بداية

رواية سجير الانتقام -8

رواية سجير الانتقام - غرام

رواية سجير الانتقام -8

منو ليرحمها من الحالة والتخبط العايشة فيها: اقتلني وريحني من يلي أنا فيه...
عاصي نطق من بين فكو العم يرجف مطمنها: اقتلك وتروحي ع جهنم... خافي ربك حتى وإنتي بهيك حالة... أنا فترة لحد ما وضعنا ملتم بتردي لبيت أهلك تخبريهم مش قادرة اتحملو واللي بدك إياه وصحتين ع قلبك إذا بدك تعيبي فيني... فريحي حالك مني... وصرخ ع فجأة بحرة... ولك مو هاينلي فيكي... ويضرب ع راسو بغل... لك خايف عليكي مني ومن ربك ومن أهلك ومن أخوتك ومن المجتمع...
نداء ردت وهي عم تخبي وجهها: والله ما صار من يلي ببالك وما حد بعرف عن يلي بيينا و~~
إلا بصوت رنين تليفون خلا عاصي متل المجنون يدور عليه حواليه وبس لقى مصدرو برا بسرعة ركض قبل ما تقوم هي تاخدو من مكانو وبثواني بسيطة سحبو وهو عم يسمع رجا نداء: من شان الله ما ترد عليه!!!!! وما فيه إلا ثانية كان ضارب بالأرض وعم يدعس ع التليفون النوكيا مكسرو تكسر وبعدها رفع رجلو عنو ساحب الشريحة منو إلا بقرب نداء بدها تسحبها منو... لكنو دفع حالو بعيد عنها منذرها: ما تلمسي مني شعرة قلتلك محرمة عليي... وبسرعة سحب القداحة من جاكيتو حارقها... ولف ناحية المطبخ حاططها بحوض المجلى وهو عم يقلها: تطمني ماني عامللك فيه شي العيب مش عليه... أنا صحيح بقدر أخرب بيتو بالقانون أو بدون قانون... بس كيف واسمنا وصورتنا قدام الناس واسمك إنتي... لك كنت قول ما رح أقدر اوفي حق عمي شامخ لتجي عملتك تحسسني إني عملتلو شي كامتنان... وبئس الفرصة وبئس الزوجة... فيلي عندك ما بدي أعرفو سواء كانت هادي أول مرة ولا لأ... بهمني شي واحد طلقك وأنا مانع لسان أي حد يحكي عن أبوكي وأخوتك بالعاطل... وتحرك لعندها وهو عم يقلها بصوت مخيف: المهم في حد بعرف عن يلي بينكم؟؟؟؟؟
نداء هزت راسها مخبرتو: وربي من عندي ما حد بعرف...
عاصي بعد عنها حاسس حالو رح ينجن... فقرب من الحيطة خابط راسو فيها من فكرة ممكن يكون حاكي عنها بالعاطل قدام معارفو للي خايفتلو عليه... وزاد جنونو بس سمعها عم تبكي بصوت عم يخليه يكره حالو... فرفع تليفونو متصل على رجالو كرمال يبعدوا شوي ويتركولو السيارة قبال العمارة لكن رجالو سبقوه رانين عليه وهو عم يسمع صوت إطلاق نار طاخين فيه مؤيد العرف عنو بعد وقت بسيط بكون الخليل الماخدتو عليه....
بئس الخليل وبئس الاختيار...
فبسرعة غصب عنها خلاها تطلع معو وهي عم تمسح دموعها لإنو المنطقة مش آمان عليهم... ونزل فيها بالاسانسير... وهو ما عم يحاكيها بحرف وبأسرع ما عندو ساق فيها لبيتهم مآمن عليها داخلة البيت بدون ما يحاكيها لو بحرف واحد... وسفّح يشوف شو صار مع رجالو وكيف قدروا يعرفوا مكان مؤيد الما حد فهم كيف... لكنو هو بطرقو وبربطو للأمور فهم العلاقة يلي ربطتو بالمكان يلي كان فيه هو مع نداء... وما قدر يواجهها... وما قدر يرد للبيت ما يقارب شهر بدون ما هو يحاكيها لكن كان عم يربي فيها بحجب عن شريحتها ونت البيت مواقع تواصل الاجتماعي وخلا خط البيت وخطها مراقب وباعتلها الست سمية تعتني بابنو جنرال الكانت تفرّغ فيها غصبها وتوترها كرمال تحطلها حد... وإن كان بدو يشوف ابنو جنرال باخدو معاه من عند باب البيت وقت ما بدو وبرجعو وقت ما بدو...
ومن لما رد للبيت وهو ما بحاكيها غير بكلمات قليلة وهو خجلان يطالعها للي كسرتو كسر مع واحد لا من توبهم ولا من مستوى أخلاقهم...
وشتان كبير بين خجلو ليطالعها وبين تمردها عليه مع الوقت... لدرجة خلتو مع الأيام يطالعها باستنقاص ما بليق بترباية أبوها شامخ الما قصّر معو ومعها بشي... مذكرتو بمثل المتوارث عندهم "الولد العاطل بجيب لأبوه المسبة" مهما ما أبوه أحسن تربايتو...
فتنهد عاجز يفهم متى ابن ضرغام رح يرد مرتو كرمال يخلي الست سمية بأسرع وقت تلاقيلو وحدة...
مش مهم مطلقة عندها ولد ولا بنت بنوت ولا كبيرة... المهم وحدة بترعى بيتها وفاهمة المسؤولية وما بتشبه بولا شي مرتو يلي تورط معها بعد ما كان مفكرها بنت العيلة الما رح تكسرلو ضهرو لو أجى الزمن عليه... لكنها هي جت عليه قبل الزمن...
فبلع ريقو متنهد وع فجأة لما تذكّر يتصل ع كنعان كرمال يشوف إذا ابن ضرغام رد عليه وشهق بس تذكر التليفون بجيبتو يلي مغرقة مي فضحك بصوت من رعشة بردو لافت جنرال الصار يضحك معو بتعب وهو بقلو: ههههه بـ ـا بــ ـا صـقـ ـعان أنــا!!
عاصي رد عليه وهو عم يمزح معو: أنا تصدّق شوبان شوابان مش طبيعي تقول شوكولاتة وعم تسيح... وصاروا يضحك مع بعض... وع فجأة سكت مذكرو وهو عم يرجف مع صقوعة المي الملت البانيو... فوقّفها وهو عم يقلو: تعال نغني هالاغنية بعدها بنطلع...
جنرال هزلو راسو بتقل... فغنالو عاصي وهو عم يشد ع حالو وفكو ليغني صح من البرد الحاسو:
هالصيصان
شو حلوين
عم بيدوروا حول امهن مبسوطين
شربوا مي
قالوا خي
رفعوا راسهن شكروا ربهن ممنونين
واستمر يغنيلو وهو زعلان عليه لإنو بدل ما أمو تكون جنبو هو لحالو سائل فيه... ولما حس خلص ما فيه يتحمل برودة المي بسرعة طلعو من البانيو ساحبلو المنشفة وهو مو قادر ينطق بكلمة من البرد النخر بعظمو فنشفلو جسمو وبعجلة لبسو مشغللو المكيف والتلفزيون ولامملو كل ألعابو بعشوائية وهو عم يحاكيه: هانت يابا شوي بنصل...
:أيوة انبسط...
وبسرعة تحرك بس تذكر خافض الحرارة وبعجلة سحب دواه السائل معطيه منو جرعة من تعودو ليقالب فيه هو والست سمية... وركض طلع منادي ع الخدامة سانتيا بفكو المشدود من البرد الحاسس فيه: ســانـتــيـا!
إلا برد الخدامة سانتيا الكانت عم تشطّب تنظيف الصالون كرمال بعدها تروح ع غرفتها دام ما فيه عليها شي: نعم!
عاصي أمرها بصوت مشدود باين فيه مالو شي بدون ما يمشي لعند الممر البأدي للدرج: طعمي جنرال شي بسيط وسويلو ميريمية عشان بطنو وحطيلو مي سخنة بأربتو عشان بدي أخدو معي...
وقبل ما يسمع ردها دخل غرفتو فورًا من ضمانو هتساوي شو طلب منها بسرعة من خفة إيدها بالشغل... وطبق الباب وراه مكلم مرتو العم تحضر مسلسل أجنبي بفكو العم يرجفو: ماخد ابنك ينام عند أهلك ما بتوقع فارق عندك...
نداء ما ردت عليه ولا حتى عبرت شكلو... فمشي ناحية الحمام ماخدلو دوش سريع وهو مناه يفتح عقلها ويشوف شوفيه جواتو... عشان تكون بئس الزوجة والأم والبنت معهم... فعجل حالو بالحمام وبسرعة سحب روب الحمام وطلع بعجلة ساحبلو غيار دام المحترمة يلي عندو ناسية واجباتها من اشمئزازو منها... ورد للحمام لابس لإنو ما فيه يكشف حالو عليها من شعورو هي مش من حلالو من بعد عملتها الكبيرة بحقو... وبسرعة لبس معطر حالو وسحب تليفونو الخرب من كتر ما تبلل من بنطلونو المبلل ساحب منو شريحتو وتحرك طالع من الغرفة نازل لغرفة مكتبو ماخدلو تليفون من تليفوناتو البحب يغيرهم بين الفترة والتانية وما زال محتفظ فيهم عندو... وحطها بهالتليفون السحبو معو راجع لغرفة ابنو جنرال إلا لقاه قاعد بسريرو وهو حاطط الأربة ع بطنو وكاسة المريمية الحلوة ع جنبو وعم يآكل بساندوتش صغير متلو... فابتسملو بوجهو: شو يابا عم تاكل لحالك... ولد خارق إنتا بسم الله عليك الله يحفظلي إياك ربي... وقرّب منو للي خجل من يلي قلو إياه وهو عم يبوسو ع راسو مخبرو: يابا بدك تضلك تاكل هون ولا تاكل وتشرب هالدوا السحري لبطنك بالسيارة عشان نصل بسرعة ضرغام وجابر وعمتو جوري...
جنرال ابتسم وهو عم ينزّل حالو عن السرير رغم تعبو... فبسرعة عاصي تحرك رافعو قبل ما ينزل عن سريرو ع إيديه وهو عم يقلو: الأمير الصغير لازم يتدلل... وسحب كاسة المريمية المرسوم عليها صورة الأمير الصغير مبشرو... الكل بس يشوفوا كاستك رح يغيروا منك أولهم أنا...
وضحكلو بوجهو ماشي فيه لبرا الغرفة بعد ما طفّا ضواوها ومكيفها نازل الدرج فيه متمتم معو بفرحة ما بتسعو من حبو الغامر لهالكائن البحسسو إنو موجود بهالعالم لإنو مالو أم ولا حتى أب أو أخوة ولا زوجة عليها العين... في المقابل من هالشي هو عندو شي قطعة منو هو من لحمو ودمو... فيحاول يسعدو ويسعد حالو معو من معرفتو العمر قصير وبخطف خطف لهيك ما رح يأجل شي كرمالو ولا حتى يبخل عليه بشي... فطلع معو راكب بسيارتو متحرك لبيت الجد شامخ وهو عم يحاكيه بدون توقف كرمال ما يحس بوجع ابنو العم يكبر معو يوم عن يوم من ورا أمو البقت بالبيت مو لإنها حابه البيت إلا من كرهها للعالم البراني ولحالها من يلي عملتو بحق حالها وعيلتها... فتنهدت متصلة ع جيجي الكانت قاعدة بالبيت لحالها وهي رنيم الردت للبيت قبل أمها لإنو ما فيها تتحمل الجو البغم البال والخاطر... فطالعت التليفون العم يرن حايرة ترد ولا لأ من وجع قالونها الدابحها فطنشت اتصالها مطالعة بالتلفزيون غير متابعة بالفيلم الألماني من ذهنها الشارد باللي خبرتها إياه العمة ديدي... فنزّلت راسها عاجزة تستوعب شو رح الكل يساوي معها بس يعرفوا عن عملتها الوضيعة معهم... فلفت وجهها مطالعة رنيم المركزة بالفيلم بغصة ع حالها مقارنة فيها...
سبحان الله عمرها ما كان يعجبها تصرفات رنيم الباردة الما قبلت تكمّل جامعة من حبها لقوقعتها ومن نفورها من الناس لدرجة كانت بس تقضيها قراءة روايات مصورة وروايات ألمانية من حبها لهاللغة الكانت اعلى علامة بكل شهاداتها المدرسية الكانت تحس مالها قيمة من المعلومات المجبورين يدرسوها وهي شبه صحيحة دام العلم مرهون بمين بدفعولو أكتر وبمين بملك القوة والسيطرة بعالم... فتحس العلوم رغم أهميتها وفروعها إلا إنها تدرّس داخل إطار الحروب والصراعات والموارد النادرة والطبقة الأوزون والسفر إلى الفضاء... ناسين الحياة البسيطة الرايقة الهي بتحبها فتكره المدرسة من غيرة البنات والولاد من بعضهم... ومن تصرفاتهم الما بتشبهم فتحس الكل بمثل والأمر عال العال بينهم في حين هي لإنها ع طبيعتها ما في حد بطيقها لإنها صادقة وما بتجامل حد وبذات الوقت ما بتئذي حد...
هي هيك وهالشي كان يحسس كل يلي حواليها ومن بينهم جيهان بإنها رح تعجّز لحالها بدون ولاد وزوج... ورح تخرّف بكير من كتر ما بتقرأ وبتحاكي الألمان الكبار بالعمر عن فلسفة الحياة والأديان والروحانيات ع مواقع تواصل الاجتماعي... وهالفكرة هادي كانت تحسسها "لجيهان" أختها هتلحد لكن رغم قربها من الألحاد ترد للإسلام... وناقص بس تلبس الحجاب... بعد ما صارت تصلي بالخفية من وراهم وتعرّض لبسها...
فضحكة باهتة منها عليها لإنها عم تتعبد بالسر من وراهم من كره أبوها يشوفها عم تصلي ولا ملتزمة لإنو بحس الالتزم تزمت وتخلف وشي متطرف بأدي للقتل والدمار بينما التحرر هو الطريق الأمثل للعيش... واللي بصدم أكتر إذا دري أبوها برغبتها لتلبس الحجاب إلا يطربق الدنيا تطربق خوف ما تشوه صورتو قدام أصحابو وأصحاب كبار المناصب... رغم إنو بصلي لكنو صلاة رياء قدام أهلو والجيرة... ورغم معرفتها هالشي "رنيم" لكنها ما خافت وما حاربت إلا بالخفاء ساوت شو بدها مش فارق عندها شو رح يقولوا عنها... بينما هي الأكبر منها كانت غبية وحاربت ع العلن وبالخفاء كرمال تحصل ع شي زرعو فيها أبوها ناسية حالها وحياتها وربها... وكل همها وشغلها الشاغل بس ابن ضرغام يتزوجها هي...
بس ليش؟
ما فكرت...
وكيف؟
ما همها...
وشو رح يقدملها؟!
ما فسرت...
لكنها وضحت لنفسها هادا كان تمنو التحول من النفس الأمارة للسوء للنفس اللوامة...
فتصرف غبي منها أدى لعواقب وخيمة خلا ضميرها الكان مكتوم يتفعل ع أشد درجة من الحساسية... فتنهدت سامعة صوت خطيبها الغضيب عم يحاكي حد... فبسرعة نطقت بعجلة: رنيم عدلي حالك!!!
رنيم قبل ما تسألها فهمت ليش فعدلت حالها سامحة لجيهان تقعد جنبها... وهي عم تبتسم بتمثيل لخطيبها العم يطلع الدرج جنب عدي وهو عم يمسي عليهم: مساء الحلوين!
رنيم ما ردت عليه ولا حتى عبّرت جيتو وكملت بالحضر... وهو شو بسعدو هالشي... فتحرك لعندها قارصها ع خدها فجحرتو رنيم بدون خجل فضحك مستخف فيها: ههه مش عارفة لمين طالعة هيك متكمكمة...
وتحرك لعند جيهان ماسح ع رقبتها بشيطنة معلق: واضح عليكي عيانة... وبعد عنها متحرك قاعد قبال رنيم وهو عم يلمّح بكلامو لعدي التحرك يقعد محل ما كانت جيهان قاعدة قبل ما تنتقل لجنب رنيم: شكلي لازم بطّل عنك من كتر ما بتعيي...
رنيم كان بودها تقلو "يا أبركلها من ساعة الله يوفق لنصفق والأمراض النفسية يلي متلك ترحمنا من شوفتها البتجيب الجلطة الكرسترول والسكري وفوقهم الضغط" فتبسمت ع رد عدي الردلو عن جيهان: انا بعرف أختي كانت بخير بس شافتك وخطبتك عيت أبصر مين يلي لازم يبطّل عن التاني سيد أحمد...
السيد أحمد جاوبو ببرود مستفز لجيهان: قصدك خلص ضمنت النصيب واطلقت العنان لعياها... ولف مطالع حواليه... شو لهلأ حماي ما رجع...
رنيم نطقت مخبرتو: أكيد ما رح يرجع إنتا لو كنت بالعزا كان عرفت...
ضحك ع ردها وهو عم يمسح ع أرنبة أنفو منعجب بتمرد رنيم المناه يكسرو... فرفع رجل فوق رجل... طالب منها بالألماني: Schalte den Fernseher aus!
"اطفي التلفزيون"...
رنيم استغفرت ربها من كتر ما هي نفسها تنزل فيه ضرب من كتر ما بتكرهو وما بتأمن عليه نفسها وأختها الجابرتها ما تهرب بس تشوفو لغرفتها تقرألها شي... فطفت التلفزيون مخبرتو مثل بالألماني: die Katze lässt das Mausen nicht
"اغبى المزارعين عندهم بطاطا كبيرة"
احمد تبسم ع ردها القاصف والمهين لإلو لإنو عندو أموال كبيرة مخليتو يكسر عينهم فيها من ورا أبوها... فأجى بدو يرد إلا بتدخل عدي الحاسس كلامهم وراه قصف جبهات: لو سمحتوا يا بتحكوا بالعربي يا بالإنجليزي فانسولي لغة الباردين الله يحفظكم...
أحمد رد عليه: تؤمر يا حبيب القلب هادا أختك الفلتة "الذكية" بتقلي لو فيه متلك كتير بهالعالم... الناس بتكون بخير...
رنيم ما قدرت بس سمعت ردو ما تنفجر من الضحك: هههههههه!
عدي طالعهم حاسس بعدم الأمان فبسرعة تحجج مغير الموضوع: خليني قوم احاكي أبوي أشوف وينو...
وبعد عنهم وهو عم يطالع جيهان بعيونو تقوم تلحقو من فضولو يفهم هي ليش عم تخلي الاضواء تروح منها لأختو رنيم لحد ما يصير بينها وبين أحمد خطيبها مشاعر عوض عنها... فلحقتو جيهان وهي عم تقوللهم: بدي جيب شي من غرفتي اكلو ليخفف بطني وراجعتلكم...
أحمد رد عليها بفرحة لإنو هادا عز الطلب يصير: تمام يا قلبي خدي راحتك...
ويا فرحة عمرو بس شافها طلعت الدرج مكملة ع الطابق التالت محل ما غرفهم النومة وفورًا قام لعند رنيم وهو عم يقلها: ما بدك تخفي علي!!
رنيم ما طالعتو وهالشي شو بخليه يستلذ فقرب منها أكتر ماسح ع خدها فبسرعة فطتت من مكانها لتوقف ع رجليها وهي عم تسمع صوت ضحكو البسببلها الاستفراغ... فشدت ع كم بلوزتها نافرة من خدها المسح عليه وهي من جواتها عم تلعنو ع قربو منها البتنفر منو... وما فيها تساوي فيه شي بخصوصو غير تبلع حرتها وتدعي عليه من ورا أبوها البعجبو هالشي لإنو المهم عندو الجيبة مليانة والناس تطالعهم بإعجاب فنطقت محاكيتو: بتعرف إنتا بمين بتذكرني؟
أحمد رد عليها وهو عم يطالعها بنظرات مخزية لإلها وإلو: بمين؟
رنيم نطقت بلا خجل: بالشيطان بس اعصى ربو عشان كبرو ناسي آخرتو ومصيرو بإيد ربو...
أحمد انفجر ضحك: هههههههه ورفع إيديه صافقهم ببعض... بتعرفي إنك خطيرة بلذة الدهاء... وغمزها مخبرها... انتي القرب منك مش جميل من العقد المتكومة جواتك بس الحلو معك هو لذة الاستفزاز~~
فقاطعتو رنيم بدون خجل: قصدك لذة الحرام... وطالعتو من فوق لتحت لاعبة بعيارتو يلي هاجت جواتو... وأجى بدو يقوملها إلا بصوت عدي وهو عم يحاكي جيجي النزلت وراه: إذا وجعك بزيد وما لقيتي حل كان سافرتي برا تلاقي حل لوجع قالونك الما عم يخف...
فعلق أحمد بتتفيه بالموضوع: والله الشي نفسي... لو وين ما تسافر... المهم انا بدي روح دام حماي مش هون... فيلا تصبحوا ع خير... وتوقف ع رجليه بالوقت الردت عليه رنيم بحبور بعد ما رفعت ضغطو: وإنتا من أهلو...
فتحرك لعند جيهان مودعها ببوسها ع خدها موصيها: ديري بالك ع حالك مش ناقصنا عياكي... ولف ع عدي مسلم عليه بعجلة: يلا يا عزيزي بنشوفك بظرف أحسن...
ولف معطيهم ضهرو وهو عم يطالع رنيم بعيون مخيفة... فابتسمتلو بشكل حارقو... ومشي من جنبها وهو مناه يعذبها من تعاملها الدنيء معو ففترة رح يتسلى فيها وبأختها وبعدها مع مية قلعة هي وأختها الدايما مريضة... ونزل الدرج مكمّل لعند سيارتو الفارهة راكب فيها وسايقها بعجلة مخليتو ما يقلق بحماه الكان يزمرلو كرمال يسلم عليه بس للأسف ما عبّرو... فتنهد أبو عدي الكمّل لبيتو وهو مو طايق حالو من يوم قصة الحادث الراح فيها كبير الأشقر وابنو الوحيد من ورا سكرهم من انبساطهم بنتايج الانتخابات الكانت متوقعة هتكون لصالحهم من فساد النظام القائم... طالما ناسين الموت الطب عليهم محول ليلتهم الحلوة لفيلم رعب من سياقتهم المتهورة بانصاص الليالي وبنات الليل بين هادا وهداك عايشين بين الضحك والولدنة غير متوقعين إنو موتهم يكون ع إيدين بعض...
من ضحكهم وهما عم يساقوا داخلين ع مسالك بعضهم من ممازحتهم لبعض... فدعسة غلط من جميل أنقذتهم بآخر لحظة بالوقت يلي تضرر غيرهم في الحادث... فيلي نفد من الموت ما نفد من تشويه السمعة.... واللي نفد من تشويه السمعة بهروبو ما نفد من تأنيب الضمير وصدمة مأساة تحول ليلتهم الذهبية لليلة مأساوية صعب تنتسى متل ما صار معو بالزبط... فصف سيارتو راغب بس ينام من خوفو من الموت الما عمرو فكر فيه يكون ع هالقرب منو بهيك شكل مخيف...
فطلع لبيتو بدون ما يعبّر ولادو القاعدين لحالهم هارب لغرفتو القادرة تحتويه من ورا سواد أعمالو مع حماه وولاد حماه من حبو ليسيطر ويمسك أملاك كبيرة لو كان ع حساب أرواح الناس البتعز عليه متل العم جابر العرف عن تواصلهم مع جاسر دهب البمشيلهم كتير أمور بالسر بدون ما حد يعرف إنو هو وجميل ورا يلي عم بصير...
هه مين متوقع العم جميل يكون خليفة الجد ضرغام البحب السواد والمال والبنات وممشى الحرام حبًا جماً... في حين هو ما بدوالبنات جرّب مرتو النسوية وجلطتو وكرّهتو كل البنات من علاقاتها المتعددة وحبها لتنرسم عارية كرمز للتحرر من قبضة الرجل وتربية الولاد التركتلو إياهم لتحقق فلسفتها التحررية البوهيمية بالحياة...
وهو قبل يرعاهم ويتزوج بنت عمو مجبر لتعينو عليهم قد ما بتقدر...
فهي العمر مضى وكبروا كرمال يحققولو مبتغاه مش الدنيا سد ورد فهو رباهم وصار هلأ لازم ع كبرهم يخدموه متل ما خدمهم بس حتى بالخدمة مش نافعينو متل عقلو البضل يفكر بالسلطة ويمسك محل رئيس الوزراء ويكون عندو أراضي كبيرة لو بتصفية عيلتو المهم عندو الوصول للغاية بدون ما تهمو شو الوسيلة...
لكن هلأ كلشي فرق من بعد ما شاف الناس عم تموت قدامو وهي من طينتو... فيحاول ينام بس مش قادر فيبلع حبة منوم تترحمو من يلي عم بضغط ع راسو وشوي شوي سري مفعول المنوم مخليه يتقل من جسمو ومن هالعالم العايش فيه مسلم حالو للنوم ساهي إنو الموت ما بتغاضى عن الصاحي ولا النايم من سهيانو عن دينو... وغط بالنوم لا سائل بولادو يلي كل واحد منهم ضايج منو لإنو واحد مجبور يخطب بنت ضرغام واللي هو عدي... والتانية مغصوبة ع الغضيب أحمد في حين التالتة الناجية نوعاً ما من شر أبوها لإنو أمها وفاء وما بتسكتلو عن أي شي رح يطب ببنتها وفيها هي كمان...
بس للأسف رغم عدم سكوتها لعمايلو إلا إنو ما فيها ما تسكتلو من كتر ما هي خجلانة لتخبر أبوها وتجلطو من يلي عرفتو عن زوجها وصحابو من سماعها كم مكالمة بالغلط بنص الليل وهو بمكتبو يلي بالطابق الأرضي غير حاسس عليها وهي نازلة ع المطبخ من انفعالو وغيظو من يلي عم بسمعو من صحابو غير مستشعر بمرتو الاندبحت نفسيًا من يلي سمعتو منو... لدرجة كارهة قربو ومناه تتنصل منو بس كيف وشرو ما رحم أهلها رح يرحمها هي المالها قوة غير لسانها...
فلله الحمد يلي الليلة رح تنام ببيت أبوها تتاخد راحة بعد التعب التعبتو بعزا الدبش الما صدقت يخلّص... من كرهها لزوجات أصحاب زوجها الساكتين ع غلط رجالهم ولا حتى داعمينهم ع عماهم ولا برضاهم دام الجيبة عم تسع وتكبر... فتتقلب عاجزة تنام بغرفتها القديمة فقامت من غرفتها ناوية تعملها شي تشربو إلا لمحت سهر قاعدة بالصالون هي وبنتها يلي عم تراجع لامتحان بكرا... فتحركت لعندهم وهي عم تقلهم: ما توقعت تكونوا صاحيين...
العمة سهر ردت عليها بهدوء مألوف عليها: ولا أنا ما توقعت لإنو من التعب الحسيتو قلت لازم نام بس ع شوفتك ما نمت... من تفكيري بعبد العزيز يلي ما حد عارف وينو... لدرجة كنعان راح مع عاصي بعد ما ترك ابنو مع ولاد كنعان يشوفوا وينو...
العمة وفاء قعدت جنبها بتعجب سائلتها: وطيب وأبوي؟
العمة سهر تنهدت ع حال أبوها المو مفهوم مخبرتها: والله دخل ينام بعد ما صلى العشا... وتكتفت بتحزون مكملة... كان بودي روح عند أمينة بس واضح مالها خلق حد... فتركتها ع راحتها لتهدا...
العمة وفاء زفرت من الغمامة الحالة "المطلة" عليهم فتكتفت متل العمة سهر معلقة: والله يا سهر بكون كذابة إذا بقلك متفاءلة بالأيام الجاي... حاسة هنشوف أيام هنبكي عليها دم وندم...
العمة سهر انفعلت وهي عم ترفع إيدها ع قلبها: تفي من تمك تفاءلوا بالخير تجدوه...
العمة وفاء ردت بدون أي مجاملة: شو بدك كذّب عليكي التفاؤل بمكانو نعمة أما غير هيك نقمة... ولفت وجهها ع أريام موصيتها: بنت لو مكانك ما بفكر متل ما أمك بتفكر... وروحي ع غير عيلة... شوفي احنا مين أخدنا ووين صرنا...
العمة سهر تخصرت حاجرتها ع الكلام يلي عم تقولو ع سمع بنتها: تقولي دبحناكي مش هيك....
العمة وفاء توقفت ع رجليها مالها مراق السداجة العايشة فيها أختها سهر وهي عم تبق يلي عندها: مش عارفة التوقع نعمة ولا نقمة... بس ع الأقل كون متوقعة أهون ما انصدم متل ما رح تنصدمي... وتحركت لبرا وهي عم تسمع كلام أختها سهر لبنتها: ادرسي يما وما عليكي بخالتك فاهمة...
أريام ما همها أصلًا شو خالتها قالت من تفكيرها باللي عم تقرأ عليه من فترة ومتكتمة عليه من ورا المدونة يلي اندلت عليها بالصدفة من ورا جدال صار ع الفيس بوك عن مقطع من مسلسل ما ذنب فاطمة جول عن تعرضها للاغتصاب من مجموعة شباب وشو كان السبب وراه وهل القدر بدخل فيه واشتبكت التعليقات بين البنات والرجال بين خروجها بالليل لحالها من شان تودع ولا تشوف خطيبها وبين يلي كان لازم حد يجيبها ويوديها وهل الحدود الدين بتحمي ولو بتحمي كان ما صار سفاح قربة... واللي برر سفاح القربة من عدم مخافة الله ومخافة الله هي حل... وولعت ع التعليقات وهي من بعد هاللحظة هاي عقلها ما رحمها من الكلمات الجديدة السمعت عنها... لإنو ما بعمرها بالبيت ولا بالمدرسة ولا بين الصحبات صار هيك نقاش قدامها ولا ع سمعها... لكن مع الملل وحضرها مسلسلات تركية مدبلجة ولا مترجمة لفتها مقاطع من ما هو ذنب فاطمة جول ولفت الدنيا فيها لحد ما صارت تبحث وتتعمق بقدرية الاغتصاب...
عاجزة تفهم شو المعنى هادا الشخص من بين الكل بتعرض لهيك شي... بدون ما تتمسك برائي الدين من ضعف عقيدتها وخوفها من البحث بوجهة نظر الدين من فكرها يلي بحسسها ممكن تتعقد من الفقهاء ومن الفتنة يلي واقعة بينهم...
ورغم إنها بحثت مرة ومرتين وعشرة وألف ما ملت لازم تفهم وتفكر... هي مش رح تكون معالجة فلازم تحل هيك قضايا... فكملت في دراستها للنظرية السلوكية... وهي كل شي عم تقرؤو تسقطوا ع الناس يلي بتعرفهم ومن بينهم عبدالعزيز المناها تكون متل البلسم لإلو... مش لإنها بتحبو إلا لإنها بتآمن إنها بتقدر تغيّر منو وبتقدر تثبت جدارتها لأبوها النازل بتحكم فيها ورافض أي رجل بيجيها لإنو معني فيها لعبد العزيز فهي لو ما سوت هيك ما رح تخلص من زنو ونقو وغصبها عليه... فترضى بالواقع وإن كان من نصيبها اهلًا وإن ما كان من نصيبها كمان الله يوفق وما رح تدبح حالها عليه... بس على الأقل تعمل شي يسكّت أبوها عن دراستها لعلم النفس المناها تصير فيه شي كبير في المستقبل متل جبر ابن عمها... فتنهدت بس لمحت أمها قايمة من عندها وهي عم تقلها: أنا رايحة نام يلا تصبحي ع خير...
أريام ردت عليها: وإنتي من أهلو...
وفورًا بس بعّدت أمها عنها سحبت تليفونها ع محرك جوجل الخاص مكملة بقراءة مقال عن فرانكا فيولا... لكن بس سمعت صوت حركة بسرعة سكرت التليفون قايمة من مكانها ولاحقة أمها ع فوق... إلا بصوت إميرال وهي عم تحاكي حد: وهيك العلقة الأصبع صارت بعيدة عنها...
فتجاوزت غرفتهم مكملة لمحل ما أمها بتنام وعقلها بالمقال الما لحقت تتهنى فيه من ورا الصوت يلي وترها تحت فسلمت حالها للنوم من كتر ما تعبت اليوم...
لكن غيرها في نفس الوقت عاجز ينام متل إميرال العم تضم ضرغام ع صدرها وتبوّس جنرال النام جنبها وهو ماسك بإيدها من ناحية وبإيد جابر النايم جنبو ع الناحية التانية فتنفست براحة إنو اخيرًا ناموا التلاتة بعد ما فقعوا راسها ضحك وبكى... إلا ببكى ضرغام يلي انزعج من تنفسها فهزتو ليرجع ينام وهي عم تفكر بطريقة تجر كنعان لعندها عشان تتخلص من هالحياة الباردة المعيشها إياه فيا قرب يا فراق أما وسط مش مجبورة تتحمل بكفي يلي عانتو بحملها بولادها وخلفتها من ورا رمي أختو نداء ونظرات كوثر وأمينة وتجاهل أمل ووفاء لإلها...
فخلص وقت دفع التمن ولى... وما رح تدفع أكتر من هيك هادا يلي عندها... عجبو كان بها ما عجبو مع السلامة... ما رح توقّف حياتها عندو... مصاري وعندها أطنان وهو مانو عارف... ومعارف برا في عندها... يطلق سراحها وهيشوف وين رح تصل بدل ما هي محبوسة هون لا عارفة عن أهلها شي... ولا عن العالم برا إشي... فمسحت ع ضهر ضرغام بحب لإلو وهي عازمة خلص تساوي يلي عليها بأقرب وقت ممكن...
ودار فيها دماغها لحد ما سلمت حالها للنوم وما عاد حد صاحي ببيت الجد غير العمة وفاء والجد الكان سبب الصوت السمعتو أريام لإنو طلع ياخدلو نفس وتفاجئ بس لمح وفاء بنتو وافقة برا من الخنقة الحاسستها وهي مغطية شعرها بالحجاب فنطق لافتها عليه: وين رحتي بتفكيرك...
وتحرك قاعد ع الطاولة وهو عم يسمعها عم ترد عليه بدون ما تكون متفاجئة من وجودو حواليها لإنها كانت حاسة عليه من قبل ما يفتح الباب من صوت حركتو وتنهدو وهو جاي لعند الباب: محل ما وصلت يابا... وتحركت لعندو ساحبة الكرسي قاعدة قبالو...
فنطق الجد وهو عم يطالعها بهدوء غريب عليها: يابا وفاء أنا بقول أجلوا قصة عدي ورغبتكم للنسب منا كم شهر...
وفاء ردت عليه بدون ما تطالعو: بدون ما تقول يابا هادا يلي رح يصير... منو البنت شوي تاخد فكرة عنو مع جمعاتنا... عشان لو صار أو ما صار نصيب بكون سهل حلّو...
الجد هز راسو بتأييد وهو عم يشد على زر روبو موصيها: سبحان الله كل ما نعمل عزيمة ع شرف خطيب جيهان يصير شي...
العمة وفاء علقت بدون خجل: كلشي نصيب... وما تزعل ع شي... الكاتبو ربنا بصير شو الشغلة بإيدنا يابا... ولفت عليه مطالعتو بحرقة كآبتها وهي عم تقلو: يابا ما بدك تضب أحفادك ببيت لحالهم وتخلي جميل يجيب مرتو وولادو من برا... يعني فهمنا مرتو أردنية ع سويسرية وما بعجبها غير هناك... بس يعني مش منطق لا ولادو بنشوفهم ولا حتى بنعرف عنهم شي وبالأعياد أبصر إذا بتصلوا وحتى يوم موت عمهم ما حد تذكرهم ولا هما تذكرونا... يعني بحس راخيلهم الحبل ع الآخر...
الجد ضحك بوجع مجاوبها: هه فكرك يابا وفاء الشد بفيد... المال يا وفاء قوّى عيونهم دام الجيبة مليانة وعندهم حلم صعب كسرو ما بتقدري تسيطري عليهم ولا حتى تنصحيهم... وصدقيني حتى النصيحة بهالجيل صارت استنقاص وكأنو حب الخير للتاني ونصحو صار نقص وعيب... شو بدنا نعمل غير نحتال بالدهاء وندعيلهم بهداة البال... بس صدقيني بحس رجالنا ما بحبوا الشي الظاهر بتلاقيهم بعد شوي بالسر متزوجين... شوفي حال أخوكي جميل وأخوكي كنعان والله خلوني أبصم بجينات العيلة الحلال يلي فيه تشهير ما بريدوه... فاتركيهم ع راحتهم المهم ما راحوا للحرام... الناس ما بتفكر كيف بنفكر...
العمة وفاء زمتت شفايفها بحيرة غير رضيانة عن يلي سمعتو فعقبت ع كلامو مستشعرة ببرودة الجو العم تزيد مع قعدتها بوجه الهوى: بس يابا صعب يلي تجيبو يكسر عينك وما يحترم كلمتك سواء قدامك ولا من ورا ضهرك...
الجد طالعها بعمق معطيها يلي عندو: والله يابا الدنيا ابتلاءات وما بتعرفي نصيبك من الابتلاء مع مين هيكون هل مع ابن ولا مع مجموعة ولاد ولا مع الزوج ولا مع الأخوة ولا مع الخوات ولا مع الجارات ولا مع الصحبة ولا بالصحة ولا بالمال ولا بالدين ولا بالأملاك... ولا بالأهل والأحباب... فيعني احنا بنعيم... بس والله احنا يلي فينا الخلل العرق دساس يابا... حاولت نقي حاولت ربي ع الدين بس هادا يلي طلع معاي...
وفاء ضحكت من كل قلبها ع كلامو اللامس قلبها: ههههههه اه والله يابا صدقت فيها احنا عرقنا دساس ولولا تارنا مع دهب لأبصر شو عملنا كان نخرنا الجبل وكنا أقطع من دهب...
الجد تنهد بوجع ع حالهم مخبرها: وزرنا وزر يا وفاء وما حد رح ينرحم منو لا صالح يلي رح الله يطهرو فيه ولا الطالح يلي العقاب رح يطحنو فيه...
وسكت مطالع ببعيد متنعم بهالهوى إلا بسؤال العمة وفاء المفاجئ: أبو ضرغام حملت جبال ما حملتها ففكرك يابا احنا خلفتك رح نقدر نكمّل يلي عملتو... ولا فاتنا القطار وما ضل للعمر قد ما بقى...
الجد تبسملها بدهاء: ههه إنتي شو شفتي من يلي شفتو... ما تاكلي هم شي الما بتقدري عليه فوضيه لله... ما حد كبر بدون ما انعك بهالحياة فتجلدي واصبري لإنو الصبر بحل كلشي... ولف وجهو بس سمع صوت سيارة جاي لعندهم فنطق بدون ما يلف راسو: نوّر كنعان أخوكي!
إلا نطقت وفاء بدهشة من يلي شافتو: هادا هارون يابا أجى!
الجد لف بسرعة وهو متعجب هالهارون من وين طلعلو... فبسرعة انسحبت وفاء من القعدة بخجل رادة لجوا وهي لامحة سيارة كنعان الدخلت وراه... وشو تمنت لو تبعتلو رسالة تسألو فيها "خير شو جابو هادا عنا بآخر الليل بكل عين قوية" بس خجلت فبقت ع الشباك مطالعة شاللي عم بصير بدون ما يصلها حرف واحد من يلي عم يحكوه... فتوقعت يا جاي ع البلد كرمال يتزوج دام مرتو ماتت من فترة يا عشان شي تاني ما بتعرفو... بس أكيد مالو دخل بأمينة يلي بتقربلو من بعيد...
فقعدت ع الكنب حايرة هادا يلا كل كم سنة ينورهم بس هلأ أجى هيك ع فجأة خير يا طير... فشو تمنت ترسل لأمينة الكانت قاعدة ع أعصابها وهي عم تستنى خبر عن ابنها الما عم يرد ع اي اتصالاتها من تسكير تليفونو... فتطالع ببنتها جوري الأمرتها تنام عندها من خوفها عليها ومن شعورها بعدم الأمان... فتضلها تشد ع حالها وهي عم تطالع التليفون ولا الباب مستنية صوت مشيتو لتطمن عليه بس ما فيها من ورا بيت حماها وبيت حمى كنتها الجننوه تجنن... وكادوا يجننوها اليوم معو لإنها عم تشوفهم قدام عيونها وين ما بتروح ببيت عزا الأشقر... بس شو تساوي دام عيلة الدبش داخلين بدهب كتير... فاستغفرت ربها من الغل والحقد والخوف العم ياكلوا قلبها أكل من الضعف يلي هي فيه من ورا كنتها الكانت بذات الوقت عم تعيش بسعادة غامرتها رغم الشعور المفاجئ العم يكدر عليها فرحها بين الفترة والتاتية... فتطنش هالشعور وتكمل بشغلها بمساعدتها للموظفات الكانوا عم يعدوا عطور خاصة بالصيف دام البرازيل عم تشهد هالأيام هاي ايام صيفية متناقضة مع جو شامخة الما بتشبه لا جوهم ولا نمط شغلهم الكانوا عم يشتغلوا فيه وهما عم يغنوا ببن العربي والبرتغالي لإنهم خليط من العرب والبرازيليين... فتطالعهم وتطالع الورود الجميلة المحاطة فيهم واللي مبللة بزخات المطر الرطبة الحارمتها اليوم لتطلع مع بنتها لبرا كرمال تلعبها مع البجعات من بعيد...


يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -