نتيجة واحده لهذا الوضع ستتركه اذا علمت ، لن تصرخ به ولن تتشاجر معه ، بل ستتركه ولن تعود اليه ابدا
ردد بصوت مسموع مفجوعا من الفكرة : لن تعود ، لن تعود
قفز واقفا وهو ينوي ان يعيد كل شيء كما كان ، سيفعل ما بوسعه ليرضيها و يبقيها الي جواره ، فهو لن يحتمل بعدها عنه ، لن يحتمل
*********************

صعدت الي المنزل وهي تشعر بالضياع ، كانت تتوقع ان يغير موقفه ويعود معها بعد ان اكدت لهما الطبيبة انها حامل بشهرها الثاني ، لكنه فاجئها بعدم النطق معها بحرف واحد حتى عندما اوصلها الي باب المنزل ، كلمته بهمس ان يصعد
ليرى جنى فهي اشتاقت اليه بشده لم يجاوبها بل هي متأكدة انه لم يستمع اليها اصلا
رمت نفسها على الاريكة وهي تشعر بانها على وشك الانهيار تريده ان يعود الي حياتها ، بل تريد ان يعيدها الي عالمة الدافئ المليء بالمشاعر والعواطف التي تشتاق اليها بشده

*************************

__ نادين الم تشعري بالجوع ؟
ابتسمت : لا ولكن اذا تريد ان نتناول الطعام ، هيا بنا
ضحك : علمت الان سر رشاقتك ، فانت لا تتناولين الطعام اطلاقا ، اكمل وهو يومئ لها براسه تعملي بالطاقة الشمسية
ضحكت : الم تنسى احمد ؟
__ لا بالطبع ، انسى نفسي ولا انسى أي شيء رددته على مسامعي
ابتسمت: كنت امزح معك
__ اعلم حبيبتي ، لم اغضب منها اطلاقا ، حتى عندما كان يشاغبني بها ياسين او ياسر او حتى معتز ، كنت افرح بها جدا لأنها كانت تتردد باذني بصوتك انت
ابتسمت ليكمل : سأذهب لاتي من المتجر بشيء يصبرني على الجوع ، الي ان ناكل سويا ، ستاتي معي
__ سأنظر الي متجر الهدايا لنأخذ الي اصدقائنا بعض الهدايا التذكارية
__ حسنا ، لا تذهبي الي مكان اخر ، انتظريني هناك ، لن أتأخر
دخلت الي المتجر واخذت تبحث عن الهدايا بعينيها
لتظهر معالم الازدراء على وجهها عندما راته واقف بركن من المتجر ويلف ذراعه حول عنق فتاه اجنبيه ويحدثها بمرح والاخرى تضحك بغنج
حاولت الاختفاء قبل ان يراها فهي لا تريد رؤيته او محادثته
تحركت من مكانها لتجده امامها وهو يبتسم
__ ندى لم اصدق عيناي ، اشتقت اليك جدا
اقترب منها ليحضنها كما كان يفعل سابقا
لتبتعد عنه وتدفعه بقوة بعيدا : انت مجنون ، ماذا تفعل ؟
نظر لها بتعجب : ما بك ندى ؟ انت لست سعيدة برؤيتي
نظرت له بكره واضح : هل المفترض ان اكون سعيدة برؤيتك ، انت بالفعل مجنون
لفت لتنصرف ليقف امامها مرة اخرى : انتظري ندى ، لماذا تتعاملي معي بهذه الطريقة ؟
نظرت اليه بغضب واضح : ماذا تريدني ان افعل معتز ؟ بعد ان حاولت قتل ياسين مرتين ومن ايام تسببت بتكسير يوسف وكان سيلاقي حتفه لولا ان اجله لم يأتي بعد
وتريدني ان اخذك بالأحضان عندما اراك واسال عن صحتك ايضا
جمد وجهه : لم اعاملك ابدا على انك اخت لياسين ، انت صديقتي ندى ، وانت ايضا تعلمين مدى جرحي من ياسين
ويوسف هو من بدأ
نظرت له وقالت من بين اسنانها : ياسين لم يفعل لك شيء ايها الاحمق ، انت من تخيلت كل شيء ،انا كنت اتكلم معك بحسن نية ولم اقصد ما فهمته
اشاح بوجهه بعيدا وهو يجز على اسنانه : بل فعل نادين وانا متأكد
نظرت له باستياء واضح : اذا كانت حنان اخبرتك بشيء معتز فلا تصدقها فهي كانت تكذب علينا طوال الوقت
نظر لها بتفحص : انت من تقولين هذا
قالت بمرارة : للأسف معتز ، انا اكتشفت ان حنان كانت غير اهل لثقتنا ، خدعتنا جميعا وانا وانت كان لنا نصيب الاسد من الخداع
تحركت مقلتيه سريعا لتظهر لها عدم تصديقه لما تقوله
__ اسال مريم معتز ، فهي كانت تعلم ما تفعله حنان جيدا
وحذرتني منها اكثر من مرة وانا لم استمع اليها
همت بالانصراف ليسالها بحزن : هل ساراك مرة اخرى ؟
قالت بهدوء : لا اظن ، وافضل الا يحدث ، فانا بجانب اخوتي معتز ، ولن اسامحك على ما فعلته بهما

*********************

ابتسمت وهي تنظر اليه وتشعر بانها تحلق بسماء الحب
ترى كل شيء حولها باللون الوردي والقلوب تتناثر حولها بل تقفز من عينيها ، وهي كبطلة افلام الرسوم المتحركة نائمة بجوار اميرها الجميل وستصعد الان جملة وعاشا بسعادة وهناء دائمة
ابتسمت على خيالها الذي اكتشفت للتو انه موجود
حاولت ان تتحرك ولم تستطيع فهو يحكم يديه عليها ولا يعطيها فرصة للتحرك
حاولت مرة اخرى ولكنها لم تستطيع تريد ان تنهض من جواره دون ان توقظه ولكن من الواضح ان لا سبيل لهذا الامر
نظرت اليه مرة اخرى لتعض شفتيها بخجل مما فعله بها في المياه ، احمرت وجنتيها تلقائيا عندما تذكرته وهو يسبح خلفها بمهارة ، ففي اول الامر كان يمرح معها تسبح هي وهو يحاول اللحاق بها وفجأة وجدته بجانبها ويحاوطها بذراعيه بل و يحملها ايضا ، حاولت الافلات منه ولكنها لم تستطع، تصاعدت ضحكاتها بشكل هستيري لتصدح بالجو
احتضنها بحب ليهمس بأذنها : امسكت بك حبيبتي
ابتسمت : انت تسبح جيدا
ردد بغرور مقلدا اياها : نعم ، انا سباح ماهر
ضحكت بقوة ليسالها بخبث : ما جائزتي ؟
ردت هامسة : لك ما تريد ، فانا افي بكلمتي دائما
ضمها اليه : اريدك حبيبتي ، فانت كل حياتي
احمرت وجنتيها بقوة لتتنهد بحب وهي تغرس نفسها بين ذراعيه و تهمس : وانا ايضا حبيبي ، لا اريد شيء اخر طالما انت بجانبي ، فانت حياتي كلها
همس بصوت دافئ لذيذ : حقا ؟
رمشت بعينيها من المفاجأة، ليبتسم وهو مغمض العينين
__ انت جني ام ماذا ؟ الا استطيع ان افعل شيء او اقول شيء دون ان تعلمه او تسمعه
ضمها اكثر الي صدره وهو ينظر بعينيها : انا اشعر بك ، وعندما استيقظتي استيقظت انا الاخر ، وسمعتك ، هيا أجبيني انا بالفعل حياتك كلها
نظرت له بحب : الا تشعر ياسين بمقدار حبي لك
__ اريد ان اسمعها نور ، كما اشعر بها
خفضت بصرها لتهمس بهيام : احبك ياسين
اغمض عينيه وضمها الي حضنة بقوة : وانا اذوب بهواك نور
***********************

نظر اليها في الصباح مبهورا بها وبجمال وجهها الذي ازاده الحجاب اشراقا ونورا
__ هل ستخرجين هكذا ، ام تجربين ارتداءه ؟
ابتسمت بمرح : مفاجأة
ابتسم بسعادة : حقا عليا
لوت شفتيها وقالت بخيبة امل : مظهري سيئا
اتسعت عيناه دهشتا : سيئا ، بل جميلة كالبدر بليلة اكتماله
ابتسمت ليكمل : كنت اظن انك نسيت ، او تناسيت ولم اريد ان الح عليك
__ لا حبيبي ، طلباتك اوامر لي ، ولكني كنت انتظر الوقت المناسب
اقترب ليقبل جبينها : مبروك حبيبتي ، هيا حتى لا نتأخر
ركبا السيارة لتصيح بمرح : الي الاسكندرية
نظر اليها ضاحكا : اشتقت الي نور ، اليس كذلك ؟
__ هل ستغضب ان قلت لك طبعا ، اشتقت اليها كثيرا
ضحك : لا طبعا ، انا ايضا اشتقت اليها كثيرا

**********************

استيقظت وهي تشعر برعب يجتاحها فهي رات نفس الحلم المزعج الذي اتاها بالسيارة
تنفست بسرعة وهي تضع يدها على قلبها الذي يدق بعنف
تمتمت : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
نظرت حولها فلم تجده فحمدت الله على عدم وجوده ، لأنه يقلق بشده من احلامها ويسالها عن فحواها دائما وهي لا تعلم بماذا تجيبه ، زفرت بقوة وهي تدعو الله ان يكون عمر بخير
امسكت هاتفها لتتصل به ليطل بوجهه من الباب وهو يدفع عربة الفطور اتجاهها ويقول بسعادة : صباح النور يا نور حياتي ،كنت اتي لأوقظك ، الفطور جاهز
ابتسمت بتوتر لم تستطع اخفاؤه ليسالها : ما بك ؟
قالت بنبرة مهزوزة : قلقت لأني لم اجدك بجواري
اقترب وجلس جوارها على طرف الفراش وقبل وجنتيها : انا هنا حبيبتي
__ لماذا لم توقظني ، ومن اين اتيت بالفطور ؟
عدل من وضع الوسادات خلف ظهرها ليدفع جسدها برقة
الي الوراء ويناولها احد الشطائر : انا من اعددته
تذوقي شطائري السرية ، واخبريني برايك
نظرت اليه بتعجب لتقضم الشطيرة بترقب
ابتسمت : انها رائعة ، ما مكوناتها ؟
اتسعت ابتسامته : سرية حبيبتي ، هل اعجبتك ؟
__ جميلة ، سلمت يداك
وضعتها بالطبق مرة اخرى : ولكن لماذا لم توقظني لأحضر لك الفطور ؟
ناولها اياها مرة اخرى : الا استطيع تدليلك حبيبتي ؟
ابتسمت بحب لتساله : لم اتخيل انك تستطيع ان تسلق بيضة
انفجر ضاحكا : انسيتي اني عشت فترة لوحدي وانا ادرس
بالخارج ، تعلمت بعض الوصفات
اعتدلت بجلستها: لم تقص لي شيء عن هذه الفترة من حياتك
قفز وجلس بجانبها : لأنها ببساطة لا تحتوي على شيء
كنت ادرس واعمل بوقت فراغي ولا شيء اخر
سالت وهي تتعمد ان لا تنظر اليه : وحياتك العاطفية
ضحك ليشدها الي حضنه : لم يدخل الي قلبي احدا قبلك
نظرت اليه بتفحص : عشت سبع سنوات بأمريكا ولم تصادق أي من الفتيات ولم تكن لك حبيبة
ابتسم : الفتيات كانوا يكرهونني ، يلقبوني بالمغرور احيانا المتعجرف ودائما الجلف
قهقهت ضاحكة فنظر لها سائلا، قالت من بين
ضحكاتها: لأني اطلقت عليك هذا اللقب بعد اول مقابلة لنا بالشركة
ضحك: لنفس السبب الذي جعلك تطلقين علي هذا المسمى كانوا هن يبتعدن عن طريقي
نظرت اليه ليكمل : اطمئن قلبك الان
هزت راسها ايجابا : كنت أتساءل فقط
__ هيا تناولي فطورك لنستعد لاستقبال اخاك العزيز و زوجته
نظر الي ساعته الجديدة هدية عيد مولده : المفترض ان يصلا قريبا
ابتسمت : هل اعجبتك ؟
__ طبعا ، أتعلمين انها اول هدية احصل عليها وانا شاب
__ حقا
__ نعم ، فانا توقفت عن اقامة حفلات لعيد مولدي بعد ان كبرت واخر احتفال لي كنت بالثانية عشر ومنها لا احصل على أي من الهدايا ودائما انسى يوم مولدي
__ سعيدة انها اعجبتك
نظر لها : من اين علمتي بتاريخ ميلادي ؟ وكيف اشتريت الهدية وانت لم تخرجي بمفردك من يوم زواجنا ؟
ضحكت لتقول بعتب : من وثيقة عقد القران يا باش مهندس
وبحثت عن هدية تليق بفخامتك وانا اشتري جهازي
الي ان وجدت الساعة
هز راسه بفهم : آها ، تعالي نتصل بعمر ونرى اين هو ؟
ابتسمت له بحب واقتربت منه ، لتتصل بأخيها
شعرت بضيق يجثم على روحها فجأة ، لتتوتر ملامحها بطريقة لا ارادية راعه تغير وجهها المفاجئ
ليقترب منها : ما بك نور ؟
هل انت متعبة ؟
__ لا ، ولكني لا اعلم اشعر بالضيق
__ اجلسي واشربي قليلا من الماء حتى اكلم انا عمر
رن الهاتف الي ان انقطع الرنين ، ليتصل ثانية وهو يبتسم لها لتساله : الم يجيب ؟
هز راسه نافيا لتاتي هي بهاتفها وتتصل بعلياء
*********************
__ هل اقتربنا عمر ؟
فتحت عينيها ليقول ضاحكا : استيقظت اخيرا
نعم اقتربنا يا اميرتي النائمة
تثاءبت : انا اخبرتك اني انام دائما على حركة السيارة
ولا يوجد أي نوع من الترفيه لأظل مستيقظة
ضحك وقال مازحا : تريدني ان ارقص لك مثلا لأرفه عنك
ضحكت وقالت بمرح : فكرة عبقرية
نظر لها : يا سلام
قبلت خده : امزح حبيبي فكرت قليلا : لندير الراديو ليذهب بالملل قليلا
قال بهدوء : أديري مشغل الاسطوانات هذا به اغنية اعشقها منذ الصغر
نظرت له وهي تدير مشغل الاسطوانات : حقا ، ما هي ؟
ابتسم بغموض ليصدح صوت فيروز
موعود بعيونك أنا موعود
وشو قطعت كرمالن ضيع وجرود
فأنت عيونك سود
مانك عارفة مانك عارفة
شو بيعملوا فيا عيونك السود
موعود
عهدير البوسطة اللي كانت ناقلتنا
في ضيعة حملايا على ضيعة تنّورين
تذكرتك يا عليا
وتذكرت عيونك
يخرب بيت عيونك يا عليا شو حلوين
عهدير البوسطة اللي كانت ناقلتنا
في ضيعة حملايا على ضيعة تنّورين
تذكرتك يا عليا
وتذكرت عيونك
يخرب بيت عيونك يا عليا شو حلوين

ابتسمت بخجل لسماعها الاغنية ليردد هو معها بصوته الجميل وينظر لها : يخرب بيت عيونك يا عليا شو حلوين
ضحكت بسعادة ليقول : طالما سمعتها وانا وحيد
وكنت ارتجف خوفا عندما يركب علي معي وادعو ان لا يدير المشغل حتى لا يسمعها ويغضب
نظرت اليه بتعجب ليقول بابتسامة كبيرة : لا اسمع غيرها ، هي الاغنية الرسمية للسيارة
ابتسمت وادارت عيناها بعيدا : لذلك تناديني بعليا عندما تكون سعيدا
شدها من يدها الي حضنه ليضمها : احبك عليا ، اهتمي بنفسك جيدا من اجلي
ارتعبت من جملته لتبتعد عنه وتنظر اليه بخوف : لماذا عمر تقول هذا الكلام ؟
ابتسم : لا شيء ، انا قلق من تعب معدتك لا اكثر
شعرت بقلبها يقبض من كلماته فهي اصبحت حذرة من النصائح بعد وفاة والدتها شعرت بانها توصيها لأنها ستتركها ولكنها لم تهتم وطردت هذه الفكرة السوداء من خيالها وعمر بوصيته هذه اعاد اليها هذه الذكرى المؤلمة
سالت بقلق فعلي : عمر انت بخير ، اليس كذلك ؟
ابتسم وادار راسه لها : نعم حبيبتي ، لا تقلقي
نظر لها بحب وبث اليها بعينيه مشاعره الرقيقة
وابتسم وهو يصفر بطريقة ذات مغزى، لتضحك برقة وتحمر وجنتاها وتشيح بوجهها بعيدا عنه انقلب وجهها فجأة واتسعت عيناها رعبا وهي تصرخ : احذر عمر
نظر امامه سريعا ليرى شاحنة ضخمة تقطع الطريق امامه
حاول ان يتفادها فكبح فرامل السيارة ولكنها لم تستجب اليه
ضغط بقدمه بقوة اكبر فلم يجد استجابة ادار السيارة حتى لا تصطدم بالشاحنة ولكنه لم يسعه الوقت لتصطدم السيارة بمؤخرة الشاحنة بقوة كبيرة فتطير بالهواء وتنقلب لتسقط بوسط الطريق

الفصل الواحد والثلاثون

نظرت له وجسدها يهتز من التوتر
__ علياء لا تجيب على الهاتف
عبثت بأزرار الهاتف مرة اخرى لتضعه على اذنها وتقول بصوت مرتعب : ولا عمر ، ياسين انا قلقة بالفعل
حاول ان يسيطر على أعصابه التي بدأت تتلف قلقا على عمر وعلياء فهو عندما اتصل بعمر مما يقارب الساعتين اخبره الاخر انه تجاوز الاسكندرية و بطريق مارينا كان من المفترض ان يصل بعدها بساعة على الاكثر
قال مهدئا لها : اهدئي نور ، سيصل الان او يرد على الهاتف ، ممكن ان يكون نسيا الهواتف بالسيارة وذهبا الي أي مكان
نظرت له بتعجب : الي اين سيذهبان ياسين ، عمر يعلم اننا ننتظرهم
هم بالرد عليها ليقاطعه رنين هاتفها هتفت : انه عمر
سحب التليفون منها بحركة سريعة ليرد عليه وهو يشعر ان عمر سينقل له اخبار غير سارة : مرحبا عمر
__ السلام عليكم ، انت تعرف صاحب هذا الهاتف
__ انا شخص رأى الحادثة الذي تعرض لها صاحب هذا الهاتف وذهبت معه الي المشفى
ارتعشت يده بشده : اين هو صاحب الهاتف ؟
__ نقل الي المشفى هو و زوجته الناس انقذوه قبل ان تنفجر السيارة
اتسعت عيناه رعبا وقبض كفيه ليسيطر على اعصابه
ليبتعد عن نور قليلا : اعطني العنوان من فضلك ؟
املى عليه اسم وعنوان المشفى ليشكره ياسين ويغلق الهاتف وينظر لها ليجد الدموع تنهمر من عينيها
عندما سحب الهاتف من يدها شعرت بغضب فعلي منه ولكن عندما شعرت انه يتكلم مع شخص اخر غير عمر
غلب خوفها على غضبها لترهف سمعها وتراقبه بصمت شديد اطبق عليها عندما ارتعشت يده شعرت بان عمر بخطر حقيقي وعندما اتسعت عيناه خوفا تأكدت ان اخاها اصابه مكروه لتنهمر الدموع من عينيها
اقترب منها وقال بصوت منخفض : هيا نور ، لنذهب و نطمئن على عمر ، ان شاء الله سيكون بخير
اهتز جسدها بقوة وكادت ان تقع فرجليها لا تشعر بهما
ليمسكها بقوة من ذراعيها ويساعدها على الوقوف
__ اهدئي نور ، ان شاء الله سيكون بخير
لم تجرؤ على سؤاله عما حدث لأنها تأكدت من ملامح وجهه
ان الامر ليس على ما يرام ولا يبعث عن الاطمئنان
هزت راسها وهي تمسح دموعها ليهمس بإذنيها : كوني قوية حبيبتي ، و لا تقلقي سأكون بجانبك دائما


************************


استيقظت من النوم لتنظر اليه بهدوء ، تشعر بالغضب يعصف بها و الحب يملئها ، قلبها منشطر الي نصفين بين الحب وبين الغضب، عندما عاد البارحة تعاملت مع الامر كان لم يكن وكأنها لا تعلم شيء عن علاقته بالأخرى ، اندفعت الذكرى براسها لتشعر بان قلبها يئن الما
بعد ان هوت جالسة على الفراش مصدومة مما قاله ومن افعاله التي تشعر انها غير طبيعية ، فمنذ فترة تشعر بانه تغير بكل شيء ، وخاصة معها هي ، في بادئ الامر انكرت شعورها ولكن غريزة المرأة لا تخطئ ابدا ، الي ان تأكدت البارحة
فعندما خرج نسي هاتفه رن الهاتف كثيرا
فتجاهلته اكثر من مرة ولكن لم ينقطع الرنين الملح
مسكته بيدها وعندما ضغطت على زر الايجاب سمعت صوت انثوي غنج : مرحبا حبيبي ، هل انت نائم ام ماذا ؟
الجمتها الصدمة فتوقفت عن التنفس ليعلو الصوت مرة اخرى : ياسر ، لماذا لا تجيبني ، مرحبا
اغلقت الهاتف بقوة لتزفر نفس طويل يحمل كل ما تشعر به من الم وضيق ، الصدمة شملت حواسها فلم تفعل شيء غير الجلوس والانتظار والتفكير
لا تصدق انه يخونها ،ضرب السؤال عقلها لماذا ، ماذا حدث ، ماذا فعلت لكي يذهب الي اخرى غيري
أتحاسبين نفسك ، اساليه هو ، لا توجد امرأة اخرى بجمالك
لا توجد امراه فعلت لرجل ما فعلتيه انت له ، نكر كل شيء فعلتيه من اجله وباع حبك لأجل اخرى
لا ، ياسر لن يخونني قط ، واذا كان اتجه بمشاعره لمرأة اخرى فانا السبب ، كم مرة طلبني ان اهتم به قليلا
كم مرة طلب مني ان اخذ اجازة لنذهب الي المصيف
كم مرة طلب مني ان اخرج معه ليلا وكنت ارفض بسبب
الاولاد او عملي بالصباح الباكر
انت تدافعين عنه بعد ان خانك
لا اعلم الي الان اذا كان يخونني ام لا
واذا كانت هناك اخرى لن اتركه لها ابدا ، فهو زوجي ووالد اطفالي ، ولكن لن يضر ان اخذ حقي منه ايضا
انهت حربها الداخلية بقرار انها ستدافع عن بيتها ليس من اجله هو بل من اجل اطفالها فهم يستحقوا وجوده بحياتهم
دخل ليلا وهو يحمل هدية ضخمة ابتسم لها لتنظر اليه ولم تستطع رسم الابتسامة على شفتيها
اقترب منها وهي جالسة بغرفة المعيشة وتطعم عبد الرحمن ليقبل راسها وهو يهمس : اسف حبيبتي ، ارجوك سامحيني لم اقصد اغضابك ، كنت متعب ومتوتر من قلة النوم وانت ادرى بي
قالت بصوت هادئ نسبيا : طبعا انا ادرى بك من الناس كلها
نظر لها وتعجب من نبرتها ومن كلامها الذي حمل اليه معنى خفيا أبتسم مرة اخرى وقبل خديها : كل عام وانت معي و بجانبي دائما
انا بدونك لا اسوى شيء مريم
ابتسمت واجابت بغموض : وانت بخير
اذن انت تعاني من عقدة الذنب ياسر ، او عاد الي رشده ويريد ان يصلح ما اخطئ به او لم يفعل شيء وانا اظلمه بدون سبب
تنبهت على ضحكة عبد الرحمن العالية التي تنفرج من بين شفتيه مع ياسر فقط ، فهو الوحيد القادر على اضحاكه هكذا
ومهما حاولت هي او احد اخوته ان يضحكه يحن عليهم بابتسامة صامته فقط هذا اذا ابتسم
نطق ياسين بقهر : لماذا لا يضحك الي هكذا ؟
قال ياسر بمرح : انت يا مفعوص تريد مقارنة نفسك بي
__ ولما لا امي تقول اني اجمل منك ، واني عندما اكبر ستركض الفتيات خلفي
نظر لها ورفع حاجبيه ليستدير اليه : والدتك تعمل على رفع معنوياتك فقط
ردت سريعا : لا انا محقه ، فانت بعمره لم تكن جميلا هكذا
انفجرت ضحكة ياسين لتكمل هي بنبرة حيادية : انت جميل حبيبي ، كمن تسميت على اسمه
رفع لها راسه بحده ليقول بقوة : ياسين خذ اخاك واذهب به الي غرفتك ، انتبه اليه انت الان اصبحت رجلا وانا اعتمد عليك
انكمش من لهجة اباه ليسرع بفعل ما امره به
انصرف ليغلق الباب من خلفه وينظر اليها مطولا
قال بهدوء : ما بك ؟

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -